ينابيع الصفاء
2009-09-24, 22:38
بالون وحيد
ما زالت تعتني
كُلَّ صباحٍ
بياسمينِ شرفتِها.
يراها
من ركنٍ بعيدٍ
عندَ منعطفِ الشارعِ
تسقي بماءِ عينيْها شتلتَها الصغيرة
تفتِّتُ حنانَها للحمامِ خُبْزًا
تبتسمُ
لبائع البالوناتِ العابرِ
بعربتِهِ الخشبيَّةِ
و أجنحتِهِ الكثيرةِ
على الرصيفِ المقابل
ثمَّ تختفي فجأةً
خلفَ الستارةِ
دونَ أن تراهُ
يلوِّحُ
ببالونٍ وحيدٍ
لنافذتِها المغلقة.
*************
ذكريات
أخذوا ذكرياتي
و رحلوا
و بقيت وحدي
أنتظرُ
أميرًا صغيرًا
يأتي من كوكبِهِ البعيدِ
ليأخذَ قلبي
قلبي الذي نسيَهُ الأصدقاءُ
حينما أخذوا الذكرياتِ
.و رحلوا
***************
فزاع الطيور
كثيرة هي أمنياته
أكثر من السنوات التي أمضاها واقفًا في هذا الخلاء
أكثر من البذور التي يحرسها الهواء
عبر جسده القليل
يحلم بمقعد يريح ساقه النحيلة
بوضع يده في جيب
في كفّ امرأة
بغيمة تستقرّ فوق رأسه تمامًا
بأطفال طيّبين يقذفون نحوه كرة القدم
بين حين و آخر
بدلاً عن الأحجار
بأزهار قليلة تنبت حوله
ليطمئنّ أنّ أحدًا في العالم سيفتقده
إن سقط
بضربة منجل
يحلم بالعصافير
تلامسه
دون خوف
حتّى إن أخذت
مقابل حنانها العابر
قشّ القبّعة التي تحميه
في هذا الخلاء
.من قسوة الشمس و المطر
**************
قطرات ندى
رأسُها على كتفِهِ
زهرةَ ليمونٍ على غصنٍ مكسور.
شاحبةٌ
شاردةٌ
شبحٌ يواجهُ غيابَهُ
في مرآةٍ عميقة.
"ليسَ هذا السقفُ المنخفضُ سماءً
و هذه النافذةُ الشحيحةُ
ليست قمرًا".
في العمقِ
ينتفضُ قلبُها
صغيرًا
خائفًا
قبرَ طفلٍ.
بصوتٍ راجفٍ
شمعةً على وشكِ العتمةِ
تهمسُ:
"الحبُ لا يصنعُ المعجزات
هو، بحدِّ ذاتِهِ، معجزة"
فيما دمعاتُها تتساقطُ
قطراتِ ندى
على قُطْنِ بيجامتِهِ
و أنفاسِهِ الغافية.
******************
لنبدأ بالنهاية
عاشقان في الليل.
خائفان
كدمعتين
في عينيْ طفل
مثقوب القلب
وردته مجروحة.
معطفه على كتفيها
ذراعها حول عنقه
يرتعشان
بردًا و عتمة
مثل ورقتيْ شجرة
شبه عارية.
يحبُّها
و تحبُّهُ
لكنَّهُما
عندَ نهايةِ الشارعِ الطويلِ
سيفترقان.
انظروا إلى الرسالةِ التي
يسطعُ
طرفُها الشاحبُ
من حقيبةِ يدِها،
انظروا إلى المصابيح التي تنطفئُ
إثرَ خطواتِهِما
سربَ نجومٍ
تتساقطُ أجنحتُهُ.
سيمضي
وحيدًا
بدموعِها الساخنةِ
على خدِّهِ
و ستختفي هي
عندَ المفرقِ
متكئةً
على ظلِّها
و حنانِ كلماتِهِ الأخيرة:
"صَحِبَتْكِ الملائكةُ يا حبيبتي".
كم أنتَ قاسٍ
أيُّها العالم!.
**************
حيرة
هذه التعاسةُ الرماديّةُ
في عينيك
ما سرُّها؟
و ماذا أستطيعُ أن أفعلَ
كي ألوّنَها؟
****************
أزل
ليتني كنتُ
حينما كانت أمِّي
طفلةً حزينةً
تحتاجُ إلى صديقةٍ
في مثلِ حزنِها
ليتني كنتُ هناك
أقاسمُها وحدتَها
يتمَها
و ليتني كنتُ أكبرَ منها قليلاً
لأكونَ أمَّها
سوزان عليوان.
ما زالت تعتني
كُلَّ صباحٍ
بياسمينِ شرفتِها.
يراها
من ركنٍ بعيدٍ
عندَ منعطفِ الشارعِ
تسقي بماءِ عينيْها شتلتَها الصغيرة
تفتِّتُ حنانَها للحمامِ خُبْزًا
تبتسمُ
لبائع البالوناتِ العابرِ
بعربتِهِ الخشبيَّةِ
و أجنحتِهِ الكثيرةِ
على الرصيفِ المقابل
ثمَّ تختفي فجأةً
خلفَ الستارةِ
دونَ أن تراهُ
يلوِّحُ
ببالونٍ وحيدٍ
لنافذتِها المغلقة.
*************
ذكريات
أخذوا ذكرياتي
و رحلوا
و بقيت وحدي
أنتظرُ
أميرًا صغيرًا
يأتي من كوكبِهِ البعيدِ
ليأخذَ قلبي
قلبي الذي نسيَهُ الأصدقاءُ
حينما أخذوا الذكرياتِ
.و رحلوا
***************
فزاع الطيور
كثيرة هي أمنياته
أكثر من السنوات التي أمضاها واقفًا في هذا الخلاء
أكثر من البذور التي يحرسها الهواء
عبر جسده القليل
يحلم بمقعد يريح ساقه النحيلة
بوضع يده في جيب
في كفّ امرأة
بغيمة تستقرّ فوق رأسه تمامًا
بأطفال طيّبين يقذفون نحوه كرة القدم
بين حين و آخر
بدلاً عن الأحجار
بأزهار قليلة تنبت حوله
ليطمئنّ أنّ أحدًا في العالم سيفتقده
إن سقط
بضربة منجل
يحلم بالعصافير
تلامسه
دون خوف
حتّى إن أخذت
مقابل حنانها العابر
قشّ القبّعة التي تحميه
في هذا الخلاء
.من قسوة الشمس و المطر
**************
قطرات ندى
رأسُها على كتفِهِ
زهرةَ ليمونٍ على غصنٍ مكسور.
شاحبةٌ
شاردةٌ
شبحٌ يواجهُ غيابَهُ
في مرآةٍ عميقة.
"ليسَ هذا السقفُ المنخفضُ سماءً
و هذه النافذةُ الشحيحةُ
ليست قمرًا".
في العمقِ
ينتفضُ قلبُها
صغيرًا
خائفًا
قبرَ طفلٍ.
بصوتٍ راجفٍ
شمعةً على وشكِ العتمةِ
تهمسُ:
"الحبُ لا يصنعُ المعجزات
هو، بحدِّ ذاتِهِ، معجزة"
فيما دمعاتُها تتساقطُ
قطراتِ ندى
على قُطْنِ بيجامتِهِ
و أنفاسِهِ الغافية.
******************
لنبدأ بالنهاية
عاشقان في الليل.
خائفان
كدمعتين
في عينيْ طفل
مثقوب القلب
وردته مجروحة.
معطفه على كتفيها
ذراعها حول عنقه
يرتعشان
بردًا و عتمة
مثل ورقتيْ شجرة
شبه عارية.
يحبُّها
و تحبُّهُ
لكنَّهُما
عندَ نهايةِ الشارعِ الطويلِ
سيفترقان.
انظروا إلى الرسالةِ التي
يسطعُ
طرفُها الشاحبُ
من حقيبةِ يدِها،
انظروا إلى المصابيح التي تنطفئُ
إثرَ خطواتِهِما
سربَ نجومٍ
تتساقطُ أجنحتُهُ.
سيمضي
وحيدًا
بدموعِها الساخنةِ
على خدِّهِ
و ستختفي هي
عندَ المفرقِ
متكئةً
على ظلِّها
و حنانِ كلماتِهِ الأخيرة:
"صَحِبَتْكِ الملائكةُ يا حبيبتي".
كم أنتَ قاسٍ
أيُّها العالم!.
**************
حيرة
هذه التعاسةُ الرماديّةُ
في عينيك
ما سرُّها؟
و ماذا أستطيعُ أن أفعلَ
كي ألوّنَها؟
****************
أزل
ليتني كنتُ
حينما كانت أمِّي
طفلةً حزينةً
تحتاجُ إلى صديقةٍ
في مثلِ حزنِها
ليتني كنتُ هناك
أقاسمُها وحدتَها
يتمَها
و ليتني كنتُ أكبرَ منها قليلاً
لأكونَ أمَّها
سوزان عليوان.