عمو جحا
2015-10-29, 18:40
السلام عليكم
ورد في جريدة النصر في الأسبوع ماقبل الماضي تصريحات السيدة كريستينا روبالو كوردييو مديرة مكتب الوكالة الجامعية للفرانكفونية و هو مكتب تابع للمنظمة الدولية للفرانكفونية ، و نظرا ما تظمنته تصريحات مديرة مكتب الوكالة الجامعية للفرانكفونية من أمور حساسة و خطيرة تمس بهوية و ثقافة المجتمع الجزائري فقد أردت أن أكتب هذا الموضوع لكي أوضح الأساليب الغير متحضرة التي سلكتها في النبش في خصوصيات المجتمع الجزائري اللغوية وصلت إلى حد التدخل السافر في شؤون الداخلية منتهكة سيادته و دستوره مستخدمة مغالطات وأمور أخرى فهذه السيدة و جدت الأسباب الذي مكنها أن تتحدث فيه عن تلك الاقتراحات دون أن تجد أي حرج طالما أصبح من العادي في الجزائر التي انتهكت فيها حرمة السيادة الوطنية و لم يعد هناك أي شيء من الإحراج في الدعوة من طرف أحفاد الاستعمار إلى تغيير مبادئ منصوص عليها في الدستور طالما أنها قد وجدت فيها من يحتضن دعواتها بل يسرع إلى تطبيقه لإرضاء أحفاد ديغول و بيجو إذا كان هذا العمل نفسه يعد في البلدان التي تحترم نفسها وهويتها يعد تدخل مثل هذا يدرج في خانة الاعتداء ، و نحن نرى هذه السيدة تصرح شدق فمها أنها بعثت برسالتين إلى وزارتي التربية الوطنية و التعليم العالي و البحث العلمي في موضوع مبادرتها حول دعم وجود اللغة الفرنسية في منظمتي التربية و التعليم العالي بل و ذهبت إلى حد قولها أنها التقت بوزيرة التربية الوطنية غير مدركة أنها فضحت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التي تقول عنها مديرة مكتب الوكالة الدولية للفرانكفونية أنها استقبلتها شخصيا بالجزائر العاصمة منذ حوالي 3 أشهر، و قد لمست منها «فهما و وعيا كبيرا” بالأمر و كذلك دعما لهذه المبادرة حول مبادرة تغيير لغة تدريس التعليم الثانوي من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية و هذا ما يشكل فضيحة مدوية لوزيرة التربية الوطنية التي أثارت اقتراحاتها بتغيير لغة التعليم الابتدائي إلى اللهجة الدارجة موجة من السخط الشعبي و الرسمي في الجزائر في وقت تتحدث نورية بن غبريط في تصريحها عن كون اللغة العربية لغة تدريس لا رجعة فيها.
عندما تقول مديرة الوكالة الجامعية الفرانكفونية أن التلاميذ ضعاف في الفرنسية في الجامعة بسبب تعريب التعليم الثانوي بمعنى أنها تتدخل في الشؤون التربوية الجزائرية ، فالجزائر التي قامت بتعريب التعليم في جميع أطواره بعد الاستقلال الذي كان يدخل ضمن إعادة الاستقلال اللغوي و الثقافي للجزائر الذي فرضها أجدادها الاستعماريين ، و كأن مديرة الفرانكفونية تضع نفسها وصية على لغة التعليم في الجزائر في وقت تقول فيه أن مستوى التلاميذ ضعيف في الجامعة و الغريب أنها تحدد بعض التخصصات في الفيزياء و الرياضيات و الكيمياء و هي تتحدث بلغة الوصي عن طلبة هذه المواد و نحن نساءل هل مديرة الفرانكفونية فعلا تريد تطوير قدرات تلاميذ تلك المواد التي تدرس باللغة الفرنسية لكي تعمل على مستقبلهم في الجزائر أم أنها تريد من وراء ذلك أشياء أخرى تريد لأجل ذلك المحافظة على اللغة الفرنسية من الاندثار و إبقاء نفوذها و مصالحها في الجزائر عبر تحويل الجامعات الجزائرية إلى جامعات فرنسية يتم بهم تصدير العنصر البشري إلى فرنسا .
ومن خلال هذا كلام مديرة مكتب الوكالة الجامعية للفرانكفونية التي يبدوا أنها تتكلم بمنطق الاستعمار و الاحتلال الثقافي وهي كأنها تتعامل وفق احتلال دولة فاقدة لسيادة اللغوية إذ لا يمكن تصور كلام هذه السيدة التي تدعوا إلى تغيير اللغة الرسمية و لغة التعليم المتمثلة في اللغة العربية باللغة الفرنسية في التعليم الثانوي و نحن ندرك أن الاستعمار أقام على أنقاض المدرسة الجزائرية التي هدمها ، مدرسة استعمارية تعمل على سلخ الجزائري من مقوماته و هويته و إعادة تشكيله وفق السياسة الاستعمارية الذي لم ينقطع عمله رغم نهاية وجود عسكره إلا أن روحه لم تنتهي ، و على الرغم من هذا لا يمكن إعداد الإنسان الجزائري حسب المصالح الفرنسية و على مقاسات الاحتلال اللغوي و أهدافه ، إلا إذا افرغ من محتواه الثقافي و الحضاري ، الذي يتمثل أولا و أخيرا في الدين الإسلامي الحنيف و اللغة العربية ، دون أن نقفز على حقائق مازال الاستعمار الجديد يمارسه في تزوير التاريخ الوطني و تشويهه للعمل قدر المستطاع على اقتلاع هوية الجزائري من معتقداته الدينية و استبدالها بثقافة فرانكفونية مفرنسة للمجتمع الجزائري و هذا ما يحدث في استهداف المدرسة الجزائرية عبر ما يعرف بااصلاح المنظومة التربوية ، وما تقوم به المنظمة الدولية للفرانكفونية اليوم في الجامعات الجزائرية عبر مكتب الوكالة الجامعية للفرانكفونية في المغرب العربي هو نفسه عمل الاستعمار و الاحتلال اللغوي و الثقافي في شكل جديد يبيض المحتل وجهه و كل ذلك عنوانه تثبيت لغة الاستعمار عبر استخدام قطاعات حساسة في الدولة متمثلة في التربية و التعليم العالي في الجزائر التي من المفترض أنها مستقلة استقلالا كاملا بالنظر إلى كلفة تضحيات ملايين الرجال و قوافل الشهداء ممن ضحوا من اجل تطهير ارض الجزائر من دنس الاحتلال الفرنسي الفرانكفوني.
http://store1.up-00.com/2015-10/14461386601.jpg
صورة جزء من المقال
ورد في جريدة النصر في الأسبوع ماقبل الماضي تصريحات السيدة كريستينا روبالو كوردييو مديرة مكتب الوكالة الجامعية للفرانكفونية و هو مكتب تابع للمنظمة الدولية للفرانكفونية ، و نظرا ما تظمنته تصريحات مديرة مكتب الوكالة الجامعية للفرانكفونية من أمور حساسة و خطيرة تمس بهوية و ثقافة المجتمع الجزائري فقد أردت أن أكتب هذا الموضوع لكي أوضح الأساليب الغير متحضرة التي سلكتها في النبش في خصوصيات المجتمع الجزائري اللغوية وصلت إلى حد التدخل السافر في شؤون الداخلية منتهكة سيادته و دستوره مستخدمة مغالطات وأمور أخرى فهذه السيدة و جدت الأسباب الذي مكنها أن تتحدث فيه عن تلك الاقتراحات دون أن تجد أي حرج طالما أصبح من العادي في الجزائر التي انتهكت فيها حرمة السيادة الوطنية و لم يعد هناك أي شيء من الإحراج في الدعوة من طرف أحفاد الاستعمار إلى تغيير مبادئ منصوص عليها في الدستور طالما أنها قد وجدت فيها من يحتضن دعواتها بل يسرع إلى تطبيقه لإرضاء أحفاد ديغول و بيجو إذا كان هذا العمل نفسه يعد في البلدان التي تحترم نفسها وهويتها يعد تدخل مثل هذا يدرج في خانة الاعتداء ، و نحن نرى هذه السيدة تصرح شدق فمها أنها بعثت برسالتين إلى وزارتي التربية الوطنية و التعليم العالي و البحث العلمي في موضوع مبادرتها حول دعم وجود اللغة الفرنسية في منظمتي التربية و التعليم العالي بل و ذهبت إلى حد قولها أنها التقت بوزيرة التربية الوطنية غير مدركة أنها فضحت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التي تقول عنها مديرة مكتب الوكالة الدولية للفرانكفونية أنها استقبلتها شخصيا بالجزائر العاصمة منذ حوالي 3 أشهر، و قد لمست منها «فهما و وعيا كبيرا” بالأمر و كذلك دعما لهذه المبادرة حول مبادرة تغيير لغة تدريس التعليم الثانوي من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية و هذا ما يشكل فضيحة مدوية لوزيرة التربية الوطنية التي أثارت اقتراحاتها بتغيير لغة التعليم الابتدائي إلى اللهجة الدارجة موجة من السخط الشعبي و الرسمي في الجزائر في وقت تتحدث نورية بن غبريط في تصريحها عن كون اللغة العربية لغة تدريس لا رجعة فيها.
عندما تقول مديرة الوكالة الجامعية الفرانكفونية أن التلاميذ ضعاف في الفرنسية في الجامعة بسبب تعريب التعليم الثانوي بمعنى أنها تتدخل في الشؤون التربوية الجزائرية ، فالجزائر التي قامت بتعريب التعليم في جميع أطواره بعد الاستقلال الذي كان يدخل ضمن إعادة الاستقلال اللغوي و الثقافي للجزائر الذي فرضها أجدادها الاستعماريين ، و كأن مديرة الفرانكفونية تضع نفسها وصية على لغة التعليم في الجزائر في وقت تقول فيه أن مستوى التلاميذ ضعيف في الجامعة و الغريب أنها تحدد بعض التخصصات في الفيزياء و الرياضيات و الكيمياء و هي تتحدث بلغة الوصي عن طلبة هذه المواد و نحن نساءل هل مديرة الفرانكفونية فعلا تريد تطوير قدرات تلاميذ تلك المواد التي تدرس باللغة الفرنسية لكي تعمل على مستقبلهم في الجزائر أم أنها تريد من وراء ذلك أشياء أخرى تريد لأجل ذلك المحافظة على اللغة الفرنسية من الاندثار و إبقاء نفوذها و مصالحها في الجزائر عبر تحويل الجامعات الجزائرية إلى جامعات فرنسية يتم بهم تصدير العنصر البشري إلى فرنسا .
ومن خلال هذا كلام مديرة مكتب الوكالة الجامعية للفرانكفونية التي يبدوا أنها تتكلم بمنطق الاستعمار و الاحتلال الثقافي وهي كأنها تتعامل وفق احتلال دولة فاقدة لسيادة اللغوية إذ لا يمكن تصور كلام هذه السيدة التي تدعوا إلى تغيير اللغة الرسمية و لغة التعليم المتمثلة في اللغة العربية باللغة الفرنسية في التعليم الثانوي و نحن ندرك أن الاستعمار أقام على أنقاض المدرسة الجزائرية التي هدمها ، مدرسة استعمارية تعمل على سلخ الجزائري من مقوماته و هويته و إعادة تشكيله وفق السياسة الاستعمارية الذي لم ينقطع عمله رغم نهاية وجود عسكره إلا أن روحه لم تنتهي ، و على الرغم من هذا لا يمكن إعداد الإنسان الجزائري حسب المصالح الفرنسية و على مقاسات الاحتلال اللغوي و أهدافه ، إلا إذا افرغ من محتواه الثقافي و الحضاري ، الذي يتمثل أولا و أخيرا في الدين الإسلامي الحنيف و اللغة العربية ، دون أن نقفز على حقائق مازال الاستعمار الجديد يمارسه في تزوير التاريخ الوطني و تشويهه للعمل قدر المستطاع على اقتلاع هوية الجزائري من معتقداته الدينية و استبدالها بثقافة فرانكفونية مفرنسة للمجتمع الجزائري و هذا ما يحدث في استهداف المدرسة الجزائرية عبر ما يعرف بااصلاح المنظومة التربوية ، وما تقوم به المنظمة الدولية للفرانكفونية اليوم في الجامعات الجزائرية عبر مكتب الوكالة الجامعية للفرانكفونية في المغرب العربي هو نفسه عمل الاستعمار و الاحتلال اللغوي و الثقافي في شكل جديد يبيض المحتل وجهه و كل ذلك عنوانه تثبيت لغة الاستعمار عبر استخدام قطاعات حساسة في الدولة متمثلة في التربية و التعليم العالي في الجزائر التي من المفترض أنها مستقلة استقلالا كاملا بالنظر إلى كلفة تضحيات ملايين الرجال و قوافل الشهداء ممن ضحوا من اجل تطهير ارض الجزائر من دنس الاحتلال الفرنسي الفرانكفوني.
http://store1.up-00.com/2015-10/14461386601.jpg
صورة جزء من المقال