أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-10-14, 15:10
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله.
سؤال للسادة الفضلاء من أهل الاختصاص بارك الله في علمهم ونفع بهم
قبل يومين ألقى أحد الدكاترة الفضلاء في مسجد المهاجرين بمدينة بون بألمانيا كلمة مؤثرة مفيدة نافعة أثناء الاستراحة التي تتخلل صلاة التراويح عن خطر سوء الخاتمة فذكر قصصا مؤثرة من بينها ما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية في حوادث 278 هـ عن ردة وتنصر عبدة بن عبد الرحيم نزولا عند رغبة وشرط امرأة نصرانية, وأن ذلك حدث له لما كان في جيش المجاهدين في بلاد الروم. وذكر الدكتور كلام ابن كثير بنصه: (وفيها توفى عبده بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَبَّحَهُ اللَّهُ) فأردت أن أبحث عن هذه القصة في مصادرها لأنقلها على صفحتي للعبرة والفائدة, فعثرت عليها أولا في البداية والنهاية لابن كثير فوجدتها فعلا كما ذكرها لنا الدكتور الفاضل, فلما وجدت ابن كثير يقول في بداية القصة ما نصه: (ذَكَرَ ابْنُ الجوزي أن هذا الشقي كان من المجاهدين كثيرا في بلاد الروم) فضلت أن أن أبحث عنها في كتب ابن الجوزي, فبحثت بواسطة المكتبة الشاملة في كل كتب أبي الفرج ابن الجوزي التي تقدر ب 71 كتابا مع المكرر, فعثرت على هذه القصة فقط في كتاب المنتظم في تاريخ الأمم والملوك لابن الجوزي لكن الرواية التي ذكرها ابن الجوزي لا يُفهم منها أن عبدة بن عبد الرحيم هو الذي ارتد وتنصر, بل عبدة بن عبد الرحيم كان من أهل الدين والجهاد وأنه هو الذي روى قصة الشاب المفتون وعاينها, ولأتأكد راجعت النسخة المصورة من النسخة الأصلية لكتاب المنتظم فكانت النسختان متطابقتان.
ووجدت ابن عساكر في تاريخه قد فعل مثل ابن الجوزي ذكر قصة الشاب المفتون التي رواها عبدة بن عبد الرحيم وقال في ترجمته عبدة بن عبد الرحيم بن حسان أبو سعيد المروزي روى عن وكيع بن الجراح ...... وقال ابن عساكر: سئل أبو حاتم عن عبدة بن عبد الرحيم فقال: صدوق، وقال النسائي: صدوق لا بأس به. وقال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر، وحدث بها، وخرج إلى دمشق، فكانت وفاته بها سنة أربع وأربعين ومائتين.
وكذلك فعل الإمام الذهبي في كتاب تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام, سلك مسلك ابن الجوزي أيضا فبعد أن ترجم لعَبْدة بن عبد الرحيم أبي سعيد المَرْوَزِيّ ذكر روايته لقصة الشاب المفتون بسندها فلم يشذ عنهم إلا ابن كثير وهو آخرهم وفاة, ثم هو في الأصل نقل عن ابن الجوزي وناقض الرواية التي في المنتظم, فهل هذا خطأ مطبعي أو وهم من ابن كثير؟؟!! وهل هناك طبعة للبداية والنهاية نبه فيها المحقق إلى هذا الإشكال؟؟
والغريب أني وجدت بعض المعاصرين ينقل كلام ابن كثير في ردة عبدة بن عبد الرحمن ويقول قال ابن الجوزي ويذكر القصة دون أن يذكر اسم ابن كثير أو البداية والنهاية بل ينسبها مباشرة لابن الجوزي دون أن يذكر مصادره في الحاشية كما فعل ياسر عبد الرحمن في كتاب موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق في الجزء الثاني من الكتاب الصفحة 363
المهم في اليوم التالي ألطعت الدكتور الذي ذكر لنا القصة على الإشكال فاستغرب هو أيضا أن يقع مثل من هو في مكانة ابن كثير في هذا الوهم من هذا الحجم وطلب مني أن أطرح هذا الإشكال على أهل الإختصاص في ملتقى أهل الحديث وأن أبلغه النتيجة, فبارك الله فيه وفيكم جميعا وجزاكم الله عنا خير الجزاء مسبقا وإليكم النقول من من الكتب المذكروة
............ مصدر القصة ...............
الكتاب: البداية والنهاية
المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير (المتوفى: 774هـ)
الناشر: دار الفكر عام النشر: 1407 هـ - 1986 م عدد الأجزاء: 15
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] (الجزء 11/ الصفحة 64)
وفيها توفى عبده بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَبَّحَهُ اللَّهُ. ذَكَرَ ابْنُ الجوزي أن هذا الشقي كان من المجاهدين كثيرا في بلاد الروم، فلما كان في بعض الغزوات والمسلمون محاصرو بلدة مِنْ بِلَادِ الرُّومِ إِذْ نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ من نساء الروم في ذلك الحصن فهويها فراسلها ما السبيل إلى الوصول إِلَيْكِ؟ فَقَالَتْ أَنْ تَتَنَصَّرَ وَتَصْعَدَ إِلَيَّ، فَأَجَابَهَا إلى ذلك، فَمَا رَاعَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا وَهُوَ عِنْدَهَا، فَاغْتَمَّ الْمُسْلِمُونَ بِسَبَبِ ذَلِكَ غَمًّا شَدِيدًا، وَشَقَّ عَلَيْهِمْ مَشَقَّةً عَظِيمَةً، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ مَرُّوا عَلَيْهِ وَهُوَ مَعَ تِلْكَ الْمَرْأَةِ فِي ذَلِكَ الحصن فقالوا: يا فلان ما فعل قرآنك؟ ما فعل علمك؟ ما فعل صيامك؟ ما فعل جهادك؟ ما فعلت صلاتك؟ فَقَالَ: اعْلَمُوا أَنِّي أُنْسِيتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ إِلَّا قَوْلَهُ (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) وقد صار لي فيهم مال وولد. انتهى
تعليق أبو سلمى:.القصة موجودة في طبعة دار الفكر ودار التراث ولا توجد في طبعة دار هجر للطباعة والنشر تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي
...........................................
الكتاب: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
المؤلف: جمال الدين أبو الفرج الجوزي (المتوفى: 597هـ)
المحقق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا
الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت الطبعة: الأولى، 1412 هـ - 1992 م
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (الجزء 12/ الصفحة 301
1855 - عبدة بن عبد الرحيم .كان من أهل الدين والجهاد. أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْن طَاهِرٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بكر البَيْهَقيّ، أَخْبَرَنَا الحاكم أبو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عبد الله قَالَ: سمعت أبا الحسين بن أبي القاسم المذكر يقول: سمعت عمر بن أَحْمَد [بن علي] الجوهري [1] يقول: أخبرني أبو العباس أَحْمَد بن علي قَالَ:
قَالَ عبدة بن عبد الرحيم: خرجنا في سرية إلى أرض الروم، فصحبنا شاب لم يكن فينا أقرأ للقرآن منه، ولا أفقه ولا أفرض، صائم النهار، قائم الليل، فمررنا بحصن فمال عنه العسكر، ونزل بقرب الحصن، فظننا أنه يبول، فنظر إلى امرأة من النصارى تنظر من وراء الحصن، فعشقها فقال لها بالرومية: كيف السبيل إليك؟ قالت: حين تنصر ويفتح لك الباب وأنا لك. قَالَ: ففعل فأدخل الحصن، قَالَ: فقضينا غزاتنا في أشد ما يكون من الغم، كأن كل رجل منا يرى ذلك بولده من صلبه، ثم عدنا في سرية أخرى، فمررنا به ينظر من فوق الحصن مع النصارى، فقلنا: يا فلان، ما فعلت قراءتك؟ ما فعل علمك؟ ما فعلت صلواتك وصيامك قَالَ اعلموا أني نسيت القرآن كله ما اذكر منه إلا هذه الآية: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ. انتهى
..........................................
الكتاب: تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام
المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد الذهبي (المتوفى: 748هـ)
المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الناشر: دار الغرب الإسلامي الطبعة: الأولى، 2003 م الصفحة: (الجزء 5/ الصفحة 1176)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
296 : عَبْدة بن عبد الرحيم، أبو سعيد المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه] عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وبقيّة، ووَكِيع، وطبقتهم. وَعَنْهُ: النسائي، وقال: ثقة، ومحمد بن زبّان المِصْريُّ، ومحمد بن أحمد بن عمارة، وآخرون. توفي يوم عرفة بدمشق من سنة أربع وأربعين. ويقال له: الباباني. وبابان محلة بمرو.
قال الحاكم: حدثنا أبو الحسين بن أبي القاسم المذكر، قال: سمعت عُمَر بْن أحمد بْن عليّ الجوهريّ ابن علك، قال: أخبرنا أبي قال: قال عَبْدة بْن عَبْد الرحيم: خرجنا فِي سَرِيّةٍ معنا شاب مقرئ صائم قوّام، فمررنا بحصن، فمال لينزل، فنظر إلى امْرَأَة من الحصن فعشقها، فقال لها: كيف السبيل إليك؟ قالت: هين؛ تتنصر وأنا لك. ففعل، فأدخلوه. فلمّا قَفَلْنا من غزْونا رأيناه ينظر من فوق الحصن، فقلنا: ما فعل قرآنك؟ ما فعلت صلاتك؟ قال: اعلموا أنّي نسيتُ القرآن كلّه، ما أذكر منه إلا قوله: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لو كانوا مسلمين} الآية. انتهى
.....................................
الكتاب: مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر
المؤلف: محمد بن مكرم بن على، جمال الدين ابن منظور (المتوفى: 711هـ)
المحقق: روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع
دار النشر: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، دمشق - سوريا
الطبعة: الأولى، 1402 هـ - 1984م عدد الأجزاء: 29
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو ضمن خدمة التراجم] (الجزء 15/ الصفحة 296
عبدة بن عبد الرحيم بن حسان أبو سعيد المروزي روى عن وكيع بن الجراح بسنده عن عمر بن الخطاب قال: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لإمرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله، وإلى رسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه.
قال عبدة بن عبد الرحيم: دخلنا بلاد الروم، وكان معنا شاب يقطع نهاره بقراءة القرآن، والصوم، وليله بالقيام، وكان من أعلم الناس بالفرائض والفقه. فمررنا بحصنٍ بم نؤمر أن نقف عليه، فمال إلى ناحية الحصن، ونزل عن فرسه يبول، فنظر إلى من ينظر فوق الحصن، فرأى امرأة "، فأعجبته، فقال لها بالرومية: كيف السبيل إليك؟ فقالت: هين؛ تنتصر، فنفتح لك الباب، وأنا لك، ففعل، ودخل الحصن. فنزل بكلٍ واحدٍ منا من الغم ما لو كان ولده من صلبه ما كان أشد عليه. فقضينا غزاتنا، فرجعنا، فلم نلبث إلا يسيراً حتى خرجنا إلى غزوةٍ أخرى، فمررنا بذلك الحصن، فإذا هو ينظر إلينا مع النصارى، فقلنا: يا فلان، ما فعل قرآنك؟ مافعل علمك؟ ما فعل صومك وصلاتك؟! فقال: أنسيت القرآن كله، حتى لا أحفظ منه إلا قوله: " ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين، ذرهم يأكلوا ويتمتعوا، ويلههم الأمل فسوف يعلمون "
سئل أبو حاتم عن عبدة بن عبد الرحيم فقال: صدوق، وقال النسائي: صدوق لا بأس به. وقال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر، وحدث بها، وخرج إلى دمشق، فكانت وفاته بها سنة أربع وأربعين ومائتين. . انتهى وصلى الله وسلم على محمد وآله
__________________
منقول عن موقع ملتقى اهل الحديث
بقلم أبي سلمى المغربي
اليوم راجعت خمس طبعات للبداية والنهاية لدور نشر مختلفة وبتحقيقات مختلفة بحثا عن تحقيق للمسأة
1 - طبعة دار العلوم المصرية بتحقيق خمسة أساتذة منهم علي عبد الستار.
لم يعلقوا على هذه المسألة.
2 - طبعة دار ابن كثير يا سين محمد السواس. أخطأ المحقق في الحاشية لما أحال على كتاب
المنتظم بالجزء والصفحة تأكيدا لما في المتن دون التنبيه على الخطأ
3 - دار إحياء التراث العربي بتحقيق علي شيري لم يعلق على المسألة
4 - دار الفكر بدون تحقيق
5 - طبعة دار هجر للطباعة والنشر الصفحة (14/ 640)
الملفت للانتباه في هذه الطبعة ما يميز عبارة ابن كثير في المتن عن طبعة دار الفكر وغيرها. بهذه العبارة: (ذَكَرَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي "الْمُنْتَظَمِ" أَنَّ هَذَا الشَّقِيَّ ) بزياة ذكر اسم كتاب المنتظم ما يحدد الكتاب الذي نقل منه ابن كثير فيقطع الشك باليقين. وأيضا ما يميز هذه الطبعة تعليق المحقق عبد الله بن عبد المحسن التركي بقوله في على وهم أو خطأ ردة وتنصر عبدة بن عبد الرحيم المروزي
قال عبد الله بن عبد المحسن التركي في الحاشية: المصدر السابق أي المنتظم الجزء12 الصفحة 302: فيه أن هذه القصة إنما وقعت لشاب كان في صحبة عبدة, فالذي تنصر إنما هو ذلك الشاب وليس ((عبدة بن عبد الرحيم)) ((وعبدة)) هو راوي القصة وليس هو صاحبها. انتهى كلام عبد الله بن عبد المحسن التركي
كنت قرأت أن أفضل نسخة لكتاب البداية والنهاية هي التي بتحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي طبعة دار هجر. والله الموفق للصواب
__________________
ابو سلمى المغربي
سؤال للسادة الفضلاء من أهل الاختصاص بارك الله في علمهم ونفع بهم
قبل يومين ألقى أحد الدكاترة الفضلاء في مسجد المهاجرين بمدينة بون بألمانيا كلمة مؤثرة مفيدة نافعة أثناء الاستراحة التي تتخلل صلاة التراويح عن خطر سوء الخاتمة فذكر قصصا مؤثرة من بينها ما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية في حوادث 278 هـ عن ردة وتنصر عبدة بن عبد الرحيم نزولا عند رغبة وشرط امرأة نصرانية, وأن ذلك حدث له لما كان في جيش المجاهدين في بلاد الروم. وذكر الدكتور كلام ابن كثير بنصه: (وفيها توفى عبده بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَبَّحَهُ اللَّهُ) فأردت أن أبحث عن هذه القصة في مصادرها لأنقلها على صفحتي للعبرة والفائدة, فعثرت عليها أولا في البداية والنهاية لابن كثير فوجدتها فعلا كما ذكرها لنا الدكتور الفاضل, فلما وجدت ابن كثير يقول في بداية القصة ما نصه: (ذَكَرَ ابْنُ الجوزي أن هذا الشقي كان من المجاهدين كثيرا في بلاد الروم) فضلت أن أن أبحث عنها في كتب ابن الجوزي, فبحثت بواسطة المكتبة الشاملة في كل كتب أبي الفرج ابن الجوزي التي تقدر ب 71 كتابا مع المكرر, فعثرت على هذه القصة فقط في كتاب المنتظم في تاريخ الأمم والملوك لابن الجوزي لكن الرواية التي ذكرها ابن الجوزي لا يُفهم منها أن عبدة بن عبد الرحيم هو الذي ارتد وتنصر, بل عبدة بن عبد الرحيم كان من أهل الدين والجهاد وأنه هو الذي روى قصة الشاب المفتون وعاينها, ولأتأكد راجعت النسخة المصورة من النسخة الأصلية لكتاب المنتظم فكانت النسختان متطابقتان.
ووجدت ابن عساكر في تاريخه قد فعل مثل ابن الجوزي ذكر قصة الشاب المفتون التي رواها عبدة بن عبد الرحيم وقال في ترجمته عبدة بن عبد الرحيم بن حسان أبو سعيد المروزي روى عن وكيع بن الجراح ...... وقال ابن عساكر: سئل أبو حاتم عن عبدة بن عبد الرحيم فقال: صدوق، وقال النسائي: صدوق لا بأس به. وقال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر، وحدث بها، وخرج إلى دمشق، فكانت وفاته بها سنة أربع وأربعين ومائتين.
وكذلك فعل الإمام الذهبي في كتاب تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام, سلك مسلك ابن الجوزي أيضا فبعد أن ترجم لعَبْدة بن عبد الرحيم أبي سعيد المَرْوَزِيّ ذكر روايته لقصة الشاب المفتون بسندها فلم يشذ عنهم إلا ابن كثير وهو آخرهم وفاة, ثم هو في الأصل نقل عن ابن الجوزي وناقض الرواية التي في المنتظم, فهل هذا خطأ مطبعي أو وهم من ابن كثير؟؟!! وهل هناك طبعة للبداية والنهاية نبه فيها المحقق إلى هذا الإشكال؟؟
والغريب أني وجدت بعض المعاصرين ينقل كلام ابن كثير في ردة عبدة بن عبد الرحمن ويقول قال ابن الجوزي ويذكر القصة دون أن يذكر اسم ابن كثير أو البداية والنهاية بل ينسبها مباشرة لابن الجوزي دون أن يذكر مصادره في الحاشية كما فعل ياسر عبد الرحمن في كتاب موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق في الجزء الثاني من الكتاب الصفحة 363
المهم في اليوم التالي ألطعت الدكتور الذي ذكر لنا القصة على الإشكال فاستغرب هو أيضا أن يقع مثل من هو في مكانة ابن كثير في هذا الوهم من هذا الحجم وطلب مني أن أطرح هذا الإشكال على أهل الإختصاص في ملتقى أهل الحديث وأن أبلغه النتيجة, فبارك الله فيه وفيكم جميعا وجزاكم الله عنا خير الجزاء مسبقا وإليكم النقول من من الكتب المذكروة
............ مصدر القصة ...............
الكتاب: البداية والنهاية
المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير (المتوفى: 774هـ)
الناشر: دار الفكر عام النشر: 1407 هـ - 1986 م عدد الأجزاء: 15
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] (الجزء 11/ الصفحة 64)
وفيها توفى عبده بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَبَّحَهُ اللَّهُ. ذَكَرَ ابْنُ الجوزي أن هذا الشقي كان من المجاهدين كثيرا في بلاد الروم، فلما كان في بعض الغزوات والمسلمون محاصرو بلدة مِنْ بِلَادِ الرُّومِ إِذْ نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ من نساء الروم في ذلك الحصن فهويها فراسلها ما السبيل إلى الوصول إِلَيْكِ؟ فَقَالَتْ أَنْ تَتَنَصَّرَ وَتَصْعَدَ إِلَيَّ، فَأَجَابَهَا إلى ذلك، فَمَا رَاعَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا وَهُوَ عِنْدَهَا، فَاغْتَمَّ الْمُسْلِمُونَ بِسَبَبِ ذَلِكَ غَمًّا شَدِيدًا، وَشَقَّ عَلَيْهِمْ مَشَقَّةً عَظِيمَةً، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ مَرُّوا عَلَيْهِ وَهُوَ مَعَ تِلْكَ الْمَرْأَةِ فِي ذَلِكَ الحصن فقالوا: يا فلان ما فعل قرآنك؟ ما فعل علمك؟ ما فعل صيامك؟ ما فعل جهادك؟ ما فعلت صلاتك؟ فَقَالَ: اعْلَمُوا أَنِّي أُنْسِيتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ إِلَّا قَوْلَهُ (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) وقد صار لي فيهم مال وولد. انتهى
تعليق أبو سلمى:.القصة موجودة في طبعة دار الفكر ودار التراث ولا توجد في طبعة دار هجر للطباعة والنشر تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي
...........................................
الكتاب: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
المؤلف: جمال الدين أبو الفرج الجوزي (المتوفى: 597هـ)
المحقق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا
الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت الطبعة: الأولى، 1412 هـ - 1992 م
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (الجزء 12/ الصفحة 301
1855 - عبدة بن عبد الرحيم .كان من أهل الدين والجهاد. أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْن طَاهِرٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بكر البَيْهَقيّ، أَخْبَرَنَا الحاكم أبو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عبد الله قَالَ: سمعت أبا الحسين بن أبي القاسم المذكر يقول: سمعت عمر بن أَحْمَد [بن علي] الجوهري [1] يقول: أخبرني أبو العباس أَحْمَد بن علي قَالَ:
قَالَ عبدة بن عبد الرحيم: خرجنا في سرية إلى أرض الروم، فصحبنا شاب لم يكن فينا أقرأ للقرآن منه، ولا أفقه ولا أفرض، صائم النهار، قائم الليل، فمررنا بحصن فمال عنه العسكر، ونزل بقرب الحصن، فظننا أنه يبول، فنظر إلى امرأة من النصارى تنظر من وراء الحصن، فعشقها فقال لها بالرومية: كيف السبيل إليك؟ قالت: حين تنصر ويفتح لك الباب وأنا لك. قَالَ: ففعل فأدخل الحصن، قَالَ: فقضينا غزاتنا في أشد ما يكون من الغم، كأن كل رجل منا يرى ذلك بولده من صلبه، ثم عدنا في سرية أخرى، فمررنا به ينظر من فوق الحصن مع النصارى، فقلنا: يا فلان، ما فعلت قراءتك؟ ما فعل علمك؟ ما فعلت صلواتك وصيامك قَالَ اعلموا أني نسيت القرآن كله ما اذكر منه إلا هذه الآية: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ. انتهى
..........................................
الكتاب: تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام
المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد الذهبي (المتوفى: 748هـ)
المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الناشر: دار الغرب الإسلامي الطبعة: الأولى، 2003 م الصفحة: (الجزء 5/ الصفحة 1176)
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
296 : عَبْدة بن عبد الرحيم، أبو سعيد المَرْوَزِيّ. [الوفاة: 241 - 250 ه] عَنْ: ابن عُيَيْنَة، وبقيّة، ووَكِيع، وطبقتهم. وَعَنْهُ: النسائي، وقال: ثقة، ومحمد بن زبّان المِصْريُّ، ومحمد بن أحمد بن عمارة، وآخرون. توفي يوم عرفة بدمشق من سنة أربع وأربعين. ويقال له: الباباني. وبابان محلة بمرو.
قال الحاكم: حدثنا أبو الحسين بن أبي القاسم المذكر، قال: سمعت عُمَر بْن أحمد بْن عليّ الجوهريّ ابن علك، قال: أخبرنا أبي قال: قال عَبْدة بْن عَبْد الرحيم: خرجنا فِي سَرِيّةٍ معنا شاب مقرئ صائم قوّام، فمررنا بحصن، فمال لينزل، فنظر إلى امْرَأَة من الحصن فعشقها، فقال لها: كيف السبيل إليك؟ قالت: هين؛ تتنصر وأنا لك. ففعل، فأدخلوه. فلمّا قَفَلْنا من غزْونا رأيناه ينظر من فوق الحصن، فقلنا: ما فعل قرآنك؟ ما فعلت صلاتك؟ قال: اعلموا أنّي نسيتُ القرآن كلّه، ما أذكر منه إلا قوله: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لو كانوا مسلمين} الآية. انتهى
.....................................
الكتاب: مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر
المؤلف: محمد بن مكرم بن على، جمال الدين ابن منظور (المتوفى: 711هـ)
المحقق: روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع
دار النشر: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، دمشق - سوريا
الطبعة: الأولى، 1402 هـ - 1984م عدد الأجزاء: 29
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو ضمن خدمة التراجم] (الجزء 15/ الصفحة 296
عبدة بن عبد الرحيم بن حسان أبو سعيد المروزي روى عن وكيع بن الجراح بسنده عن عمر بن الخطاب قال: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لإمرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله، وإلى رسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه.
قال عبدة بن عبد الرحيم: دخلنا بلاد الروم، وكان معنا شاب يقطع نهاره بقراءة القرآن، والصوم، وليله بالقيام، وكان من أعلم الناس بالفرائض والفقه. فمررنا بحصنٍ بم نؤمر أن نقف عليه، فمال إلى ناحية الحصن، ونزل عن فرسه يبول، فنظر إلى من ينظر فوق الحصن، فرأى امرأة "، فأعجبته، فقال لها بالرومية: كيف السبيل إليك؟ فقالت: هين؛ تنتصر، فنفتح لك الباب، وأنا لك، ففعل، ودخل الحصن. فنزل بكلٍ واحدٍ منا من الغم ما لو كان ولده من صلبه ما كان أشد عليه. فقضينا غزاتنا، فرجعنا، فلم نلبث إلا يسيراً حتى خرجنا إلى غزوةٍ أخرى، فمررنا بذلك الحصن، فإذا هو ينظر إلينا مع النصارى، فقلنا: يا فلان، ما فعل قرآنك؟ مافعل علمك؟ ما فعل صومك وصلاتك؟! فقال: أنسيت القرآن كله، حتى لا أحفظ منه إلا قوله: " ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين، ذرهم يأكلوا ويتمتعوا، ويلههم الأمل فسوف يعلمون "
سئل أبو حاتم عن عبدة بن عبد الرحيم فقال: صدوق، وقال النسائي: صدوق لا بأس به. وقال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر، وحدث بها، وخرج إلى دمشق، فكانت وفاته بها سنة أربع وأربعين ومائتين. . انتهى وصلى الله وسلم على محمد وآله
__________________
منقول عن موقع ملتقى اهل الحديث
بقلم أبي سلمى المغربي
اليوم راجعت خمس طبعات للبداية والنهاية لدور نشر مختلفة وبتحقيقات مختلفة بحثا عن تحقيق للمسأة
1 - طبعة دار العلوم المصرية بتحقيق خمسة أساتذة منهم علي عبد الستار.
لم يعلقوا على هذه المسألة.
2 - طبعة دار ابن كثير يا سين محمد السواس. أخطأ المحقق في الحاشية لما أحال على كتاب
المنتظم بالجزء والصفحة تأكيدا لما في المتن دون التنبيه على الخطأ
3 - دار إحياء التراث العربي بتحقيق علي شيري لم يعلق على المسألة
4 - دار الفكر بدون تحقيق
5 - طبعة دار هجر للطباعة والنشر الصفحة (14/ 640)
الملفت للانتباه في هذه الطبعة ما يميز عبارة ابن كثير في المتن عن طبعة دار الفكر وغيرها. بهذه العبارة: (ذَكَرَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي "الْمُنْتَظَمِ" أَنَّ هَذَا الشَّقِيَّ ) بزياة ذكر اسم كتاب المنتظم ما يحدد الكتاب الذي نقل منه ابن كثير فيقطع الشك باليقين. وأيضا ما يميز هذه الطبعة تعليق المحقق عبد الله بن عبد المحسن التركي بقوله في على وهم أو خطأ ردة وتنصر عبدة بن عبد الرحيم المروزي
قال عبد الله بن عبد المحسن التركي في الحاشية: المصدر السابق أي المنتظم الجزء12 الصفحة 302: فيه أن هذه القصة إنما وقعت لشاب كان في صحبة عبدة, فالذي تنصر إنما هو ذلك الشاب وليس ((عبدة بن عبد الرحيم)) ((وعبدة)) هو راوي القصة وليس هو صاحبها. انتهى كلام عبد الله بن عبد المحسن التركي
كنت قرأت أن أفضل نسخة لكتاب البداية والنهاية هي التي بتحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي طبعة دار هجر. والله الموفق للصواب
__________________
ابو سلمى المغربي