مشاهدة النسخة كاملة : قاعدة ... ( ما فات شيئ ) !!
وفاء الياسمين
2015-09-27, 20:48
الإخوة الأكارم /
من أشدِّ الكلمات وأقساها وأغلظها على نفس المرء .. هي كلمات التحسر والتألم والندم .. والتي يرسلها الوهم إلى قلب المسلم وعقله .. فيوهمه بأن الأمر فات ، وانتهى ، وانقضى ،
ولن يُدرك ، وسبقك بها من سبق .. ونحوها من كلمات الأسى والأسف والتحسر والندم .
تأملت في مثل هذه الكلمات .. فوجدتُها رسائل سلبية قاتلة .. تُرسل لنا من ( اللاشيء ) فنستقبلها ، ونستسلم لها .. دون أدنى أدنى أدنى تفكير في العلاج وإعادة النظر .
هذه الكلمات التي يتحدث عن خلافها الكثير من أهل العلم .. من نحو ( الهمة ، والقمة ، وبذل الجهد والوسع ، والاجتهاد ، ومالايدرك كله لايُترك جله ) ..
ونحوها من كلمات " تدراك ما فات " ..
هذه الكلمات هي ما أعنيها في هذه القاعدة ، والتي أسميتها :
قاعدة : ( مافات شيء ) .
هذه القاعدة تأملتُها في حال كثير من الأفاضل ممن أعرفهم ، أو سمعت عنهم ، أو قرأت سيرهم .. فوجدتها من أنفع القواعد وأجداها - فيما أحسب - في معالجة النفس ،
وأطّْرها على المعالي والمكارم والفضائل أطرا .. كما تفيد - أيضا - في تدارك التقصير والقصور واستدراكهما ..
وتنفع كذلك في نفض غبار الكسل والخمول والتهاون في أمرِ .. ينفع في الدنيا ثم الآخرة .. أصلحهما الله لنا .
وعليه :
لا تقل لقد فات الأوآن .. بل قل : الآن ، الآن ، الآن .
مثال :
- قد يُحبَط أحدُنا في عدم حفظه لكتاب الله تعالى ، وأن مافات لايمكن استدراكه ، ومايقي من العمر مثل مامضى - كما يقال - .. فأقول : لنتأكد أن ذلك من تخذيل الشيطان ..
ومَن صدقَ النية وعقدَ العزم .. وفقه الله تعالى إلى ما فيه رضاه .. والدعاء الدعاء .. فإن ضعفت وكسلت ؛ فقل لنفسك : ( ما فات شيء ) .
- قد يتأثر أحدُنا في تفوّق أقرانه أو من هم أقل منه سنا .. في طلب العلم .. فيقول : لقد فات الآون .. مضى العمر ولم ننتفع .. وفاتنا الركْبُ وثَني الرُكَب !! ..
فأقول : ودّ الشيطان لو ظفر منّا بهذا .. فلنبادر من الآن .. ولنعقد العزم .. ومن سار على الدرب وصل ، وفاز بالظفر .. فبادر ، وتأكد بأنه ( ما فات شيء ) .
- قد يُخذّلنا الشيطان في حضور دروس أهل العلم .. وأن مَن هم فيها .. من صغار السن ، وحضورنا محرج لنا .. فأقول : هذا من تفنن الشيطان في التخذيل .. فلا نلتفت له ..
بل نحضر ونحث غيرنا على الحضور .. ولنقل لأنفسنا : ( ما فات شيء ) .
- قد يكون من أمنيات بعضنا إكمال الدراسات العليا ( ماجستير ودكتوراه ) .. فيقنع نفسه بأن الأقران قد سبقوا في تولي المناصب والكراسي .. وقبلهما : فازوا بالنفع والبذل ..
فلا تقل لنفسك : لقد فات الآون ، بل قل : الآن ، الآن .. وبادر وابحث وسجل واجتهد في الإكمال ، ولا بد من التعب .. وتأكد أن من حازوا على تلك الدرجات لايفوقونك - غالبا - إلا ببذل شيء من الجهد ..
وأنت قادر عليه - بإذن الله - ، وبإمكانك أن ترى نفسك يوما ممن يسبق اسمهم حرف ( الدال ) .. نعم ؛ يمكن أن نرى ذلك .. ( وما فات شيء ) .
- قد يفشل أحدنا في اختباراته الدراسية ؛ وأن درجات اختبارات الفصل الأول لاتساعد في الفصل الثاني .. أو أن المعدل التراكمي لايمكن رفعه أو تدراكه .. لاتُلقِ لذلك بالا ..
بل اجتهد وابذل وتحدَّ نفسك .. وغالبا ستنتصر عليها بإذن الله .. وأسرَّ إليها بقولك : يا نفس ؛ الوعد قدام ( وما فات شيء ) .
- قد يتأثر أحدنا عندما يرى أولاد غيره أفضل من أولاده من ناحية الحفظ أو التربية أو المستوى الدراسي .. فيفقد الأمل في الإصلاح .. فلا تقل ذلك .. بل ابدأ من الآن ..
والموفق من وفقه الله تعالى ، والدعاء ، الدعاء .. فبادر إلى تربيتهم وما فيه صلاحهم وأقنع نفسك وإياهم بأنه ( ما فات شيء ) .
- قد يُفرط أحدنا في حقوق والديه أو زوجه أو أولاده أو أحد إخوانه وجيرانه .. فيقول : التقصير كثير وكثير .. والتفريط لايمكن تدراكه !! .. لاتقل ذلك ، فما دامتْ نفسك بين جنبيك ..
فأنت قادر - بإذن الله - على التدراك والإصلاح .. فقل لنفسك من الآن : ( ما فات شيء ) .
- إن تأخر فطورك أو غداءك أو عشاءك .. فغضبت لذلك .. فبادر إلى ما يسد جوعتك .. وقل لنفسك : الحمدلله ، والأمر يسير ( وما فات شيء ) .
إن لم تعجبك القاعدة .. فقل لنفسك ( ما فات شيء ) .. وابحث عن مايفيدك :)
( منقول/ المسيطير ).
وفاء الياسمين
2015-09-28, 21:12
ومما يفيد في قاعدة : ( ما فات شيء ) .. ما تُحدث به النفسُ اللوامةُ صاحبَها .. فيتحسر على التقصير في حق الله تعالى ، ويندم على التفريط في جنب الله تعالى ، ويتأسف على على معاصٍ ارتكبها ، وسيئات اقترفها .. فيقال لي وله ولمن هم مثلنا .. ( ما فات شيء ) .. الآن : أقبل والجأ إلى الله تعالى ، وابكِ بين يديه ، واشكو له حالك ونفسك .. ولنتب ، ونستغفر ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا توباتنا ، ويغسل حوباتنا ، ويتجاوز عن زللنا وتقصيرنا ..
لا نفرط في التوبة والاستغفار .. ونظنها - فقط - لمن ظهر فسقه ومعاصيه .. فنحن من أولى الناس بها .
وفي حديث عبد اللَّه بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال : ( إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) رواه الترمذي وقال حديث حسن .
يعني : ( ما فات شيء ) .
--
فائدة :
معنى ( الآن ) .. أي : الآن .
صبرينة لوتس
2015-09-29, 21:52
السلام عليكم
شكرا على الموضوع القيم
أنا بصدد قراءة كتاب اسمه كلمات قاتلة لا تقولوها أبدا
وإليك هذا المقطع منه : " أقتل نفسي من العمل " هي طريقة في الموت قبل الأوان ، طريقة في برمجة رحيلنا لكي لا نضطر إلى مواجهة فراغ المستقبل الذي لايحمل أي إنجاز .
وفاء الياسمين
2015-09-29, 22:31
السلام عليكم
شكرا على الموضوع القيم
أنا بصدد قراءة كتاب اسمه كلمات قاتلة لا تقولوها أبدا
وإليك هذا المقطع منه : " أقتل نفسي من العمل " هي طريقة في الموت قبل الأوان ، طريقة في برمجة رحيلنا لكي لا نضطر إلى مواجهة فراغ المستقبل الذي لايحمل أي إنجاز .
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
العفو حبيبتي شرفتي الموضوع
ماشاء الله وفقك لإكماله
صح سبحان الله نستعملها كثيرا ونعرف من يطبقها و حقيقة تريه في يتعب بدون نتيجة مرضية
أصلح الله احوالنا
مــحــمــد
2015-09-29, 22:55
بارك الله فيكم
موضوعكم من أجمل المواضيع التي قرأتها في هذا المنتدى
وفاء الياسمين
2015-09-30, 05:40
دخل منصور بن المهدي يوما على المأمون وعنده جماعة يتكلمون في الفقه ، فقال له : ما عندك فيما يقول هؤلاء؟ .
قال : يا أمير المؤمنين ؛ أغفلونا في الحداثة ، وشغلنا الطلب عند الكبر من اكتساب الأدب .
قال : لم لا تطلبه اليوم وأنت في كفاية ؟.
قال : أو يحسن بمثلي طلب العلم ؟.
فقال له المأمون : والله لأن تموت طالبا للعلم خير من أن تعيش قانعا بالجهل .
قال : يا أمير المؤمنين ؛ إلى متى يحسن بالمرء طلب العلم ؟ .
قال: ما حسنت بك الحياة ؛ يا منصور ؛ اتق الله في نفسك ولا ترض بهذا ،
فإنه يقصر بك في المجالس ، ويصغرك في أعين من يراك ، ويزري بك .
--
(*) تاريخ دمشق .. نسخة إلكترونية .
أبدعتِ في الانتقاء تستحقين التقييم لذلك
بارك الله فيك ،،،،
وفاء الياسمين
2015-09-30, 09:03
أبدعتِ في الانتقاء تستحقين التقيم لذلك
بارك الله فيك ،،،،
وفيكِ بارك الله
و أنتِ تستحقين زيادة النقاط جزاك الله خيرا
وفاء الياسمين
2015-09-30, 09:05
بارك الله فيك
وفيك بارك الله شكرا
youcef hadj
2015-09-30, 14:58
بوركت ؛ جزاك الله خيرا
وفاء الياسمين
2015-09-30, 17:59
وما زال الباب - باب الاستدراك - مفتوحا .. ينبعث من أعماقه النداء طيبا نديا ..
" إن كنت أصبتَ في الساعات التي مضت .. فاجتهد للساعات التي تتلو ..
ون كنت أخطأتَ .. فكفر وامحُ ساعةً بساعةٍ .. الزمنُ يمحو الزمنَ .. والعملُ يغير العملَ ..
ودقيقةٌ باقيةٌ في العمر .. هي أملٌ كبيرٌ في رحمة الله "*.
--
(*) حتى لا يذهب عمرك سدى .. باسل شيخو .
وفاء الياسمين
2015-09-30, 18:01
( طـمـوح متـقـاعـد ) لقاء حواري مع رجل طلب العلم بعد ( 53 ) سنة !!
عالي الهمة يعرف قدر نفسه مهما تقدم به العمر ، ويرمق طرق النجاح مهما تعددت وسائله ، وقد نقل ابن قتيبة عن بعض كتب الحكمة :
" ذو الهمة إن حُطَّ، فنفسه تأبى إلا عُلُوّاً ، كالشعلة ِمن النار يُصَوِّبُها صاحبها، وتأبى إلا ارتفاعا "
وحينما تكون الهمة في طلب العلم ، فإن ذلك مفتاحا لحصاد نتائج جمة قد يدركها المرء أو يدركها غيره ، ولكن المرء قد يجتاح في طريقه في طلب العلم بعضا من المعوقات التي تحيل بينه وبين السمو والرفعة ، فيفتر ويضعف وتدنو همته حتى يفوته القطار !
شاب صيني : ذهب لرجل كبير في السن سائلا إياه مفتاح النجاح !! فأحضر الرجل العجوز إناء به ماء.. فاستغرب الشاب! وقال له العجوز : انظر إلى الإناء ماذا ترى؟ فنظر الشاب إلى الإناء وإذا بالعجوز يمسك برأس الشاب ويغمره في الماء.. فحاول الشاب المقاومة ! فأقبض الرجل العجوز بقوة أكبر ولكن الشاب قاوم بشده واخرج رأسه من الماء.. فأستغرب الشاب من تصرف هذا العجوز! فقال له العجوز: هل رأيت مدى حاجتك للهواء؟ فقال الشاب: نعم قال العجوز : هكذا النجاح لا بد أن تطلبه كطلبك للهواء.
ولذلك سأنقلك أيها القارئ مباشرة مع حوار كان بيني وبين العم (عبد الله بن سعد آل يعن الله ـ السعودية ـ جنوب المملكة )، والذي تناولت معه أطراف الحديث عن أسرار طلبه للعلم الشرعي في السنة الثالثة بعد الخمسين ، فأتركك مع اللقاء ، لعلنا نستنشق ريحان العلم من عبق سيرته ، ويتوقد في القلب مصباح الهمة والطموح في ديجور التكاسل والتغافل ..
• بداية أرحب بك في هذا الحوار الذي نهدف من خلاله حفز الهمم للشباب والشيب في طلب العلم !.
ج/ وأنا كذلك أرحب فيك وأرجو الله أن يكون هذا اللقاء خالصا لوجهه الكريم ..
• أعلم بأنك شاركت في الأكاديمية الإسلامية العلمية بقناة المجد العلمية من ثلاث سنوات وأرغب بأن أسألك عن بعض ما يهمني في هذا الحوار !
ج/ لا بأس بذلك .. تفضل ..
• ما هو عملك الوظيفي الذي تقاعدت منه ؟ ومتى كان تقاعدك ؟
ج/ بفضل من الله تقاعدت وأنا برتبة عميد طيار من قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط وذلك عام 1426هـ.
• كيف طرأت فكرة انتظامك في الأكاديمية ؟
ج/ الفكرة بدأت عندما قربت مدة نهاية خدمتي فبدأت أفكر في الانتساب لإحدى الجامعات ، وعندما أحلت للتقاعد إذا بقناة المجد تعلن عن فتح الأكاديمية الإسلامية ، فوجدت بغيتي والتحقت بها ..
• ما هو هدفك من الدراسة ؟
ج/ الحقيقة كان هدفي من الدراسة هو التزود من العلم الشرعي الذي ينفعني في الدنيا والآخرة.
• كم كانت مدة الدراسة ؟
ج/ ثمانية فصول دراسية بواقع ثلاثة فصول في العام الواحد.
• ما هي المناهج التي تم دراستها ؟
ج/ تم دراسة بعض العلوم شرعية المهمة حيث اشتملت على علوم الحديث والتفسير والفقه والفرائض واللغة العربية والعقيدة والقرآن والآداب الشرعية والقواعد الفقهية.
• كيف كان نظامك في دراستك ؟.
ج/ نظام الدراسة كان من أفضل ما يمكن أن يحصل عليه أي إنسان لديه مسؤوليات عائلية واجتماعية ، فالقائمون على الأكاديمية اختاروا درسيـن يوميا إحداهما بعد العصر والثانية بعد العشاء وتعاد المحاضرتين بعد الفجر.
• كيف استطعت أن توفق بين الدروس العلمية والارتباطات الأسرية الاجتماعية؟
ج/ كان ذلك بالضغط على نفسي في كثير من الأحوال ، وخاصة عدم قناعة الكثير ممن يعرفني بتوجهي حتى تصل في بعض الأحيان إلى درجة السخرية ، إلا أن من حولي من زوجة وأبناء وأقارب كانوا عضدا لي وشجعوني وآزروني فجزاهم الله عني خير الجزاء .
• أكيد بأنه كان لك حضور في مجال العلم سابقا ولكن هل مررت على دراسة منظومة البيقونية ونخبة الفكر والآجرومية وغيرها من علوم الآلة ؟
ج/ لا.. كان لي حضور في مجالس العلم العامة ولم أنتظم في دروس علمية منتظمة إلا في الأكاديمية ..
• هل كنت تتمنى بأنك طلبت العلم في شبابك ؟
ج/ لاشك بأني ندمتُ على إهمال طلب العلم في شبابي ولكنني بحمد الله تداركت ما مضى من عمري ، ولن أتوقف بإذن الله في إكمال المسير بعد أن عشت في جنان مجالس العلم ..
• هل كان هناك صعوبة في دراسة بعض المناهج بالرغم أن ذلك يعتبر أول مرة ؟
ج/ والله الصعوبات لابد منها ، ولكنها تزول مع الإصرار وعلو الهمة ، وكان من أهم الصعوبات عدم وجود القدر الكافي من الحصاد الشرعي لانشغالي بغيرها أثناء الحياة العملية .
• صعوبة التعامل مع الانترنت كيف تغلبت عليها ؟
ج/ كان هناك صعوبة في التعامل مع الإنترنت وخاصة أثناء أداء الامتحانات ولكن الحمد لله تم التغلب عليها بمساعدة أبنائي ..
• ما هو الميول الذي تحب أن تتخصص فيه في العلوم الشرعية؟
ج/ أميل إلى التوسع في علوم الفقه والعقيدة بإذن الله.
• كيف تجد أثر الحصاد العلمي بعد هذه المدة ؟
ج/ الحصاد العلمي لا زال في حاجة إلى الزيادة ولكن بفضل الله حصلنا على خير نسأل الله أن يسهل لنا المزيد .
* هناك الكثير من الدورات والأكاديميات العلمية ولكن بماذا تميزت أكاديمية المجد العلمية؟
ج/ الأكاديمية الإسلامية تميزت بمنهجيتها العلمية ، واختيارها للمواد المهمة للدراسة، واختيار نخبة جليلة فاضلة من أهل العلم الموثوق بهم على مستوى العالم الإسلامي ، وكذلك تمكين الطالب من مراجعة الدروس على الموقع الخاص بها نظريا وصوتيا والحصول على الشروح وطباعتها دون مقابل.
• آمالك بعد الدراسة الأكاديمية ؟
ج/ والله الآمال كثيرة وأهمها أن ييسر الله لنا المواصلة في طلب العلم الشرعي.
• أحيانا هناك من الشباب من يريد طلب العلم لكنه يستثقل الجلوس في مجالس العلم فما توجيهكم لهم ؟
ج/ مجالس العلم لا يضاهيها أي شيء في الدنيا ، فهي مجالس الخير والرفعة في الدنيا والآخرة ، فالعلماء ورثة الأنبياء وأنا أهيب بكل إنسان مسلم مهما كان سنـٌّـه أن تكون همته عاليه ، وأن يتفقه في الدين ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) ..
• الفضيل بن عياض، وابن العربي، وابن حزم، والعز بن عبد السلام، صاروا نجومًا في سماء العلم في عصرهم وهم طلبوا العلم وهم كبارا ، وأرجو أن تكون نجما يتلألأ بعلمه في عصرنا ؟
ج/ نسأل الله الكريم من فضله ..
• كلمة أخيرة في نهاية هذا المطاف ؟
ج/ إذا كان هناك من كلمة فهي الشكر لله تعالى أولا على ما من به على من الصحة والعافية والتمكين من الالتحاق بهذه الأكاديمية.
ثانيا: الشكر لقناة المجد العلمية والأكاديمية الإسلامية والقائمين عليها وكل من كان له فضل التدريس فيها على ما قدموه لنا خلال هذه المدة ونسأل الله أن يثبهم على ذلك.
ثالثا وأخيرا: الدعوة للإخوة والأخوات صغارا وكبارا إلى دراسة العلم الشرعي فلا غنى للإنسان المسلم عنه ، وأن لا يكون عامل السن الكبير عائق للإنسان في طلب العلم فطلب العلم من المهد إلى اللحد ( وقل ربي زدني علما )
• أشكرك على هذا اللقاء المثمر ونتطلع إلى الاستفادة من حصاد جلوس في حلق العلم والعلماء ..
ج/ وأنا أشكر كذلك على حوارك البناء ونسأل الله للجميع التوفيق والنجاح ..
--
تنبيه : لست أنا من أدار الحوار ؛ وإنما أنا ناقل للحوار من موقع الشيخ العلامة : عبدالرحمن البراك منذ زمن فحفظته على جهازي وأحببت المشاكة به اليوم لتعم الفائدة .. أسأل الله لنا ولكم التوفيق والقبول في القول العلم .
M-N-NADJIB
2015-10-01, 09:43
أشكرك جزيل الشكر علي. هذا الموضوع القيم
fodilbac
2015-10-01, 11:43
بارك الله فيكم عش اليوم كيوم و لا تدع الماضي يتحكم فيك باب التوبة مفتوح و ربي يوفقنا ان شاء الرحمان
وفاء الياسمين
2015-10-02, 06:26
(أم صالح ) عمرها 82 عاماً .. بدأت في حفظ القراًن في السبعين من عمرها ..
مشوارها مع الحفظ فيه الكثير من المعاني الجميلة , كعلو الهمة والمصابرة والتضحية والصبر … التقينا بالخالة ( أم صالح ) لنتعرف على الطريقة التي حفظت بها ..
فإلى ثنايا اللقاء :
مالسبب الذي جعلك تقبلين على حفظ القراًن بعد هذا العمر ؟.
كانت أمنيتي أن أحفظ القراًن الكريم من صغري , وكان أبي يدعو لي دائماً أن أكون من الحفظة مثله ومثل اخواني الكبار , فحفظت بعض السور – تقارب ثلاثة أجزاء – وحينما أتممت الثالثة عشرة تزوجت وانشغلت بعدها بالبيت والأولاد, حينما أصبح لدي سبعة أولاد توفي زوجي , وكانوا كلهم صغاراً فتفرغت لتربيتهم وتعليمهم , وحينما كبروا وتزوجوا تفرغت لنفسي , وأول ما سعيت له وبذلت من أجله النفيس حفظ كتاب الله – عزوجل -.
وكيف كان مشوارك مع الحفظ ؟.
ابنتي الصغرى كانت تدرس بالثانوية , وهي من أقرب بناتي وأحبهن إلي ؛ لأن أخواتها الكبيرات تزوجن وانشغلن بحياتهن , وأما هي فقد بقيت عندي وكانت هادئة مستقيمة محبة للخير , كما أنها تتمنى أن تحفظ القراًن – وخصوصاً ان المعلمات يشجعنها على هذا – وكانت هي بدورها تبث في الحماس , وتضرب لي المثل بنسوة كثيرات دفعتهن همتهن العالية للحفظ , ومن هنا بدأت أنا وأياها . كل يوم عشر آيات .
وكيف كانت طريقتكما في الحفظ ؟
حددنا كل يوم عشر آيات , فكنا كل يوم بعد العصر نجلس سوياً فتقرأ هي وأردد وراءها ثلاث مرات , ثم تشرح لي معانيها , وبعدها تردد لي ثلاث مرات , وفي صباح الغد تعيدها لي قبل أن تذهب إلى المدرسة , وبالإضافة لهذا فقد قامت بتسجيل الآيات المقررة بصوت الشيخ الحصري , بحيث تتكرر ثلاث مرات , فكنت أسمعها أغلب الوقت , فإن حان وقت التسميع في اليوم التالي نتجاوز الآيات – وقد حددنا يوم الجمعة لمراجعة المقرر الأسبوعي , وكذا استمررنا في الحفظ أنا وإياها – حفظها الله ورعاها .
ومتى أتممت الحفظ ؟ .
خلال أربع سنوات ونصف حفظت اثني عشر جزءاً بالطريقة السابقة , ثم تزوجت ابنتي , ولما علم زوجها بشأننا استأجر بيتاً قريباً من منزلي ليتيح لنا فرصة إكمال الحفظ , وكان – جزاه الله خيراً – يشجعنا ويجلس معنا أحياناًً يسمّع لنا ويفسر ويعلّم ثم بعد ثلاثة أعوام انشغلت ابنتي بالأولاد والبيت , ولم يعد موعدنا ثابتاً , وكأنها استشفّت لهفتي على الحفظ فبحثت لي عن مدرسة طبية لتكمل معي المشوار بأشراف ابنتي نفسها , فأتممت الحفظ بتوفيق من الله -عز وجل – ومازالت ابنتي تبذل جهدها للحاق بي ولم يبق لها سوى القليل – إن شاء الله -.
النســــاء حولي :
همتك العالية وتحقيقك لإمنيتك الغالية هل كان لها تأثير على من حولك من النساء ؟ .
التأثير حقيقة كان واضحاً وقوياً , فبناتي وزوجات أبنائي تحمسن كثيراً , وكن دائماً يضربن بي المثل , وقد كوّنّ حلقة مدتها ساعة في اجتماعهن الأسبوعي عندي فكن يحفظن بعض السور ويسمعّن , وأحياناً ينقطعن ولكن يرجعن , وعموماً كانت النية جيدة .
حفيداتي شجعتهن على التسجيل بدُور التحفيظ وأقدم لهن دائماً هدايا متنوعة , وأما جاراتي فكان بعضهن في البداية يحطمنني ويحبطن من عزيمتي ويذكرنني بأن الحفظ صعب لأن ذاكرتي ضعفت , ولكن لما رأين قوة عزيمتي وتصميمي أخذن يشجعنني , ومنهن من تحمست فيما بعد وانخرطت في الحفظ , وحينما علمن أنني أنهيت الحفظ فرحن كثيراً حتى إنني رأيت دموع الفرح تسقط من أعينهن .
ألا تشعرين الآن بصعوبة في مراجعة الحفظ ؟ .
أستمع دائماً لإذاعة القراَن الكريم , وأحاول أن أقرأ مع القارئ , كما أنني في الصلاة أقرأ دائماً سوراً طويلة , وأحياناً أطلب من إحدى البنات التسميع .
هل هناك أحد من أبنائك يحفظ مثلك ؟ .
لا يوجد من يحفظ القراَن كاملاًَ , ولكنهم – إن شاء الله – ما داموا يسيرون على الدرب فسيصلون بحفظ الله ورعايته .
بعد انتهائك من حفظ القراَن الكريم ألا تفكرين في حفظ الأحاديث ؟ .
أحفظ الآن – تقريباَ – تسعين حديثاَ , وسأواصل المسير – إن شاء الله -, وأعتمد في الحفظ فيها على الأشرطة وإذاعة القراَن , وفي نهاية كل أسبوع ابنتي تسمع لي ثلاثة أحاديث وأحاول الآن أن أحفظ أكثر .
غــــــابت الهموم :
على مدى الاثنى عشر عاماً التي انشغلت فيها بحفظ القراَن , هل تغيرت أشياء في حياتك ؟
نعم لقد حدث لي تغير جذري وإن كنت – ولله الحمد – حريصة على طاعة ربي قبل أن أبدأ بالحفظ , إلا أنني بعد أن انشغلت فيه شعرت بارتياح نفسي كبير , وغابت عني الهموم , ولم أعد بتلك الدرجة من الحساسية المفرطة في الخوف على الأبناء والتفكير بأمورهم . وقد أرتفعت معنوياتي , وأصبحت لي غاية سامية أتعب من أجلها وأشقى لتحقيقها . وهذة النعمة عظيمة من الخالق عز وجل فالمرأة إذا كبرت ولم يعد عندها زوج وتزوج الأبناء , يقتلها الفراغ والهواجس والأفكار , ولكني – ولله الحمد – لم أشعر بهذا , وقد انشغلت بأمر عظيم له فوائد في الدنيا والأخرة .
ألم تفكري في التسجيل في إحدى دور تحفيظ القراَن الكريم ؟ .
اقترحت عليّ بعض النساء , ولكنني امرأة تعودت على الجلوس في البيت ولا أتحمل الخروج كل يوم , والحمد لله فإن ابنتي كفتني العناء , وسعادتي لامثيل لها وأنا أدرس معها .
إبنتي .. بيتي :
هل تدريس ابنتك لك جعل لها شأنا خاصاً في نفسك ؟ .
لقد ضربت ابنتي مثلا رائعاَ في البر والإحسان اللذين قلما نجدهما هذه الأيام , خاصة أنها بدأت معي المشوار وهي في سن المراهقة , هذا العمر الحرج الذي يشتكي منه الكثيرون , فكانت تضغط على نفسها لتتفرغ لتدريسي , وكانت تعلمني بتأن وحكمة وصبر , كما أن زوجها – حفظه الله – كان عونا ً لها وقد بذل الكثير أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يوفقهما ويقر أعينهما بصلاح أبنائهما .
ماذا تقولين لمرأة في مثل عمرك تود أن تحفظ ولكن يسيطر عليها هاجس الخوف من عدم القدرة على ذلك ؟ .
أقول : لايأس مع العزيمة الصادقة ؛ قوّ إرادتك واعزمي وادعي الله في كل وقت وابدأي , لقد مضى العمر في أداء المسؤوليات المنزلية والتربوية والزوجية واَن الأوان لأن تتفرغي لنفسك , وليس هذا بكثرة الخروج من البيت والنوم والرفاهية والراحة , إنما بالعمل الصالح , نسأل الله – سبحانه وتعالى – حسن الختام .
وماذا تقولين لمن هي في سن الشباب ؟ .
احفظي الله يحفظك , استغلي نعمة الله عليك بالصحة والعافية وسبل الراحة في حفظ كتاب الله – عز وجل - . هذا النور الذي يضيء لك قلبك وحياتك وقبرك بعد مماتك , وإن كانت لك أم فاجتهدي في تعليمها , والله ما رزقت الأم بنعمة أحب إليها من ولد صالح يعينها على التقرب إلى الله – عز وجل -
وفاء الياسمين
2015-10-02, 06:31
قال الأستاذ / عبدالكريم بن عبدالعزيز القصير وفقه الله تعالى في كتابه : ( متفائلون ) ص93 :
" الفلسطيني - ناصر عبدالله عبدالجواد - سُجن في سجون الاحتلال اليهودي ، وعُذّب وأوذي ، ولكنه رغم ذلك .. استطاع أن يحضر رسالة الدكتوراه من داخل السجن .. فنوقش الدكتوراه عبر الهاتف ، وكان ذلك داخل دورات المياه ، ولم يعلم به أحد من جيوش الاحتلال أنه اجتاز شهادة الدكتوراه إلا بعد أن تدخلت الولايات المتحدة بشأنه .. فأفرج عنه ، وأعطي وسام العظماء الذين لم يقفوا طويلا عند المشكلات ".
aboamine
2015-10-02, 07:02
بارك الله فيك
BOUASRIA HAMID
2015-10-02, 09:35
شكرا على موضوعك يا اختي واتمنى لك الاجر الخالص لهذه الافادة و ان يستفيد منها جميع القراء
وفاء الياسمين
2015-11-05, 07:35
رُفعت للإستفادة
العروى محمد
2015-11-05, 09:13
بارك الله فيكِ
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-11-05, 15:40
جزاك الله خيرا و بارك فيك
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir