الأســــــتاذ: ج. ســــواعـــدي
2015-09-21, 10:10
·
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد / حسن عريبي الجزائر في:19-09-2015
نائب بالمجلس الشعبي الوطني
عضو لجنة الدفاع الوطني
إلى معالي السيد / وزير التعليم العالي والبحث العلمي
الموضوع / بخصوص قرار تمديد الدراسة إلى الثامنة ليلا.
معالي الوزير المحترم
بناء على المادة 134 من الدستور
بداية أتمنى أن لايفهم من سؤالي أنني بصدد الطعن في شرف وطهارة بنات الجزائر أو رجولة الشباب الجزائري ’لأن الوقائع تؤكد عكس ذلك، لكن مادفعني إلى طرح هذه الأسئلة ,هو تسرع وزارتكم في تطبيق قرار تمديد الدراسة إلى الساعة الثامنة ليلا, دون أية إجراءات احترازية من عواقبه.
إن هذا القرار إن طبق فلن يكون بردا وسلاما على عموم الشعب الجزائري ,بل ستكون له تداعيات تؤسس لانتكاسة صريحة في مسار تطور الجامعة الجزائر,وذلك لعلاقته المباشرة بالمنظومة القيمية للمجتمع الجزائري.
معالي الوزير المحترم
إننا إذ نلمس منكم خيرا وأصالة وعلما ,فإننا نرجو أن تلقى هذه الرسالة مقاما طيبا لديكم وحيزا في قلوبكم يحرك فيكم نخوتكم الجزائرية,وتثلجوا صدورنا بقرار حكيم يبغي تمديد الدراسة إلى الساعة الثامنة ليلا,ويزيل الهم عن قلوب الجزائريين ,ويرفع اللبس عن هذا الموضوع الذي طالما أسال لعاب الكتابات الصحفية ,وشكل انشغالا كبيرا لدى الأسرة الجزائرية،ويكاد يتسبب في تجاذب وانقسام مجتمعي خطير,شبيه بما سببه أخوه مشروع تدريس العامية في المدارس الابتدائية.
معالي الوزير المحترم
نعلم أنكم ورثتم تركة ثقيلة من المشاكل العميقة التي تتخبط فيه الجامعة الجزائرية على مدار ربع قرن من الزمن ، ونعلم أيضا أنكم تبذلون الجهود تلوى الأخرى لحلحلة تلك المشاكل ، غير أن بعض الحلول المقترحة للتغلب على تلك المشاكل غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ,كما أن الظروف والإمكانيات الحالية لا تسمح بذلك,هذا فضلا على أنها تمس بالمنظومة القيمية لمجتمعنا وماتوارثه من أعراف تميزه عن بقية المجتمعات.
وقد عدها البعض من باب الحلول المستعجلة ومن باب التماشي مع الظروف ، لكن الأعم الأغلب من النخبة والشعب الجزائري عدها من باب حل مشكل بمشكل أو دفع ضرر بضرر قد يؤدي إلى ضرر أكبر منه .
كما يشتكي الشركاء الاجتماعيون من أن بعض القرارات التي صادقت عليها الوزارة للتطبيق لم تطـرح للنقاش معهـم ولم يستشر فيها المعنيون بالخصوص .
معالي الوزير المحترم
لقد تم طرح مسألة تمديد توقيت الدراسة في الجامعة إلى حوالي الثامنة مساء من أجل التغلب على مشكلة نقص المرافق البيداغوجية في أغلب الجامعات الجزائرية والسؤال الذي يطرح نفسه سيدي الوزير هل هذا الحل واقعي قابل للتطبيق في ظل الظروف الخاصة التي تمر بها الجامعة ومن حيث الظروف العامة التي تمر بها الجزائر؟
أعتقد سيدي الوزير أن الحل المطروح جاء فوق كل التوقعات لماذا ؟
فالعلم في ديننا ليس له حدودا مكانية ولا زمانية ,لكن مراعاة الواقع يجب أن يكون جزءا من حل المشكلة ، فإذا طبق هذا القرار كيف يكون حال من يدرس في الخروبة ويسكن في بن عكنون؟ هل سيجد وسائل النقل التي تنقله إلى بيته وعند أية ساعة سيلتحق ببيته ؟ متى يتناول وجبة العشاء و متى يحضر دروسه ومتى ينام ؟
علما أنه مطالب في صباح الغد أن يكون على الساعة الثامنة صباحا في كليته ، علما سيدي الوزير أن العاصمة في فصل الشتاء تغلق بعد العصر بقليل هذا في حال طالب يسكن في العاصمة ولا يقيم في الأحياء الجامعية ، أما إذا ولجنا إلى الأحياء الجامعية فإن المشكلة تتعقد أكثر فأكثر ,فالطالب الذي يدرس في باب الزوار ويسكن في بن عكنون يخرج من الدرس على الساعة الثامنة ليلا, عند أية ساعة سيصل إلى حيه الجامعي ببن عكنون؟؟ ولما يصل سيجد أمامه طابورا طويلا في المطعم للضفر بوجبة العشاء, فمتى يراجع دروسه ومتى ينام ؟؟
هذا بالنسبة لطالب فكيف يكون الحال مع طالبة أتت للدراسة؟ قد تجد نفسها في وضع لا تحسد عليه ،وقد يؤثر هذا القرار على جانبها السيكولوجي فتتراجع قدراتها على التحصيل العلمي والمعرفي.
سيدي الوزير
إننا نسمع عن حالات كثيرة يتم فيها اختطاف البنات في عز النار فكيف يكون الحال أمام المئات والآلاف من البنات الذاهبات والراجعات في عز الليل بعبارة أخرى ما هي قدرة الدولة الجزائرية على توفير الأمن والأمان للطالبات حتى يدرسن و قلوب آبائهن مطمئنة عليهن ؟، هذا ونحن نتكلم على العاصمة بقضها وقضيضها فكيف إذا تحدثنا عن ولاية من الولايات قليلة الإمكانيات ؟ زيادة على كون المجتمع الجزائري مجتمع محافظ يخشى ويخاف على فلذة كبده أن يصيبها أي مكروه ،وحق هنا لكل أب أن يسأل نفسه كيف أبعث ابنتي وفلذة كبدي إلى المكروه وادفعها إلى المغامرة وركوب المخاطر المتعددة وأنا في كامل قواي العقلية؟؟ .
وهو تخوف مؤسس لا يقوم على الاحتمال والظن بل يقوم على قرائن ووقائع نسمعها في كل يوم ,فلا يمكن المغامرة والمقامرة حتى إذا وقع الفأس في الرأس ظل وجهه مسودا وهو كظيم .
معالي الوزير المحترم
قبل أن تكون مسؤولا عن هذا القطاع ,أنت أب قبل كل شيء فعليك بقياس الأمور وتدبرها, وسل نفسك من يتحمل المسؤولية أمام الله أولا ثم أمام الأباء ثانية إذا فتح هذا الباب وتعرضت بناتنا لمكروه ؟
بالإضافة سيدي الوزير لما سبق فإن أخشى ما نخشاه هو الانسياق وراء قوى علمانية انحلالية تريد بالمجتمع الجزائري شرا فأوعزت بهذا الحل الذي يتنافى مع مجتمعنا وظروفنا وإمكانياتنا .
سيدي الوزير
إعلم أنه من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ,فندعوك بصدق أن تكون مع الأولى, ونربأ بك أن تكون مع الأخرى فتخسر دينك ودنياك .
معالي الوزير المحترم
في ظل العرض المقدم لكم نطرح عليكم الأسئلة التالية :
01ـ لماذا بنينا وشيدنا في كل ولاية جامعة ومازال مشكل الاكتظاظ مطروحا أين الخلل ؟
02ـ هل تمديد زمن الدراسة إلى الساعة الثامنة ليلا هو حل واقعي ؟
03ـ من يتحمل نتائج وعواقب تطبيق هذا القرار ؟
حسن عريبي
عضو لجنة الدفاع الوطني
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد / حسن عريبي الجزائر في:19-09-2015
نائب بالمجلس الشعبي الوطني
عضو لجنة الدفاع الوطني
إلى معالي السيد / وزير التعليم العالي والبحث العلمي
الموضوع / بخصوص قرار تمديد الدراسة إلى الثامنة ليلا.
معالي الوزير المحترم
بناء على المادة 134 من الدستور
بداية أتمنى أن لايفهم من سؤالي أنني بصدد الطعن في شرف وطهارة بنات الجزائر أو رجولة الشباب الجزائري ’لأن الوقائع تؤكد عكس ذلك، لكن مادفعني إلى طرح هذه الأسئلة ,هو تسرع وزارتكم في تطبيق قرار تمديد الدراسة إلى الساعة الثامنة ليلا, دون أية إجراءات احترازية من عواقبه.
إن هذا القرار إن طبق فلن يكون بردا وسلاما على عموم الشعب الجزائري ,بل ستكون له تداعيات تؤسس لانتكاسة صريحة في مسار تطور الجامعة الجزائر,وذلك لعلاقته المباشرة بالمنظومة القيمية للمجتمع الجزائري.
معالي الوزير المحترم
إننا إذ نلمس منكم خيرا وأصالة وعلما ,فإننا نرجو أن تلقى هذه الرسالة مقاما طيبا لديكم وحيزا في قلوبكم يحرك فيكم نخوتكم الجزائرية,وتثلجوا صدورنا بقرار حكيم يبغي تمديد الدراسة إلى الساعة الثامنة ليلا,ويزيل الهم عن قلوب الجزائريين ,ويرفع اللبس عن هذا الموضوع الذي طالما أسال لعاب الكتابات الصحفية ,وشكل انشغالا كبيرا لدى الأسرة الجزائرية،ويكاد يتسبب في تجاذب وانقسام مجتمعي خطير,شبيه بما سببه أخوه مشروع تدريس العامية في المدارس الابتدائية.
معالي الوزير المحترم
نعلم أنكم ورثتم تركة ثقيلة من المشاكل العميقة التي تتخبط فيه الجامعة الجزائرية على مدار ربع قرن من الزمن ، ونعلم أيضا أنكم تبذلون الجهود تلوى الأخرى لحلحلة تلك المشاكل ، غير أن بعض الحلول المقترحة للتغلب على تلك المشاكل غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ,كما أن الظروف والإمكانيات الحالية لا تسمح بذلك,هذا فضلا على أنها تمس بالمنظومة القيمية لمجتمعنا وماتوارثه من أعراف تميزه عن بقية المجتمعات.
وقد عدها البعض من باب الحلول المستعجلة ومن باب التماشي مع الظروف ، لكن الأعم الأغلب من النخبة والشعب الجزائري عدها من باب حل مشكل بمشكل أو دفع ضرر بضرر قد يؤدي إلى ضرر أكبر منه .
كما يشتكي الشركاء الاجتماعيون من أن بعض القرارات التي صادقت عليها الوزارة للتطبيق لم تطـرح للنقاش معهـم ولم يستشر فيها المعنيون بالخصوص .
معالي الوزير المحترم
لقد تم طرح مسألة تمديد توقيت الدراسة في الجامعة إلى حوالي الثامنة مساء من أجل التغلب على مشكلة نقص المرافق البيداغوجية في أغلب الجامعات الجزائرية والسؤال الذي يطرح نفسه سيدي الوزير هل هذا الحل واقعي قابل للتطبيق في ظل الظروف الخاصة التي تمر بها الجامعة ومن حيث الظروف العامة التي تمر بها الجزائر؟
أعتقد سيدي الوزير أن الحل المطروح جاء فوق كل التوقعات لماذا ؟
فالعلم في ديننا ليس له حدودا مكانية ولا زمانية ,لكن مراعاة الواقع يجب أن يكون جزءا من حل المشكلة ، فإذا طبق هذا القرار كيف يكون حال من يدرس في الخروبة ويسكن في بن عكنون؟ هل سيجد وسائل النقل التي تنقله إلى بيته وعند أية ساعة سيلتحق ببيته ؟ متى يتناول وجبة العشاء و متى يحضر دروسه ومتى ينام ؟
علما أنه مطالب في صباح الغد أن يكون على الساعة الثامنة صباحا في كليته ، علما سيدي الوزير أن العاصمة في فصل الشتاء تغلق بعد العصر بقليل هذا في حال طالب يسكن في العاصمة ولا يقيم في الأحياء الجامعية ، أما إذا ولجنا إلى الأحياء الجامعية فإن المشكلة تتعقد أكثر فأكثر ,فالطالب الذي يدرس في باب الزوار ويسكن في بن عكنون يخرج من الدرس على الساعة الثامنة ليلا, عند أية ساعة سيصل إلى حيه الجامعي ببن عكنون؟؟ ولما يصل سيجد أمامه طابورا طويلا في المطعم للضفر بوجبة العشاء, فمتى يراجع دروسه ومتى ينام ؟؟
هذا بالنسبة لطالب فكيف يكون الحال مع طالبة أتت للدراسة؟ قد تجد نفسها في وضع لا تحسد عليه ،وقد يؤثر هذا القرار على جانبها السيكولوجي فتتراجع قدراتها على التحصيل العلمي والمعرفي.
سيدي الوزير
إننا نسمع عن حالات كثيرة يتم فيها اختطاف البنات في عز النار فكيف يكون الحال أمام المئات والآلاف من البنات الذاهبات والراجعات في عز الليل بعبارة أخرى ما هي قدرة الدولة الجزائرية على توفير الأمن والأمان للطالبات حتى يدرسن و قلوب آبائهن مطمئنة عليهن ؟، هذا ونحن نتكلم على العاصمة بقضها وقضيضها فكيف إذا تحدثنا عن ولاية من الولايات قليلة الإمكانيات ؟ زيادة على كون المجتمع الجزائري مجتمع محافظ يخشى ويخاف على فلذة كبده أن يصيبها أي مكروه ،وحق هنا لكل أب أن يسأل نفسه كيف أبعث ابنتي وفلذة كبدي إلى المكروه وادفعها إلى المغامرة وركوب المخاطر المتعددة وأنا في كامل قواي العقلية؟؟ .
وهو تخوف مؤسس لا يقوم على الاحتمال والظن بل يقوم على قرائن ووقائع نسمعها في كل يوم ,فلا يمكن المغامرة والمقامرة حتى إذا وقع الفأس في الرأس ظل وجهه مسودا وهو كظيم .
معالي الوزير المحترم
قبل أن تكون مسؤولا عن هذا القطاع ,أنت أب قبل كل شيء فعليك بقياس الأمور وتدبرها, وسل نفسك من يتحمل المسؤولية أمام الله أولا ثم أمام الأباء ثانية إذا فتح هذا الباب وتعرضت بناتنا لمكروه ؟
بالإضافة سيدي الوزير لما سبق فإن أخشى ما نخشاه هو الانسياق وراء قوى علمانية انحلالية تريد بالمجتمع الجزائري شرا فأوعزت بهذا الحل الذي يتنافى مع مجتمعنا وظروفنا وإمكانياتنا .
سيدي الوزير
إعلم أنه من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ,فندعوك بصدق أن تكون مع الأولى, ونربأ بك أن تكون مع الأخرى فتخسر دينك ودنياك .
معالي الوزير المحترم
في ظل العرض المقدم لكم نطرح عليكم الأسئلة التالية :
01ـ لماذا بنينا وشيدنا في كل ولاية جامعة ومازال مشكل الاكتظاظ مطروحا أين الخلل ؟
02ـ هل تمديد زمن الدراسة إلى الساعة الثامنة ليلا هو حل واقعي ؟
03ـ من يتحمل نتائج وعواقب تطبيق هذا القرار ؟
حسن عريبي
عضو لجنة الدفاع الوطني