المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التلون في الوداد بين المتواخيين


أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-12-01, 16:09
http://www11.0zz0.com/2015/12/01/18/123996893.png
http://www11.0zz0.com/2015/12/01/18/606285571.png
قال أبو حاتم رحمه الله :
الواجب على العاقل إذا رزقه الله وُدَّ امريء مسلم صحيح الوداد ، محافظ عليه
أن يتمسّك به ، ثم يوطن نفسه على صلته إن صرمه ، و الإقبال عليه إن صدّ عنه و على البذل له إن حرمه
و على الدّنوّ منه إن باعده حتى كأنه ركن من أركانه ، و أنّ من أعظم عيب المرء تلونه في الوداد
و أنشدني المنتصر بن بلال الأنصاري :
و كم من صديق وُدّه بلسانه .............. خـــؤون الغــــــيب لا يتندّم
يُضاحكني كُرها لكيما أودُّه .............. و تتبعني منه إذا غبت أسهم
... قال الأصمعي :

قال رجل من الأعراب : " من أعجز الناس من قصّر عن طلب الإخوان ، و أعجز منه : من طفر بذلك منهم فأضاع مودّتهم ، و إنما يحسن الإختيار لغيره من أحسن الإختيار لنفسه ".
قال أبوحاتم : رَضِيَ اللَّه عنه
العاقل لا يقصر في تعاهد الوداد ولا يكون ذا لونين وذا قلبين بل يوافق سره علانيته وقوله فعله ولا خير في متآخيين ينمو بينهما الخلل ويزيد في حاليهما الدغل
... قَالَ المقنع الكندي
أبل الرجال إذا أردت إخــــــاءهم ... وتوسمن أمــــــــــــورهم وتفقد
فإذا ظفــــــرت بذي اللبابة والتقى ... فبه اليدين قرير عـــــين فاشدد
ومتى يزل ولا محـــــــــــــالة زلة ... فعلى أخيك بفضـل رأيك فاردد
وإذا الخنا نقض الحبى في موضع ... ورأيت أهل الطيش قاموا فاقعد
http://www11.0zz0.com/2015/12/01/18/877130500.png
أنبأنا مُحَمَّد بْن سَعِيد القزاز حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن بكر بْن سيف حدثني محمد ابن حسين قَالَ كان أعرابي بالكوفة وكان له صديق وكان يظهر له مودة ونصيحة فاتخذه الأعرابي من عدده للشدائد إذ حزب الأعرابي أمر فأتاه فوجده بعيدا مما كان يظهر للأعرابي فأنشأ يقول
إذا كان ود المرء ليس بزائد ... على مرحبا أو كيف أنت وحالكا
ولم يك إلا كاشرا أو محــدثا ... فأف لود ليس إلا كـــــــــــــذلكا
لسانك معسول ونفسك بَشَّـة ... وعند الثريا من صديقك مــــالكا
وأنت إذا همت بمينك مـــرة ... لتفعل خيرا قاتلتها شمـــــــــالكا
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه
إن من أعظم الأمارات على معرفة صحة الوداد وسقمه ملاحظة العين إذا لحظت فإنها لا تكاد تبدي إلا مَا يضمر القلب من الود ولا يكاد يخفى ما يجنه الضمير من الصد فالعاقل يعتبر الود بقلبه وعين أخيه ويجعل له بينهما مسلكا لا يرده عَن معرفة صحته شيء تخيله
ولقد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن المهاجر المعدل حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الذُّهْلِيُّ حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد المذهبي عَن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم العباسي عَن عَبْد اللَّه بْن الحجاج مولى المهدي وعن إِبْرَاهِيم بْن شكلة قَالَ اعلم أن من أظهر مَا تحب أو مَا تكره فإنما لك أن تقيس مَا أضمر قلبه بالذي أظهر لسانه وليس لك أن تعرف مَا أسر ضميره فعامله على نحو مَا يبدي لك لسانه وفي ذلك أقول
من كان يظهر مَا أحب فإنه ... عندي بمنزلة الأمين المحسن
والله أعلم بالقلــــوب وإنما ... لك مَا بدا لك منهم بالألســــن
ولقد يقال خلاف ذلك إنــما ... لك مَا بدا لك منهم بالأعيــــن
غير أن خالي خالفني في ذلك وزعم أن الأعين أبين شهادة على مَا في القلوب من الألسن وكتب في ذلك رسالة أما بعد فقد بدا لي من صدك مَا آيسني من ودك ولم يزل يخبرني لحظك مَا تضمر لي من بغضك وكتب في أسفل ذلك
وما أحب إذا أحببت مكتتـــــــما ... يبدي العداوة أحيانا ويخفيــــــــها
تظل في قلبه البغضاء كامــــــنة ... فالقلب يكتمها والعين تبديــــــــها
والنفس تعرف في عيني محدثها ... من كان من سلمها أو من أعاديها
عيناك قد دلتا عيني منك عـــلى ... أشياء لولاهما مَا كنــــــت أدريها
أخبرنا الخلادي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصوفي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن صالح البغدادي قَالَ سمعت إِبْرَاهِيم الحجني يقول :
دلائل الحب تعرف في المحب وإن لم ينطق لسانه
منقول بتصرف يسير من
كتاب روضة العقلاء و نزهة الفضلاء
لأبي حاتم البستي
http://www11.0zz0.com/2015/12/01/18/918314956.png

COMMANDE
2015-12-01, 19:13
بارك الله فيك أخي مشكورييييييييييييييييييييين

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-12-01, 21:13
بارك الله فيك أخي مشكورييييييييييييييييييييين

و فيك بارك الله

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-12-03, 14:25
لا خير في ودّ امريء متلون ........ إذا مالت الريح مال حيث تميل

takfarinass
2015-12-05, 16:42
بارك الله فيك

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-12-05, 16:57
بارك الله فيك

و فيك بارك الله

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-12-05, 18:02
السلام عليك أخي المهاجر إلى الله.

لي تساؤل :

هل ينطبق التلون - فقط - على الأعضاء في المنتدى أم ينطبق أيضا على أصحاب المراتب العليا ؟

ما رأيك ؟

و عليك السلام و رحمة الله و بركاته
السؤال غريب لكن ....
التلون خصلة بشرية مكتسبة سيئة و المسألة فيمن تلطخ بها كائنا من كان
... لكنني لا أقصد أعضاء المنتدى فحسب
بل أقصد المودة عموما في الأخلاء المعروفين

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-01-24, 18:27
للذكرى و الذكرى تنفع المؤمنين

عبد الرحيم بوعكيز
2016-01-24, 19:42
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، شكر الله لكم سعيكم أيها الفاضل المفضال ، لكم منا التقدير و الاحترام على ما تجود به ينابيع أفكاركم و بدائع صرير أقلامكم ، فأعظم به كلاما بديعا رائعا ماتعا .
أحببت -بعد إذنكم - أن أعرض أقوالا جمعتها تفيد بقداسة هذا الخلق :

قال القرافي :" ما كل أحد يستحق أن يعاشر و لا يصاحب و لا يسارر "

و قال علقمة : اصحب من إن صحبته زانك ، و إن أصابتك خصاصة عانك و إن قلت سدّد مقالك ، و إن رأى منك حسنة عدّها ، و إن بدت منك ثلمة سدّها ، و إن سألته أعطاك ، و إذا نزلت بك مهمة واساك ، و أدناهم من لا تأتيك منه البوائق ، و لا تختلف عليك منه الطرائق

و يقول الشيخ أحمد بن عطاء : مجالسة الأضداد ذوبان الروح ، و مجالسة الأشكال تلقيح العقول ، و ليس كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة ، و لا كل من يصلح للمؤانسة يؤمن على الأسرار ، و لا يؤمن على الأسرار إلا الأمناء فقط

و يكفي في مشروعية التحري لاختيار الأصدقاء قوله صلى الله عليه و سلم : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " (رواه أبو داود و غيره)

قال الأوزاعي : الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب ، إذا لم تكن مثله شانته

قيل لابن سماك : أيّ الإخوان أحقّ بإبقاء المودة؟قال:الوافر دينه ، الوافي عقله ، الذي لا يملَّك على القرب ،و لا ينساك على البعد ،إن دنوت منه داناك ، و إن بعدت منه راعاك ، و إن استعضدته عضدك ،و إن احتجت إليه رفدك،و تكفي مودة فعله أكثر من مودة قوله

على المنهج
2016-01-24, 19:57
كلام طيب بارك الله فيك فرب اخ لك لم تلده امك ولقد راينا احسن مثل في الصداقة ماكان من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بل تعدت حتى صارت اخوة حقا

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-01-24, 20:35
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، شكر الله لكم سعيكم أيها الفاضل المفضال ، لكم منا التقدير و الاحترام على ما تجود به ينابيع أفكاركم و بدائع صرير أقلامكم ، فأعظم به كلاما بديعا رائعا ماتعا .
أحببت -بعد إذنكم - أن أعرض أقوالا جمعتها تفيد بقداسة هذا الخلق :

قال القرافي :" ما كل أحد يستحق أن يعاشر و لا يصاحب و لا يسارر "

و قال علقمة : اصحب من إن صحبته زانك ، و إن أصابتك خصاصة عانك و إن قلت سدّد مقالك ، و إن رأى منك حسنة عدّها ، و إن بدت منك ثلمة سدّها ، و إن سألته أعطاك ، و إذا نزلت بك مهمة واساك ، و أدناهم من لا تأتيك منه البوائق ، و لا تختلف عليك منه الطرائق

و يقول الشيخ أحمد بن عطاء : مجالسة الأضداد ذوبان الروح ، و مجالسة الأشكال تلقيح العقول ، و ليس كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة ، و لا كل من يصلح للمؤانسة يؤمن على الأسرار ، و لا يؤمن على الأسرار إلا الأمناء فقط

و يكفي في مشروعية التحري لاختيار الأصدقاء قوله صلى الله عليه و سلم : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " (رواه أبو داود و غيره)

قال الأوزاعي : الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب ، إذا لم تكن مثله شانته

قيل لابن سماك : أيّ الإخوان أحقّ بإبقاء المودة؟قال:الوافر دينه ، الوافي عقله ، الذي لا يملَّك على القرب ،و لا ينساك على البعد ،إن دنوت منه داناك ، و إن بعدت منه راعاك ، و إن استعضدته عضدك ،و إن احتجت إليه رفدك،و تكفي مودة فعله أكثر من مودة قوله


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا على الثناء العاطر
و أجزل الله مثوبتك على النقل الموفق

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-01-29, 09:41
جزاكم الله خيرا