المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عزيزي الشاب..أين تذهب هذا المساء؟!


〆 بٰٰاولو 乄
2015-09-21, 16:41
عزيزي الشاب..أين تذهب هذا المساء؟!




هكذا تنتهي الأمور بالشخص المستهتر الذي يعيش بلا هدف ولا يدرك قيمة وقته الثمين الذي هو مادة حياته ..تنتهي به الأمور بعد أن ضيع أوقاته في كل شيء لدرجة الملل؛ أن يحتاج إلى من يفكّر له ويقترح عليه كل يوم قائلاً: أين تذهب هذا المساء؟
عزيزي الشاب..
لا تكن أبدا هذا الشاب..الذي إذا تحدثنا معه وجدناه خاوي الفكر، مضيعاً للوقت، ملقياً باللوم على الظروف الشخصية أو العامة..بل اعرف قدر نفسك، ومن أنت؟ وماذا ينتظر منك؟ وماذا تستطيع تقديمه؟ وابدأ حياة الجادين الناجحين الذين يريدون الفوز في الدنيا والآخرة..
عزيزي الشاب..
إن أكبر ما يميزك أنك شابٌ مسلم، شرفك الله تعالى بالانتماء لخير أمة أُخرِجَت للناس، قال تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ" – آل عمران:110 – جاء في تفسيرها:فقد كُتب في اللوح المحفوظ أن هذه الأمة وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي خير الأمم، و جاء عند الترمذي قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"أنتم توفون سبعون أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله"، فهذه الأمة كأنها مستقاة ومستوحاة من بين الأمم لفضيلتها، وما حصل لها من فضيلة فباعتبار فضل رسولها صلى الله عليه وسلم، ثم لو تأملنا فيما بعدها، قال عز وجل { أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } كأن هذه الأمة وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم أخرجت واصطفيت من بين الأمم من أجل أن تكون خيراً للناس ..!
وأنت – عزيزي الشاب - ممن ينتسب إلى هذه الأمة العظيمة، فلا يليق بك أن تمرّ حياتك من بين يديك هكذا مضيعاً لوقتك، ليس لك هدف واضح تعمل على تحقيقه عبر الأيام والليالي..
وإلى هذه السطور نتأمل فيها كيف يربينا الإسلام على شدة العناية بالوقت وتنظيمه وحسن الاستفادة منه.
لقد جاء الإسلام داعيا إلى كل خصال الخير و منها الحث على الأمل و الجدية و استثمار الوقت، والقارئ المرتل لكتاب الله العظيم يجد أن الله تعالى أقسم بالوقت لشرفه في فواتح عدد من سور القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: "و الفجر و ليال عشر" و "و الضحى، والليل إذا سجى"..وغيرها من الآيات.
بل والعجيب أن النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أنّ الله تعالى قد أوصى المؤمنين من الأمم السابقة بأهمية العناية بالوقت، وفصّل لهم في ذلك تفصيلاً عجيباً، عن أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ:قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كَانَ فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ؟ قَالَ: " كَانَ فِيهَا أَمْثَالٌ وَعِبَرٌ، يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوبًا فِي عَقْلِهِ أَنْ يَكُونَ حَافِظًا لِلِسَانِهِ عَارِفًا بِزَمَانِهِ مُقْبِلًا عَلَى شَانِهِ، فَإِنَّهُ مَنْ حَسِبَ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ «.
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم:"مما أنزل الله في صحفِ إبراهيم:على المرءِ العاقلِ ما لم يكن مغلوباً على عقلهِ أن يكون له أربعُ ساعاتٍ ساعةٌ يناجي فيها ربَّهُ، وساعةٌ يُحاسبُ فيها نفسَهُ، و ساعةٌ يتفكر فيها فيما صنع الله، وساعةٌ يخلو فيها لَمطْعَمهِ و مشربهِ" – رواه أحمد في مسنده -
والإسلام اهتم بإدارة الوقت الخاص إضافة إلى إدارة وقت العمل, فهو من الأمور التي يسأل عنها الإنسان يوم القيامة فعن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال : عن عمره فيم أفناه, وعن شبابه فيم أبلاه, و عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه, وعن علمه ماذا عمل فيه".
والإسلام نظم حياة المسلم ووقته فقد نظم نومه واستيقاظه, وأداءه للشعائر, وانطلاقه إلى ميدان الحياة, ليجعل عمله كله عبادة لله عز وجل يقوم على أساس الشعائر كلها وعلى أساس من ذكر الله الملازم له..
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إني لأمقت الرجل أن أراه فارغاً ليس في شيء من عمل الدنيا و لا عمل الآخرة "

والــــوقت أنفس مــــا عنيـــت بحفظـــه وأراه أســــهل مـــــا عليـــــك يضيـــــع

- ومن أنفس ما قال أهل العلم عن الوقت:
يقول ابن القيم رحمه الله في الحديث عن منزلة الغيرة: "ومنها الغيرة على وقت فـات، فإن الوقت أبي الجانب، بطيء الرجوع، فالوقت أعز شيء على العابد، يغار عليه أن ينقضي بدون ذلك ، فإذا فاته الوقت لا يمكن استدراكه البتة؛ لأن الوقت الثاني قد استحق واجبه الخاص... فالوقت منقض بذاته، منصرم بنفسه، فمن غفل عن نفسه تصرمت أوقاته، وعظم فواته، واشتدت حسراته، فكيف حاله إذا علم عند تحقق الفوت مقدار ما أضاع، فطلب الرجعى، فحيل بينه وبـن الاسترجاع، وطلب تناول الفائت، وكيف يرد الأمس في اليوم الجديد ؟

وكيف كانوا يتغلبون على مضيعات الوقت..؟!
لقد كان لديهم من الفطنة ما يميزون به الأشخاص المضيعون للوقت، كما كان لديهم من الذكاء والحيلة ما يتغلبون به على هؤلاء ضنّاً بوقتهم من الضياع بلا فائدة، ولنستمع إلى الإمام ابن الجوزيّ - رحمه الله- يصف لنا ما واجهه في هذا الشأن، يقول رحمه الله:
"لقد رأيت خلقا كثيرا يجرون معي فيما قد اعتاده الناس من كـثرة الزيارة، ويسـمون ذلك الـتردد خدمـة، ويطيلون الجـلوس، ويجرون فيه أحاديث الناس وما لا يعني، ويتخلله غيبة. وهذا شيء يفعله في زماننا كثير من الناس، وربما طلبه المزور وتشـوق إليـه، واستوحش من الوحدة، وخصوصا في أيام التهاني والأعياد، فنراهم يمشي بعضـهم إلى بعـض، ولا يقتصـرون على الهناء والسـلام، بل يمزجون ذلك بما ذكرته من تضييع الزمان. فلما رأيت أن الزمان أشرف شـيء، والواجب انتهازه بفعل الخـير، كرهت ذلك وبقيت معهم بـين أمرين: إن أنكـرت عليهم، وقعت وحشة لموضع قطع المألوف، وإن تقبلته منهم، ضاع الزمان، فصرت أدافع اللقاء جهدي، فـإذا غلبت قصرت في الكلام لأتعجل الفراق، ثم أعددت أعمالا لا تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم، لئلا يمضي الزمان فارغا. فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد – الورق -، وبري الأقلام، وحزم الدفاتر، فإن هذه الأشياء لا بد منها، ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم، لئلا يضيع شيء من وقتي."
- والمصلحون أيضاً جعلوا الوقت من أهم عناصر بناء الحضارة ويترتب على حسن استغلاله نهوض الأمم وارتقائها، يطالعنا المفكر الإسلامي "مالك بن نبي" وهو من أعلام الفكرالإسلاميفي القرن العشرين (1905-1979) بآرائه عن قيمة الزمن في حياة الفرد والشعوب حيث يعتبره من أهم الأسس التي تنبني عليها الحضارات:"…إن الزمن نهر قديم يعبر العالم، ويروي في أربع وعشرين ساعة الرقعة التي تعيش فيها كل الشعوب، والحقل الذي يعمل به كل فرد، ولكن هذه الساعات التي تصبح تاريخا هنا وهناك، قد تصير عدما إذا مرت فوق رؤوس لا تسمع خريرها !!

إدارة الوقت تساوي الرضا و النجاح
أكدت الدراسات أن الشخص الذي يعرف كيف يستغل وقته في أعمال مفيدة و نافعة، يكون أكثر سعادة من أولئك الذين يضيعون أوقاتهم من دون فائدة، فمعظم الناس غير راضين عن حياتهم و واقعهم بسبب عدم معرفتهم لأهمية الوقت، و هذا ما يسبب لهم الكثير من الاضطرابات النفسية.

الانتفاع بالوقت أثناء النوم:
من الأشياء العجيبة أن الدماغ أثناء النوم يبقى في حالة نشاط وعمل واسترجاع للذكريات وإجراء تنظيم لها، بل إن النوم يزيد من قدرة الإنسان على الإبداع، لذلك يجب استغلال هذه الفترة بالاستماع إلى القرآن الكريم والمواد النافعة قبل النوم.

وتذكر عزيزي الشاب وأنت تتعامل مع الوقت:
- تعامل مع الوقت على أنه كنز ثمين بين يديك أعطاك الله هذا الكنز فلا تبدّده بدون مقابل.

- قبل النوم حاول أن تفكر ماذا يجب أن تنجز في اليوم التالي، وبعد الاستيقاظ حاول أن تفكر فيما ستحققه في يومك هذا.

- أكثر من الدعاء و من الاستغفار و تلاوة القرآن، فهذه الأشياء تجعلك أكثر اطمئناناً و تساهم في استقرار عمل القلب و الدماغ، مما يساعدك على الإبداع و التفكير بطريقة أفضل.

وأخيراً عزيزي الشاب..
عليك أن تدرك قيمة الزمن في الحياة وفي حركة التاريخ، فالزمن هو الحضارة..
ولتستمتع بنظرة الإسلام الرائعة التي تمتد بقيمة الزمن إلى الآخرة، وعندها ستدرك أنك رابحٌ في كل لحظة من لحظات حياتك مادامت لك فيها نية طيبة، أو عمل صالح، وحياة الناجحين كدٌّ وَ جِدٌّ، قال الله تعالى:"يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه"، والكدح هو التعب والجد دون فتور وتقاعس؛ والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك باللهو والباطل..وهكذا أظنك الآن أصبحت تعرف جيداً ..أين ستذهب كل مساء...!
وفقك الله لكل خير، ونفعك ونفع بك أمتك.

أم عاكف ( الأم المعلمة )
2015-09-21, 17:04
بارك الله فيك أيها الكريم
ان شاء الله شبابنا يتعظ مما ذكرت

لآلئ الجُمان~
2015-09-21, 17:56
موضوع مميز يستحق الشكر

و ان شاء الله شباب أمتنا يعملون بكل كلمة قلتها

جزاك الله خيرا أخي الكريم

دمت بحفظ المولى

أيمن شبيطة
2015-10-10, 13:18
http://www.karom.net/up/uploads/13256119281.gif (http://www.karom.net/vb/showthread.php?t=76)

khaled-M
2015-10-10, 15:13
دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ

يُسع ـدنى أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم

وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ

تـقبلـوٍ خ ـآلص إحترامي

لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله

بارك اللـــــــــــــــــــــــــه فيك

〆 بٰٰاولو 乄
2015-10-10, 16:00
سرني حضوركم في صفحتي اشكركم على إطرائكم
فرائحة حضوركم البهيه طغت على المكان
مني لـ روحكم تحية ود
كل الشكرمودتي (http://www.thanwya.com/vb/index.php)

dark star
2015-10-12, 09:00
بارك الله فيك اخي
نعم الفوائد والنصائح هذه الدرر التي جمعت

〆 بٰٰاولو 乄
2015-10-13, 16:12
http://www.sahab-alkher.com/vb/uploaded/6956_01300190567.gif