المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عوامل سقوط الحضارة العربية


ب.جلولي
2015-11-26, 14:34
يقال أن التاريخ يعيد نفسه، فما أصاب أسلافنا من قبل عندما حادوا عن جادة الطريق، يصيبنا نحن اليوم بعد أن ابتعدنا عن الجادة "، يقول د. الحبر يوسف نور الدايم في مجلة الأصالة عدد 25 سنة 1975، يقول: " ضعفت الحضارة الإسلامية التي كان يغذيها آنذاك الفكر النير الجسور، ضعفت وتضعضعت بضعف المسلمين وتضعضعهم وكان لذلك الضعف والتضعضع دوافعه ودواعيه من تلك الدوافع ضعف الوازع الديني في النفوس "، ونحن كذلك نعاني من الضعف الديني اليوم.
ثم يقول: " فجذور القرآن التي كانت ممتدة في النفوس تملأها حماسا للعمل، وتحثها حثا عنيفا على أعمال الفكر وامعان النظر بدأت تخبو وتبوخ فأصاب الناس كسل قاتل وخمول مريع ماتت منه الهمم وخبت له النفوس فسيطرت الشهوات وسيرت الناس الاهواء "، وقد أُصبنا نحن كذلك بالكسل والخمول وحب الشهوات, ولا ندري كيف يكون مصيرنا!؟.
وقال: " وعندما يترك الناس الاجتهاد والمجاهدة والجهاد ... عندما يترك الناس التعلق بالمثل العليا، والأهداف السامية والأغراض النبيلة ... عندما يكون همهم الأكل والشرب والسبق فقد أذنوا بزوال "، وهمنا نحن اليوم اشباع الغرائز وعدم التعلق بالمثل العليا، قتلنا الفصيلة وتفشت فينا الرذيلة، ثم يقول: " هذا أقوى الدوافع التي أرجعت المسلمين القهقري ثم كانت عامل مساعد عجلت بالنهاية ".
ويقول: " ومن الدوافع كذلك تكالب الأعداء من الخارج فالتتار والصليبيون والاستعمار الحديث انزلوا ضربات قاصمات، صبوا سوط عذاب على المسلمين الذين كانوا يعانون من أمراضهم الداخلية الفتاكة ويكفي أن كثيرا من المسلمين كانوا عونا ظهيرا وناصرا لاولئك المعتدين على اخوانهم المسلمين "، وهنا تتجلى حقيقة التاريخ يعيد نفسه، فالأمة العربية تعاني اليوم من تكالب العدو عليها وبمساعدة بعض العرب أنفسهم وقضية العراق ليست عنا ببعيد.
وقال " ومن العوامل كذلك التي أدت إلى عواقب وخيمة وبيلة سخافة العقول وضحالة الفكر، فعم الجهل بحقائق الدين والدنيا، وتعلق الناس بالقشور والاعراض والاشكال وافرغت الشعائر الدينية من معناها وانتشرت الاوهام والخرافات واستهان الناس بالواجبات والفرائض وتعصبوا وتدابروا في مسائل فرعية لا تغني ولا تسمن من جوع مما يدعو للحزن والاسف "، وقد أصبنا نحن كذلك بهذه العوامل التي لا يجنى من ورائها إلا الخراب.
ثم قال: " الاسلام لايضيعه إلا حاكم مستبد أو عالم مداهن، والعالم في الاسلام ينصح ويعظ ويرشد والحاكم يستشير ويسمع ويطيع كلمة الحق "، وقال أيضا: " إن ظلام الجهل المتراكم لا يقطعه إلا نور المعرفة، والمعرفة لا تنال إلا بالجهد الدائب والتوفيق المتألب "، فما أحوجنا إلى يقطة معرفية تنير لنا الطريق وتنجينا مما أصيب به أسلافنا، والله سبحانه وتعالى لا يضيع عمل العاملين.

جاميكا
2015-11-26, 16:07
قال الله تعالى
ان الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
صدق الله العظيم

COMMANDE
2015-11-27, 20:39
جزاك الله خيرا وبارك فيك