تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : °°((معنى حديث صوم عرفة يكفر سنتين وصوم عاشوراء يكفر سنة واحدة))°°


أم فاطمة السلفية
2015-10-18, 19:44
بسم الله الرحمان الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

°°((معنى حديث صوم عرفة يكفر سنتين وصوم عاشوراء يكفر سنة واحدة))°°
لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله-

-السؤال:
-جاء في حديثِ النّبيِّ الذي رواه مسلمٌ: «صَوْمُ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً وَاحِدَةً»(١).
-قال ابنُ حجرٍ: «ذلك لأنّ صومَ عرفةَ مِنْ شريعةِ محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وصومَ عاشوراءَ مِنْ شريعةِ موسى عليه السّلامُ، وشريعةُ محمّدٍ عليه السّلامُ أفضلُ مِنْ شريعةِ موسى».
-قلتُ مستشكلاً: لكنْ لماذا كان أجرُ صومِ عرفةَ ضعْفَ أجرِ صومِ عاشوراءَ، ولم يكنْ عشرةَ أضعافٍ أو أكثرَ أو أقلَّ، ولقد بحثتُ جوابًا عن هذا لكنْ لم أَجِدْه، ومرّةً وأنا أقرأ حديثَ: «عَمِلَتِ الْيَهُودُ مِنَ الصُّبْحِ إِلَى الظُّهْرِ فَأَعْطَاهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قِيرَاطًا، وَعَمِلَتِ النَّصَارَى مِنَ الظُّهْرِ إِلَى الْعَصْرِ فَأَعْطَاهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قِيرَاطًا، وَعَمِلَتْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَصْرِ إِلَى الْمَغْرِبِ فَأَعْطَاهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قِيرَاطَيْنِ»(٢)، قلتُ: فدلّ الحديثُ أنّ أجرَ العملِ الواحدِ مِنَ الأمّةِ ضعفُ أجرِ عملِ اليهودِ والنّصارى، ولما كان صومُ عاشوراءَ يكفّر ذنوبَ سنةٍ ابتداءً ناسَب أن يكونَ صومُ عرفةَ مِنْ شريعتِنا يكفّر ضِعْفَ أجرِ صومِ عاشوراءَ، وهو سَنَتَانِ، واللهُ أعلمُ.
-فإنْ كان صائبًا فوجِّهونا، وإن كان خطأً فصوِّبونا، وحفظكم اللهُ لنا.
-تلميذُكم البارُّ، أبو سليمانَ كمال سعد سعود

-الجواب:
-الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
-فأمّا ما ذكرْتم فيه مِنْ تعليقِ ابنِ حجرٍ والتّوفيقِ بالحديثِ فلا يتمّ في تقديري إلاّ إذا تقرّر كونُ عاشوراءَ ليس مِنْ شريعتِنا أصلاً أو انتهاءً لا ابتداءً.
-مرادُنا أنّ مِنْ شريعتِنا أنّ أصْلَ صومِه لم يكنْ موافَقةً لأهلِ الكتابِ؛ لما ثبت أنّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم كان يصومه قبل استخبارِه لليهودِ، وكانتْ قريشٌ تصومه، على نحو ما ثبت عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: «كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ صَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَالَ: «مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ»(٣) وفي روايةِ البخاريِّ: «... وَكَانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الْكَعْبَةُ»(٤).
-وإذا تقرّرتْ عدمُ الموافَقةِ لليهودِ؛ فلا يكون قولُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «فَنَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»(٥)، بعد استخبارِه لليهودِ إلاّ توكيدًا لصومِه مبيِّنًا لليهودِ أنّ الذي يفعلونه من موافَقةِ موسى عليه السّلامُ نحن أيضًا نفعله، فحُقَّ لنا أنْ نكونَ أَوْلَى بموسى من اليهودِ. -وكذلك انتهاءً أي أنّه كان يصومه صلّى الله عليه وآلِه وسلّم على أنّه مِنْ شريعتِنا بعد تقريرِ شرعيّتِه بصيامِه ومخالَفةِ اليهودِ بصيامِ يومٍ قبله.
-فإذا تبيّن لكم هذا؛ فإنّ تعليلَ أفضليّةِ صومِ عرفةَ على عاشوراءَ لكونِ الأوّلِ مِنْ شريعةِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم دون الثّاني على ما أورده ابنُ حجرٍ وما رتّبْتم عليه مِنْ جوابٍ بالتّأييدِ لا يستقيم مع ما تقدّم تقريرُه مِنْ كونِ عاشوراءَ مِنْ شريعةِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم أصلاً أوِ انتهاءً، والحالُ هذه ينبغي البحثُ عن تعليلٍ آخَرَ أكثرَ توفيقًا، فإنْ غابتْ عِلَّتُه فالواجبُ التّسليمُ مع الاعتقادِ بوجودِ علّةٍ وحكمةٍ يعلمها اللهُ تعالى؛ لأنّ مِنْ صفاتِه تعالى العلمَ والحكمةَ، هذا ما أمكن توجيهُه، سائلاً اللهَ تعالى التّوفيقَ والسّدادَ والعونَ والرّشادَ.
-والعلم عند الله تعالى؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.
الجزائر في ١٥ شوَّال ١٤٢٠ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٤ جانفي ٢٠٠٠م

(١) (http://www.ferkous.com/home/?q=fatwa-77#_ftnref_77_1) أخرجه مسلم في «الصّيام»: (٢٨٠٤)، وأبو داود في «الصّيام»: (٢٤٢٥) وأحمد: (٢٣٢٩٠) عن أبي قتادة الأنصاريّ. وانظر «الإرواء»: (٤/ ١٠٨).
(٢) (http://www.ferkous.com/home/?q=fatwa-77#_ftnref_77_2) أخرجه البخاريّ في «مواقيت الصّلاة»: (٥٥٧)، وأحمد: (٦٢٧٧)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(٣) (http://www.ferkous.com/home/?q=fatwa-77#_ftnref_77_3) أخرجه البخاريّ في «الصّوم»: (٢٠٠٢)، ومسلم في «الصّيام»: (٢٦٩٣)، والبيهقيّ: (٨٦٨١)، عن عائشة رضي الله عنها.
(٤) (http://www.ferkous.com/home/?q=fatwa-77#_ftnref_77_4) البخاريّ في «الحجّ»: (١٥٩٢)، عن عائشة رضي الله عنها.
(٥) (http://www.ferkous.com/home/?q=fatwa-77#_ftnref_77_5) أخرجه البخاريّ في «الصّوم»: (٢٠٠٤)، ومسلم في «الصّيام»: (٢٧١٢) أبو داود في «الصّيام»: (٢٤٤٤)، وابن ماجه في «الصّيام»: (١٧٣٤)، والحميديّ في «مسنده»: (٥٤٣)، من حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما.
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله-

♥سهام♥
2015-10-18, 19:55
بارك الله فيك

kerattarek
2015-11-14, 13:27
جزاك الله خيرا و بارك فيك

kerattarek
2015-11-14, 13:30
جزاك الله خيرا و بارك فيك