تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مفتاح السعادة و الهناء ... (( الرّضا ثم الرّضا ))


وفاء الياسمين
2015-08-28, 08:34
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تأملتُ في حالنا و في حياتنا و في أعمالنا و نجاحاتنا و فشلنا و مطبات الحياة
و في الطريق و وعورتها و الدنيا و مشاكلها ...

و تأملت من جهة أخرى ... نعم الله علينا ... ما أعظم رحمته بنا ... و ما أكبر حلمه علينا ...

يُعطينا فننسى أن نشكر و نمضي بتعجرف و نتجبر ...
ننسى ان كل النعم ستذهب و نحن في الدنيا نلهو و نلعب ...

ثم ترانا نبحث و نسأل ما هي طرق السعادة و ما سبل الهناء ...
و ننسى أن مفتاح الهناء و السعادة و الراحة و الطمأنينة هي ذاك السر العميق

" الرّضا ثمّ الرّضا ثمّ الرّضا" !

إذا حلّ الرّضا في قلبِ العبد ؛ انقلبَ صدرهُ من ضيقِ اللحدِ إلى سعةِ القصور!
ومن الضنكِ إلى البهجةِ والسّرورِ والحبور !

· الرضا من أعمال القلوب ، نظير الجهاد من أعمال الجوارح ، فإن كل منهما ذروة سنام الإيمان.
· قال أبو الدرداء : ذروة سنام الإيمان أربع خلال:
الصبر للحكم، والرضا بالقدر ، والإخلاص للتوكل ، والاستسلام للرب عز وجل.
· قال ابن عطاء : الرضا سكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد أنه اختار له الأفضل ، فيرضى به .

اجتمع مالك بن دينار و محمد بن واسع فتذاكرا العيش، فقال مالك : "ما شيء أفضل من أن يكون للرجل غلّة –أي أرضٌ أو زراعة - يعيش فيها"،
فقال محمد : "طوبى لمن وجد غداءً ولم يجد عشاءً، ووجد عشاءً ولم يجد غداءً، وهو عن الله عز و جل راض".

قدم سعد بن أبي وقاص إلى مكة، وكان قد كُفَّ بصره، فجاءه الناس يهرعون إليه، كل واحد يسأله أن يدعو له،
فيدعو لهذا ولهذا، وكان مجاب الدعوة. قال عبد الله بن السائب: فأتيته وأنا غلام، فتعرفت عليه فعرفني
وقال: أنت قارئ أهل مكة؟ قلت: نعم..
فقلت له: يا عم، أنت تدعو للناس فلو دعوت لنفسك، فردَّ الله عليك بصرك. فتبسم وقال:
يا بُني قضاء الله سبحانه عندي أحسن من بصري.
إنه الرضا الذي وطَّنوا أنفسهم عليه، بحيث صارت أقدار الله عز وجل
أحبَّ إليهم من هوى أنفسهم،
بل صاروا لا يهوون غيرها، حتى قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
ما لي هوىً في شيء سوى ما قضى الله عز وجل.

الرّضا يجعلكَ موحّدا لله ، عابدا له ،
متقرّبا إليه ما أمكنك ، محبا ، ساعيا ، مقبلاً غيرَ مدبر !

الرّضا يفتحُ أمامَك أبواباً من الإمكاناتِ والفرصِ السّاميةِ الفاعلة !

الرّضا يهبُك عينا شاكرة ، وقلبا للهِ ذاكرا ، ولعبادهِ مُحبا مستغفرا .

الرّضا بكَ يسمو ، بكَ يرقى ، وعنك يجلو كلّ ضائقةٍ ، يقرّبكَ للدّيان فراقدَ و خطواااات!

· قال الفضيل بن عياض : الرضا أفضل من الزهد في الدنيا ، لأن الراضي لا يتمنى فوق منزلته .
· وقيل : الرضا ارتفاع الجزع في أي حكم كان
· وقيل : هو ترك السخط
· كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى - رضي الله عنهما - :
أما بعد ، فإن الخير كله في الرضا ، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر.

ما كانَ الرّضا ديدنُ مُسلمٍ إلا جعلَ الله له بإذنه من التيسير والتوفيق والسدادِ
والرّشاد ما يعمرُ قلبهُ شكرا للهِ و مسرّةً بما أنعَم !

واختم هذه الكلمات بما قاله الإمام ابن القيّم رحمه الله: "الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا،
ومستراح العابدين، وقرة عيون المشتاقين، ومن ملأ قلبه من الرضا بالقدر،
ملأ الله صدره غنىً وأمناً، وفرَّغ قلبه لمحبته والإنابة إليه والتوكل عليه،
ومن فاته حظُّه من الرضا ، امتلأ قلبه بضدِ ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه".

وفاء الياسمين
2015-09-11, 06:46
· قال الفضيل بن عياض : الرضا أفضل من الزهد في الدنيا ، لأن الراضي لا يتمنى فوق منزلته .

NEWFEL..
2015-09-12, 08:18
http://i45.tinypic.com/293il3n.gif