مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز [متجدد] مواعظ وفوائد من كلام الإمام ابن القيم رحمه الله
مَوْقِفُ العَبْدِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «لِلْعَبْدِ بَيْن يَدَيِ اللهِ مَوْقِفَانِ: مَوْقِفٌ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي الصَّلاَةِ. وَمَوْقِفٌ بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمَ لِقَائِهِ. فَمَنْ قَامَ بِحَقِّ المَوْقِفِ الأَوَّلِ هُوِّنَ عَلَيْهِ المَوْقِفُ الآخَرُ، وَمَنِ اسْتَهَانَ بِهَذَا المَوْقِفِ وَلَمْ يُوَفِّهِ حَقَّهُ شُدِّدَ عَلَيْهِ ذَلِكَ المَوْقِفُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً. إِنَّ هَؤُلاَءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلاً﴾ [الإنسان: 26-27]
[«الفوائد» لابن القيّم: (240)].
منقول من موقع الشيخ فركوس
الأَدَبُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «وَلَقَدْ خَاطَبْتُ يَوْمًا بَعْضَ أَكَابِرِ هَؤُلاَءِ؛ فَقُلْتُ لَهُ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ! لَوْ قُدِّرَ أَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَقَدْ وَاجَهَنَا بِكَلاَمِهِ وَبِخِطَابِهِ، أَكَانَ فَرْضًا عَلَيْنَا أَنْ نَتَّبِعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ نَعْرِضَهُ عَلَى رَأْيِ غَيْرِهِ وَكَلاَمِهِ وَمَذْهَبِهِ، أَمْ لاَ نَتَّبِعُهُ حَتَّى نَعْرِضَ مَا سَمِعْنَاهُ مِنْهُ عَلَى آرَاءِ النَّاسِ وَعُقُولِهِمْ؟! فَقَالَ: بَلْ كَانَ الفَرْضُ المُبَادَرَةُ إِلَى الاِمْتِثَالِ مِنْ غَيْرِ الْتِفَاتٍ إِلَى سِوَاهُ. فَقُلْتُ: فَمَا الَّذِي نَسَخَ هَذَا الفَرْضَ عَنَّا ؟! وَبِأَيِّ شَيْءٍ نُسِخَ ؟! فَوَضَعَ إِصْبَعَهُ عَلَى فِيهِ! وَبَقِيَ بَاهِتًا مُتَحَيِّرًا! وَمَا نَطَقَ بِكَلِمَةٍ!»
[«مدارج السّالكين» لابن القيّم: (2/ 38)
منقول من موقع الشيخ فركوس
عِظَمُ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: «الذِّكْرُ بَابُ المَحَبَّةِ وَشَارِعُهَا الأَعْظَمُ وَصِرَاطُهَا الأَقْوَمُ»، وَقَالَ -رَحِمَهُ اللهُ- «مَحَبَّةُ اللهِ تَعَالَى وَمَعْرِفَتُهُ وَدَوَامُ ذِكْرِه وَالسُّكُونُ إِلَيْهِ وَالطُّمَأْنِينَةُ إِلَيْهِ وَإِفْرَادُهُ بِالحُبِّ وَالخَوْفِ وَالرَّجَاءِ وَالتَّوَكُّلِ وَالمُعَامَلَةِ بِحَيْثُ يَكُونُ هُوَ وَحْدَهُ المُسْتَوْلِيَ عَلَى هُمُومِ العَبْدِ وَعَزَمَاتِهِ وَإرَادَتِهِ، هُوَ جَنَّةُُ الدُّنْياَ وَالنَّعِيمُ الَّذِي لاَ يُشْبِهُهُ نَعِيمٌ، وَهُوَ قُرَّةُ عَيْنِ المُحِبِّينَ وَحَيَاةُ العَارِفِينَ»
[«الوابل الصّيِّب» لابن القيّم: (70)].
منقول من موقع الشيخ فركوس
مَنْ فَارَقَ الدَّلِيلَ ضَلَّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: «وَمَنْ أَحَالَكَ عَلَى غَيْرِ «أَخْبَرَنَا» وَ«حَدَّثَنا» فَقَدْ أَحَالَكَ: إِمَّا عَلَى خَيَالٍ صُوفِيٍّ أَوْ قِيَاسٍ فَلْسَفِيٍّ، أَوْ رَأْيٍ نَفْسِيٍّ، فَلَيْسَ بَعْدَ القُرْآنِ وَ«أَخْبَرَنَا» وَ«حَدَّثَنَا» إِلاَّ شُبُهَاتُ المُتَكَلِّمِينَ، وَآرَاءُ المُنْحَرِفِينَ وَخَيَالاَتُ المُتَصَوِّفِينَ وَقِيَاسُ المُتَفَلْسِفِينَ، وَمَنْ فَارَقَ الدَّلِيلَ ضَلَََّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ، وَلاَ دَلِيلَ إِلَى اللهِ وَالجَنَّةِ سِوَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَكُلُّ طَرِيقٍ لَمْ يَصْحَبْهَا دَلِيلُ القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، فَهِيَ مِنْ طُرُقِ الجَحِيمِ وَالشَّيْطَانِ ِالرَّجِيمِ»
[«مدارج السّالكين» لابن القيّم: (2/ 46].
منقول من موقع الشيخ فركوس
صَفَاءُ التَّوْحِيدِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «التَّوْحِيدُ أَلْطَفُ شَيْءٍ وَأَنْزَهُهُ وَأَنْظَفُهُ وَأَصْفَاهُ، فَأَدْنىَ شَيْءٍ يَخْدِشُهُ وَيُدَنِّسُهُ وَيُؤَثِّرُ فِيهِ، فَهُوَ كَأَبٍْيَضِ ثَوْبٍ يَكُونُ يُؤَثِّرُ فِيهِ أَدْنَى أَثَرٍ، وَكَالمِرْآةِ الصَّافِيَةِ جِدًّا أَدْنَى شَيْءٍ يُؤَثِّرُ فِيهَا، وَلِهَذَا تُشَوِّشُهُ اللَّحْظَةُ وَاللَّفْظَةُ وَالشَّهْوَةُ الخَفِيَّةُ، فَإِنْ بَادَرَ صَاحِبُهُ وَقَلَعَ ذَلِكَ الأَثَرَ بِضِدِّهِ وَإلاَّ اسْتَحْكَمَ وَصَارَ طَبْعًا يَتَعَسَّرُ عَلَيْهِ قَلْعَهُ»
[«الفوائد» لابن القيّم: (233)].
منقول من موقع الشيخ فركوس
التَّوْحِيدُ سَبيلُ النّجَاةِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «هَذِهِ سُنَّةُ اللهِ فِي عِبَادِهِ، فَمَا دُفِعَتْ شَدَائِدُ الدُّنْيَا بِمِثْلِ التَّوْحِيدِ، وَلِذَلِكَ كَانَ دُعَاءُ الكَرْبِ بِالتَّوْحِيدِ وَدَعْوَةُ ذِي النُّونِ الَّتِي مَا دَعَا بِهَا مَكْرُوبٌ إِلاَّ فَرَّجَ اللهُ كَرْبَهُ بِالتَّوْحِيدِ، فَلاَ يُلْقِي فِي الكُرَبِ العِظَامِ إِلاَّ الشِّرْكُ وَلاَ يُنْجِي مِنْهَا إِلاَّ التَّوْحِيدُ، فَهُوَ مَفْزَعُ الخَلِيقَةِ وَمَلْجَؤُهَا وَحِصْنُهَا وَغِيَاثُهَا، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ»
[«الفوائد» لابن القيّم: (67)].
منقول من موقع الشيخ فركوس
التَّوْبَةُ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «التَّوْبَةُ مِنْ أَفْضَلِِ مَقَامَاتِ السَّالِكِينَ، لِأَنَّهَا أَوَّلُ المَنَازِلِ، وَأَوْسَطُهاََ، وَآخِرُهَا. فَلاَ يُفَارِقُهَا العَبْدُ أَبَدًا، وَلاَ يَزَالُ فِيهَا إِلَى المَمَاتِ. وَإِنِ ارْتَحَلَ السَّالِكُ مِنْهَا إِلَى مَنْزِلٍ آخَرَ ارْتَحَلَ بِهِ، وَنَزَلَ بِهِ. فَهِيَ بِدَايَةُ العَبْدِ وَنِهَايَتُهُ، وَحَاجَتُهُ إِلَيْهَا فِي النِّهَايَةِ ضَرُورِيَّةٌ، كَمَا حَاجَتُهُ إِلَيْهَا فِي البِدَايَةِ كَذَلِكَ»
[«مدارج السّالكين» لابن القيّم: (1/ 19].
منقول من موقع الشيخ فركوس
الإنَابَةُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «الإِنَابَةُ هِيَ عُكُوفُ القَلْبِ عَلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- كَاعْتِكَافِ البَدَنِ فِي المَسْجِدِ لاَ يُفَارِقُهُ، وَحَقِيقَةُ ذَلِكَ عُكُوفُ القَلْبِ عَلَى مَحَبَّتِهِ وَذِكْرِهِ بِالإِجْلاَلِ وَالتَّعْظِيمِ، وَعُكُوفُ الجَوَارِحِ عَلَى طَاعَتِهِ بِالإخْلاَصِ لَهُ وَالمُتَابَعَةِ لِرَسُولِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْكُفْ قَلْبُهُ عَلَى اللهِ وَحْدَهُ، عَكَفَ عَلَى التَّمَاثِيلِ المُتَنَوِّعَةِ، كَمَا قَالَ إِمَامُ الحُنَفَاءِ لِقَوْمِهِ: ﴿مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ﴾ [الأنبياء: 52]
[«الفوائد» لابن القيِّم: (196)].
منقول من موقع الشيخ فركوس
بارك الله فيك أخي والله لقد اتحفتنا بكلام طبيب القلوب
رحم الله ابن القيم
ابو اكرام فتحون
2016-01-02, 14:12
جزاك الله خيرا اخي رياض ونفع بك
ورحم الله الإمام ابن القيم
بارك الله فيك أخي والله لقد اتحفتنا بكلام طبيب القلوب
رحم الله ابن القيم
وفيك بارك الله أخي الكريم
جزاك الله خيرا اخي رياض ونفع بك
ورحم الله الإمام ابن القيم
بارك الله فيك أخي أبو إكرام فتحون
إِضَاعَةُ القَلْبِ وَإِضَاعَةُ الوَقْتِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: عَشَرَةُ أَشْيَاء ضَائِعَةٌ لَا يُنْتَفَعُ بِهَا : (1)عِلْمٌ لَا يُعْمَلُ بِهِ، (2)وَعَمَلٌ لَا إِخْلَاصَ فِيهِ وَلَا اقْتِدَاءَ، (3)وَمَالٌ لَا يُنْفَقُ مِنْهُ فَلَا يَسْتَمْتِعُ بِهِ جَامِعُهُ فِي الدُنْيَا، وَلَا يُقَدِّمُهُ أَمَامَهُ إِلَى الآخِرَةِ، (4)وَقَلْبٌ فَارِغٌ مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ وَالشَّوْقِ إِلَيْهِ وَالأُنْسِ بِهِ، (5)وَبَدَنٌ مُعَطَّلٌ عَنْ طَاعَتَهِ وَخِدْمَتِهِ، (6)وَمَحَبَّةٌ لَا تَتَقَيَّدُ بِرِضَاءِ المَحْبُوبِ وَامْتِثَالِ أَوَامِرِهِ، (7)وَوَقْتٌ مُعَطَّلٌ عَنْ اسْتِدْرَاكِ فَارِطٍ، أَو اغْتِنَامِ بِرٍّ وَقُرْبَةٍ، (8)وَفِكْرٌ يَجُولُ فِيمَا لَا يَنْفَعُ، (9)وَخِدْمَةُ مَنْ لَا تُقَرِّبُكَ خِدْمَتُهُ إْلَى اللهِ، وَلَا تَعُودُ عَلَيْكَ بِصَلَاحِ دُنْيَاكَ ، (10)وَخَوْفُكَ وَرَجَاؤُكَ لِمَنْ نَاصِيَتُهُ بِيَدِ اللهِ، وَهُوَ أَسِيرٌ فِي قَبْضَتِهِ، وَلَا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضَرًا وَلَا نَفْعَا وَلَا مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورَا.
وَأَعْظَمُ هَذِهِ الإِضَاعَاتِ إِضَاعَتَانِ، هُمَا أَصْلُ كُلِّ إِضَاعَةٍ: إِضَاعَةُ القَلْبِ وَإِضَاعَةُ الوَقْتِ، فَإِضَاعَةُ القَلْبِ مِنْ إِيثَارِ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ، وَإِضَاعَةُ الوَقْتِ مِنْ طُولِ الأَمَلِ، فَاجْتَمَعَ الفَسَادُ كُلُّهُ فِي اتِّبَاعِ الهَوَى وَطُولِ الأَمَلِ، وَالصَلَاحُ كُلُّهُ فِي اتِّبَاعِ الهُدَى وَالإِسْتِعْدَادِ لِلِّقَاءِ، وَاللهُ المُسْتَعَانُ.
