تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بخصوص ما يُذكر عن مراتب صوم عاشوراء


أم محمد علي
2015-10-20, 08:44
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد...




مع دخول شهر الله المحرم ، يتناصح الناس فيما بينهم بالمحافظة على صيام عاشوراء ، ونجد الكثير من الملصقات والمطويات التي تتحدث عن فضل صيام ذلك اليوم ، والتي غالبًا ما تكون محتوية على كلام الإمام ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" عن مراتب صوم عاشوراء ، حيث قال:
فمراتب صومه ثلاثة:
أكملها: أن يصام قبله يوم وبعده يوم
ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر ، وعليه أكثر الأحاديث
ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم




فأعلى مراتب صوم عاشوراء – عندهم - هو صيام الأيام الثلاثة

ثم إن لم يصم أحدهم التاسع لأي سبب

ندبوه إلى صيام العاشر والحادي عشر

والبعض يترك صيام التاسع اختيارًا ، ثم يصوم الحادي عشر مع العاشر!

معتقدا أنه قد وافق السنة وخالف أهل الكتاب.



***

وفي الحقيقة إخواني الكرام هذا القول يفتقر للدليل ، بل إن الدليل الصحيح على خلافه.

فقد روى مسلم وغيره عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال:
حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع ". قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

***


ويتضح لنا من هذا الأثر أن أكمل مراتب صوم عاشوراء هو صيام التاسع مع العاشر وفقط ، لأنه المنصوص عليه والموافق للسنة.

وأن التعبد لله عز وجل بإضافة صيام الحادي عشر إلى التاسع والعاشر كأكمل مراتب صوم عاشوراء ، هو مما لم يثبت به دليل صحيح.

ولا يقول عاقل أن الزيادة عما ورد في السنة خير ، فلو كان خيرًا لندبنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الحريص على نصح أمته.



***

أما الأثر الذي نُدب فيه صوم الأيام الثلاثة

" صوموا يومًا قبله ويومًا بعده "

فهو ضعيف ، وقد قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (9/288):

4297 - ( لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعده . يوم عاشوراء ) .

منكر بهذا التمام

أخرجه البيهقي في "السنن" (4/ 287) عن ابن أبي ليلى ، عن داود بن علي ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً .

قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ داود هو ابن علي بن عبد الله بن عباس ، وهو مقبول عند الحافظ .

وابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن - ؛ ضعيف سيىء الحفظ .

وقد رُوي عنه بلفظ :

"صوموا يوماً قبله ، ويوماً بعده" ليس فيه : "لئن بقيت ..." ، وهو مخرج في "حجاب المرأة المسلمة" (ص 89) .

وذكر اليوم الذي بعده منكر فيه ؛ مخالف لحديث ابن عباس الصحيح بلفظ :

"لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" .

أخرجه مسلم ، والبيهقي ، وغيرهما .


***

فالحاصل مما سبق أن أفضل وأكمل مراتب صوم عاشوراء هي مرتبة صوم التاسع والعاشر ، ثم يليها صوم العاشر مفردًا.

وأنبه على أنني لم أقصد بكلامي صد الناس عن صيام يوم الحادي عشر من المحرم ، أو إثبات عدم مشروعية صومه.

ولكن المقصد أن من شاء أن يصومه فليصمه ، للدليل العام الوارد في فضل صوم شهر المحرم ، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم " رواه مسلم.

أما أن يُعتقد أن صومه مع التاسع والعاشر من السنة ، وأنها أكمل مراتب صيام عاشوراء ، فلا.

والله سبحانه وتعالى أعلم.
http://www.forsanhaq.com/showthread.php?t=198115

samyabdou
2015-10-20, 16:00
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

أم محمد علي
2015-10-21, 20:29
جزاكم الله خيرا

الازهر جمال
2015-10-21, 20:32
جزاكم الله خيرا

أم محمد علي
2015-10-21, 20:58
وأنت جزاك الله خيرا

abdou14130
2015-10-21, 23:07
بارك الله فيك اخي

يحي المحترف
2015-10-23, 12:06
جزاكم الله خيرا

سدرةالمنتهى
2015-10-23, 18:45
بارك الله فيك على التبيه

nabilux
2015-10-25, 22:30
شكرا لك على التنيه يا أخي