المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحابة رضي الله عنهم


أم سمية الأثرية
2015-12-30, 17:48
بسم الله الرحمن الرحيم

عقيدة الشيخ ربيع حفظه الله في الصحابة رضي الله عنهم

قال المؤلف ـ رحمه الله ـ [ شيخ الإسلام الإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني 373 هـ ـ 449 هـ ] عن أهل السنة والجماعة أهل الحديث : ( ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيبا لهم ونقصا فيهم ، ويرون الترحم على جميعهم والموالاة لكافتهم ) .
هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن الله قد زكاهم ورسول الله قد زكاهم ونهى عن سبهم ، وبيّن منزلتهم ـ رضوان الله عليهم ـ وأنهم لا يُلحقون في الفضل ، ولو عبد الإنسان الله طول عمره لا تعادل عبادته موقفا واحدا من مواقف الصحابي المعيّن مع رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ
هذه منزلة الصحابة عند أهل السنة والجماعة ، زكاهم الله في آيات كثيرة وبين رضاه عنهم وقال لأهل بدر : ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) ، وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل الحديبية أنهم يدخلون الجنة ولا يدخل أحد منهم النار ـ رضوان الله عليهم ـ والله ـ تبارك وتعالى ـ يقول : (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ))
وإذا كان الله قد رضي عنهم وزكاهم هذه التزكية ورضي عمن تابعهم بإحسان ، فما الذي يدخلك في الكلام في الصحابة والبحث عن أخطائهم وعما شجر بينهم ، ما الداعي لهذا البحث ؟؟
فلا يبحث في هذه الأشياء إلا أهل الفتن من الخوارج والروافض ، أما أهل السنة فيرون السكوت عما جرى بين الصحابة ، لأنهم كلهم مجتهدون ، والذي يحملنا على أن نعتقد فيهم هذه العقيدة تزكية الله لهم وتزكية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهم .
الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال : " والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قتل ، ولا المقتول فيما قتل ، فقيل : كيف يكون ذلك ؟ قال : الهرج ، القاتل والمقتول في النار " هذا إذا كان لهوى ، أما إذا كان الواحد منهم يرى نفسه على حق ثم قاتل كان مجتهدا ، هذا فيما يتعلق بالصحابة ، فلماذا نبحث ونقول : هذا باغ ، وهذا مظلوم ، وهذا ظالم ، وهذا كذا ...؟؟ فلا نبحث عما شجر بينهم ، ولا نبحث عن أخطائهم إطلاقا .
فأخطاء الصحابة لا نبحث فيها ، لأن ما نسب إليهم :
ـ إما أن يكون كذبا محضا افتراه عليهم الروافض والخوارج وأهل السوء والإحن،والنواصب أيضا قد يفترون على عليّ رضي الله عنه.
ـ وإما أن يكون حصل خطأ في النقل ، إنسان سمع قصة فحكاها على غير وجهها : فلان قال كذا وكذا ، حكاها خطأ ونسبها إلى فلان أو إلى مجموعة منهم خطأ .
ـ وما يثبت عنهم قد يكون مرجعه الاجتهاد :" إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر " ـ رضوان الله عليهم ـ .
وما ثبت عليهم منه فإن الله ـ تبارك وتعالى ـ يغفره لهم إن شاء الله ، لأن حسناتهم نرجو أن تكون راجحة على أخطائهم ـ رضوان الله عليهم ـ
يدفعنا إلى هذا الاعتقاد هذه التزكيات لهم ، إذ شهد الله لهم ـ للسابقين واللاحقين منهم ـ بالجنة والرضوان فقال : (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير )) [ الحديد 10 ] ، (( وكلا )) يعني : السابقين واللاحقين منهم ، من هاجر قبل الفتح ومن هاجر بعده ، كلهم شملتهم رحمة الله ، فما الذي يدخلك بين الله وبين عباده ، الذين هم خلّص عباده وأفضل الناس بعد الأنبياء ، لا كان ولا يكون مثلهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؟؟
فالذي ثبت عليه ذنب يغفره الله له لصحبته ولجهاده وبأعماله الصالحة وأسباب كثيرة ، وأخيرا هم أولى الناس بشفاعة رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ من أحق الناس بشفاعة رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ منهم ـ رضوان الله عليهم ـ
لهذا نحن لا ندخل فيما جرى بينهم في الجمل وفي صفّين ، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة .
فنحن نعتقد في الجميع أنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنهم من أبعد الناس عن الأهواء والأغراض ، وأن كلا منهم مجتهد ، لأن تلك فتنة جاءت وكل واحد منهم يرى نفسه على الحق ، وحتى بعض الصحابة توقفوا لشدة المحنة والفتنة ، وكثرة النقول والإشاعات والأخبار جعلت عددا من الصحابة يتوقفون ، لا مع هذا ولا مع هذا ، ثم بعد ذلك دُرست الأمور وفُهمت و .. و.. إلى آخره وتبين للناس أن الحق مع عليّ وأولئك مجتهدون .
والرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال : " إن ابني هذا سيد ، ولعلّ الله أن يصلح لبه بين فئتين عظيمتين من المسلمين " فمدح الحسن على هذا التصرف الطيب ، لأنهم كلهم مسلمون ، والحسن لا يتنازل لفساق ومجرمين ، هم فساق ومجرمون كما يصورهم الروافض والخوارج ، فحاشاه أن يتنازل لمن هذا شأنه وحاشاهم من الفسق والفجور ـ رضوان الله عليهم ـ
قال الشيخ أبو عثمان : (وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيبا لهم ونقصا فيهم ) كما قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : " إن الله قد طهّر سيوفنا من دمائهم فلنكف ألسنتنا عن أعراضهم " أو كما قال ـ يعني : أن الله سبحانه وتعالى كف عنا الفتنة ، فلا ندخل بالألسنة ونلوثها بالكلام فيهم ، لأنك أنت تتكلم في أصحاب محمد أفضل الخلق بعد الأنبياء ، فلا تذكرهم إلا بالخير ولا تذكرهم إلا بالجميل ، وتذكر فضائلهم ومحاسنهم وجهادهم وبذلهم أنفسهم وأموالهم لإعلاء كلمة الله ونصرة هذا الدين ، وأن الله هدى على أيديهم أمما ، وقضى الله بهم على أهل الردة ، فمن يلحقهم في هذه الأعمال ؟ في الصحبة وفي الأعمال أيضا ـ رضوان الله عليهم ـ
عندما ترى كلام الروافض ـ قبحهم الله ـ في أصحاب محمد والله أظن أن اليهود ما بلغوا معشار ما بلغه الروافض ـ قاتلهم الله ـ في تحريف دين الله وفي الطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ـ اليهود والنصارى ما بلغوا في تحريف الإنجيل والتوراة ما بلغه هؤلاء ، فكل آيات اللعن والعذاب والنفاق يصبونها على أصحاب محمد ولا سيما أبا بكر وعمر ، وكل آيات الوعيد وآيات النار وآيات النفاق وآيات الكذب وآيات الفجور .. قبحهم الله .
الآن يقولون : نحن ما نقول : القرآن محرف ، ولا نقول : الصحابة حرفوه ، ما نقول هذا الكلام ، لكن إذا قرأت تفاسيرهم لم تجد تحريفا وليّا للنصوص وابتعادا بها عما أراده الله عزوجل مثل تحريف هؤلاء وفجورهم ، لأن أصلهم مجوس ، عندهم حقد وغلّ على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
ولما ذكر الله المهاجرين والأنصار في سورة ـ الحشر ـ أثنى على من يثني عليهم ويدعو لهم فقال جلّ وعلا : (( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم )) [ الحشر 10 ] هذا هو الموقف الذي يجب أن يكون عليه المسلم ، وهو الاستغفار لهم والدعاء لهم والترضي عنهم والذبّ عن أعراضهم ـ رضوان الله عليهم ـ فوالله إنهم أولى أن نذبّ عن أعراضهم من الذبّ عن أنفسنا وآبائنا وأبنائنا ـ رضوان الله عليهم ـ .
قال ( ويرون الترحم على جميعهم ) عليهم جميعا دون فرق ، فتقول : أبو بكر رضي الله عنه وتقول : معاوية رضي الله عنه ، وعمر رضي الله عنه ، وأبو ذر رضي الله عنه ، وعمار رضي الله عنه ، وأصغر الصحابة ـ وهو أبو الطفيل ـ تقول فيه : رضي الله عنه ، آخر من مات منهم هو السائب بن يزيد رضي الله عنهم ، كلهم من أولهم إلى آخرهم تقول فيهم : رضي الله عنهم .

المصدر :
عقيدة السلف وأصحاب الحديث للامام أبي عثمان إسماعيل الصابوني رحمه الله [ ص 372 ]
شرح الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=156341

خالد1971
2016-01-01, 16:10
جزاك الله خيرا

أم سمية الأثرية
2016-01-02, 08:01
جزاك الله خيرا

واياكم جزى الله خيرا و زيادة

سمير عطلاوي
2016-01-03, 17:41
وفقك الله وبارك فيك

أم سمية الأثرية
2016-01-03, 17:43
جزاكم الله خيرا و فيكم بارك الله

Wissem2016
2016-01-09, 17:01
بارك الله فيك

أم سمية الأثرية
2016-01-09, 18:58
وفيكم بارك الله

عباس عرفان
2016-01-11, 11:33
جزاك الله خيرا

aent_alp11
2016-01-13, 19:43
رضي الله عنهم جميعا

aent_alp11
2016-01-13, 19:43
شكرا عل الموضوع الرائع اخي

aent_alp11
2016-01-13, 19:45
موفق دائما انشالله

أم سمية الأثرية
2016-01-13, 20:03
و اياكم جزى الله خيرا

بارك الله فيكم

noure28
2016-01-15, 21:14
بارك الله في الجميع

أم سمية الأثرية
2016-01-16, 08:18
وفيكم بارك الله

أم سمية الأثرية
2016-01-17, 17:16
"يَا بَاغِيَ الإِحْسَانِ يَطْلُبُ رَبَّهُ ... لِيَفَوزَ منه بِغَايَةِ الآمَالِ
انْظُرْ إِلَىٰ هَدْيِ الصَّحَابَةِ والذي ... كانُوا عليه في الزَّمانِ الخَالِي
واسْلُكْ طَرِيْقَ القَوْمِ أينَ تَيَمَمُّوا ... خُذْ يَمْنَةً ما الدَّربُ ذاتَ شِمَالِ
تَاللهِ مَا اخْتَارُوا لِأنْفُسِهِمْ سِوَىٰ ... سُبلِ الهُدَىٰ في القَوْل والأَفْعَالِ
دَرَجُوا عَلَىٰ نَهْجِ الرَّسُولِ وَهَدْيِهِ ... وَبِهِ اقْتَدَوْا في سَائِرِ الأَحْوَالِ
نِعْمَ الرِّفِيْقُ لِطَالِبٍ يَبْغِي الهُدَىٰ ... فَمَآلُهُ في الحَشْرِ خَيْرُ مَآلِ
القَانِتِيْنَ المُخْبِتِيْنَ لِرَبِّهمْ ... النَّاطِقِيْنَ بأَصْدَقِ الأَقْوَالِ
التَّارِكْيْنَ لِكُلِّ فِعْلٍ سَيِّئٍ ... وَالعَامِلِيْنَ بأحْسَنِ الأعَمْالِ
أهْوَاءُهُمْ تَبَعٌ لِدِيْنِ نَبِيِّهِمْ ... وسِوَاهُمُ بالضِّدِ في ذِي الحَالِ
ما شَابَهُمْ في دِيْنِهِم نَقْصٌ وَلَا ... في قَوْلِهِمْ شَطْحُ الجَهُولِ الغَالِي
عَمِلُوا بِمَا عَلِمُوا وَلَمْ يَتَكَلَّفُوا ... فَلِذَاكَ مَا شَابُوا الهُدىٰ بَضلَالِ
وسِوَاهُمُ بالضِّدِ في الأَمرَينِ قدْ ... تَرَكُوا الهُدَىٰ وَدَعَوا إلَى الإِضْلَالِ
فَهُمُ الأَدِلَّةُ لِلحَيَارىٰ مَنْ يَسِرْ ... بِهُدَاهُمُ لَم يَخْشَ مِن إضْلَالِ
وهُمُ النُّجُومُ هِدَايَةً وإضَاءَةً ... وعُلُوَّ مَنْزِلَةٍ وَبُعْدَ مَنَالِ
يَمُشُوْنَ بَيْنَ الناسِ هَوْنًا نُطْقُهُمْ ... بالحَقِّ لا بِجَهَالَةِ الجُهَّالِ
حِلْمًا وَعِلْمًا مَعْ تُقًى وَتَواضُعٍ ... وَنَصِيْحَةٍ مَع رُتْبَةِ الإِفْضَالِ
يُحْيُونَ لَيْلَهُم بِطَاعَةِ رَبِّهِمْ ... بِتِلَاوَةٍ وَتَضَرُّعٍ وَسُؤالِ
وَعُيُونُهُم تَجْرِيْ بِفَيْضِ دُمُوْعِهِمْ ... مِثْلَ انْهِمَالِ الوابِلِ الهَطَّالِ
في اللَّيْلِ رُهْبَانٌ وعِنْدَ جِهَادِهِمْ ... لِعَدُوِّهِمْ مِن أشْجَعِ الأبْطَالِ
وإذَا بَدَا عَلَمُ الرِّهَانِ رَأيْتَهُمْ ... يَتَسَابَقُونَ بِصَالِحِ الأَعْمَالِ
بِوُجُوْهِهِمْ أَثَرُ السُّجُودِ لِرَبِّهِمْ ... وَبِهَا أشِعّةُ نُورِهِ المُتَلَالِي
وَلَقَدْ أَبَانَ لَكَ الكِتَابُ صِفَاتِهِمْ ... فِي سُوْرَةِ الفَتْحِ المُبْينِ العَالِي
وبِرَابِعِ السَّبْعِ الطِّوَالِ صِفَاتُهُمْ ... قَوْمٌ يُحِبُّهُمْ ذَوُوْا إدْلَالِ
وَبَرَاءَةٍ والحَشْرِ فِيهَا وَصْفُهُمْ ... وبِهَلْ أَتَىٰ وبِسُورَةِ الأَنْفَالِ"
"إغاثة اللهفان مِن مصايد الشيطان" للإمام ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ (1/ 254 و255 - مطبعة مصطفى البابي).

أبو خطيب
2016-01-17, 19:12
جزاك الله كل خير

godar34
2016-01-17, 19:14
جزاك الله خيرا

أم سمية الأثرية
2016-01-18, 07:57
واياكم جزى الله خيرا و زيادة

godar34
2016-01-18, 10:00
بارك الله فيكم

أم سمية الأثرية
2016-01-18, 10:09
وفيكم بارك الله