أم فاطمة السلفية
2015-09-06, 13:28
http://files2.fatakat.com/2011/2/12986324561043.gif
°°((نصيحةٌ لمبتدئٍ في الاستقامة))°°
لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله-
-السؤال:
-مبتدئٌ في الاستقامة على الشرع ومحتاجٌ إلى توجيهٍ يمكنه أن ينتهج به في الحياة، فأرجو مِن شيخنا النصيحة، وشكرًا.
-الجـواب:
-الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
-فكُنْ ممَّن يقتفي آثارَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بتطبيقها على نفسك، وابتغِ سبيلَ السلف الصالح من الصحابة فمَنْ بعدهم في جميع أبواب الدين، واتَّبِعْ سبيلَهم في التوحيد العِلْمِيِّ والطلبيِّ، وفي حقوق التوحيد ومُكمِّلاته من أمرٍ ونهيٍ وإلزامٍ وتركٍ، واتْرُكْ سُبُلَ الجدال والمِرَاءِ والخَوْضَ فيما يَجْلِبُ الآثامَ ويَصُدُّ عن تعاليم الشرع ويُوقِعُ في محاذيره، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: ١٥٣]، وقال -أيضًا-: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥].
-والْتَزِمْ خَشْيَةَ الله بسلوك طريق العلم النافع، وداومْ مراقبتَه سبحانه وتعالى في السِّرِّ والعَلَنِ، فإنَّ مَنْ أخلص القَصْدَ لله واستعان به أثمر عِلْمُهُ ثمرةً خاصَّةً به وهي علامةُ نفعه متجَلِّيةً في خشية الله تعالى، فإنَّ رأس الحكمة وأصلَ العلم مخافةُ الله تعالى، قال عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ [فاطر: ٢٨]، ولْتَكُنْ عِمارةُ الظاهر والباطن مليئةً بخشية الله، فإنَّ من خشيته المسارعةَ إلى فِعْلِ الخيرات والمسابقةَ إليها، قال تعالى: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: ١٤٨؛ المائدة: ٤٨]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [آل عمران: ١٣٣]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ.وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ. وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٧-٦١].
-ومن أعظم الخيرات المحافظةُ على شعائر الإسلام، وإظهارُ السُّنَّة ونشرُها بالعمل بها والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والتعاونُ على البرِّ والتقوى، والتواصي بالحقِّ والصبر، متحمِّلًا ذُلَّ التعلُّم لعِزَّة العلم، ذليلًا للحقِّ بثباتٍ وتثبُّتٍ في التلقِّي والطلب مع لزوم المَحَجَّة ودوامِ السكينة والوقار، وحسنِ السمت والهدي الصالح، فإنَّ من «ثبت نبت».
-والْتَزِمِ الرِّفْقَ والصبرَ، فإنَّ «الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ»(١)، والرِّفْقُ في القول ممَّا تألفه النفوس العاصية، إذ الكلمة الطيِّبة تُثمر في النفوس الزكيَّة، والكلمةُ الجافية منفِّرةٌ، أمَّا الصبر فهو طريق الظفر بالمطلوب، إذ النصر مع الصبر وهو السلاح الفَعَّال لقهر العدوِّ الظاهر والخفيِّ، فإن استطاع قَهْرَ نفسِه وشيطانه وهواه، بأن يحبس نفسه على مرضاة الله وطاعته أشرق صدرُه بالحقِّ واستنار قلبُهُ به مصداقًا لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم فيما رواه مسلمٌ: «.. وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ.. »(٢).
-وخِتَامًا، كن على الحقِّ، وقُمْ بواجباتك بفعل الطاعات وترك المنهيَّات، ولا تُصْغِ لِمُثَبِّطِي العزائم، فقد يجعلون من الحبَّة قُـبَّةً، ويصيِّرون التمرة جمرةً، ويقلبون الشحمة فحمةً، ولا لمن يُخِيفُكَ بعواقب الأمور من ضعفاء الإيمان واليقين؛ لأنَّ ما قُدِّرَ لك لا بُدَّ أن يصيبك: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾ [التوبة: ٥١]، وفي الحديث: «وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ»(٣).
-والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: ٦ ربيع الأول ١٤١٩ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٠ جوان ١٩٩٨م
(١) (http://ferkous.com/home/?q=fatwa-443#_ftnref_443_1) أخرجه مسلم في «البرِّ والصلة» (٢٥٩٤) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٢) (http://ferkous.com/home/?q=fatwa-443#_ftnref_443_2) أخرجه مسلم في «الطهارة» (٢٢٣) من حديث أبي مالكٍ الأشعري رضي الله عنه.
(٣) (http://ferkous.com/home/?q=fatwa-443#_ftnref_443_3) أخرجه الترمذي في «صفة القيامة» (٢٥١٦) من حديث ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما. وصحَّحه أحمد شاكر في تحقيقه ﻟ «مسند أحمد» (٤/ ٢٨٧)، والألباني في «صحيح الجامع» (٧٩٥٧).
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعزمحمد علي فركوس -حفظه الله -
:::::بسم الله الرحمن الرحيم :::::
°°((رسالة إلى شاب حديث الاستقامة))°°
الشيخ علي بن يحيى الحدادي
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
-فأهنئك بالتوفيق إلى التوبة، والعودة إلى الله، فإنها نعمة جليلة، ومنة كبيرة، يعطاها القليل، ويحرمها الكثير، وأسأل الله أن يجعلنا جميعاً منيبين إليه، متوكلين عليه.
-أخي الكريم:
-مصطلح (الالتزام) بالمعنى المعروف مصطلح حديث، لا يعرف في الكتاب والسنة، وكلام السلف الصالح لذلك عدلت عنه إلى الاسم الشرعي فهو خير، وأحسن معنى.
-إن الاهتداء إلى الاستقامة يعني في مفهومنا اليوم أن يكون المرء مقصراً في حق ربه، تاركاً لكثير من الواجبات، مرتكباً لكثير من المعاصي والسيئات، كحلق اللحية، وإسبال الثوب، وشرب الدخان، وسماع الأغاني، والتفريط في صلاة الجماعة، وربما التفريط في الصلوات أو بعضها.
-فإذا ما التزم (قصر ثوبه، وأطلق لحيته، وحافظ على الجماعة والنافلة، وصاحب من هم على هذه الطريقة) ولا شك أن التوفيق إلى لزوم الهدي النبوي في اللباس والهيئة، والحفاظ على الصلاة أنه من أعظم المنن والمنح الربانية لعبده، ولكن..
-لكن هناك أمور هي من الأهمية بمكان عظيم، ومع ذلك يغفل عنها كثير من الناس لذا أجدها فرصة لألفت انتباهك إليها، حتى تكون الاستقامة على ما يحب ربك ويرضى:
1- الاستقامة لا بد أن تكون على ما أمر الله به عباده كما قال تعالى (فاستقم كما أمرت) وعلى هذا فلابد أن تعرف ما أمرك الله به وأمرك به رسوله صلى الله عليه وسلم حتى تستقيم عليه، ومعنى هذا أن تقبل على تعلم دينك، ومعرفة أحكامه، و(من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).
2- أعظم ما أوجب الله عليك هو توحيده بأن تفرده بجميع أنواع العبادة، من دعاء، واستعاذة، واستغاثة، ورجاء، وتوكل، وذبح، ونذر، وغير ذلك من أنواع العبادة الظاهرة والباطنة، القولية والفعلية.
-والتوحيد له شعب كثيرة فيجب عليك أن تبذل عنايتك بتعلمه والتفقه فيه وخير ما ألف في توحيد الألوهية كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
3- أعظم ما نهاك الله عنه الإشراك به، بأن تصرف شيئاً من العبادة لغيره، فمن صرف منها شيئاً لغيره من ملَك أو رسول فمن دونهما خرج من ملة الإسلام، وإن لقي الله على ذلك لقيه بالذنب الأكبر الذي لا يغفر والعياذ بالله قال تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
- واعلم أن هذا الشرك لا يزال منتشراً في البلاد الإسلامية، لقلة التنبيه عليه، وكثرة الدعاة إليه، والمروجين له، والله المستعان.
4- تذكر أن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فاحرص أن تكون من الفرقة الناجية، واعلم أن كل الفرق تدعي أنها الناجية، وكل منها يستدل بآيات من القرآن الكريم، وأحاديث من السنة النبوية، ولكن الفرقة الناجية الحقيقية هي التي استمسكت بالكتاب والسنة ومنهاج الصحابة رضوان الله عليهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الفرقة الناجية (من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) فهذا هو الميزان الذي يكشف عنك غمة الحيرة والاضطراب عند تضارب الأقوال.
5- ستسمع من بعض الشباب (الملتزم) الطعن في الحكام، والانشغال بمعايبهم، ومساوئهم، وإثارة القلوب عليهم، لا سيما في الحكومة السعودية _ وفقها الله _ فاعلم أن هذا منكر، وأنه يجر إلى عواقب وخيمة، وفي هذا من النصوص النبوية وكلام الصحابة والسلف الصالح والعلماء الربانيين ومن آخرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين رحمهم الله الشيء الكثير.
6- ستسمع بعض الشباب (الملتزم) يطعنون في كبار العلماء، بدعوى أنهم علماء سلطة، ومداهنون، ولا يصدعون بالحق، وأنهم لا يتكلمون في القضايا الكبرى التي تهم الأمة، ونحو ذلك من الصفات التي تنفرك عنهم، فاعلم أن هذا من أعظم المنكرات، فالعلماء لا يذكرون إلا بالجميل، ولا يساء بهم الظن، لأن القدح فيهم ينفر عنهم وعن علمهم وبذلك يحصل الشر إذ الأمة لا تستغني عن العلماء في معرفة دينها فإذا أبغضت العلماء قادها الجهال فأفسدوا الفساد العظيم.
7- تسيطر على كثر من الشباب فكرة الجهاد، وما من شك أن الجهاد من أعظم القربات، وأجل لأعمال الصالحة، وهو ذروة سنام الإسلام، ولكن الجهاد كغيره من العبادات معلق بالقدرة والاستطاعة قال تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) وقال تعالى (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) والأمة تعيش اليوم في حالة من الضعف الديني، والأخلاقي، والاقتصادي، والعسكري، ما لا مزيد عليه، وتعاني من التفرق والاختلاف ما صارت به مضرب المثل. في الوقت الذي يملك عدوها أسباب القوة العسكرية، والاقتصادية، وغيرها، والله عز وجل وعد عباده بالنصر إن نصروه، ومع ذلك أمر بالأخذ بأسباب النصر فقال (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) فهل أسلحة المسلمين اليوم تدخل الرهبة في قلوب العدو؟ هيهات ، لأننا عالة عليهم في السلاح كما نحن عالة عليهم في كثير من أمور المعايش، وهم لا يبيعوننا شيئاً إلا ما علموا أنه لا يضرهم..
-فتحريض الشباب على الجهاد الذي لم تكتمل شروطه لا يكون إلا وبالاً على الأمة لأنه سيكون مخالفاً لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
8- ستجد في التسجيلات (الإسلامية) كثيراً من الأشرطة التي تعتني بـ(القصص)، وأخرى بالأناشيد التي يسمونها (الأناشيد الإسلامية) وأخرى تتحدث عن (تأويل الرؤى والأحلام)، وأشرطة مرئية (للمسارح والتمثيليات الإسلامية) وهذه الأنواع كلها ليست من هدي السلف الصالح، بل أنكروها، وعابوها، وذموها أشد الذم، ورخصوا في سماع القصائد الخالية من المحاذير _ وهي كثيرة_ ومنها ألا تكون ملحنة على قوانين الأغاني.
9- تنتشر في الساحة جماعات (دعوية) كثيرة منها جماعات صوفية، تنشر الجهل بين المسلمين، حيث يأخذون الجاهل فيخرجون به يسيحون في الأرض أياماً أو أسابيع أو شهوراً يدعو إلى الله بزعمهم وهو لا يعرف من الدين شيئاً.
-وأخرى سياسية تهييجية أهلها هم أحفاد الخوارج وأذنابهم، يربون الشباب تربية سرية عبر حلقات تربوية تجتمع في البراري والاستراحات وغيرها، يكون لكل مجموعة (قائد) أو (مربي) يسوسهم ويأمرهم وينهاهم، يثيب من يطيعه، ويعاقب من يعصيه، تعزل أفرادها عن الأسرة وعن المجتمع لا سيما في أوائل سنوات المراهقة، حتى يكون طوع يدها توجهه حيث شاءت.
-فاحذر هذه الجماعات، واستقم على دينك، وكن باراً بوالديك وأهلك، وأقم الصلاة، واعبد ربك، واطلب العلم، والتزم بطاعة ولاة أمرك في المعروف، واحذر كل تجمع مشبوه تحيطه السرية، والبرامج التي لا تقرها الفطرة السليمة.
10- أوصيك بالعناية بعلماء الأمة الكبار، كسماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية، والعلامة عبد الله الغديان، والعلامة صالح اللحيدان، والعلامة صالح الفوزان، وأمثالهم من علماء أهل السنة، واحذر من الأشرطة الفكرية، التي يصدرها كثير ممن يعرف بـ (دعاة الصحوة) والذين يكثرون من الخوض في القضايا السياسية والفكرية، بدعوى (فقه الواقع) فالعلم فيها قليل، والضرر فيها كثير.
---------
/وختاماً: /
------------
-أسأل الله لي ولك التوفيق والسداد، والهداية إلى سبيل الحق والرشاد، كما أسأله أن يوفق ولاة أمور المسلمين لما يحب ويرضى، وأن يعز الإسلام وأهله، وأن يذل الشرك وأهله، وأن يظهر السنة ويعلي منارها ، وأن يقمع البدع وأهلها الدعاة إليها، إنه سميع قريب مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
<< أخوك المحب: علي بن يحيى الحدادي>>.
موقع الشيخ علي بن يحيى الحدادي
°°((نصيحة لشاب في بداية طريق الاستقامة))°°
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السؤال:
-ما نصيحتكم لشاب في بداية طريق الاستقامة؟
الجواب:
-نصيحتنا لهٰذا الشاب الذي هو في اتجاه سليم -إن شاء الله-:
-أولاً: أن يسأل الله الثبات -دائمًا- والصواب.
-ثانيًا: أن يُكثِر من قراءة القرآن بتدبُّر؛ لأنَّ هٰذا القرآن له أثر كبير على القلب، إذا قرأه الإنسان بالتدبُّر.
-ثالثًا: أن يحرص علىٰ ملازمة الطاعات، وألا يمل أو يكسل، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم استعاذ من العجز والكسل.
-رابعًا: أن يحرص علىٰ مصاحبة الأخيار، ويبتعد عن مصاحبة الأشرار.
-خامسًا: أن ينصح نفسَه حينما تؤثِّر هٰذه النفس عليه؛ وتقول له: "إن المدى بعيد، والطريقَ طويل"؛ فلينصح نفسه وليثبُت؛ لأن الجنة حُفَّت بالمكاره، والنار حُفَّت بالشهوات.
-سادسًا: أن يبتعد عن قرناء السوء، حتىٰ ولو كانوا أصحابًا له من قبل؛ لأن قرناء السوء يؤثِّرون عليه؛ ولهٰذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((مَثَلُ الجليس السوء كنافخ الكير؛ إما أن يُحرِقَ ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة خبيثة)).
لقاء الباب المفتوح (70/ 23)
°°((نصيحةٌ لمبتدئٍ في الاستقامة))°°
لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله-
-السؤال:
-مبتدئٌ في الاستقامة على الشرع ومحتاجٌ إلى توجيهٍ يمكنه أن ينتهج به في الحياة، فأرجو مِن شيخنا النصيحة، وشكرًا.
-الجـواب:
-الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
-فكُنْ ممَّن يقتفي آثارَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بتطبيقها على نفسك، وابتغِ سبيلَ السلف الصالح من الصحابة فمَنْ بعدهم في جميع أبواب الدين، واتَّبِعْ سبيلَهم في التوحيد العِلْمِيِّ والطلبيِّ، وفي حقوق التوحيد ومُكمِّلاته من أمرٍ ونهيٍ وإلزامٍ وتركٍ، واتْرُكْ سُبُلَ الجدال والمِرَاءِ والخَوْضَ فيما يَجْلِبُ الآثامَ ويَصُدُّ عن تعاليم الشرع ويُوقِعُ في محاذيره، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: ١٥٣]، وقال -أيضًا-: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥].
-والْتَزِمْ خَشْيَةَ الله بسلوك طريق العلم النافع، وداومْ مراقبتَه سبحانه وتعالى في السِّرِّ والعَلَنِ، فإنَّ مَنْ أخلص القَصْدَ لله واستعان به أثمر عِلْمُهُ ثمرةً خاصَّةً به وهي علامةُ نفعه متجَلِّيةً في خشية الله تعالى، فإنَّ رأس الحكمة وأصلَ العلم مخافةُ الله تعالى، قال عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ [فاطر: ٢٨]، ولْتَكُنْ عِمارةُ الظاهر والباطن مليئةً بخشية الله، فإنَّ من خشيته المسارعةَ إلى فِعْلِ الخيرات والمسابقةَ إليها، قال تعالى: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: ١٤٨؛ المائدة: ٤٨]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [آل عمران: ١٣٣]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ.وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ. وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٧-٦١].
-ومن أعظم الخيرات المحافظةُ على شعائر الإسلام، وإظهارُ السُّنَّة ونشرُها بالعمل بها والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والتعاونُ على البرِّ والتقوى، والتواصي بالحقِّ والصبر، متحمِّلًا ذُلَّ التعلُّم لعِزَّة العلم، ذليلًا للحقِّ بثباتٍ وتثبُّتٍ في التلقِّي والطلب مع لزوم المَحَجَّة ودوامِ السكينة والوقار، وحسنِ السمت والهدي الصالح، فإنَّ من «ثبت نبت».
-والْتَزِمِ الرِّفْقَ والصبرَ، فإنَّ «الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ»(١)، والرِّفْقُ في القول ممَّا تألفه النفوس العاصية، إذ الكلمة الطيِّبة تُثمر في النفوس الزكيَّة، والكلمةُ الجافية منفِّرةٌ، أمَّا الصبر فهو طريق الظفر بالمطلوب، إذ النصر مع الصبر وهو السلاح الفَعَّال لقهر العدوِّ الظاهر والخفيِّ، فإن استطاع قَهْرَ نفسِه وشيطانه وهواه، بأن يحبس نفسه على مرضاة الله وطاعته أشرق صدرُه بالحقِّ واستنار قلبُهُ به مصداقًا لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم فيما رواه مسلمٌ: «.. وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ.. »(٢).
-وخِتَامًا، كن على الحقِّ، وقُمْ بواجباتك بفعل الطاعات وترك المنهيَّات، ولا تُصْغِ لِمُثَبِّطِي العزائم، فقد يجعلون من الحبَّة قُـبَّةً، ويصيِّرون التمرة جمرةً، ويقلبون الشحمة فحمةً، ولا لمن يُخِيفُكَ بعواقب الأمور من ضعفاء الإيمان واليقين؛ لأنَّ ما قُدِّرَ لك لا بُدَّ أن يصيبك: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾ [التوبة: ٥١]، وفي الحديث: «وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ»(٣).
-والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: ٦ ربيع الأول ١٤١٩ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٠ جوان ١٩٩٨م
(١) (http://ferkous.com/home/?q=fatwa-443#_ftnref_443_1) أخرجه مسلم في «البرِّ والصلة» (٢٥٩٤) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٢) (http://ferkous.com/home/?q=fatwa-443#_ftnref_443_2) أخرجه مسلم في «الطهارة» (٢٢٣) من حديث أبي مالكٍ الأشعري رضي الله عنه.
(٣) (http://ferkous.com/home/?q=fatwa-443#_ftnref_443_3) أخرجه الترمذي في «صفة القيامة» (٢٥١٦) من حديث ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما. وصحَّحه أحمد شاكر في تحقيقه ﻟ «مسند أحمد» (٤/ ٢٨٧)، والألباني في «صحيح الجامع» (٧٩٥٧).
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعزمحمد علي فركوس -حفظه الله -
:::::بسم الله الرحمن الرحيم :::::
°°((رسالة إلى شاب حديث الاستقامة))°°
الشيخ علي بن يحيى الحدادي
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
-فأهنئك بالتوفيق إلى التوبة، والعودة إلى الله، فإنها نعمة جليلة، ومنة كبيرة، يعطاها القليل، ويحرمها الكثير، وأسأل الله أن يجعلنا جميعاً منيبين إليه، متوكلين عليه.
-أخي الكريم:
-مصطلح (الالتزام) بالمعنى المعروف مصطلح حديث، لا يعرف في الكتاب والسنة، وكلام السلف الصالح لذلك عدلت عنه إلى الاسم الشرعي فهو خير، وأحسن معنى.
-إن الاهتداء إلى الاستقامة يعني في مفهومنا اليوم أن يكون المرء مقصراً في حق ربه، تاركاً لكثير من الواجبات، مرتكباً لكثير من المعاصي والسيئات، كحلق اللحية، وإسبال الثوب، وشرب الدخان، وسماع الأغاني، والتفريط في صلاة الجماعة، وربما التفريط في الصلوات أو بعضها.
-فإذا ما التزم (قصر ثوبه، وأطلق لحيته، وحافظ على الجماعة والنافلة، وصاحب من هم على هذه الطريقة) ولا شك أن التوفيق إلى لزوم الهدي النبوي في اللباس والهيئة، والحفاظ على الصلاة أنه من أعظم المنن والمنح الربانية لعبده، ولكن..
-لكن هناك أمور هي من الأهمية بمكان عظيم، ومع ذلك يغفل عنها كثير من الناس لذا أجدها فرصة لألفت انتباهك إليها، حتى تكون الاستقامة على ما يحب ربك ويرضى:
1- الاستقامة لا بد أن تكون على ما أمر الله به عباده كما قال تعالى (فاستقم كما أمرت) وعلى هذا فلابد أن تعرف ما أمرك الله به وأمرك به رسوله صلى الله عليه وسلم حتى تستقيم عليه، ومعنى هذا أن تقبل على تعلم دينك، ومعرفة أحكامه، و(من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).
2- أعظم ما أوجب الله عليك هو توحيده بأن تفرده بجميع أنواع العبادة، من دعاء، واستعاذة، واستغاثة، ورجاء، وتوكل، وذبح، ونذر، وغير ذلك من أنواع العبادة الظاهرة والباطنة، القولية والفعلية.
-والتوحيد له شعب كثيرة فيجب عليك أن تبذل عنايتك بتعلمه والتفقه فيه وخير ما ألف في توحيد الألوهية كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
3- أعظم ما نهاك الله عنه الإشراك به، بأن تصرف شيئاً من العبادة لغيره، فمن صرف منها شيئاً لغيره من ملَك أو رسول فمن دونهما خرج من ملة الإسلام، وإن لقي الله على ذلك لقيه بالذنب الأكبر الذي لا يغفر والعياذ بالله قال تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
- واعلم أن هذا الشرك لا يزال منتشراً في البلاد الإسلامية، لقلة التنبيه عليه، وكثرة الدعاة إليه، والمروجين له، والله المستعان.
4- تذكر أن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فاحرص أن تكون من الفرقة الناجية، واعلم أن كل الفرق تدعي أنها الناجية، وكل منها يستدل بآيات من القرآن الكريم، وأحاديث من السنة النبوية، ولكن الفرقة الناجية الحقيقية هي التي استمسكت بالكتاب والسنة ومنهاج الصحابة رضوان الله عليهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الفرقة الناجية (من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) فهذا هو الميزان الذي يكشف عنك غمة الحيرة والاضطراب عند تضارب الأقوال.
5- ستسمع من بعض الشباب (الملتزم) الطعن في الحكام، والانشغال بمعايبهم، ومساوئهم، وإثارة القلوب عليهم، لا سيما في الحكومة السعودية _ وفقها الله _ فاعلم أن هذا منكر، وأنه يجر إلى عواقب وخيمة، وفي هذا من النصوص النبوية وكلام الصحابة والسلف الصالح والعلماء الربانيين ومن آخرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين رحمهم الله الشيء الكثير.
6- ستسمع بعض الشباب (الملتزم) يطعنون في كبار العلماء، بدعوى أنهم علماء سلطة، ومداهنون، ولا يصدعون بالحق، وأنهم لا يتكلمون في القضايا الكبرى التي تهم الأمة، ونحو ذلك من الصفات التي تنفرك عنهم، فاعلم أن هذا من أعظم المنكرات، فالعلماء لا يذكرون إلا بالجميل، ولا يساء بهم الظن، لأن القدح فيهم ينفر عنهم وعن علمهم وبذلك يحصل الشر إذ الأمة لا تستغني عن العلماء في معرفة دينها فإذا أبغضت العلماء قادها الجهال فأفسدوا الفساد العظيم.
7- تسيطر على كثر من الشباب فكرة الجهاد، وما من شك أن الجهاد من أعظم القربات، وأجل لأعمال الصالحة، وهو ذروة سنام الإسلام، ولكن الجهاد كغيره من العبادات معلق بالقدرة والاستطاعة قال تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) وقال تعالى (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) والأمة تعيش اليوم في حالة من الضعف الديني، والأخلاقي، والاقتصادي، والعسكري، ما لا مزيد عليه، وتعاني من التفرق والاختلاف ما صارت به مضرب المثل. في الوقت الذي يملك عدوها أسباب القوة العسكرية، والاقتصادية، وغيرها، والله عز وجل وعد عباده بالنصر إن نصروه، ومع ذلك أمر بالأخذ بأسباب النصر فقال (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) فهل أسلحة المسلمين اليوم تدخل الرهبة في قلوب العدو؟ هيهات ، لأننا عالة عليهم في السلاح كما نحن عالة عليهم في كثير من أمور المعايش، وهم لا يبيعوننا شيئاً إلا ما علموا أنه لا يضرهم..
-فتحريض الشباب على الجهاد الذي لم تكتمل شروطه لا يكون إلا وبالاً على الأمة لأنه سيكون مخالفاً لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
8- ستجد في التسجيلات (الإسلامية) كثيراً من الأشرطة التي تعتني بـ(القصص)، وأخرى بالأناشيد التي يسمونها (الأناشيد الإسلامية) وأخرى تتحدث عن (تأويل الرؤى والأحلام)، وأشرطة مرئية (للمسارح والتمثيليات الإسلامية) وهذه الأنواع كلها ليست من هدي السلف الصالح، بل أنكروها، وعابوها، وذموها أشد الذم، ورخصوا في سماع القصائد الخالية من المحاذير _ وهي كثيرة_ ومنها ألا تكون ملحنة على قوانين الأغاني.
9- تنتشر في الساحة جماعات (دعوية) كثيرة منها جماعات صوفية، تنشر الجهل بين المسلمين، حيث يأخذون الجاهل فيخرجون به يسيحون في الأرض أياماً أو أسابيع أو شهوراً يدعو إلى الله بزعمهم وهو لا يعرف من الدين شيئاً.
-وأخرى سياسية تهييجية أهلها هم أحفاد الخوارج وأذنابهم، يربون الشباب تربية سرية عبر حلقات تربوية تجتمع في البراري والاستراحات وغيرها، يكون لكل مجموعة (قائد) أو (مربي) يسوسهم ويأمرهم وينهاهم، يثيب من يطيعه، ويعاقب من يعصيه، تعزل أفرادها عن الأسرة وعن المجتمع لا سيما في أوائل سنوات المراهقة، حتى يكون طوع يدها توجهه حيث شاءت.
-فاحذر هذه الجماعات، واستقم على دينك، وكن باراً بوالديك وأهلك، وأقم الصلاة، واعبد ربك، واطلب العلم، والتزم بطاعة ولاة أمرك في المعروف، واحذر كل تجمع مشبوه تحيطه السرية، والبرامج التي لا تقرها الفطرة السليمة.
10- أوصيك بالعناية بعلماء الأمة الكبار، كسماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية، والعلامة عبد الله الغديان، والعلامة صالح اللحيدان، والعلامة صالح الفوزان، وأمثالهم من علماء أهل السنة، واحذر من الأشرطة الفكرية، التي يصدرها كثير ممن يعرف بـ (دعاة الصحوة) والذين يكثرون من الخوض في القضايا السياسية والفكرية، بدعوى (فقه الواقع) فالعلم فيها قليل، والضرر فيها كثير.
---------
/وختاماً: /
------------
-أسأل الله لي ولك التوفيق والسداد، والهداية إلى سبيل الحق والرشاد، كما أسأله أن يوفق ولاة أمور المسلمين لما يحب ويرضى، وأن يعز الإسلام وأهله، وأن يذل الشرك وأهله، وأن يظهر السنة ويعلي منارها ، وأن يقمع البدع وأهلها الدعاة إليها، إنه سميع قريب مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
<< أخوك المحب: علي بن يحيى الحدادي>>.
موقع الشيخ علي بن يحيى الحدادي
°°((نصيحة لشاب في بداية طريق الاستقامة))°°
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السؤال:
-ما نصيحتكم لشاب في بداية طريق الاستقامة؟
الجواب:
-نصيحتنا لهٰذا الشاب الذي هو في اتجاه سليم -إن شاء الله-:
-أولاً: أن يسأل الله الثبات -دائمًا- والصواب.
-ثانيًا: أن يُكثِر من قراءة القرآن بتدبُّر؛ لأنَّ هٰذا القرآن له أثر كبير على القلب، إذا قرأه الإنسان بالتدبُّر.
-ثالثًا: أن يحرص علىٰ ملازمة الطاعات، وألا يمل أو يكسل، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم استعاذ من العجز والكسل.
-رابعًا: أن يحرص علىٰ مصاحبة الأخيار، ويبتعد عن مصاحبة الأشرار.
-خامسًا: أن ينصح نفسَه حينما تؤثِّر هٰذه النفس عليه؛ وتقول له: "إن المدى بعيد، والطريقَ طويل"؛ فلينصح نفسه وليثبُت؛ لأن الجنة حُفَّت بالمكاره، والنار حُفَّت بالشهوات.
-سادسًا: أن يبتعد عن قرناء السوء، حتىٰ ولو كانوا أصحابًا له من قبل؛ لأن قرناء السوء يؤثِّرون عليه؛ ولهٰذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((مَثَلُ الجليس السوء كنافخ الكير؛ إما أن يُحرِقَ ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة خبيثة)).
لقاء الباب المفتوح (70/ 23)