أم محمد علي
2015-11-03, 16:56
http://v.3bir.net/imgcache/2010/08/081209111116x9Wd-1.gif
( كان ببغداد رجل بزَّاز
[تاجر متاع البيت من الثياب]
له ثروة ، فبينا هو في حانوته أقبلت إليه صبية فالتمست منه شيئًا تشتريه ، فبينا هي تحادثه كشفت وجهها في خلال ذلك ،
فتحيَّر ، وقال : قد والله تحيرت مما رأيت .
فقالت : ما جئت لأشتري شيئًا ، إنما لي أيام أتردد إلى السوق ليقع بقلبي رجل أتزوجه ، وقد وقعت أنت بقلبي ، ولي مالٌ ،
فهل لك في التزوج بي ؟
فقال لها : لي إبنة عم وهي زوجتي ، وقد عاهدتها ألاّ أُغيرها ، ولي منها ولدٌ .
فقالت : قد رضيت أن تجيء إليَّ في الأسبوع نوبتين .
فرضي ، وقام معها ، فعقد العقد ، ومضى إلى منزلها ، فدخل بها .
ثم ذهب إلى منزله ، فقال لزوجته :
إنَّ بعض أصدقائي قد سألني أن أكون الليلة عنده .
ومضى ، فبات عندها ، وكان يمضي كل يوم بعد الظهر إليها ،
فبقي على هذا ثمانية أشهر ، فأنكرت ابنة عمه أحواله
فقالت لجارية لها : إذا خرج فانظري أين يمضي ؟
فتبعته الجارية ، فجاء إلى الدكان ، فلمَّا جاء الظُّهر قام ، وتبعته الجارية ، وهو لا يدري ، إلى أن دخل بيت تلك المرأة ، فجاءت الجارية إلى الجيران
فسألتهم : لمن هذه الدار ؟
فقالوا : لصبيَّة قد تزوجت برجلٍ تاجر بزَّاز .
فعادت إلى سيِّدتها ، فأخبرتها ،
فقالت لها : إياك أن يعلم بهذا أحدٌ .
ولم تُظهِر لزوجها شيئًا .
فأقام الرجل تمام السنة ، ثم مرض ، ومات ، وخلف ثمانية آلاف دينار ، فعمدت المرأة التي هي ابنة عمه إلى ما يستحقه الولد من التركة ، وهو سبعة آلاف دينار ، فأفردتها وقسمت الألف الباقية نصفين ، وتركت النصف في كيس ،
وقالت للجارية :
خذي هذا الكيس واذهبي إلى بيت المرأة ، وأعلميها أنَّ الرجل مات ، وقد خلف ثمانية آلاف دينار ، وقد أخذ الإبن سبعة آلاف بحقِّه ، وبقيت ألف فقسمتها بيني وبينك ، وهذا حقُّك ، وسلِّميه إليها ،
فمضت الجارية ، فطرقت عليها الباب ودخلت ، وأخبرتها خبر الرجل ، وحدثتها بموته ، وأعلمتها الحال ،
فبكت ، وفتحت صندوقها ، وأخرجت منه رقعة ،
وقالت للجارية :
عودي إلى سيدتك ، وسلِّمي عليها عنِّي ، وأعلميها أن الرجل طلقني ، وكتب لي براءة ، ورِّدي عليها هذا المال ، فإنِّي ما أستحق في تركته شيئًا )
[صفة الصفوة ، ابن الجوزي رحمه الله تعالى ، (1/300)].
( كان ببغداد رجل بزَّاز
[تاجر متاع البيت من الثياب]
له ثروة ، فبينا هو في حانوته أقبلت إليه صبية فالتمست منه شيئًا تشتريه ، فبينا هي تحادثه كشفت وجهها في خلال ذلك ،
فتحيَّر ، وقال : قد والله تحيرت مما رأيت .
فقالت : ما جئت لأشتري شيئًا ، إنما لي أيام أتردد إلى السوق ليقع بقلبي رجل أتزوجه ، وقد وقعت أنت بقلبي ، ولي مالٌ ،
فهل لك في التزوج بي ؟
فقال لها : لي إبنة عم وهي زوجتي ، وقد عاهدتها ألاّ أُغيرها ، ولي منها ولدٌ .
فقالت : قد رضيت أن تجيء إليَّ في الأسبوع نوبتين .
فرضي ، وقام معها ، فعقد العقد ، ومضى إلى منزلها ، فدخل بها .
ثم ذهب إلى منزله ، فقال لزوجته :
إنَّ بعض أصدقائي قد سألني أن أكون الليلة عنده .
ومضى ، فبات عندها ، وكان يمضي كل يوم بعد الظهر إليها ،
فبقي على هذا ثمانية أشهر ، فأنكرت ابنة عمه أحواله
فقالت لجارية لها : إذا خرج فانظري أين يمضي ؟
فتبعته الجارية ، فجاء إلى الدكان ، فلمَّا جاء الظُّهر قام ، وتبعته الجارية ، وهو لا يدري ، إلى أن دخل بيت تلك المرأة ، فجاءت الجارية إلى الجيران
فسألتهم : لمن هذه الدار ؟
فقالوا : لصبيَّة قد تزوجت برجلٍ تاجر بزَّاز .
فعادت إلى سيِّدتها ، فأخبرتها ،
فقالت لها : إياك أن يعلم بهذا أحدٌ .
ولم تُظهِر لزوجها شيئًا .
فأقام الرجل تمام السنة ، ثم مرض ، ومات ، وخلف ثمانية آلاف دينار ، فعمدت المرأة التي هي ابنة عمه إلى ما يستحقه الولد من التركة ، وهو سبعة آلاف دينار ، فأفردتها وقسمت الألف الباقية نصفين ، وتركت النصف في كيس ،
وقالت للجارية :
خذي هذا الكيس واذهبي إلى بيت المرأة ، وأعلميها أنَّ الرجل مات ، وقد خلف ثمانية آلاف دينار ، وقد أخذ الإبن سبعة آلاف بحقِّه ، وبقيت ألف فقسمتها بيني وبينك ، وهذا حقُّك ، وسلِّميه إليها ،
فمضت الجارية ، فطرقت عليها الباب ودخلت ، وأخبرتها خبر الرجل ، وحدثتها بموته ، وأعلمتها الحال ،
فبكت ، وفتحت صندوقها ، وأخرجت منه رقعة ،
وقالت للجارية :
عودي إلى سيدتك ، وسلِّمي عليها عنِّي ، وأعلميها أن الرجل طلقني ، وكتب لي براءة ، ورِّدي عليها هذا المال ، فإنِّي ما أستحق في تركته شيئًا )
[صفة الصفوة ، ابن الجوزي رحمه الله تعالى ، (1/300)].