صبرينة لوتس
2015-10-05, 09:08
أنهكني التعب من كثرة الأعمال الشاقة بمنزلي ، من ترتيب ، كنس ، غسل ، كي ، طي ، شفط ، مسح ، نفض ، نشر، حك ،عرك ،......و......و......و......و.......
كان الوقت منتصف النهارعندما أنهيت أعمالي ، دخلت غرفة الجلوس وألقيت بجسدي المنهك على الأريكة فقابلتني تلك الكأس من الحليب وهي جالسة على الطاولةلاتبعد عني سوى بضع سنتيمترات ، لقد جهزتها منذ ساعتين مضت بغية شرب محتواها ، لكني غرقت في شغلي ونسيتها .
نظرت إليها نظرة إشفاق لأنها المسكينة انتظرتني طويلا دون سأم ،لم أستطع مد يدي إليها من فرط الإرهاق، هي أيضا أحست بتعبي فلو لا جمادها لتحركت نحوي ، وفيما كنت ألتقط أنفاسي إذ بي أسمع صوت حركة المفاتيح كان ابني الأكبر ، دخل ألقى التحية وسأل عن أحوالي لم يتعدى ردي على تحيته سوى إيماءة من رأسي ثم انصرف لتغيير ملابسه .
وبعد لحظات تبعه ابني الأصغر، ألقى التحية وجلس بجانبي وبدأ يثرثر
قائلا : أمي ..أمي ..قالت لنا أستاذة العلوم غدا سنخرج لحديقة المتوسطة لنغرس....
قاطعته واضعة أصبعي على فمي : ....أشت.....أشت....
مرت بعض الدقائق وعاد القرص المضغوط ليكسر هدوئي ويكرر نفسه قائلا :
أمي اين الأكل أمعائي تكاد تتقطع من شدة الجوع .
لم أعره اهتمامي ، لأني كنت أفكروأفكر فاليوم بالذات ....اليوم بالذات ......بالذات اليوم .....أنا لم أطبخ ، والسيدة الثلاجة قمت بتنظيفها اليوم ولا وجود سوى لرائحة "جافيل " بها .
عاد الصوت الجميل يتكرر من جديد والكلمات اليوم هي كباقي الكلمات التي تجدها في منتصف النهارعلى كل الطاولات .
فوثبت وثبة أخذت معها استقامتي وإذا بالذي غير ملابسه ينظم لمجلسي الموقر
قائلا : أنا لاارى شيئا أمي ...المطبخ يبرق برقا ولا رائحة شهية تخرج منه كالعادة
وواصل كلامه المعسول ......
آه ....مابه الجميل اليوم ؟ وأين "البراج "التي وعدني بها الحلو؟
نظرت إليه بمكر قائلة : ماذا قلت ؟ الأبراج ابني ....ألم تسقط في 11ديسمبر ؟
لم أنهي كلامي بعد حتى انظمت للمجلس الشقية الذكية ابنتي وهي تطبع قبلة على خدي قائلة : أمح....11سبتمبر أمي ......11سبتمبر .....
وألقت بجسدها على الأريكة متمتمة : أف .....تعبت ....تعبت ....كان يومي شاقا .
نظرت إليها والشرريتطاير من عيناي قائلة : 11ديسمبر .....11سبتمبر .......هنا أو هناك لافرق .......فقط حرف الدال .
ونطق القرص المضغوط ساخرا من هناك : قفزت على الزمن بشهرين أمي وتقولين حرف الدال فقط ..ههه....ههه.... ؟
شعرت أن الدم بدأ يغلي في شراييني ، حملت كأس الحليب وشربت نصفها دفعة واحدة وأعدتهالمكانها .
فجأة شعرت بغثيان .....انتبهت ....يإلاهي......الحليب أصبح دافئا وتغير طعمه ، خرجت مسرعة واضعة يدي على فمي............و...........و.............و
بعد لحظات عدت وانا أفكر في حيلة تخرجني من ورطتي .
أغمضت عيناي وجمعت ذرعاي وأطلقتهما باستقامة واحدة على شكل خط مستقيم أفقي وبدأت امشي ببطء مشية " الروبوت" فجأة خيم الصمت على الغرفة وفهمت أنهم اندهشوا من تصرفي هذا .
مشيت بضع دقائق وإذ بي ارتطم بالطاولة ففتحت عيناي ، ورتبت هندامي ثم قلت بجدية : حسنا.....اجلسوا......
وردت تلك الشقية : لاأحد يقف هنا غيرك أمي .
انتبهت ....وتمتمت .....لايفوتها شيء أبدا .....
قلت : أليس اليوم هو "الثامن "
وغرد من جديد العصفور الصغير فاتحا فاه ينتظر مني ملأه : أمي جعت متى تحضرين لي بطاطتي المقلية ...أوه ...أوه...
فانفجرت في وجهه غاضبة : البطاطا المقلية ....البطاطا المقلية ......ألا تعرف شيئا تأكله غير هذه البطاطا المقلية في الزيت المحروق في النار المحروقة بالغاز المحروق في الصحراء المحروقة بالشمس المحرقة بالطاقة المحروقة ...بال......بال.......بال.......
وقاطعتني الشقية لما تسألين عن التاريخ أمي ؟
فأجبتها أريد أن أحتفل اليوم بعيد المرأة هل من مانع ؟
فقهقه القرص المضغوط ضاحكا : مابك أمي ؟ هل تهربين في كبسولة الزمن ، أم تعيشين في كوكب آخر ؟
ما دخل شعبان برمضان ...اليوم هو 8سبتمبر وليس 8مارس......قلت :
وما دخلي أنا 8مارس.....8ماي ......لايهمني ....المهم أن احتفل اليوم .
ونطق كبيرهم أمي أنت لاتأمنين به فكيف ستحتفلين أنا لاافهمك .
أجبته : ليس قرآنا ابني ....أليس من صنع البشر ....إذن سأغيره كيفما شئت ....
وضع يده على راسه متأوها وقائلا : آي رأسي يألمني .....المفيد أمي .....المفيد....
لم تطبخي اليوم .....فهمنا .
أشرت بأصبعي إلى الكتب المرتبة على رفوف المكتبة قائلة : أترون ذلك الكتيب الصغير ....ذو اللون البني الجميل....المزين بالخطوط الذهبية الرفيعة الرقيقة ....
ذاك أيضا ابني وهو ينتظرني على احر من الجمر ، هوأيضا يحبني مثلكم ويشتاق الي مع فارق بسيط بينكم وبينه ، هو يعطي دون مقابل...لايطلب شيئا أبدا.....وايضا هادئ ولا يثرثر ولايكرر.
وخلاصة القول أبنائي أحبائي اليوم بالذات عليكم أن :
تتصلوا بصديق أو بذاك المحل النظيف الذي يجهز الأكل الخفيف الظريف .
ولاتنسوا أن تحضروا معكم للعشاء " بيتزا" بفطر اودجاج بزيتون ودقيق لنشرب بعدها شايا مطبوخا على نار من حطب ومجهزا في إبريق .
ورفعت صوتي في وجوههم قائلة : هيا انصرفوا ...هيا....هيا
وخرجوا متمتمين : مابها ....ما الذي أصابها.....لم تكن يوما هكذا .....
بعد خروجهم اغلقت الباب ثم الهاتف ونزعت الكوابل كل الكوابل وأسدلت الستائر كل الستائر وأشعلت ضوءا خافتا .....ضوءا خافتا واستسلمت لنعمة الهدوء ....ما أجمل الهدوء.......وألقيت بجسدي على أريكتي وبيدي انيسي في وحدتي وبدات أقرأ تلك الكلمات التي ليست كالكلمات ، هي موسيقى تعزف أعذب النغمات وتقاطرت من قطرالندى القطرات وفاضت الكأس باحلى العبرات وانتهت الحدوثة يا حضرات .
قطرات
كان الوقت منتصف النهارعندما أنهيت أعمالي ، دخلت غرفة الجلوس وألقيت بجسدي المنهك على الأريكة فقابلتني تلك الكأس من الحليب وهي جالسة على الطاولةلاتبعد عني سوى بضع سنتيمترات ، لقد جهزتها منذ ساعتين مضت بغية شرب محتواها ، لكني غرقت في شغلي ونسيتها .
نظرت إليها نظرة إشفاق لأنها المسكينة انتظرتني طويلا دون سأم ،لم أستطع مد يدي إليها من فرط الإرهاق، هي أيضا أحست بتعبي فلو لا جمادها لتحركت نحوي ، وفيما كنت ألتقط أنفاسي إذ بي أسمع صوت حركة المفاتيح كان ابني الأكبر ، دخل ألقى التحية وسأل عن أحوالي لم يتعدى ردي على تحيته سوى إيماءة من رأسي ثم انصرف لتغيير ملابسه .
وبعد لحظات تبعه ابني الأصغر، ألقى التحية وجلس بجانبي وبدأ يثرثر
قائلا : أمي ..أمي ..قالت لنا أستاذة العلوم غدا سنخرج لحديقة المتوسطة لنغرس....
قاطعته واضعة أصبعي على فمي : ....أشت.....أشت....
مرت بعض الدقائق وعاد القرص المضغوط ليكسر هدوئي ويكرر نفسه قائلا :
أمي اين الأكل أمعائي تكاد تتقطع من شدة الجوع .
لم أعره اهتمامي ، لأني كنت أفكروأفكر فاليوم بالذات ....اليوم بالذات ......بالذات اليوم .....أنا لم أطبخ ، والسيدة الثلاجة قمت بتنظيفها اليوم ولا وجود سوى لرائحة "جافيل " بها .
عاد الصوت الجميل يتكرر من جديد والكلمات اليوم هي كباقي الكلمات التي تجدها في منتصف النهارعلى كل الطاولات .
فوثبت وثبة أخذت معها استقامتي وإذا بالذي غير ملابسه ينظم لمجلسي الموقر
قائلا : أنا لاارى شيئا أمي ...المطبخ يبرق برقا ولا رائحة شهية تخرج منه كالعادة
وواصل كلامه المعسول ......
آه ....مابه الجميل اليوم ؟ وأين "البراج "التي وعدني بها الحلو؟
نظرت إليه بمكر قائلة : ماذا قلت ؟ الأبراج ابني ....ألم تسقط في 11ديسمبر ؟
لم أنهي كلامي بعد حتى انظمت للمجلس الشقية الذكية ابنتي وهي تطبع قبلة على خدي قائلة : أمح....11سبتمبر أمي ......11سبتمبر .....
وألقت بجسدها على الأريكة متمتمة : أف .....تعبت ....تعبت ....كان يومي شاقا .
نظرت إليها والشرريتطاير من عيناي قائلة : 11ديسمبر .....11سبتمبر .......هنا أو هناك لافرق .......فقط حرف الدال .
ونطق القرص المضغوط ساخرا من هناك : قفزت على الزمن بشهرين أمي وتقولين حرف الدال فقط ..ههه....ههه.... ؟
شعرت أن الدم بدأ يغلي في شراييني ، حملت كأس الحليب وشربت نصفها دفعة واحدة وأعدتهالمكانها .
فجأة شعرت بغثيان .....انتبهت ....يإلاهي......الحليب أصبح دافئا وتغير طعمه ، خرجت مسرعة واضعة يدي على فمي............و...........و.............و
بعد لحظات عدت وانا أفكر في حيلة تخرجني من ورطتي .
أغمضت عيناي وجمعت ذرعاي وأطلقتهما باستقامة واحدة على شكل خط مستقيم أفقي وبدأت امشي ببطء مشية " الروبوت" فجأة خيم الصمت على الغرفة وفهمت أنهم اندهشوا من تصرفي هذا .
مشيت بضع دقائق وإذ بي ارتطم بالطاولة ففتحت عيناي ، ورتبت هندامي ثم قلت بجدية : حسنا.....اجلسوا......
وردت تلك الشقية : لاأحد يقف هنا غيرك أمي .
انتبهت ....وتمتمت .....لايفوتها شيء أبدا .....
قلت : أليس اليوم هو "الثامن "
وغرد من جديد العصفور الصغير فاتحا فاه ينتظر مني ملأه : أمي جعت متى تحضرين لي بطاطتي المقلية ...أوه ...أوه...
فانفجرت في وجهه غاضبة : البطاطا المقلية ....البطاطا المقلية ......ألا تعرف شيئا تأكله غير هذه البطاطا المقلية في الزيت المحروق في النار المحروقة بالغاز المحروق في الصحراء المحروقة بالشمس المحرقة بالطاقة المحروقة ...بال......بال.......بال.......
وقاطعتني الشقية لما تسألين عن التاريخ أمي ؟
فأجبتها أريد أن أحتفل اليوم بعيد المرأة هل من مانع ؟
فقهقه القرص المضغوط ضاحكا : مابك أمي ؟ هل تهربين في كبسولة الزمن ، أم تعيشين في كوكب آخر ؟
ما دخل شعبان برمضان ...اليوم هو 8سبتمبر وليس 8مارس......قلت :
وما دخلي أنا 8مارس.....8ماي ......لايهمني ....المهم أن احتفل اليوم .
ونطق كبيرهم أمي أنت لاتأمنين به فكيف ستحتفلين أنا لاافهمك .
أجبته : ليس قرآنا ابني ....أليس من صنع البشر ....إذن سأغيره كيفما شئت ....
وضع يده على راسه متأوها وقائلا : آي رأسي يألمني .....المفيد أمي .....المفيد....
لم تطبخي اليوم .....فهمنا .
أشرت بأصبعي إلى الكتب المرتبة على رفوف المكتبة قائلة : أترون ذلك الكتيب الصغير ....ذو اللون البني الجميل....المزين بالخطوط الذهبية الرفيعة الرقيقة ....
ذاك أيضا ابني وهو ينتظرني على احر من الجمر ، هوأيضا يحبني مثلكم ويشتاق الي مع فارق بسيط بينكم وبينه ، هو يعطي دون مقابل...لايطلب شيئا أبدا.....وايضا هادئ ولا يثرثر ولايكرر.
وخلاصة القول أبنائي أحبائي اليوم بالذات عليكم أن :
تتصلوا بصديق أو بذاك المحل النظيف الذي يجهز الأكل الخفيف الظريف .
ولاتنسوا أن تحضروا معكم للعشاء " بيتزا" بفطر اودجاج بزيتون ودقيق لنشرب بعدها شايا مطبوخا على نار من حطب ومجهزا في إبريق .
ورفعت صوتي في وجوههم قائلة : هيا انصرفوا ...هيا....هيا
وخرجوا متمتمين : مابها ....ما الذي أصابها.....لم تكن يوما هكذا .....
بعد خروجهم اغلقت الباب ثم الهاتف ونزعت الكوابل كل الكوابل وأسدلت الستائر كل الستائر وأشعلت ضوءا خافتا .....ضوءا خافتا واستسلمت لنعمة الهدوء ....ما أجمل الهدوء.......وألقيت بجسدي على أريكتي وبيدي انيسي في وحدتي وبدات أقرأ تلك الكلمات التي ليست كالكلمات ، هي موسيقى تعزف أعذب النغمات وتقاطرت من قطرالندى القطرات وفاضت الكأس باحلى العبرات وانتهت الحدوثة يا حضرات .
قطرات