[«الفوائد» لابن القيِّم: (120)].
قُرْبُ القَلْبِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «كُلَّمَا كَانَ القَلْبُ أَبْعَدَ مِنَ اللهِ كَانَتِ الآفَاتُ إِلَيْهِ أَسْرَعَ وَكُلَّمَا كَانَ أَقْرَبَ مِنَ اللهِ بَعُدَتْ عَنْهُ الآفَاتُ ، وَالبُعْدُ مِنَ اللهِ مَرَاتِبُ بَعْضُهَا أَشَدُّ مِنْ بَعْضٍ ، فَالغِفْلَةُ تُبْعِدُ القَلْبَ عَنْ اللهِ وَبُعْدُ المَعْصِيَةِ أَعْظَمُ مِنْ بُعْدِ الغِفْلَةِ وَبُعْدُ البِدْعَةِ أَعْظَمُ مِنْ بُعْدِ المَعْصِيَةِ وُبُعد النِفَاقِ وَالشِّرْكِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ.»
[«الداء والدواء» لابن القيِّم: (92)].
كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي قَامَتْ بِهَا الْأَرْضُ وَالسَّمَاوَاتُ، وَفَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهَا جَمِيعَ الْمَخْلُوقَاتِ، وَعَلَيْهَا أُسِّسَتِ الْمِلَّةُ وَنُصِبَتِ الْقِبْلَةُ، وَجُرِّدَتْ سُيُوفُ الْجِهَادِ، وَهِيَ مَحْضُ حَقِّ اللَّهِ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الْعَاصِمَةُ لِلدَّمِ وَالْمَالِ وَالذُّرِّيَّةِ فِي هَذِهِ الدَّارِ، وَالْمُنْجِيَةُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَهِيَ الْمَنْشُورُ الَّذِي لَا يُدْخَلُ الْجَنَّةُ إِلَّا بِهِ، وَالْحَبْلُ الَّذِي لَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ مَنْ لَمْ يَتَعَلَّقْ بِسَبَبِهِ، وَهِيَ كَلِمَةُ الْإِسْلَامِ، وَمِفْتَاحُ دَارِ السَّلَامِ، وَبِهَا انْقَسَمَ النَّاسُ إِلَى شَقِيٍّ وَسَعِيدٍ، وَمَقْبُولٍ وَطَرِيدٍ، وَبِهَا انْفَصَلَتْ دَارُ الْكُفْرِ مِنْ دَارِ الْإِيمَانِ، وَتَمَيَّزَتْ دَارُ النَّعِيمِ مِنْ دَارِ الشَّقَاءِ وَالْهَوَانِ، وَهِيَ الْعَمُودُ الْحَامِلُ لِلْفَرْضِ وَالسُّنَّةِ، وَ (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ)»
[«الداء والدواء» لابن القيّم: (196)].
رُوحُ كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «وَرُوحُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَسِرُّهَا: إِفْرَادُ الرَّبِّ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ، وَتَبَارَكَ اسْمُهُ، وَتَعَالَى جَدُّهُ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ- بِالْمَحَبَّةِ وَالْإِجْلَالِ وَالتَّعْظِيمِ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ وَتَوَابِعِ ذَلِكَ: مِنَ التَّوَكُّلِ وَالْإِنَابَةِ وَالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ، فَلَا يُحَبُّ سِوَاهُ، وَكُلُّ مَا كَانَ يُحَبُّ غَيْرَهُ فَإِنَّمَا يُحَبُّ تَبَعًا لِمَحَبَّتِهِ، وَكَوْنِهِ وَسِيلَةً إِلَى زِيَادَةِ مَحَبَّتِهِ، وَلَا يُخَافُ سِوَاهُ، وَلَا يُرْجَى سِوَاهُ، وَلَا يُتَوَكَّلُ إِلَّا عَلَيْهِ، وَلَا يُرْغَبُ إِلَّا إِلَيْهِ، وَلَا يُرْهَبُ إِلَّا مِنْهُ، وَلَا يُحْلَفُ إِلَّا بِاسْمِهِ، وَلَا يُنْظَرُ إِلَّا لَهُ، وَلَا يُتَابُ إِلَّا إِلَيْهِ، وَلَا يُطَاعُ إِلَّا أَمْرُهُ، وَلَا يُتَحَسَّبُ إِلَّا بِهِ، وَلَا يُسْتَغَاثُ فِي الشَّدَائِدِ إِلَّا بِهِ، وَلَا يُلْتَجَأُ إِلَّا إِلَيْهِ، وَلَا يُسْجَدُ إِلَّا لَهُ، وَلَا يُذْبَحُ إِلَّا لَهُ وَبِاسْمِهِ، وَيَجْتَمِعُ ذَلِكَ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ: أَنْ لَا يُعْبَدَ إِلَّا إِيَّاهُ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ، فَهَذَا هُوَ تَحْقِيقُ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلِهَذَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقِيقَةَ الشَّهَادَةِ، وَمُحَالٌ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ مَنْ تَحَقَّقَ بِحَقِيقَةِ هَذِهِ الشَّهَادَةِ وَقَامَ بِهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ} [سُورَةُ الْمَعَارِجِ: 33] .»
[«الداء والدواء» لابن القيّم: (196)].
احْذَرْ مِنْ كَلِمَاتٍ ثَلاَثٍ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: «وَلْيَحْذَرْ -أَيُّ مُسْلِمٍ- مِنْ طُغْيَانِ «أَنَا»، وَ«لِي» و«عِنْدِي»، فَإِنَّ هَذِهِ الأَلْفَاظَ الثَّلاَثَةَ ابْتُلِيَ بِهَا إِبْلِيسُ، وَفِرْعَوْنُ، وَقَارُونُ. فـ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾ لِإِبْلِيسَ، وَ﴿لِي مُلْكُ مِصْرَ﴾ لِفِرْعَوْنَ، و﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ لِقَارُونَ. وَأَحْسَنُ مِمَّا وَصَفْتُ «أنا» فِي قَوْلِ العَبْدِ: أَنَا العَبْدُ المُذْنِبُ المُخْطِئُ المُسْتَغْفِرُ المُعْتَرِفُ وَنَحْوُ: «ولي» فِي قَوْلِهِ: لِي الذَّنْبُ وَلِي الجُرْمُ، وَلِي المَسْكَنَةُ، وَلِي الفَقْرُ وَالذُّلُّ، وَ«عِنْدِي» فِي قَوْلِهِ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي، خَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي»
[«زاد المعاد» لابن القيّم: (2/ 235)].
منقول من موقع الشيخ فركوس
مَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِِمَا يَعْلَمُ اللهُ مِنْهُ غَيْرَ ذَلِكَ شَانَهُ اللهُ
قَالَ ابْنُ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «لَمَّا كَانَ المُتَزَيِّنُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ ضِدَّ المُخْلِصِ -فَإِنَّهُ يُظْهِرُ للنَّاسِ أَمْرًا وَهُوَ فِي البَاطِنِ بِخِلاَفِه- عَامَلَهُ اللهُ بِنَقِيضِ قَصْدِهِ، فَإِنَّ المُعَاقَبَةَ بِنَقِيضِ القَصْدِ ثَابِتَةٌُ شَرْعًا وَقَدَرًا، وَلَمَّا كَانَ المُخْلِصُ يُعَجَّلُ لَهُ مِنْ ثَوَابِ إِخْلاَصِهِ الحَلاَوَةُ وَالمَحَبَّةُ وَالمَهَابَةُ فيِ قُلُوبِ النَّاسِ، عُجِّلَ لِلْمُتَزَيِّنِ بِمَا لَيْسَ فِيهِ مِنْ عُقُوبَتِهِ أَنْ شَانَهُ اللهُ بَيْنَ النَّاسِ؛ لأَنّهُ شَانَ بَاطِنهُ عِنْدَ اللهِ، وَهَذَا مُوجَبُ أَسْمَاءِ الرَّبِّ الحُسْنَى وَصِفَاتِهِ العُلْيَا وَحِكْمَتِهِ فِي قَضَائِه وَشَرْعِهِ. هَذَا، وَلَمَّا كَانَ مَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِمَا لَيْسَ فِيهِ مِنَ الخُشُوعِ وَالدِّينِ وَالنُّسُكِ وَالعِلْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ قَدْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلَوَازِمِ هَذِهِ الأَشْيَاءِ وَمُقْتَضَيَاتِهَا؛ فَلاَ بُدَّ أَنْ تُطْلَبَ مِنْهُ، فَإِذَا لَمْ تُوجَدْ عِنْدَهُ؛ افْتُضِحَ، فَيَشِينُهُ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ ظُنَّ أَنَّهُ عِنْدَهُ»
[«إعلام الموقّعين» لابن القيِّم: (2/ 180ـ181)].
منقول من موقع الشيخ فركوس
أَثَرُ المَعَاصِي
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «قِلَّةُ التَّوْفِيقِ، وَفَسَادُ الرَّأْيِ، وَخَفَاءُ الحَقِّ، وَفَسَادُ القَلْبِ، وَخُمُولُ الذِّكْرِ، وَإِضَاعَةُ الوَقْتِ وَنُفْرَةُ الخَلْْقِ، وَالوَحْشَةُ بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ رَبِّهِ، وَمَنْعُ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ، وَقَسْوَةُ القَلْبِ، وَمَحْقُ البَرَكَةِ فِي الرِّزْقِ وَالعُمُرِ، وَحِرْمَانُ العِلْمِ، وَلِبَاسُ الذُّلِّ، وَإِهَانَةُ العَدُوِّ، وَضِيقُ الصَّدْرِ، وَالاِبْتِلاَءُ بِقُرَنَاءِ السُّوءِ الَّذِين يُفْسِدُونَ القُلُوبَ وَيُضَيِّعُونَ الوَقْتَ، وَطُولُ الهَمِّ وَالغَمِّ، وَضَنْكُ المَعِيشَةِ، وَكَسْفُ البَالِ، تَتَوَلَّدُ مِنَ المَعْصِيَةِ وَالغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ اللهِ كَمَا يَتَوَلَّدُ الزَّرْعُ مِنَ المَاءِ، وَالإِحْرَاقُ مِنَ النَّارِ، وأَضْدَادُ هَذِهِ تَتَوَلَّد عَنِ الطَّاعِةِ»
[«الفوائد» لابن القيِّم: (46)].
منقول من موقع الشيخ فركوس
oum salim
2016-01-02, 20:40
بارك الله فيك ونفع بك
وَصِيَّةٌ فِي دَفْعِ الشُّبُهَاتِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «قَالَ لِي شَيْخُ الإِسْلاَمِ -وَقَدْ جَعَلْتُ أُورِدُ عَلَيْهِ إِيرَادًا بَعْدَ إِيرَادٍ- «لاَ تَجْعَلْ قَلْبَكَ لِلْإِيرَادَاتِ وَالشُّبُهَاتِ مِثْلَ السَّفنجَةِ، فَيَتَشَرَّبَهَا فَلاَ تَنْضَحُ إِلاَّ بِهَا، وَلَكِنِ اجْعَلْهُ كَالزُّجَاجَةِ المُصْمَتَةِ تَمُرُّ الشُّبُهَاتُ بِظَاهِرِهَا وَلاَ تَسْتَقِرُّ فِيهَا فَيَرَاهَا بِصَفَائِهِ وَيَدْفَعُهَا بِصَلاَبَتِهِ، وَإِلاَّ فَإِذَا أَشْرَبْتَ قَلْبَكَ كُلَّ شُبْهَةٍ تَمُرُّ عَلَيْهَا صَارَ مَقَرَّ الشُّبُهَاتِ» أَوْ كَمَا قَالَ، فَمَا أَعْلَمُ أَنِّي انْتَفَعْتُ بِوَصِيَّةٍ فِي دَفْع ِالشُّبُهَاتِ كَانْتِفَاعِي بِذَلِكَ»
[«مفتاح دار السّعادة» لابن القيّم: (1/ 443)].
منقول من موقع الشيخ فركوس
بارك الله فيك ونفع بك
وفيك بارك الله
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-01-02, 21:56
جزاك الله خيرا و بارك فيك
الْمَعْصِيَةَ تُورِثُ الذُّلَّ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «الْمَعْصِيَةَ تُورِثُ الذُّلَّ وَلَا بُدَّ؛ فَإِنَّ الْعِزَّ كُلَّ الْعِزِّ فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ تَعَالَى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [سُورَةُ فَاطِرٍ: 10] أَيْ فَلْيَطْلُبْهَا بِطَاعَةِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَا يَجِدُهَا إِلَّا فِي طَاعَةِ اللَّهِ.
وَكَانَ مِنْ دُعَاءِ بَعْضِ السَّلَفِ: اللَّهُمَّ أَعِزَّنِي بِطَاعَتِكَ وَلَا تُذِلَّنِي بِمَعْصِيَتِكَ.
قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: إِنَّهُمْ وَإِنْ طَقْطَقَتْ بِهِمُ الْبِغَالُ، وَهَمْلَجَتْ بِهِمُ الْبَرَاذِينُ، إِنَّ ذُلَّ الْمَعْصِيَةِ لَا يُفَارِقُ قُلُوبَهُمْ، أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُذِلَّ مَنْ عَصَاهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:
رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ ... وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إِدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ ... وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا
وَهَلْ أَفْسَدَ الدِّينَ إِلَّا الْمُلُوكُ ... وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا»
[«الداء والدواء» لابن القيّم: (59)].
جزاك الله خيرا و بارك فيك
وفيك بارك الله
الذُّنُوبُ تُحْدِثُ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «وَمِنْ آثَارِ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي: أَنَّهَا تُحْدِثُ فِي الْأَرْضِ أَنْوَاعًا مِنَ الْفَسَادِ فِي الْمِيَاهِ وَالْهَوَاءِ، وَالزَّرْعِ، وَالثِّمَارِ، وَالْمَسَاكِنِ، قَالَ تَعَالَى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سُورَةُ الرُّومِ: 41].»
[«الداء والدواء» لابن القيّم: (64)].
benmohammed67
2016-01-03, 21:39
شكرا جزيلا
abra1437mrc
2016-01-04, 10:37
جزاك الله خيرا و نفعنا و اياك بالعلم النافع و العمل الصالح
عبدالنور.ب
2016-01-05, 17:01
جزاكم الله خيرا
حِيَلُ أَهْلِ البَاطِلِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «..فَكُلُّ صَاحِبِ بَاطِلٍ لَا يَتَمَكَّنُ مِنْ تَرْوِيجِ بَاطِلِهِ إِلَّا بِإِخْرَاجِهِ فِي قَالَبِ حَقٍّ.»
[«إغاثة اللهفان» لابن القيّم: (2/ 80)].
اللِّسَانُ دَلِيلُ القَلْبِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَسْتَدِلَّ عَلَى مَا فِي الْقَلْبِ، فَاسْتَدِلَّ عَلَيْهِ بِحَرَكَةِ اللِّسَانِ، فَإِنَّهُ يُطْلِعُكَ عَلَى مَا فِي الْقَلْبِ، شَاءَ صَاحِبُهُ أَمْ أَبَى.»
[«الداء والدواء» لابن القيّم: (158)
جَنَّةُ الدُّنْيَا وَجَنَّةُ الْآخِرَةِ
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ يَقُولُ: إِنَّ فِي الدُّنْيَا جَنَّةً مَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا لَمْ يَدْخُلْ جَنَّةَ الْآخِرَةِ.
وَقَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ: إِنَّهُ لَيَمُرُّ بِالْقَلْبِ أَوْقَاتٌ، أَقُولُ: إِنْ كَانَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي مِثْلِ هَذَا، إِنَّهُمْ لَفِي عَيْشٍ طَيِّبٍ.
وَقَالَ بَعْضُ الْمُحِبِّينَ: مَسَاكِينُ أَهْلِ الدُّنْيَا خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا ذَاقُوا أَطْيَبَ مَا فِيهَا، قَالُوا: وَمَا أَطْيَبُ مَا فِيهَا؟ قَالَ: مَحَبَّةُ اللَّهِ، وَالْأُنْسُ بِهِ، وَالشَّوْقُ إِلَى لِقَائِهِ، وَالْإِقْبَالُ عَلَيْهِ، وَالْإِعْرَاضُ عَمَّا سِوَاهُ أَوْ نَحْوُ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ.
وَكُلُّ مَنْ لَهُ قَلْبٌ حَيٌّ يَشْهَدُ هَذَا وَيَعْرِفُهُ ذَوْقًا.»
[«مدارج السالكين» لابن القيّم: (452)].
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir