عبد الباسط آل القاضي
2015-12-07, 23:06
2006- داود بن علي بن خلف الأصبهاني
دواد بن على بن خلف ، الإمام البحر ، الحافظ ، العلامة ، عالم الوقت أبو سليمان البغدادي المعروف بالأصبهاني ، مولى أمير االمؤمنين المهدي ، رئيس أهل الظاهر
قال أبو بكر الخطيب : صنّف الكُتب ، وكان إماما ورعا ناسكا زاهدا ، وفي كتبه حديث كثير ، لكن الرواية عنه عزيزة جدا.
قال سعيد بن عمر البَرذعي ، قال : كنا عند أبي زرعة الرّزاي ، فأختلف رجلان من أصحابنا في أمر دواد الأصبهاني ، والمُزني ، والرجلان : فَضْلَك الرّازي ، وابن خراش ، فقال ابن خراش : داود كافرٌ ، وقال فَضلك : المُزني جاهل .فأقبل أبو زرعة يوبخهما وقال لهما : ماواحد منكما لهما بصاحب .ثم قال : ترى دواد هذا ، لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننتُ أنه يُكمدُ اهل البدع بما عنده من البيان والآلة ،ولكنه تعدّى ، لقد قَدم علينا من نَيْسابور ، فكتبَ إلىَّ محمد بن رافع ، ومحمد بن يحيى ، وعمرو بن زُرارة ، وحسين بن منصور ، ومشيخة نيسابور بما أحدث هناك ،فكتمتُ ذلك لما خِفتُ من عواقبه ، ولم أبُدِ له شيئا من ذلك ، فَقَدم بغدادَ ، وكان بينه وبين صالح بن أحمد بن حنبل حُسنٌ ، فَكلم صالحا أن يتَلطف له في الاستئذان على أبيه ، فـأتى صالحٌ أباه ، فقال : رجل سألني أن يأتيك ، فقال : مااسمه ؟ قال :دواد ، قال : من أين هو ؟ قال : من أصبهان .فكان صالح يَروغ عن تعريفه ، فمازال الإمام أحمدُ يفحصُ حتى فَطِنَ به ، فقال :هذا قد كَتب إليَّ محمدُ بن يحيى في أمرِه أنه زعم أن القران مُحدثٌ ، فلا يقربني ، فقال : يا أَبهْ ؟ إنه ينتفي من هذا ويُنكره . فقال : محمد بن يحيى أصدقُ منه ، فلا تأذن له .
قال احمد بن كامل القاضي : أخبرني أبو عبد الله الورّاق : أنه كان يُورق على داود بن علي ، وأنه سمعه يُسألُ عن القرآن ، فقال : أما الذي في اللّوح المحفوظ : فغيرُ مخلوق ، وأما الذي هو بين النّأس : فمخلوق .
قلت -القائل الحافظ الذهبي : هذه التفرفة والتفصيل ما قالها أحدٌ قبله ، فيما علمت ومازال المسلمون على أن القرآن العظيم كلام الله ، ووحيه وتنزيله حتى أظهر المأمون القول : بأنه مخلوق ، وظهرت مقالةُ المعتزلة ، فثبتَ الإمام أحمد بن حنبل ، وأئمةُ السنة على القول : بأنه غير مخلوق ، إلى أن ظهرت مقالة حُسين بن علي الكرابيسي ، وهي : أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وأن ألفاظنا بهِ مخلوقة ، فأنكر الإمام أحمد ذلك ، وعده بدعة ، وقال : من قال : لفظيٌ بالقرآن مخلوق يريد به القرآن ، فهو جَهمي ، وقال أيضا : من قال : لفظيٌ بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع ، فزجر عن الخوض في ذلك من الطرفين .
-انتهى كلام الحافظ الذهبي وهذه الترجمة نسختها لكم من كتابه سير أعلام النبلاء (1647) نسخة الكترونية مضغوطة
تنبيه : عسى ان تتدبروا السطور الملوّنة
دواد بن على بن خلف ، الإمام البحر ، الحافظ ، العلامة ، عالم الوقت أبو سليمان البغدادي المعروف بالأصبهاني ، مولى أمير االمؤمنين المهدي ، رئيس أهل الظاهر
قال أبو بكر الخطيب : صنّف الكُتب ، وكان إماما ورعا ناسكا زاهدا ، وفي كتبه حديث كثير ، لكن الرواية عنه عزيزة جدا.
قال سعيد بن عمر البَرذعي ، قال : كنا عند أبي زرعة الرّزاي ، فأختلف رجلان من أصحابنا في أمر دواد الأصبهاني ، والمُزني ، والرجلان : فَضْلَك الرّازي ، وابن خراش ، فقال ابن خراش : داود كافرٌ ، وقال فَضلك : المُزني جاهل .فأقبل أبو زرعة يوبخهما وقال لهما : ماواحد منكما لهما بصاحب .ثم قال : ترى دواد هذا ، لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننتُ أنه يُكمدُ اهل البدع بما عنده من البيان والآلة ،ولكنه تعدّى ، لقد قَدم علينا من نَيْسابور ، فكتبَ إلىَّ محمد بن رافع ، ومحمد بن يحيى ، وعمرو بن زُرارة ، وحسين بن منصور ، ومشيخة نيسابور بما أحدث هناك ،فكتمتُ ذلك لما خِفتُ من عواقبه ، ولم أبُدِ له شيئا من ذلك ، فَقَدم بغدادَ ، وكان بينه وبين صالح بن أحمد بن حنبل حُسنٌ ، فَكلم صالحا أن يتَلطف له في الاستئذان على أبيه ، فـأتى صالحٌ أباه ، فقال : رجل سألني أن يأتيك ، فقال : مااسمه ؟ قال :دواد ، قال : من أين هو ؟ قال : من أصبهان .فكان صالح يَروغ عن تعريفه ، فمازال الإمام أحمدُ يفحصُ حتى فَطِنَ به ، فقال :هذا قد كَتب إليَّ محمدُ بن يحيى في أمرِه أنه زعم أن القران مُحدثٌ ، فلا يقربني ، فقال : يا أَبهْ ؟ إنه ينتفي من هذا ويُنكره . فقال : محمد بن يحيى أصدقُ منه ، فلا تأذن له .
قال احمد بن كامل القاضي : أخبرني أبو عبد الله الورّاق : أنه كان يُورق على داود بن علي ، وأنه سمعه يُسألُ عن القرآن ، فقال : أما الذي في اللّوح المحفوظ : فغيرُ مخلوق ، وأما الذي هو بين النّأس : فمخلوق .
قلت -القائل الحافظ الذهبي : هذه التفرفة والتفصيل ما قالها أحدٌ قبله ، فيما علمت ومازال المسلمون على أن القرآن العظيم كلام الله ، ووحيه وتنزيله حتى أظهر المأمون القول : بأنه مخلوق ، وظهرت مقالةُ المعتزلة ، فثبتَ الإمام أحمد بن حنبل ، وأئمةُ السنة على القول : بأنه غير مخلوق ، إلى أن ظهرت مقالة حُسين بن علي الكرابيسي ، وهي : أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وأن ألفاظنا بهِ مخلوقة ، فأنكر الإمام أحمد ذلك ، وعده بدعة ، وقال : من قال : لفظيٌ بالقرآن مخلوق يريد به القرآن ، فهو جَهمي ، وقال أيضا : من قال : لفظيٌ بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع ، فزجر عن الخوض في ذلك من الطرفين .
-انتهى كلام الحافظ الذهبي وهذه الترجمة نسختها لكم من كتابه سير أعلام النبلاء (1647) نسخة الكترونية مضغوطة
تنبيه : عسى ان تتدبروا السطور الملوّنة