مشاهدة النسخة كاملة : الحب والجنون
في قديم الزمان حيث لم يكن على الأرض بشرْ
كانت الفضائل والرذائل تجوب الفيافي والقفرْ
تطوف العالم جنبا إلى جنب بلا خوف ولا حذرْ
حتى أدركتها رتابة الملل، وسحابة الضجرْ
**********
وفي ذات يوم؛ في الصبيحة أو الأمسيّهْ
اقترح الإبداع لعبة أسماها العدّ إلى مِيّهْ
لعلها تكون حلا لمشكلة الملل المستعصيّهْ
فهلل الجميع للفكرة وصاح الجنون هيّا هيّا
أنا أول من يبدأ، وسأغمض في الحين عيْنَيّ
وتنطلقون أنتم وتختفون عن ناظرَيّ
واحد... اثنان... ثلاثة... وهكذا كانت القضيّهْ
**********
وبدأت الفضائل والرذائل تجتهد في التخفــّي
فوجدتْ الرقّة مكانا لها فوق القمر المتجلــّي
وغابت الخيانة في كومة قمامة من التدَنــّي
والتفّ الولع بالغيوم وهو يخشى من التبدّي
ومضى الشوق إلى باطن الأرض بالترجّي والتمنــّي
وجعجع الكذب: سأخفي تحت الحجارة نسفي أأ ْ نفسي
ثم توجّه إلى البحيرة وغاص في قعرها يريد التحدّي
**********
ومازال الجنون يعدّ: تسعة وسبعون... ثمانون
وكانت الفضائل والرذائل قد اختفت كلها عن الجنون
إلا ذلك الحب لم يكن صاحب قرار، ولا يكونْ
فما عزم وما اختفى وما كان ذلك بِدْعا من الظنونْ
والحب يصعب إخفاؤه ويبقى الحديث (ذو شجونْ )
وتابع الجنون: خمسة وتسعون... ستة وتسعونْ
وعندما وصل الجنون إلى المئة فعل الحب كما يفعلونْ
ورمى بنفسه أخيرا وسْط أجمة من الورد مختفيا عن العيونْ
**********
فتح الجنون عينيه وبدأ يبحث صائحا: أنا آت إليكمْ
فبدا الكسلُ أولا لأنه لم يجتهد كما هو معلوم لديكمْ
ثم أومأ إلى الرقة فقالت من فوق القمر سأرجع إليكمْ
وصاح بالكذب أنِ اصعدْ من بحيرتك وهذا أمر مُحَتَّمْ
فخرج مقطوع النّفَس قائلا: هاأنذا بين أيديكمْ
كما أشار إلى الشوق أنِ ارجع من باطن الأرض المُعَتــّمْ
**********
ولقد وجدهم جميعا إلا واحدا وهو الحبْ
فكاد الجنون يصاب باليأس من هذا الأمر الصعبْ
واحتار كثيرا حتى جاءه الحسد ودنا منه واقتربْ
وهمس في أذنه:هل أدلُّكَ على مكان الحبْ
إنّه مختفٍ في شُجيْرة الورد ولَكَ أنْ تُجرِّبْ
فالتقط شوكة خشبية أشْبهَ بالرمح ويا لتعاسة الحبْ!
وطفق يطعن شجيرة الورد بشكل طائش يثير الرعبْ
**********
ولم يتوقّف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوبْ
فظهر الحب يحجب عينيه بيديه وهو مكلوم محروبْ
يتقاطر الدم من بين أصابعه وقد بدا في منظر رهيبْ
فصاح الجنون: يا إلهي ماذا فعلتُ قد أخطأت بلا ريبْ
كيف أكفّر عن ذنبي وكيف أصلح هذا الخطأ من قريبْ
**********
فأجابه الحبّ:آه، إنك مهما فعلت فلن تردّني بصيرا
ولكن هناك ما يمكنك فعله لأجلي وستكون به جديرا
فكن دليلي أينما حللتُ ولنترك هذا الذي جرى مريرا
ومن يومها غدا الحب أعمى يقوده الجنون وكان ذلك له مصيرا
فاسألوا عن مجنون ليلى الذي كان هائما مسكينا كسيرا
وعن كل مجنونٍ في الدنيا أرداه الحب صغيرا كما أرداه كبيرا
وانظروا إلى حال العاشقين أو اسألوا من كان به خبيرا
ينكشفْ لكم سرّ هذا الحب الذي لا يدع أحدا قريرا.
روعة قمة الابداع واصل وشكرا
وصال سلام
2015-11-05, 21:34
يالها من قصة جد جميلة ومعبرة
مسكين هو الحب لم يجد شخص اخر يدله على الطريق الا الجنون كطريقة للتكفير عن ذنبه
استمتعت بقراءتها
شكرا
[quote=وصال سلام;3994611286]يالها من قصة جد جميلة ومعبرة
مسكين هو الحب لم يجد شخص اخر يدله على الطريق الا الجنون كطريقة للتكفير عن ذنبه
استمتعت بقراءتها
شكرا
شكرا لك على بوحك وأرجوا أن تقتبسي منها ما يفيدك
فاطمة شلف
2015-11-05, 22:35
السلا(م عليكم
يالها من قصة رائعة
تحياتي اخي السجنجل
سلا(م
أمير جزائري حر
2015-11-05, 22:38
سلام ..
قد أبدعتَ هنا أخي سجنجل ..
فقد أوضحت وأفصحت ونصحت ..
غير أن لي تساؤلا لو تفضلت وسمحت ..
أين كان الحسد في بداية المشهد ؟
لم يظهر في البداية ولم يشارك في لعبة الفضائل و الردائل ؟
أليس من هؤلاء ولا هؤلاء ..
لكنه ظهر فجأة في الأخير كناصح مخلص أمين للجنون ؟
وفي نهاية المشهد نريد أن نعرف من الجاني و من المجني عليه ..
تحياتي .. :cool:
أمير جزائري حر
2015-11-05, 22:44
يا لها من قصة جد جميلة ومعبرة ..
مسكين هو الحب لم يجد شخص اخر يدله على الطريق الا الجنون كطريقة للتكفير عن ذنبه
استمتعت بقراءتها
شكرا
اختي وصال في قصة أخينا السجنجل - وهو المخرج طبعا لتلك المشاهد والسيناريست وكل شيء - نتساءل لماذا اختارأن الحب استحق فقأ عينيه ؟؟
دونًا عن كل الرذائل الأخرى التي خرجت من مخابئها سالمة .. :)
هل ذنبه أنه اختبأ في الورد :) بدل الاختباء في القمامة :mad: مثل ما فعلت تلك الخيانة .....
وأين كانت بقية الفضائل عندما اعتدى الجنون على الحب ..
وتساؤل آخر : أظن أننا سمعنا أن أول خطيئة بين الثقلين كانت الكِبْرْ بها لُعِنَ لإبليس وأخرج من الجنة ..
وثاني خطيئة كانت الحَسَدْ وبها قتل قابيل أخاه واستحق حمل كل أوزار القتلة و المجرمين إلى يوم الدين ..
ولم نسمع أن أول خطيئة كانت الحب ..
؟؟؟؟؟
لندع السجنجل يشرح لنا ..
وسؤال أخير للسجنجل : هل كل القصة من إبداعك أخي الكريم .. ؟
أم لها أصل كحكاية وأنت نسجتها في قالب شعري .. ؟
تحياتي .. :cool:
[QUOTE=أمير جزائري حر;3994611829]سلام ..
قد أبدعتَ هنا أخي سجنجل ..
شكرا لك اخي أمير على إهتمامك وإلمامك ..
فقد أوضحت وأفصحت ونصحت ..
لقد سألت وطرحت وشرحت...
غير أن لي تساؤلا لو تفضلت وسمحت ..
أين كان الحسد في بداية المشهد ؟
أردت أن أبين بأن الحسد من أشد الرذائل بعد الكبر، وهو في الغالب لا يظهر إلا فجأة وذلك عندما تتحقق بوادر وجوده،
وهي مجانبة أحد فضائل الخير برذائل الشر.
(الحب مع الجنون)مثلا) الغنى مع الفقر العلم مع الجهل الصحة مع الهرم............)وهكذا
لم يظهر في البداية ولم يشارك في لعبة الفضائل و الردائل ؟
أليس من هؤلاء ولا هؤلاء ..
بل هو موجود في كليهما...
لكنه ظهر فجأة في الأخير كناصح مخلص أمين للجنون ؟
كان ناصحا لأنه من صفات إبليس وإبليس ينافق بالنصح ليُردي
كما حدث مع أبوينا
وفي نهاية المشهد نريد أن نعرف من الجاني و من المجني عليه ..
الجاني المباشر هو الجنون والجاني غير المباشر هو الحسد والمجني عليه هو الحب صاحب النعمة والمحسود
تحياتي .. :cool:
شكرا ..
[QUOTE=أمير جزائري حر;3994611857]
اختي وصال في قصة أخينا السجنجل - وهو المخرج طبعا لتلك المشاهد والسيناريست وكل شيء - نتساءل لماذا اختارأن الحب استحق فقأ عينيه ؟؟
لأنه محسود والمحسود معرض للأدى حتى لو كان مسالما
دونًا عن كل الرذائل الأخرى التي خرجت من مخابئها سالمة .. :)
لأنه تفضل على الجميع بطبعه وبالمكان الذي آوى إليه للإختباء فيه
هل ذنبه أنه اختبأ في الورد :) بدل الاختباء في القمامة :mad: مثل ما فعلت تلك الخيانة .....
ذنبه الوحيد أنه محسود عليه
وأين كانت بقية الفضائل عندما اعتدى الجنون على الحب ..
ذهبت تلك الفضائل لتعزية أخوالها العرب عندما أعتدي على فلسطين
وتساؤل آخر : أظن أننا سمعنا أن أول خطيئة بين الثقلين كانت الكِبْرْ بها لُعِنَ لإبليس وأخرج من الجنة ..
وثاني خطيئة كانت الحَسَدْ وبها قتل قابيل أخاه واستحق حمل كل أوزار القتلة و المجرمين إلى يوم الدين ..
ولم نسمع أن أول خطيئة كانت الحب ..
أنا لم أقل بأن الحب أخطأ أو خطيئة ولكن قلت أن الحب كان ضحية لأنه محسود
؟؟؟؟؟
لندع السجنجل يشرح لنا ..
وسؤال أخير للسجنجل : هل كل القصة من إبداعك أخي الكريم ..
أم لها أصل كحكاية وأنت نسجتها في قالب شعري .. ؟
القصحة أصلها كحكاية لما قرأتها ذات يوم تعلق بعض خشاشها بنفسي فنسجتها كما ترى
تحياتي .. :cool:
شكرا على مشاركتك التي أظن انها ستفيد الأصدقاء الآخرين
وفي الأخير مزحة: هل تفضل الجنون أم الحب؟؟؟
وصال سلام
2015-11-06, 11:04
اختي وصال في قصة أخينا السجنجل - وهو المخرج طبعا لتلك المشاهد والسيناريست وكل شيء - نتساءل لماذا اختارأن الحب استحق فقأ عينيه ؟؟
دونًا عن كل الرذائل الأخرى التي خرجت من مخابئها سالمة .. :)
هنا يبقى السؤال مطروح الى حين دخول اخونا السجنجل للاجابة
هل ذنبه أنه اختبأ في الورد :) بدل الاختباء في القمامة :mad: مثل ما فعلت تلك الخيانة .....
وأين كانت بقية الفضائل عندما اعتدى الجنون على الحب ..
وتساؤل آخر : أظن أننا سمعنا أن أول خطيئة بين الثقلين كانت الكِبْرْ بها لُعِنَ لإبليس وأخرج من الجنة ..
وثاني خطيئة كانت الحَسَدْ وبها قتل قابيل أخاه واستحق حمل كل أوزار القتلة و المجرمين إلى يوم الدين ..
ولم نسمع أن أول خطيئة كانت الحب ..
؟؟؟؟؟
لندع السجنجل يشرح لنا ..
وسؤال أخير للسجنجل : هل كل القصة من إبداعك أخي الكريم .. ؟
أم لها أصل كحكاية وأنت نسجتها في قالب شعري .. ؟
تحياتي .. :cool:
اخي امير انا اقصد الجنون الذي كفر عن ذنبه واصبح الدليل الذي يقود الحب في الطريق
يمكن لان الحب بريء وطاهر لكن لماذا لم يختر الرقة
على فكرة قيس لم يتزوج ليلى وظل بقية حياته يندب حبه لها حتى فقد عقله
بانتظار دخول اخونا السجنجل للاجابة عن كل هاته الاسئلة المشوقة
والله وقع السجنجل بين ايدي امير وهو في ورطة كبيرة لان اخونا امير لن يتركه ينفذ منه الا بعد ري فضوله العطشان
أمير جزائري حر
2015-11-06, 11:31
أرى أن السجنجل نجا أو كاد بجلده (الكلام موجه للأخت وصال ..)
ولك سجنجل أقول أحسنت في عموم إجاباتك .. :) إذن أنت تحمل كل شيء على كاهل الحسد .. :cool:
...
ما رأيك لو عقدت محاكمة وحٌكِمَ فيها بانتزاع عيني الحسد وزرعها للحب المظلوم المحسود ؟ ..
أليس أفضل .. :1:
ذهبت تلك الفضائل لتعزية أخوالها العرب عندما أعتدي على فلسطين.
أمير : بصراحة أخي سجنجل هذه اضحكتني ... ضحكت من قلبي ..
وفي الأخير مزحة: هل تفضل الجنون أم الحب؟؟؟
أمير : لا أدري ماذا تتوقع يا أخي الأصغر .. ؟ طبعا جوابي هو أنني أختار:
الحُبْ ..
مع إضافة بسيطة غابت عن صاحب القصة (من قرأت لهُ) ..
فاته أن الحب لا يحتاج إلى عينين ..
لأن له قلبا يختلف عن قلوب كل أولئك الذين كانوا هناك من فضائل ورذائل ..
الحب يعتمد على بصيرته يرى بقلبه .. ولا يحتاج ليسوقه الجنون ..
أحس بحبيبتي ولولم تقع عليها عيني ..
فهناك روح تسري ... بينها و بيني ..
ما رأيك سجنجل ؟
[QUOTE=أمير جزائري حر;3994613307]أرى أن السجنجل نجا أو كاد بجلده (الكلام موجه للأخت وصال ..)
ولك سجنجل أقول أحسنت في عموم إجاباتك .. :) إذن أنت تحمل كل شيء على كاهل الحسد .. :cool:
...
ما رأيك لو عقدت محاكمة وحٌكِمَ فيها بانتزاع عيني الحسد وزرعها للحب المظلوم المحسود ؟ ..
أليس أفضل .. :1:
نعم لكن بما أنه الحب فأنا متأكد انه سوف يعفو ويصفح عن الحسد لأن خصاله لا أحد يتميز بها سواه
أما عن عينيه فذاك مجرد تمثيل في القصة ،لو لم نضع العينين والكلام والاشكال في القصة لما كانت مفصلة
أصلا فالفضائل والردئل معنويات وأحاسيس
وشكرا جزيلا
ممتعة جدا اخي سجنجل اعجبتني كثيراو اعجبتني كذلك القراءة المحللة للاخ امير الجزائري في كل موضوع :)
رحيق الكلمات
2015-11-06, 14:41
السلام عليكم
هو الحب يمنحنا الهوية ونمنحه الشك
لغته واضحة وقراءتنا له فيها شبهة
سماته طيبة واحساسنا تقيده الانانية
"الحب والجنون على امتداد الحياة "
تقديري
فاروق الصحراء
2015-11-06, 16:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبت فأبدعت وقلت فأجدت
لكن وللأسف الكبير "الحب أعمى"
وها قد قلتها ...
فالمحب لا يرجو عتقا
ولا ينتظر من أنامله لعقا
المحب في نظري "رجل مجنون "
تقوده أنثى تستجيب لكل الظنون
فما الدي يعيق صفو الجفون
غير الظنون
وفي نظري أيضا هو معادلة اولى إجتاحت كل القرون
ولما ننعت الحب بالمجنون
وربي احب العباد وأرسى الجبال وأرسل من برسائله مبلغون
وعلى العهد باقون .. مؤمنون
لما نظن بهدي الظنون
ان للحب اقرباء مغفلون
ألا يحق لنا البوح بكل الشجون
ألا إني ارى ما تكتبون
مجرد قصص أحلت على أطفال نائمون
كانت جدتي تقول :
"الحب أحجية ونحن في مختلفون "
فلا تحزن يا ولدي إن راودتك بعض الغصون
فمن ذا قوى على الحب ؟
ومن يكون ؟
أمير جزائري حر
2015-11-06, 18:18
السلام عليكم
هو الحب يمنحنا الهوية ونمنحه الشك
لغته واضحة وقراءتنا له فيها شبهة
سماته طيبة واحساسنا تقيده الانانية
"الحب والجنون على امتداد الحياة "
تقديري
تشكرين على كلماتك الراقية يا نور ..
بل ليست كلمات ..
هي رحيق و إكسير ..
ليتكِ كنتِ هناك .. عندما تآمر الجميع على الحب و الحسد يتقدم المشهد .. :)
لكنت نصبتكِ رئيسة لمحكمة تاريخية .. :cool: :19:
تحياتي ..
رحيق الكلمات
2015-11-06, 20:56
تشكرين على كلماتك الراقية يا نور ..
بل ليست كلمات ..
هي رحيق و إكسير ..
ليتكِ كنتِ هناك .. عندما تآمر الجميع على الحب و الحسد يتقدم المشهد .. :)
لكنت نصبتكِ رئيسة لمحكمة تاريخية .. :cool: :19:
تحياتي ..
السلام عليكم
كنت هناك على ارض الواقع ولم أزل:)
واستشهد برحيق الكلمات في محكمة الحياة
شكرا لك اخي امير اسعد الله ايامك
السلام عليكم
هو الحب يمنحنا الهوية ونمنحه الشك
لغته واضحة وقراءتنا له فيها شبهة
سماته طيبة واحساسنا تقيده الانانية
"الحب والجنون على امتداد الحياة "
تقديري
بوركت يداك فقد كفيت و شفيت من مجنون ليللى استلهمنا و به انتهيتنا تحية عطرة لكم و دام بريقكم و عطاؤكم
أبو ساعدة
2023-03-08, 22:13
هذا النص مسروق.
صاحبه وكاتبه الأصلي هو المسمى
(أبو ساعدة) واحد من المسجلين في
منتديات الجلفة.
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir