تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قاعدة ... ( تعويض ) !!


وفاء الياسمين
2015-11-09, 06:16
الإخوة الفضلاء /

تأملت في حالي وحال المقصرين أمثالي ... فوجدت أن البعض يعزم على أمر ، ويحرص على فعله ، ويعاهد نفسه على عمله وتطبيقه ...

إلا أنه بعد أيام ... وحين يرجع العبد بنظره وفكره ... ويتأمل في سابقه ... يجد أنه قد فرّط فيما عزم وحرص وعاهد نفسه على فعله ... فيصيبه الفتور ، ويغشاه الإحباط .

فبدا لي قاعدة يسيرة في هذا الباب ... أحسب أنها تشحذ الهمم ، وتقوي العزائم ... بإذن الله .

وأسميت هذه القاعدة :

قاعدة ( تعويض ) .
أو
قاعدة : ( عَوِّض ) .


وبيان هذه القاعدة :
أن العبد إذا عزم على فعل أمر ... وقصر في إتمامه ، أو فرط في بنيانه ... فليحدد له وقتا مضاعفا ، وجهدا أكبر ... لإعادة ما كان عليه ، وإتمام ماقصر فيه .

قال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا )

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى :

وقوله تعالى " لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " أي جعلهما يتعاقبان توقيتا لعبادة عباده له عز وجل فمن فاته عمل في الليل استدركه في النهار ومن فاته عمل في النهار استدركه في الليل وقد جاء في الحديث الصحيح " إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل " .

وقال أبو داود الطيالسي حدثنا أبو حمزة عن الحسن أن عمر بن الخطاب أطال صلاة الضحى فقيل له صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه فقال : إنه بقي علي من وردي شيء فأحببت أن أتمه أو قال أقضيه وتلا هذه الآية : " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " .

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الآية يقول : ( من فاته شيء من الليل أن يعمله أدركه بالنهار أو من النهار أدركه بالليل ) ، وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والحسن .

ومثاله :
إذا أُعطي العامل أسبوعا واحدا لإكمال عمل محدد ... ففرط في يومي السبت والأحد - مثلا - ... فعليه أن يضاعف جهده ووقته في الأيام الباقية ... ليتم إنهاء العمل في الوقت لمحدد .

والمقصود من هذه القاعدة ... استغلال الأيام القامة ... لسد قصور الأيام الماضية .

ومن أمثلة ذلك :

- أن تحدد لك وردا يوميا من القرآن ... فتفرط في قراءته ، وتغفل عن تمامه ... فقل لنفسك : يا نفس : لن ينفع إلا الحزم ... والآن : ( تعويض ) ... ثم أغلق على نفسك غرفتك أو مكتبتك ... واقرأ ماحددته ... وزيادة .

- أن تفرّط في حزبك المقرر لحفظ كتاب الله ... فيتراكم عليك المطلوب ... وتتعاجز عن أن تتابع ... فقل لنفسك : ( تعويض ) ... ثم اتفق مع نفسك أن لا تخرج من هذا المكان حتى تنهي المراد ... وتحفظ الحزب المطلوب ... حتى لو أخذ منك أوقات أعمال أخرى ... وهذا يسهم - بإذن الله - على أن لايفرط العبد في حزبه مستقبلا .

- أن تفوتك صلاة مع الجماعة ... أو تفوتك ركعة واحدة أو أكثر ... مع الجماعة ... فقل لنفسك - مؤدبا ومربيا - : ( تعويض ) ... ثم اذهب إلى الصلاة التي تليها قبل دخول المؤذن ... أو أن تجلس بعد الصلاة - التي تأخرت عنها - وقتا مناسبا أنت تراه . ( كأن يكون قدر الوقت الذي بين الأذان والإقامة تربية للنفس ( الوقت مثال فقط ) .

- أن تتأخر في الذهاب إلى صلاة الجمعة ويتكرر منك ذلك ... فتقول لنفسك - معاتبا - : ( تعويض ) ... فإذا كانت الجمعة التي تليها ... ذهبت مبكرا ... وقربت من الإمام ... وقرأت ما تيسر من كتاب الله ... لنعرف جميعا أننا فرطنا فيما أنعم الله به علينا .

- أن تحدد لك كتابا تقرؤه ... فتقصّر ، وتفرط ، وتتعاجز في إتمامه ... فتقول لنفسك - مؤدبا - : ( تعويض ) ... ثم تغلق على نفسك مكتبتك ... وتعزم على أن لاتخرج حتى تنهي الكتاب ... أو تنهي الجزء المحدد .

- أن يكون لديك عملا متراكما ... يلزم منك تنفيذه ... فتأخرت ... فقل لنفسك : ( تعويض ) ... ثم تذهب إلى عملك قبل الوقت المحدد بساعة أو أكثر ... أو أن تجلس في عملك بعد الوقت بساعة أو أكثر ... حتى تنهي ما تراكم ... وتنجز مافرطت في متابعته .

- أن تقصر مع أولادك ... والجلوس معهم ، أو الخروج بهم ، أو مؤانستهم ... بسبب أعمال مهمة ... أو أعمال - ترى أنت أنها مهمة - ... فتقول لنفسك : ( تعويض ) ... ثم تأخذهم معك في نزهة برية أو مكان مناسب يفرحون به ... لتعوضَ بعدك عنهم ... وانشغالك عن الجلوس معهم .
.

منقول / الشيخ سامي المسيطير

الفارس الجدَّاوي
2015-11-09, 06:35
السلام عليكم:
شكرا على الموضوع وعلى أمانتك في ذكر أنه منقول، على كل حال نسأل الله العفو والعافية والتوفيق في الدارين الدنيا والآخرة.

ام عبد الواحد 2016
2015-11-09, 16:54
فكرة التعويض رائعة جدا
..
..
..
..
جزاك الله كل خير على نقلها لنا

وفاء الياسمين
2015-11-09, 21:08
جزاكم الله خيرا

أم داوود
2015-11-10, 09:35
جزاك الله خيرا

ام مصعب111
2017-03-13, 09:06
جزاكم الله خيرا

فخر الغُوي
2017-03-13, 10:04
كما رُوي عن النبي - عليه الصلاة و السلام - "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني"

العضوالجزائري
2017-03-13, 15:11
شكرا لكم
و الله فعلا نحن مقصرون
أسأل الله أن يبارك لنا في ما تبقى من أعمارنا
عيب أن يصل الواحد منا إلى سن معينة و هو لا يحفظ القرآن
لقد مر على سمعي شيئ من هذا القبيل, و هو -على ما أذكر- أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يصوم بطريقة معينة -الله أعلم - يصوم يوما و يفطر يوما
فلما كبر, كان إذا فاته شيئ من الصيام عد تلك الأيام و قضاها كأنه يقضي الفرض.