** أبو أسيد **
2015-11-29, 14:28
فالمخلوق لا يقصد منفعتك بالقصد الأول بل انما يقصد انتفاعه بك
و الرب تعالى انما يريد نفعك لا انتفاعه به وذلك منفعة محضة لك خالصة من المضرة
بخلاف ارادة المخلوق نفعك فانه قد يكون فيه مضرة عليك و لو بتحمل منته.
فتدبر هذا فان ملاحته تمنعك أن ترجو المخلوق أو تعامله دون الله عز و جل
أو تطلب منه نفعا أو دفعا أو تعلق قلبك به
فانه انما يريد انتفاعه بك لا محض نفعك
و هذا حال الخلق كلهم بعضهم من بعض وهو حال الولد مع والده و الزوج مع زوجه
و المملوك مع سيده و الشريك مع شريكه
فالسعيد من عاملهم لله تعالى لا لهم و أحسن اليهم لله تعالى و خاف الله تعالى فيهم و لم يخفهم مع الله تعالى
و رجا الله تعالى بالاحسان اليهم و لم يرجهم مع الله
و أحبهم لحب الله و لم يحبهم مع الله تعالى
كما قال أولياء الله عز و جل " إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً "
و ان العبد المخلوق لا يعلم مصلحتك حتى يعرفه الله تعالى اياها و لا يقدر على تحصيلها لك حتى يقدره الله تعالى عليها
و لا يريد ذلك حتى يخلق الله فيها ارادة و مشيئة فعاد الأمر كله لمن ابتدأمنه
وهو الذي بيده الخير كله و اليه يرجع الأمر كله
فتعلق القلب بغيره رجاء و خوفا و توكلا و عبودية ضرر محض لا منفعة فيه
و ما يحصل بذلك من المنفعة فهو سبحانه وحده الذي قدرها و يسرها و أوصلها اليك.
و ان غالب الخلق انما يريدون قضاء حاجاتهم منك و ان أضر ذلك بدينك و دنياك فهم انما غرضهم
قضاء حوائجهم و لو بمضرتك ..
والرب تبارك و تعالى انما يريدك لك و يريد الاحسان اليك لك لا لمنفعته
و يريد دفع الضرر عنك فكيف تعلق أملك و رجائك و خوفك بغيره؟
و جماع هذا أن تعلم .'' أن الخلق كلهم لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيئ لم ينفعوك الا بشيئ قد كتبه الله لك
و لو اجتمعوا كلهم على أن يضروك بشيئ لم يضروك الا بشيئ قد كتبه الله تعالى عليك ''
قال الله تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
نفعني الله و اياكم بهذه الكلمات
محبة الله عند الامام ابن القيم الجوزية
و الرب تعالى انما يريد نفعك لا انتفاعه به وذلك منفعة محضة لك خالصة من المضرة
بخلاف ارادة المخلوق نفعك فانه قد يكون فيه مضرة عليك و لو بتحمل منته.
فتدبر هذا فان ملاحته تمنعك أن ترجو المخلوق أو تعامله دون الله عز و جل
أو تطلب منه نفعا أو دفعا أو تعلق قلبك به
فانه انما يريد انتفاعه بك لا محض نفعك
و هذا حال الخلق كلهم بعضهم من بعض وهو حال الولد مع والده و الزوج مع زوجه
و المملوك مع سيده و الشريك مع شريكه
فالسعيد من عاملهم لله تعالى لا لهم و أحسن اليهم لله تعالى و خاف الله تعالى فيهم و لم يخفهم مع الله تعالى
و رجا الله تعالى بالاحسان اليهم و لم يرجهم مع الله
و أحبهم لحب الله و لم يحبهم مع الله تعالى
كما قال أولياء الله عز و جل " إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً "
و ان العبد المخلوق لا يعلم مصلحتك حتى يعرفه الله تعالى اياها و لا يقدر على تحصيلها لك حتى يقدره الله تعالى عليها
و لا يريد ذلك حتى يخلق الله فيها ارادة و مشيئة فعاد الأمر كله لمن ابتدأمنه
وهو الذي بيده الخير كله و اليه يرجع الأمر كله
فتعلق القلب بغيره رجاء و خوفا و توكلا و عبودية ضرر محض لا منفعة فيه
و ما يحصل بذلك من المنفعة فهو سبحانه وحده الذي قدرها و يسرها و أوصلها اليك.
و ان غالب الخلق انما يريدون قضاء حاجاتهم منك و ان أضر ذلك بدينك و دنياك فهم انما غرضهم
قضاء حوائجهم و لو بمضرتك ..
والرب تبارك و تعالى انما يريدك لك و يريد الاحسان اليك لك لا لمنفعته
و يريد دفع الضرر عنك فكيف تعلق أملك و رجائك و خوفك بغيره؟
و جماع هذا أن تعلم .'' أن الخلق كلهم لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيئ لم ينفعوك الا بشيئ قد كتبه الله لك
و لو اجتمعوا كلهم على أن يضروك بشيئ لم يضروك الا بشيئ قد كتبه الله تعالى عليك ''
قال الله تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
نفعني الله و اياكم بهذه الكلمات
محبة الله عند الامام ابن القيم الجوزية