مشاهدة النسخة كاملة : هل يجوز أن نُبدع كل من خالفنا أو نصفه بصاحب شُبهة ؟
عبدالإله الجزائري
2016-01-07, 21:56
السلام عليكم ورحمة الله
في المنهج السلفي ومنهج أهل السنّة والجماعة
هل يجوز أن نُبدع كل من خالفنا أو نصفه بصاحب شُبهة ؟
هل هنالك ضوابط شرعية متفق عليها بالاجماع في مثل هذه المسألة ؟
وأين ومتى نتوقف بالضبط في مسائل الخلاف بين أهل العلم ؟
أفيدونا على ضوء الكتاب والسنّة بارك الله فيكم...
والله الموفق
السلام عليكم ...
موضوعك مهم ..وسؤالك مهم ..كثير من أهل العلم تناولوا المسألة فاخترت من بينهم ماكان للشيخ الألباني رحمة الله عليه من منهج في مسائل التبديع والتعامل مع المخالفين .سيكون تدخلي نقلا ..ومن خلال دفعات معنونة ..أبدأها على بركة الله بتقريظ للشيخ أبي سعيد بلعيد بن أحمد..
ـــــــــــــــــــــــــ
تقريظ الشيخ أبي سعيد بلعيد بن أحمد
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين ، وبعد : فقد اطلعت على رسالة أخينا الشيخ أبي عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري حفظه الله، والمعنونة بـ:"منهج العلامة الألباني في مسائل التبديع والتعامل مع المخالفين"، فألفيتها رسالة قيمة، استطاع المؤلف أن يصيغ كلام الإمام الألباني المتفرق في أشرطة متنوعة صياغة حسنة، تحت عناوين مفيدة ، فجزاه الله خيرا ، وإني أنصح كل مسلم بالإفادة منها، والسير على منهاجها، ذلك أن الإمام الألباني عالم رباني فتح الله عليه وكان موضحا للأمة منهج السلف الصالح، وهو من المجتهدين الذين ترجع إليهم الأمة خاصة في أيام الفتن حيث يخرجون المسلمين –بتوفيق الله – من الفتن والاختلاف، وكثيرا ما كنت أنصح الذين غلوا في مسائل التجريح والتبديع بوزن كلام طلاب العلم وصغار العلماء بميزان كلام الأئمة الذين اتفقت الأمة على إمامتهم ، والذين ماتوا على السنة، لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أسأل الله تعالى أن يجمع كلمة المسلمين على الحق والسنة إنه سميع مجيب .
كتبه أبو سعيد بلعيد بن أحمد
10جمادى الأولى 1429هـ
16ماي 2008م
مقدمة للشيخ أبي سعيد يليها تباعا ستة عشر مطلبا ..
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد :
فإن الشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى أحد كبار العلماء في هذا الزمان، ومجدد علم الحديث وطريقة أهله في هذا القرن، ومن أكثر علماء أهل السنة اعتناء ببحث القضايا المنهجية الدعوية، عالم عاش داعيا إلى الله تعالى وإلى منهج السلف الصالح، ومجاهدا بقلمه ولسانه كل مظاهر الانحراف عن صراط الله تعالى وسنة نبيه e ، وعايش كثيرا من الطوائف والجماعات، وعرف عقائدهم وخبر مناهجهم، وكشف ضلالات الضالين ورد على أخطاء المخالفين([1])، وكان بحق شوكة في حلوق أهل الزيغ والهوى، لكنه -رحمه الله تعالى- عُرِف بالعدل والإنصاف وتجسدت فيه مقولة ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في صفة أهل السنة والعلم والإيمان من أنهم" يعلمون الحق ويرحمون الخلق "([2]).
وإنه من واجب مبتغي الحق في المسائل الكبار التي تهم عموم الأمة، أن يبحث عن آراء العلماء الجهابذة فيها، وإن من قواعد المنهج الصحيح التي ينبغي أن يتعلمها المسلم لتثبت قدمه على طريق السنة ومنهج السلف أن المسائل الكبار للفقهاء الكبار، وأن من عجز عن الكلام في جزئيات العقيدة والفقه والسلوك فهو عن الكلام في قضايا المنهج الكلية أعجز وبها أجهل، قال المولى عز وجل:] وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً[ (النساء:83).
هذا، ولقد أثير جدل منذ زمن في بعض القضايا المنهجية الدعوية، فاختلف الناس فيها كثيرا وتنافروا وتدابروا، وغلا كثير منهم في تعظيم رأيه حتى جعله هو الحق الذي لا يقبل الجدال، ورأى مخالفه معدودا من أهل الضلال، فتمزق الشمل وتفرقت الصفوف، وظهرت أخطاء علمية وانحرافات سلوكية لم تكن بين أهل السنة من قبل، وقد تبناها طوائف كثيرة يجمعها الغلو والقسوة وتحريف عقيدة الولاء والبراء .
ولما كان بعض هؤلاء الغلاة يزعمون أنهم مقتفون لآثار السلف وأنهم متبعون لأئمة السنة في هذا العصر ومنهم العلامة الألباني رحمه الله، رأيت أن أجمع ما تناثر من كلام الشيخ رحمه الله في هذه المسائل مما تيسر لدي من أشرطته، وذلك تثبيتا لأهل الحق وردا على المخالفين وإلزاما لهم، ونصيحة لطالبي الحق منهم، خاصة وأن هذه الفتاوى قد أصبحت نسيا منسيا، وأضحى المتكلم بآراء العلامة الألباني والناشر لها معتبرا عند بعضهم ضالا مضلا، وغفل هؤلاء عن أن لازم قولهم رمي الألباني بالضلال.
ونحن لا نلزم أحدا باتباع آراء العلامة الألباني واختياراته في المسائل الاجتهادية، كما لا نرضى لغيرنا أن يلزمنا بمخالفة الألباني فيما اعتقدنا صواب رأيه فيه، والحَكَم بين المختلفين هو كتاب الله وسنة نبيهe وفهم سلف الأمة، قال الله تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً[ (النساء:59). والإلزام إنما يصح في المسائل القطعية المنصوصة والمجمع عليها([3])، لكن أقل ما نرجوه هو أن يعذر أهل السنة بعضهم بعضا وأن يرفق بعضهم ببعض، نقول هذا مع علمنا بأن بعض المخالفين قد خالفوا منهج أئمة السنة وعلماء العصر الكبار في مسائل قطعية لا تقبل النقاش، ومنها ما يتعلق بعقيدة الولاء والبراء والحكم على الناس.
وإن بعض هؤلاء الغلاة على دراية تامة بمخالفتهم للعلماء لذلك فقد وصف أحدُهم الألباني بأنه سروري، وكثير منهم يقول: « الألباني لا يفقه واقع الجماعات» بمعنى: أنه يفتي بلا علم! أو أنه «غير متخصص في المنهج!!» بمعنى: يتكلم فيما لا يحسن وفيما لا يعنيه!! أو«لبس عليه الأمر تلاميذه أو فلان» بمعنى: أنه غير متثبت وخفيف العقل!! أو «كلامه قديم »بمعنى: قاله قبل أن يصير سلفيا!! كما يقولون نحو ذلك عن الشيخين ابن باز والعثيمين رحمهم الله تعالى، نعم إنهم يقولون ذلك عنهم بلسان الحال أو المقال، جهرا أو سرا([4])، نسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المطلب الأول :
الحكم على الناس بالظاهر
من القواعد المهمة التي ينتهجها أهل الحق والعدل في الحكم على الناس، الحكم عليهم بما أظهروا من إسلام أو سنة أو طاعة، من غير إعمال لسوء الظن ولا تفتيش عن البواطن أو تلمس للعثرات أو امتحان، وفي هذا يقول الشيخ الألباني رحمه الله : «فهذا المنتمي إلى السلف الصالح على نسبة قربه وبعده في تحقيق انتسابه إلى السلف الصالح يقال فيه إنه مع السلف الصالح ، ولذلك فلا يصح أن يطلق القول بإخراج من كان يعلن ولو بلسانه على الأقل، لا يصح أن نقول أنه ليس سلفيا ما دام يدعو إلى منهج السلف الصالح، ما دام يدعو إلى اتباع الكتاب والسنة وعدم التعصب لإمام من الأئمة، فضلا عن أن يتعصب لطريق من الطرق فضلا عن أن يتعصب لحزب من الأحزاب، لكن له آراء يشذ فيها في بعض المسائل الاجتهادية ، وهذا لابد منه …لكن (يعني ينظر إلى) القاعدة هل هو مؤمن بها؟ هل هو داع إليها؟»
فمن كان منتسبا إلى منهج السلف وداعيا إليه بلسانه على الأقل، لا يجوز أن يحكم عليه بخلاف ما أظهر ما لم ينقضه بنواقض بَيِّنة، لأننا كلفنا الحكم بالظاهر.
وهذا الذي قرره الألباني ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذ قال ردا على أحدهم: « وإن أردت بالتستر أنهم يجتنون به ويتقون به غيرهم ويتظاهرون به حتى إذا خوطب أحدهم قال أنا على مذهب السلف، وهذا الذي أراده والله أعلم فيقال له لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق ، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا، فإن كان موافقا له باطنا وظاهرا فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطنا وظاهرا، وإن كان موافقا له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا أن نشق بطونهم»
ومن دلائل هذه القاعدة الاتفاق الذي نقله شيخ الإسلام ابن تيمية وقد نقله قبله ابن عبد البر-رحمه الله- فقال :« وقد أجمعوا أن أحكام الدنيا على الظاهر وإن السرائر إلى الله عز وجل »، وفي ذلك نصوص شرعية كثيرة، قال الشافعي: «الأحكام على الظاهر والله ولي المغيب، ومن حكم على الناس بالإزكان، جعل لنفسه ما حظر الله تعالى عليه ورسوله ، لأن الله عز وجل إنما يولي الثواب والعقاب على المغيب، لأنه لا يعلمه إلا هو جل ثناؤه، وكلف العباد أن يأخذوا من العباد بالظاهر، ولو كان لأحد أن يأخذ بباطن عليه دلالة كان ذلك لرسول الله ، وما وصفت من هذا يدخل في جميع العلم، فإن قال قائل: ما دل على ما وصفت من أنه لا يحكم بالباطن؟ قيل: كتاب الله ثم سنة رسول الله، ذكر الله تبارك وتعالى المنافقين فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم :] إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ [ قرأ إلى ] فصدوا عن سبيل الله [ فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناكحون ويتوارثون ويسهم لهم إذا حضروا القسمة ويحكم لهم أحكام المسلمين وقد أخبر الله تعالى ذكره عن كفرهم وأخبر رسول الله أنهم اتخذوا أيمانهم جنة من القتل بإظهار الأيمان على الإيمان وقال رسول الله :« إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذ به فإنما أقطع له بقطعة من النار»، فأخبرهم أنه يقضي بالظاهر»
ومن النصوص قول النبي صلى الله عليه وسلم:« إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ»([]). ومنها حديث أسامة بن زيد لما قتل ذاك الذي قال لا إله إلا الله وزعم أنه قالها خوفا من السلاح فقَالَ صلى الله عليه وسلم: « أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا »([])، ومنها قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:« وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمْ الْآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا أَمِنَّاهُ وَقَرَّبْنَاهُ وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ اللَّهُ يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قَالَ إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ»([13]).
يا صاحب الموضوع إن رأيت أني مبعد النجعه فأخبرني ..ربي يجازيك ...
عثمان الجزائري.
2016-01-11, 09:58
السلام عليكم ...
موضوعك مهم ..وسؤالك مهم ..كثير من أهل العلم تناولوا المسألة فاخترت من بينهم ماكان للشيخ الألباني رحمة الله عليه من منهج في مسائل التبديع والتعامل مع المخالفين .سيكون تدخلي نقلا ..ومن خلال دفعات معنونة ..أبدأها على بركة الله بتقريظ للشيخ أبي سعيد بلعيد بن أحمد..
ـــــــــــــــــــــــــ
تقريظ الشيخ أبي سعيد بلعيد بن أحمد
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين ، وبعد : فقد اطلعت على رسالة أخينا الشيخ أبي عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري حفظه الله، والمعنونة بـ:"منهج العلامة الألباني في مسائل التبديع والتعامل مع المخالفين"، فألفيتها رسالة قيمة، استطاع المؤلف أن يصيغ كلام الإمام الألباني المتفرق في أشرطة متنوعة صياغة حسنة، تحت عناوين مفيدة ، فجزاه الله خيرا ، وإني أنصح كل مسلم بالإفادة منها، والسير على منهاجها، ذلك أن الإمام الألباني عالم رباني فتح الله عليه وكان موضحا للأمة منهج السلف الصالح، وهو من المجتهدين الذين ترجع إليهم الأمة خاصة في أيام الفتن حيث يخرجون المسلمين –بتوفيق الله – من الفتن والاختلاف، وكثيرا ما كنت أنصح الذين غلوا في مسائل التجريح والتبديع بوزن كلام طلاب العلم وصغار العلماء بميزان كلام الأئمة الذين اتفقت الأمة على إمامتهم ، والذين ماتوا على السنة، لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أسأل الله تعالى أن يجمع كلمة المسلمين على الحق والسنة إنه سميع مجيب .
كتبه أبو سعيد بلعيد بن أحمد
10جمادى الأولى 1429هـ
16ماي 2008م
السلام عليكم
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:«والكلمة الواحدة يقولها اثنان، يريد بها أحدهم أعظمَ الباطل، ويريد بها الآخر محضَ الحق، والاعتبار بطريقة القائل، وسيرته، ومذهبه، وما يدعو إليه، ويناظر عليه» اهـ من كتاب مدارج السالكين (3/521).
عندي ملاحظة على صاحب التقريظ:
أولا: لا تنهى عن منكر و تأتي مثله، ففي إحدى محاضراته قام بالتحذير من الشيخ فركوس قائلا:
أن أكثر من يذهبون إليه من التكفيريين و أنه لا يفقه في الجرح و التعديل و لا علم الحديث و له مسائل فقهية شاذة و لا يعرف النحو و أحذروا ممن يحذر الشباب من أهل السنة و على رأسهم الشيخ عبيد الله الجابري، و حتى لو حملنا كلامه على أحسن المحامل فكيف يقول كلاما في مسجد قد يكون فيه عاميا لا يفقه شيئا من هذه الأمور، و كلنا نعرف أن الشيخ فركوس كان من المتفوقين بين أقرانه، المقصود بالكلام أن فاقد الشيئ لا يعطيه فكيف يتهم الأكثرية بالتكفير هذا بدون الدخول في الكلمات الأخرى.
أنا لا أدافع على الشيخ فركوس لنزعة أو لتعصب و إني لا أدعي العصمة لأحد و الله لقد سمعت لهما و يوجد فرق بينهما كما بين السماء و الأرض، و يكفي الشيخ فركوس أنه صاحب أول دكتوراه شريعة في الجزائر و ليس كونه صاحب أول دكتوراه يعني أنه لا يخطأ بل يوجد من هو أعلم منه لكن لو نظرنا مثلا لعصر الألباني رحمه الله كان معه محدثون كثر لكنه هو الوحيد الذي برز بينهم و لا تكاد تجد حديث إلا وجدت معه صححه الألباني هذا هو المقصود.
الآن نعود للرسالة:
الرسالة فيها من الخير لكن هناك طلبة علم قاموا بتمحيص الرسالة و وضعوا عليها مآخذات منها ما وضعته كالمطلب الأول.....
نحن لا ننكر أن هناك غلوا من بعض الفرق و هناك لينا مفرط لبعض الفرق معروفون و تم الرد عليهم ففي الرسالة المذكورة تجد الكاتب لا يذكر إسم الفرقة المقصودة فمثلا يتكلم على الحدادية تلميحا و لا يذكرها إسما و هنا يلبس على القارئ فيسقط كلامه على أي متكلم بالحق.....
و من المعلوم أن الشيخ الألباني كان شديدا و لينا في الرد على المخالفين فجمع بينهما من غير إفراط و لا تفريط وممن رد عليهم الألباني بالعيان "البوطي- القرضاوي- الغزالي- قطب- سفر الحوالي- ابوغدة- عبدالرحيم الطحان- محمد الياس- السقاف- عبدالسلام ياسين- محمود الحداد- حسن البنا- عبدالحميد كشك- الخميني- الشعراوي..." فلا ننكر الرد على المخالف و حتى الغلظة معه، في حين لا ننسى أن النبي صلى الله عليه و سلم قال (المؤمن هين لين )، و إن مما لاحظته في مثل هذه المواضيع الخلط الكبير بين الرد على الفرق الضالة و خلطها مع الفرق المعتدلة الوسطية، فيظنون أن الفتن التي توجد بين طلبة العلم مصدرها التبديع الطائش و لكن الواقع غير ذلك فالتبديع يكون على فرق معينة، و لجهل العامة بالواقع يظهر لهم أنهم يأكلون في لحوم بعضهم، ويظنون أن الرد على المخالفات يستلزم الحكم على نيات الناس و يظنون أنهم يعتبرونهم كفارا أو خارجين على الملة، فهذا يستدل بوفاة أحدهم ساجدا ناسين أن الرد كان على الأخطاء و ليس على النيات، فكثرت الإتهامات و البهتان من غير علم.
و أنقل للفائدة هذه الحادثة:
قال الإمام الذهبي في السير (7/142-143) عند ترجمة ابن أبي ذئب :
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ : بَلَغَ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ مَالِكاً لَمْ يَأْخُذْ بِحَدِيْثِ : " البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ " . فَقَالَ : يُسْتَتَابُ ، فَإِنْ تَابَ ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ . ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ : هُوَ أَوْرَعُ وَأَقْوَلُ بِالحَقِّ مِنْ مَالِكٍ .
قلْتُ : لَوْ كَانَ وَرِعاً كَمَا يَنْبَغِي ، لَمَا قَالَ هَذَا الكَلاَمَ القَبِيْحَ فِي حَقِّ إِمَامٍ عَظِيْمٍ ، فَمَالِكٌ إِنَّمَا لَمْ يَعْمَلْ بِظَاهِرِ الحَدِيْثِ ؛ لأَنَّهُ رَآهُ مَنْسُوْخاً .
وَقِيْلَ : عَمِلَ بِهِ ، وَحَمَلَ قَوْلَه : " حَتَّى يَتَفَرَّقَا " عَلَى التَّلَفُّظِ بِالإِيجَابِ وَالقَبُولِ ، فَمَالِكٌ فِي هَذَا الحَدِيْثِ ، وَفِي كُلِّ حَدِيْثٍ لَهُ أَجْرٌ وَلاَ بُدَّ ، فَإِنْ أَصَابَ ، ازْدَادَ أَجراً آخَرَ ، وَإِنَّمَا يَرَى السَّيْفَ عَلَى مَنْ أَخْطَأَ فِي اجْتِهَادِهِ الحَرُوْرِيَّةُ .
وَبِكُلِّ حَالٍ : فَكَلاَمُ الأَقْرَانِ بَعْضِهِم فِي بَعْضٍ لاَ يُعَوَّلُ عَلَى كَثِيْرٍ مِنْهُ ، فَلاَ نَقَصَتْ جَلاَلَةُ مَالِكٍ بِقَوْلِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فِيْهِ ، وَلاَ ضَعَّفَ العُلَمَاءُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ بِمَقَالَتِهِ هَذِهِ ، بَلْ هُمَا عَالِمَا المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِمَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا . وَلَمْ يُسنِدْهَا الإِمَامُ أَحْمَدُ، فَلَعَلَّهَا لَمْ تَصِحَّ .ا.هـ.
عباس عرفان
2016-01-11, 10:39
موضوع حساس ومتشعب
السلام عليكم ورحمة الله
في المنهج السلفي ومنهج أهل السنّة والجماعة
هل يجوز أن نُبدع كل من خالفنا أو نصفه بصاحب شُبهة ؟
هل هنالك ضوابط شرعية متفق عليها بالاجماع في مثل هذه المسألة ؟
وأين ومتى نتوقف بالضبط في مسائل الخلاف بين أهل العلم ؟
أفيدونا على ضوء الكتاب والسنّة بارك الله فيكم...
والله الموفق
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد:
فالمشهور عن أهل السنة أنه من وقع في أمر مكفر لا يكفر حتى تقام عليه الحجة، أما من وقع في بدعة فعلى أقسام:
القسم الأول:أهل البدع كالروافض والخوارج والجهمية والقدرية والمعتزلة والصوفية القبورية والمرجئة ومن يلحق بهم كالإخوان والتبليغ وأمثالهم فهؤلاء لم يشترط السلف إقامة الحجة من أجل الحكم عليهم بالبدعة فالرافضي يقال عنه: مبتدع والخارجي يقال عنه: مبتدع وهكذا، سواء أقيمت عليهم الحجة أم لا.
القسم الثاني: من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف، ومثال ذلك ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه حين سئل عن القدرية قال: "فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني"رواه مسلم، قال شيخ الإسلام رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (1/254): "فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، ويرُاعون أيضاً الألفاظ الشرعية، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا، ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه، ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا، وقالوا: إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلا بباطل".
أقول: في هذا النص بيان أمور عظيمة ومهمة يسلكها السلف الصالح للحفاظ على دينهم الحق وحمايته من غوائل البدع والأخطاء منها
1- شدة حذرهم من البدع ومراعاتهم للألفاظ والمعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، فلا يعبرون - قدر الإمكان - إلا بالألفاظ الشرعية ولا يطلقونها إلا على المعاني الشرعية الصحيحة الثابتة بالشرع المحمدي
2- أنهم حراس الدين وحماته، فمن تكلم بكلام فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه، ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة ولو كان يرد على أهل الباطل، وقالوا: إنما قابل بدعة ببدعة أخرى، ورد باطلا بباطل، ولو كان هذا الراد من أفاضل أهل السنة والجماعة، ولا يقولون ولن يقولوا يحمل مجمله على مفصله لأنا نعرف أنه من أهل السنة، قال شيخ الإسلام -بعد حكاية هذه الطريقة عن السلف والأئمة- : "ومن هذا القصص المعروفة التي ذكرها الخلال في كتاب "السنة" هو وغيره في مسألة اللفظ والجبر".
أقول: يشير -رحمه الله تعالى- إلى تبديع أئمة السنة من يقول: "لفظي بالقرآن مخلوق"لأنه يحتمل حقاً وباطلاً، وكذلك لفظ "الجبر" يحتمل حقاً وباطلاً، وذكر شيخ الإسلام أن الأئمة كالأوزاعي وأحمد بن حنبل ونحوهما قد أنكروه على الطائفتين التي تنفيه والتي تثبته، وقال رحمه الله: "ويروى إنكار إطلاق "الجبر" عن الزبيدي وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم، وقال الأوزاعي وأحمد وغيرهما: "من قال جبر فقد اخطأ ومن قال لم يجبر فقد أخطأ بل يقال إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ونحو ذلك"، وقالوا ليس للجبر أصل في الكتاب والسنة وإنما الذي في السنة لفظ – الجبل- لا لفظ الجبر؛ فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأشج عبد القيس: "إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والأناة"فقال: أخلقين تخلقت بهما أم خلقين جبلت عليهما؟، فقال: "بل جبلت عليهما"، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله"، وقالوا: إن لفظ "الجبر" لفظ مجمل ثم بين أنه قد يكون باعتبار حقاً وباعتبار باطلاً، وضرب لكل منهما مثالاً، ثم قال: "فالأئمة منعت من إطلاق القول بإثبات لفظ الجبر أو نفيه، لأنه بدعة يتناول حقاً وباطلاً"، وقال الذهبي رحمه الله: "قال أحمد بن كامل القاضي: كان يعقوب بن شيبة من كبار أصحاب أحمد بن المعذل، والحارث بن مسكين، فقيهاً سرياً، وكان يقف في القرآن"قال الذهبي: "قلت: أخذ الوقف عن شيخه أحمد المذكور، وقد وقف علي بن الجعد، ومصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة، وخالفهم نحو من ألف إمام، بل سائر أئمة السلف والخلف على نفي الخليقة على القرآن، وتكفير الجهمية، نسأل الله السلامة في الدين"، قال أبو بكر المروذي: أظهر يعقوب بن شيبة الوقف في ذلك الجانب من بغداد، فحذر أبو عبد الله منه، وقد كان المتوكل أمر عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان أن يسأل أحمد بن حنبل عمن يقلد القضاء، قال عبد الرحمن: فسألته عن يعقوب بن شيبة، فقال: مبتدع صاحب هوى، قال الخطيب: وصفه بذلك لأجل الوقف" [السير (12/478)]، وقدم داود الأصبهاني الظاهري بغداد وكان بينه وبين صالح بن أحمد حَسنٌ، فكلم صالحاً أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه، فأتى صالح أباه فقال له: رجل سألني أن يأتيك. قال: ما اسمه؟ قال: داود، قال: من أين؟ قال: من أهل أصبهان، قال: أيّ شيء صنعته؟ قال وكان صالح يروغ عن تعريفه إيَّاه، فما زال أبو عبد الله يفحص عنه حتى فطن فقال: هذا قد كتب إليّ محمد بن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني، قال: يا أبت ينتفي من هذا وينكره، فقال أبو عبد الله: محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له في المصير إليَّ. [تاريخ بغداد (8/374)].
القسم الثالث: من كان من أهل السنة ومعروف بتحري الحق ووقع في بدعة خفية، فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير، وإن كان حياً فيناصح ويبين له الحق ولا يتسرع في تبديعه، فإن أصر فيبدع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وفي الحديث: أن الله قال: "قد فعلت"، وبسط هذا له موضع آخر"[معارج الوصول ص:43]، وعلى كل حال لا يجوز إطلاق اشتراط إقامة الحجة لأهل البدع عموماً ولا نفي ذلك والأمر كما ذكرت.
فنصيحتي لطلاب العلم أن يعتصموا بالكتاب والسنة وأن ينضبطوا بمنهج السلف في كل ناحية من نواحي دينهم، وخاصة في باب التكفير والتفسيق والتبديع حتى لا يكثر الجدال والخصام في هذه القضايا.
وأوصي الشباب السلفي خاصة بأن يجتنبوا الأسباب التي تثير الأضغان والاختلاف والتفرق، الأمور التي أبغضها الله وحذّر منها، وحذّر منها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام والسلف الصالح، وأن يجتهدوا في إشاعة أسباب المودّة والأخوة فيما بينهم، الأمور التي يحبها الله ويحبها رسوله صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه: ربيع بن هادي عمير المدخلي، في 24/رمضان/1424هـ
المصدر (http://www.rabee.net/ar/questions.php?cat=26&id=620)
عثمان الجزائري.
2016-01-11, 15:47
لا يكون الحكم على الناس بهذه الطريقة إقرأوا أولا تعليقاتهم على الرسالة قبل أن تأتوا بأسماء علماء نحن لا قيمة لنا أمامهم فنتهمهم، فكلام الأقران لا يستلزم لمز طلبة العلم و نعتهم بالتكفيرين فإن كان هو من أقران الشيخ فركوس فليس لطلبة العلم بقرين فليزن قبل التكلم، لا تخرجوا الموضوع عن سياقه فالحوار بدأ هادئا فكفانا من الإتهامات.
أبو عمار
2016-01-11, 18:11
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد:
فالمشهور عن أهل السنة أنه من وقع في أمر مكفر لا يكفر حتى تقام عليه الحجة، أما من وقع في بدعة فعلى أقسام:
القسم الأول:أهل البدع كالروافض والخوارج والجهمية والقدرية والمعتزلة والصوفية القبورية والمرجئة ومن يلحق بهم كالإخوان والتبليغ وأمثالهم فهؤلاء لم يشترط السلف إقامة الحجة من أجل الحكم عليهم بالبدعة فالرافضي يقال عنه: مبتدع والخارجي يقال عنه: مبتدع وهكذا، سواء أقيمت عليهم الحجة أم لا.
القسم الثاني: من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف، ومثال ذلك ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه حين سئل عن القدرية قال: "فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني"رواه مسلم، قال شيخ الإسلام رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (1/254): "فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، ويرُاعون أيضاً الألفاظ الشرعية، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا، ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه، ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا، وقالوا: إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلا بباطل".
أقول: في هذا النص بيان أمور عظيمة ومهمة يسلكها السلف الصالح للحفاظ على دينهم الحق وحمايته من غوائل البدع والأخطاء منها
1- شدة حذرهم من البدع ومراعاتهم للألفاظ والمعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، فلا يعبرون - قدر الإمكان - إلا بالألفاظ الشرعية ولا يطلقونها إلا على المعاني الشرعية الصحيحة الثابتة بالشرع المحمدي
2- أنهم حراس الدين وحماته، فمن تكلم بكلام فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه، ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة ولو كان يرد على أهل الباطل، وقالوا: إنما قابل بدعة ببدعة أخرى، ورد باطلا بباطل، ولو كان هذا الراد من أفاضل أهل السنة والجماعة، ولا يقولون ولن يقولوا يحمل مجمله على مفصله لأنا نعرف أنه من أهل السنة، قال شيخ الإسلام -بعد حكاية هذه الطريقة عن السلف والأئمة- : "ومن هذا القصص المعروفة التي ذكرها الخلال في كتاب "السنة" هو وغيره في مسألة اللفظ والجبر".
أقول: يشير -رحمه الله تعالى- إلى تبديع أئمة السنة من يقول: "لفظي بالقرآن مخلوق"لأنه يحتمل حقاً وباطلاً، وكذلك لفظ "الجبر" يحتمل حقاً وباطلاً، وذكر شيخ الإسلام أن الأئمة كالأوزاعي وأحمد بن حنبل ونحوهما قد أنكروه على الطائفتين التي تنفيه والتي تثبته، وقال رحمه الله: "ويروى إنكار إطلاق "الجبر" عن الزبيدي وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم، وقال الأوزاعي وأحمد وغيرهما: "من قال جبر فقد اخطأ ومن قال لم يجبر فقد أخطأ بل يقال إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ونحو ذلك"، وقالوا ليس للجبر أصل في الكتاب والسنة وإنما الذي في السنة لفظ – الجبل- لا لفظ الجبر؛ فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأشج عبد القيس: "إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والأناة"فقال: أخلقين تخلقت بهما أم خلقين جبلت عليهما؟، فقال: "بل جبلت عليهما"، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله"، وقالوا: إن لفظ "الجبر" لفظ مجمل ثم بين أنه قد يكون باعتبار حقاً وباعتبار باطلاً، وضرب لكل منهما مثالاً، ثم قال: "فالأئمة منعت من إطلاق القول بإثبات لفظ الجبر أو نفيه، لأنه بدعة يتناول حقاً وباطلاً"، وقال الذهبي رحمه الله: "قال أحمد بن كامل القاضي: كان يعقوب بن شيبة من كبار أصحاب أحمد بن المعذل، والحارث بن مسكين، فقيهاً سرياً، وكان يقف في القرآن"قال الذهبي: "قلت: أخذ الوقف عن شيخه أحمد المذكور، وقد وقف علي بن الجعد، ومصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة، وخالفهم نحو من ألف إمام، بل سائر أئمة السلف والخلف على نفي الخليقة على القرآن، وتكفير الجهمية، نسأل الله السلامة في الدين"، قال أبو بكر المروذي: أظهر يعقوب بن شيبة الوقف في ذلك الجانب من بغداد، فحذر أبو عبد الله منه، وقد كان المتوكل أمر عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان أن يسأل أحمد بن حنبل عمن يقلد القضاء، قال عبد الرحمن: فسألته عن يعقوب بن شيبة، فقال: مبتدع صاحب هوى، قال الخطيب: وصفه بذلك لأجل الوقف" [السير (12/478)]، وقدم داود الأصبهاني الظاهري بغداد وكان بينه وبين صالح بن أحمد حَسنٌ، فكلم صالحاً أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه، فأتى صالح أباه فقال له: رجل سألني أن يأتيك. قال: ما اسمه؟ قال: داود، قال: من أين؟ قال: من أهل أصبهان، قال: أيّ شيء صنعته؟ قال وكان صالح يروغ عن تعريفه إيَّاه، فما زال أبو عبد الله يفحص عنه حتى فطن فقال: هذا قد كتب إليّ محمد بن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني، قال: يا أبت ينتفي من هذا وينكره، فقال أبو عبد الله: محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له في المصير إليَّ. [تاريخ بغداد (8/374)].
القسم الثالث: من كان من أهل السنة ومعروف بتحري الحق ووقع في بدعة خفية، فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير، وإن كان حياً فيناصح ويبين له الحق ولا يتسرع في تبديعه، فإن أصر فيبدع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وفي الحديث: أن الله قال: "قد فعلت"، وبسط هذا له موضع آخر"[معارج الوصول ص:43]، وعلى كل حال لا يجوز إطلاق اشتراط إقامة الحجة لأهل البدع عموماً ولا نفي ذلك والأمر كما ذكرت.
فنصيحتي لطلاب العلم أن يعتصموا بالكتاب والسنة وأن ينضبطوا بمنهج السلف في كل ناحية من نواحي دينهم، وخاصة في باب التكفير والتفسيق والتبديع حتى لا يكثر الجدال والخصام في هذه القضايا.
وأوصي الشباب السلفي خاصة بأن يجتنبوا الأسباب التي تثير الأضغان والاختلاف والتفرق، الأمور التي أبغضها الله وحذّر منها، وحذّر منها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام والسلف الصالح، وأن يجتهدوا في إشاعة أسباب المودّة والأخوة فيما بينهم، الأمور التي يحبها الله ويحبها رسوله صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه: ربيع بن هادي عمير المدخلي، في 24/رمضان/1424هـ
المصدر (http://www.rabee.net/ar/questions.php?cat=26&id=620)
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الرد المؤصل للعلامة ربيع حفظه الله
[center (3/521).[/center]
عندي ملاحظة على صاحب التقريظ:
أولا: لا تنهى عن منكر و تأتي مثله، ففي إحدى محاضراته قام بالتحذير
.
،.
عليكم السلام ..
طيب مادمت اقتبست كلامي فدعني أقول التالي ..
يا عثمان لم أعهدك على هذا النحو ..
أية ملاحظة ..يا أخي ..
صاحب التقريظ ؟ لماذا ؟
أليس حريّا بك تناول مضمون التقريظ بدل من قرّظ ..؟
أنت هنا تحول مسار الطرح الى وجهة لاتليق بمستوى فكرته ...فلان فيه كذا ..وصدر عنه كذا ..يرد آخر ..لا ..فمن قال كذا فهو أيضا فيه ما فيه ...يا عثمان هداك الله وهدانا أجمعين أصرف النظر عمن كتب ..ودونك المقروء ...
المطلب الثاني :
اشتراط قيام الحجة في التبديع
ومن أصول أهل السنة العذر بالجهل والتأويل ، في الحكم بالكفر والبدعة والفسق من غير فرق، ومنه فإن من موانع التبديع العيني في بعض الأحيان عدم قيام الحجة ، الأمر الذي يبين أن الواقع في البدعة إن لم يكن معاندا أو متبعا للهوى، فلا يستحق العقوبة في الدنيا ولا في الآخرة ، وللشيخ الألباني رحمه الله كلام كثير يقرر فيه أصل العذر بالجهل في العقائد وغيرها، ويصر فيه على عدم التفريق بين الأصول والفروع، ومن ذلك قوله رحمه الله :« فأقول الأصل أن تكون الحجة قائمة على هذه الأصناف الثلاثة، هذا هو مناط الحكم ، فإذن المسألة بعد تلك الأمثلة التي أوردناها ، فمن كان على علم أو على ثقة بأن زيدا من الناس الحجة قامت عليه جاز تكفيره، جاز تفسيقه جاز تبديعه وإلا فلا ، هذا هو الصواب»([14]).
وذلك لأن من أدلة العذر بالجهل ما هو عام فلا يخصص إلا بدليل ، كقوله تعالى :] رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [ (البقرة:286)، ومن قال بالعذر لمن وقع في الكفر وجب عليه أن يقول به فيما هو دونه ، وإلا كان من المتناقضين في حكمه واستدلاله .
ويصرح الألباني -رحمه الله تعالى-بأكثر من العذر، وهو إثبات الأجر لمن ابتغى الحق باجتهاده فأخطأ، قال في موضع بعد أن قرر أصل العذر في العقيدة والفقه بلا فرق وأن المجتهد المخطئ مأجور بكل حال :« إن كان ابتغى وجه الحق والصواب فأخطأه فلا يجوز أن يقال إنه ليس من أهل السنة بمجرد أنه وقع في خطأ ..أو..وقع في بدعة …لا فرق إذن بين عالم يقع في استحلال ما حرم الله باجتهاد هو مأجور عليه وبين عالم وقع في بدعة دون أن يقصدها وإنما قصده السنة فأخطأها ..لذلك فنحن نشكو الآن من هذه الثورة التي ثارت في السعودية بين أهل السنة أنفسهم حيث ظهر فيهم من يظن بأنه خالف أهل السنة في بعض المسائل فبَدَّعوه وأخرجوه عن أهل السنة »، ثم قال بعد أن سئل عن قضية إقامة الحجة قال : «فإن عاند وأصر فيُبَدَّع، أما إذا قال لم يظهر لي وجه الصواب فيما تقولون، بل هو يعكس ذلك عليهم وهو يخطئهم بدوره فتبقى المسألة مسألة خلافية بينهم وبينه»([15]).
وألزم من خالف هذه القاعدة ، قاعدة العذر وأنه ليس كل من وقع في البدعة وقعت عليه البدعة، بأن يبدع أئمة من الأعلام السابقين حيث قال :« أنت تعلم أن هناك في بعض الأئمة المتبعين اليوم والذين لا يشك عالم مسلم -عالم حقا –بأنه مسلم وليس هذا فقط بل وعالم فاضل، ومع ذلك فقد خالف الكتاب والسنة وخالف السلف الصالح في غير ما مسألة أعني بذلك مثلا النعمان بن ثابت أبا حنيفة رحمه الله الذي يقول بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، ويقول لا يجوز للمسلم أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله، وأنه إذا قال إن شاء الله فليس مسلما، لا شك أن هذا القول بدعة في الدين لأنه مخالف للكتاب والسنة، لكن هو ما أراد البدعة، هو أراد الحق فأخطأه، لذلك ففتح هذا الباب من التشكيك في علماء المسلمين سواء كانوا من السلف أو من الخلف، ففي ذلك مخالفة لما عليه المسلمون وربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم : ]وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً[ (النساء:115)»([16]).
وهذا الذي ألزم به الشيخ الغلاة قد التزمه بعضهم فقدحوا في إمامة أبي حنيفة والطحاوي والنووي وابن حجر وغيرهم من الأعلام وبَدَّعُوهم ، ومنهم من اجترأ فأحرق فتح الباري لابن حجر وشرح مسلم للنووي ، ومنهم من تدرج إلى الطعن في ابن تيمية لكونه يرى العذر؛ بل والأجر للمخطئ في العقائد، ويعمل بقاعدة الموازنة، فضلا عن الأخطاء التي وقع فيها ولا يخلو منها عالم.
عثمان الجزائري.
2016-01-11, 20:53
عليكم السلام ..
طيب مادمت اقتبست كلامي فدعني أقول التالي ..
يا عثمان لم أعهدك على هذا النحو ..
أية ملاحظة ..يا أخي ..
صاحب التقريظ ؟ لماذا ؟
أليس حريّا بك تناول مضمون التقريظ بدل من قرّظ ..؟
أنت هنا تحول مسار الطرح الى وجهة لاتليق بمستوى فكرته ...فلان فيه كذا ..وصدر عنه كذا ..يرد آخر ..لا ..فمن قال كذا فهو أيضا فيه ما فيه ...يا عثمان هداك الله وهدانا أجمعين أصرف النظر عمن كتب ..ودونك المقروء ...
مرت علي هذه الرسالة أخي ركان، و أعرف مضمونها و أعرب كاتبها و من قرظها و لكني وددت فقط أن أنبه أن الإختلاف مع هؤلاء المؤلفين يجعل كتبهم تبنى على إعتقادات سابقة، فنحن نعلم أن القاعدة تقول إستدل ثم إعتقد لأن الدليل أصل و الحكم فرع، فكلام الألباني يحمل معاني و ليس معنى واحدا فتجد أنهم يبنوا على معنا واحدا يصب في مبتغاهم...لا أتهم و ليست عادتي لكني أعلم جيدا ما يرمون إليه، و مع ذلك لا أنكر أن الرسالة فيها خير كبير...و كما قلت في الرد الأول أن للألباني ردود نارية على من ذكرتهم، بكلمة الحق يصدع بها شيخنا دائما، أما عن ضوابط التبديع فمؤلفات العلماء موجودة كضوابط التبديع للشيخ رسلان يمكن الرجوع إليها. و لا أظنني خرجت على الموضوع فما زلنا في صلبه بل في لبه.
قال العلامة الألباني -رحمه الله- في شريط رقم (674) من سلسلة الهدى والنور:
((نحن ننصح الشباب أخي مش كل ما صاح صائح أونعق ناعق نسمع له ونصغي له؛ لذلك أنا بيعجبني أحيانا تشدد بعض السلف في ماذا؟ في نهيهم عن مجالسة أهل البدع حتى كانوا يخشون على أنفسهم...
مداخلة: الشبه خطافة.
الشيخ: كانوا يخشون على أنفسهم لعله يعلق شبهة من هذا المجادل بالباطل في قلب مين؟! العالم! فما بالك بالنسبة لعامة الناس؟! ولذلك هؤلاء لا يجوز أخي الإصغاء إليهم...)).
وقال أيضا -رحمه الله- في شريط رقم (511) من سلسلة الهدى والنور:
((...أولائك السلف الذين تكلموا بتلك الكلمات وحضوا الناس على مجانبة أهل البدع فذلك بلا شك أمرٌ مستقىً من توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم التي منها مثلا حديثه المشهور "مثل الجليس الصالح ومثل الجليس السوء" الحديث معروف، فهذا الحديث يعطينا ما يقوله بعض البلاد كمثل: (الصاحب ساحب) لكن مجالسة المبتدعة شئ والإبتعاد عنهم حتى مما يكثر السؤال عنه فلان مثلا صوفي يتوسل بالأنبياء والرسل إلى آخره وهو يؤم الناس فهل أصلي خلفه أم لا؟ أنا بقول صلي خلفه، فهذا شئ ومصاحبته ومجالسته والإستفادة منو هذا شئٌ آخر، وأظن أنه يؤيدني في هذا التفريق ويلتقي مع توجيه السلف في بعض تلك الكلمات التي ذكرتَها آنفا، أنه وصل إلينا أن من عقيدة السلف الصالح الصلاة وراء كل بر وفاجر والصلاة على كل بر وفاجر، فالآن يكون من التشدد أن نتخذ هذه الكلمات في تنفير الناس من الصلاة وراء هؤلاء الأئمة الذين قلّ من يكون فيهم على السنة، فتكون العاقبة أن يلزموا بيوتهم وحوانيتهم ويعطلوا جماعة المسلمين، فهذا ينافي قولهم بأنه من العقيدة أن تصلي وراء كل بر وفاجر، ولكن يكون صوابا أن نُحذر هؤلاء من مخالطة أهل البدعة وأهل التصوف لما ذكرناه آنفا من حديث ومن المثل الذي هو خلاصة الحديث الصاحب ساحب، هذا رأيي والله أعلم)).
وقال أيضا -رحمه الله- في شريط رقم (754) من سلسلة الهدى والنور:
((نحن ننصح إخواننا الناشئين أن يتجاوبوا مع الثمرة النهائية فيما لو كان أقام الحجة فعلا والابتعاد عن هؤلاء المبتدعة وبخاصة أن السلف كانوا يحذرون من مجالسة المبتدعة خاصة الذين يُعرفون بعلماء الكلام أي الذين عندهم شبهات آرائية عقلية يقف طلاب العلم أمامها حيارى يحيرون جوابا لأنهم ما عندهم العلم الواسع والعقل القوي المتمكن في الشريعة حتى يستطيع أن يقيم الحجة عليه نقلا أولا ثم عقلا ثانيا...كما يقال عندنا في الشام "أبعد عن الشر وغني له")).
وقال أيضا -رحمه الله- في شريط رقم(695) من سلسلة الهدى والنور:
((السؤال: لا يخفى عليكم أن أهل البدع بين كل فينة يظهرون أمراً يحاولون في ظنهم أن يخفوا منار السنة، فهل نواكب أهل البدع في الرد عليهم؟ وما هي النصيحة منكم في مثل هذا لنا ولإخواننا في الداخل والخارج؟ وبارك الله فيكم.
جواب الشيخ: الرد على أهل البدع لا يجوز إلا من كان عالماً بالسنة من جهة، والبدعة من جهة أخرى، لعلكم تذكرون معي حديث حذيفة بن اليمان في الصحيحين حين قال:"كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه" وهذا كما قال الشاعر:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه*** ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه
فمن كان عالماً بالخير والشر كـ حذيفة بن اليمان ، وكان بالتالي في هذا الزمان عارفاً بالسنة، فيتبعها ويحض الناس عليها، وعالماً بالبدعة فيجتنبها ويحذر الناس منها، هذا الشخص هو الذي يجوز له أن يجادل أهل البدعة أو المبتدعة، أما أن يفعل كما يفعل بعض إخواننا الذين لم يؤتوا من العلم إلا حظاً قليلاً، ثم يدخلون في مجادلة من هم أقوى منهم علماً، ولو كان هذا العلم مشوباً بكثير من البدعة أو علم الكلام -كما قلنا آنفاً- فهؤلاء ننصحهم أن ينطووا على أنفسهم، وأن يعتزلوا المبتدعة، وألا يجادلوهم؛ لأنهم سيتأثرون بشبهاتهم، كمثل ذاك السؤال الذي سمعتم في أول الجلسة، وسمعتم الرد عليه، أنهم يصغون لكل ناعق ولكل صائح، فتتعلق الشبهة في ذهن السامع؛ حتى يتيسر له عالم يتمكن من إزالة هذه الشبهة من نفسه.
لذلك تكاثرت النصوص عن سلفنا الصالح من العلماء، كـ مالك و أحمد وغيرهم، أنهم كانوا يحذرون الناس كل التحذير من الجلوس مع أهل البدع؛ بل وكانوا يأمرونهم بمقاطعتهم؛ خشية أن يتسرب شيء من شبهاتهم إلى نفوسهم.
فهذا -أظن- جواب ما سألت، والأجر للجميع -إن شاء الله- ما دمنا مخلصين وقاصدين -أولاً- العلم النافع المستقى من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى منهج السلف الصالح، ثم قاصدين -أيضاً- أن نعمل بما تعلمنا، ثم بعد ذلك نسأل الله عز وجل أن يزيدنا وإياكم علماً.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)).
منقول
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الرد المؤصل للعلامة ربيع حفظه الله
وفيك بارك الله أخي أبو عمار
مرت علي هذه الرسالة أخي ركان، و أعرف مضمونها و أعرب كاتبها و من قرظها و لكني وددت فقط أن أنبه أن الإختلاف مع هؤلاء المؤلفين يجعل كتبهم تبنى على إعتقادات سابقة، فنحن نعلم أن القاعدة تقول إستدل ثم إعتقد لأن الدليل أصل و الحكم فرع، فكلام الألباني يحمل معاني و ليس معنى واحدا فتجد أنهم يبنوا على معنا واحدا يصب في مبتغاهم...لا أتهم و ليست عادتي لكني أعلم جيدا ما يرمون إليه، و مع ذلك لا أنكر أن الرسالة فيها خير كبير...و كما قلت في الرد الأول أن للألباني ردود نارية على من ذكرتهم، بكلمة الحق يصدع بها شيخنا دائما، أما عن ضوابط التبديع فمؤلفات العلماء موجودة كضوابط التبديع للشيخ رسلان يمكن الرجوع إليها. و لا أظنني خرجت على الموضوع فما زلنا في صلبه بل في لبه.
بارك الله فيك أخي عثمان
ومن تلك الردود على سبيل المثال لا الحصر
>>(ما قاله في كشك (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1904337))
أبو عمار
2016-01-11, 21:58
قال الإمام مالك رحمه الله : "لا يؤخذ العلم من أربعة, ويؤخذ ممن سوى ذلك؛ لا يؤخذ من رجل صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه, ولا من سفيه معلن بالسفه, وإن كان من أروى الناس, ولا من رجل يكذب في أحاديث الناس, وإن كنت لا تتهمه أن يكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا من رجل له فضل وصلاح وعبادة؛ لا يعرف ما يحدث"اهـ (الكفاية في علم الرواية ص 160)
أبو عمار
2016-01-11, 22:06
فضيلة الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري – حفظه الله –
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ، رداً على السائل الذي قال .. إذا سمعتُ كلام العالم في شريط أو قرأتُ له في كتاب عن شخص ما أنه مبتدع ولم أر منه دليلا على ذلك، فهل يلزمني أن أحْذر من هذا الشخص وأن أقتنع بأنه مبتدع أم أتريّث حتى أجد الدليل على ذلك؟.
أقول فإن أهل السنة لا يحكمون على أحد ببدعة إلا وقد خَبَرُوه وسَبَرُوا ما عنده – تماماً – وعرفوا منهجه – تماماً – جملةً وتفصيلاً، ومن هنا هذه المسألة تستدعي منّا وقفتين: الوقفة الأولى: فيمن حَكم عليه عالم أو علماء بأنه مبتدع ، ولم يختلف معهم غيرهم ممن هم أهل سنة مثلهم، تفطنوا، أقول : لم يختلف معهم غيرهم فيه ممن هم أهل سنة، فإنا نقبل جرحهم له، فإنا نقبل قولهم ونحذَره ، مادام أنه حَكَم عليه وجَرَحه عالم سني ، ولم يظهر بقية أهل السنة الذين هم أقران هذا العالم من إخوانه وأبنائه العلماء فلابد من قبوله، لأن هذا العالم السني الذي جرح رجلاً : فإنه لم يجرحه إلا بأمر بان له وقام عنده عليه الدليل ،لأن هذا من دين الله، والذي يجرّح أو يُعدّل يعلم أنه مسؤول عما يقول ويفتي به أو يحكم به ويعلم أنه مسؤول من الله تعالى قبل أن يسأله الخلق.
الوقفة الثانية: إذا كان هذا الشخص الذي جرحه عالم أو علماء حكموا عليه بما يُسقطه ويوجب الحذر منه قد خالفهم غيرهم وحكموا بعدالته وأنه على السنة أو غير ذلك من الأحكام المخالفة لأحكام الآخرين المجرحين له، فمادام أن هؤلاء على السنة وهؤلاء على السنة وكلهم أهل ثقة عندهم وذَووا أمانة عندنا ففي هذه الحال ننظر في الدليل، ولهذا قالوا: «من عَلِمَ حُجَّة على من لم يَعْلَم» الجارح قال في فلان من الناس إنه مبتدع منحرفٌ سعيه وأتى بالأدلة مِن كُتب المجروح أو من أشرطته أو من نقل الثقاة عنه، فهذا موجب علينا قبول قوله وترك المعدِّلين الذين خالفوا مَنْ جرَّحه، لأن هؤلاء المجَرِّحين له أتَوا بأدلة خَفِيَتْ على الآخرين لسبب من الأسباب أو أن المعدِّل لم يقرأ ولم يسمع عن ذلك المجرّح، وإنما بنى على سابقِ عِلمِه به، وأنه كان على سنة، فأصبح هذا المجروح الذي أقيم الدليل على جرحه مجروحا والحجة مع من أقام الدليل، وعلى من يطلب الحق أن يتبع الدليل و لا يتلمّس بُنيات الطريق ذات اليمين وذات الشمال، أو يقول أقف بنفسي، فهذا لم نعهده عند السلف، وهذه الأمور تكون فيما لا يسوغ فيه الاجتهاد في أصول العقائد وأصول العبادات، فإن المصير إلى قبول من أقام الدليل واجب حتمي، وذاك العالم السني الذي خالف الجارحين، له عذره، يبقى على مكانته عندنا وعلى حرمته عندنا، ونستشعر أنه له إن شاء الله ما كان عليه من سابقة الفضل وجلالة القدر، هذا وسعه ، والعالم من أهل السنة، السلفي، بَشَرٌ يذهل، ينسى، يكون عُرضة للتلبيس من بطانة سيئة، أو كان قد وَثِقَ بذلك الرجل المجروح فلَبَّسَ عليه، والشواهد على هذا كثيرة، فكثير من السَّـقَط والذين هم في الحقيقة حربٌ على السنة وأهلِها يأتون بنماذج من كتبهم يقرؤونها على علماء أجلّة مشهود لهم بالفضل والإمامة في الدين، ويُخفي ذلك اللعّاب الماكر عن ذلك العالم الجليل الإمام الفذ الجهبذ ما لو عَلِمَه لسقط عنه، فهذا العالم يُزكِّي بناءً على ما سَمِع، فإذا طُبِع الكتاب وانتشر وتناقلته الأيدي وذاع صيته وإذا بالمجادلين يقولون زكَّاه فلان، فلان: الألباني – رحمه الله – ، أو ابن باز – رحمه الله -، أو ابن العثيمين – رحمه الله – ، زكّى هذا الكتاب فهؤلاء العلماء – رحمة الله عليهم – معذورون، ومن التَّبعة سالمون – إن شاء الله تعالى – في الدنيا والآخرة ، وإنما هذا لعَّاب أخفى ولبّس على ذلك العالم، إذن ماذا بقي؟ نقيم على ذلك الملبِّس اللعاب الدساس الماكر مِنْ كُتبه، يقيم عليه البيِّـنة من كتبه، ومن جادلنا فيه نقول خذ، هذا هو قولُه، هل تظن أنه عَرَضهُ بهذه الصورة على من سمَّينا من أهل العلم ومن هو على نفس النهج فأقرُّوه؟ الجواب كلا، إذن يجب عليك أن تكون مُنْصفا متجردا من العاطفة الجياشة المندفعة ومن الهوى الذي يُعمي ويجب عليك أن تكون طُلبتُك الحق، نعم.
الطالب: جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم، هذا السائل يقول: ما الواجب على عوام السلفيين في دعاة اختلف العلماء في تعديلهم وتجريحهم سواء علموا أخطاءهم أم لم يعلموها؟
الشيخ: أقول لمعشر السلفيين والسلفيات مَنْ بلَغَتْهم مشافهةً هذه المحادثة مني ومَن ستبلغهم عبر من صاغوا الأسئلة وأَلقَوْها علينا، أقول: أنصحكم إن كنتم تحبون الناصحين ألاّ تقبلوا شريطا ولا كتابا إلا ممن عرفتم أنه على السنة مشهودٌ له بذلك واشتهر بها ولم يظهر منه خلاف ذلك، وهذه قاعدة مطَّردة في حياته وبعد موته، فمن مات وهو فيما نحسبه على السنة فهو عندنا عليها ونسأل الله أن يثبته عليها في الآخرة كما ثبته عليها حيا… آمين، هذا أولا.
ثانيا: إذا خفي عليكم أمرُ إنسان اشتهرتْ كتبه وأشرطته وذاع صيته فاسألوا عنه ذوي الخِبْرة به والعارفين بحاله، فإن السنة لا تخفى ولا يخفى أهلها، فالرجل تزكّيه أعماله، تزكّيه أعماله التي هي على السنة، وتشهد عليه بذلك ويذكره الناس بها حيا وميتا، وما تَسَتَّرَ أحدٌ بالسنة وغرّر الناس به حتى التـفُّوا حوله وارتبطوا به وأصبحوا يعوِّلون عليه ويقبلون كل ما يصدر عنه إلاّ فَضحَه الله سبحانه وتعالى وهتك ستره وكشف للخاصة والعامة ما كان يُخفي وما كان يُكنُّ من الغش والتلبيس والمكر والمخادعة، يهيّئ الله رجالا فضلاء فطناء حكماء أقوياء جهابذة ذوي علم وكياسة وفـِقهٍ في الدين يكشف الله بهم ستر ذلكم اللعاب الملبِّس الغشاش، فعليكم إذا بُيِّنَ لكم حال ذلك الإنسان الذي قد ذاع صيته وطبَّق الآفاق وأصبح مرموقا يشار إليه بالبنان، أصبح عليكم الحذر منه مادام أنه حذَّرَ منه أهل العلم والإيمان والذين هم على السنة، فإنهم سيكشفون لكم بالدليل، ولا مانع من استكشاف حال ذلك الإنسان الذي حذَّر منه عالم أو علماء بأدب وحسن أسلوب فإن ذلك العالم سيقول لك: رأيتُ فيه كذا وكذا وفي الكتاب الفلاني كذا وفي الشريط الفلاني كذا وإذا هي أدلة واضحة تكشف لك ما كان يخفيه وأن ذلكم الذي طَبَّق صيته الآفاق وأصبح حديثه مستساغا يُخفي من البدع والمكر ما لا يظهره من السنة.
وأمر ثالث: وهو أن مَنْ عَلِمَ الخطأ وبان له فلا يسوغ له أن يقلِّد عالما خَفِيَ عليه الأمر، وقد قدمت لكم أَمسي أن اجتهادات العلماء غير معصومة، ولهذا لا يجوز أن تُتخذ منهجا، نعم.
—————————————————-
من شريط مفرغ بعنوان “ضوابط التعامل مع أهل السنة وأهل الباطل”.
أبو عمار
2016-01-11, 22:14
أخي الكريم صاحب الموضوع أظنّ أن إجابة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله كافية و شافية لما طرحته من أسئلة .
ما رأيك ؟
المطلب الثالث :
هل كل من وقع في البدعة يكون مبتدعا؟
ومن الأمور المتفرعة عن القاعدة السابقة أنه ليس كل من وقع في البدعة يكون مبتدعا، كما أنه ليس كل من وقع في الكفر يكون كافرا، فلابد من التفريق بين الحكم على الفعل والحكم على الفاعل، لأن الحكم على المعين لابد أن تتوفر فيه شروط وأن تنتفي عنه موانع، وبالنسبة للبدعة لا بد أن ينظر في المسألة من حيث درجة الوضوح والخفاء في ميزان النصوص الشرعية ، وفي الشخص هل كان مجتهدا طالبا للحق أو كان مقلدا أو معاندا؟ وهل كان منتسبا لأهل السنة أو لا؟ وأن ينظر -حسب ما سننقله عن الألباني - في ما غلب على الرجل وفي منهجه الكلي لا في بعض القضايا الجزئية، وهذه بعض نصوصه :
قال رحمه الله:«إذا كان هذا المخالف يخالف نصا أولا: لا يجوز اتباعه، وثانيا لا نبدع القائل بخلاف النص وإن كنا نقول إن قوله بدعة، وأنا أفرق بين أن تقول فلان وقع في الكفر وفلان كفر، وكذلك فلان وقع في البدعة وفلان مبتدع، فأقول فلان مبتدع مش معناه وقع في بدعة، وهو مَن شأنه أنه يبتدع، لأن مبتدع اسم فاعل، هذا كما إذا قلنا فلان عادل ليس لأنه عدل مرة في حياته، فأخذ هذا اسم الفاعل، القصد أن المجتهد قد يقع في البدعة–ولا شك-لكن لا ألومه بها ولا أطلق عليه اسم مبتدع، هذا فيما إذا خالف نصا»([17]). ومعنى قوله:"هذا فيما إذا خالف نصا"، أن الحكم على الفعل بأنه بدعة لابد أن يكون يقينيا أما إذا كانت المسألة اجتهادية لا نصوص فيها قاطعة لكل احتمال، فلا حديث حينئذ عن بدعة ولا تبديع .
ومن التطبيقات العملية لهذه القاعدة عند الشيخ دفاعه عن الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله- ورده على الشيخ مقبل -رحمه الله -الذي ضلله حيث قال: «سامحه الله، نحن بلا شك لا نؤيد الانضمام إلى أي جماعة، خاصة إذا كانوا معروفين بالمروق عن الشريعة، لكن نحن نتصور أن المسألة قابلة للاجتهاد، فأنا أظن في السيد رشيد رضا وهو قد خدم الإسلام خدمة جليلة، نظن به أن انضمامه إلى الماسونية إنما كان باجتهاد خاطئ منه، ولم يكن لمصلحة شخصية كما يفعله كثير ممن لا خلاق لهم ، فنسبته إلى الضلال لأنه صدر منه خطأ وضلال هذا أظن توسع غير محمود في إطلاق الضلال على مثل هذا الرجل، الذي في اعتقادي له المنة على كثير من أهل السنة في هذا الزمان بسبب إشاعته لها ودعوته إليها في مجلته المعروفة بالمنار حتى وصل أثرها إلى بلاد كثيرة من بلاد الأعاجم المسلمين ، لذلك أرى أن هذا فيه غلو من الكلام ما ينبغي أن يصدر من مثل أخينا مقبل، وعلى كل حال :" تريد مهذبا لا عيب فيه وهل عود يفوح بلا دخان"»([18]).
وعرض عليه رحمه الله الكلام الآتي :« كما أنه ليس كل من أتى بكفر فهو كافر، وليس كل من أتى بفسق فهو فاسق، وليس كل من أتى بجاهلية فهو جاهلي أو جاهل، وكذلك ليس كل من أتى ببدعة فهو مبتدع، لأن ثمة فرقا عند أهل السنة بين من وقع في البدعة وبين من أحدث البدعة وتبناها ودعا إليها وهذا أمر متفق عليه»، فقال الألباني:« هو كذلك بلا شك ولا ريب»، ثم قال: «هذا الكلام صحيح جدا»، وأيده ببعض الأدلة على العذر ورد على من فرق بين الأصول والفروع ثم قال :« ولذلك فإذا كان هناك رجل عالم مسلم أخطأ في مسألة ما سواء كانت هذه المسألة أصولية أو عقدية أو كانت حكما شرعيا فرعيا فالله عز وجل لا يؤاخذه إذا علم منه أنه كان قاصدا معرفة الحق»([19]).
ومن الموانع أيضا من إسقاط حكم الابتداع على من وقع في البدعة إضافة إلى قاعدة العذر : النظر في الحال الغالبة على العالم وإقامة الموازنة العادلة بين أخطائه وصوابه-ما دام المراد تقويمه-، وقال رحمه الله مقررا هذا المعنى :« لا غرابة في أن يخطئ من كان إماما في دعوة الحق ، فإذا أخطأ في مسألة أو أخرى في مسألتين أو ثلاث أو أكثر فذلك لا يخرجه عن دعوة الحق إذا تبناها، الحافظ ابن حجر والإمام النووي وغيره ممن أخطؤوا في بعض المسائل العقدية كما يقولون اليوم، فذلك لا يخرجهم عن كونهم من أهل السنة والجماعة، لأن العبرة بما يغلب على الإنسان من فكر صحيح أو عمل صالح، متى يكون المسلم صالحا ؟ هل يشترط كي يكون صالحا أن لا يقع منه أي ذنب أو معصية؟ الجواب لا، بل من طبيعة الإنسان أن يقع منه الذنب والمعصية مرارا وتكرارا ، فمتى يكون العبد صالحا؟ إذا غلب خيره شره وصلاحه ضلاله، وهكذا كذلك تماما يقال في المسائل العلمية، سواء كانت هذه المسائل العلمية مسائل عقدية أو فقهية، فإذا كان هذا العالم يغلب عليه العلم الصحيح فهو الناجي، وأما أنه له زلة أو زلات في الفقه أو في العقيدة فهذا لا يخرجه عما غلب عليه من العقيدة الصحيحة ..فابن حجر مع ما ذكرت مما له من تلك الزلات فلا يعني ذلك أنه لا ينبغي أن نستفيد من كتابه وأن لا نترحم عليه وأن لا نحشره في زمرة علماء المسلمين المتمسكين بالكتاب والسنة « ([20]).
مرت علي هذه الرسالة أخي ركان، و أعرف مضمونها و أعرب كاتبها و من قرظها و لكني وددت فقط أن أنبه أن الإختلاف مع هؤلاء المؤلفين يجعل كتبهم تبنى على إعتقادات سابقة، فنحن نعلم أن القاعدة تقول إستدل ثم إعتقد لأن الدليل أصل و الحكم فرع، فكلام الألباني يحمل معاني و ليس معنى واحدا فتجد أنهم يبنوا على معنا واحدا يصب في مبتغاهم...لا أتهم و ليست عادتي لكني أعلم جيدا ما يرمون إليه، و مع ذلك لا أنكر أن الرسالة فيها خير كبير...و كما قلت في الرد الأول أن للألباني ردود نارية على من ذكرتهم، بكلمة الحق يصدع بها شيخنا دائما، أما عن ضوابط التبديع فمؤلفات العلماء موجودة كضوابط التبديع للشيخ رسلان يمكن الرجوع إليها. و لا أظنني خرجت على الموضوع فما زلنا في صلبه بل في لبه.
يا عثمان مالذي يهم في معتقداتهم سواء كانت سابقة أو آنية أو لاحقة ...قلت لك كلاما واضحا دعك ممن كتب وسلط الضوء على ما كتب ..هكذا يتشعب الطرح ..ويفسد والله ..ثم تقول أنك لاتنكر أن في الرسالة خير كبير ..لاتقل بالله عليك أن للشيخ الألباني ردود نارية على فلان أو علان ...هذه بحد ذاتها وأقصد إثارتها هو سقوط في حضيض الصراعات ..قل لي بربك من سلم من الردود ؟؟؟؟
هلتعلم أنه لاأحد سلم من الردود النارية ..؟
لماذا لانغمض العين على هذا الجانب .ليعم بعض الهدوء فتتوضح الصورة بدل هذا الغبار الذي علا وثار وحجب الأنظار عن الحقائق ..
هاأنت توجه غيرك الى الشيخ رسلان وضوابطه .في التبديع ...أنت هنا تختار لغيرك ..وكأنما أردت القول أنه الصواب في جهة ما والخطأ في جهة أخرى ..
تكثر النقولات وتكثر الطروحات والتوجياهت لقول هذا ولقول ذاك فيتشتت التركيز وقل القراءة والمتابعة
تبا للأنترنت ما فعلت بنا ..
فالمشهور عن أهل السنة أنه من وقع في أمر مكفر لا يكفر حتى تقام عليه الحجة
السلام عليكم :
لو تتفضل الأخ رياض توضح معنى هذا الكلام بارك الله فيك
صلاح البسكري
2016-01-14, 11:36
السلام عليكم
*****************
سأنقل الحوار المعروف لشيخ الانصاف ، الشيخ الالباني رحمهُ الله ...
السائل : ما هو الضابط في تعيين شخص و يقال لهُ مُبتدع ، يعني يُعيَّن على الشخص و يقال لهُ مُبتدع ، ما هو الضابط في هذه المسألة ؟.
الالباني : حين يكون منهجُهُ مخالفة السنة بمعناها الواسع – قولا و فعلا وتقريرا - حينما يكون منهجُهُ هكذا ، أما اذا وقع في بدعة ما أو أكثر من بدعة – اجتهادا - و لو أنهُ كان في ذلك مخطئ فلا يكون مبتدعا و إلا لم ينجوا احد من الابتداع .
السائل : عندما يكون – يا شيخ – يخالف الكتاب و السنة .
الالباني : لا ، أنا ما ذكرتُ الكتاب ، لأن هذا أمر بدَهي ، حينما يخالف السنة التي من المفروغ عِندنا أن الكتاب لا يُمكن فهمهُ إلا بالسنة ، و السنة هي سنة : قولية و فعلية وتقريرية .
حينما يأتي انسان و يخالف السنة بهذه الاقسام الثلاثة لها اعتمادا منهُ على رأي أو هوى و لا يبالي بهذه السنة، يتخذ ذلك منهجا لهُ في حياتهِ ، فهو الرجل مُبتدِع ، أما ان يُخالف السنة لسببٍ أو آخر ، فيقع في البدعة ، بل و يقع في المحرم – صراحة – فلا يكون مبتدعا ، و لا يكون بالتالي فاسقا لأنهُ ارتكبَ محرَّما .
لسائل : طيب بالنسبة - يا شيخ – للمبتدعه القُدامى ، كيفَ أطبقَ عليهم السلف أنهم مبتدعة ، وكيفَ عرفوا أنهم مبتدعه ؟
الالباني : لأنهم خالفوا منهج السلف الصالح .
السائل : و ما يدرينا – يا شيخ أن هذا صاحب هوى أو أنهُ أخطأ ؟؟.
الالباني : لا ، ما يُدرينا ، اذا كنت تقول ما تقول ، فأنا معك فيما تقول ، ما يُدرينا ، نحن نرجع هنا نقول : اللهُ حسبهم ، لكن أنهم مبتدعة فهم مبتدعة بلا شك لأنهم خالفوا منهج السلف الصالح .. انتهى النقل .
فالالباني رحمهُ الله قال عن المبتدعه القدامى أنه حكم عليهم بالابتداع ، دون الحديث عن نيهم أو أنهم مجتهدين أو .. أو ... لأنهم خالفوا منهج السلف مثل المعتزلة و و غيرهم فهؤلاء عاشوا بمنهج مخالف لمنهج السلف بالكلية... و ضرب مثلا : رجل يُدان بالقتل و هو بريء عند الله ، لكن ينفذ فيه الحكم الشرعي ، لأننا نحكم بالظاهر و الله يتولى السرائر .
أما بالنسبة لأهل السنة المجتهدين و لو كان الاجتهاد خطأ فقد استثناهم الشيخ ، وكما قال (( و إلالم بنجوا أحد من الابتداع )) :
(( الالباني : وإلا قد يكون مبتدعا مجتهدا- كما ألمحتُ في أول الجواب ، و قد يكون مرتكبا محرَّما مُجتهدا ، لكنهُ لا يؤاخد لا هذا و لا ذاك بل يُؤجر لأنهُ يصدق فيه قول الرسول عليه السلام : اذا حكم الحاكمُ فاجتهد فأصاب فلهُ أجران ، و ان أخطأ فلهُ أجر واحد ))
فالالباني يقول ان من عُرفَ باتباع منهج السلف الصالح و لكنهُ خالف المنهج في مسألة ما سواء كانت أصلية أو فرعية اجتهادا لا يكون مبتدعا بل يكون مأجورا
صلاح البسكري
2016-01-14, 11:48
تبا للأنترنت ما فعلت بنا ..
السلام عليكم
بارك الله فيك أستاذ ركان على الطرح المفيد ، و بدون تعقيداة ، يكفيك أن تنقل ما تراه مفيدا للموضوع ....... أما أن تُقنِع ؟؟ ، فالله وحدهُ يهدي من يشاء .
بارك الله فيك
المطلب الرابع :
حكم التسلسل في التبديع
ومن القواعد الفاسدة التي تبناها الغلاة في العصر الحاضر قاعدة التسلسل في التبديع أو قاعدة "أَلحِقهُ به"، وهي قاعدة مخالفة لأصول عظيمة من أصول الدين والمنهج الحق أولها قاعدة العذر التي شرحناها من قبل، وكذلك هي مبنية على تقديس آراء الرجال ونسبة بعض المشايخ إلى العصمة، وترتكز على إلزام الناس بما لم يلزمهم به الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد بين الشيخ الألباني-رحمه الله- فسادها إذ سئل عن صحة هذه القواعد: "من لم يكفر الكافر فهو كافر، ومن لم يبدع المبتدع فهو مبتدع، ومن ليس معنا فهو ضدنا"، فقال على سبيل التعجب والإنكار:« من هو صاحب هذه القواعد ومن قعدها؟!!» ، ثم قص قصة أحد المنتسبين إلى العلم في ألبانيا كيف كفَّر من لم يهيئ له نعله للخروج من الدار حيث قال-واللفظ للألباني- :« هذا كفر لأنه لم يحترم العالم ، ومن لم يحترم العالم لا يحترم العلم ، والذي لا يحترم العلم لا يحترم من جاء بالعلم ، والذي جاء بالعلم هو محمد e وهكذا سلسلها إلى جبريل إلى رب العالمين فإذا هو كافر ». ثم قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى :« ليس شرطا أبدا أن من كفَّر شخصا وأقام عليه الحجة أن يكون كل الناس معه في التكفير ، لأنه قد يكون هو متأولا، ويرى العالم الآخر أنه لا يجوز تكفيره ، وكذلك التفسيق والتبديع، فهذه الحقيقة من فتن العصر الحاضر ومِن تَسَرُّع بعض الشباب في ادعاء العلم، المقصود أن هذا التسلسل وهذا الإلزام غير لازم أبدا، هذا باب واسع قد يرى عالم الأمر واجبا ويراه الآخر ليس كذلك ، وما اختلف العلماء من قبل ومن بعد إلا لأنه من باب الاجتهاد، لا يلزم الآخرين أن يأخذوا برأيه ، الذي يلزم بأخذ برأي الآخر إنما هو المقلد الذي لا علم عنده وهو الذي يجب عليه أن يقلد ، أما من كان عالما فالذي كفّر أو فسّق أو بدّع ولا يرى مثل رأيه فلا يلزمه أبدا أن يتابع ذلك العالم» ([21]).
ومحل الإنكار هو تعميم هذه القاعدة إلى كل من يُحكم عليه بالكفر والبدعة حتى من يُحكم عليه بنظر واجتهاد كما هو واضح في كلام الألباني رحمه الله ، أما من لم يكفر النصراني واليهودي وصحح دينه فهذا لا شك أنه يقال عنه كافر، وكذلك من لم يبدع المعتزلي الذي ينكر رؤية الله وعذاب القبر، ويخلد أهل الكبائر في النار ويقول بخلق القرآن ويعطل الصفات، والرافضيُّ الذي يشتم أصحاب رسول الله e ويدعي العصمة في آل البيت، فهذا لا يشك في ابتداعه، وقد بدع السلف من وقف في القرآن، وقال لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق ، أما الغلاة في زماننا فيكفرون فلانا وهو عند عامة الناس من المسلمين، ويبدعون علانا وهو عند غيرهم سني سلفي بنظر قد يكون صحيحا أو خاطئا (وهو في الغالب خاطئ)، ثم يطبقون القاعدة على عموم الناس من لم يكفر الكافر -في رأيهم- فهو كافر ، ومن لم يبدع المبتدع –في ظنهم – فهو مبتدع .
ومن وافقهم في تكفير فلان وتبديع علان ، لكنه يخالفهم في تكفير من أبى تكفير فلان، وفي تبديع من أبى تبديع علان، فإنهم يلحقونه بهم لأنه استقر عندهم كفرهم وابتداعهم ولا يجوز للناس نظر غير نظرهم ولا اجتهاد غير اجتهادهم، نعوذ بالله من الضلال
فالمشهور عن أهل السنة أنه من وقع في أمر مكفر لا يكفر حتى تقام عليه الحجة
السلام عليكم:
لو تتفضل الأخ رياض توضح معنى هذا الكلام بارك الله فيك
وعليكم السلام
كلام الشيخ واضح جدا ولا يحتاج إلى شرح
عثمان الجزائري.
2016-01-14, 13:19
السلام عليكم
سأنقل الحوار المعروف لشيخ الانصاف ، الشيخ الالباني رحمهُ الله ...
السائل : عندما يكون – يا شيخ – يخالف الكتاب و السنة .
الالباني : لا ، أنا ما ذكرتُ الكتاب ، لأن هذا أمر بدَهي ، حينما يخالف السنة التي من المفروغ عِندنا أن الكتاب لا يُمكن فهمهُ إلا بالسنة ، و السنة هي سنة : قولية و فعلية وتقريرية .
حينما يأتي انسان و يخالف السنة بهذه الاقسام الثلاثة لها اعتمادا منهُ على رأي أو هوى و لا يبالي بهذه السنة، يتخذ ذلك منهجا لهُ في حياتهِ ، فهو الرجل مُبتدِع ، أما ان يُخالف السنة لسببٍ أو آخر ، فيقع في البدعة ، بل و يقع في المحرم – صراحة – فلا يكون مبتدعا ، و لا يكون بالتالي فاسقا لأنهُ ارتكبَ محرَّما .
لسائل : طيب بالنسبة - يا شيخ – للمبتدعه القُدامى ، كيفَ أطبقَ عليهم السلف أنهم مبتدعة ، وكيفَ عرفوا أنهم مبتدعه ؟
الالباني : لأنهم خالفوا منهج السلف الصالح .
السائل : و ما يدرينا – يا شيخ أن هذا صاحب هوى أو أنهُ أخطأ ؟؟.
الالباني : لا ، ما يُدرينا ، اذا كنت تقول ما تقول ، فأنا معك فيما تقول ، ما يُدرينا ، نحن نرجع هنا نقول : اللهُ حسبهم ، لكن أنهم مبتدعة فهم مبتدعة بلا شك لأنهم خالفوا منهج السلف الصالح .. انتهى النقل .
أخي صلاح ما لونته بالأحمر من كلام الشيخ الألباني: تمعن فيه و ماذا فهمت منه؟.
طاهر القلب
2016-01-14, 16:34
السلام عليكم
يجب أن نقرأ ما قاله السابقون من آئمة الإسلام حول هذا الموضوع
وهو بالمناسبة كافي شافي شامل دقيق ... بارك الله فيكم
صلاح البسكري
2016-01-14, 16:38
أخي صلاح ما لونته بالأحمر من كلام الشيخ الألباني: تمعن فيه و ماذا فهمت منه؟.
السلام عليكم
لا عجب في الكلام أذا ربطتهُ بما قبلهُ ........ لكن قبل هذا : هل تمعنتَ أنت فيما لونتُهُ أنا باللون البنفسجي في المشاركة السابقة ؟؟؟؟
السائل سئل الشيخ عن المبتدعة القدامى ورؤوس الفرق الضالة ، فأجابهُ بأنهم مبتدعة فعلا ........ كالجهم بن صفوان و غيره من رؤوس الفرق الضالة ، الذي كان منهجهم في الحياة مخالف تماما للمنهج السلفي سواءا في الاعتقاد أو العمل ... و ما نراه اليوم من شيوخ الطرق الصوفية الذين عندهم من الشرك ما لا يخفى على أحد ........ هؤلاء مبتدعة ، أما هل هم على خطأ فقط لا يعلمون أو أنهم مجتهدون فالالباني قال : الله أعلم بالسرائر ( فالله قد يعذرهم فيغفر لهم بسبب الجهل أو الاجتهادأو قد يعذبهم بمعاصيهم ) و نحن نحكمُ على ظاهرهم و هذا مل كُلفنا بهِ ..
لكن في المقابل : الالباني يخرج أهل السنة الذين منهجهم في الحياة الدعوة إلى الكتاب و السنة على فهم سلف الامة ، و إن وقعوا في الخطأ و الابتداع أو حتى المحرم ، خطأ أو اجتهادا ، وقال عن الصنف الاخير أنهُ مأجور بأجر أو أجرين كما في الحديث ....
و للتوضيح و التفريق في الحكم بين أهل السنة و ان وقعوا في البدع ، و أهل البدع :
السائل طرح سؤال : عن الحكم في الامام النووي رحمهُ الذي لهُ أخطاء في العقيدة في باب الصفاة ، هل نقول أنه مبتدع أو مجتهد و أخطأ ؟؟؟
هل سمعتَ أنت من يقول أن النووي رحمهُ الله مبتدع ؟ لا يوجد اطلاقا ............
فالنووي رحمهُ في رأيي أنه لم يُبدع لأنه في غير زمننا هذا فقط ، وإلا لكان كافرا عند البعض و لا حول ولا قوة الا بالله ........
لا أعتقد أنه يوجد اشكال في كلام الشيخ الالباني اطلاقا ....... و المصدر : الشريط 614 من سلسلة الهدى و النور ، شريط الانصاف الثالث ... لك أن تراجعهُ ... فأنا الآن نقلتُ ما فهمتُهُ و لم أنقل النص حرفيا ...
بالتوفيق .
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir