المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوجه الآخر للأسر


صبرينة لوتس
2015-10-02, 23:27
اغمض عينيك لثوان وتخيل نفسك في غرفة مغلقة شبه مظلمة مساحتها16 مترمربع بسقف يمكن ليدك أن تصله بسهولة ، تنبعث منها رائحة الرطوبة وتتقاسمها معك الجرذان التي ستصبح في المستقبل من أعز أصدقائك ،
يرتجف جسدك وتزرق أعضاؤك ويضيق تنفسك من شدة برودة المكان .
افتح عينيك الآن لأقول لك أين كنت ، لقد كنت في زنزانة لأسير فلسطيني .
نعم هكذا يعيش الأسير الفلسطيني يومياته في سجون الإحتلال الاسرائيلي .
ترى ما الذي يساعده على الإستمراروتحمل العيش في مثل هذا المكان ؟ ألم تسأل نفسك يوما هذا السؤال.
الجواب هو الإيمان بالله تعالى والإيمان بالقدر خيره وشره والإيمان بقضيته العادلة
تذكرت في هذا المقام قصة أسرأبي حفظه الله أيام الإحتلال الفرنسي لبلدي الجزائر
وأبي أمي لايقرأ ولا يكتب وكيف خرج بعد عام ونصف من سجن المحتل الفرنسي يكتب الحروف ويحفظ سورا قصيرة من القرآن الكريم .
انظرللذكاء وقمة الإبداع وكيف يمكن أن تخلق من مكان مهجورومخيف كالسجن لتجعل منه مكانا يشع منه الضوء فتصلى فيه الصلوات الخمس ويطلب فيه العلم .
وأنا أنصت بإمعان عبرإحدى القنوات لتلك الأسيرة الفلسطينية المحررة من سجون الإحتلال الإسرائيلي وهي تروي عذاباتها وكمية الظلم الذي تعرضت له ، مرّ أمامي طيف يقال له دين الإسلام ورحمته بالإنسان والحيوان.
الأسير في ديننا له حقوق حيث لايهان ولا تمس كرامته ، وكم من أسير إسرائيلي وقع في قبضة الفلسطيني المسلم فتعامل معه بإحسان متأسيا بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم في معاملة الأسرى .
وأخذتني الذاكرة إلى معتقل "قوانتانامو" ومظالمه واللعنة التي لازالت تلاحق المتسببين في وجوده .
فإن أسرت يوما من أجل قضية عادلة فأنت حر بمبادئك وهي التي تنير سجنك.
وكم في هذا العالم من أسرى خارج السجون تأسرهم شهواتهم وملذاتهم فيعيشون الأسر بعينه وهم طلاقاء .
ويحيا الأسير والحرية ترفرف من حوله تضيء سجنه لأن فكره تحرر إلاّ من عبودية الله وحده والإيمان بقضيته العادلة.
فيلقب بالبطل ويموت ويفنى جسده ويبقى اسمه خالدا ، مطرزا بخيوط من ذهب تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل .
ولدينا في ثورة التحرير الجزائرية المثل الأعلى حيث لايزال اسم البطل " العربي بن مهيدي " وإخوانه في ذاكرة كل الجزائريين إلى يوم الدين .
وصدقت هذه الكلمات التي تنشد الأسير الفلسطيني وتتوجه بطلا قائلة :
مكتوب على جبينك بطل يا ساكن الزنازين
مهما جرى ومهما حصل كله فدا فلسطين
تتحرر فلسطين المحتلة بمثل هؤلاء الأبطال كما تحررت الجزائر بأبطالها ، وسيأتي يوم تسودنا العدالة الإجتماعية ولن نحتاج لبناء السجون .


بقلم قطرات قطر الندى

optimism
2015-10-04, 20:53
السلام عليكم

ترى ما الذي يساعده على الإستمراروتحمل العيش في مثل هذا المكان ؟ ألم تسأل نفسك يوما هذا السؤال.؟؟؟
الجواب هو الإيمان بالله تعالى والإيمان بالقدر خيره وشره والإيمان بقضيته العادلة

,,,,,,,,,,,اذا امنت لم تعد بمقدار نفسك ,,,,,,,,,,,,,,ولكن ,,,,,,,,,,,بمقدار القوة التي بها انت مؤمن

سلام

Ahmed Hadri
2015-10-04, 21:00
كلام من ذهب بوركت

صبرينة لوتس
2015-10-05, 07:34
السلام عليكم

ترى ما الذي يساعده على الإستمراروتحمل العيش في مثل هذا المكان ؟ ألم تسأل نفسك يوما هذا السؤال.؟؟؟
الجواب هو الإيمان بالله تعالى والإيمان بالقدر خيره وشره والإيمان بقضيته العادلة

,,,,,,,,,,,اذا امنت لم تعد بمقدار نفسك ,,,,,,,,,,,,,,ولكن ,,,,,,,,,,,بمقدار القوة التي بها انت مؤمن

سلام

فعلا أختي optimism ....الكل يتحدث عن القوة الخارقة ونسبوها لأمور عدة ونسوا أن القوة الخارقة هي قوة الايمان التي هي من قوة الله سبحانه وتعالى ومنه ينبثق الايمان بقضيانا العادلة .

بارك الله فيك على هذا التدخل المميز .

صبرينة لوتس
2015-10-05, 07:40
كلام من ذهب بوركت

بوركت أخي الفاضل على هذا التدخل الجميل

شكرا لك