صبرينة لوتس
2015-09-01, 15:44
لا يجد أحمد بيته بذلك الزخم والحركة حين عودته من عمله .
اتجه أحمد مباشرة صوب غرفة الجلوس والقى التحية بنفس الطريقة التي ألقى بها محفظته فوق الطاولة ، ورمى بجسمه المنهك على الأريكة .
ردت غزلان زوجة أحمد التحية دون ان تحرك ساكنا وهي جالسة على الأريكة الأخرى مقابلة لجهاز التلفاز والتي كتمت صوته عند احساسها بدخول زوجها ، كانت الصورتمر صامتة كصمت حياتها الزوجية وفي كل ثانية تقوم بتغيير القناة وهي تضغط على أزرار جهاز التحكم مبدية اهتمامها ببرامج هذه القنوات، من وثائقية إلى عرض للأزياء، إلى فيلم رومنسي تحلم إن تعيشه مع زوجها ذات مرة .
وفي ذات الوقت هي تبحث عن شيء ما في حلقتها المفرغة .
فهي تدور بين القنوات ولا تكاد تحط أو تستقر على مكان آمن يشعرها بالراحة والطمأنينة .
طال الصمت المخيم على الغرفة ، فلم يكن من أحمد سوى أن فتح محفظته مفتشا بين أوراقه عن شيء أضاعه في زواجه مع غزلان .
انسحبت غزلان بهدوء باتجاه المطبخ عائدة بصينية القهوة تضعها امام زوجها
قائلة : ......قهوتك.......
وكأنها بهذه الكلمة تريد ردم ذلك الفراغ الذي يمتد بينها وبين زوجها.
حمل أحمد فنجان قهوته يرتشفها ويحكي مع كل رشفة حكاية ويصلها بتنهيدة من صدره الذي ضاق ذرعا بوضعه .
مرّ الوقت وغزلان تشعرببرودة تغمر جسمها رغم دفىء المكان ، إن المشاعر الباردة التي حلّت مكان المشاعر الدافئة التي جمعتهما ذات مرة ،أصبحت هي المقياس لدرجة حرارة أية غرفة تجمع بينهما .
الكل في هذا البيت جامد لاروح فيه رغم فخامة الأثاث الذي يحتويه .
وهذا هو الحال عند الغذاء والعشاء ، حيث لاتسمع سوى أصوات الأواني وهي تحتك ببعضها البعض من على طاولة الأكل .
عندما حان وقت النوم سارأحمد بخطى متثاقلة نحو غرفة النوم وأحضر ملحفا ووسادة وعاد لغرفة الجلوس مفترشا أريكته .
دخلت غزلان غرفة النوم واغلقت بابها واتكأت على فراشها فاتحة كتابها في الصفحة التي توقفت عندها من أجل مواصلة القراءة .
كانت عيونها مشخصة في تلك السطور لكن تفكيرها كان شاردا ، القراءة تجافيها
أعادت الكتاب مكانه وحاولت النوم لكنه هو أيضا عاداها ، خرجت من غرفتها باتجاه المطبخ وعادت حاملة كأسا من الحليب الدافىء لعلّه يساعدها على النوم .
لم يبقى من الليل سوى ثلثه الأخيرغفت معه غزلان بعض الغفوات وانتشر الضوء على مساحات الغرفة ايذانا بدخول يوم جديد محمّلا بأصوات زقزقة العصافير مستئنسة ببعضها البعض وهي تغمر غرفة النوم البائسة .
مرت الأيام والشهورواصبحت الحياة الزوجية لغزلان وأحمد عادة وروتينا يوميا
يعيشه احمد متنقلا بين مكان عمله وبيته وأصدقلئه ، وتعيشه غزلان بين شغل بيتها وعلاقتها ببعض صديقتها، وحين خروجهما معا لضرورة حتمت عليهما ان يكونا معا .
وذاب زواجهما كما يذوب ملح الطعام في الماء واعطى ذوقا شديد الملوحة لايمكن لكليهما تجرعه ، وخلّف وراءه حياة مادية ومظاهر خداعة وازرار أجهزة وفخامة أثاث وتنوع السيارات ومجاملات هنا وهناك .
والسبب هو عدم معرفة كل واحد لدوره فالكل يطمع في دور البطل او المخرج ولا يلعب دوره المطلوب كممثل بين الممثلين .
بخيال ملك نور الايمان
اتجه أحمد مباشرة صوب غرفة الجلوس والقى التحية بنفس الطريقة التي ألقى بها محفظته فوق الطاولة ، ورمى بجسمه المنهك على الأريكة .
ردت غزلان زوجة أحمد التحية دون ان تحرك ساكنا وهي جالسة على الأريكة الأخرى مقابلة لجهاز التلفاز والتي كتمت صوته عند احساسها بدخول زوجها ، كانت الصورتمر صامتة كصمت حياتها الزوجية وفي كل ثانية تقوم بتغيير القناة وهي تضغط على أزرار جهاز التحكم مبدية اهتمامها ببرامج هذه القنوات، من وثائقية إلى عرض للأزياء، إلى فيلم رومنسي تحلم إن تعيشه مع زوجها ذات مرة .
وفي ذات الوقت هي تبحث عن شيء ما في حلقتها المفرغة .
فهي تدور بين القنوات ولا تكاد تحط أو تستقر على مكان آمن يشعرها بالراحة والطمأنينة .
طال الصمت المخيم على الغرفة ، فلم يكن من أحمد سوى أن فتح محفظته مفتشا بين أوراقه عن شيء أضاعه في زواجه مع غزلان .
انسحبت غزلان بهدوء باتجاه المطبخ عائدة بصينية القهوة تضعها امام زوجها
قائلة : ......قهوتك.......
وكأنها بهذه الكلمة تريد ردم ذلك الفراغ الذي يمتد بينها وبين زوجها.
حمل أحمد فنجان قهوته يرتشفها ويحكي مع كل رشفة حكاية ويصلها بتنهيدة من صدره الذي ضاق ذرعا بوضعه .
مرّ الوقت وغزلان تشعرببرودة تغمر جسمها رغم دفىء المكان ، إن المشاعر الباردة التي حلّت مكان المشاعر الدافئة التي جمعتهما ذات مرة ،أصبحت هي المقياس لدرجة حرارة أية غرفة تجمع بينهما .
الكل في هذا البيت جامد لاروح فيه رغم فخامة الأثاث الذي يحتويه .
وهذا هو الحال عند الغذاء والعشاء ، حيث لاتسمع سوى أصوات الأواني وهي تحتك ببعضها البعض من على طاولة الأكل .
عندما حان وقت النوم سارأحمد بخطى متثاقلة نحو غرفة النوم وأحضر ملحفا ووسادة وعاد لغرفة الجلوس مفترشا أريكته .
دخلت غزلان غرفة النوم واغلقت بابها واتكأت على فراشها فاتحة كتابها في الصفحة التي توقفت عندها من أجل مواصلة القراءة .
كانت عيونها مشخصة في تلك السطور لكن تفكيرها كان شاردا ، القراءة تجافيها
أعادت الكتاب مكانه وحاولت النوم لكنه هو أيضا عاداها ، خرجت من غرفتها باتجاه المطبخ وعادت حاملة كأسا من الحليب الدافىء لعلّه يساعدها على النوم .
لم يبقى من الليل سوى ثلثه الأخيرغفت معه غزلان بعض الغفوات وانتشر الضوء على مساحات الغرفة ايذانا بدخول يوم جديد محمّلا بأصوات زقزقة العصافير مستئنسة ببعضها البعض وهي تغمر غرفة النوم البائسة .
مرت الأيام والشهورواصبحت الحياة الزوجية لغزلان وأحمد عادة وروتينا يوميا
يعيشه احمد متنقلا بين مكان عمله وبيته وأصدقلئه ، وتعيشه غزلان بين شغل بيتها وعلاقتها ببعض صديقتها، وحين خروجهما معا لضرورة حتمت عليهما ان يكونا معا .
وذاب زواجهما كما يذوب ملح الطعام في الماء واعطى ذوقا شديد الملوحة لايمكن لكليهما تجرعه ، وخلّف وراءه حياة مادية ومظاهر خداعة وازرار أجهزة وفخامة أثاث وتنوع السيارات ومجاملات هنا وهناك .
والسبب هو عدم معرفة كل واحد لدوره فالكل يطمع في دور البطل او المخرج ولا يلعب دوره المطلوب كممثل بين الممثلين .
بخيال ملك نور الايمان