عبد الباسط آل القاضي
2015-10-28, 15:32
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛ ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا وسيئات أعمالنا ؛ من يهدهِ اللهُ فلا مضّلَ له ، ومن يُضلّل فلا هادي له ؛ وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وأشهدُ أنّ محمدا عبده ورسوله .
( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاتهِ ولا تموتن إلا وانتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )
( يا أيها الذين أمنوا قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )
أما بعد ؛اياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالةٍ في النار.
وبعد :
قال تعالى ((وَ أنَّ الساعةَ آتيةٌ لاريبَ فيها وَ أن الله يبعث من في القبور) قال جل ثناؤه ( وَمنَ النّاس من يعبد الله على حرفٍ فإن أصابهُ خيرٌ إطمأن به وَ إن أصابتهُ فتنةٌ انقلبَ على وجهه خسِرَ الدنيا والآخرة ذلك هو الخسرانُ المبين ) .7-11 سورة الحج.
عن تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه البخاري ومسلم
إني بهذا الاستفتاح قد بينتُ مدارَ حديثـي ؛ وهو النصح ما استطعت إلى ذلك سبيلاَ ؛ على بصيرةٍ من من الكتاب والسنّة ؛ فإني قد لمستُ أن أكثر الناصحين والواعظين وما شابهم يقولون بخلافِ ما يفعلون ؛ وذلك لمقتٌ ليس دونه ولا قبله شـىء ؛ تصديقا لقوله ( يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون ) 2- الصف ؛ فليس ذلك بنافذ الى قلوب من يسمع او يقرأ ؛ لاقتصارها على تحريك اللسان دون معرفة القلب بها فضلا عن العمل بها إذ اقترن تصديق اللسان بمعرفة القلب وبهما بالعمل ؛ ولعلك ترى اننا في زمن الخطباء والوعاظ والدعاة على كثرتهم فهم كغثاء السيل ؛ لتصدرهم في الشاشات ومجاملة العوام لهم ؛ ومداهنة اقرانهم لبعضهم البعض مما يفتتن له الحازم العاقل فضلا عن داعية أو دعيّ ما اطمئن بقواعد أداب العلم وسبر غور فضله وخطره عليه إذا لم يلجم ذلك والمعصوم من عصمه الله ؛
على كل هناك صوىً وتوصيات مختصرة لاجل تلافي ذلك مما لا يحمد صاحبه سواء اعتمَّ بعمامة الدين أو تصدر للنصح اينما كان في مجالسِ خاصة أو عامة ؛ فاعلم نفعك الله واياي أن خير الناصحين ؛ من نصحكَ بعمله وسمته فأقتديت به من غيرِ قولٍ أو خطابة ؛ فانظر مثلاً الى ابن عمر كيف كان يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شـىء وعندما يسأل لم فعلت ذلك ؟ يقول :" رأيت النبي يفعل ذلك "؟ وتنبه انه لم يقل سمعت النبي -بأبي وامي – فالقدوة بالأثر كما ترجمت لهذا الجزء ؛ وهي اقرب الى المنهج العلمي فكما تعلم ان المناهج العلمية لم تعد تقتصر على الجوانب النظرية بل نزلت الى ميدان التطبيق والمحاكاة وغيرها مما هي معروفة لدى اهل الاختصاص في كل مجال من مجالات العلوم . ولا يقتصر ذلك على الدعاة او العلماء او من تبعهم ؛ بل في كل حياة واحدة ، للآباء على الابناء وكذا الابناء على الآباء ؛ للاساتذة على الطلبة والطلبة على معلميهم ؛ للنساء على الرجال والرجال على النساء ؛ تشمل جميع نواحي الحياة ؛ فالاقتداء بالأثر هو السبيل للمحبة وللنصحية بما تحمله من سعةٍ في معانيها ؛ ومما ابتلينا به في عالم الناس هذا ؛ هو الاقتصار على الخطب وعلى القول مما افسدَ وأوهنَ العِبر والوصايا والمناهج ؛ فترى المناكير ؛ فهذا ينصح ولده على شـىء وهو يأتي بأغلظ منه واثقل ؛ فأنى يستقيم النصح ؛ وكذا الام تنصح ابنتها على عدم مخالطة صويحبات السوء وهي تصاحب منهن الأدهى والامر والبنت تسمع ذلك وتشهده ؛ وكذا حامل علمٍ ينصح طالبه بالكف عن كذا وفعل كذا وهو يفعل ما نهى ولا يقارب ما أمر ؛ اما الدعاة فمن من يدعو الناس الى هجرة الذنوب والمعاصـي وهو يهجر إلى الدنيا وبهرجها ؛ فيسقط لدى العامي بقوله هذا يدعونا الى الله وهو يهاجر الى الدنيا والى المناصب والبهارج . والكثرة الغالبة ممن يستاء إذا وجد في محاضرةٍ يلقيها 50 شخصا او اقل من 100 ؛ وذلك لانشغاله بالجمع والتعديد ولو فقهَ مراد الشرع لاستذكر قوله :" لأن يهدي بك رجلاً خير لك من حمرِ النعم " . واني تدبرت في الأمر فوجدته من اسبابه الكبرى كثرة العلائق الدنيوية التي لا ينجو منها إلا من فقه وعلم فعمل بما علم ؛ فمنها اللعب واللهو ؛ والزينة مما ينضوي تحتها حب الرياسة والشهرة والذكر ؛ والتفاخر بالجاه وبالعلم والتكاثر بالمال والولد ولا يخرج الامر عن ذلك إلا فيما ندر
( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاتهِ ولا تموتن إلا وانتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )
( يا أيها الذين أمنوا قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )
أما بعد ؛اياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالةٍ في النار.
وبعد :
قال تعالى ((وَ أنَّ الساعةَ آتيةٌ لاريبَ فيها وَ أن الله يبعث من في القبور) قال جل ثناؤه ( وَمنَ النّاس من يعبد الله على حرفٍ فإن أصابهُ خيرٌ إطمأن به وَ إن أصابتهُ فتنةٌ انقلبَ على وجهه خسِرَ الدنيا والآخرة ذلك هو الخسرانُ المبين ) .7-11 سورة الحج.
عن تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه البخاري ومسلم
إني بهذا الاستفتاح قد بينتُ مدارَ حديثـي ؛ وهو النصح ما استطعت إلى ذلك سبيلاَ ؛ على بصيرةٍ من من الكتاب والسنّة ؛ فإني قد لمستُ أن أكثر الناصحين والواعظين وما شابهم يقولون بخلافِ ما يفعلون ؛ وذلك لمقتٌ ليس دونه ولا قبله شـىء ؛ تصديقا لقوله ( يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون ) 2- الصف ؛ فليس ذلك بنافذ الى قلوب من يسمع او يقرأ ؛ لاقتصارها على تحريك اللسان دون معرفة القلب بها فضلا عن العمل بها إذ اقترن تصديق اللسان بمعرفة القلب وبهما بالعمل ؛ ولعلك ترى اننا في زمن الخطباء والوعاظ والدعاة على كثرتهم فهم كغثاء السيل ؛ لتصدرهم في الشاشات ومجاملة العوام لهم ؛ ومداهنة اقرانهم لبعضهم البعض مما يفتتن له الحازم العاقل فضلا عن داعية أو دعيّ ما اطمئن بقواعد أداب العلم وسبر غور فضله وخطره عليه إذا لم يلجم ذلك والمعصوم من عصمه الله ؛
على كل هناك صوىً وتوصيات مختصرة لاجل تلافي ذلك مما لا يحمد صاحبه سواء اعتمَّ بعمامة الدين أو تصدر للنصح اينما كان في مجالسِ خاصة أو عامة ؛ فاعلم نفعك الله واياي أن خير الناصحين ؛ من نصحكَ بعمله وسمته فأقتديت به من غيرِ قولٍ أو خطابة ؛ فانظر مثلاً الى ابن عمر كيف كان يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شـىء وعندما يسأل لم فعلت ذلك ؟ يقول :" رأيت النبي يفعل ذلك "؟ وتنبه انه لم يقل سمعت النبي -بأبي وامي – فالقدوة بالأثر كما ترجمت لهذا الجزء ؛ وهي اقرب الى المنهج العلمي فكما تعلم ان المناهج العلمية لم تعد تقتصر على الجوانب النظرية بل نزلت الى ميدان التطبيق والمحاكاة وغيرها مما هي معروفة لدى اهل الاختصاص في كل مجال من مجالات العلوم . ولا يقتصر ذلك على الدعاة او العلماء او من تبعهم ؛ بل في كل حياة واحدة ، للآباء على الابناء وكذا الابناء على الآباء ؛ للاساتذة على الطلبة والطلبة على معلميهم ؛ للنساء على الرجال والرجال على النساء ؛ تشمل جميع نواحي الحياة ؛ فالاقتداء بالأثر هو السبيل للمحبة وللنصحية بما تحمله من سعةٍ في معانيها ؛ ومما ابتلينا به في عالم الناس هذا ؛ هو الاقتصار على الخطب وعلى القول مما افسدَ وأوهنَ العِبر والوصايا والمناهج ؛ فترى المناكير ؛ فهذا ينصح ولده على شـىء وهو يأتي بأغلظ منه واثقل ؛ فأنى يستقيم النصح ؛ وكذا الام تنصح ابنتها على عدم مخالطة صويحبات السوء وهي تصاحب منهن الأدهى والامر والبنت تسمع ذلك وتشهده ؛ وكذا حامل علمٍ ينصح طالبه بالكف عن كذا وفعل كذا وهو يفعل ما نهى ولا يقارب ما أمر ؛ اما الدعاة فمن من يدعو الناس الى هجرة الذنوب والمعاصـي وهو يهجر إلى الدنيا وبهرجها ؛ فيسقط لدى العامي بقوله هذا يدعونا الى الله وهو يهاجر الى الدنيا والى المناصب والبهارج . والكثرة الغالبة ممن يستاء إذا وجد في محاضرةٍ يلقيها 50 شخصا او اقل من 100 ؛ وذلك لانشغاله بالجمع والتعديد ولو فقهَ مراد الشرع لاستذكر قوله :" لأن يهدي بك رجلاً خير لك من حمرِ النعم " . واني تدبرت في الأمر فوجدته من اسبابه الكبرى كثرة العلائق الدنيوية التي لا ينجو منها إلا من فقه وعلم فعمل بما علم ؛ فمنها اللعب واللهو ؛ والزينة مما ينضوي تحتها حب الرياسة والشهرة والذكر ؛ والتفاخر بالجاه وبالعلم والتكاثر بالمال والولد ولا يخرج الامر عن ذلك إلا فيما ندر