المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذاق طعم الإيمان مَن رَضِيَ.....


عَبِيرُ الإسلام
2016-01-14, 10:55
http://www6.0zz0.com/2014/08/10/12/600589889.gif


http://img.qwled.com/i/814e37965ccb1fc86c36c975bbcd9999.jpg


ذاق طعم الإيمان مَنْ رَضِيَ



للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله



قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : «ذَاقَ طَعْمَ الإيمانِ : مَنْ رَضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّدٍ رَسُولاً » رواه مسلم.

وقال -صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ قَالَ حِيْنَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ : رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا. غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ» رواه مسلم.

وهذان الحديثان عليهما مدار مقامات الدّين، وإليهما ينتهي. وقد تضمّنا الرِّضَا بربوبيته سبحانه، وألوهيته، والرِّضَا برسوله والإنقياد له، والرِّضَا بدينه والتّسليم له.
ومَن اجتمعت له هذه الأربعة: فهو الصِّدِّيق حقا. وهي سهلة بالدعوى واللسان وهي من أصعب الأمور عند الحقيقة والامتحان، ولا سيّما إذا جاء ما يخالف هوى النفس ومرادها من ذلك: تبين أن الرضى كان لسانه به ناطقا. فهو على لسانه لا على حاله.

فالرِّضَا بإلهيته : يتضمن الرِّضَا بمحبّته وحده، وخوفه، ورجائه، والإنابة إليه، والتبتل إليه، وانجذاب قوى الإرادة والحب كلها إليه، فعل الراضي بمحبوبه كل الرضى، وذلك يتضمن عبادته والإخلاص له.

والرِّضَا بربوبيته : يتضمن الرِّضَا بتدبيره لعبده، ويتضمن إفراده بالتوكل عليه، والاستعانة به، والثقة به، والاعتماد عليه، وأن يكون راضيا بكل ما يفعل به.

فالأول : يتضمن رضاه بما يؤمر به

والثاني : يتضمن رضاه بما يقدر عليه

"وكثير من الناس يرضى بالله ربا ولا يبغي ربا سواه، لكنه لا يرضى به وحده وليا وناصراً. بل يوالي من دونه أولياء. ظناً منه أنهم يقربونه إلى الله، وأن موالاتهم كموالاة خواص الملك. وهذا عين الشرك. بل التوحيد: أن لا يتخذ من دونه أولياء. والقرآن مملوء من وصف المشركين بأنهم اتخذوا من دونه أولياء.

وهذا غير موالاة أنبيائه ورسله، وعباده المؤمنين فيه، فإن هذا من تمام الإيمان، ومن تمام موالاته. فموالاة أوليائه لون، واتّخاذ الولي من دونه لون.

ومَن لم يفهم الفرقان بينهما فليطلب التّوحيد من أساسه فإن هذه المسألة أصل التوحيد وأساسه.

وكثير من الناس يبتغي غيره حكما يتحاكم إليه، ويخاصم إليه، ويرضى بحكمه. وهذه المقامات الثلاث هي أركان التوحيد: أن لا يتّخذ سواه رباً، ولا إلهاً، ولا غيره حكماً".

وأمّا الرِّضَا بنبيّه رسولا : فيتضمن كمال الانقياد له، والتسليم المطلق إليه؛ بحيث يكون أولى به من نفسه، فلا يتلقى الهدى إلا من مواقع كلماته، ولا يحاكم إلا إليه، ولا يحكم عليه غيره، ولا يرضى بحكم غيره ألبتة؛ لا في شيء من أسماء الرب وصفاته وأفعاله، ولا في شيء من أذواق حقائق الإيمان ومقاماته، ولا في شيء من أحكام ظاهره وباطنه، لا يرضى في ذلك بحكم غيره، ولا يرضى إلا بحكمه، فإن عجز عنه كان تحكيمه غيره من باب غذاء المضطر إذا لم يجد ما يقيته إلا من الميتة والدم، وأحسن أحواله: أن يكون من باب التراب الذي إنما يتيمم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور.

وأما الرِّضَا بدينه : فإذا قال أو حكم أو أمر أو نهى : رضي كل الرضى، ولم يبق في قلبه حرج من حكمه، وسلم له تسليما، ولو كان مخالفاً لمراد نفسه، أو هواها، أو قول مقلده وشيخه وطائفته.

وههنا يوحشك الناس كلّهم إلاّ الغرباء في العالم. فإياّك أن تستوحش من الاغتراب والتّفرّد، فإنّه والله عين العزة والصحبة مع الله ورسوله، وروح الأنس به، والرضى به ربا، وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا.

بل الصادق كلما وجد مس الاغتراب، وذاق حلاوته، وتنَسَّم روحه قال: اللهم زدني اغتراباً ووحشةً من العالم، وأنسا بك. وكلما ذاق حلاوة هذا الاغتراب، وهذا التفرد: رأى الوحشة عين الأنس بالناس، والذل عين العز بهم، والجهل عين الوقوف مع آرائهم وزبالة أذهانهم، والانقطاع: عين التقيد برسومهم وأوضاعهم. فلم يؤثر بنصيبه من الله أحداً من الخلق، ولم يَبِعْ حظه من الله بموافقتهم فيما لا يُجدي عليه إلا الحرمان. وغايته: مودةَ بينهم في الحياة الدنيا. فإذا انقطعت الأسباب، وحَقَّت الحقائق، وبُعثِرَ ما في القبور، وحُصِّل ما في الصدور، وبُليت السرائر، ولم يجد من دون مولاه الحق من قوة ولا ناصر: تبين له حينئذ مواقع الربح والخسران، وما الذي يَخِفُّ أو يرجح به الميزان، والله المستعان، وعليه التكلان.

من كتاب مدراج السالكين ( 1 / 568 – 575 )

ريـاض
2016-01-14, 12:33
بارك الله فيكم

الربيع ب
2016-01-14, 14:28
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وجزاكم عنا خيرا

سبحان الله
هل للإيمان طعم يستلذه المؤمن ويطعمه ؟!
وقد قال : ذاق طعم الإيمان ...
فما طعمه يا ترى ؟؟

اللهم اجعلنا هداة مهتدين .

عائشة قدوتي
2016-01-14, 19:13
بارك الله فيك

♥نسمات عطرة♥
2016-01-14, 19:33
♥ شكرااااا~~ ♥

عَبِيرُ الإسلام
2016-01-14, 19:39
بارك الله فيكم جميعًا ووفّقني وإيّاكم للهدى والفلاح