تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاخلاق ....


كمال55
2007-09-19, 10:38
بسم الله الرحمن الرحيم


إنَّ الأخلاق الحسنة والسلوكَ القويم أجملُ حُلَّةٍ يتجمل بها المرء بين العباد ، وأقومُ طريق يسلكه


المريدُ إلى ربِّه جل وعلى لذلك كان أحسن من تحلى بها رسولُنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -

قال الله تعالى [ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ]

ووصفته الخبيرةُ به ، العالمةُ بأموره ، أمُّ المؤمنين عائشةُ رضي الله عنها ؛

فقالت : " كان خُلُقُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن "

وقالت : كان أحسن الناس خلقاً ، لم يكن فاحشاً ،ولا متفحشاً ، ولا سخاباً بالأسواق ، ولا يجزئ بالسيئة مثلها ، ولكن

يعفو ويصفح .

أخي الكريم ، أختي الكريمة :

إنَّ الأخلاق عظيمٌ شأنُها ، جليلٌ قدرُها ، خطيرٌ وقعُها ، لكونها من الأمانة التي حُمِّلَها الإنسان ، ليعمر بها الأرض بالعدل

والبر والتقوى والإحسان ، ويسوس بها الأمور بالرشاد والسداد لا بالظلم والطغيان ، ويُعِدَّ العُدَّةَ ليومٍ تجزى فيه كلُّ نفسٍ

بما عملت بين يدي الملك الدَّيان .

ولقد أتمَّ الله تعالى علينا النعمة ، ودفع عنَّا النقمة بالأخلاق الحسنة ، والسلوك القويم ، ببعثة من أرسله الله رحمةً

للعالمين ، وضياءً للسالكين ، وهدىً للقاصدين ، رسوله محمدٍ صلى الله عليه وسلم الذي تمم به مكارم الأخلاق ، وَجَمَّل به

حسن السلوك والآداب ، كلُّ ذلك لكون الأخلاقِ الحسنة ، والآداب القويمة تشمل الجزءَ الأعظمَ من عملِ الإنسان ، وإراداته

ومقاصده ، وهيئاته وتصرفاته ؛ لذلك كان المتحلي بحسن الأخلاق وجميل الآداب في أعلى المنازل وأفضلها ،

قال عليه الصلاة والسلام : (( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق )) .

فكان أول ما دعا إليه صلى الله عليه وسلم بعد التوحيد مكارم الأخلاق ،


وكان من أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم- قوله إذا افتتح الصلاة :

(( … واهدني لأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها ، لا يصرف عني سيئها إلا أنت ! )) الحديث .



- وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن من أحبكم إليّ، وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً،

وإن أبغضكم إليّ ، وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون ، والمتشدقون ، والمتفيهقون ))
قالوا : يا رسول الله ، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : (( المتكبرون )) .