تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من درر الإمام ابن القيم -*متجدد*-


أم سمية الأثرية
2015-12-23, 21:06
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

-الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه ، وحصول المطلوب ، ولكن قد يتخلف عنه أثره ، إما لضعفه في نفسه ؛ بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان ، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء فيكون بمنزلة القوس الرخو جداً ، وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام ورين الذنوب
-للدعاء مع البلاء ثلاث مقامات : أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه . الثاني : أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً . الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه .
-ما استجلبت نعم الله واستدفعت نقمه بمثل طاعته ، والتقرب إليه ، والإحسان إلى خلقه
-أعظم الناس غروراً من اغتر بالدنيا وعاجلها ، فآثرها على الآخرة ، ورضي بها بديلاً من الآخرة .
-لا تحسب إن قوله تعالى : ( إن الأبرار لفي نعيم . وإن الفجار لفي جحيم ) مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط ، بل في دورهم الثلاثة كذلك ، أعني دار الدنيا ، ودار البرزخ ، ودار القرار ، فهؤلاء في نعيم ، وهؤلاء في جحيم ، وهل النعيم إلا نعيم القلب ؟ وهل العذاب إلا عذاب القلب ؟ .
-كل من أحب شيئاً غير الله عذب به ثلاث مرات : في هذه الدار ، فهو يعذب به قبل حصوله حتى يحصل ، فإذا حصل عذب به حال حصوله بالخوف من سلبه وفواته ، والتنغيص والتنكيد عليه وأنواع المعارضات ، فإذا سلبه اشتد عذابه عليه ، فهذه ثلاثة أنواع من العذاب في هذه الدار
-النظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فإن النظرة تولد الخطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة ، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع مانع ، ولهذا قيل : الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده .
-الحكمة من ابتلاء الله لعبده بالمحن إن الله تعالى لم يبتله ليهلكه ، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته ، فإن لله تعالى على العبد عبودية في الضراء ، كما له عليه عبودية في السراء ، وله عليه عبودية فيما يكره كما له عليه عبودية فيما يحب ، وأكثر الخلق يعطون العبودية فبما يحبون ، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره ، ففيه تفاوتت مراتب العباد ، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى
-إذا أراد الله بعبده خيراً فتح له من أبواب التوبة ، والندم ، والانكسار ، والذل ، والافتقار ، والاستعانة به ، وصدق الملجأ إليه ، ودوام التضرع ، والدعاء ، والتقرب إليه بما أمكن من الحسنات .
-استقامة القلب بشيئين : أحدهما : أن تكون محبة الله تعالى تتقدم عنده على جميع المحاب ، فإذا تعارض حب الله وحب غيره ، سبق حب الله حب ما سواه ، وما أسهل هذا بالدعوى ، وما أصعبه بالفعل الثانية : تعظيم الأمر والنهي ، وهو ناشئ عن تعظيم الآمر والناهي
-تتفاضل الأعمال عند الله بتفاضــل ما في القلـوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها .
-ليس الشأن في العمل ، إنما الشأن كل الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه و معرفة ما يفسد الأعمال في حال وقوعها ، ويبطلها ويحبطها بعد وقوعها من أهم ما ينبغي أن يفتش عليه العبد ، ويحرص على عمله ويحذره .
-ما أمر الله بأمر إلا كان للشيطان نزغتان إما تقصير وتفريط ، وإما إفراط وغلو ، فلا يبالي بما ظفر من العبد من الخطيئتين
-للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ، ولو كانت من فاجر أو ظالم ، بل من كافر ، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء ، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم ، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه
-صدأ القلب بأمرين : بالغفلة والذنب ، وجلاؤه بشيئين : بالاستغفار والذكر
-أفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان و ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده ، لأن ذكر القلب يثمر المعرفة ، ويهيج المحبة ، ويثير الحياء ، ويبعث على المخافة ، ويدعو إلى المراقبة ، ويزع عن التقصير في الطاعات ، والتهاون في المعاصي والسيئات ، وذكر اللسان لا يثمر شيئاً من ذلك الإثمار ، وإن أثمر شيئاً منها فثمرة ضعيفة .
-الذكر أفضل من الدعاء ، لأن الذكر ثناء على الله بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه ، والدعاء سؤال العبد حاجته فأين هذا من هذا والدعاء الذي يتقدمـه الذكر والثناء ، أفضل وأقرب إلى الإجابـة من الدعاء المجرد ، فإن إنضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته وافتقاره واعترافه كان أبلغ في الإجابة وأفضل .
-إضاعة الوقت أشد من الموت ، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها
-أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها
-بعض نتائج المعصية : قلة التوفيق ، وفساد الرأي ، وخفاء الحق ، وفساد القلب ، وخمول الذكر ، وإضاعة الوقت ، ونفْرة الخلق والوحشة بين العبد وبين ربه ، ومنع إجابة الدعاء ، وقسوة القلب ، ومحق البركة في الرزق والعمر ، وحرمان العلم ، ولباس الذل .
-دخل الناس النار من ثلاثة أبواب : باب شبهة أورثت شكاً في دين الله . وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته . وباب غضب أورث العدوان على الآخرين .
-أصول الخطايا كلها ثلاثة : الكبر : وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره . والحرص : وهو الذي أخرج آدم من الجنة . والحسد : وهو الذي جر أحد ابني آدم على قتل أخيه .
-أخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله بنفسه ، بل أخسر منه من اشتغل عن نفسه بالناس .

