المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استشكال حول نزول المطر على بعض الأقطار أكثر من الأخرى


أبو عمار
2016-01-09, 16:53
استشكال حول نزول المطر على بعض الأقطار أكثر من الأخرى

السؤال :

كثيرا ما نسمع أن عدم نزول المطر من السماء سببه معاصي العباد، فإذا كان كذلك فهل الذين في الهند وغيرهم، الذين تأتيهم السيول باستمرار، يعبدون الله أكثر مما نحن نعبده، أو أن المسألة دوران فلك.. نرجو توضيح ذلك، حيث بذلك يتحدث الناس؟

الجواب :

على كل مسلم أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق وتكفل بأرزاقهم، سواء كانوا كفاراً أو مسلمين، قال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا[1]، وقال جل وعلا: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ[2] وقال سبحانه: وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ[3] فهو سبحانه خلق الخلق من جن وإنس وكفار ومسلمين، وتكفل بأرزاقهم، فهو ينزل الأمطار، ويجري الأنهار في البلاد وغيرها، ويرزق هؤلاء وهؤلاء.

لكنه سبحانه يؤدب عباده المسلمين إذا فعلوا ما يخالف شرعه وعصوا أمره، فيعاقبهم إذا شاء لينتهوا وليحذروا أسباب غضبه، فيمنع سبحانه القطر، كما منع ذلك جل وعلا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أصلح الناس، وعهده أصلح العهود، وصحابته أصلح العباد بعد الأنبياء، ومع هذا ابتلوا بالقحط والجدب، حتى طلب المسلمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستغيث لهم، فقالوا: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله أن يغيثنا، فاستغاث لهم في خطبة الجمعة، ورفع يديه، وقال: ((اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا)) فأنزل الله المطر، وهو على المنبر صلى الله عليه وسلم، أنشأ الله سبحانه سحابة، ثم اتسعت فأمطرت فخرج الناس تهمهم نفوسهم من شدة المطر، فلم يزل المطر حتى جاءت الجمعة الأخرى، فجاءوا إليه وقالوا: يا رسول الله هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله أن يمسكه عنا، فضحك عليه الصلاة والسلام، من ضعف بني آدم، فرفع يديه وقال: ((اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر)) قال أنس رضي الله عنه، الراوي لهذا الحديث: (فتمزق السحاب في الحال، وصارت المدينة في مثل الجوبة).

فالمقصود أنه صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أصيبوا بالجدب واستغاثوا، وهم خير الناس، تعليما من الله سبحانه وتعالى لهم، وتوجيها لهم ولغيرهم إلى الضراعة إليه وسؤاله عز وجل من فضله والتوبة إليه من تقصيرهم وذنوبهم؛ لأن تنبيههم بالجدب ونحوه من المصائب توجيه لهم إلى أسباب النجاة، وليضرعوا إليه، وليعلموا أنه هو الرزاق الفعال لما يريد. فإذا لم يتوبوا، فقد يعاقبهم الله سبحانه بالجدب والقحط وتسلط الأعداء أو غير ذلك من المصائب. حتى ينتبهوا ويرجعوا إلى الله، ويتوبوا إليه، كما قال عز وجل: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[4]، وقال في قصة أحد لما أصابهم ما أصابهم من الهزيمة والقتل والجراح لبعضهم: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ[5]، وفي يوم بدر كان النصر للمسلمين والهزيمة للكفار، وأسر منهم سبعون وقتل سبعون، وفي يوم أحد جرى على المسلمين مصائب بأسباب نفوسهم.

لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر الرماة أن يلزموا الثغر الذي خلف المسلمين، وكانوا خمسين، أمر عليهم عبد الله بن جبير، وقال لهم: ((لا تبرحوا مكانكم ولو رأيتمونا تتخطفنا الطير))، سواء نصرنا أم لم ننتصر، لا تبرحوا مكانكم. فلما نصر الله المسلمين، وانهزم الكفار ظن الرماة أنها الفيصلة، وأن الأمر انتهى وما بقي إلا جمع الغنائم، فانصرفوا من مكانهم، فأمرهم أميرهم أن يبقوا، وذكرهم بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم فامتنعوا عليه، وقالوا: إن الأمر انتهى والكفار انهزموا. فلما فعلوا ذلك جاءت خيل الكفار من خلف المسلمين، ودخلوا من الثغر الذي أهملوه، وصارت المصيبة على المسلمين بأسبابهم.

والمقصود أن المسلمين قد يبتلون بأمور فيها تأديب وتمحيص لهم، وتكفير لذنوبهم وفيها مصالح كثيرة لهم، منها: أن ينتبهوا، وليعلموا أن النصر بيد الله، وأن كونهم عبدوا الله وحده، وكونهم فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكفي، بل لا بد من العمل بطاعة الله، والقيام بأمره سبحانه، والصبر على جهاد أعدائه، ولهذا نبههم بقوله سبحانه: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[6]، فإذا كان الرسول وأصحابه تصيبهم عقوبات الذنوب، ويبتلون كما يبتلى غيرهم، فكيف بغيرهم؟

أما أولئك الكفرة فقد فرغ منهم عدو الله الشيطان، وقد أطاعوه وتابعوه في دول كثيرة من العالم، فإذا أجرى الله عليهم النعم، وأدر عليهم الرزق، وجاءتهم الأمطار، فهو استدراج لهم، والعاقبة وخيمة كما قال تعالى: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ[7]، وقوله سبحانه: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ[8] الآية.

وقد يعجل الله لهم العقوبات في الدنيا، كما نزلت بهم في الحروب العظمى بسبب الكفر والذنوب، وكما يعاقبون بأنواع العقوبات الأخرى، كالأوبئة والأمراض العامة وغيرها لعلهم يرجعون.

فالله سبحانه قد يملي ولا يهمل لحكمة بالغة، كما قال جل وعلا: وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ[9]، وقد قال سبحانه وتعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ[10] فقد يملي الله سبحانه للكفرة، ويتابع عليهم النعم من الأمطار وجري الأنهار وحصول الثمار وغير ذلك من النعم، ثم يأخذهم إذا شاء أخذ عزيز مقتدر، كما أنه سبحانه قد يملي للمسلمين مع معاصيهم الكثيرة، ثم يعاقبهم بما يشاء كما تقدم تأديبا لهم، وتنبيها.

فالواجب على المسلمين أن يأخذوا حذرهم، وأن لا يغتروا بإملاء الله وإنظاره لهم ولغيرهم، مع الإقامة على المعاصي، وأن يبادروا بالتوبة النصوح قبل حلول العقوبة.. نسأل الله السلامة والعافية من أسباب غضبه وأليم عقابه.

[1] سورة هود الآية 6.

[2] سورة الذاريات الآيات 56-58.

[3] سورة العنكبوت الآية 60.

[4] سورة الشورى الآية 30.

[5]- سورة آل عمران من الآية 165.

[6] سورة آل عمران الآية 165.

[7] سورة الأنعام الآية 44.

[8] سورة إبراهيم الآية 42.

[9] سورة البقرة الآية 144.

[10] سورة الأعراف الآيتان 182-183.

موقع العلامة ابن باز رحمه الله

عبد الله2001
2016-01-09, 17:22
:) سبحان الله والله اكبر

malak77che
2016-01-09, 18:00
تسلم ايديك يا غالييييييييييي

أبو عمار
2016-01-12, 22:03
الله المستعان ، و لا حول و لا قوة إلا بالله .

zin88
2016-01-12, 22:40
مشكور على مجهودك

عبدالإله الجزائري
2016-01-12, 22:59
جزاكم الله خيرا على هذا النقل المُوفق إن شاء الله

هذه الفتوى للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى وأثابه خير الثواب
منقولة من موقعه الرسمي:
http://www.binbaz.org.sa/node/1800

والله الموفق

أبو عمار
2016-01-19, 13:03
الله المستعان ، المناطق الغربية لم تشهد تساقطا كبيرا للأمطار و الثلوج كما يحدث في المناطق الوسطى و الشرقية .

على كيفك
2016-01-19, 19:16
جزاكم الله خيرا

أبو عمار
2016-01-24, 09:29
سئل العلامة الألباني ـ رحمه الله ـما هي أسباب عدم نزول المطر بالرغم من صلاة الاستسقاء؟

السؤال/ ما هي أسباب عدم نزول المطر بالرغم من صلاة الاستسقاء؟
السائل : سيدي : أسباب عدم نزول المطر رغم من صلاة الاستسقاء التي نقوم بها مع العلم أن أيام الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه ِوآله وَسَلَّمَ والخلفاء الراشدين أي جماعة كانت تطلع كان (ينزل المطر مباشرة .
الشيخ : أي والله .
السائل : فرجاءً أسباب عدم نزول المطر ؟
الشيخ : لأن هذ الجماعة غير هديك الجماعات ، سؤالك هذا يذكرنا بالعلة الأساسية لعدم إغاثة الله عز وجل لعباده المسلمين – وما أردت أن أقول لعباده المؤمنين – حديث في صحيح مسلم من حديث أبى هريرة رضي اللَّهُ تعالى عَنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه ِوآله وَسَلَّمَ: { إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ ولَا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا.}
قبل أن أتمم الحديث قراءة ً،أريد أن أذكر (كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ) أنتم الآن تأكلون من الطيبات لكن ليس هذا المقصود من الحديث ، مقصود من الحلال ،كلوا من الكسب الحلال ، إن الله طلب من عباده المؤمنين ما طلب من عباده الأنبياء المرسلين فقال: { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا }.
قال أبوهريرة ثُمَّ ذكر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه ِوآله وَسَلَّمَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ مأكله حرم ومشربه حرم وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ،وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لذاك؟
عرفت بقى شو السبب ؟ اليوم أكثر التجار يتعاملون بالحرام ، ليس فقط الربا ، الله أعلم ها المجموعة هي يمكن يوجد واحد أو اثنين يمكن نقول يمكن يكون واحد إثنين من هذه المجموعة بقول أنا بعرف تاجر وحد أو إثنين (ميتعاملوا مع البنوك أو يمكن هادول مهم موجودين .
شايف المصيبة أد إيش واسعة ؟ التجار كلهم الآن ، وكل ما كانت تجارته واسعة كل ما كانت معاملته مع البنوك واسعة .
إذن كيف يستجاب لهؤلاء ومأكلهم حرام ومشربهم حرام وملبسهم حرام وغذوا من حرام .
نترك التعامل مع البنوك ، مثل ما حكينا آنفا لاتبع ما ليس عندك، مالها علاقة بالتعامل في البنك ، لكنه يخالف الشرع ، يبيع ما ليس عنده ، يغش ، يغدر إلى أخره من المعاملات المخالفة للشريعة ،إذن سبب عدم استجابة الدعاء أننا نحن لسنا أهلا لاستجابة الدعاء ، فماذا علينا ؟
أن نتعاطى أسباب الاستجابة - أسباب الاستجابة تعاطيها هو الجهاد الأكبر الآن ،وهو أن يجاهد كل مسلم - كل في حدود عمله نفسه- ويتقى ربه في هذه المعاملة ، فلا يكسب إلا الحلال ، حينما تكون أغلبية المسلمين هكذا حينئذٍ بيروح العاصي بشفاعة المسلمين الطيبين الآن القضية معكوسة بيروح التقى بشؤم معصية الأكثرية الساحقة .
فهذا هو سبب عدم إغاثة الله عَز وجل لعبادة المسلمين وهو باختصار إعراضهم عن تطبيق أحكام الشريعة في نفوسهم ، ونسأل الله عَز وجل أن يهدينا سبيل الرشاد.
انتهى كلامه-رحمه الله -.المصدر/سلسلة الهدى والنور- شريط 460-

على المنهج
2016-01-24, 14:05
لا ينزل المطر حتى تمتلء ساحة صلاة الاستسقاء بالمصلين كما يمتلء الملعب بالمشجعين والاسواق بالمتسوقين والمسارح بالمتفرجين وصالات الاعراس بالمدعوين و......
ولكن الله يرحمنا مادام بيننا دواب وحيوانات يدكرون الله حين غفل الانسان المكرم عن دكره

نور لاتراه
2016-01-24, 14:25
السلام عليكم
أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم

أبو عمار
2016-01-25, 22:40
السلام عليكم
أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم


هذا التقييد ما ينبغي ، لا بد من إطلاق اللفظ حتى يعم دعاءك الذنوب العظيمة و الصغيرة .

tassnim5
2016-01-25, 23:51
الله ينصر الدولة العادلة و ان كانت كافرة. منعنا المطر بسبب الظلم و الظالمين.