ب.جلولي
2015-08-31, 06:55
أتابع بعض الحصص التلفزيونية قصد الاستفادة من المتناظرين؛ وفي الأخير أجد نفسي قد أنفقت وقتا طويلا بدون نتيجة، يأتي هذا بخلفية إيديولوجية معينة أو نظرة ذاتية، ويأتي الآخر ليتكلم بخلفية مخالفة، ثم يبدأ العراك والتناطح وكأننا في حلبة ملاكمة، يتدخل المنشط ليفك العراك وينهي الحصة دون ترجيح كلام على كلم، وتنتهي المناظرة بدون فائدة، فالديمقراطي يدافع بكل ما أوتي من قوة عن الديمقراطية وهو من الديمقراطية أبعد، يقصي كل من لم يتخذ الديمقراطية مذهبا، يزور الانتخابات حتى لا يفسح المجال لغير الديمقراطيين، والشيوعي شعاره لا لإله والحياة مادة، ينفي وجود الله سبحانه وتعالى ويقدس المادة، لكنه يقوم ببعض الشعائر الدينية وكأن ماركس ولنين أفتيا لهم بهذا التناقض، والإسلامي حارس على تطبيق الشريعة الإسلامية؛ لكنه يعمل عكس التيار، يقوم ببعض الممارسات التي تتنافى والإسلام كالثراء الفاحش وبأية وسيلة كانت، والوطني يتبجح بحب الوطن والدفاع عنه بكل ما أوتي من قوة لكنه بمجرد إحالته على التقاعد يغادر هذا الوطن الذي احتضنه وقدم له ما قدم، يغادره وإلى الأبد، يغادره ليرتاح في دولة من دول الغرب أين كان يدخر ماله لهذا الوقت المعلوم، والله أمرنا عجيب، وتصرفنا هذا غريب؛ ولا ندري ما الصواب، الله يدير الخير.