المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لما ذا لم نجد ما وعدنا ربنا من موعودات في الدنيا


عبد القادر الطالب
2015-09-12, 15:12
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
لعل عنوان الموضوع غريب بعض الشيء ولكن عندما تقرؤون الموضوع ستعرفون كل شيء
هذا السؤال مطروح للمناقشة وإبداء الرأي وطرح الأفكار والتعقيبات
فأرجوا من كل عضو أن يدلوا بدلوه في هذا الموضوع ولو بنصيحة قصيرة
وأجر الجميع على الله
السؤال يقوا: لماذا لم نجد ما وعدنا ربنا من نعم الدنيا
مثلا :أين نصرة الله لعباده المومنين : قال تعالى: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
أين العزة: قال تعالى: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
أين دفاع الله: قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا
أين الاستخلاف: قال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
أين الأمن : قال تعالى: الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ
أين معية الله:قال تعالى: وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
أين عدم تسليط الكفار على المومنين: قال تعالى: وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
وغير هذه الموعودات الكثير الكثير لا داعي لذكرها كلها
فالسؤال أيها الأحبة في الله :ما السبب أننا لم نجد هذه الموعودات التي وعدنا الله إياها .
وسآخذ أنا بدوري إن شاء الله السبب الأخير الذي ذكرت بشيء من الاختصار أسأل الله أن أكون موفقا إن شاء الله
والذي هو تسليط الكفار على المسلمين
أيه الأحبة في الله
قال الله عز وجل في كتابه الكريم بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً { وقال صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان أنه قال: وإني سألت ربي ألا يهلك أمتي بسنة بعامة وألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن الله قد أعطاني لأمتي ذلك حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً. ويدل لهذا الوجه آيات كثيرة كقوله: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ. وقوله: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ. وكقوله: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
أيها الأحبة في الله لعل سبب تسلط الكافرين على بعض المسلمين هو من الابتلاء الذي يبتلي الله عز وجل به عباده، والابتلاء قد يكون اختباراً وامتحاناً من الله تعالى لعباده، قال سبحانه: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {البقرة:155}، وقال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ {محمد:31}، وقد يكون بسبب الذنوب والمعاصي، قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}، وقد ورد في بعض الأحاديث بيان لأسباب تسلط الكافرين على بعض المسلمين، فمن ذلك ما رواه أبو داود عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ، قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت.
ايها الأحبة في الله إن وقوع الكثير من الانحرافات والبدع العقائدية والتفريط في أركان الإسلام وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك الأسباب المقوية الدنيوية لهي الأسباب التي أدت لما يعانيه كثير من المسلمين من ذل وهوان
أيها الأحبة في الله إنها سنة الله في خلقه فالتهاون في أوامر الله والمداهنة في دين الله هي السبب الأعظم لتسليط الله الكافرين على المسلمين فما إن أعرضنا عن الله وانغمسنا في شهواتنا سلط الله علينا من لا يخافه ووكلنا لأنفسنا وخلى بيننا وبين أعدائه وهذا لأننا لم نعتصم بحبل الله وتفرقنا وتقاعسنا عن واجباتنا وأفشينا الذنوب وجهرنا بها فحق علينا قوله عز وجل ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)فعلينا أيه الأحبة في الله إذا أردنا التخلص من هذه الأسباب أن نتقي الله حق تقاته ونتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان حتى يرفع الله علينا غضبه وسخطه وبلاءه
جعلني الله وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
نسأل الله عز وجل أن يرد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً، وأن ينصر الإسلام ويعز المسلمين، ويذل الكفر والكافرين، ويدمر أعداء الدين، وأن ينصر إخواننا المستضعفين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته