مشاهدة النسخة كاملة : ماذا لو عاشوا زماننا هذا ؟!
الربيع ب
2015-12-12, 17:06
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإنه لا يعرف لأهل الفضل فضلهم إلا أهل الفضل
جاء في كتاب الجامع - جامع العلوم والحمكم - لابن رجب رحمه الله تعالى ، في شرح الحديث الخامس والثلاثين الذي رواه مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا .. ))
ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم وكل منهم يظهر أنه يبغض لله وقد يكون في نفس الأمر معذورا وقد لا يكون معذورا بل يكون متبعا لهواه مقصرا في البحث عن معرفة ما يبغض عليه ، فإن كثيرا من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق وهذا الظن خطأ قطعا وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه فهذا الظن قد يخطئ ويصيب وقد يكون الحامل على الميل مجرد الهوى أو الإلف أو العادة ، وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله ، فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه ويتحرز في هذا غاية التحرز وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهى عنه من البغض المحرم .
وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له وهو أن كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه ، موضوعا عنه خطؤه فيه ، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة ، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله ، بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والى من يوافقه ولا عادى من خالفه ، ولا هو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه ، وليس كذلك ، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده ، وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ
وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق فافهم هذا فإنه مهم عظيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم . ا.هـ
والله نسأل أن يعلمنا بما ينفعنا وينفعنا بما تعلمنا ويزيدنا علما ويحفظ على الأمة علماءها وأهل الفضل فيها إنه ولي ذلك .
الربيع ب
2016-01-23, 16:16
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى :
ويحتمل أن هذه الطائفة – المنصورة – مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ، ومنهم فقهاء ، ومنهم محدثون ، ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين ، بل قد يكونوا متفرقين في أقطار الأرض . [ صحيح مسلم بشرح النووي ] .
MED RAFIK 27
2016-01-23, 17:49
:19:شكرا لك
الربيع ب
2016-02-18, 17:31
:19:شكرا لك
العفو أخي وفقك الله ونفعنا وإياك بما نتعلم وجعلنا من العاملين
kameld1982
2016-02-19, 11:24
شكرا لك اخي
بلقاسم الأمين
2016-02-19, 21:04
جزاك الله خيرا
sidali75
2016-02-24, 19:49
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإنه لا يعرف لأهل الفضل فضلهم إلا أهل الفضل
جاء في كتاب الجامع - جامع العلوم والحمكم - لابن رجب رحمه الله تعالى ، في شرح الحديث الخامس والثلاثين الذي رواه مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا .. ))
ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم وكل منهم يظهر أنه يبغض لله وقد يكون في نفس الأمر معذورا وقد لا يكون معذورا بل يكون متبعا لهواه مقصرا في البحث عن معرفة ما يبغض عليه ، فإن كثيرا من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق وهذا الظن خطأ قطعا وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه فهذا الظن قد يخطئ ويصيب وقد يكون الحامل على الميل مجرد الهوى أو الإلف أو العادة ، وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله ، فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه ويتحرز في هذا غاية التحرز وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهى عنه من البغض المحرم .
وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له وهو أن كثيرا من أئمة الدين قد يقول قولا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه ، موضوعا عنه خطؤه فيه ، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة ، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله ، بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والى من يوافقه ولا عادى من خالفه ، ولا هو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه ، وليس كذلك ، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده ، وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ
وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق فافهم هذا فإنه مهم عظيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم . ا.هـ
والله نسأل أن يعلمنا بما ينفعنا وينفعنا بما تعلمنا ويزيدنا علما ويحفظ على الأمة علماءها وأهل الفضل فيها إنه ولي ذلك .
