houssem zizou
2015-09-04, 23:24
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فهذه قصيدة للإمام أبو محمد موفق الدين ابن قدامة المقدسي رثى فيها نفسه قبل رحيله من الدنيا قائلا:
أبعد بياض الشعر أعمر مسكنا***سوى القبر إني إن فعلت لأحمق
يخبرني شيبي بأني ميت وشيكا***و ينعاني إلي فيصدق
تخرق عمري كل يوم و ليلة***فهل أستطيع رفع ما يتخرق
كأني بجسمي فوق نعشي ممددا***فمن ساكت أو معول يتحرق
إذا سئلوا عني أجابوا و أعولوا***و أدمعهم تنهل هذا الموفق
و غيبت في صدع من الأرض ضيق***و أودعت لحدا فوقه الصخر مطبق
و يحثوا علي الترب أوثاق صاحب***ويسلمني للقبر من هو مشفق
فيارب كن لي مؤنسا يوم وحشتي***فإني لما أنزلته لمصدق
و ما ضرني إني إلى الله صائر***ومن هو منأهلي أبر و أرفق
للإستماع من هنا (https://www.youtube.com/watch?v=IGaw2c7lgLw)
نبذة عن الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله:
قال ابن رجب في طبقات الحنابلة:
هو عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر بن عبد الله المقدسي, ثم الدمشقي, الصالحي الفقيه, الزاهد الإمام شيخ الإسلام وأحد الأعلام, موفق الدين أبو محمد, ولد في شعبان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة بجماعيل, وقدم دمشق مع أهله وله عشر سنين فقرأ القرآن وحفظ مختصر الخرقي واشتغل وسمع من والده وأبي المكارم بن هلال وأبي المعالي بن صابر وغيرهم ورحل إلى بغداد هو وابن خالته الحافظ عبدالغني سنة إحدى وستين, وسمعا الكثير من هبة الله الدقاق, وابن البطي, وسعد الله الدجاجي, والشيخ عبد القادر، ثم رجع إلى دمشق واشتغل بتصنيف كتاب المغني في شرح الخرقي, فبلغ الأمل في إتمامه وهو كتاب بليغ في المذهب, عشر مجلدات تعب عليه وأجاد فيه وجمل به المذهب وقرأه عليه جماعة وانتفع بعلمه طائفة كثيرة, وقال سبط ابن الجوزي: كان إماما في فنون, ولم يكن في زمانه بعد أخيه أبي عمر والعماد أزهد ولا أورع منه, وكان كثير الحياء, عزوفا عن الدنيا وأهلها هينا لينا متواضعا, محبا للمساكين حسن الأخلاق, جوادا سخيا، من رآه كأنه رأى بعض الصحابة، وكأنما النور يخرج من وجهه, كثير العبادة, يقرأ كل يوم وليلة سبعا من القرآن, ولا يصلي ركعتي السنة في الغالب إلا في بيته اتباعا للسنة, وكان مجلسه عامرا بالفقهاء والمحدثين وأهل الخير، وصار في آخر عمره يقصده كل أحد، وكان كثير العبادة دائم التهجد, لم ير مثله, ولم ير مثل نفسه، وقال أبو شامة: كان شيخ الحنابلة موفق الدين إماما من أئمة المسلمين, وعلما من أعلام الدين في العلم والعمل، صنف كتبا حسانا في الفقه وغيره, عارفا بمعاني الأخبار والآثار سمعت عليه أشياء، توفي ـ رحمه الله ـ يوم السبت يوم عيد الفطر سنة عشرين وستمائة بمنزله بدمشق وصلي عليه من الغد وحمل إلى سفح قاسيون فدفن به. انتهى.
فهذه قصيدة للإمام أبو محمد موفق الدين ابن قدامة المقدسي رثى فيها نفسه قبل رحيله من الدنيا قائلا:
أبعد بياض الشعر أعمر مسكنا***سوى القبر إني إن فعلت لأحمق
يخبرني شيبي بأني ميت وشيكا***و ينعاني إلي فيصدق
تخرق عمري كل يوم و ليلة***فهل أستطيع رفع ما يتخرق
كأني بجسمي فوق نعشي ممددا***فمن ساكت أو معول يتحرق
إذا سئلوا عني أجابوا و أعولوا***و أدمعهم تنهل هذا الموفق
و غيبت في صدع من الأرض ضيق***و أودعت لحدا فوقه الصخر مطبق
و يحثوا علي الترب أوثاق صاحب***ويسلمني للقبر من هو مشفق
فيارب كن لي مؤنسا يوم وحشتي***فإني لما أنزلته لمصدق
و ما ضرني إني إلى الله صائر***ومن هو منأهلي أبر و أرفق
للإستماع من هنا (https://www.youtube.com/watch?v=IGaw2c7lgLw)
نبذة عن الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله:
قال ابن رجب في طبقات الحنابلة:
هو عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر بن عبد الله المقدسي, ثم الدمشقي, الصالحي الفقيه, الزاهد الإمام شيخ الإسلام وأحد الأعلام, موفق الدين أبو محمد, ولد في شعبان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة بجماعيل, وقدم دمشق مع أهله وله عشر سنين فقرأ القرآن وحفظ مختصر الخرقي واشتغل وسمع من والده وأبي المكارم بن هلال وأبي المعالي بن صابر وغيرهم ورحل إلى بغداد هو وابن خالته الحافظ عبدالغني سنة إحدى وستين, وسمعا الكثير من هبة الله الدقاق, وابن البطي, وسعد الله الدجاجي, والشيخ عبد القادر، ثم رجع إلى دمشق واشتغل بتصنيف كتاب المغني في شرح الخرقي, فبلغ الأمل في إتمامه وهو كتاب بليغ في المذهب, عشر مجلدات تعب عليه وأجاد فيه وجمل به المذهب وقرأه عليه جماعة وانتفع بعلمه طائفة كثيرة, وقال سبط ابن الجوزي: كان إماما في فنون, ولم يكن في زمانه بعد أخيه أبي عمر والعماد أزهد ولا أورع منه, وكان كثير الحياء, عزوفا عن الدنيا وأهلها هينا لينا متواضعا, محبا للمساكين حسن الأخلاق, جوادا سخيا، من رآه كأنه رأى بعض الصحابة، وكأنما النور يخرج من وجهه, كثير العبادة, يقرأ كل يوم وليلة سبعا من القرآن, ولا يصلي ركعتي السنة في الغالب إلا في بيته اتباعا للسنة, وكان مجلسه عامرا بالفقهاء والمحدثين وأهل الخير، وصار في آخر عمره يقصده كل أحد، وكان كثير العبادة دائم التهجد, لم ير مثله, ولم ير مثل نفسه، وقال أبو شامة: كان شيخ الحنابلة موفق الدين إماما من أئمة المسلمين, وعلما من أعلام الدين في العلم والعمل، صنف كتبا حسانا في الفقه وغيره, عارفا بمعاني الأخبار والآثار سمعت عليه أشياء، توفي ـ رحمه الله ـ يوم السبت يوم عيد الفطر سنة عشرين وستمائة بمنزله بدمشق وصلي عليه من الغد وحمل إلى سفح قاسيون فدفن به. انتهى.