محمد أبو عثمان
2007-09-19, 22:42
منقول لفائدة والتذكير
ترجمة مختصرة لعالم الأمة الإمام الرباني عبد الله بن المبارك وفيها تنبيهات .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد : فهذه ترجمة مختصرة للإمام الرباني عبد الله بن المبارك أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفعنا بها .
إسمه : -
هو الإمام عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي التركي ، وهو من تابعي التابعين .
والديه : -
كان والد عبد الله رجلاً تقياً من الموالي ، وكانت أمه خوارزمية . ويذكر أن والد عبد الله بن المبارك رحمه الله أنه كان يعمل في بستان لمولاه فقال له مولاه : أريد رماناً حلواً ، فمضي إلى بعض الشجر وأحضر منها رماناً فكسره فوجده حامضاً ، فحرد عليه وقال : أطلب حلوا فتحضر لي الحامض ؟؟ هات حلوا . فمضي وقطع من شجرة أخرى فلما كسره وجده أيضاً حامضاً ، فاشتد حرده عليه ، وفعل ذلك مرة ثالثة فوجده أيضاً حامضاً ، فقال له : أنت ما تعرف الحلو من الحامض ؟؟ فقال : لا فقال : وكيف ذلك ؟؟ فقال : لأني ما أكلت منه شيئاً حتى أعرفه . فقال : ولمَ لم تأكل ؟؟ قال : (لأنك ما أذنت لي بالأكل منه !) . فعجب من ذلك صاحب البستان ، وكشف عن ذلك فوجده حقاً ، فعظم في عينه ، وزاد قدره عنده ، وكانت له بنت خطبت كثيراً ، فقال له : يا مبارك ، من ترى تٌزوج هذه البنت ، فقال : أهل الجاهلية كانوا يزوجون للحسب ، واليهود للمال ، والنصارى للجمال ، وهذه الأمة للدين . فأعجبه عقله ، وذهب فأخبر به أمها وقال لها : ما أرى لهذه البت زوجاً غير مبارك . فتزوجها فجاءت (بعبد الله بن المبارك ،) فنمت عليه بركة أبيه.
مولده : -
ولد عبد الله بن المبارك في سنة 118هـ بمدينة مرو كبرى مدن خرسان .
طلبه للعلم :-
رحل ابن المبارك رحمه الله في سبيل طلب العلم إلى جميع الأمصار ، فمن اليمن في أقصى الجنوب إلى الشام في أقصى الشمال إلى ما بين هذين القطرين من الحجاز والبصرة والكوفة ومصر . ويكفي أنه سافر من مرو إلى هارون بن المغيرة في بلاد الري من أجل سماع حديث واحد كما في الرحلة للخطيب . قال هارون : قدم علي ابن المبارك فجاءإلي وهو على الرحل فسألني عن هذا الحديث فحدثته . فقال : ما وضعت رحلي من مرو إلا لهذا الحديث .) وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول : كان ابن المبارك ربع الدنيا بالرحلة في طلب الحديث ، لم يدع اليمن ولا مصر ولا الشام ولا الجزيرة ولا البصرة ولا الكوفة . وقال أبو أسامة الحافظ : ما رأيت رجلاً أطلب للعلم في الآفاق من ابن المبارك .) وقال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله : لم يكن في زمن ابن المبارك أطلب للعلم منه ، رحل إلى اليمن ومصر والشام والبصرة والكوفة ، وكان من رواة العلم ، وكان أهل ذاك ، كتب عن الصغار والكبار ، كتب عن عبد الرحمن بن مهدي وكتب عن الفزاري وجمع أمراً عظيماً . وعابه قوم على كثرة طلبه للحديث فقالوا له : إلى متى تسمع ؟؟ فقال: إلى الممات .
شيوخه : -
أقدم شيخ لقيه ابن المبارك هو الربيع بن أنس الخرساني ومن شيوخه أيضاً : سليمان التيمي وحُميد الطويل وإسماعيل بن أبي خالد ويحي بن سعيد الأنصاري وسعيد بن سعيد الأنصاري وإبراهيم بن أبي عبلة وأبي خلدة خالد بن دينار وعاصم الأحول وعبد الله بن عون وعبد الله بن عمر وعكرمة بن عمار وعيسى ابن طهمان وفطر بن خليفة ومحمد بن عجلان وموسى بن عقبة وإبراهيم بن عقبة والأعمش وهشام بن عروة وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة بن الحجاج وحماد بن زيد وحماد بن سلمة والأوزاعي وابن جريج ومالك بن أنس والليث بن سعد وابن لهيعة وابن أبي ذئب وإبراهيم بن طهمان وإبراهيم بن نشيط وأبي بردة بريد بن عبد الله بن أبي بردة وحسين المعلم وحيوة بن شريح وخالد بن سعيد الأموي وخالد ابن عبد الرحمن بن بكر السلمي وزكريا بن إسحاق ومسعر بن كدام وزكريا بن أبي زائدة وسعيد بن أبي عروبة وسعيد بن أبي أيوب وأبي شجاع وسعيد بن يزيد القتباني وسعيد بن إياس الجريري وسلام بن أبي مطيع وصالح بن صالح بن حي وطلحة بن أبي سعيد وعبد الملك بن أبي سليمان وعمر بن ذر وعمر بن سعيد بن أبي حسين ومحمد بن عمر بن فروخ وعمر بن ميمون بن مهران وعوف الأعرابي وحمد بن أبي حفص ومعمر بن راشد وهشام بن حسان ووهيب بن الورد ويونس بن يزيد الأيلي وأبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف وإبراهيم بن سعد وزهير بن معاوية وأبي عوانة الوضاح ابن خالد وخالد بن مهران الحذاء وعبد الرحمن بن جابر والفزاري وآخرين .
تلاميذه ومن روى عنه :
الثوري ومعمر بن راشد والفزاري وجعفر بن سليمان الضبعي وبقية بن الوليد وداود بن عبد الرحمن العطار وابن عيينة وأبو الأحوص والفضيل بن عياض ومعمر بن سليمان والوليد بن مسلم وأبوبكر بن عياش وغيرهم من شيوخه وأقرانه ومسلم بن إبراهيم وأبو أسامة الكوفي وأبو سلمة التبوذكي ونعيم بن حماد وعبد الرحمن بن مهدي ويحي بن سعيد القطان وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل المروزي ويحي بن معين وإبراهيم الطالقاني وأحمد بن محمد مردويه وإسماعيل بن أبان الوراق وبشر بن محمد السختياني وحبان بن موسي والحكم بن موسى وزكريا بن عدي وسعيد بن سليمان وسعيد بن عمرو الأشعثي وسفيان بن عبد الملك المروزي وسلمة بن سليمان المروزي وسليمان بن صالح سلمويه وعبد الله بن عثمان عبدان وأبوبكر بن أبي شيبة وأخوه عثمان بن أبي شيبة وعبد الله بن عمر بن أبان الجعفي وعلي بن الحسن بن شقيق وعمرو بن عون وعلي بن حجر ومحمد بن الصلت الأسدي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي وأبو كريب وأبوبكر بن أصرم ومنصور بن أبي مزاحم وحمد بن مقاتل المروزي ويحي بن أيوب المقابري وسويد بن نصر والحسن بن داود البلخي وعبد الله بن وهب ويحي بن آدم وعبد الرزاق الصنعاني ومكي بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل ويعمر بن بشر وأبو النضر هاشم بن القاسم والحسن بن ربيع البوراني والحسن بن عرفة ويعقوب الدورقي وإبراهيم بن مجشر وأحمد بن منيع والحسن ابن عيسى بن ماسرجس والحسين بن الحسن المروزي وغيرهم
قوة حفظه وتبحره في هذا الفن :
روي عن ابن المبارك أنه قال : ما أودعت قلبي شيئاً قط فخانني .
وعن نعيم بن حماد أنه سمع ابن المبارك يقول : قال لي أبي : لئن وجدت كتبك لأحرقنها ، فقلت : وما علي من ذلك وهو في صدري .
وعن علي بن الحسن بن شقيق قمت مع ابن المبارك ليلة باردة ليخرج من المسجد فذاكرني عند الباب بحديث وذاكرته فما زال يذاكرني حتى جاء المؤذن فأذن للفجر .
وحضر عبد الله بن المبارك عند حماد بن زيد مسلماً عليه ، فقال أصحاب الحديث لحماد بن زيد : يا أبا إسماعيل تسال أبا عبد الرحمن أن يحدثنا (يعنون ابن المبارك ) ؟؟ فقال : يا أبا عبد الرحمن تحدثهم ؟ فإنهم قد سألوني . قال : سبحان الله يا أبا إسماعيل أحدث وأنت حاضر ؟؟ قال : أقسمت عليك لتفعلن . فقال ابن المبارك : خذوا : حدثنا أبو إسماعيل حماد بن زيد ... وحدثهم مجلساً كاملاً ، فما حدث فيه بحرف إلا عن حماد بن زيد .
وأما تبحره في هذا الفن فحدث ولا حرج ، فعن فضالة التونسي قال : كنت أجالس أصحاب الحديث بالكوفة ، وكانوا إذا تشاجروا في الحديث قالوا : مروا بنا إلى هذا الطبيب ، حتى نسأله يعنون عبد الله بن المبارك
وكان يحي بن آدم يقول : كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل ، فلم أجده في كتب ابن المبارك ، أيست منه . وعن ابن عُلية قال : أخذ هارون الرشيد زنديقاً فأمر بضرب عنقه ، فقال له الزنديق : لم تضرب عنقي ؟ قال له : أريح العباد منك . قال : فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال له الرشيد : فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها نخلاً فيخرجانها حرفاً حرفاً .
تواضعه :
كان ابن المبارك رجلاً متواضعاً للناس ، لا يري في نفسه الفضل على أحد . سئل ابن المبارك عن العجب فقال : أن ترى أن عندك شيئاً ليس عند غيرك . وسئل عن مسألة في المسجد الحرام فجعل يقول : مثلي يفتي في المسجد الحرام ؟؟ أو أنا أهل أن أفتي في المسجد الحرام ؟؟
وكان يعجبه قول مالك بن دينار : لو منادياً ينادي بباب المسجد : ليخرج شركم رجلاً ، والله ما كان أحد يسبقني إلى الباب إلا رجل بفضل قوة أو سعي . ويكفي أيها الإخوة الكرام أن ابن المبارك هو القائل :
أحب الصالحين ولست منهم ، وأبغض الطالحين وأنا شر منهم .
عبادته وتقواه :
كان رحمه الله كثير الصلاة والصيام ، ذو عبادة متواصلة في الليل والنهار قلما أن ترى العيون مثله .
قال نعيم بن حماد : ما رأيت أكبر اجتهاداً منه في العبادة .
وعن محمد بن أعين وكان صاحب ابن المبارك في الأسفار وكان كريماً عليه : كان ذات ليلة ونحن في غزاة الروم ، ذهب ليضع رأسه ليريني أنه ينام ، فقعدت أنا ورمحي في يدي قبضت عليه ، ووضعت رأسي على الرمح كأني أنام كذلك ، فظن أني قد نمت فقام فأخذ في صلاته ، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمقه ، فلما طلع الفجر جاء فأيقطني وظن أني نائم وقال : يا محمد ، فقلت إني لم أنم ، فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يكلمني ولا ينبسط إلى في شيء من غزاته كلها ، كأنه لم يعجبه ذلك مني لما فظنت له من العمل ، فلم أزل أعرفها فيه حتى مات ، ولم أر رجلاً قط أسر بالخير منه
واسمعوا إلى هذه القصة التي هي أغرب من الخيال . فعن القاسم بن محمد قال : كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيراً ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي : بأي شيء فضل هذا الرجل علينا حتى اشتهر هذه الشهرة ؟؟ إن كان يصلي إنا نصلي ، وإن كان يصوم إنا نصوم ، وإن كان يغزو فإنا نغزو ، وإن كان يحج إنا نحج . قال : فكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت إذ طفىء السراج ، فقام بعضنا فأخذ السراج وخرج يستصبح ، فمكث هنيهة ثم جاء السراج ، فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع ، فقلت في نفسي : بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا . ولعله حين فقد السراج وصار في الظلمة ذكر القيامة .) وقال الإمام أحمد بن حنبل : ما رفعه الله إلا بخشية كانت له .
جهاده في سبيل الله :
كان ابن المبارك من أكبر المجاهدين في سبيل الله ، وكان يضرب به المثل في الشجاعة والبطولة .
قال الذهبي : فخر المجاهدين . وقال أيضاً : كان رأساً في الشجاعة .
وعن عبد الله بن سنان قال : كنت مع ابن المبارك ومع المعتمر بن سليمان بطرسوس فصاح الناس : النفير ، فخرج ابن المبارك والناس ، فلما اصطف الناس خرج رومي ، فطلب البراز، فخرج إليه رجل ، فشد العلج عليه فقتله ، حتى قتل ستاً من المسلمين ، وجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة ، ولا يخرج إليه أحد ، فالتفت إلى ابن المبارك ، فقال : يا فلان ، إن قتلت فافعل كذا وكذا، ثم حرك دابته ، وبرز للعلج ، فعالج معه ساعة ، فقتل العلج ، وطلب المبارزة ، فبرز له علج آخر فقتله ، حتى قتل ستة علوج ، وطلب البراز ، فكأنهم كاعوا عنه ، فضرب دابته ، وطرد بين الصفين ، ثم غاب ، فلم نشعر بشيء ، وإذا أنا به في الموضع الذي كان ، فقال لي : يا عبد الله لئن حدثت بهذا أحداً، وأنا حي ، فذكر كلمة
سلفية ابن المبارك ودفاعه عن الدين :
كان ابن المبارك رحمه الله سلفيا ً أثرياً ، ينهى الناس عن الأخذ عن أهل الأهواء والبدع ، ويكفي أنه هو القائل المقولة المشهورة كما في مقدمة صحيح مسلم : دعوا حديث عمرو ابن ثابت فإنه كان يسب السلف .
وقال في القرآن : من زعم أنه مخلوق فقد كفر بالله العظيم . ومعتقد ابن المبارك في أحاديث الصفاة والنزول هو معتقد أئمة الحديث الأبرار . وذكر عنده جهم فقال :
عجبت لشيطان أتى الناس داعياً (***) وإلى الشر وانشق إسمه من جهنم
وذكر عنده عمرو بن عبيد المعتزلي فقال :
أيها الطالب علماً (***) إيت حماد بن زيد
فخذ العلم بحلم (***) ثم قيده بقيد
وذر البدعة من (***) آثار عمرو بن عبيد
كان ابن المبارك رحمه الله من أثبت الناس في السنة ، ولهذا قال الأسود بن سالم : إذا رأيت رجلاً يغمز ابن المبارك ، فاتهمه على الإسلام . ) وسئل رحمه الله : أيهما أفضل معاوية بن أبي سفيان أو عمر بن عبد العزيز فقال : والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة ، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد ، فما بعد هذا
كرمه :
- كان رحمه الله يخصص مائة ألف درهم في كل عام ينفقها في أهل العبادة والزهد والعلم وقد قال يوماً للفضيل بن عياض : لولا أنت وأصحابك ما اتجرت
شكا أبو أسامة الحافظ إلى ابن المبارك ديناً عليه وسأله أن يكلم له بعض إخوانه ، فعمد ابن المبارك إلى خمسمائة درهم من ماله فوجهها ليلاً مع رسول له ، وطلب من الرسول أن لا يعلمه من وجهه إليه
وعن محمد بن عيسى ، قال : كان ابن المبارك كثير الاختلاف إلى طرسوس ، وكان ينزل الرقة في خان ، فكان شاب يختلف إليه ، ويقوم بحوائجه ، ويسمع منه الحديث ، فقدم عبد الله مرة ، فلم يره ، فخرج في النفير مستعجلاً ، فلما رجع ، سأل عن الشاب ، فقال : محبوس على عشرة آلاف درهم ، فاستدل على الغريم ، ووزن له عشرة آلاف ، وحلفه ألا يخبر أحداً ما عاش ، فأخرج الرجل ، وسرى ابن المبارك ، فلحقه الفتى على مرحلتين من الرقة ، فقال : لي يا فتى ، أين كنت ؟؟ لم أرك . قال : يا أبا عبد الرحمن كنت محبوساً بدين . قال : وكيف خلصت ؟؟ قال : جاء رجل ، فقضى ديني ، ولم أدر . قال : فاحمد الله . ولم يعلم الرجل إلا بعد موت عبد الله
وخرج مرة إلى الحج فاجتاز بعض البلاد ، فمات طائر معهم فأمر بإلقائه على مزبلة هناك . وسار أصحابه أمامه وتخلف هو وراءهم ، فلما مر بالمزبلة إذا بنت قد خرجت من دار قريبة منها ، فأخدت ذلك الطائر الميت ثم لفته وأسرعت به إلى الدار ، فجاء وسألها عن أمرها فقالت : أنا وأخي هنا ليس لنا شيء إلا هذا الإزار ، وليس لنا قوت إلا ما يلقى على هذه المزبلة ، وقد حلت لنا الميتة منذ أيام ، وكان أبونا له مال فظلم وأخذ ماله وقتل ، فأمر ابن المبارك برد الأحمال وقال لوكيله : كم معك من النفقة ؟ قال : ألف دينار ، فقال : عد منها عشرين ديناراً تكفينا إلى مرووأعطها الباقي فهذا أفضل من حجنا في هذا العام ثم رجع
يتبع ....
ترجمة مختصرة لعالم الأمة الإمام الرباني عبد الله بن المبارك وفيها تنبيهات .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد : فهذه ترجمة مختصرة للإمام الرباني عبد الله بن المبارك أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفعنا بها .
إسمه : -
هو الإمام عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي التركي ، وهو من تابعي التابعين .
والديه : -
كان والد عبد الله رجلاً تقياً من الموالي ، وكانت أمه خوارزمية . ويذكر أن والد عبد الله بن المبارك رحمه الله أنه كان يعمل في بستان لمولاه فقال له مولاه : أريد رماناً حلواً ، فمضي إلى بعض الشجر وأحضر منها رماناً فكسره فوجده حامضاً ، فحرد عليه وقال : أطلب حلوا فتحضر لي الحامض ؟؟ هات حلوا . فمضي وقطع من شجرة أخرى فلما كسره وجده أيضاً حامضاً ، فاشتد حرده عليه ، وفعل ذلك مرة ثالثة فوجده أيضاً حامضاً ، فقال له : أنت ما تعرف الحلو من الحامض ؟؟ فقال : لا فقال : وكيف ذلك ؟؟ فقال : لأني ما أكلت منه شيئاً حتى أعرفه . فقال : ولمَ لم تأكل ؟؟ قال : (لأنك ما أذنت لي بالأكل منه !) . فعجب من ذلك صاحب البستان ، وكشف عن ذلك فوجده حقاً ، فعظم في عينه ، وزاد قدره عنده ، وكانت له بنت خطبت كثيراً ، فقال له : يا مبارك ، من ترى تٌزوج هذه البنت ، فقال : أهل الجاهلية كانوا يزوجون للحسب ، واليهود للمال ، والنصارى للجمال ، وهذه الأمة للدين . فأعجبه عقله ، وذهب فأخبر به أمها وقال لها : ما أرى لهذه البت زوجاً غير مبارك . فتزوجها فجاءت (بعبد الله بن المبارك ،) فنمت عليه بركة أبيه.
مولده : -
ولد عبد الله بن المبارك في سنة 118هـ بمدينة مرو كبرى مدن خرسان .
طلبه للعلم :-
رحل ابن المبارك رحمه الله في سبيل طلب العلم إلى جميع الأمصار ، فمن اليمن في أقصى الجنوب إلى الشام في أقصى الشمال إلى ما بين هذين القطرين من الحجاز والبصرة والكوفة ومصر . ويكفي أنه سافر من مرو إلى هارون بن المغيرة في بلاد الري من أجل سماع حديث واحد كما في الرحلة للخطيب . قال هارون : قدم علي ابن المبارك فجاءإلي وهو على الرحل فسألني عن هذا الحديث فحدثته . فقال : ما وضعت رحلي من مرو إلا لهذا الحديث .) وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول : كان ابن المبارك ربع الدنيا بالرحلة في طلب الحديث ، لم يدع اليمن ولا مصر ولا الشام ولا الجزيرة ولا البصرة ولا الكوفة . وقال أبو أسامة الحافظ : ما رأيت رجلاً أطلب للعلم في الآفاق من ابن المبارك .) وقال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله : لم يكن في زمن ابن المبارك أطلب للعلم منه ، رحل إلى اليمن ومصر والشام والبصرة والكوفة ، وكان من رواة العلم ، وكان أهل ذاك ، كتب عن الصغار والكبار ، كتب عن عبد الرحمن بن مهدي وكتب عن الفزاري وجمع أمراً عظيماً . وعابه قوم على كثرة طلبه للحديث فقالوا له : إلى متى تسمع ؟؟ فقال: إلى الممات .
شيوخه : -
أقدم شيخ لقيه ابن المبارك هو الربيع بن أنس الخرساني ومن شيوخه أيضاً : سليمان التيمي وحُميد الطويل وإسماعيل بن أبي خالد ويحي بن سعيد الأنصاري وسعيد بن سعيد الأنصاري وإبراهيم بن أبي عبلة وأبي خلدة خالد بن دينار وعاصم الأحول وعبد الله بن عون وعبد الله بن عمر وعكرمة بن عمار وعيسى ابن طهمان وفطر بن خليفة ومحمد بن عجلان وموسى بن عقبة وإبراهيم بن عقبة والأعمش وهشام بن عروة وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة بن الحجاج وحماد بن زيد وحماد بن سلمة والأوزاعي وابن جريج ومالك بن أنس والليث بن سعد وابن لهيعة وابن أبي ذئب وإبراهيم بن طهمان وإبراهيم بن نشيط وأبي بردة بريد بن عبد الله بن أبي بردة وحسين المعلم وحيوة بن شريح وخالد بن سعيد الأموي وخالد ابن عبد الرحمن بن بكر السلمي وزكريا بن إسحاق ومسعر بن كدام وزكريا بن أبي زائدة وسعيد بن أبي عروبة وسعيد بن أبي أيوب وأبي شجاع وسعيد بن يزيد القتباني وسعيد بن إياس الجريري وسلام بن أبي مطيع وصالح بن صالح بن حي وطلحة بن أبي سعيد وعبد الملك بن أبي سليمان وعمر بن ذر وعمر بن سعيد بن أبي حسين ومحمد بن عمر بن فروخ وعمر بن ميمون بن مهران وعوف الأعرابي وحمد بن أبي حفص ومعمر بن راشد وهشام بن حسان ووهيب بن الورد ويونس بن يزيد الأيلي وأبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف وإبراهيم بن سعد وزهير بن معاوية وأبي عوانة الوضاح ابن خالد وخالد بن مهران الحذاء وعبد الرحمن بن جابر والفزاري وآخرين .
تلاميذه ومن روى عنه :
الثوري ومعمر بن راشد والفزاري وجعفر بن سليمان الضبعي وبقية بن الوليد وداود بن عبد الرحمن العطار وابن عيينة وأبو الأحوص والفضيل بن عياض ومعمر بن سليمان والوليد بن مسلم وأبوبكر بن عياش وغيرهم من شيوخه وأقرانه ومسلم بن إبراهيم وأبو أسامة الكوفي وأبو سلمة التبوذكي ونعيم بن حماد وعبد الرحمن بن مهدي ويحي بن سعيد القطان وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل المروزي ويحي بن معين وإبراهيم الطالقاني وأحمد بن محمد مردويه وإسماعيل بن أبان الوراق وبشر بن محمد السختياني وحبان بن موسي والحكم بن موسى وزكريا بن عدي وسعيد بن سليمان وسعيد بن عمرو الأشعثي وسفيان بن عبد الملك المروزي وسلمة بن سليمان المروزي وسليمان بن صالح سلمويه وعبد الله بن عثمان عبدان وأبوبكر بن أبي شيبة وأخوه عثمان بن أبي شيبة وعبد الله بن عمر بن أبان الجعفي وعلي بن الحسن بن شقيق وعمرو بن عون وعلي بن حجر ومحمد بن الصلت الأسدي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي وأبو كريب وأبوبكر بن أصرم ومنصور بن أبي مزاحم وحمد بن مقاتل المروزي ويحي بن أيوب المقابري وسويد بن نصر والحسن بن داود البلخي وعبد الله بن وهب ويحي بن آدم وعبد الرزاق الصنعاني ومكي بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل ويعمر بن بشر وأبو النضر هاشم بن القاسم والحسن بن ربيع البوراني والحسن بن عرفة ويعقوب الدورقي وإبراهيم بن مجشر وأحمد بن منيع والحسن ابن عيسى بن ماسرجس والحسين بن الحسن المروزي وغيرهم
قوة حفظه وتبحره في هذا الفن :
روي عن ابن المبارك أنه قال : ما أودعت قلبي شيئاً قط فخانني .
وعن نعيم بن حماد أنه سمع ابن المبارك يقول : قال لي أبي : لئن وجدت كتبك لأحرقنها ، فقلت : وما علي من ذلك وهو في صدري .
وعن علي بن الحسن بن شقيق قمت مع ابن المبارك ليلة باردة ليخرج من المسجد فذاكرني عند الباب بحديث وذاكرته فما زال يذاكرني حتى جاء المؤذن فأذن للفجر .
وحضر عبد الله بن المبارك عند حماد بن زيد مسلماً عليه ، فقال أصحاب الحديث لحماد بن زيد : يا أبا إسماعيل تسال أبا عبد الرحمن أن يحدثنا (يعنون ابن المبارك ) ؟؟ فقال : يا أبا عبد الرحمن تحدثهم ؟ فإنهم قد سألوني . قال : سبحان الله يا أبا إسماعيل أحدث وأنت حاضر ؟؟ قال : أقسمت عليك لتفعلن . فقال ابن المبارك : خذوا : حدثنا أبو إسماعيل حماد بن زيد ... وحدثهم مجلساً كاملاً ، فما حدث فيه بحرف إلا عن حماد بن زيد .
وأما تبحره في هذا الفن فحدث ولا حرج ، فعن فضالة التونسي قال : كنت أجالس أصحاب الحديث بالكوفة ، وكانوا إذا تشاجروا في الحديث قالوا : مروا بنا إلى هذا الطبيب ، حتى نسأله يعنون عبد الله بن المبارك
وكان يحي بن آدم يقول : كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل ، فلم أجده في كتب ابن المبارك ، أيست منه . وعن ابن عُلية قال : أخذ هارون الرشيد زنديقاً فأمر بضرب عنقه ، فقال له الزنديق : لم تضرب عنقي ؟ قال له : أريح العباد منك . قال : فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال له الرشيد : فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها نخلاً فيخرجانها حرفاً حرفاً .
تواضعه :
كان ابن المبارك رجلاً متواضعاً للناس ، لا يري في نفسه الفضل على أحد . سئل ابن المبارك عن العجب فقال : أن ترى أن عندك شيئاً ليس عند غيرك . وسئل عن مسألة في المسجد الحرام فجعل يقول : مثلي يفتي في المسجد الحرام ؟؟ أو أنا أهل أن أفتي في المسجد الحرام ؟؟
وكان يعجبه قول مالك بن دينار : لو منادياً ينادي بباب المسجد : ليخرج شركم رجلاً ، والله ما كان أحد يسبقني إلى الباب إلا رجل بفضل قوة أو سعي . ويكفي أيها الإخوة الكرام أن ابن المبارك هو القائل :
أحب الصالحين ولست منهم ، وأبغض الطالحين وأنا شر منهم .
عبادته وتقواه :
كان رحمه الله كثير الصلاة والصيام ، ذو عبادة متواصلة في الليل والنهار قلما أن ترى العيون مثله .
قال نعيم بن حماد : ما رأيت أكبر اجتهاداً منه في العبادة .
وعن محمد بن أعين وكان صاحب ابن المبارك في الأسفار وكان كريماً عليه : كان ذات ليلة ونحن في غزاة الروم ، ذهب ليضع رأسه ليريني أنه ينام ، فقعدت أنا ورمحي في يدي قبضت عليه ، ووضعت رأسي على الرمح كأني أنام كذلك ، فظن أني قد نمت فقام فأخذ في صلاته ، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمقه ، فلما طلع الفجر جاء فأيقطني وظن أني نائم وقال : يا محمد ، فقلت إني لم أنم ، فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يكلمني ولا ينبسط إلى في شيء من غزاته كلها ، كأنه لم يعجبه ذلك مني لما فظنت له من العمل ، فلم أزل أعرفها فيه حتى مات ، ولم أر رجلاً قط أسر بالخير منه
واسمعوا إلى هذه القصة التي هي أغرب من الخيال . فعن القاسم بن محمد قال : كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيراً ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي : بأي شيء فضل هذا الرجل علينا حتى اشتهر هذه الشهرة ؟؟ إن كان يصلي إنا نصلي ، وإن كان يصوم إنا نصوم ، وإن كان يغزو فإنا نغزو ، وإن كان يحج إنا نحج . قال : فكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت إذ طفىء السراج ، فقام بعضنا فأخذ السراج وخرج يستصبح ، فمكث هنيهة ثم جاء السراج ، فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع ، فقلت في نفسي : بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا . ولعله حين فقد السراج وصار في الظلمة ذكر القيامة .) وقال الإمام أحمد بن حنبل : ما رفعه الله إلا بخشية كانت له .
جهاده في سبيل الله :
كان ابن المبارك من أكبر المجاهدين في سبيل الله ، وكان يضرب به المثل في الشجاعة والبطولة .
قال الذهبي : فخر المجاهدين . وقال أيضاً : كان رأساً في الشجاعة .
وعن عبد الله بن سنان قال : كنت مع ابن المبارك ومع المعتمر بن سليمان بطرسوس فصاح الناس : النفير ، فخرج ابن المبارك والناس ، فلما اصطف الناس خرج رومي ، فطلب البراز، فخرج إليه رجل ، فشد العلج عليه فقتله ، حتى قتل ستاً من المسلمين ، وجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة ، ولا يخرج إليه أحد ، فالتفت إلى ابن المبارك ، فقال : يا فلان ، إن قتلت فافعل كذا وكذا، ثم حرك دابته ، وبرز للعلج ، فعالج معه ساعة ، فقتل العلج ، وطلب المبارزة ، فبرز له علج آخر فقتله ، حتى قتل ستة علوج ، وطلب البراز ، فكأنهم كاعوا عنه ، فضرب دابته ، وطرد بين الصفين ، ثم غاب ، فلم نشعر بشيء ، وإذا أنا به في الموضع الذي كان ، فقال لي : يا عبد الله لئن حدثت بهذا أحداً، وأنا حي ، فذكر كلمة
سلفية ابن المبارك ودفاعه عن الدين :
كان ابن المبارك رحمه الله سلفيا ً أثرياً ، ينهى الناس عن الأخذ عن أهل الأهواء والبدع ، ويكفي أنه هو القائل المقولة المشهورة كما في مقدمة صحيح مسلم : دعوا حديث عمرو ابن ثابت فإنه كان يسب السلف .
وقال في القرآن : من زعم أنه مخلوق فقد كفر بالله العظيم . ومعتقد ابن المبارك في أحاديث الصفاة والنزول هو معتقد أئمة الحديث الأبرار . وذكر عنده جهم فقال :
عجبت لشيطان أتى الناس داعياً (***) وإلى الشر وانشق إسمه من جهنم
وذكر عنده عمرو بن عبيد المعتزلي فقال :
أيها الطالب علماً (***) إيت حماد بن زيد
فخذ العلم بحلم (***) ثم قيده بقيد
وذر البدعة من (***) آثار عمرو بن عبيد
كان ابن المبارك رحمه الله من أثبت الناس في السنة ، ولهذا قال الأسود بن سالم : إذا رأيت رجلاً يغمز ابن المبارك ، فاتهمه على الإسلام . ) وسئل رحمه الله : أيهما أفضل معاوية بن أبي سفيان أو عمر بن عبد العزيز فقال : والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة ، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد ، فما بعد هذا
كرمه :
- كان رحمه الله يخصص مائة ألف درهم في كل عام ينفقها في أهل العبادة والزهد والعلم وقد قال يوماً للفضيل بن عياض : لولا أنت وأصحابك ما اتجرت
شكا أبو أسامة الحافظ إلى ابن المبارك ديناً عليه وسأله أن يكلم له بعض إخوانه ، فعمد ابن المبارك إلى خمسمائة درهم من ماله فوجهها ليلاً مع رسول له ، وطلب من الرسول أن لا يعلمه من وجهه إليه
وعن محمد بن عيسى ، قال : كان ابن المبارك كثير الاختلاف إلى طرسوس ، وكان ينزل الرقة في خان ، فكان شاب يختلف إليه ، ويقوم بحوائجه ، ويسمع منه الحديث ، فقدم عبد الله مرة ، فلم يره ، فخرج في النفير مستعجلاً ، فلما رجع ، سأل عن الشاب ، فقال : محبوس على عشرة آلاف درهم ، فاستدل على الغريم ، ووزن له عشرة آلاف ، وحلفه ألا يخبر أحداً ما عاش ، فأخرج الرجل ، وسرى ابن المبارك ، فلحقه الفتى على مرحلتين من الرقة ، فقال : لي يا فتى ، أين كنت ؟؟ لم أرك . قال : يا أبا عبد الرحمن كنت محبوساً بدين . قال : وكيف خلصت ؟؟ قال : جاء رجل ، فقضى ديني ، ولم أدر . قال : فاحمد الله . ولم يعلم الرجل إلا بعد موت عبد الله
وخرج مرة إلى الحج فاجتاز بعض البلاد ، فمات طائر معهم فأمر بإلقائه على مزبلة هناك . وسار أصحابه أمامه وتخلف هو وراءهم ، فلما مر بالمزبلة إذا بنت قد خرجت من دار قريبة منها ، فأخدت ذلك الطائر الميت ثم لفته وأسرعت به إلى الدار ، فجاء وسألها عن أمرها فقالت : أنا وأخي هنا ليس لنا شيء إلا هذا الإزار ، وليس لنا قوت إلا ما يلقى على هذه المزبلة ، وقد حلت لنا الميتة منذ أيام ، وكان أبونا له مال فظلم وأخذ ماله وقتل ، فأمر ابن المبارك برد الأحمال وقال لوكيله : كم معك من النفقة ؟ قال : ألف دينار ، فقال : عد منها عشرين ديناراً تكفينا إلى مرووأعطها الباقي فهذا أفضل من حجنا في هذا العام ثم رجع
يتبع ....