المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : *** الامتحان والاختبار ***


** أبو أسيد **
2016-01-12, 22:32
الامتحان والاختبار
الشيخ د. رضا بوشامة
جمادى الأولى 1429ﮬـ


في الأيام القليلة القادمة يقصد كثير من أبناء المجتمعات الإسلامية

شبابا وشابات قاعات الاختبار؛ ليُميَّز المجتهد والمجد من غيره

خلال فترة دراسته وتلقيه للعلوم الدينية أو الدنيوية في المؤسسات

التعليمية التي ينتسب إليها، وقد قيل: يوم الامتحان يُكرم المرء أو

يُهان، وترى الكثير ـ إن لم نقل الكلَّ ـ ممَّن سيُختبر أياماً قبل ذلك في

جِدٍّ وتحصيل، ومراجعة ومذاكرة، لا وقت لدى أحدهم، ولا همَّ له إلا

ما هو مقرر عليه حفظه وفهمه، لا يكاد أحدهم يضيع لحظة من

لحظاته، بل منهم من يزهد فيما كان لا غنية له عنه، من مأكل وراحة

ونوم، يسهر الكثير منهم إلى آخر الليل، ويستيقظ عند سماع أذان

الفجر أو صياح الديك، بينما كان قبل ذلك ينام عن صلاة الفجر، ولا

تكاد تغرب شمس النهار حتى يأوي إلى فراشه، أو يستقبل شاشة

تلفازه، يقلب أنظاره فيما حرم الله، وإن أذَّن مؤذن الصلاة كأنَّ في

أذنيه وقْرا.







ألا فليعلم هؤلاء أنَّ امتحانات الدنيا مهما اجتهد فيها الإنسان وبذل،

وترك من الملذات والشهوات، فهو امتحان بين المخلوق والمخلوق،

وحياة المرء وسعادته لا تتوقف على نجاحه في هذا الامتحان أو

خسارته؛ لأنَّ المرء لا يدري فيما كُتب له الخير، أفي مواصلة

تحصيل العلوم وطلبها، أم في تركه لتلك العلوم وانصرافه إلى ما هو

مسخَّر له.



لذا تجد من لا يفقه هذا السرَّ، إن خاب وخسر في امتحاناته يتسخَّط

على القدَر الذي ساقه الله إليه، بل قد يفقد أمله في الحياة، بل منهم من

يضع حدًّا لحياته بعد خسارته، فيخسر الدنيا والآخرة وذلك هو

الخسران المبين.




أمَّا المؤمن الصَّادق، الذي ملأ قلبَه بحبِّ الله والرضا بقدره خيره

وشره، حلوه ومرِّه، فإن نجح علم أنَّ نجاحه بيد الله وتوفيقه، وإن


خسر ـ بعد أن يبذل ما في وسعه من حرص على النَّجاح ـ علم أنَّ ما

كتبه الله له واقع لا محالة، ولم يكن لأحد كائنا من كان أن يردَّ قضاء

الله وقدره، فيفرح بنعم الله عليه،ـ ويصبر على ابتلاء الله له، وهذا

مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله

له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا

له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له»، فالصبر والاحتساب

يخفِّف مصيبَتَه ويوفِّر أجرَه، والجزع والتسخط والتشكي يزيد في

المصيبة ويذهب الأجر.







ثم إنَّ المرء لا يعلم في أي الأمرين يكون الخير، أفي نجاحه في

دراسته أم في عدم ذلك؛ والله تعالى يقول: ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا

وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ﴾، بل قد يكون الشرُّ

كلُّ الشَّرِّ في استمرار المرء في دراسته، كما نرى في واقعنا من بين

حاملي الشهادات من أداه علمه إلى الكفر بالله والإلحاد في دينه، وإلى

الفسق والفجور والاستهزاء بأهل الخير والصلاح.





وأفضل العلم ما كان نافعا للعبد في دينه ودنياه، ونافعا لأمته ووطنه

وأهل دينه، لا ما كان سببا في تعاسته وتعاستهم، وشقائه وشقائهم،

فمثل هؤلاء يُتمنى لهم البقاء على الجهل أحسن من التَّمادي في العلم

الذي يورث الخيبةَ والحسرةَ لهم ولأبناء أمتهم.



ثم ليعلم المرء أنَّ العلم غير متوقف حيث أوقفته شهادته، بل يستمر

إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فمن فاته متابعة العلم في

المدارس والجامعات، فقد فتح الله له آفاقا ومجالات للتعلم والتكسب

غير تلك المؤسسات، خاصة فيما جدَّ ويجدُّ من وسائل التعلم الكثيرة

السهلة التناول، إذا أحسن الإنسان استغلالها منحته الكثير من

المعارف والعلوم، وهذا كلُّه حتى لا ييأس الإنسان من طلب العلم

النَّافع، ويبذل قصارى جهده لينفع أمته وينهض بها من سباتها

وغفلتها.









وهذا الذي قدَّمتُ الحديثَ عنه هو في امتحانات الدنيا التي تدور بين

المخلوق ومثله، والعبد وجنسه، ولا ينبغي لمن أراد الخير لنفسه أن

يغفل عن الامتحان الذي ليس بعده امتحان، فعنده يُكرم المرء حقيقة

أو يُهان، ففريق في النعيم والجنان وفريق في السعير والنيران، وهو

امتحان يكون بين المخلوق وخالقِه، فحريٌّ بمن دخله ـ وكلٌّ داخله لا

محالة ـ أن يعمل ويجدَّ لينجح ويجتاز هذه العقبة، فليتنا نعدُّ له عُدَّته

كما نعدُّ للامتحان الدنيوي عدَّته، بل ولم نبلغ معشار ذلك.




وقد اختبر الله تعالى عباده في هذه الدنيا بعدة اختبارات؛ ليعلم العبد

مع أي الفريقين يكون، مع الفائزين أم الخاسرين، ومن تلكم

الاختبارات التي يُمتحن بها العباد في الدنيا ما نراه ونسمعه من كثير

من المنتسبين إلى الإسلام من ادعاء محبة الله تعالى وأنهم أهل الله

وخاصته، فهؤلاء يُنظر في متابعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فإن

كانوا موافقين له في أعمالهم وأقوالهم فقد نالوا محبة الله لهم، وإن

كانوا نقيض ذلك فهو مجرد ادعاء لم يُقيموا عليه بينات؛ وذلك أنَّ الله

تعالى قال في كتابه العزيز: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ

اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، قال ابن كثير رحمه الله: «

هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادَّعى محبة الله وليس هو على

الطريقة المحمدية؛ فإنَّه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع

الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله، كما ثبت في

الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ عَمِلَ

عَمَلا لَيْسَ عليه أمْرُنَا فَهُوَ رَدُّ» ولهذا قال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ

فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم مِن مَحَبَّتِكم إياه،

وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض الحكماء

العلماء: ليس الشأن أن تُحِبّ، إنَّما الشأن أن تُحَبّ، وقال الحسن

البصري وغيره من السلف: زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله

بهذه الآية».





نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحبه ويحب من يحبه ويحشرنا في

زمرة حبيبنا ونبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويجعلنا من

أتباعه والمهتدين بهديه، والمحبين له، فالمرء مع من أحب، وأن

يوفقنا لاجتياز امتحانات الدنيا وامتحانات الآخرة، والله أعلم وصلى

الله على نبيه الأكرم وسلَّم.







الفاصلة1

La reine Nour
2016-01-13, 13:19
بارك الله فيك.كلمات في الصميم

انسام الريح
2016-01-13, 13:44
بارك الله فيك

** أبو أسيد **
2016-01-13, 15:53
بارك الله فيك.كلمات في الصميم




فيكم بارك الله و حفظكم ....

أم سمية الأثرية
2016-01-13, 16:38
جزاكم الله خيرا

موضوع قيم لمن عقله

** أبو أسيد **
2016-01-13, 18:01
جزاكم الله خيرا

موضوع قيم لمن عقله




واياكم جزى الله و حفظكم ...

الربيع ب
2016-01-14, 14:03
بارك الله فيك أبا أسيد
وبارك في الأخ والشيخ رضا
حفظه الله ورعاه ونفعه ونفع به الأمة والمسلمين حيث كان وكانوا
هو ذاك ...
وإن هذه الامتحانات لتمر سريعا وللعبد المشارك فيها وقت محدد يتسع ويضيق
يتسع على من أنعم الله عليه بعقل وفكرة وحضر وجد واجتهد ..
ويضيق على من تمنى الأماني ، وسوف وأعمل الفكرة في غير موقعها ووظفها في غير محلها ..

وأما الامتحان الآخر ، والذي يخص كل عاقل مكلف مسلم بالخصوص - وإن كانت الرسالة عامة والسؤال وارد على كل مقبور من البشر - فالجدير أن يذكر المؤمنون
" وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين "
فهو امتحان فيه الخير على كل حال بالنسبة للمؤمن في سرائه وضرائه ، وهو للمؤمن وفقط هذا الخير
(( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير .... )) الحديث .
والعاقل لو رأى في هذا الامتحان يرى عجبا ، وما لم يره في امتحانات الدراسة هذه أبدا
فانظر رحمك الله كيف يهديك الله إلى صراطه المستقيم وتتعلم ما يجب عليك من أمور الدين وما تستقيم به حياتك وعبادتك لله ، ثم تسأل عن ذلك وقد علمته مسبقا ، أضف إلى أنك تعرف الأسئلة معرفة تامة وقد وردت عليك قبل الامتحان ...
فهل أعددت لها جوابا ...
وجوابها قبل يوم الامتحان الحقيقي أن تكون على الصراط ثابتا ولطرق الهداية طالبا ، ولسبيل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته سالكا ولآثارهم مقتفيا وبهم مقتديا ....
ويومها إن شاء الله أبشر واسأل الله أن تكون ممن قال فيهم
" يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة "
وبذلك تكون قد اجتزت الامتحان بنجاح إن شاء الله
ذلك أن ...
(( القبر أول منازل الآخرة، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه .. ))
وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه (( إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء، بيض الوجوه ... )) دليل على ذلك .

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة
اللهم اجعلنا هداة مهتدين .

** أبو أسيد **
2016-01-14, 17:55
بارك الله فيك أبا أسيد
وبارك في الأخ والشيخ رضا
حفظه الله ورعاه ونفعه ونفع به الأمة والمسلمين حيث كان وكانوا
هو ذاك ...
وإن هذه الامتحانات لتمر سريعا وللعبد المشارك فيها وقت محدد يتسع ويضيق
يتسع على من أنعم الله عليه بعقل وفكرة وحضر وجد واجتهد ..
ويضيق على من تمنى الأماني ، وسوف وأعمل الفكرة في غير موقعها ووظفها في غير محلها ..

وأما الامتحان الآخر ، والذي يخص كل عاقل مكلف مسلم بالخصوص - وإن كانت الرسالة عامة والسؤال وارد على كل مقبور من البشر - فالجدير أن يذكر المؤمنون
" وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين "
فهو امتحان فيه الخير على كل حال بالنسبة للمؤمن في سرائه وضرائه ، وهو للمؤمن وفقط هذا الخير
(( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير .... )) الحديث .
والعاقل لو رأى في هذا الامتحان يرى عجبا ، وما لم يره في امتحانات الدراسة هذه أبدا
فانظر رحمك الله كيف يهديك الله إلى صراطه المستقيم وتتعلم ما يجب عليك من أمور الدين وما تستقيم به حياتك وعبادتك لله ، ثم تسأل عن ذلك وقد علمته مسبقا ، أضف إلى أنك تعرف الأسئلة معرفة تامة وقد وردت عليك قبل الامتحان ...
فهل أعددت لها جوابا ...
وجوابها قبل يوم الامتحان الحقيقي أن تكون على الصراط ثابتا ولطرق الهداية طالبا ، ولسبيل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته سالكا ولآثارهم مقتفيا وبهم مقتديا ....
ويومها إن شاء الله أبشر واسأل الله أن تكون ممن قال فيهم
" يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة "
وبذلك تكون قد اجتزت الامتحان بنجاح إن شاء الله
ذلك أن ...
(( القبر أول منازل الآخرة، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه .. ))
وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه (( إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء، بيض الوجوه ... )) دليل على ذلك .

اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة
اللهم اجعلنا هداة مهتدين .





فيكم بارك الله أخي الفاضل و حياكم و رعاكم..


جميل جدا ما ذكرتم و أضفتم وتلك هي عادتكم الطيبة

وفقنا الله و اياكم على اجتياز الامتحان بنجاح وذلك هو الفوز العظيم ...

جهينة اليقين
2016-01-14, 21:23
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه

♥سهام♥
2016-01-14, 21:30
بارك الله فيك وجزاك كل خير

Alaa eddin
2016-01-14, 22:32
بارك الله فيك

** أبو أسيد **
2016-01-15, 04:46
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه



آآمين


جزاكم الله خيرا

** أبو أسيد **
2016-01-15, 04:47
بارك الله فيك وجزاك كل خير




و اياكم جزى الله وحفظكم و فيكم بارك ....

** أبو أسيد **
2016-01-15, 04:48
بارك الله فيك




فيكم بارك الله و حفظكم ...

قاصِرَةُ الطّرْف
2016-01-15, 07:38
السلام عليكم

أَيَا مَنْ ليس لي منه مجير
بِعفْوِك من عذابك أستجير
صدق من كتب هذه الحروف التي تُنير
يَسْتَوْعِبُها كل شخص لبيب و غَير لبيب

mr.haki
2016-01-15, 08:18
بارك الله فيك وجزاك كل خير

الرازي2
2016-01-15, 10:37
شكرا جزيلا

** أبو أسيد **
2016-01-15, 12:08
السلام عليكم

أَيَا مَنْ ليس لي منه مجير
بِعفْوِك من عذابك أستجير
صدق من كتب هذه الحروف التي تُنير
يَسْتَوْعِبُها كل شخص لبيب و غَير لبيب






و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيكم وحفظكم ..

** أبو أسيد **
2016-01-15, 12:09
بارك الله فيك وجزاك كل خير




و اياكم جزى الله و حفظكم ...و فيكم بارك ..

** أبو أسيد **
2016-01-15, 12:09
شكرا جزيلا




بارك الله فيكم و حفظكم ...

** أبو أسيد **
2017-02-19, 22:12
يرفع للافادة

fouadfouadd
2017-02-20, 13:31
بارك الله فيكم وحفظكم ..

** أبو أسيد **
2017-03-27, 20:08
بارك الله فيكم وحفظكم ..




فيكم بارك الله و حفظكم ...

** أبو أسيد **
2017-05-18, 21:47
يرفع............