مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز معارج الروح و بلاسم الجروح
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-10-14, 17:37
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا اتَّشحت الأيام بالسواد ، و انبجست العين بدمع كالمداد ، و حُبس عن الروح النوم و الرقاد ، و لُزَّ المرء في قيد الأرق و السُّهاد .
إذا أعوزك الصديق الصادق وقت الضيق ، و ألجأك العدو إلى كل وعِرةٍ و مضيق ، و غاب عنك الناصر و الشفيق ، و عُدمت الناصح و الرفيق .
فاعلم بأن القادرــ جل جلاله ــ هو مجيب المضطرين و ملجأ الخائفين و مغيث الملهوفين ،كيف لا و هو القائل سبحانه : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ .)
كيف لا و هو القائل سبحانه : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ.) فاقنع بمعية الواحد الجبار، لا إله إلا هو سبحانه .
ثم اعلم علم يقين ، أن الدُّجى ليس مُسَرمداً ، و أن الضحى ليس مُبعَّداً ، ثم اعلم أنه لا يستحيل على الله ــ جل و علا ــ أن يبعث من الظلمات نورا ، و أن يجعل من الخِرَب دوراً .
أليس الله ــ جل و علا ــ هو الذي جعل النار بردا و سلاما على ابراهيم
أليس الله ــ جل و علا ــ هو الذي جعل المدية لا تحز رقبة سيدنا إسماعيل و قد تُلِّي للجبين و فُدي بذِبحٍ عظيم ،
أليس الله ــ جل و علا ــ هو الذي رفع عيسى ــ عليه السلام ــ إليه و ألقى شبهه على الذي دل اليهود عليه ، بعدما أحاطوا الكهف الذي كان فيه .
أليس الله ــ جل و علا ــ هو الذي أخذ أعين قريش عن النبي صلى الله عليه و سلم و صاحبه في الغار .
و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .
استشعر أن الله معك ، و أن حياتك في قلبك و أن قلبك روضة من رياض الجنة .... استشعر عظمة الله و قدرته و رحمته ، لتنعم بعيش السعداء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو في أشد محنته :
(ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري أينما رحت لا تفارقني ،أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة ،وإخراجي من بلدي سياحة .)
اجعل قلبك جنة فيها من كل فا كهة زوجان ، ترى العجائب ممن مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان .
و السلام عليكم أيها الإخوان
khaled-M
2015-10-14, 20:41
لله في الآفاق آيات *** لعل أقلها هو ما إليه هداك
و الكون مشحون بأسرار ***إذا حاولت تفسيراً لها أعياك
قل للطبيب تخطفه يد الردى *** من يا طبيب بطبه أرداك
قل للمريض نجا وعوفي بعدما *** عجزت فنون الطب من عافاك
قل للصحيح يموت لا من علة *** من في المنايا يا صحيح دهاك
قل للبصير وكان يحذر حفرة *** فهوى بها من ذا الذي أهواك
بل سائل الأعمى خطا بين الزحام *** بلا اصطدام من يقود خطاك
قل للجنين يعيش معزولا بلا *** راع ومرعى ما الذي يرعاك
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة ما الذي أبكاك
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله من الذي بالسموم حشاك
واسأله كيف تعيش يا ثعبان *** أو تحيى وهذا السم يملأ فاك
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت *** شهدا وقل للشهد من حلاك
بل سائل اللبن المصفى كان بين *** دم و فرث ما الذي صفاك
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله يا حي من أحياك
قل للنبات يجف بعد تعهد *** ورعاية من بالجفاف رماك
وإذا رأيت النبت في الصحراء *** يربو وحده فقل له من أرباك
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله من أسراك
واسأل شعاع الشمس يدنو وهي *** أبعد كل شي ما الذي أدناك
قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غذاك
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله يا نخل من شق نواك
وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار من أرواك
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحا *** قمم السحاب فسله من أرساك
وإذا ترى صخر تفجر بالمياه *** فسله من بالماء شق صفاك
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** سرى فسله من الذي أجراك
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله من الذي أطغاك
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله من يا ليل حاك دجاك
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا *** فاسأله من يا صبح صاغ ضحاك
ستجيب ما في الكون من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناك
ربي لك الحمد العظيم لذاتك *** حمدا وليس لواحد إلاّك
يا مدرك الأبصار والأبصار *** لا تدري له ولِكُنهه إدراك
إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين علاك
يا منبت الأزهار عاطرة الشذا *** ما خاب يوما من دعا ورجاك
يا أيها الإنسان مهلا ما الذي *** بالله جل جلاله أغراك
موضوع جميل
بارك الله فيك
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-10-14, 20:57
جزاك الله خيرا يا خالد . و ردك أجمل
samuraiTM
2015-10-14, 21:19
جزاك الله كل خير
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-10-14, 22:34
و إياك يا أخي
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-10-15, 15:56
بدأ الاستعداد بإحراق إبراهيم عليه السلام وحفروا حفرة عظيمة ملأوها بالحطب والخشب والأشجار وأشعلوا فيها النار وأحضروا المنجنيق ليقذفوا إبراهيم فيها فقيدوا يديه وقدميه واشتعلت النار وتصاعد اللهب إلى السماء , وصدر أمرهم بإلقائه في النار وفي تلك اللحظة جاء جبريل عليه السلام ووقف عند رأس إبراهيم عليه السلام وسأله : يا إبراهيم .. ألك حاجة ؟
*
قال إبراهيم عليه السلام : أما إليك فلا , لكنه فوض أمره من قلبه لخالقه الذي يراه فهو عالم به , صابرا ثابتا واثقا أن الله هو الحق وأن ما دونه هو الباطل فما أن نطق بتلك الكلمات وقال حسبي الله ونعم الوكيل إذ صعدت كالبرق قبل نزوله في تلك النار فكانت قدرة القادر الذي يقول كن فيكون ..
*
*فأمر سبحانه النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم فلم تمارس وظيفتها في الإحراق , بل أحرقت قيوده فقط , وجلس إبراهيم وسطها وكأنه يجلس وسط حديقة غناء , يسبح بحمد ربه .
*
ولما انطفأت فوجئوا بإبراهيم يخرج سليما كما دخل ووجهه يتلألأ بالنور وثيابه كما هي لم تحترق وليس عليه أي أثر للحريق ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله , فالخسارة للظالم المستبد والهلاك له* , وهو قوله تعالى " وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين " الأنبياء 70
*
منقول
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-10-16, 20:43
شكرا أيها الأمير لكن تنسيق الخط ( الحجم و اللون ) لا تعمل عندي و لا أدري المشكلة
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-10-16, 21:13
أخيرا عرفت المشكلة أخي الأمير
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-11-08, 22:17
الحمد لله أولا و آخرا الحمد لله على كل حال
manal mimicha
2015-11-11, 18:29
موضوع مميز كصاحبه
بارك الله فيك
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-11-11, 21:23
جزاك الله خيرا و متع بك و بارك فيك
أحبك حبين: حب الهوى
وحبّا لأنك أهل لذاكا
فأما الذي هو حبّ الهوى
فذكرُ شُغلت به عن سواكا
وأما الذي أنت أهلُ له
فكشفُك الحُجب حتى أراكا
فما الحمدُ في ذا ولا ذاك لي
ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
يا سروري ومنيتي وعمادي
وأنيسي وعُدتي ومرادي
أنت روح الفؤاد أنت رجائي
أنت لي مؤنس وشوق كزادي
أنت لولاك يا حياتي وأُنسي
ما تشتتُ في فسيح البلاد
كم بدت مِنة وكم لك عندي
من عطاءٍ ونعمةٍ وأيادي
حُبك الآن بُغيتي ونعيمي
وجلاءُ لعين قلبي الصادي
ليس لي عندك ما حييت براحٍ
أنت منى مُمَكنُ في السواد
إن تكن راضياً عليّ فإني
يا مُنى القلب قد بدا إسعاد
راحتي يا إخوتي في خلوتي
وحبيبي دائما في حَضرتي
لم أجد لي عن هواه عِوضا
وهواه في البرايا مِحنتي
حيثما كنت أشاهِد حُسنه
فهو محرابي إليه قبلتي
إن أمت وجداً وما ثم رضا
واعَنَائي في الورى وشقوَتي
يا طبيب القلب يا كل المنى
جُد بوصلٍ منك يَشفى مُهجتي
يا سروري وحياتي دائما
نشأتي منك وأيضا نشوتي
قد هجرتُ الخلق جمعا أرتجي
منك وصلا فهو أقصى مُنيتي
وارحمتاً للعاشقين ! قلوبهم
في تيه ميدان المحبة هائمه
قامت قيامة عشقهم فنفوسهم
أبداً على قدم التذلل قائمه
إما إلى جنات وصل دائما
أو نار صدٍ للقلوب ملازمه
وزادي قليل ما أراه مُبلّغي
أللزاد أبكي أم لطول مسافتي
أتحرقُني بالنار يا غاية المنى
فأين رجائي فيك أين مخافتي
إني جعلتك في الفؤاد محدثي
وأبحتُ جسمي من أراد جلوسي
فالجسم من للجليس مؤانس
وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
كأسي وخمري والنديم ثلاثة
وأنا المشوقة في المحبة: رابعه
كأس المسرة والنعيم يديرها
ساقي المدام على المدى متتابعه
فإذا نظرت فلا أُرى إلا له
وإذا حضرت فلا أُرى إلا معه
وتخللت مسلك الروح مني
وبه سمى الخليل خليلا
فإذا ما نطقتُ كنت حديثي
وإذا ما سكتُ كنت الغليلا
حبيبُ ليس يعدله حبيب
ولا لسواه في قلبي نصيب
حبيبُ غاب عن بصري وشخصي
ولكن في فؤادي ما يغيب
ما اجمل الجلوس عند رببي ومنجاته
قصة يرويهاشيخنا عمر عبد الكافي
كان رجل في سفر لتجارة واخذ كل ماله اثناء سفره في الطريق إعترض طريقه سارق أخذ كل ماله وزاده وراحلته أراد قتله قال له رجل لاتقتلني اخذت كل ما أملك لاتقتلني اصرا السارق على قتله طلب الرجل ان يصل ركعتين يقل والله بدأت الصلاة ولا أذكر حتى الفاتحة
كل ما ذكرته الآية أمن يجيب المضطر إذا دعاه وفي السجدة الاخيرة قلت بكل جوارحي يارب انا المضطر وهذا عدوي وانت مجيب المضطر. يكمل عند التسليم رأيت رأس السارق مرمية على الارض وعلى جانبي فارس ملثم على فرسه سألته من أنت قال أنا رسول من جنود من يجيب المضطر إذا دعاه
من روائع الدكتور
تقبل تحياتي
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-11-12, 15:03
قصة يرويهاشيخنا عمر عبد الكافي
كان رجل في سفر لتجارة واخذ كل ماله اثناء سفره في الطريق إعترض طريقه سارق أخذ كل ماله وزاده وراحلته أراد قتله قال له رجل لاتقتلني اخذت كل ما أملك لاتقتلني اصرا السارق على قتله طلب الرجل ان يصل ركعتين يقل والله بدأت الصلاة ولا أذكر حتى الفاتحة
كل ما ذكرته الآية أمن يجيب المضطر إذا دعاه وفي السجدة الاخيرة قلت بكل جوارحي يارب انا المضطر وهذا عدوي وانت مجيب المضطر. يكمل عند التسليم رأيت رأس السارق مرمية على الارض وعلى جانبي فارس ملثم على فرسه سألته من أنت قال أنا رسول من جنود من يجيب المضطر إذا دعاه
من روائع الدكتور
تقبل تحياتي
جزاك الله خيرا و متع بك و بارك فيك
شكرا على المرور الطيب
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-11-12, 22:25
نشرة قد حوت دررا ×××××× بعين الحسن ملحوظة
لهــذا قلـــــــنا تنبيها ×××××× حقوق النشر محفوظة
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-12-22, 20:34
و ذكِّر فإن الذّكرى تنفع المؤمنين
أم سمية الأثرية
2015-12-22, 21:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقط تنبيه قلت فقيدوا يداه وقدماه و الصحيح قيدوا يديه و قدميه فالمثنى يرفع بالالف و ينصب و يجر بالياء
فاليد هنا مفعول به
هذا فقط ما يعيب نصك
وجزاكم الله خيرا
ومنكم نستفيد
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-12-23, 09:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقط تنبيه قلت فقيدوا يداه وقدماه و الصحيح قيدوا يديه و قدميه فالمثنى يرفع بالالف و ينصب و يجر بالياء
فاليد هنا مفعول به
هذا فقط ما يعيب نصك
وجزاكم الله خيرا
ومنكم نستفيد
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و بعد :
فما قلتيه يا أم سمية لا غبار عليه و قد صححت الخطأ
و تلك الفقرة منقولة بنصها و لم انتبه للخطأ
فجزاك الله خيرا
taleb2011
2015-12-23, 16:24
جزاك الله خير
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-01-22, 08:59
جزاك الله خير
و إياك ، أحسن الله إليك
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-06, 17:40
للذكرى ..........................
وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
2016-12-24, 09:25
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو في أشد محنته :
(ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري أينما رحت لا تفارقني ،أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة ،وإخراجي من بلدي سياحة .)
قال إبراهيم عليه السلام : أما إليك فلا ,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعلاً: معارج الروح وبلاسم الجروح
يامن اجبت دعاء نوح فانتصر*** وحملته في فلكك المشحونِ
يامن احال النار حول خليله ***روحا وريحانا بقولك كوني
يامن امرت الحوت يلفظ يونس*** وسترته بشجيرة اليقطينِ
يارب انا مثله في كربة*** فارحم عبادا كلهم ذا النونِ
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2017-03-10, 10:13
جزاكما الله خيرا و أحسن إليكما و بارك فيكما
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir