omarlmdd
2015-08-24, 23:40
ربّ* ضارّة نافعة،* وفي* ثنايا كل محنة قد تولد المنحة،* هذا ما* ينطبق على الفتنة التي* أثارتها وزيرة التربية الوطنية* "نورية بن* غبريط*"،* وحاشيتها التي* زينت لها سوء العامية،* فجاءت توصيتها باعتماد* "الدارجة*" في* التعليم،* بمثابة الصدمة التي* استحثّت عقول النخبة العلمية،* قبل أن تستفزّ* مشاعر المدافعين عن هوية الأمة،* لينقلب السحر على الساحر هذه المرّة،* ليس بانتقاد مقترح الوزارة،* المنافي* لنظريات المناهج واللسانيات،* أو الانتصاب دفاعًا عن مكانة اللغة العربية في* هذه البلاد،* بل تعالت موجة عقلانية* غير مسبوقة،* تنادي* بمواكبة تحولات العالم الحديث،* من خلال الدعوة الحثيثة لاعتماد الإنجليزية كلغة أجنبية أولى،* وقطع الصلة مع لغة فولتير التي* تخلّى عنها أهلها في* عقر دارها،* لصالح لغة المعرفة والتكنولوجيا،* بينما لاتزال* "القوى النافذة*" في* بلدان افريقيا ترهن مصير شعوبها ومستقبل أبنائها بلغة تترنّح،* وهي* في* طريق الاندثار والموات البطيء*!
هكذا،* ومن حيث لم تحتسب زمرة بن* غبريط،* ومن أوعز لها بمحاصرة العربية،* تحرّكت* "كتائب الكترونية*"،* للترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي،* للانفتاح على لغة العالم،* وموازاة مع ذلك،* انتشرت المقالات الرصينة على أعمدة الصحف،* من خيرة الكتّاب والأكاديميين الكبار،* تدحض مبرّرات الهيمنة الفرنسية على الحياة الجامعية تحديدا،* وفرضها في* المنظومة التربوية،* بينما هي* تتراجع إلى درجة الانحصار في* كل* أرجاء المعمورة،* إذ تؤكد دراسات دولية بهذا الخصوص،* أنّ* 125* مليون فقط،* من مجموع* 7* ملايير في* العالم* يتحدثون الفرنسية،* ما* يعني* أنّ* 98* بالمئة من سكان الكرة الأرضية لا* يتكلمونها،* في* حين جاءت فرنسا على المرتبة* 12،* وفق لائحة اليونيسكو للكتب الجديدة المنشورة،* سبقتها كل من تركيا وباكستان واسبانيا وإيران والهند وروسيا،* فضلا عن الصين والمملكة المتحدة وأمريكا واليابان،* وكشفت ذات الدراسة المُحكمة،* أنّ* 4* في* المائة فقط من البحوث في* العالم،* ينشرها فرنسيون،* ولا تتعدّى براءات الاختراع من أصل* فرنسي* 4* في* المائة أيضا،* ما جعل فرنسا متخلفة في* جوائز نوبل للعلوم والاقتصاد*.
أمّا عن مستعملي* الانترنيت بالفرنسية،* فلا* يتجاوزون* 3* في* المائة عبر العالم،* والنسبة نفسها تقريبا للمواقع التي* تستخدم اللغة الفرنسية وهي* 4* في* المائة* .
اندحار الفرنسية لم* يتوقف عند حدود العالم،* بل في* فرنسا نفسها،* ارتفع اليوم عدد المتحدثين بالانجليزية إلى* 39* في* المائة،* وتشير التقارير،* إلى أنّ* مجموع الفرنسيين المتكلمين بالانجليزية في* الواقع،* يفوق نسبة الناطقين بالفرنسية في* الدول الإفريقية الفرنكوفونية*!
أما في* الأوساط الأكاديمية،* فإنّ* مدارس التجارة الفرنسية تقدّم* 80* بالمائة من المقاييس بالانجليزية،* والنسبة بكليات الهندسة في* حدود* 30* المئة،* أكثر من ذلك،* تسود اللغة الانجليزية في* الأبحاث الدقيقة بصفة ساحقة،* إذ أنّ* نصف الباحثين في* مختبر العلوم الطبية لا* يتكلمون سوى الانجليزية*.
وهناك الكثير من التفاصيل في* هذا السياق،* لا* يسع المقال لسردها،* لكنّ* الخلاصة برأي* الخبراء،* هي* أنّ* الفرنسية لم تعد صالحة للأفارقة،* لا في* التعليم ولا في* البحث،* ولا في* علاقات التجارة والأعمال،* حيث مافتئ هؤلاء* يشدّدون،* على أنّ* مستقبل القارة السمراء مرهون بتطوير لغاتها الأصلية،* كتراث للهوية،* وأداة للتحصيل العلمي،* ثم الانفتاح على اللغات الحية* غير الفرنسية،* للاستفادة من منجزات الحداثة والمعارف الجديدة للبشرية*.
لكن ومع كل هذه البراهين الدامغة،* ماتزال النخب المستلبة تستميت في* تخليد اللغة الفرنسية،* حتى أصبحت عقدتها النفسية تجاه الإنجليزية تضاهي،* وقد تتفوّق أحيانا على مشكلتها مع اللغة العربية،* لأنّها لا تملك أي* حجّة منطقية أو واقعية،* لرفض الاهتمام بلغة شكسبير،* بدل الاتكّال على* "غنيمة حرب*" صارت سلعة فاسدة مع مطلع الألفية الثالثة*!
http://static.echoroukonline.com/ara/dzstatic/thumbnails/article/2014/750_6_453490553.jpg
هكذا،* ومن حيث لم تحتسب زمرة بن* غبريط،* ومن أوعز لها بمحاصرة العربية،* تحرّكت* "كتائب الكترونية*"،* للترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي،* للانفتاح على لغة العالم،* وموازاة مع ذلك،* انتشرت المقالات الرصينة على أعمدة الصحف،* من خيرة الكتّاب والأكاديميين الكبار،* تدحض مبرّرات الهيمنة الفرنسية على الحياة الجامعية تحديدا،* وفرضها في* المنظومة التربوية،* بينما هي* تتراجع إلى درجة الانحصار في* كل* أرجاء المعمورة،* إذ تؤكد دراسات دولية بهذا الخصوص،* أنّ* 125* مليون فقط،* من مجموع* 7* ملايير في* العالم* يتحدثون الفرنسية،* ما* يعني* أنّ* 98* بالمئة من سكان الكرة الأرضية لا* يتكلمونها،* في* حين جاءت فرنسا على المرتبة* 12،* وفق لائحة اليونيسكو للكتب الجديدة المنشورة،* سبقتها كل من تركيا وباكستان واسبانيا وإيران والهند وروسيا،* فضلا عن الصين والمملكة المتحدة وأمريكا واليابان،* وكشفت ذات الدراسة المُحكمة،* أنّ* 4* في* المائة فقط من البحوث في* العالم،* ينشرها فرنسيون،* ولا تتعدّى براءات الاختراع من أصل* فرنسي* 4* في* المائة أيضا،* ما جعل فرنسا متخلفة في* جوائز نوبل للعلوم والاقتصاد*.
أمّا عن مستعملي* الانترنيت بالفرنسية،* فلا* يتجاوزون* 3* في* المائة عبر العالم،* والنسبة نفسها تقريبا للمواقع التي* تستخدم اللغة الفرنسية وهي* 4* في* المائة* .
اندحار الفرنسية لم* يتوقف عند حدود العالم،* بل في* فرنسا نفسها،* ارتفع اليوم عدد المتحدثين بالانجليزية إلى* 39* في* المائة،* وتشير التقارير،* إلى أنّ* مجموع الفرنسيين المتكلمين بالانجليزية في* الواقع،* يفوق نسبة الناطقين بالفرنسية في* الدول الإفريقية الفرنكوفونية*!
أما في* الأوساط الأكاديمية،* فإنّ* مدارس التجارة الفرنسية تقدّم* 80* بالمائة من المقاييس بالانجليزية،* والنسبة بكليات الهندسة في* حدود* 30* المئة،* أكثر من ذلك،* تسود اللغة الانجليزية في* الأبحاث الدقيقة بصفة ساحقة،* إذ أنّ* نصف الباحثين في* مختبر العلوم الطبية لا* يتكلمون سوى الانجليزية*.
وهناك الكثير من التفاصيل في* هذا السياق،* لا* يسع المقال لسردها،* لكنّ* الخلاصة برأي* الخبراء،* هي* أنّ* الفرنسية لم تعد صالحة للأفارقة،* لا في* التعليم ولا في* البحث،* ولا في* علاقات التجارة والأعمال،* حيث مافتئ هؤلاء* يشدّدون،* على أنّ* مستقبل القارة السمراء مرهون بتطوير لغاتها الأصلية،* كتراث للهوية،* وأداة للتحصيل العلمي،* ثم الانفتاح على اللغات الحية* غير الفرنسية،* للاستفادة من منجزات الحداثة والمعارف الجديدة للبشرية*.
لكن ومع كل هذه البراهين الدامغة،* ماتزال النخب المستلبة تستميت في* تخليد اللغة الفرنسية،* حتى أصبحت عقدتها النفسية تجاه الإنجليزية تضاهي،* وقد تتفوّق أحيانا على مشكلتها مع اللغة العربية،* لأنّها لا تملك أي* حجّة منطقية أو واقعية،* لرفض الاهتمام بلغة شكسبير،* بدل الاتكّال على* "غنيمة حرب*" صارت سلعة فاسدة مع مطلع الألفية الثالثة*!
http://static.echoroukonline.com/ara/dzstatic/thumbnails/article/2014/750_6_453490553.jpg