عبدالنور.ب
2015-12-30, 16:42
[[... بين ( الحافظ العسقَلانِي ) و ( العلامة الشيخ فركوس ) ...]]
[ - فِي الفَتْاوى اليَوْمِية - ]
ورد في ترجمةِ أمير المؤمنين في الحديث الحافِظ ابن حجر العسقلانِي - رحمه الله تعالى - على لِسانِ تلمِيذهِ النَّجِيبِ الحافِظ السَّخَّاوِي - رحمه الله - فِي وصفِ فتَاوِيهِ :
(( وأما فتاويهِ فإليها النهايةُ في الإيجاز ، مع حُصُولِ الغَرضِ ، لا سيما المسائِل التي لا نقل فيها ، فإنه كان من أحسنِ علماء عصرهِ فيها تصرُّفاً ، لا يُجَارَى فِيهَا ولا يُمَارى ، يُخرِجُهَا على القوانِين المحررةِ بالدلائِلِ المُعتبرةِ ، وهو فقيهُ النفسِ ، وكان يكتُبُ في كل يومٍ غالباً على أكثر من ثلاثِينَ فُتيا )) (١)
وعليه فغالب فتاوى الحافظ - رحمه الله تعالى - اليومية تدور على ثلاثِين جواباً ، ومن تَأَمَّلَ بعض فتاويه وأجوبتهِ يُدركُ براعة الحافظ في معرفةِ السنةِ وهي تُؤسسُ لعلمِ الحديثِ وتُوجهُ السائِلِين إلى التأصِيلِ في باب التثبتِ من الأحاديثِ والآثارِ وتمييزِ صحِيحِها من ضَعِيفِهَا ، ومن أجوبتهِ اللطيفةِ ، أنه سُئل عن الدعاء الذي ذَكَرَهُ الغزالي في بعضِ كُتُبهِ : (( اللهم إني أسألك من النعمة تمامها ، ومن العصمةِ دوامها )) فقال - رحمه الله - : ( لا أعرف له أصلاً في الأحاديثِ النبويةِ ) بياناً أن السنة في الدعاء الإلتزام بما ورد في الآثارِ ، وهذا تأصيلٌ في هذا الباب .
وشيْخُنَا العلاَّمة الأُصُولِي الشيخ محمد علي فركوس - حفظه الله تعالى - لَهُ في كل يومٍ مجلس إِفتاءٍ ويُجيبُ على ثلاثِين سؤالاً (٢) ، و يُقسِّمُها إلى قِسمينِ :
١- خمسة عشر جواباً بعد صلاةِ الصُّبحِ .
٢- وخمسة عشر جواباً بعد صلاةِ العصْرِ إلا في يَوْمِ الجمعة فيقدِّمُهَا بعد صلاةِ الجُمُعة .
ومن تَأمل أَجوبة شَيْخِنا - سلمه الله تعالى - يرى فيها العلم النافِع الذي بُنِي على التأصيل العلمي والإفاضة في ذكر الأدلةِ الشرعيةِ مع مناقشتها مناقشة علمية تُفِيد الطالب وتنفع الراغب مع تطبيق مختلف القواعد الأصولية والفقهية وذكر الأمثلة وبسطِ الخلافِ ومعرفة أسبابهِ ، ويذكر أقوال علماء الحديثِ في حكمهم على الأحادِيثِ النبويةِ صحةً وضعفاً ويستأنس بأحكامِ الإمام الألبانِي - رحمه الله - من غيرِ تقليدٍ ولا تعصُّب ويذكرُ أحكام من سبقهُ كالحافظ ابن حجر ومن المُعاصِرِين شعيب الأرناؤوط ما يدلُّكَ أن الشيخ لا يحجرُ واسِعاً ، وتراهُ يُجيب في مسائل العقائد والإيمانِ والصفاتِ على أصول منهجِ أَهْلِ السنةِ والجماعةِ ويختار من أقوالِهِم ما يقرِّبُ الفهم ويُنيرُ العقلَ ، فأصبحت فتاويه بحمد الله تعالى مدرسة في التأصيل الأصولي والفقهي وحتى الحديثي واللغوِي (٣) ، فمع أنك تستفيد منه معرفة الأحكام الشرعية في مختلف المسائل والنوازل فإنك تستفيد التَّأْصِيل في العلم والتَّقْرِير في الفهمِ والطريقة في البحثِ .
فالحافِظُ العسقلانِي يُعلمك الصناعة الحديثية والشيخ فركوس يُدَرِّبُكَ على الصناعة الأصولية ومن جمع بينهما فإنه جمع العلم كُلَّهُ ، ثم تزيد عليهما التأصيل في العقيدةِ من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وعلماء أهل السنة المحققين ، وزِدْ عليه لمن أراد التفوق في البلاغةِ والنحوِ والعروضِ من كتبِ العلامة اللغوي السلفي محمود محمد شاكر (٤) - رحمه الله تعالى - والموفق من وفقه الله تعالى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) (( الجواهر والدرر )) ( ١/ ٢٧١ ) ونقلها شيخنا الفَقِيهِ النبيهِ الشيخ عبد المجيد جمعة - حفظه الله تعالى - في رسالته اللطيفة (( مسائل أجاب عنها الحافظ ابن حجر العسقلانِي )) ، فجزاه الله خيراً ونفع به ، ومن النكت أن هذه الرسالة وقف عليها شيخنا - سلمه الله - مخطوطة في ( المكتبة الوطنية بالجزائر ) بخط مغربي أحمر ، وهذا من توفيق الله له .
(٢) وله - حفظه الله تعالى - إجاباتٌ على الهاتفِ في يومي الأربعاء والجمعة من العاشرة والنصف صباحاً إلى الحادي عشر والنصف .
(٣) بِخلافِ ما قرره بعض المُنحرفين والحاسِدِين - أصلحهم الله -
(٤) كمِثالٍ على المعاصرين وليس على سبيل الحصرِ ! .
كتبه أخونا
عبد اللطيف غاليب
[ - فِي الفَتْاوى اليَوْمِية - ]
ورد في ترجمةِ أمير المؤمنين في الحديث الحافِظ ابن حجر العسقلانِي - رحمه الله تعالى - على لِسانِ تلمِيذهِ النَّجِيبِ الحافِظ السَّخَّاوِي - رحمه الله - فِي وصفِ فتَاوِيهِ :
(( وأما فتاويهِ فإليها النهايةُ في الإيجاز ، مع حُصُولِ الغَرضِ ، لا سيما المسائِل التي لا نقل فيها ، فإنه كان من أحسنِ علماء عصرهِ فيها تصرُّفاً ، لا يُجَارَى فِيهَا ولا يُمَارى ، يُخرِجُهَا على القوانِين المحررةِ بالدلائِلِ المُعتبرةِ ، وهو فقيهُ النفسِ ، وكان يكتُبُ في كل يومٍ غالباً على أكثر من ثلاثِينَ فُتيا )) (١)
وعليه فغالب فتاوى الحافظ - رحمه الله تعالى - اليومية تدور على ثلاثِين جواباً ، ومن تَأَمَّلَ بعض فتاويه وأجوبتهِ يُدركُ براعة الحافظ في معرفةِ السنةِ وهي تُؤسسُ لعلمِ الحديثِ وتُوجهُ السائِلِين إلى التأصِيلِ في باب التثبتِ من الأحاديثِ والآثارِ وتمييزِ صحِيحِها من ضَعِيفِهَا ، ومن أجوبتهِ اللطيفةِ ، أنه سُئل عن الدعاء الذي ذَكَرَهُ الغزالي في بعضِ كُتُبهِ : (( اللهم إني أسألك من النعمة تمامها ، ومن العصمةِ دوامها )) فقال - رحمه الله - : ( لا أعرف له أصلاً في الأحاديثِ النبويةِ ) بياناً أن السنة في الدعاء الإلتزام بما ورد في الآثارِ ، وهذا تأصيلٌ في هذا الباب .
وشيْخُنَا العلاَّمة الأُصُولِي الشيخ محمد علي فركوس - حفظه الله تعالى - لَهُ في كل يومٍ مجلس إِفتاءٍ ويُجيبُ على ثلاثِين سؤالاً (٢) ، و يُقسِّمُها إلى قِسمينِ :
١- خمسة عشر جواباً بعد صلاةِ الصُّبحِ .
٢- وخمسة عشر جواباً بعد صلاةِ العصْرِ إلا في يَوْمِ الجمعة فيقدِّمُهَا بعد صلاةِ الجُمُعة .
ومن تَأمل أَجوبة شَيْخِنا - سلمه الله تعالى - يرى فيها العلم النافِع الذي بُنِي على التأصيل العلمي والإفاضة في ذكر الأدلةِ الشرعيةِ مع مناقشتها مناقشة علمية تُفِيد الطالب وتنفع الراغب مع تطبيق مختلف القواعد الأصولية والفقهية وذكر الأمثلة وبسطِ الخلافِ ومعرفة أسبابهِ ، ويذكر أقوال علماء الحديثِ في حكمهم على الأحادِيثِ النبويةِ صحةً وضعفاً ويستأنس بأحكامِ الإمام الألبانِي - رحمه الله - من غيرِ تقليدٍ ولا تعصُّب ويذكرُ أحكام من سبقهُ كالحافظ ابن حجر ومن المُعاصِرِين شعيب الأرناؤوط ما يدلُّكَ أن الشيخ لا يحجرُ واسِعاً ، وتراهُ يُجيب في مسائل العقائد والإيمانِ والصفاتِ على أصول منهجِ أَهْلِ السنةِ والجماعةِ ويختار من أقوالِهِم ما يقرِّبُ الفهم ويُنيرُ العقلَ ، فأصبحت فتاويه بحمد الله تعالى مدرسة في التأصيل الأصولي والفقهي وحتى الحديثي واللغوِي (٣) ، فمع أنك تستفيد منه معرفة الأحكام الشرعية في مختلف المسائل والنوازل فإنك تستفيد التَّأْصِيل في العلم والتَّقْرِير في الفهمِ والطريقة في البحثِ .
فالحافِظُ العسقلانِي يُعلمك الصناعة الحديثية والشيخ فركوس يُدَرِّبُكَ على الصناعة الأصولية ومن جمع بينهما فإنه جمع العلم كُلَّهُ ، ثم تزيد عليهما التأصيل في العقيدةِ من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وعلماء أهل السنة المحققين ، وزِدْ عليه لمن أراد التفوق في البلاغةِ والنحوِ والعروضِ من كتبِ العلامة اللغوي السلفي محمود محمد شاكر (٤) - رحمه الله تعالى - والموفق من وفقه الله تعالى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) (( الجواهر والدرر )) ( ١/ ٢٧١ ) ونقلها شيخنا الفَقِيهِ النبيهِ الشيخ عبد المجيد جمعة - حفظه الله تعالى - في رسالته اللطيفة (( مسائل أجاب عنها الحافظ ابن حجر العسقلانِي )) ، فجزاه الله خيراً ونفع به ، ومن النكت أن هذه الرسالة وقف عليها شيخنا - سلمه الله - مخطوطة في ( المكتبة الوطنية بالجزائر ) بخط مغربي أحمر ، وهذا من توفيق الله له .
(٢) وله - حفظه الله تعالى - إجاباتٌ على الهاتفِ في يومي الأربعاء والجمعة من العاشرة والنصف صباحاً إلى الحادي عشر والنصف .
(٣) بِخلافِ ما قرره بعض المُنحرفين والحاسِدِين - أصلحهم الله -
(٤) كمِثالٍ على المعاصرين وليس على سبيل الحصرِ ! .
كتبه أخونا
عبد اللطيف غاليب