تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عالمنا البائس!


نُـون
2015-09-05, 14:56
تجرّ موجة حانية جسده المسجى تحمله بلطف بكامل أناقته إلى الشّاطئ،
تلقيه ممدّدا على ظهره بوصلته للماء والغرق الذّي ألمّ به من هول العاصفة
تغرز الحكاية إبرها مردّدة كيف كان جسده الصّغير يهتزّ خائفا باكيا يطلب متسعا من الحياة
لكنّ البحر كان قاس لم يمهله بعض الوقت
ولأنّه قاس سمح للموجة الحانية تحمله إلينا فنحتفي به على طريقتنا
نحن من لم نسمع أصوات الأحياء، تغرينا الأجداث
الأجداث لم تعد تطلب شيئا غير أن نهيل عليها الرّمل ونذرف قليلا من الدّموع!
عالمنا البائس هذا يخلّدك ميتا ولا يذكرك حيّا!
حين اهتزّت معاول الموت تحصد صغارا تيبست أصابعهم الصغيرة بردا،
وأطرافهم قطعة قطعة
كانت أمه تنفخ في أصابعه تخلع الدفء عنها وتهديه
والحيّ البائس لم يبق للدّفء مكان
أجداث تمرّ،
أجداث تتكلّم،
أجداث تتنفس...
تحمله حينما تدرك أنّ الموت سيحلقه نحو أقرب مشفى
الطّبيب المناوب يقول أنّه توفي وفاة غير طبيعية،
تجرّ أذيال هزيمتها في معركة مع الحياة لدفنه
رحلة البدء لأجل قد بدأت
الطّفل مزرق ماذا فعلت له؟
تقول والكآبة تغرق أنفاسها
لأنّ السعال اشتدّ دهنته بزيت الزّيتون
أوقدت أصابعي لتسهر عليه
لكنّه كان يرتجف
ومات!

لكن لا أحد كان سيحفل بهم أحياء في عالمنا البائس!


شاهندا 2015.09.05

رحيق الكلمات
2015-09-05, 19:10
السلام عليكم
هل مازالت تؤثر فينا صور الموتى ؟
نصك يصفع أمة الهزائم
تقديري

نُـون
2015-09-05, 20:24
السلام عليكم
هل مازالت تؤثر فينا صور الموتى ؟
نصك يصفع أمة الهزائم
تقديري




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


ربّما نحن الجزء الأهم من أمة المراثي وإن حاولنا الإفلات بشكل من الأشكال
احترامي

أميمة 12
2015-09-08, 15:15
هو عالم بائس حقا
شكرا أختي

نُـون
2015-09-22, 21:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هو نفاق البشر لا غير أختي الكريمة ...
لا يحفلون به لا حيا ولا ميتا لو اطلعنا على قلوبهم ..
ألم يقل جبران:
والعدل في الأرض يبكي الجِنُّ لو سمعوا به ** ويستضحكُ الأموات لو نظروا
فسارق الزهر مذموم بفعلته ** وسارق الحقل يدعى الباسلُ الخَطِرُ
وقاتل الجسم مقتول بفعلته ** وقاتل الروح لا تدري به البشرِ



أشكر لك أخي الكريم حضورك وحسن انتقائك الطّيب
دمت ... احترامي


هو عالم بائس حقا
شكرا أختي



كلّ الشّكر موصول لك أختاه
تحيتي

dark star
2015-09-22, 21:42
كيف لا يكون العالم بائسا
حين نحرق حشاشة الرحمة فينا ...ونبتسم ببرود في وجه معاناة اخوتنا
نطوي جريدة الاخبار بسآمة ...فالموت الان مجرد روتين في الحياة
معبرة ..تهز الوجدان فيستفيق

آل يآسين~
2015-09-26, 20:33
؛


غصة طال بها المكوث في أوطاننا ..!

لله درك شاهندا ,,
إبداع برغم الصخب الخانق ..!