تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ألفاظ شركية>>> (وما لى إلا اللَّهُ وأنتَ، وأنا متوكِّل على اللَّه وعليك..) <الإمام ابن القيم -رحمه الله->


ابو اكرام فتحون
2015-12-07, 20:58
بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فصل: فى هَدْيه صلى الله عليه وسلم فى حفظ المنطق واختيار الألفاظ


كان يتخيَّر فى خِطابه، ويختارُ لأُمته أحسنَ الألفَاظ، وأجملها، وألطفها، وأبعَدها من ألفاظ أهلِ الجفاء والغِلظة والفُحش، فلم يكن فاحشاً ولا متفحِّشاً ولا صَخَّاباً ولا فَظَّاً.
وكان يكرهُ أن يُسْتَعْمَلَ اللفظُ الشريفُ المصونُ فى حقِّ مَنْ ليس كذلك
وأن يُسْتَعمل اللفظُ المَهينُ المكروه فى حقِّ مَن ليس مِن أهله.

فمِن الأول منعهُ أن يُقال للمنافق: "يا سيدنا" وقال: "فإنَّه إنْ يكُ سَيِّداً فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُم عَزَّ وَجَلَّ"، ومنعُه أن تُسمى شجرةُ العِنب كَرْماً، ومنعُه تسمية أبى جهل بأبى الحَكَم، وكذلك تغييره لاسم أبى الحكم من الصحابة: بأبى شريح، وقال: "إنَّ اللَّه هو الحكم، وإليه الحكمُ".

ومِن ذلك نهيُه للمملوك أن يقول لسيِّده أو لسيدته: ربِّى وَرَبَّتِى، وللسَّيِّدِ أن يقول لمملوكِهِ: عَبْدِى، ولَكِن يَقُولُ المالِكُ: فَتَاىَ وفَتَاتِى، ويَقُولُ المملوكُ: سيِّدى وسيِّدتى، وقال لمن ادَّعى أنه طبيب: "أنْتَ رجلٌ رَفِيقٌ، وَطَبِيبُها الَّذِى خَلَقَهَا"، والجاهِلون يُسمُّون الكافرَ الذى له عِلْمٌ بشئ من الطبيعة حكيماً، وهو مِن أسفه الخلق.

ومن هذا قولُه للخطيب الذى قال: مَنْ يُطع اللَّهَ وَرَسُولَه فَقَدْ رَشَدَ، ومَنْ يَعْصِهِمَا فَقَد غَوَى: "بئسَ الخَطِيبُ أنْتَ".
ومن ذلك قولُه: "لاَ تَقُولُوا: مَاشَاءَ اللَّهُ وشَاءَ فُلانٌ، وَلَكِن قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ مَا شَاءَ فُلاَنٌ"، وقال له رجل: ما شَاءَ اللَّهُ وشِئْتَ، فَقَالَ: "أَجَعلْتَنِى لِلَّهِ نِدَّاً؟ قُل: مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ".

وفى معنى هذا الشرك المنهى عنه قولُ مَن لا يتوقَّى الشرك: أنا باللَّهِ وَبِكَ، وأنا فى حَسْبِ اللَّهِ وحَسْبِكَ، وما لى إلا اللَّهُ وأنتَ، وأنا متوكِّل على اللَّه وعليك، وهذا من اللَّهِ ومِنك، واللَّهُ لى فى السماء وأنت لى فى الأرض، وواللَّهِ وحياتِك، وأمثال هذا من الألفاظ التى يجعل فيها قائِلُهَا المخلوقَ نِدّاً للخالق، وهى أشدُّ منعاً وقُبْحاً من قوله: ما شَاءَ اللَّهُ وشئتَ.

فأما إذا قال: أنا باللَّهِ، ثم بك، وما شاء اللَّهُ، ثم شئتَ، فلا بأس بذلك، كما فى حديث الثلاثة: "لاَ بَلاَغَ لِىَ اليَوْمَ إلا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ"، وكما فى الحديث المتقدِّم الإذن أن يقال: ما شاء اللَّهُ ثم شاءَ فلان.

من كتاب زاد المعاد م 2 ص10
<للإمام ابن القيم -رحمه الله->
http://www.djelfa.info/vb/images/icons/b9.gif

عثمان الجزائري.
2015-12-07, 21:02
جعله الله في مزان حسناتك، بارك الله فيكم

عبدالنور.ب
2015-12-07, 21:03
أحسن الله إليك أخي وليد
موضوع يستحق الدعم والتثبيت
اما بخصوص توكلت عليك
فقد سأل الشيخ الفوزان بخصوصها ,فقال :أن التوكل عبادة ومن صرف شيئ من العبادة لغير الله فقد أشرك ,
يقول توكلت على الله ووكلتك في كذا ..

الدرّة المصونة
2015-12-07, 21:08
بــآرك الله فيك أبا اكرام

فعلا نسمع مثل هذه العبارات في حياتنا اليومية كثيــرا ،، و لكن معظمهم يجهل معناها

جزااك الله خيرا و نفع بك

صفية السلفية
2015-12-07, 21:21
جزاكم الله خيرا

ابو اكرام فتحون
2015-12-07, 21:27
جزاكم الله خيرا جميعا
سائلينه العلي القدير أن يطهر افعالنا جميعا و اقوالنا وقلوبنا
من جميع مظاهر و اشكال الشرك به سبحانه وتعالى
و أن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى .

عبد الباسط آل القاضي
2015-12-07, 21:55
ومن هذا قولُه للخطيب الذى قال: مَنْ يُطع اللَّهَ وَرَسُولَه فَقَدْ رَشَدَ، ومَنْ يَعْصِهِمَا فَقَد غَوَى: "بئسَ الخَطِيبُ أنْتَ".
اللي يعرف سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم للخطيب :" بئس الخطيب أنت " ؟ هل من مجيب صاحب حافظة قوية من غير الاتكاء على مواقع البحث للامانة فقط