Soletair
2007-09-19, 17:36
النيل والفرات:
حيان لبّان النويري اسم رددنه طويلاً أروقة وزارة التربية، خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. كانت مديرة لمدرسة المنارة الرسمية في رأس بيروت، ومن الكبار... تعطي بدون منة، وتقدم في كل أمر الشأن العام على شؤونها الخاصة بيتها مدرستها ومدرستها بيتها ولا فرق عندها بين الاثنين. آمنت بالتربية طريقاً إلى المستقبل، فأعطتها من قلبها وعقلها كل ما تملك، وكل ما حباها الله من حكمة ومعرفة وبعد نظر.
بالمس كان لنا كتابها "رأس بيروت كما عرفته"، تعود فيه إلى البراءة التي حكمت العلاقة بين الناس في رأس بيروت وجعلت منهم على اختلاف عقائدهم عائلة واحدة، واليوم تعود بنت المدينة إلى "قرانا الجميلة"، تحكي قصة هذه القرى في حنين وأمل، وتذكر بعاداتها وتقاليدها ووسائل عيشها، وتدعو إلى الإبقاء على هذه العادات إرثاً غنياً تركه لنا الأجداد في البداية.
تتحدث المؤلف عن الأبعاد التاريخية الإنسانية، فتبدأ كتابها بالكلام على أساطير الإغريق التي أضفت الجمال على قرانا اللبنانية،... حيث تؤكد الأسطورة أن "أرتميس" آلهة القمر مرت بعربة توأمها "أبولو" إله الشمس فوق بلاد جميلة فسالت: وما اسم هذه البلاد؟ قيل لها: لبنان. وعندما انحنت وهي تتمعن بجماله ممسكة بعقدها، وهو هدية من إله البحر، انفرط العقد وتناثرت حباته اللؤلؤية الرائدة فوق القمم والوهاد والسهول، وألفت ألقى اللبنانية، فكانت موضوع كتاب حياة الجديد (قرانا الجميلة).
وبسرعة تتغنى حياة بجمال القرى، مرددة بالحرف شعر الشعراء بهذا الموضوع، وغناء المغنين وأناشيدهم...
وتكمل على هذا المنوال لتقف معك أمام قاموس القوى اللبنانية الجميلة حروفاً ومخارج يتأرجح التلفظ فيها في إطار موسيقى عذب... حيث يتكامل المعنى بالحرف.
وتنطلق حياة في الكلام على الحياة القروية تحكي بساطتها والسعادة النابعة من سذاجتها، وبساطة مساكنها، وتخطيط دروبها ومساحتها الكبرى والصغرى، وعاداتها وقيمها الاجتماعية من "القيمة والكباش" كرياضتين حماسيتين، إلى تكوين منازلها، وتوزع المواقد والتنور، وغرف المسكن المعدة للمؤونة وللنوم والاستقبال إلى زرائب الأبقار والأغنام، إلى المراح والمساكب وما يزرع فيها من خضار الاستعمال اليومي العطرة بطبيعتها، لتعدد أكثر من عشرين نوعاً من الأطعمة المحفوظة لفصل الشتاء إلى الجاروشة والطحين، والصاج، وإعداد الخبز المرقوق، والمناقيش بالصعتر، إلى فصول السنة في الريف وربيع الطبيعة وأزهارها من النرجس والمضعف، وزهرة البابونج والزنابق التي يسبق عطرها إليك عندما تتلفظها... إلى البيدر صيفاً، وتذرية القمح والشعير والقطاني والنورج وسكة الفلاحة، والأباريق والجرار وعين الماء، وجرن الكبة والمهباج ورعاية الغنم والقطعان... إلى معاصر الزيت والخل والأعناب، إلى عرزال الناطور، إلى مظاهر حياة القرويين اليومية بأفراحها ودبكتها.
إلى ألبسة القرويين نساءً ورجالاً، إلى السلاح والعملة العثمانية والسورية من المجيدية إلى البشلك والمتليك، إلى عملة دولة لبنان الكبير عام 1920.
إلى الكلام على عهود الإقطاع والعائلات والأسر العربية وغير العربية الوافدة إلى لبنان، إلى التقدم العمراني وانتقال البيوت من الطابق الواحد إلى تعدد الطبقات، إلى الطرقات الضيقة، فأنواع الإنارة المنزلية، إلى الزيجات وأصول الخطوبة وقواعدها وأطعمة الأعراس، إلى الأتراح والوفيات والصلوات، والولادة وحاجات الرضع والأطفال إلى دخول لبنان في مرحلة استقرار، واستمرار الازدهار وقيام حركة العلم والمعرفة التي تجمعنا اليوم، و توحدنا اليوم على مشارب مشتركة حيث تختلط القرية بالمدينة، وهذا الاختلاط هو عنوان المرحلة الحاضرة والهدف الذي حققته حياة اللبّان بكتابها.
:1:
حيان لبّان النويري اسم رددنه طويلاً أروقة وزارة التربية، خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. كانت مديرة لمدرسة المنارة الرسمية في رأس بيروت، ومن الكبار... تعطي بدون منة، وتقدم في كل أمر الشأن العام على شؤونها الخاصة بيتها مدرستها ومدرستها بيتها ولا فرق عندها بين الاثنين. آمنت بالتربية طريقاً إلى المستقبل، فأعطتها من قلبها وعقلها كل ما تملك، وكل ما حباها الله من حكمة ومعرفة وبعد نظر.
بالمس كان لنا كتابها "رأس بيروت كما عرفته"، تعود فيه إلى البراءة التي حكمت العلاقة بين الناس في رأس بيروت وجعلت منهم على اختلاف عقائدهم عائلة واحدة، واليوم تعود بنت المدينة إلى "قرانا الجميلة"، تحكي قصة هذه القرى في حنين وأمل، وتذكر بعاداتها وتقاليدها ووسائل عيشها، وتدعو إلى الإبقاء على هذه العادات إرثاً غنياً تركه لنا الأجداد في البداية.
تتحدث المؤلف عن الأبعاد التاريخية الإنسانية، فتبدأ كتابها بالكلام على أساطير الإغريق التي أضفت الجمال على قرانا اللبنانية،... حيث تؤكد الأسطورة أن "أرتميس" آلهة القمر مرت بعربة توأمها "أبولو" إله الشمس فوق بلاد جميلة فسالت: وما اسم هذه البلاد؟ قيل لها: لبنان. وعندما انحنت وهي تتمعن بجماله ممسكة بعقدها، وهو هدية من إله البحر، انفرط العقد وتناثرت حباته اللؤلؤية الرائدة فوق القمم والوهاد والسهول، وألفت ألقى اللبنانية، فكانت موضوع كتاب حياة الجديد (قرانا الجميلة).
وبسرعة تتغنى حياة بجمال القرى، مرددة بالحرف شعر الشعراء بهذا الموضوع، وغناء المغنين وأناشيدهم...
وتكمل على هذا المنوال لتقف معك أمام قاموس القوى اللبنانية الجميلة حروفاً ومخارج يتأرجح التلفظ فيها في إطار موسيقى عذب... حيث يتكامل المعنى بالحرف.
وتنطلق حياة في الكلام على الحياة القروية تحكي بساطتها والسعادة النابعة من سذاجتها، وبساطة مساكنها، وتخطيط دروبها ومساحتها الكبرى والصغرى، وعاداتها وقيمها الاجتماعية من "القيمة والكباش" كرياضتين حماسيتين، إلى تكوين منازلها، وتوزع المواقد والتنور، وغرف المسكن المعدة للمؤونة وللنوم والاستقبال إلى زرائب الأبقار والأغنام، إلى المراح والمساكب وما يزرع فيها من خضار الاستعمال اليومي العطرة بطبيعتها، لتعدد أكثر من عشرين نوعاً من الأطعمة المحفوظة لفصل الشتاء إلى الجاروشة والطحين، والصاج، وإعداد الخبز المرقوق، والمناقيش بالصعتر، إلى فصول السنة في الريف وربيع الطبيعة وأزهارها من النرجس والمضعف، وزهرة البابونج والزنابق التي يسبق عطرها إليك عندما تتلفظها... إلى البيدر صيفاً، وتذرية القمح والشعير والقطاني والنورج وسكة الفلاحة، والأباريق والجرار وعين الماء، وجرن الكبة والمهباج ورعاية الغنم والقطعان... إلى معاصر الزيت والخل والأعناب، إلى عرزال الناطور، إلى مظاهر حياة القرويين اليومية بأفراحها ودبكتها.
إلى ألبسة القرويين نساءً ورجالاً، إلى السلاح والعملة العثمانية والسورية من المجيدية إلى البشلك والمتليك، إلى عملة دولة لبنان الكبير عام 1920.
إلى الكلام على عهود الإقطاع والعائلات والأسر العربية وغير العربية الوافدة إلى لبنان، إلى التقدم العمراني وانتقال البيوت من الطابق الواحد إلى تعدد الطبقات، إلى الطرقات الضيقة، فأنواع الإنارة المنزلية، إلى الزيجات وأصول الخطوبة وقواعدها وأطعمة الأعراس، إلى الأتراح والوفيات والصلوات، والولادة وحاجات الرضع والأطفال إلى دخول لبنان في مرحلة استقرار، واستمرار الازدهار وقيام حركة العلم والمعرفة التي تجمعنا اليوم، و توحدنا اليوم على مشارب مشتركة حيث تختلط القرية بالمدينة، وهذا الاختلاط هو عنوان المرحلة الحاضرة والهدف الذي حققته حياة اللبّان بكتابها.
:1: