مشاهدة النسخة كاملة : رحلوا عنا ..........
السلام عليكم ...
من العلماء ممن غادروا الساحة وقد خلفوا من ورائهم فراغا رهيبا ..لم يأذن الله بعد أن يهيء من يسده بعدهم ..
فمضى زمنهم زمن الهدأة والطمأنينة بين المسلمين ..فكان طلب العلم منتشرا في أوجه عطاء وإفادة وتعميما ..هذا يناصح هذا ويجالسه ويلتقيه رغم الإختلاف فإنه لم يفسد للود بينهم شعرة ..وضرب الكبار مثلا كابن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله اجمعين ضربوا أروع الأمثلة في الأخوة والتسامح رغم ما اختلفوا فيه من مسائل عديدة فبعلو هممهم وأخلاقهم سدوا الباب أمام الصراع والمناكفة بين أتباعهم ...فمالذي يجري اليوم بعد رحيلهم ..إن قلوبا كثيرة انفطرت ألما لما يحدث من صراعات بين الإخوة ...إخوة البيت الواحد ..
سأبدا موضعي بأحد هؤلاء الجهابذة الثلاث ...ذلك الشيخ الطيب الخلوق المتواضع الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ..وكلنا نذكر ما قال عنه الشيخ الألباني رحمه الله ..
„ أنا الحقيقة معجب بسمت الشيخ ولطفه وأدبه إلى خروجه عن التقليد الذى ران على جماهير العلماء في كل البلاد ما استطاع إلى ذلك سبيلا “ .
وقال أيضاً : „ خلت الأرض من عالم ، وأصبحت لا أعرف منهم إلا أفراداً قليلين ، أخص بالذكر منهم : العلامة عبد العزيز بن باز ، والعلامة محمد بن صالح بن عثيمين “
انتهى كلام الألباني رحمه الله فأقول ..
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وعلى عظيم ما حازه من العلم فإنه كان يمتلك روح الدعابة ..وإني وقفت على العجب ما عنده ففي سياق رده على الأسئلة والفتاوي ..كان له القدرة وقليل من حازها على ادخال السرور على السائل بتضمين إجابته أو فتواه شيئ من الترفيه والمزح ولم ينقص ذلك أبدا من قيمة المادة العلمية التي يقدمها ولايقلل من مقامها ...وإليكم بعض نوادره ولطائفه رحمه الله ..
ـــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : هل يجوز أن أقتني ديكا حتى يؤذن فأسأل الله من فضله ؟!
الجواب :
لا أدري عن هذا!! المشروع للإنسان إذا سمع صياح الديك أن يسأل الله من فضله ،........ لكن أخشى أن يكون ديكك أخرس!! ، لا ، هذا ما ورد عن السلف ، والحمد لله أنت اسأل الله من فضله إذا سمعت صوت ديك أو لا ! ، اسأل الله من فضله دائما.
********
السؤال :ما رأيك بهذه الأدعية التي توضع في السيارة كدعاء الركوب ودعاء السفر وغير ذلك ، وماذا يُرَدّ على من قال بأنها من التمائم؟!!
الجواب:
[ من التمائم!! ، أقول من قال إنها من التمائم فقد صدق إذا كانت السيارة مريضة!! هي معلقة الآن على السيارة لا على الراكب ، ووضعها في السيارات طيب لأنه يذكر الراكب بدعاء الركوب ، أو بدعاء السفر ، وكل ما أعان على الخير فهو خير ، فلا نرى في تعليقها بأسا ، وليست من التمائم في شيء ! إلا كما قلت لكم أولا : إذا كانت السيارة مريضة ، وعلق عليها هذا وشُفيت بإذن الله !! فهذا طيب ! وحينئذ نريح أصحاب الورش!].
اللقاء الشهري شريط 9 وجه ب.
*****
السؤال : في الحديث : [ لا سبق إلا في نصل ، أو خف ، أو حافر ] ، فما رأيك فيمن يقيم مسابقة للدجاج أو الحمام ؟!
الجواب :
[[ والله – شِف يا أخي – الرسول صلى الله عليه وسلم قال : [ لا سبَقَ إلا في نصل أو خف أو حافر] السَبَق يعني العوض ، لأن هذه الأشياء يُستعان بها في الحرب والقتال ، فمن أجل هذه الفائدة ، أباح الشارع العوض فيها ، فإن كانت دجاجتك يُستعان عليها في القتال تركب عليها وتكر وتفر ! ، فلا بأس ، وإلا فلا ....]]
من لقاء الباب المفتوح شريط 200
*****
السؤال هل يجوز للرجل أن يخالط الشغالة في البيت، وماذا يحل له منها؟
الجواب :
إذا تزوجها فلها أن تكشف وجهها له وهذا هو الحل، وإلا فلا يحل له منها شيء، هي كالمرأة التي في السوق، يجب عليها أن تحتجب، ويتأكد الحجاب في حقها أكثر من غيرها؛ لأنها في البيت ويسهل الخلوة بها، فإذا كشفت وجهها فإن الشيطان يجعل هذا الوجه وإن كان ليس بذاك يجعله جميلاً ليفتتن بها والعياذ بالله، فيجب على الخادمة أن تحتجب ويجب على أهل البيت أن يأمروها بذلك؛ لأنها امرأة أجنبية. وإذا أرادوا الحل الذي ذكرته فهو سهل، إذا لم يكن لها زوج، يستأذن من الجهات المسئولة أن يتزوجها وتبقى عنده في البيت، لكن أخشى إذا أصبحت زوجة أن تطلب خادمة فيما بعد وهذه مشكلة!!
" اللقاء الشهري " ( 3 )
وسيلحق غيره بإنه ..إن شاء الله كما لا تبخلونا بما عندكم ....ومتابعة طيبة ماتعة ..
طرائف من حياة الشيخ بن عثيمين رحمه الله رحمة واسعه
أنه كان في مكة ذات يوم راكبا تاكسي ..
والظاهر أن المشوار كان طويلا , فأراد سائق التاكسي أن يتعرف -ولم يكن يعرف الشيخ
فقال : ما تعرفنا على الإسم الكريم يا شيخ ؟
فرد الشيخ : محمد بن صالح بن عثيمين
فرد السائق :تشرفنا , معك عبدالعزيز بن باز <<< السواق يحسبه يمزح
هنا ضحك الشيخ , وقال له : ابن باز أعمى كيف يسوق تاكسي ؟
فرد السائق: ابن عثيمين في نجد وش اللي يجيبه هنا , تمزح معي انت ؟
هنا ضحك الشيخ , و أفهمه أنه بالفعل ابن عثيمين
-------------------------------------
وهذه حادثة ثانية للشيخ
كان أحد كبار السن من أهل البادية يتواجد صدفة للصلاة
في مسجد الشيخ من غير ما يعرف وعندما كان الشيخ في صلاة جهرية بمسجده نسي أحد الآيات
، فذكّره بها اكثر من شخص خلفه ،
وعندما انتهى الشيخ من الصلاة نبههم إلى الى أن التذكير لا يكون بهذا الشكل الجماعي
وان واحدا يكفي عن البقية ،
وهنا نطق كبير السن بكل ثقة وقال :
إلا المفروض أن الشايب اللي مثلك ما يعرف يقرأ يصف ورى ويخلي الصلاة لاهلها !
---------------------------
سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عن العمل بعد الانتهاء من الدعاء ؟ فقال : ينزل يده !
------------------------------------------------------
سئل ابن عثيمين رحمه الله : إذا كان القارئ يستمع إلى المسجّل
فجاءت سجدة التلاوة فهل يسجد للتلاوة ؟ فقال الشيخ : نعم إذا سجد المسجَّل !
كان الشيخ ابن عثيمين يتكلم في درس عن عيوب النساء في أبواب النكاح
فسأله سائل وقال له : إذا تزوجت ثم وجدت زوجتي ليس لها أسنان
، فهل هذا عيب يبيح لي طلب الفسخ ؟
فضحك الشيخ وقال : هذه امرأة جيدة حتى لا تعضك !
ومن طرائف الشيخ ابن عثيمين مع الشيخ ابن باز رحمهما الله
سألهما شخص فقال : لقد اخترع لنا جهاز ينبّه على السهو أثناء الصلاة ،
فلا يسهو المصلي إذا استعمله ، فما حكمه ؟
فسكت الشيخ ابن باز وضحك الشيخ ابن عثيمين رحمهما الله
وقال : اسأله أهو يسبح أم يصفق ؟ ..
وكان الشيخ يقصد التسبيح للرجال والتصفيق للنساء !
كان مرة في أحد دروسه في سطح الحرم
، فأتت هرة بين الصفوف والشيخ كان يُلقي الدرس ،
فأوقف الشيخ الدرس وقال : ماذا تريد هذه الهرة ؟ لعلها تريد ماء ؟ اسقوها ماء ،
ثم قال بعد ذلك فائدة عن حكم سؤر الهرة ، ثم قال : هذه فائدة بمناسبة حضور الهرة !
فضحك الجميع .
رحمك الله ياشيخنا رحمة واسعة
كان في درسه عام 1410 في الحرم المكي الشريف في صحن الحرم يأتي بالطرفة دون تكلف فكان تعجبني هذه الطرائف التي كنت أضحك منها
وآتي إلى الدرس من أجل هذه الطرائف وأجلس بين قدميه حتى أجمع لي كم نكتة
وأروح البيت أنكتها على إخواني وويني ووين طلب العلم وقتها ولا أدري أن هذا الرجل هو الشيخ ابن عثيمين.
مرة في نفس هذا العام 1410 سأله سائل عن حكم القول لرئيس دولة كافرة بيض الله وجهه ؟ (يقصد بوش الأبفغضب الشيخ غضبة شديدة وتحدى السائل أن يقوم وسط الناس ويقول أنا صاحب السؤال إن كان في قلبه ذرة حياء وأنا أتحداه وأنا أمام الكعبة أن يقوم !
ومرة في الحرم قام إليه مصري فعانقه على الطريقة المصرية وكان المصري ضخم الجثة فما كان من الشيخ إلا أن عانقه بنفس طريقة المصري وطبطب على ظهره وصدرت طبطبات الشيخ صوتاً مسموعاً والكل يشاهد ويضحك.
ومرة جاء إليه مصري في الحرم فأخذ بيد الشيخ يريد تقبيلها والشيخ يأبى والمصري يصر والشيخ يأبى فكانت يد الشيخ تصعد وتنزل مرات متتالية والشيخ يكره هذا السلوب ويزجر الرجل أن يترك يده فما كان في نهاية المطاف إلا أن غلب الشيخ وقبل يده ثم كانت هذه الحادثة هي عنوان الدرس.
ومرة رأينا اثنين يتطاردان في الحرم (شباب واقتحموا حلقة الشيخ وضرب وضريب فيما بين هؤلاء الشباب أنفسهم والشيخ لم يقطع الدرس ولم يحرك ساكناً واستمر الدرس وكأن شيئاً لم يحدث.
ومرة سألني (متى وقعت غزوة الأحزاب ؟ فقلت في السنة التاسعة فقال التاسعة ! فقلت العاشرة فقال زد الحادي عشر وأحرجني وأنا داري أنها السنة الخامسة بس تلعثمت من الموقف وقلبت غزوة الأحزاب إلى تبوك!.
ومرة جاء إليه عجوز في الحرم في الدرس والشيخ يلقي الدرس وأخونا في الله يريد جواب سؤال فيقول له بعدين ، فما كان من الرجل إلا أن أصر على موقفه وصمد واقفاً حتى تضايق الشيخ منه وقال للحاضرين تسمحون له يسأل ؟ فقالوا نسمح .
تدرون وش سؤاله ؟سأل الشيخ أنه جامع زوجته في نهار رمضان فهل عليه شيء ؟فقال الشيخ للحاضرين للدرس : يقول أنه جامع زوجته في نهار رمضان فهل عليه شيء ؟لو أنا كان شردت وتلطمت والشيخ يفصل المسألة للسائل ويفصلها للحاضرين والكل استفاد لكن فشيلة هذا السؤال وقدام أمة محمد.
ومرة والشيخ جالس في درسه في الحرم لم يبدأ الدرس وأحد الحاضرين من الشباب كان عند قدمه فتناول المايكروفون وفتحه off --> on فما كان من الشيخ إلا أن أغلق الجهاز مباشرة وبصورة سريعة واتجه إلى الشاب ووبخه توبيخاً شديداً وأن ذلك ليس من شأنك حتى ظننت أن الشاب سيصلى عليه صلاة الجنازة في الفريضة التالية للدرس !
وسمعت انه سأله احدهم عن حكم لبس العقال , فاخذ عقال رجل بجانيه ووضعه على رأسه , ثم قال السؤال التالي ,
...........
مرة ألقى محاضرة فلما أراد الخروج وحمل حذائه قام أحد الشباب بحمل حذا الشيخ ، فلم يرض الشيخ بذلك وقال مداعبا : تريد أن تأخذها . - يعني تريد أن تتملكها -
مرة لما قدم له البخور أراد الشخص أن يريد من العود فرفض الشيخ وقال إن كنت تريد أن تزيد فأعطنيه
...............
مرة من المرات اسمع لشريط له - رحمه الله - وهي من دروس الحرم خلال شهر رمضانفقال الشيخ عن حادثة حصلت لهقال ان اخ من مصر قال في مجلس الشيخ ، والنبيفانكر عليه الشيخ باسلوب الاب مع ابنه و اوضح له ان هذا القول منكر وبين له بالادلة تحريم ذلكالمهم الاخ المصري كان مركز كثير مع الشيخ وبدء عليه التاثرفعندما فرغ الشيخ ، اراد الاخ من مصر ان يثبت للشيخ انه لن يعود لها فقال بصوت عاليوالنبي لا اعود لهافهنا ضحك الشيخ وطلبة العلمفقال له الشيخ لتكن هذه اخر مرة ولا تعد وكان الشيخ في الحرم المكيونتهى الشيخ من الدرس فجلس يأخذ الاسئلة من الناس
طبعن بورق فنقز احد المصرين الوجودين وقال ياشيخ كم عمركفقال الشيخ انا قال المصري نعم
قال الشيخ عمري من يوم ولدتني امي الى حد الحين وظحك الناس
هذه المشاركة تتطلب الكثير من التنقيح سأعود اليها لاحقا .
sidali75
2015-12-08, 16:45
الله الله حقاً ذكرت فأحسنت و بحُسن الأمثلة صورت حتى أني تمنيت الأن لو جلست تلك المجالس لأنها من سيرة المصطفى العدنان عليه أفضل الصلاة و السلام أخدت وتربت فرحم الله أولئك الأعلام و أعلى منزلتهم في الجِنان وإني أرى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم إذ قال: (ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار تحرم على كل قريب هين لين سهل) رواه الترمذي وحسنه. ولذلك ندعوا ولسنا ندعي العلوم وإنما باليُسر في مواطن اليُسر وباللين وخفظ الجناح تُجمع الأمة ويهتدي من جهِل و يؤجر بذلك العاملون لله و في سبيل الله
جزاك الله كل خير يا أخ "ركان" على هذا الموضوع الشيّق
وقد أتحفتنا بالشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
يالا الظرافة والحكمة التي لديه
فقد ضحكت كثيرا من قلبي على حسن ظرافته ولباقته مع الناس
هي معلومات لأول مرة أعرفها عن شيخنا الكريم
والله أنت محظوظ لحضورك المتكرر معه
زادك الله بها نورا على نور
في انتظار جديدك
تقبّل تحيّاتي
ونحن نذكر نوادره ولطائفه فلابأس بالتنوير بشيء من مناقبه ولطائفه رحمه الله ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زهده وورعه :
كان من أزهد الناس في زهرة الحياة الدنيا بالرغم من توفر أسبابها وحصول مقاصدها ، انصرف عنها بالكلية وقدَّم عليها دار البقاء .
{ والآخرة خير وأبقى } الأعلى ، قام جلالة الملك المغفور له بإذن الله : خالد بن عبد العزيز ، بزيارة للشيخ في منزله في عنيزة ، وكان منزلاً من الطين قديم البناء ، فعرض على الشيخ أن ينتقل إلى سكن آخر أو قبول أي مبلغ لبناء مسكن مناسب ، فما كان من الشيخ إلا أن دعا للملك خالد وفضَّل البقاء في منزله ، فألح الملك على قبول هذا الأمر عندها آثر الشيخ أن يوجه هذا التبرع لشراء العمارة القريبة من الجامع الكبير لتكون مكتبة لطلبة العلم فاشتراها الملك بسبعة ملايين ريال وصرف مبالغ نقدية للطلبة .
كان زاهد القلب في الدنيا عفيف الروح لم يلهث خلف مال ولم يجرِ وراء ثروة ، جعل عائدات مؤلفاته وكتبه وأشرطته لطلبة العلم يتقوون بها على طلب العلم ، ولو أراد أن يجمع مالاً لجمع ثروة كبيرة .
زهد في أنيق اللباس وفاخر الثياب لم يغالِ ولم يتكلف ، يفضِّل البياض من الثياب ربما لبس الغترة غير مكوية وكثيراً ما يظهر على ثيابه خطوط من الحبر جرَّاء البحث والكتابة ، ولم ينقص ذلك من هيبته ولم يغضّ من مكانته بين الناس .
كان من أ ورع الناس وخاصة في الكسب ومواقفه في غاية العجب حيث كان يتحرى الكسب الحلال .
فعندما كان أستاذاً في فرع جامعة الملك سعود في القصيم ، كان يحدث أن يتخلف أحياناً عن المحاضرات المقرر أن يلقيها على الطلبة بسبب ارتباطاته مع هيئة كبار العلماء أو في الحج او في غيرها من الارتباطات فعندما جاءت أوراق تسلم الرواتب طلب من المسؤول حسم مكافاءة جميع المحاضرات التي اعتذر عنها .
كان أمنيته أن يتم إنشاء قسم للدراسات العليا للبنات في قسم العقيدة في كلية التربية في القصيم وعندما تحققت أمنيته بافتتاح ذلك القسم تقرر أن ينضم الشيخ لأسرة التدريس في القسم وباشر عمله ، وذات يوم أدخلت عليه الإدارة ورقة مغلقة فسأل عما فيها وكانت الإجابة أنها ورقة الرواتب عندها استدعى مسؤول الرواتب ليخبره بأنه إنما يقدم هذا العمل خدمة للفتاة المسلمة كي تكون قادرة على تأدية دورها الكامل في هذا المجال .
وعندما كان يدرِّس في الجامعة في بريدة كان يتولى نقله من القصيم إليها أحد طلابه وكان يستفيد في الطريق من علم الشيخ وفي آخر الشهر إذا به يفاجأ أن الشيخ يأخذ من راتبه الجزء المخصص للنقل ويدفعه إليه ، فحاول رده للشيخ فقال له الشيخ : : لا يمكن لأن هذا المبلغ مخصص للنقل وأنت نقلتني فيجب أن تأخذه .
وكان إذا استخدم قلمه في الجامعة واضطر أن يملأه من الدواة من مكتبة الجامعة فإنه بعد أن ينتهي من العمل وقبل أن يخرج يفرغ ما بقي من الحبر في قلمه في الدواة بالمكتب ثم ينطلق .
ـ تواضعه :
عرف قدر ربه عز وجل وعرف قدر نفسه ، فتواضع لربه أشد التواضع ، وتواضع مع العباد تواضعاً تجلله عزة العلماء ، لا يزهو على مخلوق ولا يتكبر على أحد ممتثلاً قول النبي صلى الله عليه وسلم ": إن الله تعالى أوحى إليَّ أن تواضعوا فلا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد " .
سئل عن الشيخ الألباني رحمه الله بعد موته فقال : مثلي لا يسئل عن الألباني ، يقول هذا الكلام وسيرته ملء الأسماع وصيته أطبق في الآفاق وعلمه منتشر في الشرق والغرب .
كان يزور المعوقين والمرضى ويعودهم ويترفق بهم وبتلطف معهم بصورة تنم عن تواضع جم وحسن سكينة وعظيم أناة وحلم كبير .
دائم البشاشة والتبسم في وجه الجميع ، لم يرَ مقطباً يوماً إلا إذا انتهكت حرمة من حرمات الله .
دُعي من قبل نادي الصم والبكم ليلقي محاضرة وكانوا يتكلمون بالإشارة فوافقت نزول المطر وجعل الشيخ يتحدث معهم بالإشارة والمطر ينزل عليه حتى انتهى من محادثته معهم .
قدم الرياض في حاجة له وكان فيها أحد طلبت القدامى الذين تتلمذوا على الشيخ فطلب من ابنه أن يرشده إلى منزله للسلام عليه وذلك من محبته لطلبته وتواضعه لهم .
ـ حلمه وسعة صدره : تميز رحمه الله بالحلم وسعة الصدر ، فالحلم من أشرف الأخلاق وأنبل الصفات وأجمل ما يتصف به ذوو العقول الناضجة والأفهام المستنيرة ، من اتصف به نال محبة الله ومحبة رسوله ، قال صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس ": إن فيك خصلتان يحبهما الله : الحلم والأناة ".
رواه البخاري ومسلم .
ولقد منَّ الله على سماحته رحمه الله فجمع له العلم مع الحلم ولذا اتسع صدره وامتد حلمه وعذر الناس من أنفسهم والتمس العذر لأغلاطهم .
يقول الدكتور سعود العجاجي الذي رافق سماحته في رحلة العلاج إلى أمريكا يقول : بينما نحن مغادرين الفندق الذي يسكنه توقف أمامه طفل أمريكي ومعه والدته ، فطبطب الشيخ على رأسه وبدأ يداعب هذا الطفل الذي أثارته هيئة الشيخ وهيبته بلبسه الثوب السعودي والمشلح فطلبت الأم من ابنها أن يُحَيِّي الشيخ فرد الشيخ التحية بأحسن منها ، ثم دعا للأم بالهداية وهو غاضّ بصره ، ولكن بعض المرافقين امتعض من هيئتها ولباسها فقال لها : قبح الله وجهكِ ، فلم يعجب الشيخ هذا الكلام فقال : يا إخوان ليس هذا من سمات الإسلام ، الطفل وأمه قابلانا بوجه حسن وكلام طيب فأحرى أن نعاملهم بالمثل فبدلاً من أن ندعو عليهم جدير أن ندعو لهم بالهداية .
تميز رحمه الله بهذا الحلم حتى مع مخالفيه الذين كانوا يظنون أن بعض اجتهاداته مخالفة للكتاب والسنة ، مما دفع بعضهم إلى التشكيك في عقيدته والطعن في دينه ، فكان الشيخ يحرص على توضيح مواقفه للمخالفين وبيان حجته ورفع أي التباس حتى ولو اقتضى الأمر أن يأتي بنفسه إليهم لبيان الحقيقة والقضاء على الفتنة في مهدها ، يقول رحمه الله : من سمع منكم عن عالم أو داعية أو عن إمام مسجد أو أي إنسان له ولاية ، من سمع منه ما لا ينبغي أن يكون فعليه أن يتصل به وأن يسأله هل وقع ذلك منه أم لم يقع ، ثم إذا كان وقع فليبين له أنه أخطأ فإما أن يكون قد أخطأ فيرجع عن خطئه وإما أن يكون هو المصيب فيبين وجه قوله فتزول الفوضى التي قد نراها أحياناً خاصة بين الشباب ، وإن الواجب على الشباب وغيرهم إذا سمعوا مثل ذلك أن يكفوا ألسنتهم وأن يسعوا بالنصح .
ولقد طبق رحمه الله هذا الكلام تطبيقاً عملياً مع مخالفيه وقرن القول بالعمل ، يقول الشيخ عبد المحسن القاضي عن سماحته رحمه الله : لا زلت أذكر في رمضان عام 1406 كان يبحث في ساحة الحرم المكي عن أحد المشايخ الذين ألفوا كتباً في الرد عليه والتحذير من تلقي العلم عليه بعد أن بلغه أنه قد أتى للعمرة .
منهجه العلمي :
كان مدرسة فقهية مستقلة تقترن بالدليل وتتمسك به وتدور معه حيثما دار ، أرسى قاعدة الأخذ بالدليل والاستناد عليه ولو خالف المذهب .
كل فتاويه مقترنة بأدلة من القرآن والسنة فقلَّ أن يوجد له فتوى إلا والدليل مقترن بها ، كان راسخاً في العلم معتنياً باستقائه من منبع الوحي الصافي بعيداً عن التعصب للمذهب .
يقول عنه سماحة المفتي العام عبد العزيز آل الشيخ : كان رجلاً ذا علم وفضل ومناقشة وعدم اعتداد بالرأي إذا رأى الصواب ، فكان يرجع إلى الحق إذا استبان له رأي أهل العلم ، وهو غفر الله له لا يتعصب لرأي إذا جاء الدليل على خلاف ما هو عليه .
كان كثيراً ما يوصي الطالب بإخلاص النية لله عز وجل , وأن ينوي بطلبه العلم رفع الجهل عن نفسه وأمته والدفاع عن الشريعة ورحابة الصدر في مسائل الخلاف والعمل بالعلم والدعوة إلى هذا العلم بالحكمة والصبر واحترام العلماء وتقديرهم كل ذلك على هدي من الكتاب والسنة بفهم علماء سلف الأمة .
صبره :
الصبر من الصفات الحميدة والمطالب العالية التي يسعى كل مؤمن إلى تحقيقها في نفسه ، وقد كان لفضيلته قدراً كبيراً من ذلك.
عندما أُصيب بالسرطان في المستقيم وانتشر في الجسد كله وبدأ يتألم من ذلك آلاماً شديدة وهو صامت صابر محتسب ، فعلم بعض محبيه بألمه وألحوا عليه أن يجري بعض الفحوصات المخبرية لمعرفة سبب الألم فوافق وأسفرت النتيجة عن وجود المرض الخبيث فقرر الأطباء عدم إخبار الشيخ بالنتيجة ، ولكنه أحس أن في الأمر شيء فألحَّ على الأطباء بشدة فأخبروه بمرضه ، وعندها تبسم وحمد الله وأثنى عليه وقال : إن الإنسان إذا قام بطاعة الله وفعل أوامره واجتنب نواهيه فإنه لا يرجو بذلك إلا رحمة الله ودخول الجنة ، ولا يمكن أن يصل الإنسان إلى الجنة إلا بالموت ، والموت قد كتب على جميع البشرية فمرحباً بالموت إذا كان الموت هو الذي بيننا وبين الجنة .
يقول ابنه عبد الرحمن أنه كان يرى الشيخ كثيراً ما يعضُّ على شفتيه من الألم ، فيسأله هل تتألم من شيء فإذا كان بالغرفة أحد غير ابنه يقول لا أبداً ، وإن لم يوجد إلا ابنه يقول إني أتألم ولكن قولي هذا من باب الإخبار لا من باب الشكوى ، ويقول الأطباء الذين كانوا يقومون بعلاجه : كنا نعلم أن الشيخ يتألم آلاماً شديدةً ولكن مع ذلك لا يتضجر ولا يتأوه بكلمة حيث يتحمل ويصبر احتساباً للأجر من الله عز وجل .
ـ رفقه وتلطفه في النصيحة :
تخلَّق رحمه الله بأخلاق النبوة واتبع نهج المرسلين في رفقهم وحسن معاشرتهم يقول صلى الله عليه وسلم ": إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه " .
رواه مسلم .
تقول إحدى قريباته : كنت في سن صغيرة أبلغ من العمر عشر سنوات ألعب مع بناته في فناء بيته وكنت ألبس الملابس القصيرة فأمسك بيدي وكلمني برفق وداعبني حتى شعرت بالفرح والسرور ثم قال لي : إن هذا اللبس لبس النصارى وأمرني أن أبلغ أمي بذلك ، تقول فقد كانت نعم النصيحة فلا أذكر والله بعدها أني لبست هذا النوع من الثياب .
وثانية تقول : كنا نلعب نحن وأبناؤه في فناء بيته فمر من عندنا وسلم علينا وداعبنا بكلماته اللطيفة ولفت نظره لباس أخي الذي يبلغ من العمر أربع سنوات إذ كان يرتدي ملابس عليها قطعة بلاستيك على شكل صورة أسد فجلس رحمه الله بجانب أخي وأمسك به بيده الحانية وأخذ يتحدث معنا حتى استأنس أخي ثم أخرج له قطعة من النقود وقال له أعطيك هذه النقود وانزع هذه الصورة ففرح أخي بذلك المبلغ وغيَّر الشيخ المنكر بالحكمة واستفدنا جميعاً وللله الحمد وتجنبنا لبس المصورات حتى اليوم .
الناس تحيا إذا ما عاش عالمها ** متى يمت عالم منها يمت طرف كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها**وإن أبى عاد في أكنافها التلف
تأتيه امرأة من الإماء اللاتي منَّ الله عليهن بالعتق لا ولد لها ولا زوج ولا قريب وكانت تسكن بالقرب من منزله فوقفت في الشارع وانتظرت خروجه وقالت له : يا عم أريد أن أحج أو أعتمر ، فوقف رحمه الله وأخذ يستمع إليها وهو غاض بصره وكان في طريقه إلى المسجد وأخذت تحادثه وتبين له أنها ليس لديها محرم وكان في لهجتها عجمة ولا تستطيع إخراج الحروف بطريقة صحيحة فوقف الشيخ رغم مشاغله يستمع إليها حتى انتهت من كلامها ثم قال لها : يا بنيتي عليك بالصيام والصلاة والتسبيح والتهليل ولا تذهبي فرضيت بذلك وطابت نفسها .
حرصه على الدعوة ومساعدة الناس :
كان رحمه الله من أحرص الناس على الدعوة ونشر العلم ، نذر نفسه لذلك الأمر ونشر علمه بين المسلمين في شتى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وفي المساجد والجوامع والجامعات والكليات والدوائر الحكومية .
{ ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة }النحل ، كان لا يتخلف عن الدروس في المسجد الكبير إلا للضرورة القصوى كحضور اجتماعات هيئة كبار العلماء ، وكان يلغي أي موعد يتعارض مع أوقات الدروس التي يلقيها .
يقول أحد طلابه : كان الشيخ في سفر ووصل وقد حان موعد الدرس ، فترجل من السيارة ودخل المسجد وبدأ يلقي الدرس فوراً ولم يدخل منزله للراحة من عناء السفر إلا بعد أن انتهى من مجلس العلم ذاك .
أما مساعدته للمحتاجين في داخل المملكة وفي القصيم فيصعب حصرها وإحصاؤها لكثرتها وتنوعها سواء في مساعدة الراغبين بالزواج أو بالسداد عن المدينين أو بمساعدة الفقراء والمحتاجين وسد عوزهم أو ببناء المساجد وحفر الآبار الصالحة للشرب ولعل آخر مشروع بهذا الخصوص ما سعى في تمويله لصالح زيادة مياه الشرب بحفر آبار جديدة بمبلغ ثلاثة ملايين ريال أو تزيد .
كان مهتماً بحال الفقراء ورفع مستوى معيشتهم وذلك ببناء المساجد لهم وإرسال المساعدات إليهم ومحادثة المسؤولين والقادة عن حاجاتهم والاهتمام بهم .
وكان يبذل جاهه ووجاهته في خدمة المحتاجين كمساعدة المقيمين من طلبته وغيرهم على استقدام عائلاتهم إليهم والبحث لهم عن الكفلاء من معارفه وثقاته والوساطة للمحتاج منهم لعلاجه في المستشفيات الحكومية ، ومن يعرف الشيخ وسيرته يكاد يجزم بأنه لم يستخدم وجاهته هذه في حاجاته الخاصة أو لأقربائه ممن هم حوله .
وبلغ من حرصه وصبره أنه كان أحياناً يجيب على أسئلة الناس واستفساراتهم وقت تناوله للغداء ولا يرد من جاءه مستفتياً حتى في وقت الراحة المخصصة له .
لعمرك ما الرزية فقدُ مال ** * ولا ولد يموت ولابعير ولكـن الرزية فقـدُ فذٍّ *** يموت لموته خلق كثير
لم يتوانى عن النصح والإرشاد حتى بعد أن دهمه المرض وأنهك قواه وفتك بجسمه ، يروي من رافقه في رحلة العلاج إلى أمريكا يقول : أمضى الشيخ هناك عشرة أيام تخللتها حلقات لتحفيظ القرآن وجلسات دينية عقدها في مجلس الجمعية الإسلامية في بوستن تمحورت حول سبل وأوجه تقريب المسلمين فيما بينهم وتوحيد كلمتهم والدعوة للتعاون بعضهم مع بعض .
وقبل موته بأيام وخلال العشر الأواخر من رمضان يطلب مغادرة المستشفى ويمضي إلى مكة ليجاور قرب بيت الله الحرام كما هي عادته كل عام وهناك أرشد ونصح وبيَّن الحلال من الحرام والألم يمزق جوفه والسرطان يفتك في أحشائه .
يتحدث ابنه إبراهيم عن موقف يعجز الفحول من الرجال عن القيام به، يقول : في اليوم التاسع والعشرين من رمضان حصل له بعض التعب في الصباح فقرر الطبيب المرافق أن يتم نقله من الحرم إلى مستشفى جدة وبالفعل تم نقله إلى هناك وأُدخل العناية المركزة وجلس فيها قرابة الأربع أو الخمس ساعات تقريباً وعندما جاء العصر تحسنت حالته شيئاً ما فأصرَّ على الذهاب إلى مكة رغم محاولاتنا إثناءه عن ذلك فقال لا تحرمونا هذا الأجر فهذه آخر ليلة من رمضان وبالفعل ذهبنا إلى مكة ومعنا الأطباء المرافقون وأجلسناه في غرفة داخل الحرم وأول ما دخل الغرفة طلب أن يتوضأ ويصلي المغرب والعشاء وبعد أن انتهى من الصلاة طلب أن يعد للدرس وبعد أن انتهى من الدرس قال للأطباء كيف تحرمونني من هذا الأجر العظيم .
لم يستسلم للنوم ولم يركن إلى الدعة ، طلب أن توصل المكبرات والتوصيلات من غرفته إلى سطح المسجد الحرام وتوضع السماعات في المكان الذي اعتاد أن يدرس فيه وكان يلقي الدرس في أحكام الصيام والقيام وتدافع الناس إلى مصدر الصوت كما كانوا يفعلون من قبل ولكنهم كانوا يتحلقون حول كرسي فارغ فيبكون لفقد جالسه ويتعزون بسماع صوته ، كان يلقي الدرس وهو مضطجع على السرير الأبيض والمغذي موصول بيده النخيلة والأجهزة تحيط به من كل جانب والأطباء ينصحونه بالراحة والنوم ولكنه كان يعلم أنه ما خلق لينام ، بل كان يعرض عن ذلك كله ويتحامل على البدن ويستجمع القوى المتناثرة ويعلِّم الناس الدين .
كان الصوت ضعيفاً واللسان ثقيلاً والجسد منهكاً ولكن الكلام كان مفيداً والعلم كان سديداً والثواب كان مديداً والهمة عالية والجنة دانية والملائكة تسمع والأعمال الصالحة بإذن الله تشفع .
وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
والله أنت محظوظ لحضورك المتكرر معه
مرحبا يا سالوني ..من أجل الإفادة لم يكن لدي حضور مع الشيخ وأين لمثلي ذلك ..إنما ماكان هو مقل عن غيري ..أما اذا قصدت حضوري معه بذكره والإشادة بمكانته فصدقت فإني من محبي الشيخ رحمه الله ويشهد ربي على ذلك ..
الله الله حقاً ذكرت فأحسنت و بحُسن الأمثلة صورت حتى أني تمنيت الأن لو جلست تلك المجالس لأنها من سيرة المصطفى العدنان عليه أفضل الصلاة و السلام أخدت وتربت فرحم الله أولئك الأعلام و أعلى منزلتهم في الجِنان وإني أرى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم إذ قال: (ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار تحرم على كل قريب هين لين سهل) رواه الترمذي وحسنه. ولذلك ندعوا ولسنا ندعي العلوم وإنما باليُسر في مواطن اليُسر وباللين وخفظ الجناح تُجمع الأمة ويهتدي من جهِل و يؤجر بذلك العاملون لله و في سبيل الله
جزيل الشكر لطيب انطباعك يا سيد علي .. ..
sidali75
2015-12-08, 20:41
ونحن نذكر نوادره ولطائفه فلابأس بالتنوير بشيء من مناقبه ولطائفه رحمه الله ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زهده وورعه :
كان من أزهد الناس في زهرة الحياة الدنيا بالرغم من توفر أسبابها وحصول مقاصدها ، انصرف عنها بالكلية وقدَّم عليها دار البقاء .
{ والآخرة خير وأبقى } الأعلى ، قام جلالة الملك المغفور له بإذن الله : خالد بن عبد العزيز ، بزيارة للشيخ في منزله في عنيزة ، وكان منزلاً من الطين قديم البناء ، فعرض على الشيخ أن ينتقل إلى سكن آخر أو قبول أي مبلغ لبناء مسكن مناسب ، فما كان من الشيخ إلا أن دعا للملك خالد وفضَّل البقاء في منزله ، فألح الملك على قبول هذا الأمر عندها آثر الشيخ أن يوجه هذا التبرع لشراء العمارة القريبة من الجامع الكبير لتكون مكتبة لطلبة العلم فاشتراها الملك بسبعة ملايين ريال وصرف مبالغ نقدية للطلبة .
كان زاهد القلب في الدنيا عفيف الروح لم يلهث خلف مال ولم يجرِ وراء ثروة ، جعل عائدات مؤلفاته وكتبه وأشرطته لطلبة العلم يتقوون بها على طلب العلم ، ولو أراد أن يجمع مالاً لجمع ثروة كبيرة .
زهد في أنيق اللباس وفاخر الثياب لم يغالِ ولم يتكلف ، يفضِّل البياض من الثياب ربما لبس الغترة غير مكوية وكثيراً ما يظهر على ثيابه خطوط من الحبر جرَّاء البحث والكتابة ، ولم ينقص ذلك من هيبته ولم يغضّ من مكانته بين الناس .
كان من أ ورع الناس وخاصة في الكسب ومواقفه في غاية العجب حيث كان يتحرى الكسب الحلال .
فعندما كان أستاذاً في فرع جامعة الملك سعود في القصيم ، كان يحدث أن يتخلف أحياناً عن المحاضرات المقرر أن يلقيها على الطلبة بسبب ارتباطاته مع هيئة كبار العلماء أو في الحج او في غيرها من الارتباطات فعندما جاءت أوراق تسلم الرواتب طلب من المسؤول حسم مكافاءة جميع المحاضرات التي اعتذر عنها .
كان أمنيته أن يتم إنشاء قسم للدراسات العليا للبنات في قسم العقيدة في كلية التربية في القصيم وعندما تحققت أمنيته بافتتاح ذلك القسم تقرر أن ينضم الشيخ لأسرة التدريس في القسم وباشر عمله ، وذات يوم أدخلت عليه الإدارة ورقة مغلقة فسأل عما فيها وكانت الإجابة أنها ورقة الرواتب عندها استدعى مسؤول الرواتب ليخبره بأنه إنما يقدم هذا العمل خدمة للفتاة المسلمة كي تكون قادرة على تأدية دورها الكامل في هذا المجال .
وعندما كان يدرِّس في الجامعة في بريدة كان يتولى نقله من القصيم إليها أحد طلابه وكان يستفيد في الطريق من علم الشيخ وفي آخر الشهر إذا به يفاجأ أن الشيخ يأخذ من راتبه الجزء المخصص للنقل ويدفعه إليه ، فحاول رده للشيخ فقال له الشيخ : : لا يمكن لأن هذا المبلغ مخصص للنقل وأنت نقلتني فيجب أن تأخذه .
