تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يوماً مضافاً


manal mimicha
2015-11-21, 15:00
يوماً مضافاً


أنتظرُ آخرَهم يغفو
يطفئُ، في آخرةِ الليلِ، شِباكَ الضوءِ بشبَّاكه
كي تُطوى أعمالُه، في آخرة الليلِ، ويغفو

أنتظرُ الإطمئنانٓ على آخرِهم:
أخذَ مكاسبَه من كنز الدنيا
يوماً مضافاً
وفي إصِّيصِ الأحلام يطبطِبهُ فوق البذرةِ تربة

أنتظر الشارعَ، هذا الدربَ إليكَ،
يشدُدُ من خطويَ أحلاها
ويشادِدُها،
لأنجذبَ، طواعيةً، نهراً، في الليلِ:
عسلُ مصابيحِ الشارعِ لي هالاتٌُ
منحلةٌ،
طنينُ ثواني
وفي أمن الظلمةِ، تهبط وادعةً، في اللجِّ، شبابيكُ

أترك بيتي، وآتيكٓ
وحين أصل إلى بيتك، في حيّ الأبديةِ،
أسكبُ على مَتن البابِ
كما السينما فيلماً
به بين البشر وألوانٍ موسيقى ومبانٍ
قدَّ الإنسُ من الحجٓرِ بها حُجُراتٍ
ساحاتٍ
ومعابدَ
يأوون إليها عبر الأزمان سلالاتٍ
في جدرانِها، شقوقِها والحزوزِ أعمارُهم والرسائلُ
والشمسُ، متى شغُلت بالصهدِ شوارعَهم،
شاغلهم مفهومُ الضوءِ وموشورُ الأوطان
والفرحةُ، إن نالت ساحتهم
خفّت أبدانٓ، نوافيرٓ
فيلماً يدهشنا بقصته اليومية
بالأبطال المجهولين ...
. . . . . . . .
. . . . . . . .
. . . . . . . .
أسكبُ مقهى
ياما نوينا الجلوسَ بها
ركناً، في زحمةِ عاصمةٍ في أوروبا، هادئ
كان الجازُ بها بين الطاولاتِ ينادينا
والآلاتُ الموسيقيةُ كنَّ
أكثرٓ من أحبابٍ،
أكثرٓ من أهلٍ،
ياما ...

نجلس على عتبة بيتكٓ
نحكي عن تبييض اللغة العربية في أغنيةٍ
ونرى التقسيمٓ على خارطةٍ آتٍ
فنضجُّ كلانا
وتضجُّ بكاساتِ الليلِ ماساتُ الثلجِ بأيدينا
نحكي عن أهلٍ،
وأقاربٓ،
عن أحبابٍ قٓدّٓسنا في سِفْر الدنيا هوادجٓهم
فنرى التقسيمٓ على خارطةٍ آتٍ

وبرغمِ دمار البيت، جفافِ الحقل صحارى، والموتى جثثاً، أشلاءٓ
سنكابرُ من أملٍ
من إيمانٍ أعمى بالخير لدى الإنسان
نطلق، من أقفاصٍ، في استهلال الفجرِ، عصافيرٓ
( والأقفاصُ، هنا، ليست رمزاً، بل أقفاصاً، وحقيقية)
نرفع وجهينا في وجه الزرقةِ
نوسِعُ بالبسمةِ مبسٓم
نبقى ثانيتين، كذا، في حيِّ الأبديةِ

أنهي الزيارةَ عندها
وأعود إلى بيتي
أصنع وامرأتي القهوة
نشربها في الصبح معاً
ومن ثمّ، أودّعها: أذهب للمكتب.