يتبع ان شاء الله

الربيع ب
2015-12-24, 11:50
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

درر فعلا
نسأل الله أن ينفعنا وينفع كل طالب أو قارئ
وهي من نفائس النصح في زمن قل فيه الناصح والأمين

بارك الله فيكم أختنا وجزاكم عنا خيرا والمزيد

صفية السلفية
2015-12-24, 12:38
و عليكم السلام ورحمة و بركاته
جزاك الله خيرا أخية ..أحسنت الانتقاء .ر حم الله الشيخ ابن القيم

أم سمية الأثرية
2015-12-24, 13:10
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

درر فعلا
نسأل الله أن ينفعنا وينفع كل طالب أو قارئ
وهي من نفائس النصح في زمن قل فيه الناصح والأمين

بارك الله فيكم أختنا وجزاكم عنا خيرا والمزيد

وفيكم بارك الله ولكم بالمثل

أم سمية الأثرية
2015-12-24, 13:11
و عليكم السلام ورحمة و بركاته
جزاك الله خيرا أخية ..أحسنت الانتقاء .ر حم الله الشيخ ابن القيم

واياك اختي صفية

بارك الله فيك

أم سمية الأثرية
2015-12-24, 17:13
-علق الله سبحانه الهداية بالجهاد [ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ] فأكمل الناس هداية أعظمـهم جهاداً ، وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى ، وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا
-أصول المعاصي كلها ، كبارها وصغارها ، ثلاثة : تعلق القلب بغير الله ، وطاعة القوة الغضبية ، والقوة الشهوانية ، وهي الشرك والظلم والفواحش ، فغاية التعلق بغير الله شرك وأن يُدعى معه إله آخر ، وغاية طاعة القوة الغضبية القتل ، وغاية القوة الشهوانية الزنا ، ولهذا جمع الله سبحانه بين الثلاثة في قوله (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ ) .
-إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله سبحانه حوائجه كلها ، وحمل عنه كل ما أهمه ، وفرغ قلبه لمحبته ، ولسانه لذكره ، وجوارحه لطاعته
-سر التوكل وحقيقته هو اعتماد القلب على الله وحده ، فلا يضره مباشرة الأسباب مع خلو القلب من الاعتماد عليها والركون إليها ، كما لا ينفعه قوله : توكلت على الله ، مع اعتماده على غيره وركونه إليه وثقته به ، فتوكل اللسان شيء ، وتوكل القلب شيء ، فقول العبد : توكلت على الله مع اعتماد قلبه على غيره ، مثل قوله : تبتُ إلى الله ، وهو مصر على معصيته مرتكب لها .
-ما ضربَ عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله . خلقت النار لإذابة القلوب القاسية . أبعد القلوب من الله القلب القاسي
-إذا قسا القلب قحطت العين . قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة : الأكل والنوم والكلام والمخالطة . كما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب ، فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجح فيه المواعظ .
-القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها . القلوب آنية الله في أرضه ، فأحبها إليه أرقها وأصلبها وأصفاها .
-من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته
-خراب القلب من الأمن والغفلة ، وعمارته من الخشية والذكر . الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يُروّح عنه وهج الدنيا
-لا تستصعب مخالفة الناس والتحيز إلى الله ورسوله ولو كنت وحدك ، فإن الله معك ، وأنت بعينه وكلاءته وحفظه لك ، وإنما امتحن يقينك وصبرك ، وأعظم الأعوان لك على هذا بعد عون الله التجرد من الطمع والفزع ، فمتى تجردت منهما هان عليك التحيز إلى الله ورسوله ، وكنت دائماً في الجانب الذي فيه الله ورسوله .
-الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة ، والورع ترك ما يخشى ضرره في الآخرة

يتبع ان شاء الله

khadija a
2015-12-24, 17:42
ما شاء الله فعلا درر .. بارك الله فيك و جزاك خيراا

أم سمية الأثرية
2015-12-24, 19:15
ما شاء الله فعلا درر .. بارك الله فيك و جزاك خيراا

وفيك بارك الله و اياك
بارك الله فيك أختي

عبدالنور.ب
2015-12-24, 23:24
أستسمحكم على اللاضافة

قال الإمام إبن القيم - رحمه الله تعالى - ( الصواعق المرسلة ٢/ ٥١٩ ) :

( وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لابد منه ، لتفاوت إراداتهم ، وأفهامهم وقوى إدراكهم ، ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض ، وعدوانه ، وإلآ فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب وكل من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله ، لم يضر ذلك الاختلاف ، فإنه أمر لابد منه في النشأة الإنسانية )

أم سمية الأثرية
2015-12-25, 08:53
أستسمحكم على اللاضافة

قال الإمام إبن القيم - رحمه الله تعالى - ( الصواعق المرسلة ٢/ ٥١٩ ) :

( وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لابد منه ، لتفاوت إراداتهم ، وأفهامهم وقوى إدراكهم ، ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض ، وعدوانه ، وإلآ فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب وكل من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله ، لم يضر ذلك الاختلاف ، فإنه أمر لابد منه في النشأة الإنسانية )

بارك الله فيكم
فما احوجنا اليوم لمثل هذا الكلام و تطبيق الصحابة رضوان الله عليهم له خير دليل

اللَّهُمَّ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

أم سمية الأثرية
2015-12-27, 07:56
-من علامات السعادة والفلاح أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته . وكلما زيد في عمله زيد خوفه وحذره . وكلما زيد في عمره نقص من حرصه . وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله . وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم
-من صدق الله في جميع أموره صَنَع الله له فوق ما يصنع لغيره ، وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص وصدق التوكل ، فأصدق الناس من صحّ إخلاصه وتوكله
-للعبد بين يدي الله موقفان : موقف بين يديه في الصلاة ، وموقف بين يديه يوم لقائه . فمن قام بحق الموقف الأول هوّن عليه الموقف الآخر ، ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف
-إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله ، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله ، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله ، وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة ، فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه ، تنل بذلك غاية العز والرفعة .
-إنما تحصل الهموم والغموم والأحزان من جهتين : أحدهما : الرغبة في الدنيا والحرص عليها . والثاني : التقصير في أعمال البر والطاعة
-إذا ابتلى الله عبده بشيء من أنواع البلايا والمحن : فإن ردّه ذلك الابتلاء والمحن إلى ربه ، وجمعه عليه وطرحه ببابه ، فهو علامة سعادته وإرادة الخير به ، والشدة بتراء لا دوام لها وإن طالت . وإن لم يردّه ذلك البلاء إليه بل شرد قلبه عنه ورده إلى الخلق وأنساه ذكر ربه والضراعة إليه والتذلل بين يديه والتوبة والرجوع إليه فهو علامة شقاوته وإرادة الشر به .
-إن الله إذا أراد بعبده خيراً سلب رؤية أعماله الحسنة من قلبه ، والإخبار بها من لسانه ، وشغله برؤية ذنبه ، فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة
-طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، وويل لمن نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس ، فالأول علامة السعادة والثاني علامة الشقاوة
-المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه، والرب تعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه‏.‏
-الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة فكيف بغم العمر‏.‏