بارك الله فيك الأخ ربيع على هذا الموضوع القيم وقد فهمت من الموضوع التحذير من الإنتصار لقول أو فهم أو اجتهاد عالم في أمرٍ ما قد تبين خطأه ـ وهو مأجور بإذن الله على اجتهاده إذا كان يرجو الله و اليوم الآخر ـ فيتصدر التبع من الناس لهذا ـ العالم المتبوع ـ يُنافحون و يُخاصمون ويعتدون دفاعاً عن ـ العالم المتبوع ـ دون العودة للحق أين كان ، وهذا الأمر قد كتب فيه المتقدمون و المتأخرون من العلماء و أغلظوا على فاعلها القول و الزجر و النهي حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، وأُعقب على ما تفضلت به بكلام من كتاب ـ الرسائل السلفية في إحياء سُنة خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ للإمام الحافظ محمد بن علي الشوكاني رحمه الله ـ وفي رسالته القُول المُفيد في أدِلة الإجتهاد و التقليد ـ ومن نفس الكتاب قال
ـ إن من تمسك بالدليل أخد بما أوجب الله عليه الأخد به ، واتبع ما شرعه الشارع بجمع الأمة أولها وآخرها ، وحيّها وميتها ، وأخدهم هذا العالم الذي تمسك المُقلّد له بمحض رأيه هو محكوم عليه بالشريعة لا أنه حاكم فيها وهو تابع لا متبوع فيها فهو كمن اتبعه في أن كل واحد منهما فرضه الأخد بما جاء عن الشارع لا فرق بينهما ، إلا في كون المتبوعِ عالماً والتابع جاهلاً فالعالم يمكنه الوقوف على الدليل من دون أن يرجع إلى غيره . لأنه قد استعدَ لذلك بما اشتغل به من الطلب و الوقوف بين يدي أهل العلم ، والتحرّج لهم في المعارف و الإجتهاد ، والجاهل يمكنه الوقوف على الدليل بسؤال علماء الشريعة على طريقة طلب الدليل ، واسترواء النص ، وكيف حكم به في محكم كتاب الله ، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في تلك المسألة ، فيفيدونه النص إن كان ممن يعقل الحجة إذا دّل عليها ، أو يفيدونه مضمون النص بالتعبير عنه بعبارة يفهمها ، فهُم رواة وهو مٌستروِ ، وهذا عامل بالرواية ، لا بالرأي ، والمقلد عامل بالرأي لا بالرواية ، لأنه يقبل قول الغير من دون أن يطالبه بالحجة ، وذلك هو في سؤاله لهُ مُطالب بالحجة لا بالرأي ، فهو قَبِل رواية الغير ، لا رأيه ، وهما من هذه الحيثية متقابلان .
فانظر كم الفرق بين المنزلتين ، فإنّ العالم الذي قلّده غيره إذا كان قد أجهد نفسه في طلب الدليل ولم يجده ثم أجهد رأيه فهو معذور ، وهكذا إذا أخطأ في اجتهاده فهو معذور ، بل مأجور للحديث المتفق عليه ـ إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر ـ فإذا وقف بين يدي الله وتبين خطؤه كان بيده هذه الحجة الصحيحة ، بخلاف المقلد فإنه لا يجد حجة يدلي بها عند السؤال في موقف الحساب ، لأنه قلد في دين الله من هو مخطئ ، وعدم مؤاخدة المجتهد على خطئه لا يستلزم عدم مؤاخدة من قلده في ذلك الخطأ ، لا عقلاً ، ولا شرعاً ، ولا عادة ـ
من كتاب الرسائل السلفية للإمام الحافظ محمد بن علي الشوكاني رحمه الله
mamimonami
2016-02-27, 07:38
بارك الله فيك
youssef20
2016-02-27, 09:39
جــزاك ا لله خيـــــــــــرا
عباس عرفان
2016-02-27, 19:13
جزاك الله خيرا
مشروع موفّق ، بارك الله في عطاءك
Southpaw
2016-02-28, 17:27
بارك الله فيك جعله في ميزان حسناتك
sarimo10
2016-02-29, 02:17
قال تعالى* وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَّهُ مَخْرَجًا *
الربيع ب
2016-03-08, 18:12
وفيكم بارك الله جميعا ، وجزاكم بالمثل والمزيد إن شاء الله
أسأل الله تعالى أن ينفع كل من قرأ الموضوع وينفع به وتلقى هذه الكلمات صداها وفقا لمعناها ..
والله الموفق .
الربيع ب
2016-03-08, 18:16
بارك الله فيك الأخ ربيع على هذا الموضوع القيم وقد فهمت من الموضوع التحذير من الإنتصار لقول أو فهم أو اجتهاد عالم في أمرٍ ما قد تبين خطأه ـ وهو مأجور بإذن الله على اجتهاده إذا كان يرجو الله و اليوم الآخر ـ فيتصدر التبع من الناس لهذا ـ العالم المتبوع ـ يُنافحون و يُخاصمون ويعتدون دفاعاً عن ـ العالم المتبوع ـ دون العودة للحق أين كان ، وهذا الأمر قد كتب فيه المتقدمون و المتأخرون من العلماء و أغلظوا على فاعلها القول و الزجر و النهي حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، وأُعقب على ما تفضلت به بكلام من كتاب ـ الرسائل السلفية في إحياء سُنة خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ للإمام الحافظ محمد بن علي الشوكاني رحمه الله ـ وفي رسالته القُول المُفيد في أدِلة الإجتهاد و التقليد ـ ومن نفس الكتاب قال
ـ إن من تمسك بالدليل أخد بما أوجب الله عليه الأخد به ، واتبع ما شرعه الشارع بجمع الأمة أولها وآخرها ، وحيّها وميتها ، وأخدهم هذا العالم الذي تمسك المُقلّد له بمحض رأيه هو محكوم عليه بالشريعة لا أنه حاكم فيها وهو تابع لا متبوع فيها فهو كمن اتبعه في أن كل واحد منهما فرضه الأخد بما جاء عن الشارع لا فرق بينهما ، إلا في كون المتبوعِ عالماً والتابع جاهلاً فالعالم يمكنه الوقوف على الدليل من دون أن يرجع إلى غيره . لأنه قد استعدَ لذلك بما اشتغل به من الطلب و الوقوف بين يدي أهل العلم ، والتحرّج لهم في المعارف و الإجتهاد ، والجاهل يمكنه الوقوف على الدليل بسؤال علماء الشريعة على طريقة طلب الدليل ، واسترواء النص ، وكيف حكم به في محكم كتاب الله ، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في تلك المسألة ، فيفيدونه النص إن كان ممن يعقل الحجة إذا دّل عليها ، أو يفيدونه مضمون النص بالتعبير عنه بعبارة يفهمها ، فهُم رواة وهو مٌستروِ ، وهذا عامل بالرواية ، لا بالرأي ، والمقلد عامل بالرأي لا بالرواية ، لأنه يقبل قول الغير من دون أن يطالبه بالحجة ، وذلك هو في سؤاله لهُ مُطالب بالحجة لا بالرأي ، فهو قَبِل رواية الغير ، لا رأيه ، وهما من هذه الحيثية متقابلان .
فانظر كم الفرق بين المنزلتين ، فإنّ العالم الذي قلّده غيره إذا كان قد أجهد نفسه في طلب الدليل ولم يجده ثم أجهد رأيه فهو معذور ، وهكذا إذا أخطأ في اجتهاده فهو معذور ، بل مأجور للحديث المتفق عليه ـ إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر ـ فإذا وقف بين يدي الله وتبين خطؤه كان بيده هذه الحجة الصحيحة ، بخلاف المقلد فإنه لا يجد حجة يدلي بها عند السؤال في موقف الحساب ، لأنه قلد في دين الله من هو مخطئ ، وعدم مؤاخدة المجتهد على خطئه لا يستلزم عدم مؤاخدة من قلده في ذلك الخطأ ، لا عقلاً ، ولا شرعاً ، ولا عادة ـ
من كتاب الرسائل السلفية للإمام الحافظ محمد بن علي الشوكاني رحمه الله
وفيك بارك الله وحفظك المولى ورعاك أخي سيد علي
إي .. نعم ذاك المقصود
وقد أصبت فيما أضفته مما يدعم الموضوع ويسنده ويقويه
فجزاك الله الجنة والمزيد
ولعل هذا الذي أشرت إليه ما يغفل عنه كثير من طلبة العلم فضلا عن غيرهم ممن لا يطالب بما يطالب به الطالب
وإني بصدد كتابة موضوع مطول بعض الشيء ولكنه يصب في هذا المعنى ، ويمثل دراسة للواقع الذي نعيشه ونحياه ، وأرجو الله أن يكون فيه بعض العلاج لما أصابنا ونعانيه ، وأسأله تعالى الإخلاص في ذلك والتوفيق والسداد .
اللهم أصلح أحوالنا وردنا إليك ردا جميلا .
maldinione
2016-03-10, 21:06
والله نسأل أن يعلمنا بما ينفعنا وينفعنا بما تعلمنا ويزيدنا علما ويحفظ على الأمة علماءها وأهل الفضل فيها إنه ولي ذلك .
بارك الله فيك
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir