تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ابنتي وابنة الوزير


الحرف الأسمر
2015-09-23, 23:12
ابنتي و ابنة الوزير


كنت جالسا في الغرفة أشاهد التلفاز بعد أن أضناني التعب ، و ابنتي الصغيرة على مقعد صغير بجانبي ، بينما في الخارج كان الصيف يقذف المكان بحرارته ، و لو أنها حرارة بشيء من اللطف ، فالصيف لم يمض على حلوله إلا بضعة أيام والعطلة كانت قد بسطت سلطتها منذ مدة و ابنتي الصغيرة لا زالت مشدودة إلى الشاشة تتابع ما يعرض عليها، غارقة في صمت ملائكي . و على غير العادة بدا لي من قسمات وجهها ما ينبيء بالسعادة و الإعجاب ... إنه مشهد أطفال متحلقين على تلة بالقرب من البحر، ينشدون الأناشيد الجميلة ، تحضنهم شبكة من ألوان قزحية ألقاها سخاء الطبيعة على المكان : لازردية البحر وزرقة السماء ، وخضرة الأشجار الباسقات ، والظلال الوارفة ، والبهلوان ، أما نورس البحر فأبى إلا أن يشارك هؤلاء الأطفال بنغمات من أصواته ملأت أرجاء السماء ، الكل كان يرتدي قمصانا بيضا و تبابين حمراء تعلو رؤوسهم قبعات خضراء ، فبدا المشهد قطعة مهربة من أحد مدرجات ملاعبنا
أما ما حوّل المكان فعلا إلى لوحة فنان ما كان يقوم به الأطفال من نشاط مسرحي كانت تتخلله من حين لآخر حركات رياضية غاية في الانسجام ، فالمشهد كان سحرا بحق
فالصَّبِيَّة منذ أن حملت محفظتها لأول مرة بدأت تكتشف أن عالما آخر ، يزخر بالحركة والصور و الألوان ، يفوق عالمها الصغير رحابة ، عالمها الذي لم تكن ترى فيه إلا أختها الصغرى ، و بعض اللُعب منسية ملقاة في إحدى زوايا البيت ، وفناء ضاقت مساحته ، ولم يعد يمنحها فرصا للعب ، ليس كعالم آخر تتنوع فيه المشاهد وتنفتح فيه آفاق رحبة للتواصل مع الآخرين ، حيث حل فناء المدرسة الواسع الرحب محل فناء البيت الضيق المطبق على الأنفاس .
سُرَّت الفتاة بالمشهد و تضخم سرورها وانبلج من بين قسمات وجهها الصغير بريق ملائكي أَسِر قلب أب رهيف مثلي ، فرحت أستجيب لأحاسيسها فورا ، وبادرتها بسؤال كان علي طرحه منذ مدة : هل شاهدت مثل هذا المشهد من قبل ؟
نعم حضرت مشاهد و لكن ليس مثل ما أرى الآن
صِدْقُ اجابتها و براءتها حفّزاني على التمادي في السؤال :
أين ؟
في القسم ، كل يوم تقريبا ، كنا نردّد أناشيد بعد المعلم ، و لكن لا أدري لماذا أعجبني هذا المشهد بالذات ، نعم صَدَقَ إحساسُ الصَبِيَّةِ ، فلا مجال للمقارنة بين أنشطة تقام بين جدران القسم ، الضيّقة ، المملّة ، الجاثمة على الأنفاس ، بمعية سبورة غزاها الشيب رغم حداثتها ومكتب عتيق تداولت عليه أجيال من المعلمين ، بعضهم نبت العشب على ظهره ، و بعضهم أصبح مجرد رقم يمشي في الأسواق ، مكتب نخرت جوانبه الشيخوخة حتى لا تكاد تميز له لونا ، وأوراق احتلها الاصفرار وغزاها الغبار فبدت وكأنها من عهد نابليون الأول ، ملأت زوايا الجدار ، بعضها يعرض صور حيوانات و بعضها أزهارا و بعضها عَلِقت بها حروف تفسخ شكلها وانطلقت منها روائح تروي معاناة المكان
نعم ما صرحت به الصَّبِيَّةُ كان صدقا لأنه لا تتاح رؤية مثل هذا السحر إلا لمن كان ملاكا
لا زالت الشاشة تعرض مشاهد أطفال يتمايلون يمنة و يسرة في انسجام مذهل و لغة أجساد لا يفهما إلا من كان بحرا، ربيع الطفولة يأسر المكان ، و يسبي الأحاسيس و الوجدان ، فسحر التخيّيم ذاك الذي أدركته الصَّبِيَّةُ .
فبدا و كأنني أدركت الموقف و قلت في نفسي : لِمَ لم أبعث بابنتي إلى المخيّم ، ربما كانت تمتعت بما يتمتع به هؤلاء الأطفال ، و اكتشفتْ على الأقل متعة التخيّيم بين بنات في مثل سنها ، أكون على الأقل تجنبت أن أقف هذا الموقف الحرج الآن .
قلت لها : أنتِ الآن في سنتك الثانية ابتدائي و التخيّيم يحتّم عليك الابتعاد عن سريرك و حضن أمك و هذا البيت ، لفترة من الزمن ، و هذا أمر قد لا تتحملينه ، أعدك بأن أبعثك للتخيّيم السنة القادمة إن شاء الله
مرّ الصيف ، و العطلة ، ودق جرس الدخول معلنا سنة دراسية جديدة ، ومشاهد الأيام التي كانت تمر بسرعة لم تَخْلُ من صورة فتاة تذهب و تجيء في صراع يومي مع محفظة أثقل من وزنها في مشهد يثير الشفقة
وَعْدُ الحر دين عليه ، وأنتَ وعدتَ ابنتك ، ماذا أنت فاعل الآن ؟، و ها أنت ترى صيف هذه السنة ينصب خيامه ، هذا ما كان يتردد في نفسي و ربما أرّقني بعض الوقت .
ما كان لي إلا أن أفاجئ ابنتي الصغيرة التي لطالما انتظرت هذه العطلة بفارغ الصبر
و نحن في عام 2002.
أتممت معها إجراءات الطبيب . ثم أخذتها معي لاقتناء ما يلزمها للتخيّيم و كنت مرّة تلوى الأخرى أسألها : هل أنت سعيدة الآن ؟ فكانت كلما سألتها تجيب بإيماءة من رأسها .
باتت في تللك الليلة التي سبقت الموعد على أحر من الجمر، تنتظر الساعة ، لا تحدّث أختها إلا عن المخيّم ، و البحر، و الأشجار، و الأناشيد ، وطائر النورس ، و البهلوان و أنفه الأحمر المتورّم ...
ينبغي لك أن تنامي باكرا ، و إلا ثَقُلَ عليك النهوض إذن ، و أنت تعلمين أن الحافلة تنطلق مع خيوط الفجر، كلام أمّها وقع عليها موقع المخدر ، فاستسلمت البنت و نامت نومتها الملائكية .
نهضتُ باكرا ، صليت الفجر، ثم وقفت بالقرب من سريرها ، وعزّ عليَّ ايقاظها في مثل هذا الوقت الباكر ، لعلها لم تشبع من النوم ... قلت في نفسي
وقفت طويلا أفكر مترددا إلا أن قلت للزوجة : حاولي أن تجعلي ابنتك تنهض بهدوء فهي غير متعوِّدة على النهوض في مثل هذا الوقت.
تركتها في الغر فة مع أمّها و خرجت لأرتّب بعض الأمور، وما إن انتهيت حتى سمعت صوت أمّها يتردّد في ردهات البيت مجلجلا يكاد يوقظ الجيران ، حرارة البنت مرتفعة جدا !، بنتك مريضة ! ، بنتك مريضة ... !
قِسْت حرارتها : يا إلهي الحرارة مرتفعة و كيف لم ندرك هذا ؟
قال لي طبيب الاستعجالات : التهاب اللوزتين ، عليك أن تُناوِلها ما وصفت من دواء و ستشفى بحول الله .
لا داع لارسالها إلى التخيّيم وهي في هذا الوضع ، فهي بحاجة إلى فترة من الراحة
هكذا فات قطار التخيّيم ابنتي المسكينة و قلت و أنا في أتم الرضا لعل المانع خير، < قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا > ... < ألا بذكر الله تطمئن القلوب >
في خضم انشغالاتي اليومية : من عمل وتسوّق و مراقبة الأولاد دراستهم و التطبيب و أمور أخرى ... كان شوط من الزمن ينقضي في غفلة منِّي
و ها أنتَ اليوم تسمع البنت تذكِّرك بقدوم الصيف و النورس و البهلوان ذي الأنف الأحمر المتورّم ...
أفٍّ ما أشقاها دنيا و ما أسرع عَدْوَها !
سجلت ابنتي هذا الصيف للتخيّيم و نحن في سنة 2003 .
أخبرتها بذلك ففرحت أيما فرح و راحت كعادتها تحكي لأختها التي تصغرها بعام ، عن البحر و النورس و البهلوان ذي اللباس المزركش المرقّع و أنفه الأحمر المتورّم،
و كأن القرص الصلب الذي بداخل مخّها ليس معبّأ إلاّ بهذا الكلام .
الرحلة إلى المخيّم غدا ، فما كان على الأم إلا أن تُعِدَّ البنت و تدخلها سريرها باكرا.
بالقرب من إحدى الابتدائيات ، في وقت متقدم من النهار ، شرع الأبناء برفقة أبائهم ينتظرون الحافلة ، كنت كل مرّة أسرق النظر إلى ابنتي ، السعادة لم تفارقها طيلة الانتظار و إن كانت ممزوجة بنوع من القلق تارة ، خاصة عندما كانت تسألني : هل تزورني أنت و ماما و أسماء ؟ قلت : بالطبع سنزورك كلنا، و لن نفارقك
هل يتركونكم تفعلون هذا ؟ قلت نعم ، زيارة الأبناء لا بد منها ، فأنتم لازلتم صغارا و بحاجة إلينا .
ما إن أنهيتُ الحوار مع ابنتي حتى سقط علينا من حيث لا أدري المكلّف بالشؤون الاجتماعية التابع للإجيتيا : و راح يلقي علينا كلاما أقرب إلى الخطاب نحن معشر الأباء قائلا: أنتم تعلمون أنه لم يمض إلا شهران و بضعة أيام على زلزال بومرداس ، كانت مأساة بحق كما تعلمون ، و الجزائريون لا تظهر معادنهم إلا في الشدّة ، أهل بومرداس اليوم منكوبون و هم بحاجة إلينا ، و أنتم يا بناتي و أبنائي الصغار ، ليس مطلوبا منكم أن تحملوا معاول و فؤوسا لتساعدوا إخوانكم، لأنكم صغار، أنتم الآن تحتاجون إلى الرعاية و الدولة لم تقصر في ذلك ، و لأدل على ذلك المخيّمات الصيفية التي تلتحقون بها كل عطلة صيف ، ما أقامته الدولة من مخيمات إلا لراحتكم كي ترتاحوا من عبء الدراسة ، و تجددوا الطاقة لاستقبال عام دراسي جديد و كلكم حيوية و عزم و إرادة ، و بمبادرة من ليجيتيا و حتى نمنحكم الشرف الكبير لمساعدة أهلكم في بومرداس المنكوبة ، تقرّر إلغاء المخيّمات الصيفية هذا العام ، و التبرّع بأموالها على أطفال صغار مثلكم ، إخوة لكم ، بحاجة إلى مأوى ، إلى علبة دواء ، إلى فراش ، إلى سقف يقيهم حر الصيف ، إلى قرورة ماء يطفئون بها ضمأهم ...
ما كنا ننتظر هذا أبدا، و ما كان الأولاد الذين نهضوا باكرا ينتظرون هذا ، في هذه اللحظة لم أعد أفكر إلاّ في كيفية أقنع بها البنت ، بأنه في مثل هذه الظروف تجوز التضحية بل و تجب ...انقضت عطلة الصيف و وجدنا أنفسنا نزاول أعمالنا كالمعتاد ، و البنت عادت إلى عادتها تصارع المحفظة كل يوم في غدوها و مجيئها دون كلل . و انغمستْ في جو الدراسة و لم يعد للمخيّم ولا للنورس و لا للبحر و لا للبهلوان أي وجود في حديثها مع أختها و كأن القرص الصلب الذي بداخل مخها تَفَرْمَطَ .
لن أنسى ذلك اليوم الذي تناولتُ فيه جريدة من أحد الأصدقاء ، داخل قاعة الأساتذة ، لأنه يوم تفتحت فيه عينايا على حقائق لطالما خفيت عني ، أو لم أكن أعتقد بوجودها أصلا.
لا أتذكر بالضبط اسم الجريدة : (الخبر أم الشروق) و لكن الأمر يتعلق بإحدى هاتين الجريدتين :
الخبر مفاده : أنه قامت أفواج من أبناء الوزراء بالتخيّيم بإحدى شواطئ كَانْ الفرنسية و(نحن في صيف 2003) و قد بلغت كلفة التخيّيم ما يفوق المليارين من السنتيمات تم دفعها من أموال الخدمات الاجتماعية لرجال التعليم... نعم رجال التعليم .

ما ان انتهيت من قراءة الخبر حتى شعرت بدوار في رأسي و غثيان ، و ثورة من الغضب لم تجد منفذا للإعلان عن نفسها ، أسئلة كثيرة جابت أغوار صدري ...
تذكرت ابنتي المسكينة التي منعوها من التخيّيم ، هي لم تكن تطلب شواطئ كَانْ ، ولم تكن تريد رؤية أشهر ممثلي العالم الذين يأتون إلى مهرجان كَاَنْ في الصيف ، ما كانت تطلب إلاّ لحظة تخيّيم كما صوّرتها لها مخيلتها : فيها البحر و نورس و بهلوان شقي .أما ما عدا هذا لم تطلب شيئا ، قلت في نفسي : ما أتعس حظ أبنا ء المعلمين ، حتى هذا الفتات استكثروه في حقهم .
و لماذا لم يلغوا مخيّم أبناء الوزراء ؟، و يتبرعوا بأمواله لبومرداس؟ أليس من تشردوا من أبناء بومرداس إخوة لهم ، لماذا لم تتكفل سوناطراك أو سونلغاز أو أي شركة أخرى بمخيّم أبناء الوزراء؟ ... أليس سوناطراك من بين أغنى الشركات في العالم ؟ ولماذا أموال أبناء الغلابى فقط ؟
تذكرت الآن أحد الوزراء القدامى استضافته قناة الشروق هذه الأيام و نحن نعيش ارهاسات الأزمة الاقتصادية نتيجة انخفاض سعر النفط :
قالت له الصحفية فيما معناه : الشعب يطالبكم بالمساهمة في التقشف كأن تخفضوا مثلا من مرتباتكم كما يحصل في عدة بلدان من العالم عندما تداهمها أزمة اقتصادية حتى تكونوا قدوة للمواطنين . هل أنتم كوزراء و نواب و إطارات عليا مستعدون لذلك ؟
فرد عليها الوزير: لماذا نحن بالضبط ، هل نسيتم أن الدولة تصرف أموالا طائلة من أجل تعليم الطفل ، أين نحن مما يُصرف على الطفل .
عندما سمعت هذا الكلام يخرج من فم وزير تيقنت جازما أنه بهذا التفكير منحوا لأنفسهم الحق لأن يستولوا على أموال الغير ليتمتعوا هم وأبناؤهم على شواطئ كَانْ و غيرها فما أبناؤنا بالنسبة إليهم إلا أرقام لا حق لها في أن تنتحل صفة البشر.
في نظرهم ليس من اللائق اهدار أموال طائلة ، فالطفل مذنب لأنه يكلف الدولة كثيرا من أجل تعليمه
رغم كل ما حصل نالت ابنتي شرف المشاركة في مساعدة أهل بومرداس ، أما ابنة الوزير فرفضت ذلك و آثرت أن تقضي عطلتها على شواطئ كَانْ الفرنسية ذات صيف من سنة 2003 و ربما أخذت صورا مع أشهر الممثلين بأموال مغتصبة : اُغتُصِبت من أبناء المعلمين ثم من أبناء بومرداس المنكوبين أنذاك
بنتاي الآن عندما أذكّرهما بالحادثة لا تملكان إلا الضحك ، فالكبرى التحقت بالمدرسة العليا للأساتذة ، أما الصغرى فالتحقت بكلية الطب .

ب نورالدين أستاذ تعليم متوسط

brahimzig
2015-09-23, 23:19
موضوع جميل شكراااااااااااااااااااااا

الحرف الأسمر
2015-09-23, 23:33
بارك الله فيك أخي شكرا على التفاعل

boulekhloukh
2015-09-24, 00:02
و أنا في قطاع التعليم منذ 1990 و لم أستفد من هذا القطاع شيئا اسمه الخدمات و ما شابه ذلك .

الحرف الأسمر
2015-09-24, 00:12
و أنا في قطاع التعليم منذ 1990 و لم أستفد من هذا القطاع شيئا اسمه الخدمات و ما شابه ذلك .

و لا أنا أخي
و اعتقد الكثير الكثير من لم يستفيدوا

هوني لخضر
2015-09-24, 06:28
و الله موضوعك جميل كحمال اخلاقك
يبدو ان السنوات الطوال التي قضيتها في التعليم جعلت منك كاتبا قصاصا تحسن كتابة القصص باسلوب ادبي غاية في الروعة
ياخويا بارك الله فيك

moumen60
2015-09-24, 06:30
قصتك اخي اثرت في كثيرا وشعرت بالاسا والحزن علا ابنتك وكانها ابنتي حقا ...الله يبارك لك في بناتك ولك دوام الصحة والعافية.

الحرف الأسمر
2015-09-24, 08:26
و الله موضوعك جميل كحمال اخلاقك
يبدو ان السنوات الطوال التي قضيتها في التعليم جعلت منك كاتبا قصاصا تحسن كتابة القصص باسلوب ادبي غاية في الروعة
ياخويا بارك الله فيك
و فيك بركة أخي و عيدك مبروك

الحرف الأسمر
2015-09-24, 08:27
قصتك اخي اثرت في كثيرا وشعرت بالاسا والحزن علا ابنتك وكانها ابنتي حقا ...الله يبارك لك في بناتك ولك دوام الصحة والعافية.
أشكرك أخي على التفاعل
وعيدك مبروك

ياسين 87
2015-09-24, 08:30
بارك الله فيهما
وجعلهما ذخرا لك ووفقهما

الحرف الأسمر
2015-09-24, 08:30
موضوع جميل شكراااااااااااااااااااااا

شكرا أخي على التفاعل
وعيدك مبروك

amohamed81
2015-09-24, 09:28
تعبير راق ووصف دقيق ، موضوعك رائع في أسلوبه وفي عرضه للحقائق المرة التي نعيشها ، مشكور ، عيدك مبارك

عليلي البشير
2015-09-24, 09:43
سودوا الدنيا في اعيننا وجعلوا لامعنى لها بنصوصهم السامجة وأمامنا مايثلج صدورنا ويلقي بالمتعة حول أبنائنا بارك الله فيك

العيد71
2015-09-24, 10:43
بارك الله فيك أخي موضوع رائع وأسلوب جميل الحمد لله أن رأسمالنا نحن المعلمين هم أبنائنا فاللهم احفظهم لنا.

الحرف الأسمر
2015-09-24, 11:15
بارك الله فيهما
وجعلهما ذخرا لك ووفقهما

و فيك بركة أخي الكريم
شكرا على التفاعل و أشاركك الدعاء
عيدك مبارك سعيد

ابراهيم599
2015-09-24, 11:24
قصة مثيرة وحزينة فقد اثّّرت في كثيرا ، ولكن لم اجد الكلمات المواسية ، سوى ان اقول : صبرا جميلا ،وانا ادعوا الله لها ان تكبر في احضانك معززة مكرمة وسيعوضها الله تعالى ما هو خير من التخييم ، وانا مثلك في التعليم منذ 1985 ولي 4 اولاد , ولم أستفد من اموال الخدمات ، عيد مبارك وسعيد ودمت لابنتك دامت لك ، والسلام

الحرف الأسمر
2015-09-24, 11:25
تعبير راق ووصف دقيق ، موضوعك رائع في أسلوبه وفي عرضه للحقائق المرة التي نعيشها ، مشكور ، عيدك مبارك

شكرا أخي الكريم تعليقاتكم أوسمة لنا
بارك الله فيك:19:

الحرف الأسمر
2015-09-24, 11:34
قصة مثيرة وحزينة فقد اثّّرت في كثيرا ، ولكن لم اجد الكلمات المواسية ، سوى ان اقول : صبرا جميلا ،وانا ادعوا الله لها ان تكبر في احضانك معززة مكرمة وسيعوضها الله تعالى ما هو خير من التخييم ، وانا مثلك في التعليم منذ 1985 ولي 4 اولاد , ولم أستفد من اموال الخدمات ، عيد مبارك وسعيد ودمت لابنتك دامت لك ، والسلام
أ
أخي الكريم أشكرك كثيرا على الشعور النيل و روح التآزر و أدعو الله أن يمنحك يوما تجد فيه أبناءك على قمة النجاح
أخي الكريم أحداث هذه القصة وقعت في سنتي 2002 و 2003
و البنتان كبرتا الآن و هما ترسمان مشهدا آخر:
الكبرى التحقت بالمدرسة العليا للأساتذة
و الصغرى التحقت بكلية الطب
أتمنى من كل قلبي النجاح لأبناء رجال التعليم فليس لهم من عزاء إلا نجاح أبنائهم

الحرف الأسمر
2015-09-24, 11:58
سودوا الدنيا في اعيننا وجعلوا لامعنى لها بنصوصهم السامجة وأمامنا مايثلج صدورنا ويلقي بالمتعة حول أبنائنا بارك الله فيك

أخي الكريم بشيء من الصبر و الإصرار لا شك أننا ننتصر
و ما عزاؤنا إلا أبناؤنا عندما نراهم يشقون طريق النجاح
أما هم فلهم رب بالمرصاد بنتظرهم في آخر منعرج
بارك الله فيك أخي على التفاعل و عيدك مبارك سعيد

الحرف الأسمر
2015-09-24, 13:19
بارك الله فيك أخي موضوع رائع وأسلوب جميل الحمد لله أن رأسمالنا نحن المعلمين هم أبنائنا فاللهم احفظهم لنا.

و فيك بركة أخي الكريم
نعم أخي الكريم عزاء رجال التعليم أبناؤهم حين ينجحون
ندعوا الله أن يوفقهم في دراستهم

ابن الجزائر 65
2015-09-24, 14:24
عيدكم مبارك و كل عام و أنتم بألف خير و الأمة الاسلامية جمعاء

و الله أخي انه الواقع المر الدي نعيشه ..

مند دخولي التعليم سنة 1986 الى يومنا هدا لم أستفد ولا من شيء من هده المسماة - الخدمات الأجتماعية "يجب تغيير أسمها"

فما علينا الا القول :حسبنا الله و نعم الوكيل في كل من ظلمنا يا رب آمين.


للتفكير فقط "........." كلنا زائلون . أين الأولين : قارون فرعون ..........?!!!!"
On mourra tous un jour

kmel1966
2015-09-24, 14:34
بارك الله فيك اخي................................شكراااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

الحرف الأسمر
2015-09-24, 14:47
عيدكم مبارك و كل عام و أنتم بألف خير و الأمة الاسلامية جمعاء

و الله أخي انه الواقع المر الدي نعيشه ..

مند دخولي التعليم سنة 1986 الى يومنا هدا لم أستفد ولا من شيء من هده المسماة - الخدمات الأجتماعية "يجب تغيير أسمها"

فما علينا الا القول :حسبنا الله و نعم الوكيل في كل من ظلمنا يا رب آمين.


للتفكير فقط "........." كلنا زائلون . أين الأولين : قارون فرعون ..........?!!!!"
on mourra tous un jour

عيدك مبروك أخي الكريم
شكرا على مرورك
نسوا أن هناك ربا بالمرصاد ينتظر
ولكن هذا لا يمنعنا من النضال بكل الوسائل لفضحهم
و الله المستعان

الحرف الأسمر
2015-09-24, 14:49
بارك الله فيك اخي................................شكراااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

شكرا أخي كمال على تفاعلك
تشجيعاتكم أوسمة لنا
عيدك مبروك

كوكوكو31
2015-09-24, 21:12
بارك الله فيهما
وجعلهما ذخرا لك ووفقهما

الحرف الأسمر
2015-09-24, 21:52
بارك الله فيهما
وجعلهما ذخرا لك ووفقهما

و فيك بركة أخي الكريم شكرا على تفاعلك
و مبروك عيدك

كاظم 19
2015-09-25, 21:26
بنتاي الآن عندما أذكّرهما بالحادثة لا تملكان إلا الضحك ، فالكبرى التحقت بالمدرسة العليا للأساتذة ، أما الصغرى فالتحقت بكلية الطب .

جعلهما الله ذخرا وفخرا لوالديهما ، وللوطن والأمة ...شكرا لك أخي الكريم على الأسلوب ....
مازلنا ننتظر سيدهم السعيد ...
ليرد أموال الخدمات الإجتماعية التي حولها إلي بنك الخليفة...
أم الفرنكات التي ردت للخدمات ....سلكو بيها مصفي البنك ....بعد الإفلاس طبعا ؟؟؟؟؟؟

الحرف الأسمر
2015-09-25, 22:19
جعلهما الله ذخرا وفخرا لوالديهما ، وللوطن والأمة ...شكرا لك أخي الكريم على الأسلوب ....
مازلنا ننتظر سيدهم السعيد ...
ليرد أموال الخدمات الإجتماعية التي حولها إلي بنك الخليفة...
أم الفرنكات التي ردت للخدمات ....سلكو بيها مصفي البنك ....بعد الإفلاس طبعا ؟؟؟؟؟؟

بارك الله فيك أخي على التفاعل و المشاعر النبيلة
و الله يا أخي الكريم كل ما ذكرته حقيقة و واقع و الذي يبحث في أرشيف الجرائد 2003 سيتحقق مما ذكرت
فنحن هنا نقول لهم (لا ) و لو بأضعف الإيمان
أشكرك مرة أخرى و عيدك مبارك سعيد

موني.
2015-09-25, 22:39
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أسلوبك الاكثر من رائع في سرد القصة جعلني أعيشها بإنفعال و كل حواسي ..
لا يوجد أي انسان لم يمر في صغره بمثل هكذه الاحباطات ..و لكننا ..
لقد عالجلت موضوع التقشف بطريقة تمس شغاف القلب ..و لكن لا حياة لمن تنادي ....

و كأن حرمان التلميذ من وجبته المدرسية ..ان صح أن نسميها وجبة ..هو ما سيملؤ خزينة الدولة
بارك الله فيك أخي و اعانكم الله على نضالكم ..

الحرف الأسمر
2015-09-25, 22:48
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أسلوبك الاكثر من رائع في سرد القصة جعلني أعيشها بإنفعال و كل حواسي ..
لا يوجد أي انسان لم يمر في صغره بمثل هكذه الاحباطات ..و لكننا ..
لقد عالجلت موضوع التقشف بطريقة تمس شغاف القلب ..و لكن لا حياة لمن تنادي ....

و كأن حرمان التلميذ من وجبته المدرسية ..ان صح أن نسميها وجبة ..هو ما سيملؤ خزينة الدولة
بارك الله فيك أخي و اعانكم الله على نضالكم ..

الدنيا يا أختي الكريمة لا زالت بخير
و الدليل القاطع تدخلك هذا الذي أتشرف به كثيرا و ما كنت لتساندينا لو لم تتفهمي ما نعانيه من وسط لا يرحم
أختي الكريمة مشكورة جدا على نبل العواطف
و عيدك سعيد و كل سنة و أنت بخير

niolela
2015-09-25, 23:01
شكرا علىلغة التناغم و النسيج المتسلسل و الفكر الفياض حفظ الله الوردتين من كل سوء

الحرف الأسمر
2015-09-25, 23:14
شكرا علىلغة التناغم و النسيج المتسلسل و الفكر الفياض حفظ الله الوردتين من كل سوء

بارك الله فيك أختي الكريمة
تعليقاتكم أوسمة نعلقها و نعتز بها
مشكورة أختي و عيدك مبارك سعيد

alisuperman
2015-09-25, 23:19
بارك الله فيك

جمعي البشاري
2015-09-25, 23:29
الله يبارك لك في بناتك ولك دوام الصحة والعافية.
بالتوفيق لك

الحرف الأسمر
2015-09-25, 23:30
بارك الله فيك

و فيك بركة أخي الكريم
مشكور على التفاعل
عيدك مبارك سعيد

الحرف الأسمر
2015-09-25, 23:34
الله يبارك لك في بناتك ولك دوام الصحة والعافية.
بالتوفيق لك

بارك الله فيك أخي الكريم على المشاعر النبيلة
عيدك مبارك سعيد كل سنة و أنت طيّب

mouhsin18
2015-09-26, 00:12
موضوع جميل شكرا

الحرف الأسمر
2015-09-26, 00:20
موضوع جميل شكرا

بارك الله فيك أخي الكريم على التفاعل
عيدك مبارك سعيد كل سنة و أنت طيّب

افنان الجنان
2015-09-26, 01:12
سلام الله على الجوهرتين وعلى البطن التي حوتهما استاذي الفاضل قمة التعبير والوصف بالكلمات لقد عشت القصة مشهدا مشهدا و تازم الوضع معي وضاق صدري لكن اصريت على تكملها الى ان وصلت الى الانفراج وهو وصول الجوهرتين الى الجامعة حفظهما الله وجعلهما ذخرا للامة

الحرف الأسمر
2015-09-26, 01:28
سلام الله على الجوهرتين وعلى البطن التي حوتهما استاذي الفاضل قمة التعبير والوصف بالكلمات لقد عشت القصة مشهدا مشهدا و تازم الوضع معي وضاق صدري لكن اصريت على تكملها الى ان وصلت الى الانفراج وهو وصول الجوهرتين الى الجامعة حفظهما الله وجعلهما ذخرا للامة

والله يا أختي الكريمة ما كنت لأعرض تفاصيل معاناتي أنا كأساتذ بهذا الشكل لولا ايماني الراسخ بوجود من هو براهفة حسك و نبل مشاعرك يتفهم هذه المعاناة بل و يقاسمنيها و هذا هو عزائي
الحمد لله أختي الكريمة و ما حصل لبنتي من نجاح أتمناه لكل زميل مهنة أينما وجد فعزاؤنا أبناؤنا حين ينجحون
أشكرك أختي الكريمة أيّما شكر على نبل المشاعر و صدقها وعيدك مبارك سعيد و كل سنة و أنت طيّبة

عيشوشة
2015-09-26, 21:08
بارك الله فيك

zma28
2015-09-26, 21:32
ليس من عادتي الرمي بالورود ،، لكن أخي تستحق تسمية الحرف الذهبي.

الحرف الأسمر
2015-09-26, 21:35
بارك الله فيك

مشكورة أختي كثيرا على التفاعل
عيدك مبارك سعيد

الحرف الأسمر
2015-09-26, 21:50
ليس من عادتي الرمي بالورود ،، لكن أخي تستحق تسمية الحرف الذهبي.

أخي الكريم تعليقك هذا وسام أعلقه وأعتز به
و ما كنتُ لأنشر هذه القصة (الواقعية) إلا لكوني متيقن من وجود من له قصص معاناة مثلي أو أكثر مني ممن يعانون في صمت من فئة المظلومين (رجال التعليم)
أخي الكريم تلقفت وُرُودَك بمنتهى الترحيب و سأضعها في مزهرية التشرف و أسقيها وأرعاها
حفظك الله أخي الكريم و رعاك
و عيدك مبارك سعيد و كل سنة و أنت طيّب

hizoka
2015-09-27, 08:42
بارك الله فيك أخي قصتك اخي اثرت في

الحرف الأسمر
2015-09-27, 09:45
بارك الله فيك أخي قصتك اخي اثرت في

شكرا أخي الكريم على التفاعل
عيدك مبارك سعيد و كل سنة و أنت طيّب

حي بذكر الله
2015-09-27, 22:45
استوفت جميع شروط القصة و زادت عنها بثقل واقعيتها
بارك الله فيك أخي و دام قلمك

nacer ber
2015-09-28, 02:31
موضــــــــــوع جميــــــل

الحرف الأسمر
2015-09-28, 09:33
موضــــــــــوع جميــــــل

شكرا أخي الكريم على التفاعل
و عيدك مبارك سعيد

msili2006
2015-09-28, 11:23
لكن كان هناك تخييم عندما اخترنا نحن حتى التخييم ذهب في مهب الريح

بلال الحبشي الموحد
2015-09-28, 12:17
و أنا في قطاع التعليم منذ 1990 و لم أستفد من هذا القطاع شيئا اسمه الخدمات و ما شابه ذلك .

ولا انا ايضاا
المعريفة هي كل شيئ

الحرف الأسمر
2015-09-28, 14:33
لكن كان هناك تخييم عندما اخترنا نحن حتى التخييم ذهب في مهب الريح

ما تقوله صحيح
للأسف الأشياء الجميلة دائما تتعجل الرحيل
شكرا أخي الكريم على التفاعل

3ahmed3
2015-09-28, 14:49
أعجبتني طريقة سردك للموضوع.واحييك على المستوى الراقي

الحرف الأسمر
2015-09-28, 14:55
أعجبتني طريقة سردك للموضوع.واحييك على المستوى الراقي

شكرا أخي الكريم على التفاعل
تعليقاتكم نعتز بها والله
بارك الله فيك أخي الكريم

ابن خلدون 27
2015-09-28, 19:51
بارك الله فيك أخي الكريم
أنت تملك لغة القصة فعلا
لغة سليمة + تحكم في النحو والصرف و هذه علة المبتدئين و حتى الصحفيين القدامى و الحديثين + التوظيف الجيد لأدوات الوصف مما متّن الصورة و قرّبها إلى مخيال القارئ + القدرة على اعادة بث الواقع في شكل فني + عنصر التشويق الممتد على طول القصة + واقعية الأحداث التي جعلت للقصة وقعا في النفوس
ولوجك لعالم القصة القصيرة يشكل اضافة محمودة لا شكّ
شكرا أخي الكريم ... تحياتي

الحرف الأسمر
2015-09-28, 21:39
بارك الله فيك أخي الكريم
أنت تملك لغة القصة فعلا
لغة سليمة + تحكم في النحو والصرف و هذه علة المبتدئين و حتى الصحفيين القدامى و الحديثين + التوظيف الجيد لأدوات الوصف مما متّن الصورة و قرّبها إلى مخيال القارئ + القدرة على اعادة بث الواقع في شكل فني + عنصر التشويق الممتد على طول القصة + واقعية الأحداث التي جعلت للقصة وقعا في النفوس
ولوجك لعالم القصة القصيرة يشكل اضافة محمودة لا شكّ
شكرا أخي الكريم ... تحياتي

بارك الله فيك على التفاعل
ما قمت به إلا وصف أحداث من واقع معيش قمت بتتبيلها بتوابل فنية حتى تثير شهية القاريء
أما تعليقك هذا أخي الكريم هو اضافة اعتز بها لرصيدي
فالأعمال الأدبية تزدهر في ظل فضاء نقدي نشيط
شكرا أخي الكريم و دمت لنا أخا ناقدا نعتز به

أسامة الزمالة
2015-09-29, 11:00
هذه هي بلادي يعيش فيها من ..................

kamel benaboud
2015-09-29, 15:19
( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم ( 165 ) ) .

يقول تعالى : ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ) أي : جعلكم تعمرون الأرض جيلا بعد جيل ، وقرنا بعد قرن ، وخلفا بعد سلف . قاله ابن زيد وغيره ، كما قال : ( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ) [ الزخرف : 60 ] ، وكقوله تعالى : ( ويجعلكم خلفاء الأرض ) [ النمل : 62 ] ، وقوله ( إني جاعل في الأرض خليفة ) [ البقرة : 30 ] ، وقوله ( عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) [ الأعراف : 129 ] .

وقوله : ( ورفع بعضكم فوق بعض درجات ) أي : فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق ، والمحاسن والمساوئ ، والمناظر والأشكال والألوان ، وله الحكمة في ذلك ، كقوله : ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ) [ الزخرف : 32 ] ، وقوله تعالى : ( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ) [ الإسراء : 21 ] .

[ ص: 385 ] وقوله : ( ليبلوكم في ما آتاكم ) أي ليختبركم في الذي أنعم به عليكم وامتحنكم به ، ليختبر الغني في غناه ويسأله عن شكره ، والفقير في فقره ويسأله عن صبره .

وقد روى مسلم في صحيحه ، من حديث أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "

وقوله : ( إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم ) ترهيب وترغيب ، أن حسابه وعقابه سريع ممن عصاه وخالف رسله ( وإنه لغفور رحيم ) لمن والاه واتبع رسله فيما جاءوا به من خير وطلب .

وقال محمد بن إسحاق : يرحم العباد على ما فيهم . رواه ابن أبي حاتم .

وكثيرا ما يقرن تعالى في القرآن بين هاتين الصفتين ، كما قال تعالى : وقوله : ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ) [ الحجر : 49 ، 50 ] ، وقوله : ( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب ) [ الرعد : 6 ] وغير ذلك من الآيات المشتملة على الترغيب والترهيب ، فتارة يدعو عباده إليه بالرغبة وصفة الجنة والترغيب فيما لديه ، وتارة يدعوهم إليه بالرهبة وذكر النار وأنكالها وعذابها والقيامة وأهوالها ، وتارة بهذا وبهذا لينجع في كل بحسبه . جعلنا الله ممن أطاعه فيما أمر ، وترك ما عنه نهى وزجر ، وصدقه فيما أخبر ، إنه قريب مجيب سميع الدعاء ، جواد كريم وهاب .

وقد قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا زهير ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بالجنة أحد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد ، خلق الله مائة رحمة فوضع واحدة بين خلقه يتراحمون بها ، وعند الله تسعة وتسعون "

ورواه الترمذي ، عن قتيبة ، عن عبد العزيز الدراوردي ، عن العلاء به . وقال : حسن صحيح . ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وقتيبة وعلي بن حجر ، ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء .

الحرف الأسمر
2015-09-29, 15:47
( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم ( 165 ) ) .

يقول تعالى : ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ) أي : جعلكم تعمرون الأرض جيلا بعد جيل ، وقرنا بعد قرن ، وخلفا بعد سلف . قاله ابن زيد وغيره ، كما قال : ( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ) [ الزخرف : 60 ] ، وكقوله تعالى : ( ويجعلكم خلفاء الأرض ) [ النمل : 62 ] ، وقوله ( إني جاعل في الأرض خليفة ) [ البقرة : 30 ] ، وقوله ( عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) [ الأعراف : 129 ] .

وقوله : ( ورفع بعضكم فوق بعض درجات ) أي : فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق ، والمحاسن والمساوئ ، والمناظر والأشكال والألوان ، وله الحكمة في ذلك ، كقوله : ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ) [ الزخرف : 32 ] ، وقوله تعالى : ( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ) [ الإسراء : 21 ] .

[ ص: 385 ] وقوله : ( ليبلوكم في ما آتاكم ) أي ليختبركم في الذي أنعم به عليكم وامتحنكم به ، ليختبر الغني في غناه ويسأله عن شكره ، والفقير في فقره ويسأله عن صبره .

وقد روى مسلم في صحيحه ، من حديث أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "

وقوله : ( إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم ) ترهيب وترغيب ، أن حسابه وعقابه سريع ممن عصاه وخالف رسله ( وإنه لغفور رحيم ) لمن والاه واتبع رسله فيما جاءوا به من خير وطلب .

وقال محمد بن إسحاق : يرحم العباد على ما فيهم . رواه ابن أبي حاتم .

وكثيرا ما يقرن تعالى في القرآن بين هاتين الصفتين ، كما قال تعالى : وقوله : ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ) [ الحجر : 49 ، 50 ] ، وقوله : ( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب ) [ الرعد : 6 ] وغير ذلك من الآيات المشتملة على الترغيب والترهيب ، فتارة يدعو عباده إليه بالرغبة وصفة الجنة والترغيب فيما لديه ، وتارة يدعوهم إليه بالرهبة وذكر النار وأنكالها وعذابها والقيامة وأهوالها ، وتارة بهذا وبهذا لينجع في كل بحسبه . جعلنا الله ممن أطاعه فيما أمر ، وترك ما عنه نهى وزجر ، وصدقه فيما أخبر ، إنه قريب مجيب سميع الدعاء ، جواد كريم وهاب .

وقد قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا زهير ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بالجنة أحد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد ، خلق الله مائة رحمة فوضع واحدة بين خلقه يتراحمون بها ، وعند الله تسعة وتسعون "

ورواه الترمذي ، عن قتيبة ، عن عبد العزيز الدراوردي ، عن العلاء به . وقال : حسن صحيح . ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وقتيبة وعلي بن حجر ، ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء .

أخي الكريم هلاّ ذيّلت لنا تدخلك هذا بشرح و لو مختصر توضح فيه مقاصدك خاصة و أن هذا التدخل ليس له مقدمة تضعنا في السياق
نوّرنا جزاك الله خيرا

الواضح أنك لم تقرأ القصة أو لم تكمل قراءتها أو ربما اكتفيت بالعنوان فقط
موضوع القصة لا يتناول قضية التفاوت الاجتماعي كما يستشف مما كتبتَ ، موضوع القصة يتناول معاناة رجل التعليم
و تجاهل السلطة له
و لا علاقة للقصة بما أنت تريد التسويق له

ابو فتيحة
2015-09-29, 17:30
ولله في خلقه شؤون......

الحرف الأسمر
2015-09-29, 17:44
ولله في خلقه شؤون......

صدقت أخي الكريم :
و لله في خلقه شؤون

الحرف الأسمر
2015-09-30, 06:42
هذه هي بلادي يعيش فيها من ..................

بارك الله فيك على التفاعل
و لكن هذا لا يمنع من النضال ضد ثل هذه الظواهر

معلم و افتخر
2015-10-01, 19:36
بارك الله فيك أخي شكرا

الحرف الأسمر
2015-10-02, 10:36
بارك الله فيك أخي شكرا

و فيك بارك الله أخي الكريم
شكرا على التفاعل