المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال لطالما حيرني ارجوا الإجابة عنه


ملاك
2015-12-28, 09:22
توجد عدة يأت تبين أن أصحاب النار يخلدون فيها من بينهم
قول الله تعالى ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا )
وكذلك حديث الرسوول
ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ينادي منادٍ: يا أهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبئسوا أبدًا . رواه مسلم، وثبت أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح ... إلى أن قال: فيؤمر به فيذبح ثم يقال: يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت ... إلخ، رواه مسلم في صحيحه، وأكد سبحانه خلود الجنة والنار وأبديتهما، وخلود المؤمنين في الجنة والكافرين في النار في آيات كثيرة من القرآن، وفصلت السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم تفصيلاً لا يدع مجالاً للشك في حقيقته ولا لتأويل
ولكن يوجد حديث آخر ح
حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - قصة آخر رجل يخرج من النار ويدخل الجنة، وما جرى من حوار بينه وبين ربه، وما أعطاه الله من الكرامة العظيمة التي لم يُصدّق أن الله أكرمه بها لعظمها، وقد جمع ابن الأثير روايات هذا الحديث في (جامع الأصول)، ومنه نقلنا هذه الأحاديث:
1- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ((إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها، وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة: رجل يخرج من النار حبواً، فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب، وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل: اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا، وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي – أو أتضحك بي – وأنت الملك؟ قال: فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نواجذه، فكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة)) أخرجه البخاري ومسلم
فهل من يدخل النار يخلد فيها؟ ؟

عثمان الجزائري.
2015-12-28, 09:35
فهل النار مخلدة أم فانية؟

السؤال غير الموضوع الذي طرحته و أظن أن سؤالك هل من دخل النار يخلد فيها أو لا؟ أنتظر جوابك حتى يأتيك التفصيل إن شاء الله

ملاك
2015-12-28, 09:40
نعم هو سؤالي

عثمان الجزائري.
2015-12-28, 09:44
نعم هو سؤالي

المسلم الذي يعمل الحسنات ويرتكب الذنوب فهل يخلد في النار أم أنه يعاقب على ما ارتكبه من ذنوب، ومن ثم يدخل الجنة بسبب أعماله الأخرى؟
يقول تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) ويقول أيضا : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) هل بين هاتين الآيتين تعارض وما المراد بقوله : (مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) ؟

أولاً :
العاصي لا يخلد بالنار ، أجاب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :
ليس بينهما تعارض ، فالآية الأولى في حق من مات على الشرك ولم يتب ، فإنه لا يغفر له ومأواه النار ،
كما قال الله سبحانه : ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )
وقال عز وجل : ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) والآيات في هذا المعنى كثيرة
أما الآية الثانية وهي قوله سبحانه : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) - فهي في حق
التائبين ، وهكذا قوله سبحانه : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين ، وأما قوله سبحانه :
(وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) فهي في حق من مات على ما دون الشرك من المعاصي غير تائب ، فإن أم
ره إلى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ، وإن عذبه فإنه لا يخلد في النار خلود الكفار ، كما تقول الخوارج
والمعتزلة ومن سلك سبيلهما ، بل لا بد أن يخرج من النار بعد التطهير والتمحيص كما دلت على ذلك
الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجمع عليه سلف الأمة . والله ولي التوفيق .

المصدر: http://www.ibnbaz.org.sa


ثانياُ :
هل يخلد مرتكب الكبيرة في النار ؟
وأجاب معلوم أنَّ المصرَّ على الكبيرة لا يُخلَّدُ في النار كما هو اعتقادُ أهل السُّنَّة والجماعة، لكن كيف يمكن الجمع بين ذلك وبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مدمنُ خمر كعابد وثنٍ" [رواه ابن ماجه في "سننه" (2/1120) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/129) من حديث أبي هريرة.]، ومعلوم أنَّ عابد الوثن مشرك، والمشرك مخلَّد في النار؟
فضيلة الشيخ صالح الفوزان :
الإجابة : الحمد لله
قوله صلى الله عليه وسلم: "مدمنُ الخمرِ كعابدِ وثنٍ": هو من أحاديث الوعيد التي تُمَرُّ كما جاءت، ومعناه الزَّجرُ عن شُرب الخمر، والتَّغليظ في شأنه، وليس المراد منه أنَّ المداوم على شُرب الخمر يُخَلَّدُ في النَّار كما يُخلَّدُ المشرك والكافر؛ لأنه مؤمن ناقص الإيمان، وليس كافر كما تقوله الخوارج.
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 48.]، وشُرب الخمر داخل فيما دون الشِّرك، فيشمله هذا الوعيد من الله تعالى بالمغفرة.
والحديث فيه تشبيه مدمن الخمر بعابد الوثن، وهو لا يقتضي التشبيه من كلِّ الوجوه؛ إلا إذا استحلَّ الخمر؛ فإنه يكون كافرًا.
وعلى كلِّ حالٍ؛ فالخمر أمُّ الخبائث، وقد قَرَنَها الله بالمَيسر والأنصاب والأزلام، وأخبر أنها رجسٌ من عمل الشيطان، وأمر باجتنابها [انظر المائدة: 90.]، ولعن النبي صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة [رواه الترمذي في "سننه" (4/296) من حديث أنس بن مالك، ورواه ابن ماجه في "سننه" (2/1122) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.]؛ ممَّا يدلُّ على شناعتها وشدَّة خطورتها وما تسبِّبه من أضرار بالغة، وقد رتَّب الشَّارع الحدَّ على شاربها، والخمر هي المادَّة المُسكرة؛ من أيِّ شيء كانت، وبأيِّ اسم سمِّيت.

المصدر: http://www.al-eman.com

ملاك
2015-12-28, 10:03
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
لكن هل افهم من جوابك أن الله يغفر حتى لمن يشرك به وانه لا يخلد في النار؟

عثمان الجزائري.
2015-12-28, 10:11
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
لكن هل افهم من جوابك أن الله يغفر حتى لمن يشرك به وانه لا يخلد في النار؟
لا يا أختي، من أشرك بالله فهو خالد مخلد في النار و هذا ما قاله الشيخ إبن باز رحمه الله " فالآية الأولى في حق من مات على الشرك ولم يتب ، فإنه لا يغفر له ومأواه النار ، كما قال الله سبحانه : ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ) "

ملاك
2015-12-28, 10:32
لا يا أختي، من أشرك بالله فهو خالد مخلد في النار و هذا ما قاله الشيخ إبن باز رحمه الله " فالآية الأولى في حق من مات على الشرك ولم يتب ، فإنه لا يغفر له ومأواه النار ، كما قال الله سبحانه : ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ) "

شكرا جزيلا أخي ورزقك الله من حيث لا تحتسب

( عبد الله )
2015-12-28, 11:17
بارك الله في الأخ عثمان.
أقول زيادة على ما تفضل به:
إن المراد بالمعصية في آية سورة الجن الكفر.
قال السعدي - رحمه الله -: " وهذا المراد به المعصية الكفرية، كما قيدتها النصوص الأخر المحكمة وأما مجرد المعصية، فإنه لا يوجب الخلود في النار، كما دلت على ذلك آيات القرآن، والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه سلف الأمة وأئمة هذه الأمة." اهـ
قلت: ومن الآيات التي تدل على أن المعصية يراد بها الكفر أحيانا قول الله جل وعلا عن فرعون : (فَكَذَّبَ وَعَصَى).
أما ذبح الموت فيكون بعد خروج عصاة الموحدين من النار. وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة.

الربيع ب
2015-12-28, 12:19
تفضلي لعل هذا يفي بالغرض وفيه جواب ورد على سؤالك إن شاء الله
وكنت قد عزمت على طرح الموضوع منذ مدة غير أن الوقت لم يسمح لي بذلك
والحمد لله ، فقد جاء سؤالك هذا تذكيرا لي بالموضوع

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=3994894659#post3994894659

♥سهام♥
2015-12-28, 12:38
موضوع رائع شكرا علي الافادة

مراد051
2015-12-29, 13:50
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااا موضوع هادف

بلقاسم الأمين
2015-12-30, 21:06
الموحدون إذا دخلوا النار لايخلدون فيها

فاطمة الزهراء 29
2015-12-30, 21:45
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلَّى الله على رسول الله وسلَّم وعلى ءاله وأصحابه الطيبين وبعد.

المسلمون العصاة من أهل الكبائر الذين يموتون قبل التوبة صنفان :

1- صنف يعفيهم الله من العذاب ويدخلهم الجنة بفضله ورحمته مع أنهم كانوا يستحقون العقوبة في النار على ما اقترفوا.

2- وصنف يعذبهم في النار ثم يخرجهم منها ويدخلهم الجنة.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يَخرُجُ مِنَ النَّارِ منْ قالَ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وفي قَلبِهِ وزْنُ ذَرّةٍ مِنْ إيمانٍ ” رواه البخاري.

إذن مصير كل من آمن بالله ورسوله الدخول إلى الجنة إما بدون عذاب وإما بعد عذاب. والمسلم العاصي الذي شاء الله أن يعذبه في النار على معاصيه لا يخلّد في النار خلودا أبديا.

إنما الكافر هو الذي يخلد خلودا أبديا في النار جزاء له على كفره الذي هو أكبر المعاصي وأشدها وأخطرها.

أما قوله تعالى : ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا ﴾ [سورة النساء ءاية ٩٣]، فمعناه أنّ الذي يقتل المؤمن لإيمانه أي يقتله لأنّه مؤمن فهو كافر وجزاؤه جهنم خالدا فيها، كما قال الإمام الغزالي وغيره من المفسرين.

أما من يقتل نفسا بغير حق أو يقتل نفسه فلا يكون كافرا مخلدا في النار بل هو مسلم مذنب من أهل الكبائر.

يقول الإمام النسفي (ت 710 هـ) في تفسيره مدارك التنزيل وحقائق التأويل: ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمّداً ﴾ حال من ضمير القاتل أي قاصداً قتله لإيمانه وهو كفر أو قتله مستحلاً لقتله وهو كفر أيضاً ﴿ فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَـٰلِداً فِيهَا ﴾ أي إن جازاه. قال عليه السلام ” هي جزاؤه إن جازاه ” والخلود قد يراد به طول المقام. وقول المعتزلة بالخروج من الإيمان يخالف قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ﴾ [البقرة: 178].

أخي المسلم، ما أجمل العيش في رحاب الإيمان. وما أجمل أن يكون المرء بين الخوف والرجاء: الخوف من عذاب الله ورجاء رحمة الله. وتذكر أنّك إن استرسلت في المعاصي ثم مت قبل التوبة لا تدري إن كنت ستكون ممن يغفر الله لهم ويعفو عنهم. فسارع إلى التوبة قبل الفوات.

قال الإمام أبو جعفر الطّحاوي (٣٢١ هـ) رضي الله عنه في عقيدته المعروفة بين علماء أهلِ السنّة قديما وحديثا منذُ ألف ومائة سنة، كتاب العقيدة الطحاوية معروفٌ بين علماءِ الإسلام، يقول : ” ولا نُكفّر أحَدًا مِن أهلِ القِبلة بذَنبٍ ما لم يستَحِلَّه “ يقول لمجرّد أنّ مسلمًا أَذنَب ذنبًا كبيرًا أو صغيرًا لا نكفّره بل نقولُ مؤمِن مسلم، ما لم يَستحلّه أي ما لم يعتَقد أن ذلكَ الذّنب حلال، أمّا إذا اعتقد أن ذلك الذنبَ حلال فنكفّره لأنّه كذّب اللهَ ورسولَه باستِحلاله، أمّا بفعلِه لا يكون تكذيبًا لله ورسوله إنما يكون عصيان، نقولُ عصى الله ورسولَه لا نقولُ كذّبَ اللهَ ورسولَه.

من عقيدة أهل السنة أن لا يكفروا أهل الكبائر من المسلمين ما لم يستحلوها، وما لم يدل الدليل الشرعي على أن هذا العمل كفر, قال الإمام أبوجعفر الطحاوي السلفي رحمه الله ((ولانكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله)) ومعنى ذلك أن مرتكب الكبيرة كشارب الخمر أو نحوه لايحكم عليه بالكفر لمعصيته بل هو مسلم عاصي فاسق إلا أن يعتقد أو يقول باستحلال هذه المعصية لأنه يكون عاند الشرع وخالف النصوص ومخالفة النصوص كفرُ.

لا ينخلع الإيمان عن الإنسان إلا إذا وقع في نوع من أنواع الكفر الثلاثة: الكفر القولي أو الكفر الاعتقادي أو الكفر الفعلي.

وقال تاج الدين السبكي في طبقاته ما نصه : ولا خلاف عند الأشعري وأصحابه بل وسائر المسلمين أن من تلفظ بالكفر أو فعل أفعال الكفر أنه كافر بالله العظيم مخلد في النار وإن عرف بقلبه فلا يزول اسم الإيمان والإسلام بشرب الخمر أو الزنا أو الظلم أو السرقة أو شهادة الزور إلا إذا استحلها فإنه يصير كافرًا. قال الإمام الطحاوي في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة : “ولا نكفّر أحدًا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحلَّه” اهـ أي لا يكفَّر المسلم بارتكاب المعاصي والذنوب والكبائر مهما كثرت طالما يعتقد حرمتها، إنما يعتبر مسلمًا عاصيًا ونسمّيه فاسقًا. فمن ترك الصلاة والصيام والزكاة مع اعتقاده فرضيتها هذا مؤمن ناقص الإيمان، قال النووي في شرح مسلم باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي ما نصه: في باب قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. قال النووي : القول الصحيح الذي قاله المحققون أنَّ معناه لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان.

وهذا من الألفاظ التي تدل على نفي الشىء ويراد نفي كماله ومختاره كما يقال : لا علم إلا ما نفع، ولا مال إلا الإبل، ولا عيش إلا عيش الآخرة.

وإنما تأولناه على ما ذكرناه لحديث أبي ذر وغيره : “من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق” رواه مسلم.

وفي حديث عبادة بن الصامت الصحيح المشهور أنهم بايعوه على أن لا يسرقوا ولا يزنوا ولا يعصوا إلى ءاخره ثم قال لهم صلى الله عليه وسلم: فمن وفّى منكم فأجره على الله، ومن فعل شيئًا من ذلك فعوقب في الدنيا فهو كفارته ومن فعل ولم يُعاقب فهو إلى الله تعالى إن شاء عفا عنه وإن شاء عذّبه.

فهذان الحديثان مع نظائرهما في الصحيح مع قول الله عز وجل مع إجماع أهل الحق ان شارب الخمر والسارق والزاني لا يكفَّرون.

قال النّووي في شرح صحيح مسلم : وَأَمَّا قَوْلُهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – : ( فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا ) فَفِيهِ : دَلَالَةٌ لِمَذْهَبِ أَهْلِ الْحَقِّ أَنَّ كُلَّ مَنْ مَاتَ غَيْرَ مُشْرِكٍ بِاللَّهِ تَعَالَى لَمْ يُخَلَّدْ فِي النَّارِ وَإِنْ كَانَ مُصِرًّا عَلَى الْكَبَائِرِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ دَلَائِلُهُ وَبَيَانُهُ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ.

صحيح مسلم بشرح النووي – كِتَاب الْإِيمَانِ – إثبات الشفاعة (بَابُ إِثْبَاتِ الشَّفَاعَةِ وَإِخْرَاجِ الْمُوَحِّدِينَ مِنَ النَّارِ)

قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ – رَحِمَهُ اللَّهُ – : مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ جَوَازُ الشَّفَاعَةِ عَقْلًا وَوُجُوبُهَا سَمْعًا بِصَرِيحِ قَوْلِهِ تَعَالَى : يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا وَقَوْلِهِ : وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَأَمْثَالِهِمَا ، وَبِخَبَرِ الصَّادِقِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ، وَقَدْ جَاءَتِ الْآثَارُ الَّتِي بَلَغَتْ بِمَجْمُوعِهَا التَّوَاتُرَ بِصِحَّةِ الشَّفَاعَةِ فِي الْآخِرَةِ لِمُذْنِبِي الْمُؤْمِنِينَ .

وَأَجْمَعَ السَّلَفُ وَالْخَلَفُ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَيْهَا ، وَمَنَعَتِ الْخَوَارِجُ وَبَعْضُ الْمُعْتَزِلَةِ مِنْهَا ، وَتَعَلَّقُوا بِمَذَاهِبِهِمْ فِي تَخْلِيدِ الْمُذْنِبِينَ فِي النَّارِ ، وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى : مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ وَهَذِهِ الْآيَاتُ فِي الْكُفَّارِ .

وَأَمَّا تَأْوِيلُهُمْ أَحَادِيثَ الشَّفَاعَةِ بِكَوْنِهَا فِي زِيَادَةِ الدَّرَجَاتِ فَبَاطِلٌ ، وَأَلْفَاظُ الْأَحَادِيثِ فِي الْكِتَابِ وَغَيْرِهِ صَرِيحَةٌ فِي بُطْلَانِ مَذْهَبِهِمْ وَإِخْرَاجِ مَنِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ.

قال النسفي (ت 710 هـ) في تفسيره مدارك التنزيل وحقائق التأويل عند تفسير سورة النّساء آية 12 ﴿ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَـٰلِداً فِيهَا ﴾: ولا تعلق للمعتزلة بالآية فإنها في حق الكفار إذ الكافر هو الذي تعدى الحدود كلها، وأما المؤمن العاصي فهو مطيع بالإيمان غير متعدٍ حد التوحيد ولهذا فسر الضحاك المعصية هنا بالشرك. وقال الكلبي: ومن يعص الله ورسوله بكفره بقسمة المواريث ويتعد حدوده استحلالاً.

الحمد لله رب العالمين