sidali75
2016-01-13, 22:02
بسم الله الرحمن الرحيم
سيرة الأحنف بن قيس التابعي وموعظته للمؤمنين وتواضعه لله رب العالمين
هو التابعي الأحنف بن قيس ابن معاوية بن حصين الأمير الكبير العالم النبيل أبو بحر التميمي اسمه ضحاك وقيل صخر وشهر بالأحنف لحنف رجليه وهو العوج والميل، قال سليمان بن أبي شيخ كان أحنف الرجلين جميعا ولم يكن له إلا بيضة واحدة واسمه صخر بن قيس أحد بني سعد وأمه حبيّ بنت قرط من قبيلة باهلة وأخوها الأخطل بن قرط من الشجعان وهو من قال فيه الأحنف يوم الجفرة من له خال مثل خالي،
إمام في الحلم
ضرب به المثل في الحلم والورع كما ضرب المثل في الذكاء بالقاضي إياس فكانوا يقولون: "في حلم أحنف وذكاء إياس" إنه التابعي الأحنف بن قيس، ولقد دعا له النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال "اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول فما شيء أرجى عندي من ذلك".
هو تابعي من الطبقة الأولى لانه لم ير الرسول عليه الصلاة والسلام
فضله ومناقبه
كان سيد تميم، أسلم في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)و لم يره. وفد على عمر. حدث عن عمر وعلي وأبي ذر والعباس وابن مسعود وعثمان بن عفان وعدة، وعنه عمرو بن جاوان والحسن البصري وعروة بن الزبير وطلق بن حبيب وعبد الله بن عميرة ويزيد بن الشخير وخليد العصري وآخرون وهو قليل الرواية.
وروي عن الأحنف بن قيس قال بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال ألا أبشرك قلت بلى قال أما تذكر إذ بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قومك بني سعد أدعوهم إلى الإسلام فجعلت أخبرهم وأعرض عليهم فقلت إنه يدعو إلى خير وما أسمع إلا حسنا فذكرت ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال "اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول فما شيء أرجى عندي من ذلك" رواه أحمد في مسنده
وروي عن الأحنف أيضا أنه قدم على عمر بفتح تستر فقال قد فتح الله عليكم تستر وهي من أرض البصرة فقال رجل من المهاجرين يا أمير المؤمنين إن هذا يعني الأحنف الذي كف عنا بني مرة حين بعثنا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في صدقاتهم وقد كانوا هموا بنا قال الأحنف فحبسني عمر عنده سنة يأتيني في كل يوم وليلة فلا يأتيه عني إلا ما يحب ثم دعاني فقال يا أحنف هل تدري لم حبستك عندي قلت لا يا أمير المؤمنين قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حذرنا كل منافق عليم فخشيت أن تكون منهم فأحمد الله يا أحنف"
قال ابن المبارك قيل للأحنف بم سودوك قال لو عاب الناس الماء لم أشربه.
وقال خالد بن صفوان كان الأحنف يفر من الشرف والشرف يتبعه وقيل للأحنف إنك كبير والصوم يضعفك قال اني أعده لسفر طويل وقيل كانت عامة صلاة الأحنف بالليل وكان يضع أصبعه على المصباح ثم يقول حس ويقول ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا. وروي أبو الأصفر أن الأحنف استعمل على خراسان فأجنب في ليلة باردة فلم يوقظ غلمانه وكسر ثلجا واغتسل. وقال عبد الله بن بكر المزني عن مروان الأصفر سمع الأحنف يقول اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك وإن تعذبني فأنا أهل ذاك.
قال مغيرة ذهبت عين الأحنف فقال ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد.
وفاته
مات الأحنف سنة 67 هـ وقيل: مات في إمرة مصعب بن الزبير على العراق.
عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة قال حضرت جنازة الأحنف بالكوفة فكنت فيمن نزل قبره فلما سويته رأيته قد فسح له مد بصري فأخبرت بذلك أصحابي فلم يروا ما رأيت.
قال أبو عمرو بن العلاء توفي الأحنف في دار عبيد الله بن أبي غضنفر فلما دلي في حفرته أقبلت بنت لأوس والسعدي وهي على راحلتها عجوز فوقفت عليه وقالت من الموافى به حفرته لوقت حمامه قيل لها الأحنف بن قيس قالت والله لئن كنتم سبقتمونا إلى الاستمتاع به في حياته لا تسبقونا إلى الثناء عليه بعد وفاته ثم قالت لله درك من مجن في جنن ومدرج في كفن وإنا لله وإنا إليه راجعون نسأل من ابتلانا بموتك وفجعنا بفقدك أن يوسع لك في قبرك وأن يغفر لك يوم حشرك أيها الناس إن أولياء الله في بلاده هم شهوده على عباده وإنا لقائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل لحسن الثناء أما والذي كنت من أجله في عدة ومن الحياة في مدة ومن المضمار إلى غاية ومن الآثار إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت مودودا حميدا ومت سعيدا فقيدا ولقد كنت عظيم الحلم فاضل السلم رفيع العماد واري الزناد منير الحريم سليم الأديم عظيم الرماد قريب البيت من الناد.
.
موعظة الأحنف بن قيس للمؤمنين وتواضعه لله رب العالمين
مِن أيِّ هَؤلاءِ أنت؟!
رُويَ أنَّ الأحنَفَ بنُ قَيسٍ كانَ جالِساً يَوماً فَجالَ في خاطِرِهِ قَولُهُ تَعالى: [ لَقَدْ أنْزَلنا إليكُم كِتاباً فِيهِ ذِكرُكُم أفلا تَعقِلون؟ ]
فقال :عليَّ بالمُصحِف لألتَمسَ ذِكري حتى أعَلمَ مَنْ أنا و مَن أشبَه ؟
* فَمرَّ بِقَومٍ ..
[كانوا قليلاً مِن الليلِ ما يَهجَعون وبالأسحارِ هُم يَستَغفِرون و في أموالِهم حَقٌ للسائِلِ والمحروم]
* ومرَّ بقومٍ ..
[ يُنفِقونَ في السرَّاءِ والضرَّاءِ والكاظِمينَ الغَيظَ والعافينَ عَن الناس ]
* ومرَّ بقوم ..
[ يؤثِرونَ على أنفُسِهِم ولو كان بِهم خَصاصة ومَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ فأولئك هُم المُفلِحون ]
* ومرَّ بقوم ..
[ يَجتَنِبونَ كَبائِرَ الإثمِ والفَواحشَ وإذا ما غضبوا هم يَغفِرون ] فقال تواضعاُ منه :اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء...
ثم أخذ يقرأ
* فمر بقوم
[ إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ]
ومرَّ بقوم يقال لهم :
[ ما سَلَكَكُم في سَقر قالوا لَم نَكُ مِن المُصلين ولم نَكُ نُطعِمُ المِسكين ]
فقال : اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء ..
*حتى وقع على قوله تعالي :
[ وآخرونَ أعترفوا بِذنوبِهم خَلطوا عَملاً صالِحاً و آخرَ سيئاً عَسى اللهُ أنْ يَتوبَ عِليهِم إنَّ اللهَ غَفورٌ رَحيم ]
فقال : اللهم أنا من هؤلاء .!!
انتهى
فماذا نقول نحن يا أحنف بن قيس ؟؟
اللهم إن لم ترحمنا و تتولانا برحمتك لنكونن من الخاسرين
سيرة الأحنف بن قيس التابعي وموعظته للمؤمنين وتواضعه لله رب العالمين
هو التابعي الأحنف بن قيس ابن معاوية بن حصين الأمير الكبير العالم النبيل أبو بحر التميمي اسمه ضحاك وقيل صخر وشهر بالأحنف لحنف رجليه وهو العوج والميل، قال سليمان بن أبي شيخ كان أحنف الرجلين جميعا ولم يكن له إلا بيضة واحدة واسمه صخر بن قيس أحد بني سعد وأمه حبيّ بنت قرط من قبيلة باهلة وأخوها الأخطل بن قرط من الشجعان وهو من قال فيه الأحنف يوم الجفرة من له خال مثل خالي،
إمام في الحلم
ضرب به المثل في الحلم والورع كما ضرب المثل في الذكاء بالقاضي إياس فكانوا يقولون: "في حلم أحنف وذكاء إياس" إنه التابعي الأحنف بن قيس، ولقد دعا له النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال "اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول فما شيء أرجى عندي من ذلك".
هو تابعي من الطبقة الأولى لانه لم ير الرسول عليه الصلاة والسلام
فضله ومناقبه
كان سيد تميم، أسلم في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)و لم يره. وفد على عمر. حدث عن عمر وعلي وأبي ذر والعباس وابن مسعود وعثمان بن عفان وعدة، وعنه عمرو بن جاوان والحسن البصري وعروة بن الزبير وطلق بن حبيب وعبد الله بن عميرة ويزيد بن الشخير وخليد العصري وآخرون وهو قليل الرواية.
وروي عن الأحنف بن قيس قال بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال ألا أبشرك قلت بلى قال أما تذكر إذ بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قومك بني سعد أدعوهم إلى الإسلام فجعلت أخبرهم وأعرض عليهم فقلت إنه يدعو إلى خير وما أسمع إلا حسنا فذكرت ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال "اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول فما شيء أرجى عندي من ذلك" رواه أحمد في مسنده
وروي عن الأحنف أيضا أنه قدم على عمر بفتح تستر فقال قد فتح الله عليكم تستر وهي من أرض البصرة فقال رجل من المهاجرين يا أمير المؤمنين إن هذا يعني الأحنف الذي كف عنا بني مرة حين بعثنا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في صدقاتهم وقد كانوا هموا بنا قال الأحنف فحبسني عمر عنده سنة يأتيني في كل يوم وليلة فلا يأتيه عني إلا ما يحب ثم دعاني فقال يا أحنف هل تدري لم حبستك عندي قلت لا يا أمير المؤمنين قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حذرنا كل منافق عليم فخشيت أن تكون منهم فأحمد الله يا أحنف"
قال ابن المبارك قيل للأحنف بم سودوك قال لو عاب الناس الماء لم أشربه.
وقال خالد بن صفوان كان الأحنف يفر من الشرف والشرف يتبعه وقيل للأحنف إنك كبير والصوم يضعفك قال اني أعده لسفر طويل وقيل كانت عامة صلاة الأحنف بالليل وكان يضع أصبعه على المصباح ثم يقول حس ويقول ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا. وروي أبو الأصفر أن الأحنف استعمل على خراسان فأجنب في ليلة باردة فلم يوقظ غلمانه وكسر ثلجا واغتسل. وقال عبد الله بن بكر المزني عن مروان الأصفر سمع الأحنف يقول اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك وإن تعذبني فأنا أهل ذاك.
قال مغيرة ذهبت عين الأحنف فقال ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد.
وفاته
مات الأحنف سنة 67 هـ وقيل: مات في إمرة مصعب بن الزبير على العراق.
عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة قال حضرت جنازة الأحنف بالكوفة فكنت فيمن نزل قبره فلما سويته رأيته قد فسح له مد بصري فأخبرت بذلك أصحابي فلم يروا ما رأيت.
قال أبو عمرو بن العلاء توفي الأحنف في دار عبيد الله بن أبي غضنفر فلما دلي في حفرته أقبلت بنت لأوس والسعدي وهي على راحلتها عجوز فوقفت عليه وقالت من الموافى به حفرته لوقت حمامه قيل لها الأحنف بن قيس قالت والله لئن كنتم سبقتمونا إلى الاستمتاع به في حياته لا تسبقونا إلى الثناء عليه بعد وفاته ثم قالت لله درك من مجن في جنن ومدرج في كفن وإنا لله وإنا إليه راجعون نسأل من ابتلانا بموتك وفجعنا بفقدك أن يوسع لك في قبرك وأن يغفر لك يوم حشرك أيها الناس إن أولياء الله في بلاده هم شهوده على عباده وإنا لقائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل لحسن الثناء أما والذي كنت من أجله في عدة ومن الحياة في مدة ومن المضمار إلى غاية ومن الآثار إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت مودودا حميدا ومت سعيدا فقيدا ولقد كنت عظيم الحلم فاضل السلم رفيع العماد واري الزناد منير الحريم سليم الأديم عظيم الرماد قريب البيت من الناد.
.
موعظة الأحنف بن قيس للمؤمنين وتواضعه لله رب العالمين
مِن أيِّ هَؤلاءِ أنت؟!
رُويَ أنَّ الأحنَفَ بنُ قَيسٍ كانَ جالِساً يَوماً فَجالَ في خاطِرِهِ قَولُهُ تَعالى: [ لَقَدْ أنْزَلنا إليكُم كِتاباً فِيهِ ذِكرُكُم أفلا تَعقِلون؟ ]
فقال :عليَّ بالمُصحِف لألتَمسَ ذِكري حتى أعَلمَ مَنْ أنا و مَن أشبَه ؟
* فَمرَّ بِقَومٍ ..
[كانوا قليلاً مِن الليلِ ما يَهجَعون وبالأسحارِ هُم يَستَغفِرون و في أموالِهم حَقٌ للسائِلِ والمحروم]
* ومرَّ بقومٍ ..
[ يُنفِقونَ في السرَّاءِ والضرَّاءِ والكاظِمينَ الغَيظَ والعافينَ عَن الناس ]
* ومرَّ بقوم ..
[ يؤثِرونَ على أنفُسِهِم ولو كان بِهم خَصاصة ومَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ فأولئك هُم المُفلِحون ]
* ومرَّ بقوم ..
[ يَجتَنِبونَ كَبائِرَ الإثمِ والفَواحشَ وإذا ما غضبوا هم يَغفِرون ] فقال تواضعاُ منه :اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء...
ثم أخذ يقرأ
* فمر بقوم
[ إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ]
ومرَّ بقوم يقال لهم :
[ ما سَلَكَكُم في سَقر قالوا لَم نَكُ مِن المُصلين ولم نَكُ نُطعِمُ المِسكين ]
فقال : اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء ..
*حتى وقع على قوله تعالي :
[ وآخرونَ أعترفوا بِذنوبِهم خَلطوا عَملاً صالِحاً و آخرَ سيئاً عَسى اللهُ أنْ يَتوبَ عِليهِم إنَّ اللهَ غَفورٌ رَحيم ]
فقال : اللهم أنا من هؤلاء .!!
انتهى
فماذا نقول نحن يا أحنف بن قيس ؟؟
اللهم إن لم ترحمنا و تتولانا برحمتك لنكونن من الخاسرين