وكان إذا استخدم قلمه في الجامعة واضطر أن يملأه من الدواة من مكتبة الجامعة فإنه بعد أن ينتهي من العمل وقبل أن يخرج يفرغ ما بقي من الحبر في قلمه في الدواة بالمكتب ثم ينطلق .
ـ تواضعه :
عرف قدر ربه عز وجل وعرف قدر نفسه ، فتواضع لربه أشد التواضع ، وتواضع مع العباد تواضعاً تجلله عزة العلماء ، لا يزهو على مخلوق ولا يتكبر على أحد ممتثلاً قول النبي صلى الله عليه وسلم ": إن الله تعالى أوحى إليَّ أن تواضعوا فلا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد " .
سئل عن الشيخ الألباني رحمه الله بعد موته فقال : مثلي لا يسئل عن الألباني ، يقول هذا الكلام وسيرته ملء الأسماع وصيته أطبق في الآفاق وعلمه منتشر في الشرق والغرب .
كان يزور المعوقين والمرضى ويعودهم ويترفق بهم وبتلطف معهم بصورة تنم عن تواضع جم وحسن سكينة وعظيم أناة وحلم كبير .
دائم البشاشة والتبسم في وجه الجميع ، لم يرَ مقطباً يوماً إلا إذا انتهكت حرمة من حرمات الله .
دُعي من قبل نادي الصم والبكم ليلقي محاضرة وكانوا يتكلمون بالإشارة فوافقت نزول المطر وجعل الشيخ يتحدث معهم بالإشارة والمطر ينزل عليه حتى انتهى من محادثته معهم .
قدم الرياض في حاجة له وكان فيها أحد طلبت القدامى الذين تتلمذوا على الشيخ فطلب من ابنه أن يرشده إلى منزله للسلام عليه وذلك من محبته لطلبته وتواضعه لهم .
ـ حلمه وسعة صدره : تميز رحمه الله بالحلم وسعة الصدر ، فالحلم من أشرف الأخلاق وأنبل الصفات وأجمل ما يتصف به ذوو العقول الناضجة والأفهام المستنيرة ، من اتصف به نال محبة الله ومحبة رسوله ، قال صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس ": إن فيك خصلتان يحبهما الله : الحلم والأناة ".
رواه البخاري ومسلم .
ولقد منَّ الله على سماحته رحمه الله فجمع له العلم مع الحلم ولذا اتسع صدره وامتد حلمه وعذر الناس من أنفسهم والتمس العذر لأغلاطهم .
يقول الدكتور سعود العجاجي الذي رافق سماحته في رحلة العلاج إلى أمريكا يقول : بينما نحن مغادرين الفندق الذي يسكنه توقف أمامه طفل أمريكي ومعه والدته ، فطبطب الشيخ على رأسه وبدأ يداعب هذا الطفل الذي أثارته هيئة الشيخ وهيبته بلبسه الثوب السعودي والمشلح فطلبت الأم من ابنها أن يُحَيِّي الشيخ فرد الشيخ التحية بأحسن منها ، ثم دعا للأم بالهداية وهو غاضّ بصره ، ولكن بعض المرافقين امتعض من هيئتها ولباسها فقال لها : قبح الله وجهكِ ، فلم يعجب الشيخ هذا الكلام فقال : يا إخوان ليس هذا من سمات الإسلام ، الطفل وأمه قابلانا بوجه حسن وكلام طيب فأحرى أن نعاملهم بالمثل فبدلاً من أن ندعو عليهم جدير أن ندعو لهم بالهداية .
تميز رحمه الله بهذا الحلم حتى مع مخالفيه الذين كانوا يظنون أن بعض اجتهاداته مخالفة للكتاب والسنة ، مما دفع بعضهم إلى التشكيك في عقيدته والطعن في دينه ، فكان الشيخ يحرص على توضيح مواقفه للمخالفين وبيان حجته ورفع أي التباس حتى ولو اقتضى الأمر أن يأتي بنفسه إليهم لبيان الحقيقة والقضاء على الفتنة في مهدها ، يقول رحمه الله : من سمع منكم عن عالم أو داعية أو عن إمام مسجد أو أي إنسان له ولاية ، من سمع منه ما لا ينبغي أن يكون فعليه أن يتصل به وأن يسأله هل وقع ذلك منه أم لم يقع ، ثم إذا كان وقع فليبين له أنه أخطأ فإما أن يكون قد أخطأ فيرجع عن خطئه وإما أن يكون هو المصيب فيبين وجه قوله فتزول الفوضى التي قد نراها أحياناً خاصة بين الشباب ، وإن الواجب على الشباب وغيرهم إذا سمعوا مثل ذلك أن يكفوا ألسنتهم وأن يسعوا بالنصح .
ولقد طبق رحمه الله هذا الكلام تطبيقاً عملياً مع مخالفيه وقرن القول بالعمل ، يقول الشيخ عبد المحسن القاضي عن سماحته رحمه الله : لا زلت أذكر في رمضان عام 1406 كان يبحث في ساحة الحرم المكي عن أحد المشايخ الذين ألفوا كتباً في الرد عليه والتحذير من تلقي العلم عليه بعد أن بلغه أنه قد أتى للعمرة .
منهجه العلمي :
كان مدرسة فقهية مستقلة تقترن بالدليل وتتمسك به وتدور معه حيثما دار ، أرسى قاعدة الأخذ بالدليل والاستناد عليه ولو خالف المذهب .
كل فتاويه مقترنة بأدلة من القرآن والسنة فقلَّ أن يوجد له فتوى إلا والدليل مقترن بها ، كان راسخاً في العلم معتنياً باستقائه من منبع الوحي الصافي بعيداً عن التعصب للمذهب .
يقول عنه سماحة المفتي العام عبد العزيز آل الشيخ : كان رجلاً ذا علم وفضل ومناقشة وعدم اعتداد بالرأي إذا رأى الصواب ، فكان يرجع إلى الحق إذا استبان له رأي أهل العلم ، وهو غفر الله له لا يتعصب لرأي إذا جاء الدليل على خلاف ما هو عليه .
كان كثيراً ما يوصي الطالب بإخلاص النية لله عز وجل , وأن ينوي بطلبه العلم رفع الجهل عن نفسه وأمته والدفاع عن الشريعة ورحابة الصدر في مسائل الخلاف والعمل بالعلم والدعوة إلى هذا العلم بالحكمة والصبر واحترام العلماء وتقديرهم كل ذلك على هدي من الكتاب والسنة بفهم علماء سلف الأمة .
صبره :
الصبر من الصفات الحميدة والمطالب العالية التي يسعى كل مؤمن إلى تحقيقها في نفسه ، وقد كان لفضيلته قدراً كبيراً من ذلك.
عندما أُصيب بالسرطان في المستقيم وانتشر في الجسد كله وبدأ يتألم من ذلك آلاماً شديدة وهو صامت صابر محتسب ، فعلم بعض محبيه بألمه وألحوا عليه أن يجري بعض الفحوصات المخبرية لمعرفة سبب الألم فوافق وأسفرت النتيجة عن وجود المرض الخبيث فقرر الأطباء عدم إخبار الشيخ بالنتيجة ، ولكنه أحس أن في الأمر شيء فألحَّ على الأطباء بشدة فأخبروه بمرضه ، وعندها تبسم وحمد الله وأثنى عليه وقال : إن الإنسان إذا قام بطاعة الله وفعل أوامره واجتنب نواهيه فإنه لا يرجو بذلك إلا رحمة الله ودخول الجنة ، ولا يمكن أن يصل الإنسان إلى الجنة إلا بالموت ، والموت قد كتب على جميع البشرية فمرحباً بالموت إذا كان الموت هو الذي بيننا وبين الجنة .
يقول ابنه عبد الرحمن أنه كان يرى الشيخ كثيراً ما يعضُّ على شفتيه من الألم ، فيسأله هل تتألم من شيء فإذا كان بالغرفة أحد غير ابنه يقول لا أبداً ، وإن لم يوجد إلا ابنه يقول إني أتألم ولكن قولي هذا من باب الإخبار لا من باب الشكوى ، ويقول الأطباء الذين كانوا يقومون بعلاجه : كنا نعلم أن الشيخ يتألم آلاماً شديدةً ولكن مع ذلك لا يتضجر ولا يتأوه بكلمة حيث يتحمل ويصبر احتساباً للأجر من الله عز وجل .
ـ رفقه وتلطفه في النصيحة :
تخلَّق رحمه الله بأخلاق النبوة واتبع نهج المرسلين في رفقهم وحسن معاشرتهم يقول صلى الله عليه وسلم ": إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه " .
رواه مسلم .
تقول إحدى قريباته : كنت في سن صغيرة أبلغ من العمر عشر سنوات ألعب مع بناته في فناء بيته وكنت ألبس الملابس القصيرة فأمسك بيدي وكلمني برفق وداعبني حتى شعرت بالفرح والسرور ثم قال لي : إن هذا اللبس لبس النصارى وأمرني أن أبلغ أمي بذلك ، تقول فقد كانت نعم النصيحة فلا أذكر والله بعدها أني لبست هذا النوع من الثياب .
وثانية تقول : كنا نلعب نحن وأبناؤه في فناء بيته فمر من عندنا وسلم علينا وداعبنا بكلماته اللطيفة ولفت نظره لباس أخي الذي يبلغ من العمر أربع سنوات إذ كان يرتدي ملابس عليها قطعة بلاستيك على شكل صورة أسد فجلس رحمه الله بجانب أخي وأمسك به بيده الحانية وأخذ يتحدث معنا حتى استأنس أخي ثم أخرج له قطعة من النقود وقال له أعطيك هذه النقود وانزع هذه الصورة ففرح أخي بذلك المبلغ وغيَّر الشيخ المنكر بالحكمة واستفدنا جميعاً وللله الحمد وتجنبنا لبس المصورات حتى اليوم .
الناس تحيا إذا ما عاش عالمها ** متى يمت عالم منها يمت طرف كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها**وإن أبى عاد في أكنافها التلف
تأتيه امرأة من الإماء اللاتي منَّ الله عليهن بالعتق لا ولد لها ولا زوج ولا قريب وكانت تسكن بالقرب من منزله فوقفت في الشارع وانتظرت خروجه وقالت له : يا عم أريد أن أحج أو أعتمر ، فوقف رحمه الله وأخذ يستمع إليها وهو غاض بصره وكان في طريقه إلى المسجد وأخذت تحادثه وتبين له أنها ليس لديها محرم وكان في لهجتها عجمة ولا تستطيع إخراج الحروف بطريقة صحيحة فوقف الشيخ رغم مشاغله يستمع إليها حتى انتهت من كلامها ثم قال لها : يا بنيتي عليك بالصيام والصلاة والتسبيح والتهليل ولا تذهبي فرضيت بذلك وطابت نفسها .
حرصه على الدعوة ومساعدة الناس :
كان رحمه الله من أحرص الناس على الدعوة ونشر العلم ، نذر نفسه لذلك الأمر ونشر علمه بين المسلمين في شتى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وفي المساجد والجوامع والجامعات والكليات والدوائر الحكومية .
{ ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة }النحل ، كان لا يتخلف عن الدروس في المسجد الكبير إلا للضرورة القصوى كحضور اجتماعات هيئة كبار العلماء ، وكان يلغي أي موعد يتعارض مع أوقات الدروس التي يلقيها .
يقول أحد طلابه : كان الشيخ في سفر ووصل وقد حان موعد الدرس ، فترجل من السيارة ودخل المسجد وبدأ يلقي الدرس فوراً ولم يدخل منزله للراحة من عناء السفر إلا بعد أن انتهى من مجلس العلم ذاك .
أما مساعدته للمحتاجين في داخل المملكة وفي القصيم فيصعب حصرها وإحصاؤها لكثرتها وتنوعها سواء في مساعدة الراغبين بالزواج أو بالسداد عن المدينين أو بمساعدة الفقراء والمحتاجين وسد عوزهم أو ببناء المساجد وحفر الآبار الصالحة للشرب ولعل آخر مشروع بهذا الخصوص ما سعى في تمويله لصالح زيادة مياه الشرب بحفر آبار جديدة بمبلغ ثلاثة ملايين ريال أو تزيد .
كان مهتماً بحال الفقراء ورفع مستوى معيشتهم وذلك ببناء المساجد لهم وإرسال المساعدات إليهم ومحادثة المسؤولين والقادة عن حاجاتهم والاهتمام بهم .
وكان يبذل جاهه ووجاهته في خدمة المحتاجين كمساعدة المقيمين من طلبته وغيرهم على استقدام عائلاتهم إليهم والبحث لهم عن الكفلاء من معارفه وثقاته والوساطة للمحتاج منهم لعلاجه في المستشفيات الحكومية ، ومن يعرف الشيخ وسيرته يكاد يجزم بأنه لم يستخدم وجاهته هذه في حاجاته الخاصة أو لأقربائه ممن هم حوله .
وبلغ من حرصه وصبره أنه كان أحياناً يجيب على أسئلة الناس واستفساراتهم وقت تناوله للغداء ولا يرد من جاءه مستفتياً حتى في وقت الراحة المخصصة له .
لعمرك ما الرزية فقدُ مال ** * ولا ولد يموت ولابعير ولكـن الرزية فقـدُ فذٍّ *** يموت لموته خلق كثير
لم يتوانى عن النصح والإرشاد حتى بعد أن دهمه المرض وأنهك قواه وفتك بجسمه ، يروي من رافقه في رحلة العلاج إلى أمريكا يقول : أمضى الشيخ هناك عشرة أيام تخللتها حلقات لتحفيظ القرآن وجلسات دينية عقدها في مجلس الجمعية الإسلامية في بوستن تمحورت حول سبل وأوجه تقريب المسلمين فيما بينهم وتوحيد كلمتهم والدعوة للتعاون بعضهم مع بعض .
وقبل موته بأيام وخلال العشر الأواخر من رمضان يطلب مغادرة المستشفى ويمضي إلى مكة ليجاور قرب بيت الله الحرام كما هي عادته كل عام وهناك أرشد ونصح وبيَّن الحلال من الحرام والألم يمزق جوفه والسرطان يفتك في أحشائه .
يتحدث ابنه إبراهيم عن موقف يعجز الفحول من الرجال عن القيام به، يقول : في اليوم التاسع والعشرين من رمضان حصل له بعض التعب في الصباح فقرر الطبيب المرافق أن يتم نقله من الحرم إلى مستشفى جدة وبالفعل تم نقله إلى هناك وأُدخل العناية المركزة وجلس فيها قرابة الأربع أو الخمس ساعات تقريباً وعندما جاء العصر تحسنت حالته شيئاً ما فأصرَّ على الذهاب إلى مكة رغم محاولاتنا إثناءه عن ذلك فقال لا تحرمونا هذا الأجر فهذه آخر ليلة من رمضان وبالفعل ذهبنا إلى مكة ومعنا الأطباء المرافقون وأجلسناه في غرفة داخل الحرم وأول ما دخل الغرفة طلب أن يتوضأ ويصلي المغرب والعشاء وبعد أن انتهى من الصلاة طلب أن يعد للدرس وبعد أن انتهى من الدرس قال للأطباء كيف تحرمونني من هذا الأجر العظيم .
لم يستسلم للنوم ولم يركن إلى الدعة ، طلب أن توصل المكبرات والتوصيلات من غرفته إلى سطح المسجد الحرام وتوضع السماعات في المكان الذي اعتاد أن يدرس فيه وكان يلقي الدرس في أحكام الصيام والقيام وتدافع الناس إلى مصدر الصوت كما كانوا يفعلون من قبل ولكنهم كانوا يتحلقون حول كرسي فارغ فيبكون لفقد جالسه ويتعزون بسماع صوته ، كان يلقي الدرس وهو مضطجع على السرير الأبيض والمغذي موصول بيده النخيلة والأجهزة تحيط به من كل جانب والأطباء ينصحونه بالراحة والنوم ولكنه كان يعلم أنه ما خلق لينام ، بل كان يعرض عن ذلك كله ويتحامل على البدن ويستجمع القوى المتناثرة ويعلِّم الناس الدين .
كان الصوت ضعيفاً واللسان ثقيلاً والجسد منهكاً ولكن الكلام كان مفيداً والعلم كان سديداً والثواب كان مديداً والهمة عالية والجنة دانية والملائكة تسمع والأعمال الصالحة بإذن الله تشفع .
وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
حدثت للشيخ قصه مع العلاج الكيماوي . سأل الشيخ عن آثار العلاج فقالو يسقط الشعر كاملا ، فرفض الشيخ العلاج فأصرو على الشيخ فرفض وبشدة
سالو الشيخ عن السبب فقال : إنني اريد ان أقابل الله بلحيتي وهذا العلاج يسقط الشعر
لا اله الا الله رحمك الله يا إبن عثيمين
عبدالرحيم الميلي
2015-12-08, 20:42
لا تقلق أخي ركان فهذه سنة الله في خَلقه.
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتد الناس ولكن الله سخر للدين أبا بكر. فقاتل المرتدين وحفظ الله به الدين.
ومات أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فخرج الخوارج وقُتل عثمان رضي الله عنه ولكن الله سخر علي رضي الله عنه. فقاتلهم وأبادهم وحفظ الله به الدين.
ومات الصحابة رضوان الله عنهم فانتشرت البدع. ولكن الله سخر علماءا حاربوا ونافحوا عن السنة. فحفظ الله بهم الدين.
وكذلك في كل عصر. يموت العلماء المجددون فتنتشر البدع ولكن الله يسخر علماء ليحفظوا هذا الدين.
وكذلك مات هؤلاء العلماء المجددون كالألباني وابن باز والعثيمين والوادعي رحمهم الله. فانقلب بعض أهل السنة وابتدعوا. ولكن الله سخر علماء كمثل الشيخ أمان الجامي رحمه الله والشيخ ربيع المدخلي وصالح الفوزان وعبد محسن العباد حفظهم الله وغيرهم. فحفظ الله بهم الدين.
رحم الله العلامة ابن عثيمين.
هم رحلوا يا عبد الرحمن لكنهم أحياء بيننا بماتركوه من علم نافع وأثر طيب ..ينهل منه كل متعطش للعلم ...وخيرهم باق .بإذن الله فما صدر عنهم كان خالصا لوجه الله ..
واحة الوجدان
2015-12-09, 09:13
رحم الله شيخنا بارك الله فيك استاذ راكان على هذه
المعلومات لاول مرة اتعرف عليها لقد نورت قلبي نورك الله اريد ان استفسر ولكن هل هناك االاماء أة من الإماء اللاتي منَّ الله عليهن بالعتق لا ولد لها ولا زوج ولا قريب وكانت تسكن بالقرب من منزله فوقفت في الشارع
اريد ان استفسر ولكن هل هناك االاماء أة من الإماء اللاتي منَّ الله عليهن بالعتق لا ولد لها ولا زوج ولا قريب وكانت تسكن بالقرب من منزله فوقفت في الشارع
السلام عليكم ..
مرحبا بك يا واحة الوجدان ..للأسف لم أقف على معنى ما تضمنه استفسارك ...ليتك توضحين أكثر ..وكأن المقتبس مبتورا من مسار أ و سياق آخر ...
لا تقلق أخي ركان فهذه سنة الله في خَلقه.
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتد الناس ولكن الله سخر للدين أبا بكر. فقاتل المرتدين وحفظ الله به الدين.
ومات أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فخرج الخوارج وقُتل عثمان رضي الله عنه ولكن الله سخر علي رضي الله عنه. فقاتلهم وأبادهم وحفظ الله به الدين.
ومات الصحابة رضوان الله عنهم فانتشرت البدع. ولكن الله سخر علماءا حاربوا ونافحوا عن السنة. فحفظ الله بهم الدين.
وكذلك في كل عصر. يموت العلماء المجددون فتنتشر البدع ولكن الله يسخر علماء ليحفظوا هذا الدين.
وكذلك مات هؤلاء العلماء المجددون كالألباني وابن باز والعثيمين والوادعي رحمهم الله. فانقلب بعض أهل السنة وابتدعوا. ولكن الله سخر علماء كمثل الشيخ أمان الجامي رحمه الله والشيخ ربيع المدخلي وصالح الفوزان وعبد محسن العباد حفظهم الله وغيرهم. فحفظ الله بهم الدين.
رحم الله العلامة ابن عثيمين.
السلام عليكم
مرحبا بك أخي عبد الرحيم الميلي ..فما ضربته مثلا لايستوي بنظري ففرق عظيم بين ما جرى من حروب الردة التي قام بها الصديق رضي الله عنه وما يجري اليوم في الساحة ..
في ذلك الوقت يا عبد الرحيم ..كان الأمر مستتبا لأبي بكر الصديق لكن قوما تراجعوا فأعلن عليهم الحرب لأنهم تركوا ركنا من أركان الإسلام ..
أما ما يحدث اليو م فهو مختلف تماما ...
سوف أسم لك مشهدا ولعلك تقف على مرادي ...
هؤلاء الكبار من المشايخ الذين ذكرتهم لك ..سنضعهم موضع من كان ملكا على الأرض يحكم مدينة عظيمة ..ولما توفاه الله ..ترك أولادا ...فأعلن بعض من ولده الحرب على البعض الآخر من أولاده ...
أرجو أن الصورة توضحت لك ...صحيح من ذكرتهم من العلماء لاأحد يقدح في علمهم ومكانتهم ..لكن هل الساحة اليوم هي نفسها الساحة بالأمس حين كان الإخوة لحمة واحده على الرغم من اختلافهم في العديد من المسائل ..؟
شتان يا عبد الرحيم بين الأمس واليوم ..وذلك ما قصدته في رأس موضوعي من أنهم برحيلهم تركوا فراغا رهيبا ..خلف ما خلفه من شقاق وخصومة بين أبناء البيت السلفي الواحد ...حقيقة لايمكن نكرانها .على كل حال أدعو الله ان يجازيك كل خير على طيب حضورك وافادتك ..أيها الرجل الطيب ..
الربيع ب
2015-12-09, 14:32
إييييييييييييييييييييهٍ
وأواه يا أخي الفاضل ركان
لا فض فوك
ورحم الله هؤلاء الأفذاذ الذين ناطحت هممهم قمم الجبال وتعدتها لتجاري السحاب
والله كلما أقرأ لهؤلاء أدعو وأترحم مع كل مسألة أقف عليها يثيرها البعض اليوم فأتعجب مصدرها وهي تعزى إلى هؤلاء
فلا أجد لها أثرا فيما قالوا وأفتوا ..
وإذ أنك بدأت بالشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
فقد كان عالما للأمة كلها في كل أصقاع المعمورة ، وعلى كل المذاهب الإسلامية
يفهمه العامي والخاص ، ويجيب كل واحد على قدر سؤاله وبالأسلوب الذي يوصل إليه الفكرة والفهم الصحيح
وعلى فقه البلاد والمذهب الذي قد يكون عليه ..
وهذا وربي مكمن سر خفي عن الكثير من طلبة العلم والمفتين
وإني أشاطرك الرأي ، واوافقك الفكرة فيما أشرت إليه في صدر الموضوع ، والمثل الذي ضربته للأخ الفاضل عبد الرحيم
فلقد رأيتنا ونحن صفا واحدا ، ولحمة لا تقبل الانفصال ، وحبا ومودة لا غش فيها ...
لتتفرق الكلمة ، ويتشتت الصف ، وتضعف القوة ، ويُخلص إلينا من حيث درينا أو من حيث لم ندري
وهذه الحالقة التي وصفها الحبيب صلى الله عليه وسلم وحذر منها
حتى صار الواحد ينظر أخاه بالأمس في صف الصلاة فلا يقربه ويبتعد عنه ويغير المكان لأجل ذلك
وما الله بتارك أمة نبيه صلى الله عليه وسلم على ما هي عليه ، وقد مرت بها فترات وحقب من الزمن فعلت بها وفتكت أشد مما نراه اليوم ، ولسوف يأتي الله ويهيء للأمة علماء أمثال هؤلاء الذين أخذوا بأيديها ، ليخرجوها مما هي فيه ، ويصلوا بالناس إلى بر الأما ن وشاطئ الاطمئنان بإذن الله تعالى .
والله الموفق والمستعان الهادي سواء السبيل .
من أقوال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ..
كفارة اليمين
" يجب أن نعلم أن صيام ثلاثة أيام كفارة اليمين لا يجوز إلا لمن لا يستطيع أن يطعم عشرة مساكين ، أو يكسوهم ، أو يعتق رقبة ..
فإذا كان لا يستطيع الخصال الثلاث فإنه يجب عليه أن يصوم ، ولا بد أن تكون هذه الأيام متتابعة ؛ لقراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( فصيام ثلاثة أيام متتابعة ) . "
فتاوى نور على الدرب النصية
يقول الشيخ ابن العثيمين في تفسيرآية: "أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم "
...
..أين الذي لم يسلم من المنكر! لو قلنا: لا ينهى عن المنكر إلا من لم يأت منكراً لم يَنهَ أحد عن منكر؛
ولو قلنا: لا يأمر أحد بمعروف إلا من أتى المعروف لم يأمر أحد بمعروف؛
ولهذا نقول: مُرْ بالمعروف، وجاهد نفسك على فعله، وانْهَ عن المنكر، وجاهد نفسك على تركه..
Manal Mokhtari
2015-12-10, 16:58
نسأل الله أن يوفقنا نحن أيضا في طلب العلم باذنه
وايضارحلوا وتركوا لنا علما ودليلا وخيرا كثيرا تشربوه من القران الكريم والسنة المطهرة وتوارثوه جيلا عن جيل
حين أسمع عن سيرهم ومعاناتهم ومالاقوه من متاعب ومصاعب ومحن فبين سجن وتعذيب وتشريد وتهديد وكيف أنهم صبروا وثبتوا وحافظوا على آماناتهم وحين أقرأ عن خصالهم وشمائلهم الجمة لايسعني توصيف الحال لذا فقد استحقوا المكانة العالية في الإسلام، ونالوا عن جدارة نوط وراثة الأنبياء من الدرجة الأولى، وهو الذي لا يعطى إلا لمن هو أهل له.*وقد حرص الإسلام منذ البداية على توقير ألعلماء، وإعطائهم المكانة الخاصة بهم، والتحذير من النيل منهم، أو تشويههم، أو الإساءة اليهم
~~~~~~~
فالعجب كل العجب ممن هان عليه الطعن والسخرية من علمائنا الجهابذة ومسح تاريخهم وكفاحهم بممحاة الغدر والخيانة والتخاذل وعجبت أكثر وأكثر لمن يسمح في حضوره بأن يطعن ويسخر ويهان منهم وهو لايحرك ساكنا !!
اللهم اجزهم عنا خير الجزاء والحقنا بهم مسلمين مؤمنين غير مفتونين
السلام عليكم ...وبارك الله في حضوركم ..
فالعجب كل العجب ممن هان عليه الطعن والسخرية من علمائنا الجهابذة
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
"إن الله لم يبعثنى طعانًا ولا لعانًا ولكن بعثنى داعيًا ورحمة اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون
أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (2/164 ، رقم 1447)
وقبل ان ينزل الوحي عليه ..كان خلوقا بل خاطبه المولى عز وجل بالقول : إنك لعلى خلق عظيم ..
الطعن والإزدراء والسخرية ليست من أوصاف الإنسان السوي فناهيك عن الإنسان المسلم الذي علمه دينه أن يكون على سيرة وهدي نبيه ..
للأسف نلحظ ذلك مشاعا ليس فقط من طرف العامة إنما من طرف طلاب العلم لابل حتى من طرف بعض الدعاة وبعض ممن وُصِفوا بأهل العلم ..نسأل الله العافية ...
وعجبت أكثر وأكثر لمن يسمح في حضوره بأن يطعن ويسخر ويهان منهم وهو لايحرك ساكنا !!
اللهم اجزهم عنا خير الجزاء والحقنا بهم مسلمين مؤمنين غير مفتونين
وعجب العجاب يا سيدة يا فاضلة من قد وقف على ذلك وحين لاطاقة له بالنهي عنه فإنه لايكلف نفسه على الأقل بالتبليغ عنه ..
بوركت أخي ركان ,, ورحم الله الشيخ العثيمين والشيخ بن باز والشيخ الألباني فهم والله صفوة الصفوة في هذا العصر الذي نعيشه اليوم ولهم مكانة كبيرة في قلوب المسلمين ,, أسأل الله العليّ العظيم أن يتغمّدهم بواسع رحمته وأن يتجاوز عن سيّئاتهم وأن ينفع الأمّة بالعلم الغزير الذي تركوه مسجلا بأصواتهم أو مدوّنا في كتبهم
السلام عليكم ...وبارك الله في حضوركم ..
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
"إن الله لم يبعثنى طعانًا ولا لعانًا ولكن بعثنى داعيًا ورحمة اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون
أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (2/164 ، رقم 1447)
وقبل ان ينزل الوحي عليه ..كان خلوقا بل خاطبه المولى عز وجل بالقول : إنك لعلى خلق عظيم ..
الطعن والإزدراء والسخرية ليست من أوصاف الإنسان السوي فناهيك عن الإنسان المسلم الذي علمه دينه أن يكون على سيرة وهدي نبيه ..
للأسف نلحظ ذلك مشاعا ليس فقط من طرف العامة إنما من طرف طلاب العلم لابل حتى من طرف بعض الدعاة وبعض ممن وُصِفوا بأهل العلم ..نسأل الله العافية ...
وعجب العجاب يا سيدة يا فاضلة من قد وقف على ذلك وحين لاطاقة له بالنهي عنه فإنه لايكلف نفسه على الأقل بالتبليغ عنه ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بهذا الافتراضي يحق لك العجب ياسيد يافاضل وزدتني عجبا !!
أفهل ينتظر بعضهم التبليغ ليقوموا بواجبهم .....الايستفزهم التطاول على علمائهم بل حتى على سنة نبيهم الكريم عليه الصلاة والسلام بينما تستفزهم سفاسف الامور؟
ومايفعل من قام بالتبليغ وتم تجاهله ..هل يذهب مثلا ليهجوا ايقونة التبليغ بقسم الخواطر حين يقال له لم ننتبه لوجود تبليغ؟
ولكن ا كيد أتفق معك انه عليه أن يأخذ بكل الاسباب المتاحة للنهي عن ذلك المنكر العظيم ولايبالي بما لاقاه أو سيلاقيه
لاتعجب يا أستاذ فقد كثر المراوغون كفانا الله وإياكم شرهم وهدانا جميعا الى الصراط المستقيم
جزاك الله خيرا على لموضوع وفكرته العميقة
جازاك الله خيرا اخ ركان
رحم الله علماء الاسلام و جهابذته
موضوعك و ان كان يمس فئة العلماء الثقة فطاحلة العلم الشرعي فانه كذلك قد يمس بصفة غير مباشرة فئة الرويبضة .
و نحن اليوم نعيش مأزقا حقيقيا بل مهزلة حقيقية اذ استفحل الداء بالجسد و نطق فينا الرويبضة بغير علم ولا عقل ولا بصيرة ولا حتى قبول! فأضحى السافل يتكلم و السيد يتفرج ! عرانين القوم في المؤخّرة و يتقدمهم طغامهم !
حينها نتذكر قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق الرويبضة ، قالوا و من الرويبضة يا رسول الله ، قال : الرجل التافه يتحدث في امر العامة )
و ما اكثر التافهون اليوم يا اخي ، بعد ان خلت الساحة لهم اذ نحن نلمس حقا واقع رفع العلم من الارض برفع العلماء اي موتهم و هي من علامات الساعة الصغرى ، فأصبح الطويلب يجاكر معلمه و ينطق بسفاسف الأمور و يضن انه قد احسن صنعا و هو لا يدري كم من مفسدة قد نشرها حوله و في باطن جوفه !
فالناس أصناف
فهناك من يدري ويدري انه يدري فذاك عالم فاتبعوه
و هناك من لا يدري و يدري انه لا يدري فذاك جاهل فعلموه
و هناك من لا يدري و لا يدري انه لا يدري فذاك شيطان فاحذروه
فالحذر كل الحذر من شياطين الانس ممن يختلون الدنيا بالدِّين و يلبسون للناس جلود الضان من اللين السنتهم احلى من العسل و قلوبهم قلوب الذئاب ... يقول تعالى : أبي يغترون أم عليا يجترئون ؟ فبي حلفت لابعثن على أولئك فتنة منهم تدع الحليم حيرانا .
جازاك الله خيرا اخ ركان
رحم الله علماء الاسلام و جهابذته
.
و نحن اليوم نعيش مأزقا حقيقيا بل مهزلة حقيقية اذ استفحل الداء بالجسد .
مرحبا بالقائدة ..وبحضورها القوي ...
وأنا أتابع تدخلك ..استعدت مقولة قديمة ..
ان الازمة تلد الهمة ولا يتسع الامر الا اذا ضاق ولا يولد الفجر الا
بعد ظلمة الليل الحالك
نحسن الظن بالله وإنه لرؤوف بعباده أن يهيئ لهذه الأمة من العلماء من يهتز لمصابها ..فيفضح عجزها وضيااعها وانحرافها ..فيعيد بعد شتات جمعها والصفوف رصّها إن ربي على كل شيء قدير ...
مرحبا بالقائدة ..وبحضورها القوي ...
وأنا أتابع تدخلك ..استعدت مقولة قديمة ..
ان الازمة تلد الهمة ولا يتسع الامر الا اذا ضاق ولا يولد الفجر الا
بعد ظلمة الليل الحالك
نحسن الظن بالله وإنه لرؤوف بعباده أن يهيئ لهذه الأمة من العلماء من يهتز لمصابها ..فيفضح عجزها وضيااعها وانحرافها ..فيعيد بعد شتات جمعها والصفوف رصّها إن ربي على كل شيء قدير ...
بارك الله في جحفل الأدباء
جعلنا الله و اياكم من الأقوياء دوما قولا و عملا ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
السلام عليكم ...
ومن طيب ما أثر عن الشيخ رحمه الله وجعل الجنة مثواه ..أنه وبما قال قد تناول ماضي وقته القريب ولعله استشعر مستقبلا عمت فيه بلوى ما حذرمنه ....حينما يذكر الشيخ أقول ليته كانت بيده درة عمر فيهمز بها ظهور وأكتاف من سخر وقته وجهده في اثارة البغضاء والشحناء بين أهل السنة مدعيا علما أو جهلا أنه أصاب بما يقترفه ..
ــــــــــــــــــــــــــ
قال العلامة الفقيه الأصولي الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
في كتابه ( شرح الأربعين النووية ) عند شرح الحديث الثامن والعشرين .
... وأضرب مثلاً بحافظين معتمدين موثوقين بين المسلمين وهما: النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى .
فالنووي : لا نشك أن الرجل ناصح، وأن له قدم صدق في الإسلام، ويدل لذلك قبول مؤلفاته حتى إنك لا تجد مسجداً من مساجد المسلمين إلا ويقرأ فيه كتاب ( رياض الصالحين )
وهذا يدل على القبول، ولا شك أنه ناصح، ولكنه - رحمه الله - أخطأ في تأويل آيات الصفات حيث سلك فيها مسلك المؤوّلة، فهل نقول: إن الرجل مبتدع؟
نقول: قوله بدعة لكن هو غير مبتدع، لأنّه في الحقيقة متأوّل، والمتأوّل إذا أخطأ مع اجتهاده فله أجر، فكيف نصفه بأنّه مبتدع وننفّر الناس منه، والقول غير القائل، فقد يقول الإنسان كلمة الكفر ولا يكفر.
أرأيتم الرجل الذي أضلّ راحلته حتى أيس منها، واضطجع تحت شجرة ينتظر الموت،فإذا بالناقة على رأسه، فأخذ بها وقال من شدة الفرح:اللّهمّ أنت عبدي وأنا ربّك،وهذه الكلمة كلمة كفر لكن هو لم يكفر،قال النبي صلى الله عليه وسلم : "أَخطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَح" أرأيتم الرجل يكره على الكفر قولاً أو فعلاً فهل يكفر؟
الجواب:لا، القول كفر والفعل كفر لكن هذا القائل أو الفاعل ليس بكافر لأنّه مكره.
أرأيتم الرجل الذي كان مسرفاً على نفسه فقال لأهله: إذا مت فأحرقوني وذرُّوني في اليمِّ - أي البحر - فوالله لئن قدر الله علي ليعذّبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين ، ظن أنّه بذلك ينجو من عذاب الله، وهذا شك في قدرة الله عزّ وجل، والشك في قدرة الله كفر، ولكن هذا الرجل لم يكفر.
جمعه الله عزّ وجل وسأله لماذا صنعت هذا؟ قال: مخافتك. وفي رواية أخرى: من خشيتك، فغفر الله له.
أما الحافظ الثاني:فهو ابن حجر- رحمه الله - وابن حجر حسب ما بلغ علمي متذبذب في الواقع، أحياناً يسلك مسلك السلف، وأحياناً يمشي على طريقة التأويل التي هي في نظرنا تحريف.
مثل هذين الرجلين هل يمكن أن نقدح فيهما؟
أبداً، لكنّنا لا نقبل خطأهما، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر.
أقول هذا لأنّه نبتت نابتة قبل سنتين أو ثلاث تهاجم هذين الرجلين هجوماً عنيفاً، وتقول: يجب إحراق فتح الباري وإحراق شرح صحيح مسلم، -أعوذ بالله- كيف يجرؤ إنسان على هذا الكلام، لكنه الغرور والإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين.
والبدعة المكفّرة أو المفسّقة لا نحكم على صاحبها أنّه كافر أو فاسق حتى تقوم عليه الحجة، لقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) (القصص:59) ، وقال عزّ وجل: ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)(الاسراء: الآية15)
ولو كان الإنسان يكفر ولو لم تقم عليه الحجة لكان يعذب، وقال عزّ وجل: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )(النساء: الآية165) والآيات في هذه كثيرة.
فعلينا أن نتئد وأن لا نتسرع، وأن لا نقول لشخص أتى ببدعة واحدة من آلاف السُّنَن إنّه رجل مبتدع.
وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين وأمثالهما إلى الأشاعرة، ونقول: هما من الأشاعرة؟
الجواب:لا، لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة.
.. و لأن أكثر الناس لا يفهم عنهم إلا أنهم مخالفون للسلف في باب الأسماء والصفات، ولكن لهم خلافات كثيرة.
فإذا قال قائل بمسألة من مسائل الصفات بما يوافق مذهبهم فلا نقول: إنه أشعري.
أرأيتم لو أن إنساناً من الحنابلة اختار قولاً للشافعية فهل نقول إنه شافعي؟
الجواب:لا نقول إنه شافعي.
فانتبهوا لهذه المسائل الدقيقة، ولا تتسرعوا، ولا تتهاونوا باغتياب العلماء السابقين واللاحقين، لأن غيبة العالم ليست قدحاً في شخصه فقط، بل في شخصه وما يحمله من الشريعة، لأنه إذا ساء ظن الناس فيه فإنهم لن يقبلوا ما يقول من شريعة الله، وتكون المصيبة على الشريعة أكثر.
ثم إنكم ستجدون قوماً يسلكون هذا المسلك المشين فعليكم بنصحهم، وإذا وجد فيكم من لسانه منطلق في القول في العلماء فانصحوه وحذّروه وقولوا له: اتّق الله، أنت لم تُتَعَبَّد بهذا، وما الفائدة من أن تقول فلان فيه فلان فيه، بل قل: هذا القول فيه كذا وكذا بقطع النظر عن الأشخاص.
لكن قد يكون من الأفضل أن نذكر الشخص بما فيه لئلاّ يغتر الناس به، لكن لا على سبيل العموم هكذا في المجالس، لأنّه ليس كل إنسان إذا ذكرت القول يفهم القائل، فذكر القائل جائز عند الضرورة، وإلاّ فالمهم إبطال القول الباطل، والله الموفق.
kallouche
2015-12-26, 18:17
جزاك الله كل خير
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir