تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أولئك آبائي فائتوني بأمثالهم * نرجو التثبيت *


جزائرــــية
2009-09-16, 07:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جاءت على بالي فكرة وهي أن نقل التراجم بعض مشايخنا ودعاتنا وعلمائنا السلفيين في هذا العصر وذلك:
1- للتعريف بهم
2- لتجنيب الأعضاء الأكل من لحومهم - فالتراجم إن شاء الله ستكون مرفوقة بتزكيات حتى لا يكون هناك مجال للحط من قدرهم أو الرد عليهم -
3- لحث الأعضاء على الاطلاع على فتاويهم ومقالاتهم وكتبهم والسماع لأشرطتهم ومحاضراتهم وإن كان هناك نقل لمواضيع - خاصة في مجال العقيدة - يا حبذا لو تكون عنهم.

وتذكروا التراجم ستكون مرفوقة بتزكيات - إن شاء الله -، حتى لا تعم الشكوك سواء حولنا أو حولهم.

وما أريد تثبيت الموضوع إلا وجه الله وتعريفا ودفاعا عن منهاجي وعلمائي الذين ساروا عليه، وحرصا على نشر الصحيح من العقيدة والتوحيد وباقي الشرائع في هذه المنتديات وغيرها

وبارك الله فيكم



أختكم في الله
المسلمة الأثرية

جزائرــــية
2009-09-16, 08:00
الألباني رحمة الله عليه:
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=184898 (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=184898)

كتب الموضوع بواسطة الأخت * نهج السلف * بارك الله فيها ووفقها وسدد خطاها
وإنما نقلته لأنني وجدته كاملا وافيا متضمنا لتزكيات للشيخ الألباني رحمة الله عليه كما هو مشترط أعلاه

نهج السلف
2009-09-16, 13:55
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيرا على المجهود القيم نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك

كما أطلب من الادارة و المشرفين الذين يطلعون على الموضوع تثبيت الموضوع لفائدته الكبيرة

rachidh
2009-09-16, 16:13
جزاك الله خيرااااااا

أم عدنان
2009-09-16, 19:48
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأختين الفاضلتين ، وجزاكما الله خيرا على المجهود القيم

انطوائي
2009-09-16, 21:50
الف شكر اختي الكريمة

جزائرــــية
2009-09-16, 22:23
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيرا على المجهود القيم نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك

كما أطلب من الادارة و المشرفين الذين يطلعون على الموضوع تثبيت الموضوع لفائدته الكبيرة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي أمينة

جزائرــــية
2009-09-16, 22:25
جزاك الله خيرااااااا

آمين وإياك

جزائرــــية
2009-09-16, 22:27
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارك الله في الأختين الفاضلتين ، وجزاكما الله خيرا على المجهود القيم


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك الله

جزائرــــية
2009-09-16, 22:28
الف شكر اختي الكريمة

العفو
بارك الله فيك

جزائرــــية
2009-09-16, 22:31
تقي الدين الهلالي رحمة الله عليه:
نسبه ونشأته:
هو العلامة المحدث و اللغوي الشهير و الأديب البارع و الشاعر الفحل و الرحالة المغربي الرائد الشيخ السلفي الدكتور محمد التقي المعروف بـ محمد تقي الدين ، كنيته أبو شكيب ( حيث سمى أول ولد له على اسم صديقه الأمير شكيب أرسلان ) ، بن عبد القادر ، بن الطيب ، بن أحمد ، بن عبد القادر ، بن محمد ، بن عبد النور ، بن عبد القادر ، بن هلال ، بن محمد ، بن هلال ، بن إدريس ، بن غالب ، بن محمد المكي ، بن إسماعيل ، بن أحمد ، بن محمد ، بن أبي القاسم ، بن علي ، بن عبد القوي ، بن عبد الرحمن ، بن إدريس ، بن إسماعيل ، بن سليمان ، بن موسى الكاظم ، بن جعفر الصادق ، بن محمد الباقر ، بن علي زين العابدين ، بن الحسين ، بن علي و فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه و سلم . و قد أقر هذا النسب السلطان الحسن الأول حين قدم سجلماسة سنة 1311 هـ .

ولد الشيخ سنة 1311 هـ بقرية "الفرخ" ، و تسمى أيضا بـ "الفيضة القديمة" على بضعة أميال من الريصاني ، و هي من بوادي مدينة سجلماسة المعروفة اليوم بتافيلالت الواقعة جنوبا بالمملكة المغربية. و قد ترعرع في أسرة علم و فقه ، فقد كان والده و جده من فقهاء تلك البلاد.
رحلاته في طلب العلم:
قرأ القرآن على والده و حفظه و هو بن اثنتي عشر سنة ثم جوده على الشيخ المقرئ احمد بن صالح ثم لازم الشيخ محمد سيدي بن حبيب الله التندغي الشنقيطي فبدأ بحفظ مختصر خليل و قرأ عليه علوم اللغة العربية و الفقه المالكي إلى أن أصبح الشيخ ينيبه عنه في غيابه ، و بعد وفاة شيخه توجه لطلب العلم على علماء وجدة و فاس آنذاك إلى أن حصل على شهادة من جامع القرويين .

ثم سافر إلى القاهرة ليبحث عن سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم، فالتقى ببعض المشايخ أمثال الشيخ عبد الظاهر أبو السمح و الشيخ رشيد رضا و الشيخ محمد الرمالي و غيرهم ، كما حضر دروس القسم العالي بالأزهر و مكث بمصر نحو سنة واحدة يدعو إلى عقيدة السلف و يحارب الشرك و الإلحاد. و بعد أن حج توجه إلى الهند لينال بغيته من علم الحديث فالتقى علماء أجلاء هناك فأفاد و استفاد ؛ و من أجل العلماء الذين التقى بهم هناك المحدث العلامة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالرحيم المباركفوري صاحب "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " و أخذ عنه من علم الحديث و أجازه وقد قرّظه بقصيدة يُهيب فيها بطلاب العلم إلى التمسك بالحديث والاستفادة من الشرح المذكور، وقد طبعت تلك القصيدة في الجزء الرابع من الطبعة الهندية ؛ كما أقام عند الشيخ محمد بن حسين بن محسن الحديدي الأنصاري اليماني نزيل الهند آنذاك وقرأ عليه أطرافا من الكتب الستة و أجازه أيضا .

ومن الهند توجه إلى "الزبير" (البصرة) في العراق، حيث التقى العالم الموريتاني السلفي المحقق الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، مؤسس مدرسة النجاة الأهلية بالزبير، وهو غير العلامة المفسر صاحب "أضواء البيان" و استفاد من علمه، و مكث بالعراق نحو ثلاث سنين ثم سافر إلى السعودية مرورا بمصر حيث أعطاه السيد محمد رشيد رضا توصية وتعريفاً إلى الملك عبدالعزيز آل سعود قال فيها: (إن محمدا تقي الدين الهلالي المغربي أفضل من جاءكم من علماء الآفاق، فأرجو أن تستفيدوا من علمه) ، فبقي في ضيافة الملك عبد العزيز بضعة أشهر إلى أن عين مراقبا للتدريس في المسجد النبوي وبقي بالمدينة سنتين ثم نقل إلى المسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي بمكة وأقام بها سنة واحدة . و بعدها جاءته رسائل من إندونيسيا ومن الهند تطلبه للتدريس بمدارسها، فرجح قبول دعوة الشيخ سليمان الندوي رجاء أن يحصل على دراسة جامعية في الهند ، وصار رئيس أساتذة الأدب العربي في كلية ندوة العلماء في مدينة لكنهو بالهند حيث بقي ثلاث سنوات تعلم فيها اللغة الإنجليزية و لم تتيسر له الدراسة الجامعية بها. و أصدر باقتراح من الشيخ سليمان الندوي وبمساعدة تلميذه الطالب مسعود عالم الندوي مجلة "الضياء". ثم عاد إلى الزبير (البصرة) وأقام بها ثلاث سنين معلما بمدرسة "النجاة الأهلية" المذكورة آنفا.

و بعد ذلك سافر إلى جنيف بالسويسرا و أقام عند صديقه،أمير البيان، شكيب أرسلان ، و كان يريد الدراسة في إحدى جامعات بريطانيا فلم يتيسر له ذلك ، فكتب الأمير شكيب رسالة إلى أحد أصدقائه بوزارة الخارجية الألمانية يقول فيها : (عندي شاب مغربي أديب ما دخل ألمانيا مثله، وهو يريد أن يدرس في إحدى الجامعـات، فعسى أن تجدوا له مكانا لتدريس الأدب العربي براتب يستعين به على الدراسة) ، وسرعان ما جاء الجواب بالقبول، حيث سافر الشيخ الهلالي إلى ألمانيا وعين محاضراً في جامعة "بون" وشرع يتعلم اللغة الألمانية، حيث حصل على دبلومها بعد عام، ثم صار طالباً بالجامعة مع كونه محاضراً فيها، وفي تلك الفترة ترجم الكثير من الألمانية وإليها، وبعد ثلاث سنوات في بون انتقل إلى جامعة برلين طالباً ومحاضراً ومشرفاً على الإذاعة العربية ، وفي سنة 1940م قدم رسالة الدكتوراه، حيث فند فيها مزاعم المستشرقين أمثال: مارتن هارثمن، وكارل بروكلمان، وكان موضوع رسالة الدكتوراه "ترجمة مقدمة كتاب الجماهر من الجواهر مع تعليقات عليها"، وكان مجلس الامتحان والمناقشة من عشرة من العلماء، وقد وافقوا بالإجماع على منحه شهادة الدكتوراه في الأدب العربي.

و أثناء الحرب العالمية الثانية سافر الشيخ إلى المغرب ، وفي سنة 1947م سافر إلى العراق و قام بالتدريس في كلية "الملكة عالية" ببغداد إلى أن قام الانقلاب العسكري في العراق فغادرها إلى المغرب سنة 1959م. و شرع أثناء إقامته بالمغرب ،موطنه الأصلي، في الدعوة إلى توحيد الله و نبذ الشرك و اتباع نهج خير القرون. و في هذه السنة (سنة 1959م) عين مدرسا بجامعة محمد الخامس بالرباط ثم بفرعها بفاس ، وفي سنة 1968م تلقى دعوة من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة آنذاك للعمل أستاذاً بالجامعة منتدباً من المغرب فقبل الشيخ الهلالي وبقي يعمل بها إلى سنة 1974م حيث ترك الجامعة و عاد إلى مدينة مكناس بالمغرب للتفرغ للدعوة إلى الله ، فصار يلقي الدروس بالمساجد و يجول أنحاء المغرب ينشر دعوة السلف الصالح. و كان من المواظبين على الكتابة في مجلة (الفتح) لمحب الدين الخطيب، ومجلة (المنار) لمحمد رشيد رضا رحم الله الجميع.

من شيوخه رحمه الله :

• الشيخ محمد سيدي بن حبيب الله الشنقيطي
• الشيخ عبدالرحمن بن عبدالرحيم المباركفوري
• الشيخ محمد العربي العلوي
• الشيخ الفاطمي الشرادي
• الشيخ أحمد سكيرج
• الشيخ محمد بن حسين بن محسن الحديدي الأنصاري اليماني
• الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (غير صاحب "أضواء البيان")
• الشيخ رشيد رضا
• الشيخ محمد بن إبراهيم
• بعض علماء القرويين
• بعض علماء الأزهر



مؤلفات الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله كثيرة جدا و جمعها ليس بالأمر الهين لأنها ألفت في أزمنة مختلفة و بقاع شتى ، و منها :

• الزند الواري والبدر الساري في شرح صحيح البخاري [المجلد الأول فقط]
• الإلهام والإنعام في تفسير الأنعام
• مختصر هدي الخليل في العقائد وعبادة الجليل
• الهدية الهادية للطائفة التجانية
• القاضي العدل في حكم البناء على القبور
• العلم المأثور والعلم المشهور واللواء المنشور في بدع القبور
• آل البيت ما لهم وما عليهم
• حاشية على كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب
• حاشية على كشف الشبهات لمحمد بن عبدالوهاب
• الحسام الماحق لكل مشرك ومنافق
• دواء الشاكين وقامع المشككين في الرد على الملحدين
• البراهين الإنجيلية على أن عيسى داخل في العبودية وبريء من الألوهية
• فكاك الأسير العاني المكبول بالكبل التيجاني
• فضل الكبير المتعالي (ديوان شعر)
• أسماء الله الحسنى (قصيدة)
• الصبح السافر في حكم صلاة المسافر
• العقود الدرية في منع تحديد الذرية
• الثقافة التي نحتاج إليها (مقال)
• تعليم الإناث و تربيتهن (مقال)
• ما وقع في القرآن بغير لغة العرب (مقال)
• أخلاق الشباب المسلم (مقال)
• من وحي الأندلس (قصيدة)
وفاته:
في يوم الإثنين 25 شوال 1407هـ الموافق لـ 22 يونيو 1987م أصيبت الأمة الإسلامية بفاجعة و مصيبة يصعب على القلم وصفها ، و هي مصيبة موت الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله و ذلك بمنزله في مدينة الدار البيضاء بالمغرب. و قد شيع جنازته جمع غفير من الناس يتقدمهم علماء و مثقفون و سياسيون.

و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى اِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا، فَاَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَاَضَلُّوا " (رواه البخاري)
فنسأل الله الكريم أن يرحم الشيخ رحمة واسعة و يدخله فسيح جناته

و هذه هي خاتمة الشيخ محمد تقي الدين الهلالي :
حدثنا رجل ممن جالس الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله و زاره الشيخ في بيته و هو السيد عبد الإله الشرقاوي(*) الرباطي (و هو مقيم بالمغرب حاليا) أن ابن عم الشيخ المعروف في المغرب بــ "الهلالي" حدثه بما يلي :
كان الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله في أواخر أيام حياته مريضا طريح الفراش و كان لا يستطيع أن يتوضأ فكان يتيمم ؛و كان رحمه الله لا يرى التيمم بالحجر بل يتيمم بالتراب إذ كان له بمنزله كيس يملؤه بالتراب لذلك الغرض، و إذا قيل له تيمم بالحجر قال لا هذا فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم (يعني التيمم بالتراب).و ذات يوم قال لأهل بيته إيتوني بوَضوء فقالوا له أنت لا تستطيع التوضؤ فتيمم ، لكنه أصر على الوضوء فأتوه بوضوء.فتوضأ رحمه الله و صلى ركعتين و استلقى على الفراش و قال لمن كان ببيته من يجيد منكم قراءة القرآن ، فقرأ عليه أحدهم سورة ياسين و هو ينصت حتى أتمها؛ثم قال له الشيخ رحمه الله أعد القراءة من قوله تعالى :
{ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ }
فأعاد القارئ القراءة إلى أن انتهى من قوله تعالى :
{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ }
فرفع الشيخ إصبعه إلى السماء (يعني و كأنه يقول : الله هو الذي يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) ففاضت روحه من حينها ، فرحمه الله رحمة واسعة و رزقنا و إياكم حسن الخاتمة. آمين.

* و يرجع الفضل في حصولنا على هذا النبأ بعد الله عز و جل إلى الأخ الفاضل أبو المحاسن محسن المغربي جزاه الله خيرا ، فهو الذي حدثنا عن السيد عبد الإله الشرقاوي فاتصلنا بهذا الأخير فحدثنا به.

قالوا عنه:
قال الشيخ ابن باز، رحمه الله، في مفكرته (تحفة الإخوان)، الذي سجله بعدما بلغه خبر وفاة الشيخ الهلالي، كتب: تُوفي الشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين بن عبدالقادر الهلالي الحسنيّ، في الدار البيضاء بالمغرب، في يوم الثلاثاء الموافق 27 شوال، عام 1407هـ فرحمه الله، رحمةً واسعةً وضاعف له الحسنات.
وكان مولده في محرم من عام 1311هـ أخبرني بذلك رحمه الله، مشافهة في المدينة، وبذلك يكون قد عاش، (97) سبعة وتسعين عاماً، إلا شهرين وأياماً.
وكان عالماً فاضلاً، باذلاً وسعه في الدعوة إلى الله سبحانه، أينما كان، وقد طوّف في كثير من البلاد، وقام بالدعوة إلى الله سبحانه: في أوروبا مدّة من الزمن، وفي الهند وفي الجزيرة العربية.
ودرّس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وله مؤلفات منها (الهدية الهادية للفرقة التيجانيّة)، وكان أول حياته تيجانياً، ثم خلّصه الله منها، ورد على أهلها، وكشف عوارها، ومن مؤلفاته الأخيرة: (سبيل الرشاد).
وقد خلَّف ابنين وبنتين أو ثلاثاً، وفقهم الله وأصلح حالهم، وقد صلَّى عليه جمٌّ غفيرٌ، ودُفِنَ في مقبرة الدار البيضاء، جمعنا الله به في دار الكرامة، وخلفه على المسلمين بأحسن الخلف.

الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله:
"في الحقيقة لم ألتق مع رجل يحوي علمًا جمًّا في فنون عديدة مثل الدكتور الهلالي، وقد مضت علي الآن خمس وأربعون سنة لم أر مثله".

"وكان يعرف من اللغات: اليهودية، والألمانية، والإنجليزية، والأسبانية، بجانب العربية بحيث لو كان في زمن الأصمعي لسلّم له بأنه إمام في العربية".

" ثم عاش في العراق مدة بعد خروجه من المدينة، وتزوج هناك، وكان شاعرًا يمتاز بميزات نادرة".

"... وهو شيخي استفدت منه كثيرًا، وكان سلفي العقيدة؛ لو قرأت كتابه في التوحيد لعلمت أنه لا يعرف التوحيد الذي في القرآن مثله".


كتب الشيخ رشيد رضا إلى الملك عبد العزيز آل سعود رحمهما الله يقول:

"إن محمدا تقي الدين الهلالي المغربي أفضل من جاءكم من علماء الآفاق، فأرجو أن تستفيدوا من علمه".


كتب الأمير شكيب أرسلان (و هو صديق للشيخ تقي الدين الهلالي رحمهما الله) توصية إلى أحد أصدقائه بوزارة الخارجية الألمانية قال فيها : " عندي شاب مغربي أديب ما دخل ألمانيا مثله، وهو يريد أن يدرِّس في إحدى الجامعـات، فعسى أن تجدوا له مكاناً لتدريس الأدب العربي براتب يستعين به على الدراسة "
يقول الحاج أحمد هارون التطواني و هو من تلاميذ الشيخ :
" لم يكن شيخنا ليضيع وقتا مهما كان ، يقرأ و يكتب الأشعار و هو في السيارة ، يقضي يومه من الصباح إلى المساء في علم و تعليم و ذكر و تأليف "
" يتميز أستاذنا باتصاله بالشعب ، فأي شخص صغير أو كبير يستطيع أن يوقفه في الشارع و يتحدث معه ، كما كان بيته مفتوحا دائما ، فتجد الأفواج تأتي إلى منزله و هو لا يمل من الترحاب و الإكرام ، و كان يقوم بنفسه قبيل صلاة الصبح يسخن لنا الماء لنتوضأ به "
الشيخ مشهور آل سلمان
" لم أسمع و لم أر مثله إلا شيخنا (يعني الشيخ الألباني رحمه الله) ، و بينه و بين شيخنا الإمام الألباني مشابهات كثيرة جدا ، و كان عالما بالتوقيت و حريصا على التوقيت و كتب كتابا في أصول التوقيت و بيان أن أوقات الصلوات خطأ ، و كان شيخنا يمدحه في هذا الباب ، و التقى به و مدحه "
الشيخ سليم بن عيد الهلالي:
يعد العلامة تقي الدين الهلالي بحق مجدد التوحيد في هذا القرن
الشيخ علي بن حسن الحلبي:
"...و إن النهضة السلفية التي وجدت في بلاد المغرب لم تكن لتكون موجودة إلا بتوفيق الله تعالى للشيخ الهلالي و امتداد مدرسته في تلاميذه..."
الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله:
"الفاضل فاضل حيث كان، كما أنّ الشمس شمس شرقت أم غربت.

والأستاذ العلامّة محمّد تقي الدين الهلالي –صاحب الفصول الممتعة والبحوث الجليلة في صحيفة الفتح- من أفاضلنا الذين أجمع على الإعتراف بفضلهم الشرق والغرب، والعرب والعجم، والمسلمون وغير المسلمين.فهو في الحجاز نار على علم شهرة وفضلا. وفي الهند تبوأ منصة التدريس في أرقى جامعاتها وفي العراق معروف بدؤبه على خدمة هذه الأمّة وحرصه على خيرها، وهو الآن في ألمانيا موضع الحرمة من أركان جامعة بن التي يتولى التدريس فيها..

فالأستاذ الهلالي رجل علمي واسع النظر واقف على أحوال الشرق والغرب لذلك كان ما يقرره في بحوثه من حقائق يأتي ناضجا مفيدا ممتعا، ومن حسن الحظ أنّ قراءنا يقدرون رجالهم كما نقدرهم وكل ما يكتبه الأستاذ الهلالي وأضرابه في الفتح يأتي بالفائدة المرجوة منه والحمد لله ."

جزائرــــية
2009-09-17, 13:17
قال العلامة المحدث أبو محمد ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله تعالى- :
قال -رحمه الله ( يقصد الشيخ بن باز ) - مترجما لنفسه:" أنا عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز، ولدت بمدينة الرياض في ذي الحجة سنة (1330)هـ، وكنت بصيرا في أول الدراسة، ثم أصابني المرض في عيني عام ( 1346) هـ فضعف بصري بسبب ذلك، ثم ذهب بالكلية في مستهل محرم من عام (1350)هـ، والحمد لله على ذلك، وأسأل الله - جل وعلا - أن يعوضني عنه بالبصيرة في الدنيا، والجزاء الحسن في الآخرة، كما وعد بذلك سبحانه على لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم-، كما أسأله سبحانه أن يجعل العاقبة حميدة في الدنيا والآخرة.
وقد بدأت الدراسة منذ الصغر، وحفظت القرآن الكريم قبل البلوغ، ثم بدأت في تلقي العلوم الشرعية، والعربية على أيدي كثير من علماء الرياض، من أعلامهم:-
1- الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله -.
2- الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( قاضي الرياض ) - رحمهم الله -.
3- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق ( قاضي الرياض).
4- الشيخ حمد بن فارس ( وكيل بيت المال بالرياض).
5- الشيخ سعد وقاص البخاري ( من علماء مكة المكرمة)، أخذت عنه علم التجويد في عام (1355) هـ.
6- سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، وقد لازمت حلقاته نحوا من عشر سنوات، وتلقيت عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة ( 1347) هـ إلى سنة ( 1357) هـ، حيث رشحت للقضاء من قبل سماحته.
جزى الله الجميع أفضل الجزاء وأحسنه، وتغمدهم جميعاً برحمته ورضوانه.


وقد توليت عدة أعمال هي:
1- القضاء في منطقة الخرج مدة طويلة استمرت أربعة عشر عاماً وأشهرا وامتدت بين سنتي (1357) هـ إلى عام ( 1371) هـ، وقد كان التعيين في جمادى الآخرة من عام( 1357) هـ، وبقيت إلى نهاية عام ( 1371 ) هـ.
2- التدريس في المعهد العلمي بالرياض سنة ( 1372) هـ وكلية الشريعة بالرياض بعد إنشائها سنة ( 1373) هـ في علوم الفقه، والتوحيد والحديث، واستمر عملي على ذلك تسع سنوات انتهت في عام ( 1380) هـ.
3- عينت في عام ( 1381 ) هـ نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وبقيت في هذا المنصب إلى عام ( 1390) هـ.
4- توليت رئاسة الجامعة الإسلامية في سنة ( 1390) هـ بعد وفاة رئيسها شيخنا الشيخ محمد ابن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - في رمضان عام ( 1389) هـ وبقيت في هذا المنصب إلى سنة (1395هـ).
5- وفي 14/10/1395هـ صدر الأمر الملكي بتعيني في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية، والإفتاء، والدعوة، والإرشاد، ولا أزال إلى هذا الوقت في هذا العمل.
أسأل الله العون، والتوفيق والسداد.
ولي إلى جانب هذا العمل في الوقت الحاضر عضوية في كثير من المجالس العلمية والإسلامية من ذلك:-
1- عضوية هيئة كبار العلماء بالمملكة.
2- رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الهيئة المذكورة.
3- عضوية ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
4- رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد.
5- رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
6- عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
7- عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة.


أما مؤلفاتي فمنها: -
1- الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.
2- التحقيق والإيضاح، لكثير من مسائل الحج، والعمرة، والزيارة ( توضيح المناسك).
3- التحذير من البدع، ويشتمل على أربع مقالات مفيدة، ( حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من الشعبان، وتكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد).
4- رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام.
5- العقيدة الصحيحة وما يضادها.
6- وجوب العمل بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكفر من أنكرها.
7- الدعوة إلى الله، وأخلاق الدعاة.
8- وجوب تحكيم شرع الله، ونبذ ما خالفه.
9- حكم السفور والحجاب، ونكاح الشغار.
10- نقد القومية العربية.
11- الجواب المفيد في حكم التصوير.
12- الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ( دعوته وسيرته).
13- ثلاث رسائل في الصلاة، ( 1- كيفية صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- 2- وجوب أداء الصلاة في جماعة، 3- أين يضع المصلي يديه حين الرفع من الركوع ).
14- حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن، أو في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
15- حاشية مفيدة على فتح الباري، وصلت فيها إلى كتاب الحج.
16- رسالة الأدلة النقلية، والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب.
17- إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله، أو صدق الكهنة، والعرافين.
18- الجهاد في سبيل الله.
19- الدروس المهمة لعامة الأمة.
20- فتاوى تتعلق بأحكام الحج، والعمرة، والزيارة.
21- وجوب لزوم السنة، والحذر من البدع ".

أقول:
وله مجموع فتاوى، ومقالات في ثلاثين مجلدا إلى الآن بعمل وإشراف الشيخ محمد بن سعد الشويعر - حفظه الله – وتفصيلها كالآتي:
1- التوحيد وما يلحق به في عشرة مجلدات.
2- الصلاة وما يتعلق بها في ستة أجزاء.
3- الزكاة في مجلد.
4- الحج في مجلدين.
5- الحج- القسم الأخير- والجهاد في مجلد.
6- العلم والتفسير في مجلدين.
7- الحديث في مجلدين.
8- الدعوة إلى الله في مجلد.
9- البيوع في مجلد.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (16/484-485):
" الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -:
هو العالم الجليل، والمحدث الفقيه، المفيد للطالبين، المحفوف بعناية رب العالمين، الورع الزاهد، المحبوب المعمر في طاعة رب العالمين، قد خيب الله بطول عمره، نوقع الجاهلين وظن الحاقدين.
ولد - رحمه الله - في سنة 1330 من الهجرة، بمدينة الرياض، وكان بصيرا ففقد بصره سنة (1350) هـ، حفظ القرآن قبل سن البلوغ، ثم جد في طلب العلم على علماء الرياض.
ومن أبرزهم:
1- الشيخ محمد بن عبد اللطيف.
2- والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
3- والشيخ سعد بن عتيق.
4- والشيخ حمد بن فارس.
5- والشيخ محمد بن إبراهيم وغيرهم.
ولما برز في العلوم الشرعية واللغة العربية، عين في القضاء سنة 1357 هـ.
ولم ينقطع عن العلم والتعليم بما شغل به من مناصب في القضاء في أي مدينة كان، فهو القاضي والمفتي، والداعية، والمصلح، والرئيس، والإمام، والمعلم، والمكرم للضيوف، والحنون على الأرامل والأيتام، ومطعم المساكين، والواسطة في الأمور الخيرة.
نشأ على يديه عدد فيهم خير وبركة، له تأسيس كبير في الندوات، والمحاضرات واختيار الموضوعات، ظهر له كتب، ورسائل كثيرة، وأشرطة عديدة، يعجز عن إحصائها المتتبع لها، لا يضيع عليه شيء من أوقاته، فما أحسن وأحلى وأعظم حياته.
فهنيئاً له ولكل من سار على نهجه في حياته، فصبر وصابر، وعمر أوقاته في طاعة ربه ومرضاته ".
وقال الشيخ عبد العزيز بن ناصر الباز في كتابه " القول الوجيز في حياة شيخنا عبد العزيز" ص (13-15):
" ورغم تعدد مسؤوليات سماحته - رحمه الله – وتنوعها، وشمولها، فإنه لم ينسَ دوره كعالم وداعية، فكان أن أخرج العديد من المؤلفات والكتب العلمية القيّمة التي فاق عددها الستين كتاباً، ما بين رسالة، وفتاوى، وغيرها من أنواع العلم الشرعي، مما احتاج إليه الأمة في هذا الزمن، وقد بدأ في التأليف وهو قاضٍ في الخرج(1) (http://sahab.net/forums/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1).

أبرز شيوخه وتلاميذه - رحمه الله تعالى-:
كان الذين يحضرون دروس الشيخ في الجامع الكبير قرابة المائتين، إلى ثلاثمائة، أما الذين يحضرون في مسجد الأميرة سارة، في المغرب الأحد، والأربعاء، فيصلون إلى خمسمائة.
وهؤلاء بعض الشيوخ والتلاميذ الذين أخذوا العلم عن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -، وكانوا أكثر الناس المتأثرين بوفاته - رحمه الله - وهم على النحو التالي:
1- معالي الشيخ راشد بن صالح بن خنين، المستشار بالديوان الملكي، وهو من الدلم.
2- معالي الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله السالم، أمين عام مجلس الوزراء و هو من الرياض.
3- معالي الشيخ عبد الله بن سليمان المسعري، رئيس ديوان المظالم سابقاً وهو من حوطة بني تميم.
4- الشيخ عبد العزيز بن سليمان آل سليمان، وهو من الحريق.
5- الشيخ محمد بن سليمان آل سليمان، القاضي في المحكمة الكبرى بالدمام سابقاً، وهو من الحريق.
6- الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود، عضو هيئة كبار العلماء سابقاً،وهو من الحريق.
7- الشيخ محمد بن زيد آل سليمان، رئيس المحاكم الشرعية في الدمام وهو من الحريق.
8- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الشثري، المستشار بالحرس الوطني، وهو من حوطة بني تميم.
9- الشيخ سعد بن سليمان المسعري، وهو من حوطة بني تميم.
10- الشيخ عبد العزيز بن سليمان المسعري، وهو من حوطة بني تميم.
11- الشيخ عبد الرحمن بن مجلي، وهو من حوطة بني تميم.
12- الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن سحمان، كان كاتباً للشيخ في المحكمة،وهو من الأفلاج.
13- الشيخ حمد بن سعد بن حمد بن عتيق، عمل قاضياً في محكمة التمييز وهو من الأفلاج.
14- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وهو من الأفلاج.
15- الشيخ إبراهيم بن محمد بن خرعان، وهو من الأفلاج.
16- الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن ناصر البراك، يعمل حالياً أستاذاً في جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية، وهو من الرياض.
17- مسفر بن سعد الزهراني، وهو من زهران.
18- حامد بن أحمد الغامدي، وهو من غامد.
19- سعود بن محمد عشبان - رحمه الله -، وهو من الدلم.
20- سعد بن رشيد الخرجي - رحمه الله -، وهو من الدلم".
أقول: ومن تلاميذه بالمدينة:
21- الشيخ الدكتور علي بن ناصر فقيهي.
22- الشيخ الدكتور ربيع بن هادي عمير المدخلي.
23- الشيخ علي بن محمد يتيم المدخلي.
24- الشيخ ياسين محمد المدخلي.
25- الشيخ الدكتور هادي بن أحمد طالبي المدخلي.
26- الشيخ عبد الرحمن بن عبيد الله المباركفوري من الهند.
27- الشيخ السركمال الدين من السودان.
28- الشيخ أحمد صالح الفلسطيني.
29- الشيخ عبد العزيز الشيشاني من الأردن.
وغيرهم من زملائنا الذين درسهم العلامة ابن باز في شرح الطحاوية لابن أبي العز في السنة الأولى في الجامعة الإسلامية في عام (1381) هـ حين كان فيها نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية العلامة مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم.
ثم أقول:
إني قد عرفت هذا الإمام العلم الفذ في علمه وعمله وأخلاقه واهتمامه بأمر الإسلام والمسلمين، واهتمامه بالدعوة السلفية وأهلها ودعاتها في مشارق الأرض ومغاربها، يمد لهم يد العون المادي بسخاء ويتعرف على أحوالهم ومشاكلهم فيسعى في حلها.
ويدعمهم معنويا بعطفه، وأخلاقه، وسعة صدره لا يلحقه فيها أحد في زمانه وقبل زمانه بقرون.
ولقد كان بابه مفتوحاً للناس، وخاصة طلاب العلم يسألهم عن أحوالهم ويجيب على أسئلتهم ويسعى في حل مشاكلهم التي يعرضونها عليه.
وكنت أزوره فأجد منه والداً محباً مكرماً واثقاً مشجعاً على طلب العلم والدعوة إلى الله والذب عن السنة ومنهج السلف الصالح.
ولقد كنت أحضر دروسه حينما كنت في الرياض حين التحقت بكلية الشريعة، وكان مما يدرسه كتاب " السبل السوية في فقه السنن المروية " للعلامة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي - رحمه الله -.
كان يقرأ عليه في هذا الكتاب شاب فاضل اسمه إبراهيم الشاجري من جهة القنفذة بعد صلاة الفجر، كان يقرأ قراءة جيدة تشوق للاستماع، وتنشط المدرس.
ولما أسست الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية انتقل إليها نائباً عن رئيسها شيخه العلامة مفتي المملكة العربية السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -.
وانتقل إلى الجامعة الإسلامية عدد من طلاب العلم في كلية الشريعة، فزادت الصلة والمحبة بيننا وبين هذا الإمام الفذ، وكان مع ما يضطلع به من أعمال يقوم بالتدريس في المسجد النبوي يدرس في (صحيح مسلم) بين العشاءين، يقرأ عليه ابن أخيه أبو عبد الرحمن عبد العزيز بن ناصر الباز.
ودرس فترة في تفسير ابن كثير، وكنت أحضر كثيراً في هذه الدروس، ودرسنا في السنة الأولى من سنيّ الجامعة الإسلامية في شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي مدة، ثم أسند تدريسها إلى الشيخ عبد المحسن العباد.
ولما تخرجنا في السنة الرابعة من الجامعة الإسلامية، اختار عدداً من هؤلاء الخريجين للتدريس بالمعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية - أنا أحدهم - وقبلها أرسلني في مجموعة من طلاب الجامعة الإسلامية ونحن في السنة الثالثة برئاسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب البناء للدعوة إلى الله في السودان.
وأرسلني مرة ونحن في السنة الثالثة أو الرابعة مع مجموعة من الطلاب للدعوة إلى الله في منطقة الليث والقنفذة مدة شهر تقريباً.
وحينما كنت مدرساً في المعهد الثانوي ابتعثني مع زميله الفاضل الشيخ صالح بن حسين العراقي إلى الهند للتدريس في الجامعة السلفية لمدة ثلاث سنوات، نعود منها أيام الإجازات إلى المملكة، ثم نعود أيام التدريس، كما انتدب معي في السنة الثانية أو الثالثة الشيخ هادي بن أحمد طالبي.
ولقد استفادت منا هذه الجامعة الطيبة في وضع المناهج، واستفاد من هذا المنهج كثير من طلاب الجامعة السلفية في الهند، وأظن حتى في باكستان.
ولما انتقل - رحمه الله - إلى الرياض بعد وفاة شيخه الإمام محمد بن إبراهيم ليتسلم منصب الإفتاء والبحوث العلمية والدعوة إلى الله، استمرت هذه الصلة والمحبة.
فكنت أشد الرحال لزيارته والاستفادة من غزير علمه، وأخلاقه، وأجلس معه جلسة خاصة في كلّ زيارة، أعرض عليه ما تواجهه الدعوة السلفية من مشاكل خصومها فأجد منه التفاهم العالي اللائق بأمثاله والصدر الرحب، والإصغاء الواعي، والأخذ والإعطاء في الكلام، وبذل الجهد فيما ينفع الدعوة السلفية ويدفع عنها الضرر - رحمه الله -، والحق يقال: إنّ الدعوة السلفية قد فقدت هذا الإمام الألمعي، فقدته في كل مكان فقدانا لا نظير له، وتجرّأ عليها وعلى دعاتها حتى خفافيش الظلام، وفي الله العوض، ومنه يستمد النصر والعون.
لقد كنت وما زلت أحب هذا الرجل لما يتمتع به من الصفات العظيمة، وأشيد به وبأخلاقه في كثير وكثير من مجالسي ودروسي؛ لأن مثل هذا الرجل وأخلاقه تفرض عليّ في دروسي في التوحيد وغيره تذكّره وتذكّر أخلاقه ومجالسه، فأحثّ الشباب أن يتّخذوا منه بعد كتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف وأخلاقهم أسوة حسنة في دينهم وأخلاقهم، ومعاملاتهم.
ولقد قلت في كتابي " أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية " ( ص 90-91 ) خلال ردّي على حطّ سلمان العودة على أهل الحديث:
" فهل تجد في الدنيا مثل الشيخ ابن باز والعثيمين والشيخ عبد العزيز السلمان والفوزان، وحمود التويجري، والغديان، وعبد الرزاق عفيفي، وآل الشيخ... وكثير من علماء هذا البلد وطلاب العلم منهم؟!
هل تجد مثلهم في الأخلاق والعقيدة، والبذل في سبيل الله ؟!.
لتأتِنا الطوائف والأحزاب بأمثالهم.
ولتأتِنا بأمثال الشيخ الألباني وتلاميذه علما بالسنة وجهادا في سبيل التوحيد، ومحاربة الشرك والبدع، وأمثال علماء الهند؛ كالشيخ عبيد الله المباركفوري وإخوانه في الهند وباكستان ديناً، وخلقاً وعقيدة، وعلماً وصدعاً بالحق، وصبراً على الأذى في سبيل الله.
وهات مثل الشيخ عبد الباري وإخوانه في بنجلاديش! هات مثلهم في الدين وعلوّ الأخلاق !.
فكيف ترمي أهل هذا المنهج بالتحزب على جزء من الدين والجفاء والغفلة عن واقع الأمة وما يدبّر لهم، وفيهم الشيخ العلامة المجاهد اليقظ والمتابع لأحوال المسلمين في أقطار الدنيا كلها حتى ليعتقد فيه أنه لو كانت في المريخ حركة إسلامية، لكان وراءها ألا وهو الشيخ ابن باز ؟! ".

منقول من شبكة سحاب السلفية

جزائرــــية
2009-09-17, 13:28
الترجمة السابقة هي للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى بقلم الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

نسيت إضافة عنوان الترجمة ، ولكما حاولت تعديل المشاركة تأبى الصفحة أن تطلع
فاعذرونا

نهج السلف
2009-09-17, 14:23
السلام عليكم و رحمةالله و بركاته

أهلا بك أختي المسلمة من جديد و جزاك الله خيرا لنقلك ترجمة الشيخين

سأحاول المساهمة في الموضوع ان شاء الله

اذا أردت بامكانك اضافة سيرة العلامة العثيمين الى موضوعك سيكون أفضل ان شاء الله

نهج السلف
2009-09-17, 16:09
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ترجمة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي
كتبه أحد تلاميذه

هو الشيخ أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر آل سعدي من قبيلة تميم ، ولد في بلدة عنيزة في القصيم ، وذلك بتاريخ 12 محرم عام ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة النبوية ، وتوفيت أمه وله أربع سنين ، وتوفي والده وله سبع سنين ، فتربى يتيماً ولكنه نشأ نشأة حسنة ، وكان قد استرعى الأنظار منذ حداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة في العلوم ، وقد قرأ القرآن بعد وفاة والده ثم حفظه عن ظهر قلب ، وأتقنه وعمره أحد عشر سنة ، ثم اشتغل في التعلم على علماء بلده وعلى من قدم بلده من العلماء ، فاجتهد وجد حتى نال الحظ الأوفر من كل فن من فنون العلم ، ولما بلغ من العمر ثلاثاً وعشرين سنة جلس للتدريس فكان يتعلم ويعلم ، ويقضي جميع أوقاته في ذلك حتى أنه في عام ألف وثلاثمائة وخمسين صار التدريس ببلده راجعاً إليه ، ومعول جميع الطلبة في التعلم عليه .

بعض مشايخ الشيخ

أخذ عن الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر ، وهو أول من قرأ عليه وكان المؤلف يصف شيخه بحفظه للحديث ، ويتحدث عن ورعه ومحبته للفقراء مع حاجته ومواساتهم ، وكثيراً ما يأتيه الفقير في اليوم الشاتي فيخلع أحد ثوبيه ويلبسه الفقير مع حاجته إليه ، وقلة ذات يده رحمه الله ، ومن مشايخ المؤلف الشيخ محمد بن عبد الكريم الشبل ، قرأ عليه في الفقه وعلوم العربية وغيرهما ، ومنهم الشيخ صالح بن عثمان القاضي (قاضي عنيزة) قرأ عليه في التوحيد والتفسير والفقه أصوله وقروعه وعلوم العربية ، وهو أكثر من قرأ عليه المؤلف ولازمه ملازمة تامة حتى توفي رحمه الله ، ومنهم الشيخ عبد الله بن عايض ، ومنهم الشيخ صعب القويجري ، ومنهم الشيخ على السناني ومنهم الشيخ على الناصر أبو وادي ، قرأ عليه في الحديث ، وأخذ عنه الأمهات الست وغيرها وأجازه في ذلك ، ومنهم الشيخ محمد بن الشيخ عبد العزيز المحمد المانع (مدير المعارف في المملكة العربية السعودية) في ذلك الوقت ، وقد قرأ عليه المؤلف في عنيزة ، ومن مشائخه الشيخ محمد الشنقطي (نزير الحجاز قديماً ثم الزبير) لما قدم عنيزه وجلس فيها للتدريس قرأ عليه المؤلف في التفسير والحديث وعلوم العربية ، كالنحو والصرف ونحوهما .

نبذة من أخلاق المؤلف

كان على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة ، متواضعاً للصغير والكبير والغني والفقير ، وكان يقضي بعض وقته في الإجتماع بمن يرغب حضوره فيكون مجلسهم نادياً علمياً ، حيث أنه يحرص أن يحتوي على البحوث العلمية والاجتماعية ويحصل لأهل المجلس فوائد عظمى من هذه البحوث النافعة التي يشغل وقتهم فيها ، فتنقلب مجالسهم العادية عبادة ومجالس علمية ، ويتكلم مع كل فرد بما يناسبه ، ويبحث معه في المواضيع النافعة له دنيا وأخرى ، وكثيراً ما يحل المشاكل برضاء الطرفين في الصلح العادل ، وكان ذا شفقة على الفقراء والمساكين والغرباء ماداً يد المساعدة لهم بحسب قدرته ويتسعطف لهم المحسنين ممن يعرف عنهم حب الخير في المناسبات ، وكان على جانب كبير من الأدب والعفة والنزاهة والحزم في كل أعماله ، وكان من أحسن الناس تعليماً وأبلغهم تفهيماً ، مرتباً لأوقات التعليم ، ويعمل المناظرات بين تلاميذه المحصلين لشحذ أفكارهم ، ويجعل الجعل لمن يحفظ بعض المتون ، وكل من حفظه أعطى الجعل ولا يحرم منه أحد .

ويتشاور مع تلاميذه في اختيار الأنفع من كتب الدراسة ، ويجرع ما عليه رغبة أكثرهم ومع التساوي يكون هو الحكم ، ولا يمل التلاميذ من طول وقت الدراسة إذا طال لأنهم يتلذذون من مجالسته ، ولذا حصل له من التلاميذ المحصلين عدد كثير ولا يزال كذلك ، متع الله بحياته ، وبارك الله لنا وله في الأوقات ورزقنا وإياه التزود من الباقيات الصالحات .

مكانة المؤلف بالمعلومات

كان ذا معرفة تامة في الفقه ، أصوله وفروعه . وفي أول أمره متمسكاً بالمذهب الحنبلي تبعاً لمشائخه ، وحفظ بعض المتون من ذلك ،وكان له مصنف في أول أمره في الفقه ، نظم نحو أربعمائة بيت وشرحه شرحاً مختصراً ، ولكنه لم يرغب ظهوره لأنه على ما يعتقده أولاً .

وكان أعظم اشتغاله وانتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم ، وحصل له خير كثير بسببهما في علم الأصول والتوحيد والتفسير والفقه وغيرها من العلوم النافعة ، وبسبب استنارته بكتب الشيخين المذكورين صار لا يتقيد بالمذهب الحنبلي ، بل يرجح ما ترجح عنده بالدليل الشرعي . ولا يطعن في علماء المذاهب كبعض المتهوسين ، هدانا الله وإياهم للصواب والصراط المستبين . وله اليد الطولى في التفسير ، إذ قرأ عدة تفاسير وبرع فيه ، وألف تفسيراً جليلاً في عدة مجلدات ، فسره بالبديهة من غير أن يكون عنده وقت التصنيف كتاب تفسير ولا غيره ، ودائماً يقرأ والتلاميذ في القرآن الكريم ويفسره ارتجالاً ، ويستطرد ويبين من معاني القرآن وفوائده ، ويستنبط منه الفوائد البديعة والمعاني الجليلة ، حتى أن سامعه يود أن لا يسكت لفصاحته وجزالة لفظه وتوسعه في سياق الأدلة والقصص ، ومن اجتمع به وقرأ عليه وبحث معه عرف مكانته في المعلومات ، كذلك من قرأ مصنفاته وفتاويه .

مصنفات المؤلف

تفسير القرآن الكريم المسمى "تيسير الكريم المنان" في ثماني مجلدات أكمله في عام 1344 ولم يطبع .

حاشية على افقه استدراكاً على جميع الكتب المستعمله في المذهب الحنبلي ولم تطبع .

إرشاد أولي البصائر والألباب لمعرفة الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب ، رتبه على السؤال والجواب ، طبع بمطبعة الترقي في دمشق عام 1365 على نفقة المؤلف ووزعه مجاناً .

الدرة المختصرة في محاسن الإسلام ، طبع في مطبعة أنصار السنة عام 1366هـ

الخطب العصرية القيمة ، لما آل إليه أمر الخطابة في بلده اجتهد أن يخطب في كل عيد وجمعة بما يناسب الوقت في المواضيع المهمة التي يحتاج الناس إليها ، ثم جمعها وطبعها مع الدرة المختصرة في مطبعة أنصار السنة على نفقته ووزعها مجاناً .

القواعد الحسان لتفسير القرآن ، طبعها في مطبعة أنصار السنة عام 1366 ، ووزع مجاناً .

تنزيه الدين وحملته ورجاله ، مما افتراه القصيمي في أغلاله ، طبع في مطبعة دار إحياء الكتب العربية على نفقه وجيه الحجاز "الشيخ محمد افندي نصيف" عام 1366هـ .

الحق الواضح المبين ، في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين .

توضيح الكافية الشافية ، وهو كالشرح لنونية الشيخ ابن القيم

وجوب التعاون بين المسلمين ، وموضوع الجهاد الديني ، وهذه الثلاثة الأخيرة طبعت بالقاهرة السلفية على نفقة المؤلف ووزعها مجاناً .

القول السديد في مقاصد التوحيد ، طبع في مصر "بمطبعة الإمام" على نفقة عبد المحسن أبا بطين عام 1367

مختصر في أصول الفقه ، لم يطبع

تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن ، طبع على نفقة المؤلف وجماعة من المحسنين ، وزرع مجاناً ، طبع بمطبعة الإمام

الرياض الناضرة ، وهو هذا ـ طبع بمطبعة الإمام (الطبعة الأولى)

وله فوائد منثورة وفتاوى كثيرة في أسئلة شتى ترد إليه من بلده وغيره ويجيب عليها ، وله تعليقات شتى على كثير مما يمر عليه من الكتب ، وكانت الكتابة سهلة يسيرة عليه جداً ، حتى أنه كتب من الفتاوى وغيرها شيئاً كثيراً .

ومما كتب نظم انب عبد القوي المشهور ، وأراد أن يشرحه شرحاً مستقلاً فرآه شاقاُ عليه ، فجمع بينه وبين الانصاف بخط يده ليساعد على فهمه فكان كالشرح له ، ولهذا لم نعده من مصنفاته .



غايته من التصنيف :

وكان غاية قصده من التصنيف هو نشر العلم والدعوة إلى الحق ، ولهذا يؤلف ويكتب ويطبع ما يقدر عليه من مؤلفاته ، لا ينال منها عرضاً زائلاً ، أو يستفيد منها عرض الدنيا ، بل يوزعها مجاناً ليعم النفع بها ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً ، ووفقنا الله إلى ما فيه رضاه .

وفاته :

وبعد عمر مبارك دام قرابة 69 عاماً في خدمة العلم انتقل إلى جوار ربه في عام 1376هـ في مدينة عنيزة من بلاد القصيم رحمه الله رحمة واسعة .
مواقف وفوائد مع العلامة السعدي
يرويها لكم تلميذه الشيخ ابن عثيمين
في هذه المقالة بعض المواقف والفوائد التي حفظها الشيخ محمد عن شيخه ابن سعدي ، فيقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

1 – (( إن عباراتي لا تستطيع أن تلم بما كان عليه من العلم والأخلاق والإحسان العظيم ؛ فأنا ما رأيت أحداً أحسن أخلاقاً منه ، رجل متواضع يحب الفقراء ويحب الستر عليهم . . وكان متواضعاً للطلبة )) ؛ فـ((ـالشيخ عبد الرحمن ابن سعدي هو شيخي ، وأنا أشهد له بسلامة العقيدة ، وحسن الخلق ، والعمل الصالح . . ونحن والحمد لله اكتسبنا من أخلاقه شيئاً كثيراً لكن لم نلحق به حتى الآن ، وإنما بحسب ما يسر الله سبحانه . . فالرجل رحمه الله درة زمانه ولم نعلم أحداً مثله في حسن الخلق واللين والسعة )) " فتاوى الحرم المكي 1412 / شريط رقم : 5 وجه : ب بتصرف واختصار "

2 - كان الشيخ عبد الرحمن رحمه الله (( متواضعاً للطلبة ، يمازحهم ويهدي لهم أشياء قد لا تكون ذات قيمة جلباً لقلوبهم ، وربما يجعل الـجُعْلَ على حفظ بعض المتون ، كما جعل على حفظ متن بلوغ المرام 100 ريال وهي في ذلك الوقت قد تساوي 100 ألف تقريباً في الوقت الحالي ، ونحن والحمد لله اكتسبنا من أخلاقه شيئاً كثيراً لكن لم نلحق به حتى الآن ، وإنما بحسب ما يسر الله سبحانه )) " فتاوى الحرم المكي 1412 / شريط رقم : 5 وجه : ب بتصرف واختصار "

3 - (( حدثني شيخنا المثابر عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - أنه ذكر عن الكسائي إمام أهل الكوفة في النحو أنه طلب النحو فلم يتمكن، وفي يوم من الأيام وجد نملة تحمل طعامًا لها وتصعد به إلى الجدار وكلما صعدت سقطت ، ولكنها ثابرت حتى تخلصت من هذه العقبة وصعدت الجدار، فقال الكسائي : هذه النملة ثابرت حتى وصلت الغاية، فثابر حتى صار إمامًا في النحو )) . " كتاب العلم ص 62 "

4 - (( وقد كان شيخنا عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله لا يصبغ لحيته بشيء، وكان مفتي هذه البلاد الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله كذلك لا يسبغ الشيب، وكذلك إخوانه، وكذلك كثير من العلماء فيمن شاهدناهم لا يصبغون، لكن السنة لا شك أنها ثابتة سواء فعلها العلماء أم لم يفعلوها أنه ينبغي للإنسان أن يغير الشيب لكن بغير السواد، أما السواد فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( وجنبوه السواد )). " اللقاء الشهري ( 30 ) "

5 - (( إننا لا نأمر الناس باتخاذ الشعر بل نقول : إن اعتاده الناس وصار الناس يتخذون الشعر فاتخذه ؛ لئلا تشذ على العادة ، وإن كانوا لا يتخذونه كما هو معروف الآن في أهلنا فلا تتخذه ؛ ولهذا كان مشايخنا الكبار كالشيخ عبد الرحمن بن سعدي والشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد العزيز بن باز وغيرهم من العلماء لا يتخذون الشعر [ يعني: الطويل ] ؛ لأنه ليس بسنة ولكنه عادة )) ، (( ونحن نعلم أنهم لو رأوا أن هذا سنة لكانوا من أشد الناس تحرِّياً لاتباع السنة ، فالصواب: أنه تَبَعٌ لعادة الناس، إن كنت في مكان يعتاد الناس فيه اتخاذ الشعر فاتخذه وإلا فلا )) . " شرح رياض الصالحين ص383 ط: الوطن ، لقاء الباب المفتوح رقم ( 126 ) السؤال رقم ( 16 ) "

6 - (( حدثنا شيخنا رحمه الله أن رجلاً كان يكتب في حجرته فجاءت فأرة نزلت من السقف وجاءت حوله فوضع عليها إناءً حبسها، لما تأخرت عن زميلاتها جاءت واحدة منهن تبحث عنها أين ذهبت ؟ وعَلِمَتْ أنها تحت الإناء ، فصعدت إلى السقف وأتت بدينار ذهب ، الدينار صغير ، يعني تحمله بسهولة ، جاءت بالدينار وألقته إلى جنب الرجل .
المهم : أن الرجل قال : ( لن أُطْلِقَها ) فانْتَظَرَتْ – أي الفأرة - بلا في فائدة ، فصعدت إلى السقف وأتت بدينار آخر ووضعته ولكن الرجل قال : ( وراء الأكمة ما وراءها !! ) واستمر ، فجاءت بثالث ورابع وخامس إلى عشرة ، عشرة دنانير صار كتلة ، فيقول : ( في النهاية جاءت الفأرة بالكيس ) إشارة إلى إيش ؟ خلاص خلص الذي عندها ، فلما جاءت بالكيس فتح الإناء وقتلها ، وأما الفأرة الثانية فهربت )) . " شرح صحيح البخاري شريط رقم : 17 وجه : ( أ ) "

7 – ومن المواقف والذكريات اللغوية عندما تم التطرق إلى (( الإشمام : [ وهو ] أن تأتي بحركة بين الكسرة والضمة، فتنطق القاف من (قيل) لا مضمومة ولا مكسورة، بل بحركة بينهما، والنطق بالإشمام أمر فيه صعوبة .
وقد كان شيخنا عبد الرحمن بن السعدي رحمه الله يُدَرِّسُنا في هذا الباب ولم نعرف كلنا لا نحن ولا هو؛ لأنه صعب جداً، لكن لعل العرب الذين ألفوا هذه اللهجة تسهل عليهم، ونحن هنا في المملكة في بعض الجهات يتكلمون بلهجة لا نستطيع أن نتكلم بها، وهي عندهم سهلة، وهذا شيء معروف )) . " شرح ألفية ابن مالك شريط رقم 33 ، وجه أ "

8 – وكذلك أثناء شرح ألفية ابن مالك في اللغة وتحديداً عند قوله :
وأظهر إن يكن ضميرٌ خبرا لغير ما يطابق المفسّرا
فـ((ـهذا البيت والذي بعده قرأناه على شيخنا عبد الرحمن بن السعدي عدة مرات وعجزنا عن فهمه وتركيبه، وتمثلنا بقول الشاعر: إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع )) . " شرح ألفية ابن مالك شريط 36 وجه : أ "

9 – وهذه فائدة أخرى تتصل بعلوم اللغة والعقيدة وغيرها وهي حول تعلم ( أبا جاد ) ، فإن (( تعلم أباجاد ينقسم إلى قسمين : الأول: تعلم مباح بأن نتعلمها لحساب الجمل، وما أشبه ذلك، فهذا لا بأس به، وما زال أناس يستعملونها، حتى العلماء يؤرخون بها، قال شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تاريخ بناء المسجد الجامع القديم :

جد بالرضا واعط المنى من ساعدوا في ذا البنا
تاريخه حين انتهى قول المنيب اغفر لنا
والشهر في شوال يا رب تقبل سعينا

فقوله: "اغفر لنا" لو عددناها حسب الجمل صارت 1362هـ
وقد اعتنى بها العلماء في العصور الوسطى، حتى في القصائد الفقهية والنحوية وغيرها )) . " القول المفيد على كتاب التوحيد ( 2 / 64 ط : العاصمة"

10 – وأما في الفقه فينبغي لطالب العلم الحرص على حفظ المتون (( وأحسن ما نرى زاد المستقنع في اختصار المقنع وكان شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله يوصينا فيه، ويقول: إنه من أجمع الكتب المختصرة )) ، (( وكان شيخنا عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله تعالى , يحثنا على حفظه , ويدرسنا فيه ، وقد انتفعنا به كثيرا ولله الحمد )) . " أشرطة اللقاء الشهري ( 38 ) ، الشرح الممتع 1 / 5 "


11 – ومن الذكريات والفوائد الفقهية : حَثُّ الأئمة على العناية بتطبيق السنة في تسوية صفوف المأمومين ، حتى لو (( فَرَّطَ في هذا الأمر مَنْ فَرَّطَ مِنْ بعضِ أئمة المساجد فإن السنة أحق بالاتباع ، وأما من قال: إن الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - لا يفعل كذلك ، فأنا أشهد على الشيخ - رحمه الله - أنه كان يتلفت إذا أقيمت الصلاة يميناً وشمالاً فإذا رأى تقدماً أو تأخراً قال: تقدموا يا طرف الصف أو تأخروا ، هذا وأسأل الله للجميع التوفيق لما يرضيه )) . " مجموع فتاوى ورسائل 13 / 33 "


12 – وأما في رمضان (( فكان [ شيخنا ] يختم القرآن في التراويح والقيام ثم يدعو ، أنا أحفظ عنه أنه كان إذا ختم القرآن وصار في آخر ركعة في التراويح رفع يديه وجعل يدعو قبل الركوع وكذلك في القيام للتهجد ؛ لأن الناس في الأول كانوا يعتنون اعتناء بالغاً ويحافظون على ختم القرآن ختمة في التراويح وختمة في التهجد ويحرصون على ذلك غاية الحرص ، لكن الآن تغيرت الأوضاع فصار بعض الناس يرى أن هذه الختمة ليس لها أصل عن السلف ، ومنهم من قال باستحبابها دون أن يقول إنها مستندة إلى نص ، والأمر في هذا واسع ، فمن دعا في الصلاة بعد الختم فلا حرج عليه إن شاء الله ، ومن لم يفعل فهو أحسن )) . " فتاوى الحرم المكي / شريط رقم : 5 وجه : ب "

13 – وأما في باب الزكاة والصدقات فإن الشيخ عبد الرحمن رحمه الله (( رجل متواضع يحب الفقراء ويحب الستر عليهم ، ولم يكن الناس في عهده على هذا المستوى من الغنى ، بل كان عامتهم من الفقراء ، فكان رحمه الله يذهب بنفسه إذا جاءته الزكاة أو الصدقات إلى الرجل الفقير يطرق عليه الباب ويمد له ما في يده من غير أن يشعر )) " فتاوى الحرم المكي 1412 شريط رقم : ( 5 ) وجه : ( ب ) بتصرف واختصار "

14 – وهذا موقف متعلق بأحكام الحج يحتوي فائدة منهجية مهمة في الفتوى ؛ وهي أنه (( إذا كانت حال المستفتي أو المحكوم عليه تقتضي أن يعامل معاملة خاصة عومل بمقتضاه ما لم يخالف النص .
وكذلك إذا كان الأمر قد وقع وكان في إفتائه بأحد القولين مشقة وأفتى بالقول الثاني فلا حرج .
مثل : أن يطوف في الحج أو العمرة بغير وضوء ويشق عليه إعادة الطواف ؛ لكونه نزح عن مكة ، أو لغير ذلك فيفتي بصحة الطواف بناء على القول بعدم اشتراط الوضوء فيه.
وكان شيخنا عبد الرحمن ابن سعدي -رحمه الله- يفعل ذلك أحيانًا ويقول لي: هناك فرق بين من فعل ومن سيفعل وبين ما وقع وما لم يقع )) . " كتاب العلم ص "

15 – وحول الأضحية وعدم إجزاء الشاة العجفاء التي لا مخ فيها (( أورد شيخنا عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله مسألة، فقال: إنه إذا كان قحط وجدب والأرض لا تنبت، ثم جاء المطر وأنبتت الأرض، ورعت المواشي، وكانت الأول المواشي من الهُزال ما فيها مخ، لأنها ما ترعى، ثم نزل المطر، ونبتت الأرض ورعت وسمنت سمن كبيرة، ولكن ما فيها مخ فهل تجزئ أو لا تجزئ؟ تجزي؛ لأن الحديث ((العجفاء التي لا مخ فيها)) وهذه ليست عجفاء، قال شيخنا: وهذا يقع كثيراً، حدثه بذلك أهل البادية )) . " شرح صحيح البخاري شريط : (12) وجه : (ب) "

16 - وفي الختام فالشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (( لم يعرف الناس قدره وما أسدى للأمة من العلوم الجمة إلا بعد وفاته رحمه الله ، فالرجل رحمه الله درة زمانه ولم نعلم أحداً مثله في حسن الخلق واللين والسعة . . فنسأل الله أن يعمنا وإياكم برحمته وإياه ، وأن يجمعنا في دار كرامته ))
" فتاوى الحرم المكي / شريط رقم : 5 وجه : ب "

جزائرــــية
2009-09-17, 18:12
السلام عليكم و رحمةالله و بركاته

أهلا بك أختي المسلمة من جديد و جزاك الله خيرا لنقلك ترجمة الشيخين

سأحاول المساهمة في الموضوع ان شاء الله

اذا أردت بامكانك اضافة سيرة العلامة العثيمين الى موضوعك سيكون أفضل ان شاء الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
تسرني مشاركتك أختي في هذا الموضوع
مرحبا بك
نعم أنا أنوي إضافتها أختي
وبارك الله فيك على إدراج ترجمة السعدي

ليتيم الشافعي
2009-09-17, 18:36
أحسن الله إليك.... موفقة ومأجورة بإذن الله

جزائرــــية
2009-09-17, 18:37
ترجمة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمة الله عليه:

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=185400 (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=185400)

الموضوع للأخت * نهج السلف * ستر الله عيوبها وسدد خطاها ووفقها للخير

جزائرــــية
2009-09-17, 18:51
أحسن الله إليك.... موفقة ومأجورة بإذن الله

آمين
جزاك الله خيرا

نهج السلف
2009-09-17, 21:31
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزا الله خيرا من قام بتثبيت الموضوع و غفر له ذنوبه

أشكرك أختي على الاضافة جعلنا الله ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه

نهج السلف
2009-09-17, 22:28
سيرة الشيخ الإمام العلامة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله ورفع درجته- المتوفى عام 1393هـ
هذا الإمام يعجز اللسان عن وصفة وذكر فضائله رحمه الله , لكن نذكر شيئاً من أخباره وثناء العُلماء عليه على وجه الإيجاز :
الاسم : اسمه باكامل :
ومحمد الأمين اسم مركب علم عليه ابن محمد المختار،
جده عبد القادر بن محمد بن أحمد نوح،
ينتهي نسبه إلى جد قبيلة (تجكانت)
مولده:
مولده ومسقط رأسه:
ولد رحمه الله سنة 1325هـ
وكان مسقط رأسه بمديرية كيفا من بلاد موريتانيا
من أبوين أبناء عمومة وفي بيت علم رجالاً ونساء
نسبة :
ويرجع نسب تلك القبيلة إلى حمير،
نزحت إلى تلك البلاد وحافظت على نسبها وعروبتها
نشأته :
مسقط رأسه بمديرية كيفا من بلاد موريتانيا
من أبوين أبناء عمومة وفي بيت علم رجالاً ونساء
مشايخه:
حفظ القرآن وعمره عشر سنوات , ونشأ في بيت أخواله حيث توفي والده وهو صغير , وكان بيتهم بيت علم , فاعتنوا به عنايةً فائقة وحفظ الكثير من المتون في شتى الفنون , حتى فاق أقرانه , وبرز في العلم والفقه والفهم , وتصدر للتعليم مبكراً , واشتهر بفراسته وذكائه , وأصبح مقصد الناس في القضاء , يأتون إليه من أماكن بعيدة ليقضي بينهم .

طلبه للعلم:
كتب الله له أن يأتي إلى الحرمين لأداء فريضة الحج , فقدر الله له أن يستقر في المملكة بعدما حصل له لقاءٌ ببعض العُلماء فيها , وتدارس معهم بعض مسائل العلم , وخاصةً ما كان يسمعه عن هذه البلاد مما يُسمّى بالوهابية , ومعتقدهم , وكان ممن تدارس معه الشيخ عبدالعزيز بن صالح إمام المسجد النبوي - رحمه الله - فبيّن للشيخ الشنقيطي العقيدة التي يتمسك بها أهل هذه البلاد , وأطلعه على بعض الكتب السلفية ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية , وغيرها من كتب الفقه الحنبلي كالمغني , فبعدما تعرف عليها الشيخ الشنقيطي أُعجب بها , وتضلع من معينها , حتى تغير ما في نفسه من نظرة لهذه الدعوة - دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى

دروسه :
كان رحمه الله تعالى قد جمع الله له شتى فنون العلم , لذا فقد أصبح متمكناً فيه وبرز ذلك في تفسيره لكتاب الله , حيث ألف تفسيره المعروف ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ) الذي يُعتبر من أنفس كتب التفسير وأجلها .
تلاميذة :

وقد درس على يديه الكثير من العُلماء , نذكر الكبار منهم :

الشيخ ابن باز رحمه الله - درس عليه في المنطق , والشيخ ابن عثيمين , والشيخ حماد الأنصاري , والشيخ عطية سالم رحمهم الله , والشيخ صالح اللحيدان , والشيخ عبدالله الغديان , والشيخ عبدالمحسن العباد حفظهم الله ...... وغيرهم الكثير من العُلماء في هذه البلاد وفي غيرها ممن درسوا عليه في الجامعة الإسلامية .
بعض أخباره رحمه الله:
يقول عنه أحد طُلابه وهو الشيخ عبدالله أحمد قادري :

( كان رحمه الله قوي العاطفة , يتفاعل مع الآيات , ويظهر لمن يراه ويسمعه أنه يفسر ويتفكر ويتعجب ويخاف ويحزن ويُسر , بحسب ما في الآيات من المعاني .

كان يُحرك يديه ويتحرك وهو على مقعده بدون شعور من شدة تفاعله مع معاني الآيات , فكان مقعده يزحف حتى يصل إلى المقعد الذي يقابله من مقاعد الطلاب .

وكان يدخل قاعة الدرس وهو مريض لا يكاد يستطيع الكلام من وجع حلقه , ولكنه بعد قليل من بدء المحاضرة ينطلق بصوته وينسى أنه مريض لشدة تفاعله مع المعاني التي يلقيها . )
وفاته رحمه الله:
توفي رحمه الله في مكة عام 1393هـ بعد أداء فريضة الحج مباشرة وصُلي عليه في المسجد الحرام وأم المسلمين سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمهم الله - ودفن في مقبرة المعلاة .

ثناء العلماء عليه:
قال فيه الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله : ( مُلئَ علماً من رأسه إلى أخمص قدميه )

وقال أيضاً : ( هو آيةٌ في العلم والقرآن واللغة وأشعار العرب )

وقال عنه الشيخ ابن باز - رحمه الله - : ( من سمع حديثه حين يتكلم في التفسير , يعجب كثيراً من سَعة علمه واطلاعه وفصاحته وبلاغته , ولا يملُّ سماع حديثه )

وقال عنه العلامة الألباني - رحمه الله - : ( من حيث جمعه لكثير من العلوم , ما رأيت مثله ) وشبهه بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله .

وقال الشيخ بكر أبو زيد : ( لو كان في هذا الزمان أحد يستحق أن يُسمّى شيخ الإسلام لكان هو )


وقال الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله - : ( له حافظةٌ نادرةٌ قوية , ويُعتبر في وقته نادراً )

نهج السلف
2009-09-17, 22:51
سيرة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ

الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ من أحفاد الشيخ محـمد بن عبد الوهاب التميمي. ولد يوم عاشوراء من عام 1311هـ ،حدثني الشيخ عبد الله بن إبراهيم –أخو الشيخ الأكبر- قال: كانت أمه صائمة عاشوراء يوم ولدته.
أبـوه هـو الشيـخ القاضي إبراهيم ابن عبد اللطيف، وأمه هي (الجوهرة بنت عبد العزيز الهلالي التميمي ) من (عرقة) من المزاريع من بني عمرو من تميم .

نشأته وفقده لبصره

نشأ نشأة دينية علمية ، في بيت علم و دين ، فأدخل الكتّاب في صغره فحفظ القرآن مبكراً ، ثم بدأ الطلب على العلماء مبكراً قبل أن يبلغ السادسة عشر ، ثم أصيب بمرض في عينية وهو في هذه السن ولازمه سنة تقريباً حتى فقد بصره في حدود عام 1328هـ وهو في سن السابعة عشر –كما حدثني هو بذلك- .
وكان يعرف القراءة والكتابة قبل فقده لبصره ، و يوجد له بعض الأوراق بخطه قبل أن يفقد بصره ، وكان يعرف الكتابة حتى بعد فقده بصره وشاهدته يكتب بعض الكلمات على الأرض .

أسرته


زوجاته

ترزوج الشيخ ست مرات ، وأول زواجٍ له كان في سنة 1335هـ تقريباً وهو في الرابعة والعشرين من عمره ، ومات وفي عصمته ثلاث زوجات:

أم عبد العزيز بنت عبد الرحمن آل الشيخ والدة الشيوخ (عبد العزيز وإبراهيم وأحمد)
أم عبد الله بنت عبد الرحمن بن ناصر والدة عبد الله وشقيقته
من عائلة القفاري من بني تميم.

أبنائه


الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A% D8%B2_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8 %D9%86_%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_ %D8%A2%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE)
الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9% 8A%D9%85_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8 %A8%D9%86_%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9% 85_%D8%A2%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE&action=edit&redlink=1)
الشيخ أحمد بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9 %86_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A5%D 8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A2%D9%84_%D 8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE&action=edit&redlink=1)
الشيخ عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A 5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D8%A2%D9%84 _%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE)

مشايخه وطلبه للعلم

سبق أن ذكرت أنه أدخل الكتاب في صغره ، فحفظ القرآن مبكراً ، ثم بدأ بطلب العلم على مشايخ عصره قبل فقده لبصره ، وهو في سن المراهقة قبل أن يفقد بصره ، وبعد أن فقد بصره استمر في طلبه العلم حتى نبغ مبكراً ، وتصدر للإفتاء والتدريس .

ومن المشايخ الذين درس عليهم


الشيخ عبد الرحمن بن مفيريج (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8 %B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D9%81%D9 %8A%D8%B1%D9%8A%D8%AC&action=edit&redlink=1)
وقرأ عليه القرآن وهو صغير ، وكان الشيخ محمد يثني كثيراً على حفظ هذا الشيخ وسمعته يقول عنه : (إنه آية في حفظه لكتاب الله ، وفي ضبطه للإعراب ،و كان أثناء القراءة عليه يكتب فإذا أخطأ أحد في الحفظ أو القراءة يرد عليه، وكان يرد الخطأ في الحفظ والخطأ في الإعراب، وكان يفتح على الأئمة إذا أخطئوا من أول الآية أو التي قبلها)اهـ.

عمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9 %84%D9%87_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D 9%84%D9%84%D8%B7%D9%8A%D9%81_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D 8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D 8%A2%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE&action=edit&redlink=1)
وبدأ في الدراسة عليه قبل أن يفقد بصره ، وكان الشيخ عبد الله يحب الشيخ محمداً ويقدره كثيراً رغم صغر سنه آنذاك، وقد سمعت الشيخ محمد يصفه ويقول : (كانت عيون الشيخ عبد الله حسنة ، وكنت إذا أتيت إليه يرحب بي ترحيباً كثيراً، ويقدمني في المجلس ، وكان هذا الفعل من الشيخ تعالى يخجلني)اهـ.

الشيخ سعد بن حمد بن عتيق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B9%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D9%85%D8%AF _%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%AA%D9%8A%D9%82)
وكان الشيخ محمد يحبه ويقدره كثيراً ، وكان إذا ذكره قال : (شيخنا الشيخ الكبير والعالم الشهير).

الشيخ عبد الله بن راشد (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9 %84%D9%87_%D8%A8%D9%86_%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF&action=edit&redlink=1)
سمعت الشيخ محمداً يقول: ( درست عليه علم الفرائض وكان آية فيها).

الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع التميمي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8 %D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2_%D8%A8 %D9%86_%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%AA %D9%85%D9%8A%D9%85%D9%8A)
رأيته مراراً إذا جاء للشيخ محمد قام إليه واستقبله ورحب به وأجلسه مكانه ، فسألت عن السبب في تقدير الشيخ له ، فقيل لي إنه شيخ له ، ولأنه يكبره بالسن.

أعماله

من أعماله التي تولاها :
1*- عين قاضياً في (الغطغط) واستمر في هذا العمل ستة أشهر ، وتزوج الشيخ من أهلها أثناء إقامته هناك.

2- كان إماماً لمسجد الشيخ عبد الرحمن ابن حسن –المسمى الآن مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم- وقد حدثني الشيخ نفسه أن اسم المسجد هو (مسجد الشيخ عبد الرحمن بن حسن ) ، وكان خطيباً للجامع الكبير ، واستمر في الإمامة والخطابة إلى موته.
3-التعليم : وكان –قبل أنشغاله بالأعمال الكثيرة في مصالح المسلمين- له حلقة تدريس في مسجده بعد الفجر ، وفي بيته في الضحى ، وفي مسجده أيضاً بعد العصر أحياناً.
4-وكذلك كان هو المفتي للبلاد ، وكان قبل فتح (إدارة الإفتاء) رسمياً هو الذي يفتي ، ثم افتتحت (إدارة الإفتاء ) رسمياً في شهر شعبان من عام 1374هـ تحت إشرافه.
5-ولما افتتحت رئاسة المعاهد والكليات أيضاً كان هو الرئيس ، وكان قد أناب عنه أخاه الشيخ عبد اللطيف.
6-ولما تأسست رئاسة القضاء عام 1376هـ عمد رسمياً برئاسة القضاء ، ووضعت لها ميزانية خاصة، وعين ابنه الشيخ عبد العزيز نائباً له فيها ، و الشيخ عبد الله بن خميس مديراً عاماً.
7-ولما افتتحت رئاسة البنات عام 1380هـ كان هو المشرف العام عليها ، فوضع الشيخ عبد العزيز ابن ناصر بن رشيد رئيساً عليها ، ثم عين بدلاً عنه الشيخ ناصر بن حمد الراشد.
8-ولما افتتحت رابطة العالم الإسلامي كان هو رئيس المجلس التأسيسي لها ، وكان الأمين للرابطة هو محمد سرور الصبان.
9-ولما افتتحت الجامعة الإسلامية عام 1380هـ كان هو المؤسس لها وعين نـائباً له الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

طريقته في التعليم وتلاميذه

1-كان إذا صلى الفجر استند على سارية مستقبلاً القبلة –في الصيف على الجدار الشرقي لمسجده، وفي الشتاء في خلوة المسجد- ، ويتحلق عليه الطلبة ، ثم يبدأون بالقراءة عليه من المتون حفظاً ، ثم يبدأ بالشرح ، لمدة ساعة أو أكثر ، ثم يفترقون ويأتي آخرون عند الشيخ في البيت للدرس وقت الضحى .
2-كان يطلب القراءة من بعض الطلبة الذين يمتازون بقوة الصوت أو حسنه -دون من في صوتهم ضعف- كالشيخ أحمد بن قاسم وأخوه الشيخ محمد والشيخ فهد بن حمين والشيخ عبد الرحمن بن فريان.
3-كان يلزم طلبته بحفظ المتون ، وكان حازماً في هذا الأمر ، ويقول : إن الذي لا يحفظ المتون ليس بطالب علم ، بل هو مستمع.
4-وكان يلزم طلبته بالحضور للدرس دائماً ولا يرضى بغياب أحد منهم .
5-كان طريقته في درس المطولات الاختصار في الشرح، فلا يشرح إلا مواضع قليلة تحتاج للشرح بخلاف المختصرات فإنه كان يطيل الشرح فيها.
6-وكان لا يريد الأسئلة التي تكون خارج الدرس أو التي يراها قليلة الفائدة .
7-كان في أول وقته يدرس طلبته جميع الدروس ، ثم لما بدأت مسئولياته تكثر صار يأتي غيره في بعض العلوم كالشيخ أبي حبيب والشيخ حماد الأنصاري والشيخ إسماعيل الأنصاري رحمهم الله.
8-كان له درس عام قبل صلاة العشاء في مسجده في التفسير وكان الذي يقرأ عليه في هذا الدرس هو الشيخ (عبد العزيز بن محمد ابن شلهوب) من أهل الدرعية.
9-وكان يحضر دروسه بعد العشاء الآخر، وكان الذي يأتيه لهذه المهمة هو الشيخ أحمد ابن عبد الرحمن بن قاسم ، فكان يأتيه بعد العشاء ويقرأ عليه دروس الغد ، وكان يطلب منه أن يأتيه بحاشية أبيه (الشيخ عبد الرحمن ) على الروض-قبل أن تطبع- ويطلب منه أن يقرأ فيه ، وكان يقرأ من حاشية العنقري أيضاً وكان يقول: إن العنقري طالت مدته في القضاء لذلك فحاشيته عن علم وفهم وممارسة.
10-وكان يختبر طلبته دائماً بنفسه في جميع العلوم التي يدرسهم إياها، ويصحح اختباراتهم أيضاً ، فلا يعين الطالب قاضياً أو مدرساً ونحو ذلك إلا بعد اجتيازه هذه الاختبارات.

تلاميذه

ينقسم الذين درسوا على الشيخ إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: من درسوا عليه قديماً وهؤلاء كثيرون ومنهم:

1-الشيخ عبد الله بن حميد.


2-الشيخ عبد العزيز بن باز.


3-الشيخ سليمان بن عبيد.


4-الشيخ صالح بن غصون.


5- الشيخ عبد الملك بن عمر بن عبد اللطيف آل الشـيـخ.


6-الشيخ محمد بن مهيزع.


7-الشيخ عبد الرحمن بن سعد وكان قاضياً في (الزلفي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%84%D9%81%D9%8A)).


8-الشيخ عبد الرحمن بن هويمل .


9-الشيخ عبد الرحمن بن فارس.
القسم الثاني : طلبته الذين أدركتهم ، وكانوا ملازمين له دائماً ، هم :

1-الشيخ فهد بن حمين : وقد التحق بالشيخ من عام 1370هـ ولازمه ملازمة تامة ، وكان صوته جميلاً في القراءة فكان الشيخ محمد يرتاح لقراءته فيجعله إذا قرأ يطيل أكثر من غيره .


2-الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم : وكان يمتاز بحفظه للمتون وضبطه واستحضاره لها.


3-الشيخ أحمد بن عبد الرحمن بن قاسم: وكان كثير القراءة على الشيخ، وهو الذي كان يأتي للشيخ لتحضير الدروس بعد العشاء، وهو الذي كان كثيراً ما يسافر مع الشيخ في رحلاته ويقرأ عليه فيها، وهو الذي قام بترتيب مكتبة الشيخ محمد.


4-الشيخ محمد بن جابر وكان كفيفاً وصار قاضياً في المحكمة المستعجلة.


5-الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان.


6-الشيخ عبد الله بن سليمان بن معيوف تعالى ولم يكمل.


7-الشيخ محمد بن عبد الله السحيباني وقد صار قاضياً.


8-الشيخ عبد الله بن سعدان الجظعي وصار قاضياً.


9-الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين .


10- الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن مقرن.
القسم الثالث : من لم يلازمه دائماً ، بل كان يأتي لحلقة الدرس أحياناً ، وهؤلاء كثيرون منهم :
1-الأمير محمد بن عبد العزيز بن سعود بن فيصل بن تركي تعالى ، وكان رجلاً صالحاً ، وكان يأتي لحلقة الشيخ أحياناً.

2-الشيخ ناصر البكر.
3- والشيخ عبد الله بن عقيل .
4- والشيخ أحمد الحميدان.
5-والشيخ عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ.

أخلاقه

1-الذكاء
2-الحفظ
3-الحزم والشدة
4-الزهد في الألقاب والمديح
5-الورع
6-تقديره للعلماء والمشايخ والدعاة والقضاة
7-الغيرة على دين الله
8-الحرص على الوقت
9-الدعابة
10-العبادة
11-طهارة القلب وعدم الغيبة والنميمة واستصغار الناس

وفاته

في صباح أحد أيام شعبان من عام 1389هـ خرج الشيخ إلى عمله كالعادة ووقف يوصيني ببعض الأعمال ، ورأيت على وجهه أثر صفرة ظاهرة فسألته إن كان متعباً ، أو لم ينم ؟ فسأل عن سبب سؤالي ، فقلت له عن أثر الصفرة في وجهه ، فرجع إلى بيته فسأل أهل البيت فأخبروه فذهب إلى (المستشفى المركزي) ، فأجروا له بعض التحاليل، فاكتشفوا فيه أحد الأمراض المستعصية فلم يخرج من (المستشفى) إلا عند تحري رؤية هلال رمضان حيث خرج إلى البيت فلما ثبت الشهر عاد إلى المستشفى
ثم صدر أمر ملكي بنقله إلى (لندن) لمواصلة العلاج ، فلما وصل (لندن) أجروا له الفحوصات والتحاليل اللازمة فرأوا أن المرض بلغ غاية لا ينفع معها عملية أو علاج ، ثم دخل في غيبوبة تعالى وهو هناك ، فأتي به إلى (الرياض) على طائرة خاصة محمولاً على (نقالة) وبقي في غيبوبة حتى وافته المنية في الساعة الرابعة صباحاً –بالتوقيت العربي- من يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر رمضان من عام 1389، وصلي عليه بعد صلاة الظهر من نفس اليوم وأم الناس عليه الشيخ ابن باز وامتلأ المسجد وجميع الطرقات المؤدية إليه حتى أن كثيراً من الناس لم يدركوا الصلاة عليه من الزحام ، وحمل على الأعناق إلى مقبرة (العود) وصلى عليه جماعات كثيرة في المقبرة ممن فاتهم الصلاة عليه في المسجد رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

جزائرــــية
2009-09-18, 13:58
جزاك الله خيرا أختي

ما شاء الله

دائما تدهشينني

جزائرــــية
2009-09-18, 14:15
فضيلة العلاَّمة السلفي الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله

ترجمته وثناء العلماء عليه

فصلٌ في التعريف بالشيخ:
أ - اســمه: هو: محمد أمان بن علي جامي علي، يكنى بأبي أحمد.
ب – موطـنه: الحبشة، منطقة هرر، قرية طغا طاب.
ج – سنة ولادته: وُلد كما هو مدوَّن في أوراقه الرسمية سنة 1349 هـ.


فصلٌ في طلبه للعلم:
أ- طلبه للعلم في الحبشة:
نشأ الشيخ في قرية طغا طاب وفيها تعلم القرآن الكريم، و بعدما ختمه شرع في دراسة كتب الفقه على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله، و درس العربية في قريته أيضاً على الشيخ محمد أمين الهرري ثم ترك قريته على عادة أهل تلك الناحية إلى قرية أخرى, وفيها التقى مع زميل طلبه وهجرته إلى البلاد السعودية الشيخ عبدالكريم, فانعقدت بينهما الأخوة الإسلامية ثم ذهبا معاً إلى شيخ يُسمى الشيخ موسى, ودرسا عليه نظم الزبد لابن رسلان, ثم درسا متن المنهاج على الشيخ أبادر و تعلما في هذه القرية عدة فنون. ثم اشتاقا إلى السفر للبلاد المقدسة مكة المكرمة للتعلم و أداء فريضة الحج. فخرجا من الحبشة إلى الصومال فركبا البحر متوجيهن إلى عدن – حيث واجهتهما مصاعب ومخاطر في البحر و البر – ثم سارا إلى الحُدَيدة سيراً على الأقدام فصاما شهر رمضان فيها ثم غادرا إلى السعودية فمرا بصامطة و أبي عريش حتى حصلا على إذن الدخول إلى مكة وكان هذا سيراً على الأقدام. و في اليمن حذرهما بعض الشيوخ فيها من الدعوة السلفية التي يطلقون عليها الوهابية.
ب – طلبه للعلم في السعودية:
بعد أداء الشيخ فريضة الحج عام 1369هـ بدأ رحمه الله طلبه للعلم بالمسجد الحرام في حلقات العلم المبثوثة في رحابه, و استفاد من فضيلة الشيخ عبد الرزاق حمزة رحمه الله, و فضيلة الشيخ عبد الحق الهاشمي رحمه الله, و فضيلة الشيخ محمد عبد الله الصومالي وغيرهم. و في مكة تعرَّف على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وصَحِبهُ في سفره إلى الرياض لما افتُتح المعهد العلمي و كان ذلك في أوائل السبعينيات الهجرية. وممن زامله في دراسته الثانوية بالمعهد العلمي فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد, و فضيلة الشيخ علي بن مهنا القاضي بالمحكمة الشرعية الكبرى بالمدينة سابقاً، كما أنه لازم حِلَق العلم المنتشرة في الرياض. فقد استفاد و تأثر بسماحة المفتي العلاَّمة الفقيه الأصولي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله. كما كان ملازماً لفضيلة الشيخ عبد الرحمن الأفريقي رحمه الله، كما لازم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله, فنهل من علمهِ الجم وخُلُقهِ الكريم، كما أخذ العلم بالرياض على فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، وفضيلة الشيخ العلاَّمة المحدِّث حماد الأنصاري رحمه الله, و تأثر المُتَرجم له بالشيخ عبد الرزاق عفيفي كثيراً حتى في أسلوب تدريسه. كما استفاد و تأثر بفضيلة الشيخ العلاَّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله, حيث كانت بينهما مراسلات، علماً بأن المُتَرجم له لم يدرس على الشيخ السعدي. كما تعلم على فضيلة الشيخ العلاَّمة محمد خليل هراس رحمه الله, و كان متأثراً به أيضاً. كما استفاد من فضيلة الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله.

فصلٌ في مــؤهـلاته العـلمية:
حصل على الثانوية من المعهد العلمي بالرياض. ثم انتسب بكلية الشريعة و حصل على شهادتها سنة 1380هـ. ثم معادلة الماجستير في الشريعة من جامعة البنجاب عام 1974م. ثم الدكتوراة من دار العلوم بالقاهرة.

فصلٌ في مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:
لقد كان للشيخ رحمه الله مكانته العلمية عند أهل العلم و الفضل، فقد ذكروه بالجميل و كان محل ثقتهم، بل بلغت الثقة بعلمه وعقيدته أنه عندما كان طالباً في الرياض, و رأى شيخه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله نجابته و حرصه على العلم قدمه إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله, حيث تم التعاقد معه للتدريس بمعهد صامطة العلمي بمنطقة جازان. و أيضاً مما يدل على الثقة بعلمه و عقيدته و مكانته عند أهل العلم أنه عند افتتاح الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة انتُدب للتدريس فيها بعد وقوع اختيار سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عليه، و معلوم أن الجامعة الإسلامية أُنشئت لنشر العقيدة السلفية, و قد أوكَلَت الجامعة تدريس هذه العقيدة إلى فضيلة المُتَرجم له بالمعهد الثانوي ثم بكلية الشريعة ثقةً بعقيدته و علمه و منهجه رحمه الله، وذلك ليُسهم في تحقيق أهداف الجامعة. و إليك أخي القارئ كلام العلماء الثقات فيما كتبوه عن فضيلة شيخنا محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى:
ففي كتاب سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رقم 64 في 9/1/1418هـ قال عن الشيخ محمد أمان: ( معروفٌ لديَّ بالعلم و الفضل و حسن العقيدة، و النشاط في الدعوة إلى الله سبحانه و التحذير من البدع و الخرافات غفر الله له و أسكنه فسيح جناته و أصلح ذريته وجمعنا و إياكم و إياه في دار كرامته إنه سميع قريب )
وكتب فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان في كتابه المؤرخ 3/3/1418هـ قائلاً: ( الشيخ محمد أمان كما عرفته: إن المتعلمين و حملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون, و لكن قليلٌ منهم من يستفيد من علمه و يستفاد منه، و الشيخ محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخَّروا علمهم و جهدهم في نفع المسلمين و توجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في الأقطار الإسلامية الخارجية و تجواله في المملكة لإلقاء الدروس و المحاضرات في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد و ينشر العقيدة الصحيحة ويوجِّه شباب الأمة إلى منهج السلف الصالح و يحذِّرهم من المبادئ الهدامة و الدعوات المضللة. و من لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة و أشرطته العديدة التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير و نفع كثير ).
وكتب فضيلة الشيخ العلاَّمة عبدالمحسن بن حمد العباد المدرس بالمسجد النبوي، حفظه الله: ( عرفتُ الشيخ محمد أمان بن علي الجامي طالباً في معهد الرياض العلمي ثم مدرِّساً بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المرحلة الثانوية ثم في المرحلة الجامعية. عرفته حسن العقيدة سليم الاتجاه، وله عناية في بيان العقيدة على مذهب السلف، و التحذير من البدع وذلك في دروسه و محاضراته و كتاباته غفر الله له و رحمه و أجزل له المثوبة)
وقال معالي مدير الجامعة الإسلامية الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله العبود وفقه الله في كتابه المؤرخ في 15/4/1417هـ :( الحمد لله رب العامين و الصلاة و السلام على رسوله الأمين و على آله و أصحابه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فقد رغب مني الأخ الشيخ مصطفى بن عبدالقادر أن أكتب عن الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله شيئاً مما أعرفه عنه من المحاسن لتكون من بعده في الآخرين فأجبته بهذه الأحرف اليسيرة على الرغم من أنني لم أكن من تلامذته ولا من أصحابه الملازمين له طويلي ملاقاته و مخالطته، ولكن صار بيني و بينه رحمه الله لقاءات استفدت منها، و تم من خلالها التعارف و انعقاد المحبة بيننا في الله تعالى و توثيق التوافق على منهج السلف الصالح في العقيدة و الرد على المخالفين. رحم الله الشيخ محمد أمان و أسكنه فسيح جناته و ألحقنا و إياه بالصاحين من أمة محمد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم و بارك على عبده و رسوله محمد و على آله و أصحابه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ).
وقَــالَ فضيلة الشيخ محمد بن علي بن محمد ثاني المدرس بالمسجد النبوي رحمه الله في كتابه المؤرخ في 4/1/1417هـ: ( و فضيلته عالمٌ سلفيٌ من الطراز الأول في التفاني في الدعوة الإسلامية وله نشاط في المحاضرات في المساجد و الندوات العلمية في الداخل و الخارج، وله مؤلفات في العقيدة و غيرها جزاه الله عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء و أجزل له الأجر في الآخرة إنه سميعٌ مجيب)
وقَـالَ فضيلة الشيخ محمد عبدالوهاب مرزوق البنا حفظه الله عن المُتَرجم له: (ولقد كان رحمه الله على خير ما نُحب من حسن الخلق وسلامة العقيدة و طيب العِشرة، أسأل الله أن يتغمده برحمته و يسكنه فسيح جناته و يجمعنا جميعاً إخواناً على سرر متقابلين)
و كتب فضيلة الشيخ عمر بن محمد فلاته المدرس بالمسجد النبوي و مدير شعبة دار الحديث رحمه الله في كتابه المؤرخ في 8/2/1417هـ فمما جاء فيه: ( و بالجملة فلقد كان رحمه الله صادق اللهجة عظيم الانتماء لمذهب أهل السنة، قوي الإرادة داعياً إلى الله بقوله و عمله و لسانه، عفَّ اللسان قوي البيان سريع الغضب عند انتهاك حرمات الله، تتحدث عنه مجالسُهُ في المسجد النبوي الشريف التي أدَّاها و قام بها, و تآليفه التي نشرها و رحلاته التي قام بها، و لقد رافقته في السفر فكان نعم الصديق, و رافق هو فضيلة الشيخ العلاَّمة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله صاحب أضواء البيان و غيره – فكان له أيضاً نعم الرفيق – و السفر هو الذي يُظهر الرجالَ على حقيقتهم. لا يجامل و لا ينافق و لا يماري و لا يجادل، إن كان معه الدليل صدع به، و إن ظهر له خلاف ما هو عليه قال به و رجع إليه و هذا هو دأب المؤمنين كما قال الله تعالى في كتابه:{ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله …}الآية. و أُشهدُ الله تعالى أنه رحمه الله قد أدى كثيراً مما عليه من خدمة الدين، و نشر سنة سيد المرسلين. و لقد صادف كثيراً من الأذى و كثيراً من الكيد و المكر فلم ينثنِ ولم يفزع حتى لقي الله. وكان آخر كلامه شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله).
وكتب فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد حمود الوائلي المدرس بالمسجد النبوي و الجامعة الإسلامية و وكيلها للدراسات العليا و البحث العلمي في كتابه المؤرخ في 29/5/1417هـ: بدأت معرفتي بالشيخ رحمه الله عام 1381هـ عندما قامت هذه الدولة السعودية الكريمة حفظها الله بإنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في العام المذكور و كان رحمه الله من أوائل المدرِّسين بها وكنتُ أحد طلابها، كان رحمه الله من بين عدد من المشايخ الذين يولون طلابهم عناية خاصة لا تقف عند علاقة المدرس بتلميذه في الفصل وكان في عامة دروسه يُعنى عناية عظيمة بعقيدة السلف الصالح – رضي الله عنهم – لا يترك مناسبة تمر دون أن يبين فيها مكانة هذه العقيدة، لا فرق في ذلك بين دروس العقيدة و غيرها. وهو حين يتحدث عن عقيدة السلف الصالح و يسعى في غرسها في نفوس أبنائه الطلاب الذين جاء أكثرهم من كل فج عميق، إنما يتحدث بلسان خبير بتلك العقيدة، لأنه ذاق حلاوتها و سبر غورها حتى إن السامع المشاهد له و هو يتكلم عنها ليحس أن قلبه ينضح حباً و تعلقاً بها، و كانت له رحلات في مجالي الدعوة و التعليم خارج المملكة. و إن القارئ ليلمس صدق دعوته في كتبه و رسائله التي ألَّفها. و قد حضرت مناقشة رسالته في مرحلة الدكتوراه في دار العلوم التابعة لجامعة القاهرة بمصر و كان يسعى في عامة مباحثها إلى بيان صفاء عقيدة السلف الصالح و سلامة منهجها و تجلت شخصيته العلمية في قدرته – أثناء المناقشة – على كشف زيف كل منهجٍ خرج عن عقيدة السلف, و بطلان كل دعوةٍ صُوبت نحو دعاتها المخلصين الذين أفنوا أعمارهم في خدمتها و الوقوف عندها و الدعوة إليها و دحض كل مقالة أو شبهة يحاول أهل الباطل النيل بها من هذه العقيدة)
و كتب فضيلة الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس المدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وفقه الله: ( فإن فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله رحمة واسعة كان فيما علمتُ من أشد المدافعين عن عقيدة السلف الصالح رحمهم الله جميعاً الداعين إليها، الذابين عنها في الكتب و المحاضرات و الندوات. و كان شديداً في الإنكار على من خالف عقيدة السلف الصالح، و كأنما قد نذر حياته لهذه العقيدة تعلماً و تعليماً و تدريساً و دعوة، و كان يدرك أهمية هذه العقيدة في حياة الإنسان و صلاحها. كما كان يدرك خطورة البدع المخالفة لهذه العقيدة على حياة الفرد و المجتمع، فرحمه الله رحمة واسعة و غفر له و لجميع المسلمين آمين يا رب العالمين ).
مما سبق من كلام أهل العلم و الفضل عن الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تَظهر مكانته العلمية و جهوده و جهاده في الدعوة إلى الله منذ ما يقرب من أربعين عاماً، وصلته الوثيقة بالعلماء، واهتمامه رحمه الله و عنايته بتقرير و بيان العقيدة السلفية و الرد على المبتدعة المتنكبين لصراط السلف الصالح و دحض شبههم الغوية، حتى يكاد يرحمه الله لا يُعرف إلا بالعقيدة و ذلك لعنايته بها. هذا و كانت له مشاركة في علم التفسير و الفقه مع المعرفة التامة باللغة العربية.

فصلٌ في ذكر بعض مؤلفاته:
منها كتاب ( الصفات الإلهية في الكتاب و السنة النبوية في ضوء الإثبات و التنزيه ) وهو من أنفع كتبه رحمه الله. و كتاب ( أضواء على طريق الدعوة إلى الإسلام ) و يحتوي هذا الكتاب على عدة محاضرات فيها تقريرُ العقيدة السلفية و عرضٌ للدعوة في أفريقيا، و ذكرٌ لمشاكل الدعوة و الدعاة في العصر الحديث مع الحلول المناسبة لتلك المشاكل، و ردٌ على الصوفية. و كتاب (مجموع رسائل الجامي في العقيدة و السُنة ).و رسالة بعنوان ( المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية ) و هي في الأصل محاضرة ألقاها في السودان سنة 1383هـ و ردَّ فيها على الملحد محمود طه. و رسالة بعنوان ( حقيقة الديموقراطية و أنها ليست من الإسلام ) و هي في الأصل محاضرة ألقاها سنة 1412هـ. و رسالة بعنوان ( حقيقة الشورى في الإسلام ) و رسالة بعنوان ( العقيدة الإسلامية و تاريخها)

فصل في ذكر بعض تلاميذه:
رجلٌ هذه مكانته عند ذوي العلم، و هذه جهوده في الدعوة إلى الله تعالى و حبه لهذه العقيدة السلفية الخالدة التي أوذي في سبيل نشرها و تقريرها في نفوس المسلمين، سواء في داخل المملكة أو خارجها, يصعُبُ حصر طلبته و تلاميذه, و كان من أبرز طلبته كلٌ من:
فضيلة الشيخ الدكتور السلفي ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله. وفضيلة الشيخ العلاَّمة زيد بن هادي المدخلي حفظه الله. وفضيلة الدكتور علي بن ناصر فقيهي المدرس بالمسجد النبوي حفظه الله. وفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد حمود الوائلي المدرس بالمسجد النبوي و وكيل الجامعة الإسلامية للدراسات العليا حفظه الله. وفضيلة الشيخ المحدِّث عبدالقادر بن حبيب الله السندي رحمه الله. وفضيلة الدكتور صالح بن سعد السحيمي المدرس بالمسجد النبوي و الجامعة الإسلامية حفظه الله. وفضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي المدرِّس بالجامعة الإسلامية حفظه الله. وفضيلة الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي المدرس بالجامعة الإسلامية حفظه الله. وفضيلة الدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله. وفضيلة الدكتور صالح الرفاعي حفظه الله. وفضيلة الدكتور فلاح إسماعيل المدرس بجامعة الكويت حفظه الله. وفضيلة الدكتور فلاح بن ثاني المدرِّس بجامعة الكويت حفظه الله. وآخرين يصعب حصرهم.

فصلٌ في ذكر بعض أخلاقه الفاضلة:
1- كان رحمه الله تعالى ناصحاً – فيما نحسب – لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم. ويظهر ذلك بأدنى تأمل، فقد نذر حياته في تقرير عقيدة السلف الصالح، و ذلك من خلال دروسه و تآليفه و محاضراته و ردوده على المخالفين للكتاب و السنة، و كان عادلاً في رده على المخالف مجانباً للعصبية و الهوى.
2- قلة مخالطته للناس: كان رحمه الله معروفاً بقلة مخالطته للناس إلا في الخير، فأغلب أوقاته و أيامه محفوظة، و طريقته في ذلك معروفة إذ يخرج من البيت إلى العمل بالجامعة ثم يعود إلى البيت ثم إلى المسجد النبوي الشريف لإلقاء دروسه بعد العصر و بعد المغرب و بعد العشاء و بعد الفجر و هكذا إلى أن لازم الفراش بسبب اشتداد المرض.
3- عِفة لسانه: كان رحمه الله عف اللسان لا يلمز و لا يطعن و لا يغتاب، بل و لا يسمح لأحد أن يغتاب أحداً بحضرته، ولا يسمح بنقل الكلام و عيوب الناس إليه، و إذا وقع بعض طلبة العلم في خطأ طلب الشريط أو الكتاب فيسمع أو يقرأ، فإذا ظهر له أنه خطأ قام بما يجب على مثله من النصيحة.
4- عفوه و حلمه: فبقدر ما واجه من الأذى و المحن و الكيد و المكر, قابل من أساء إليه بالحلم والعفو. وقد كان يأتيه بعض من كان ينال من عرضه بالسب، أو الطعن، أو الافتراء، فيستسمح منه فيقول رحمه الله: أرجو الله تعالى ألا يدخل أحداً النار بسببي، و يسامح من يتكلم في عرضه و يقول: لا داعي لأن يأتي من يعتذر فإني قد عفوت عن الجميع، و يطلب من جلسائه إبلاغ ذلك عنه.
5- عنايته و تعهده بطلبته فقد كان رحمه الله من الذين يولون طلابهم عناية خاصة لا تنتهي بانتهاء الدرس، بل كان يحضر مناسباتهم و يسأل عن أحوالهم، و يعالج بعض مشاكلهم الأسرية، و بالجملة فلقد كان يبذل ماله وجاهه و وقته لمساعدة المحتاج منهم. وكان هذا التصرف منه يترك أثراً بالغاً عند طلابه، فرُزق بسبب ذلك المحبة الصادقة منهم. وقد شعروا بعد موته بفراغ في هذه الناحية. و الحق إن الشيخ رحمه الله اجتمعت فيه خصالُ خيرٍ كثيرة، و ما تم نقله آنفاً عن أهل العلم كافٍ و الله أعلم.

فصلٌ في عقيدته السلفية:
مما يدل على عقيدة الشيخ السلفية أنه كان يدرِّس كتب العقيدة السلفية مثل: الواسطية و الفتوى الحموية الكبرى و التدمرية و شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز و الإيمان و ثلاثة الأصول و فتح المجيد شرح كتاب التوحيد و قرة عيون الموحدين و الأصول الستة و الواجبات المتحتمات و القواعد المثلى و تجريد التوحيد للمقريزي.
و رده على أهل البدع كالأشاعرة و الصوفية و الشيعة الروافض وذلك في كتبه و مقالاته في المجلات العلمية و في محاضراته و دروسه فعلى سبيل المثال كتابه (أضواء على طريق الدعوة إلى الإسلام )
و من خلال كلام أهل العلم السابق في بيان عقيدته السلفية.

مرضُه و موتُه:
لقد اُبتلي في آخر عمره - رحمه الله تعالى – بمرضٍ عُضال حتى ألزمه الفراش نحو عام فصبر و احتسب. وفي صبيحة يوم الأربعاء السادس و العشرين من شهر شعبان سنة 1416هـ أسلمَ روحه لبارئها، فصُلي عليه بعد الظهر, و دُفن في بقيع الغرقد بالمدينة النبوية.
وشهد دفنه جمعٌ كبير من العلماء و القضاة و طلبة العلم و غيرهم. و بموته حصل نقص في العلماء العاملين, فنسأل الله تعالى أن يغفر له و يرحمه و يخلف على المسلمين عدداً من العلماء العاملين آمين.

ولمعلومات أكثر زوروا موضوع الأخ جمال البليدي:
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=182405 (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=182405)

نهج السلف
2009-09-18, 14:16
و عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك أختي المسلمة

موضوعك فعلا لا أستطيع المرور عليه دون المشاركة و لا يستحق الاهمال

سأشارك فيه ما استطعت و جزاك الله خيرا

جزائرــــية
2009-09-18, 18:05
عبد العزيز الراجحي حفظه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
الحمد لله الذي جعل العلماء ورثة الأنبياء ........ أما بعد:
لما كان فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي من علماء المملكة البارزين المعروفين ببذل الجهد في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل ، وتلبية لرغبة كثير من طلبة العلم في العالم الإسلامي عامة ، وطلبة العلم الملازمين لفضيلته خاصة في استخدام الشبكة المعلوماتية في الدعوة إلى الله وتبليغ رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لإقامة الحجة على الذين لا يؤمنون بالله والنصح لكافة المسلمين في كل بقاع الأرض؛عن طريق البث المباشر لدروس فضيلته العلمية ، ونشر مؤلفاته وتعليقاته على كتب أهل العلم لذلك كانت هذه الفكرة.
ويتيح موقع فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي عددًا من الخدمات الجليلة أهمها:
الدعوة إلى الإسلام والتعريف به من خلال نشر مؤلفات الشيخ وتسجيلاته الصوتية.
نشر العقيدة الصحيحة ومحاربة المذاهب والعقائد الفاسدة التي انتشرت بين المسلمين.
الخط المباشر في استفتاء الشيخ وتلقي الأسئلة من شتى بقاع الأرض والرد عليها .
الوصول بعلم الشيخ لأكبر عدد من الناس وتعليمهم الدين الصحيح.
فتح حلقات التواصل بين الشيخ وجميع المسلمين من كل أنحاء العالم.
حفظ كتب الشيخ وتسجيلاته ومؤلفاته -تأليفا وشرحا لمتون أهل العلم- وإتاحة وسيلة حديثة ومتطورة لنشرها.
متابعة دروس الشيخ حيث تبث مباشرة على الهواء، ثم تفرغ تلك الدروس وتضاف إلى المكتبة الصوتية ، والمكتبة المقروءة
كما يتيح للأمة التعرف على علمائها من خلال التراجم الكثيرة التي يزخر بها الموقع.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن ينفع به المسلمين، إنه ولي ذلك، والقادر عليه.


ترجمة مختصرة لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
هو: عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي
ولد بمدينة البكيرية الواقعة في منطقة القصيم، سنة 1360هـ ، نشأ الشيخ في مدينة البكيرية، وتتلمذ على علمائها، وحفظ القرآن وهو صغير ودرس مراحله الأولية فيها
وقد نشأ الشيخ بين أسرة صالحة،ولما انتهى من دراسة المرحلة الثانوية ، رحل إلى مدينة الرياض والتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بكلية الشريعة، فتخرج منها ثم التحق للتدريس بكلية أصول الدين قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، فدرَّس فيها ولا يزال الشيخ أستاذًا مشاركًا بها.
وقد تتلمذ الشيخ - رعاه الله- على عدد من مشايخ البكيرية، وعدد من أكابر العلماء في مدينة الرياض من أبرزهم :
1- سماحة الشيخ محمد ابن إبراهيم رحمه الله المفتي العام للمملكة العربية السعودية في وقته ، وكان يحضر دروسه صباحا ويستمر أحيانا إلى صلاة العشاء .
2- سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، حيث لازمه من حين مجيئه للرياض حتى وفاته - رحمه الله-،في رحلة علمية ماتعة تربو على العشرين عاما ، وقد تأثر الشيخ به كثيرًا في سمته وطريقته مع النصوص، وشرحه لكتب أهل العلم ، حتى قال بعض من عرف الشيخين – من فاته ابن باز فليلحق بالشيخ عبد العزيز الراجحي .
3- سماحة الشيخ عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى - رحمه الله تعالى - .
وللشيخ مشاركات علمية وذلك من خلال تأليفه لبعض الكتب وإشرافه على الرسائل العلمية المقدمة لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، ومنها الإشراف على تحقيق كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية الموسوم بـ: بيان تلبيس الجهمية وقد تمت طباعته بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية ، طبعة فاخرة في عشر مجلدات ويشتمل على ثمان رسائل لنيل درجة الدكتوراه ومجلد دراسة ومجلد للفهارس .
وكذلك إشرافه على تحقيق منظومة ابن القيم رحمه الله الموسومة بـ: الكافية الشافية وطبعت في أربع مجلدات كل مجلد عبارة عن دراسة لنيل درجة الماجستير .
وللشيخ - رعاه الله- دروس متفرقة على سبع فترات في كل من الأيام التالية:-
الأحد والاثنين والثلاثاء والخميس بعد صلاة الفجر بجامع الأمير سلطان بحي الربوة بمدينة الرياض
ويوم الأحد والاثنين بعد المغرب بجامع الراجحي بحي الجزيرة
وللشيخ مشاركات بالدورات العلمية الصيفية بمدينة الرياض وخارجها .
وشارك الشيخ في إقامة دورة علمية بدولة الإمارات العربية ، وكذلك دولة الكويت .
بجانب دروسه في المسجد الحرام .
وللشيخ عدة برامج إذاعية تبث عبر إذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية ، منها شرح كتاب الإيمان لكبير لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتم تسجيل الشرح في أربعمائة حلقة مدة الحلقة نصف ساعة ، وبرنامج سؤال على الهاتف ، وشرح كتاب رياض الصالحين ، وبعض البرامج الأخرى.
وقد قُرئ ويقرأ على الشيخ بعض الكتب العلمية والمتون ومنها:-
صحيح البخاري وصحيح مسلم ، وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وموطأ الإمام مالك ، وصحيح ابن خزيمة، وبلوغ المرام، ورياض الصالحين.
وكتاب التوحيد ورسائل الإمام محمد بن عبد الوهاب، ورسائل أئمة الدعوة -رحمهم الله تعالى-.
وتفسير ابن كثير، وعمدة الفقه، وكتاب التوحيد للدارمي، وللإمام أحمد، والرسالة الحموية، والتدمرية، والعقيدة الواسطية، وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
ومتن الرحبية، والآجرومية، ونخبة الفكر، والورقات، والعقيدة السفارينية، والعقيدة الطحاوية، ولمعة الاعتقاد، وغيرها من الكتب .

وللشيخ تواصل مع ولاة الأمر والمسؤلين من خلال الكتابة إليهم ، والاتصال والاجتماع بهم وزيارتهم .

وقد وُضع مكتب خاص للشيخ يستقبل فيه المراجعين كل ليلة للجواب على أسئلتهم واستفساراتهم ، وكتابة الشفاعات لذوي الحاجات ، وليتواصل مع الناس والإطلاع على أحوالهم.

جزائرــــية
2009-09-18, 18:07
يحيى بن علي الحجوري
-حفظه الله تعالى-.

قال الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله بعد إلحاح وطلب الكثير منهبذكر نبذه عن سَيرِته ِفي طلب العلم، ونعمة الله عليه، والتحدث بالنعم جزء منشكرها.

فقال:

الحمد لله حمداّ كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهدأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أمابعد...

فقد طُلب مني أن أكتب نبذة عن مولدي واسمي وبلدي ونشأتي وبعض مايتعلق بذلك، وبعد تكرار الطلب من الأحبة – أعزهم الله – رأيت تلبية طلبهم بكتابة هذه الأسطر،

فأقول وبالله التوفيق:

أما اسمي: فأنا يحيى بن علي بن أحمد بن علي بن يعقوب الحجوري، من قبيلة بني وَهان، من قرية الحَنجَرة في أصل جبل الكُعَيْدنة- أسأل الله أن يُكرمهم بطلب علم كتاب الله وسنة رسوله-.

ثم انتقل جدي أحمد بن علي يعقوب إلى قرية تبعُد عنها بمسافة غير يسيرة يٌُقال لها قرية جبَر قبيلة الزغابية، وتزوج منهم، فهم أخوال والدي نشأ بينهم عند بعض أسرته وتزوج منهم أيضا بأمي من أسرة عقال قرية الزغابية – رحم الله أمواتهم وأصلح أحيائهم– وفيها كان مولدي قبل نحو أربعين عاماً، في أيام مايُسمى بـ (الثورة الجمهورية اليمنية).

ووالدي - حفظه الله وأمد في عمره في طاعته – شغوف بالزراعة فكان يزرع مزرعةً كبيرة يمتلك منها الخير الكثير من الذرة والسمسم وغير ذلك، حتى كان بعض الناس يقترضون منه الذرة والقصب عند الجدب مع ما أعطاه الله من المواشي من الغنم والبقر، فكان ولله الحمد في الجانب المعيشي على أحسن حال.

وربّانا أنا وأخواني تربية حسنة بعيدين عن القات والدخان والشمّة وغير ذلك من البلايا، وكان من أشد شيءٍ يُغضبه علينا أن يرى من أحدنا قصورا في صلاة الجماعة أو الراتبة، وأحب شيٍ إليه أن يصير بعضنا عالماً، وليس هناك إلا التعليم في الكتاتيب، فجعلني فيما يُسمى بمعلامة الشيخ، أمين تلك القرى وفقيهها وخطيبها (يحيى العتابي –رحمه الله-)، والتعليم في تلك المِعْلامة كما هو شأن التعليم القديم، تعليم قراءة القرآن نظراً في المصحف، وتعليم الخط، ومن تخرّج منها غالباً يصير فقيه قريته إمامةً وخطابةً في بعض الخُطب المؤلفة، وكتابة العقود ونحو ذلك.

وقدكان الفقيه العتابي –رحمه الله- يُحبني من أكثر طلابه.

ولمّا تخرجت من تلك المِعلامة بقراءة القرآن نظراً ومعرفة شيء من الخط عزم أبي على الذهاب بي إلى مدينة الزيديّة حيث كان يُشاع عند الناس هناك أنها مدينة العلم، وكانوا هم أهل الفتوى في الطلاق والمواريث ونحوها.

ووالدي - حفظه الله- محبٌ للعلم والدِّين كثير الصيام والقيام، ولا أعلمه أكل درهما من حرام، ولكنه ما كان يعرف عن الصوفية والشيعة ولا عن غيرهم من الفرق الضالة شيئاً، فكان يُجلّهم ويزورونه كثيراً، ومنزاره منهم يُكرمه غاية الإكرام، فنجّاني الله عز وجل من الدراسة عند أولئك الصوفية بأمي حفظها الله وأحسن خاتمتها، حيث جعلت تبكي عليّ أن لا أذهب فأبقى في غير بلدي وحدي بغير رفيق من البلاد وأنا صغير، فأبقاني أبي أرعى الغنم، وكان حفظه الله أول من بنى مسجداً من الخشب والقش في قريتنا التي هم فيها الآن، ومع أنه مسجد صغير يسع نحو أربعين مصليا آنذاك يُعتبر جامعا لعدد من القرى حوله، ولمّا تهدّم بناه من الحجر ووسّعه وكنت أنا إمامه، وفي يوم الجمعة يُجعل من يخلفني في رعي الغنم وأخطب بهم في بعض الخطب المؤلّفة، وأكثر ما كنت أعتمد على (الفتوحات الربّانية للبيحاني رحمه الله) حتى كدت أن أحفظها لكثرة تكراري لها.

ثم بعد ذلك ذهبت إلى السعودية فكنت أحضر حلقة الإقراء بعد صلاة الفجر عند فضيلة الشيخ المُقرئ الشهيرعُبيد الله الأفغاني –حفظه الله- في مدينة أبها، وسمعنا عنده شيئا من صحيح مسلم كان يبدأ به قبل السماع لنا، ثم سافر انتقلت إلى الشيخ المقرئ محمد أعظم الذي كان يدرّس القرآن في مسجد اليحيى، فقرأت عليهما إلى سورة الأعراف، ثم سافر الشيخ أيضاً،وأكملت القراءة برواية حفص عن عاصم عند المقرئ محمد بشير ولله الحمد.

ومع محبتي الشديدة للعلم آنذاك لم أجد هناك آنذاك من يُرشدني إلى الالتحاق بالشيخ الإمام ابن باز أو غيره من علماء المملكة ممن كانوا قائمين بالتعليم رحمهم الله، ثم سمعت بالشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- وأنه عالم سلفي يُدرّس علوم كتاب الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم- في دماج –حرسها الله ووفق أهلها لكل خير- إحدى قرى بلاد صعدة، فالتحقت به في داره المباركة في عام (خمسة وأربعمائة وألف للهجرة النبوية-1405 هـ) على صاحبها الصلاة والسلام، وجاء معي والدي ووصّى بي الشيخ رحمه الله خيراً، ثم انصرف، ولا يزال معيناً لي على طلب العلم بالمساعدات المالية بين حين وآخر.

وبقيت من ذلك التاريخ في طلب العلم؛ لا أحب كثرة السفريات،ولا ضياع شيء من الأوقات حتى يسر الله-عز وجل- من فضله على يدي شيخنا العلامة المحدث السلفي الميمون مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- بخيرٍ كثير من الاستفادةفي علوم شتّى.

وكما هو الحال في هذا الدار المبارك، كنت أُضيف إلى ما نتلقاه جميعا من شيخنا شيخ مشايخ الدعوة السلفية في اليمن مقبل بن هادي الوادعي -رحمهالله- بعض الدروس في النحو العقيدة و الفقه....، عند بعض المشايخ الأجلة من أكابر طلاب شيخنا الإمام الوادعي -رحمه الله- في الدار، شكر الله لهم جميعاً، وبعد ذلك كان شيخنا مقبل أسكنه الله الفردوس الأعلى يأمرني أن أنوبه في التدريس إذا مرض أوسافر، ولمّا دنى أجله –رحمه الله- أوصى أن أكون بعده خلَفاَ له على ذلك الحال.

وكان أعداء هذه الدار يظنون ظن السوء أن بموت الشيخ –رحمه الله- ستزول هذه الدعوة وتصير بنيانها مكاناً للعلف ومجالساً لتخزين القات كما كنا نسمعهم نحن وغيرنا في فترة مرض الشيخ وقبل ذلك، فلمّا أقبل الله بقلوب العباد على هذا الخير بعد موت الشيخ –رحمه الله- وتوسعت الدعوة أكثر وصار طلبة العلم أضعاف ماكانوا عليه في حياة مؤسس الدار شيخنا الإمام الوادعي – رحمه الله- اغتاظ من ذلك بعضمن أُصيب بمرض الحسد ممن كان من طلاب الشيخ –رحمه الله- ومن غيرهم من أهل الأغراض الدنيوية والفتن الحزبية، فدفع الله شرهم وبوّر مكرهم.

ولا تزال الدعوة في كل خير إلى الأمام، والفضل لله من قبل ومن بعد، فهو القائل: ( وما بكم من نعمة فمن الله)، ونسأل الله عز وجل أن يحفظ علينا ديننا ودعوتنا، وأن يدفع عنا وعن بلادناوسائر بلاد المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله رب العالمين

جزائرــــية
2009-09-18, 18:10
ترجمة موجزة للشيخ ربيع بن هاديالمدخلي حفظه الله


اسمه ونسبه
هو الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي بن محمد عمير المدخلي . من قبيلة المداخلة المشهورة في منطقة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية ، وهي من إحدى قبائل بني شبيل و شبيل هو ابن يشجب ابن قحطان.
مولده
ولد بقرية الجرادية وهي قرية صغيرة غربي مدينة صامطةبقرابة ثلاثة كيلومترات وقد اتصلت بها الآن ، وكان مولده عام 1351 هـ في آخره وقدتوفي والده بعد ولادته بسنة ونصف تقريباً فنشأ وترعرع في حجر أمه ، رحمها الله تعالى فأشرفت عليه وقامت بتربيته خير قيام ، وعلمته الأخلاق الحميدة من الصدق والأمانة وحثه على الصلاة و تتعاهده عليها ، مع إشراف عمه عليه.
نشأته العلمية
لما وصل الشيخ إلى سن الثامنة التحق بحلق التعليم في القرية وتعلم الخط والقراءة وممن تعلم عليه الخط الشيخ شيبان العريشي وكذلك القاضي أحمد بن محمد جابر المدخلي ، وعلى يد شخص ثالث يدعى محمد بن حسين مكيمن مدينة صبياء . وقرأ القرآن على الشيخ محمد بن محمد جابرالمدخلي كما قرأ عليه التوحيد والتجويد وقرأ بالمدرسة السلفية بمدينة صامطه بعد ذلك .
وممن قرأ عليهم بها : الشيخ العالم الفقيه : ناصر خلوفة طياش مباركي ـ رحمه الله ـ عالم مشهور من كبار طلبة الشيخ القرعاوي ـ رحمه الله ـ ودرس عليه بلوغ المرام ونزهة النظر للحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ .
ثم التحق بعد ذلك بالمعهد العلمي بصامطة ودرس به على عدد من المشايخ الأجلاء ومن أشهرهم على الإطلاق الشيخ حافظ بن أحمدالحكمي العلامة المشهور رحمه الله تعالى ، وعلى أخيه صاحب الفضيلةالشيخ محمد بن أحمد الحكمي، وكما درس به أيضاً على يد الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي _حفظه الله _ ودرس فيه أيضاً على الشيخ العلامة الدكتور محمد أمان بن علي الجامي ـ رحمه الله ـ في العقيدة.
وكذلك درس أيضاً على الشيخ الفقيه محمد صغير خميسي في الفقة _ زاد المستقنع _ ،وغيرهم كثير ممن درس عليهم الشيخ في العربية والأدب والبلاغة والعروض ، وفي عام 1380 هـ وفي نهايته بالتحديد تخرج من المعهد العلمي بمدينة صامطة وفي مطلع العام 1381 هـ التحق بكلية الشريعة بالرياض واستمر بها مدة شهر أو شهر ونصف أو شهرين ، ثم فتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، فانتقل إلى المدينة والتحق بالجامعةالإسلامية بكلية الشريعة ودرس بها مدة أربع سنوات وتخرج منها عام 1384هـ بتقدير ممتاز .

وممن درس عليهم الشيخ بالجامعة الإسلامية:

سماحة الشيخ العلامةالمفتي العام للملكة العربية السعودية : عبدالعزيز بن عبدالله بن بازـ رحمه الله تعالى ـ وكانت دراسته عليه العقيدة الطحاوية .
صاحب الفضيلة العلامةالمحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني _ رحمه الله _ في الحديث والأسانيد.
صاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ودرس عليه الفقه ثلاث سنوات في بداية المجتهد.
صاحب الفضيلة الشيخ العلامة الحافظ المفسر المحدث الأصولي النحوي اللغوي الفقيه البارع محمد الأمين الشنقيطي _ صاحب أضواء البيان _ درس عليه في التفسير وأصول الفقه مدة أربعسنوات .
الشيخ صالح العراقي في العقيدة .
الشيخ المحدث عبد الغفارحسن الهندي في علم الحديث والمصطلح.
وبعد تخرجه عمل مدرساً بالمعهد بالجامعة الإسلامية مدةً ،ثم التحق بعد ذلك بالدراسات العليا وواصل دراسته وحصل على درجة " الماجستير " في الحديث من جامعة الملك عبدالعزبز فرع مكة عام 1397 هـ برسالته المشهورة" بين الإمامين مسلم والدار قطني "، وفي عام 1400 هـ حصل على الدكتوراه من جامعة الملك عبدالعزيز أيضاً بتقدير ممتاز بتحقيقه لكتاب " النكت على كتاب ابن الصلاح " للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ثم عاد بعد ذلك للجامعة يعمل بها مدرساً بكلية الحديث الشريف ،يدرِّس الحديث وعلومه بأنواعها وترأس قسم السنة بالدراسات العليا مرارا وهو الآنبرتبة " أستاذ كرسي " متعه الله بالصحة والعافية في حسن العمل.
صفاته وأخلاقه
يمتاز الشيخ حفظه الله تعالى بالتواضع الجم مع إخوانه وطلابه وقاصديه وزواره وهو متواضع في مسكنه وملبسه ومركبه ، لا يحب الترفه في ذلك كله ، وهو أيضاً دائم البِشر ، طلق المحيا ، لا يمل جليسه من حديثه ، مجالسه عامرة بقراءة الحديث والسنة ، والتحذير من البدع وأهلها كثيراً ، حتى يخيل لمن يراه ولم يعرفه ويخالطه أنه لاشغل له إلا هذا ، يحب طلبة العلم السلفيين ويكرمهم ويحسن إليهم ويسعى في قضاء حوائجهم بقدر ما يستطيع بنفسه وماله ، وبيته مفتوح لطلبة العلم دائماً حتى إنه لايكاد في يوم من الأيام يتناول فطوره أو غداءه أو عشاءه بمفرده ويتفقد طلبته ويواسيهم . وهو من الدعاة الغيورين على الكتاب والسنة وعقيدة السلف يمتلئ غيرة وحرقة على السنة والعقيدة السلفية قل نظيره في هذا العصر وهو من المدافعين في زماننا هذا عن نهج السلف الصالح ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً من غيرأن تأخذه في الله لومة لائم.
مؤلفاته
هي كثيرة ولله الحمد وقد طرق الشيخ _ حفظه الله _ أبواباً طالما دعت إليها الحاجة خصوصاً في الرد على أهل البدع والأهواء في هذا الزمان الذي كثر فيه المفسدون وقل فيه المصلحون ،ومؤلفاته هي:


بين الإمامين مسلم والدار قطني " مجلد كبير وهورسالة الماجستير.
النكت على كتاب ابن الصلاح " مطبوع في جزئين وهو رسالة الدكتوراه .
تحقيق كتاب المدخل إلى الصحيح " للحاكم طبع الجزء الأول منه.
تحقيق كتاب التوسل والوسيلة " للإمام ابن تيمية - مجلد.
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل .
منهج أهل السنة في نقد الرجال و الكتب والطوائف .
"تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدثين ومغالطات المتعصبين " رد على عبد الفتاح أبو غدة ومحمدعوامه.
كشف موقف الغزالي من السنةوأهلها.
صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغيرالمسلمين.
مكانة أهل الحديث .
منهج الإمام مسلم في ترتيب صحيحه .
أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية ـ حوارمع سلمـــان العودة ـ .
مذكرة في الحديث النبوي .
أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره.
مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم .
" الحد الفاصل بين الحق والباطل " حوار مع بكرأبو زيد .
مجازفات الحداد .
المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء .
" جماعة واحدة لا جماعات و صراط واحد لا عشرات " حوار مع عبد الرحمن عبد الخالق .
النصر العزيز على الرد الوجيز .
التعصب الذميم وآثاره . عني به سالم العجمي .
بيان فساد المعيار ، حوار مع حزبي متستر .
التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل .
دحض أباطيل موسى الدويش .
إزهاق أباطيل عبداللطيف باشميل .
انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية .
النصيحة هي المسؤولية المشتركة في العمل الدعوي . ( طبع ضمن مجلة التوعية الإسلامية ) .
الكتاب والسنة أثرهما ومكانتهما والضرورةإليهما في إقامة التعليم في مدارسنا . ( ضمن مجلة الجامعة الإسلامية العدد السادس عشر ) .
حكم الإسلام في من سبَّ رسول الله أو طعن فيشمول رسالته . ( مقال نشر في جريدة القبس الكويتية ) العدد ( 8576 ) بتاريخ ( 9/5/ 1997 ).
وللشيخ كتب أخرى سوى ما ذكر هنا وقد جمع أسماءها ونبذة عنها الأخ خالد بن ضحوي الظفيري في كتابه"ثبت مؤلفات الشيخ ربيع بن هادي المدخلي"وتجده في أسفل صفحة الترجمة من موقع الشيخ ربيع.
نسأل الله تعالى أن يعينه على إتمام مسيرة الخير وأنيوفقه لما يحبه و يرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

جزائرــــية
2009-09-18, 18:12
وهذا رابط في ثناء كبار العلماء على الشيخ * ربيع السنة *

http://www.rabee.net/book_index.aspx?pid=8&id=184 (http://www.rabee.net/book_index.aspx?pid=8&id=184)

نهج السلف
2009-09-18, 22:42
سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

1 - اسمه ونسبه:

هو أحمد تقي الدين أبو العباس بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني .

وذكر مترجموه أقوالاً في سبب تلقيب العائلة بآل (تيمية) منها ما نقله ابن عبد الهادي رحمه الله : (أن جده محمداً كانت أمه تسمى (تيمية)، وكانت واعظة، فنسب إليها، وعرف بها.
وقيل: إن جده محمد بن الخضر حج على درب تيماء، فرأى هناك طفلة، فلما رجع وجد امرأته قد ولدت بنتاً له فقال: يا تيمية، يا تيمية، فلقب بذلك) .

2 - مولده ونشأته:

ولد رحمه الله يوم الاثنين، عاشر، وقيل: ثاني عشر من ربيع الأول سنة 661هـ. في حرّان .
وفي سنة 667هـ أغار التتار على بلده، فاضطرت عائلته إلى ترك حران، متوجهين إلى دمشق ، وبها كان مستقر العائلة، حيث طلب العلم على أيدي علمائها منذ صغره، فنبغ ووصل إلى مصاف العلماء من حيث التأهل للتدريس والفتوى قبل أن يتم العشرين من عمره .
ومما ذكره ابن عبد الهادي رحمه الله عنه في صغره أنه: (سمع مسند الإمام أحمد بن حنبل مرات، وسمع الكتب الستة الكبار والأجزاء، ومن مسموعاته معجم الطبراني الكبير.
وعني بالحديث وقرأ ونسخ، وتعلم الخط والحساب في المكتب، وحفظ القرآن، وأقبل على الفقه، وقرأ العربية على ابن عبد القوي ، ثم فهمها، وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهم في النحو، وأقبل على التفسير إقبالاً كلياً، حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه وغير ذلك.
هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة، فانبهر أهل دمشق من فُرط ذكائه، وسيلان ذهنه، وقوة حافظته، وسرعة إدراكه) .
(وقلّ كتاب من فنون العلم إلا وقف عليه، كأن الله قد خصه بسرعة الحفظ، وإبطاء النسيان لم يكن يقف على شيء أو يستمع لشيء - غالباً - إلا ويبقى على خاطره، إما بلفظه أو معناه، وكان العلم كأنه قد اختلط بلحمه ودمه وسائره.
فإنه لم يكن مستعاراً، بل كان له شعاراً ودثاراً، ولم يزل آباؤه أهل الدراية التامة والنقد، والقدم الراسخة في الفضل، لكن جمع الله له ما خرق بمثله العادة، ووفقه في جميع عمره لأعلام السعادة، وجعل مآثره لإمامته أكبر شهادة) .
وكان رحمه الله حسن الاستنباط، قوي الحجة، سريع البديهة، قال عنه البزار رحمه الله (وأما ما وهبه الله تعالى ومنحه من استنباط المعاني من الألفاظ النبوية والأخبار المروية، وإبراز الدلائل منها على المسائل، وتبيين مفهوم اللفظ ومنطوقه، وإيضاح المخصص للعام، والمقيد للمطلق، والناسخ للمنسوخ، وتبيين ضوابطها، ولوازمها وملزوماتها، وما يترتب عليها، وما يحتاج فيه إليها، حتى إذا ذكر آية أو حديثاً، وبين معانيه، وما أريد فيه، يعجب العالم الفطن من حسن استنباطه، ويدهشه ما سمعه أو وقف عليه منه) .
وكان رحمه الله ذا عفاف تام، واقتصاد في الملبس والمأكل، صيناً، تقياً، براً بأمه، ورعاً عفيفاً، عابداً، ذاكراً لله في كل أمر على كل حال، رجاعاً إلى الله في سائر الأحوال والقضايا، وقافاً عند حدود الله وأوامره ونواهيه، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لا تكاد نفسه تشبع من العلم، فلا تروى من المطالعة، ولا تمل من الاشتغال، ولا تكل من البحث.
قال ابن عبد الهادي (ت - 744هـ) رحمه الله عنه: (ثم لم يبرح شيخنا رحمه الله في ازدياد من العلوم وملازمة الاشتغال والإشغال، وبث العلم ونشره، والاجتهاد في سبل الخير حتى انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، والزهد والورع، والشجاعة والكرم، والتواضع والحلم والإنابة، والجلالة والمهابة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسائر أنواع الجهاد مع الصدق والعفة والصيانة، وحسن القصد والإخلاص، والابتهال إلى الله وكثرة الخوف منه، وكثرة المراقبة له وشدة التمسك بالأثر، والدعاء إلى الله وحسن الأخلاق، ونفع الخلق، والإحسان إليهم والصبر على من آذاه، والصفح عنه والدعاء له، وسائر أنواع الخير) .

3 - عصره:

أولاً: الناحية السياسية:يستطيع الواصف للحالة السياسية لعصر ابن تيمية رحمه الله أن يحدد معالمها بثلاثة أمور رئيسة:

أ - غزو التتار للعالم الإسلامي.
ب - هجوم الفرنجة على العالم الإسلامي.
جـ - الفتن الداخلية، وخاصة بين المماليك والتتار والمسلمين.

وقد ذكر ابن الأثير رحمه الله وصفاً دقيقاً لذلك العصر، وهو من أهله:
فقال: (لقد بلي الإسلام والمسلمون في هذه المدة بمصائب لم يبتل بها أحد من الأمم: منها هؤلاء التتر: فمنهم من أقبلوا من الشرق ففعلوا الأفعال التي يستعظمها كل من سمع بها.
ومنها: خروج الفرنج - لعنهم الله - من الغرب إلى الشام وقصدهم ديار مصر وامتلاكهم ثغرها - أي دمياط -، وأشرفت ديار مصر وغيرها على أن يملكوها لولا لطف الله تعالى ونصره عليهم.
ومنها: أن السيف بينهم مسلول، والفتنة قائمة) .
فأما التتار: فقد كانوا فاجعة الإسلام والمسلمين في القرن السابع الهجري، في سقوط بغداد - وبها سقطت الخلافة العباسية - سنة (656هـ) وما قبل سقوط بغداد بسنوات ، وما بعد سقوط بغداد حيث كانت هذه الأحداث قريبة من ولادة شيخ الإسلام ابن تيمية (ولا بد أن يكون قد شاهد آثار هذا الخراب والدمار بأم عينيه، وسمع تفاصيله المؤلمة عمن رأوا مناظره وشهدوها وشاهدوها، فمن الطبيعي أن يتأثر قلبه الغيور المرهف بنكبة المسلمين هذه وذلتهم، وتمتلئ نفسه غيظاً وكراهية لأولئك الوحوش الضواري) .
وأما ظهور الفرنجة أو (الحروب الصليبية): فقد كانت ولادة ابن تيمية رحمه الله في بداية الدور الرابع لهذه الحروب الذي يمثل دور الضعف الفرنجي وتجدد قوة المسلمين، باسترداد كثير من المدن الشامية الكبرى، وإكمال مسيرة طرد الفرنج من بلاد المسلمين.
وأما الفتن الداخلية: فما كان يحصل بين المماليك وتنازعهم على السلطة وما كان يحصل بينهم وبين التتر المسلمين، وقد كان لابن تيمية رحمه الله مشاركة في إصلاح بعض هذا، وفي مقدمة مواقف ابن تيمية رحمه الله يذكر المؤرخون قصته مع آخر أمراء المماليك وذلك بتذكيره بحقن دماء المسلمين، وحماية ذراريهم وصون حرماتهم .

ثانياً: الناحية الاجتماعية:كانت مجتمعات المسلمين خليطاً من أجناس مختلفة، وعناصر متباينة بسبب الاضطراب السياسي في بلادهم.
إذ اختلط التتار - القادمون من أقصى الشرق حاملين معهم عاداتهم وأخلاقهم وطباعهم الخاصة - بالمسلمين في ديار الإسلام الذين هم أقرب إلى الإسلام عقيدة وخلقاً من التتر.
ونوعية ثالثة: ألا وهي أسرى حروب الفرنجة والترك إذ كان لهم شأن في فرض بعض النظم الاجتماعية، وتثبيت بعض العوائد السيئة، والتأثير اللغوي العام على المجتمع المسلم.
إضافة إلى امتزاج أهل الأمصار الإسلامية بين بعضهم البعض بسبب الحروب الطاحنة من التتار وغيرهم، فأهل العراق يفرون إلى الشام، وأهل دمشق إلى مصر والمغرب وهكذا.
كل هذا ساعد في تكوين بيئة اجتماعية غير منتظمة وغير مترابطة، وأوجد عوائد بين المسلمين لا يقرها الإسلام، وأحدث بدعاً مخالفة للشريعة كان لابن تيمية رحمه الله أكبر الأثر في بيان الخطأ والنصح للأمة، ومقاومة المبتدعة .

ثالثاً: الناحية العلمية:في عصر ابن تيمية رحمه الله قل الإنتاج العلمي، وركدت الأذهان، وأقفل باب الاجتهاد وسيطرت نزعة التقليد والجمود، وأصبح قصارى جهد كثير من العلماء هو جمع وفهم الأقوال من غير بحث ولا مناقشة، فألفت الكتب المطولة والمختصرة، ولكن لا أثر فيها للابتكار والتجديد، وهكذا عصور الضعف تمتاز بكثرة الجمع وغزارة المادة مع نضوب في البحث والاستنتاج.
ويحيل بعض الباحثين ذلك الضعف إلى: سيادة الأتراك والمماليك مما سبب استعجام الأنفس والعقول والألسن، إضافة إلى اجتماع المصائب على المسلمين، فلم يكن لديهم من الاستقرار ما يمكنهم من الاشتغال بالبحث والتفكير .
ولا ينكر وجود أفراد من العلماء النابهين أهل النبوغ، ولكن أولئك قلة لا تنخرم بهم القاعدة. وثمة أمر آخر في عصر ابن تيمية أثر في علمه ألا وهو: اكتمال المكتبة الإسلامية بكثير من الموسوعات الكبرى في العلوم الشرعية: من التفسير، والحديث، والفقه، وغيرها.
فالسنة مبسوطة، والمذاهب مدونة، ولم يعد من السهل تحديد الكتب التي قرأها وتأثر بها، ولا معرفة تأثير شيوخه عليه بدقة.

4 - محن الشيخ:

امتحن الشيخ مرات عدة بسبب نكاية الأقران وحسدهم، ولما كانت منزلة شيخ الإسلام في الشام عالية عند الولاة وعند الرعية وشى به ضعاف النفوس عند الولاة في مصر، ولم يجدوا غير القدح في عقيدته، فطلب إلى مصر، وتوجه إليها سنة 705هـ. بعدما عقدت له مجالس في دمشق لم يكن للمخالف فيها حجة ، وبعد أن وصل إلى مصر بيوم عقدوا له محاكمة كان يظن شيخ الإسلام رحمه الله أنها مناظرة، فامتنع عن الإجابة حين علم أن الخصم والحكم واحد .
واستمر في السجن إلى شهر صفر سنة 707هـ، حيث طلب منه وفد من الشام بأن يخرج من السجن، فخرج وآثر البقاء في مصر على رغبتهم الذهاب معهم إلى دمشق.
وفي آخر السنة التي أخرج فيها من السجن تعالت صيحات الصوفية في مصر، ومطالباتهم في إسكات صوت شيخ الإسلام رحمه الله فكان أن خُير شيخ الإسلام بين أن يذهب إلى دمشق أو إلى الإسكندرية أو أن يختار الحبس، فاختار الحبس، إلا أن طلابه ومحبيه أصروا عليه أن يقبل الذهاب إلى دمشق، ففعل نزولاً عند رغبتهم وإلحاحهم.
وما إن خرج موكب شيخ الإسلام من القاهرة متوجهاً إلى دمشق، حتى لحق به وفد من السلطان ليردوه إلى مصر ويخبروه بأن الدولة لا ترضى إلا الحبس.
وما هي إلا مدة قليلة حتى خرج من السجن وعاد إلى دروسه، واكب الناس عليه ينهلون من علمه.
وفي سنة 709هـ نفي من القاهرة إلى الإسكندرية، وكان هذا من الخير لأهل الإسكندرية ليطلبوا العلم على يديه، ويتأثروا من مواعظه، ويتقبلوا منهجه، لكن لم يدم الأمر طويلاً لهم، فبعد سبعة أشهر طلبه إلى القاهرة الناصر قلاوون بعد أن عادت الأمور إليه، واستقرت الأمور بين يديه، فقد كان من مناصري ابن تيمية رحمه الله وعاد الشيخ إلى دورسه العامرة في القاهرة.
وامتحن شيخ الإسلام بسبب فتواه في مسألة الطلاق ، وطُلب منه أن يمتنع عن الإفتاء بها فلم يمتنع حتى سجن في القلعة من دمشق بأمر من نائب السلطنة سنة 720هـ إلى سنة 721هـ لمدة خمسة أشهر وبضعة أيام.
وبحث حساده عن شيء للوشاية به عند الولاة فزوروا كلاماً له حول زيارة القبور، وقالوا بأنه يمنع من زيارة القبور حتى قبر نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم، فكتب نائب السلطنة في دمشق إلى السلطان في مصر بذلك، ونظروا في الفتوى دون سؤال صاحبها عن صحتها ورأيه فيها، فصدر الحكم بحقه في شعبان من سنة 726هـ بأن ينقل إلى قلعة دمشق ويعتقل فيها هو وبعض أتباعه واشتدت محنته سنة 728هـ حين أُخرج ما كان عند الشيخ من الكتب والأوراق والأقلام، ومنع من ملاقاة الناس، ومن الكتابة والتأليف .

5 - وفاته رحمه الله:

في ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة من سنة (728هـ) توفي شيخ الإسلام بقلعة دمشق التي كان محبوساً فيها، وأُذن للناس بالدخول فيها، ثم غُسل فيها وقد اجتمع الناس بالقلعة والطريق إلى جامع دمشق، وصُلي عليه بالقلعة، ثم وضعت جنازته في الجامع والجند يحفظونها من الناس من شدة الزحام، ثم صُلي عليه بعد صلاة الظهر، ثم حملت الجنازة، واشتد الزحام، فقد أغلق الناس حوانيتهم، ولم يتخلف عن الحضور إلا القليل من الناس، أو من أعجزه الزحام، وصار النعش على الرؤوس تارة يتقدم، وتارة يتأخر، وتارة يقف حتى يمر الناس، وخرج الناس من الجامع من أبوابه كلها وهي شديدة الزحام .

6 - مؤلفاته:
مؤلفات الشيخ كثيرة يصعب إحصاؤها، وعلى كثرتها فهي لم توجد في بلد معين في زمانه إنما كانت مبثوثة بين الأقطار كما قال الحافظ البزار (ت - 749هـ) رحمه الله:
(وأما مؤلفاته ومصنفاته، فإنها أكثر من أن أقدر على إحصائها أو يحضرني جملة أسمائها. بل هذا لا يقدر عليه غالباً أحد؛ لأنها كثيرة جداً، كباراً وصغاراً، أو هي منشورة في البلدان فقل بلد نزلته إلا ورأيت فيه من تصانيفه) .
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت - 795هـ) رحمه الله:
(وأما تصانيفه رحمه الله فهي أشهر من أن تذكر، وأعرف من أن تنكر، سارت سير الشمس في الأقطار، وامتلأت بها البلاد والأمصار، قد جاوزت حدّ الكثرة فلا يمكن أحد حصرها، ولا يتسع هذا المكان لعدّ المعروف منها، ولا ذكرها) .
وذكر ابن عبد الهادي (ت - 744هـ) رحمه الله أن أجوبة الشيخ يشق ضبطها وإحصاؤها، ويعسر حصرها واستقصاؤها، لكثرة مكتوبه، وسرعة كتابته، إضافة إلى أنه يكتب من حفظه من غير نقل فلا يحتاج إلى مكان معين للكتابة، ويسئل عن الشيء فيقول: قد كتبت في هذا، فلا يدري أين هو؟ فيلتفت إلى أصحابه، ويقول: ردوا خطي وأظهروه لينقل، فمن حرصهم عليه لا يردونه، ومن عجزهم لا ينقلونه، فيذهب ولا يعرف اسمه.
ولما حبس شيخ الإسلام خاف أصحابه من إظهار كتبه، وتفرقوا في البلدان، ومنهم من تسرق كتبه فلا يستطيع أن يطلبها أو يقدر على تخليصها .

ومن أبرز كتبه ما يلي:
1 - الاستقامة: تحقيق د. محمد رشاد سالم. طبع في جزئين.
2 - اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم: تحقيق د. ناصر العقل طبع في جزئين.
3 - بيان تلبيس الجهمية: حقق في ثمان رسائل دكتوراه، بإشراف شيخنا فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
4 - الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح: طبع بتحقيق د. علي بن حسن بن ناصر، ود. عبد العزيز العسكر، ود. حمدان الحمدان، وكان في الأصل ثلاث رسائل دكتوراه .
5 - درء تعارض العقل والنقل: طبع بتحقيق د. محمد رشاد سالم في عشرة أجزاء، والجزء الحادي عشر خُصص للفهارس .
6 - الصفدية: تحقيق د. محمد رشاد سالم، طبع في جزئين.
7 - منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية: تحقيق د. محمد رشاد سالم، وطبع في ثمانية أجزاء، وخصص الجزء التاسع منه للفهارس .
8 - النبوات: مطبوع .
وله من الكتب والرسائل الكثير جداً مما طبع بعضه مستقلاً، وبعضه في مجاميع كبيرة وصغيرة، والكثير منه لا يزال مخطوطاً سواء كان موجوداً أو في عداد المفقود .

7 - بعض ثناء الناس عليه:

قال العلامة كمال الدين بن الزملكاني (ت - 727هـ) : (كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله، والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين ) .

وقال أيضاً فيه: (اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها) .

وكتب فيه قوله:
ماذا يقول الواصفون له *** وصفاته جلّت عن الحصر
هو حجة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية للخلق ظاهرة *** أنوارها أربت على الفجر

وقال ابن دقيق العيد رحمه الله : (لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد) .

وقال أبو البقاء السبكي : (والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به) ، وحين عاتب الإمام الذهبي (ت - 748هـ) الإمام السبكي كتب معتذراً مبيناً رأيه في شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:
(أما قول سيدي في الشيخ، فالمملوك يتحقق كبر قدره، وزخاره بحره، وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه واجتهاده، وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائماً، وقدره في نفسي أعظم من ذلك وأجل، مع ما جمع الله له من الزهادة والورع والديانة، ونصرة الحق والقيام فيه، لا لغرض سواه، وجريه على سنن السلف، وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزمان بل من أزمان) .

وأما ثناء الإمام الذهبي على شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو كثير، وذِكر ثناء الإمام الذهبي على ابن تيمية هو الغالب على من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلى مواضع ترجمة ابن تيمية في كتب الإمام الذهبي، ولعلي أذكر بعض مقولات الإمام الذهبي في ابن تيمية، ومنها قوله:
(ابن تيمية: الشيخ الإمام العالم، المفسر، الفقيه، المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام، نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاء المفرط) .

وقوله: (... ونظر في الرجال والعلل، وصار من أئمة النقد، ومن علماء الأثر مع التدين والنبالة، والذكر والصيانة، ثم أقبل على الفقه، ودقائقه، وقواعده، وحججه، والإجماع والاختلاف حتى كان يقضى منه العجب إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف، ثم يستدل ويرجح ويجتهد، وحق له ذلك فإن شروط الاجتهاد كانت قد اجتمعت فيه، فإنني ما رأيت أحداً أسرع انتزاعاً للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه، ولا أشد استحضاراً لمتون الأحاديث، وعزوها إلى الصحيح أو المسند أو إلى السنن منه، كأن الكتاب والسنن نصب عينيه وعلى طرف لسانه، بعبارة رشيقة، وعين مفتوحة، وإفحام للمخالف...) .
وقال: (... هذا كله مع ما كان عليه من الكرم الذي لم أشاهد مثله قط، والشجاعة المفرطة التي يضرب بها المثل، والفراغ عن ملاذ النفس من اللباس الجميل، والمأكل الطيب، والراحة الدنيوية) .

ومما قاله في رثائه:

يا موت خذ من أردت أو فدع *** محوت رسم العلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانقصمت *** عرى التقى واشتفى أولو البدع
غيبت بحراً مفسراً جبلاً *** حبراً تقياً مجانب الشيع
اسكنه الله في الجنان ولا *** زال علياً في أجمل الخلع
مضى ابن تيمية وموعده *** مع خصمه يوم نفخة الفزع

وقال فيه: (... كان قوالاً بالحق، نهاءً عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، ذا سطوة وإقدام، وعدم مداراة الأغيار، ومن خالطه وعرفه قد ينسبني إلى التقصير في وصفه...) .

وقال عنه: (... لا يؤتى من سوء فهم، بل له الذكاء المفرط، ولا من قلة علم فإنه بحر زخار، بصير بالكتاب والسنة، عديم النظير في ذلك، ولا هو بمتلاعب بالدين، فلو كان كذلك لكان أسرع شيء إلى مداهنة خصومه وموافقتهم ومنافقتهم، ولا هو ينفرد بمسائل بالتشهي.... فهذا الرجل لا أرجو على ما قلته فيه دنيا ولا مالاً ولا جاهاً بوجه أصلاً، مع خبرتي التامة به، ولكن لا يسعني في ديني ولا في عقلي أن أكتم محاسنه، وأدفن فضائله، وأبرز ذنوباً له مغفورة في سعة كرم الله تعالى....) .

وقال الشوكاني رحمه الله (إمام الأئمة المجتهد المطلق) .

رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، وأسكننا وإياه في الفردوس الأعلى من جنته .


( نقلا عن كتاب " دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية " للدكتور عبدالله الغصن - وفقه الله ، طبع دار ابن الجوزي بالدمام ،ص161-139، ومن أراد الهوامش فعليه بالكتاب .. ).

ولكم أن تراجعوا كتاب :: الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية

رحم الله جميع شيوخنا رحمة واسعة

جزائرــــية
2009-09-19, 16:14
جزاك الله خيرا أختي

جزائرــــية
2009-09-19, 16:15
نبذة عن حياة فضيلة الشيخ
أبي عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن مرعي بن بريك

البطاقة الشخصية:
اسمه: عبدالله بن عمر بن مرعي بن بريك العدني نزيل حضرموت .
كنيته: أبو عبدالرحمن .
مولده: ولد يوم الثلاثاء الموافق 27 / 10 / 1389هـ في المنصورة بعدن.
ذريته: تزوج فضيلة الشيخ وهو في المملكة , وقد رزقه الله بزوجه صالحة متعلمة ومستفيدة , وقد رزقه الله منها سبعة أولاد أربعة ذكور وثلاث إناث , فأما الذكور فهم :
1-عبدالرحمن – وهو الذي يكنى به شيخنا – .
2- عمر .
3- محمد .
4- عبدالله – وهو أصغرهم – .
نشأته وطلبه للعلم :
فقد كانت بداية الطلب في عام 1406 للهجرة الموافق 1986م وذلك بقراءة القرآن وتلقينه على يد الشيخ ( محمد التعزي ) في عدن رحمه الله وختمه عليه مرتين وكانت معها دراسة مجموعة من الكتب في مبادئ العقيدة والفقه والحديث واللغة . وأكمل شيخنا حفظ القرآن عام 1409هـ , وقد كان نزول الشيخ إلى أرض دماج في عام 1408هـ ولازم الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - ودرس عليه في البخاري ومسلم وابن كثير وغيرها من الدروس وكان للشيخ مقبل الوادعي رحمه الله درس بعد صلاة العشاء في كتاب التوحيد لابن خزيمة وأدرك شيخنا كبار الطلبة في ذلك الوقت ومنهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله ودرس عليه العقيدة الطحاوية . ثم سافر شيخنا إلى أرض الحرمين في رمضان 1412للهجرة الموافق 1992م وحينها تلقى العلم على كبار المشائخ من مناطق شتى .
أولاً : في القصيم والرياض :
1- الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله . فقد لازمه من عام 1412للهجرة ولمدة أربع سنوات ونصف حتى السفر . ومما دارسه من الدروس الخاصة مباحث في الحموية والتدمرية وشرحه على النونية والقواعد النورانية ونقض تلبيس الجهمية والصواعق المرسلة وغيرها.
وكان شيخنا من حرصه على وقته يستغل أوقات الإجازات والأوقات التي ليس فيها دروس في الصباح وبعد العشاء في تلقي العلم عند مشائخ آخرين ومنهم :
2- الشيخ الفقيه الأديب اللغوي أبو صالح عبد الله بن صالح الفالح . وقرأ عليه في متون الصرف منها الأساس والبناء والتصريف للزنجاني . والتصريف لمحي الدين عبد الحميد وشذا العرف . وفي النحو درس القطر و الشذور وابن عقيل . ومجموعة كتب في الأدب كشرح أدب الكاتب وغيرها.
3- سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . فقد كان شيخنا يحضر بعض دروسه في الرياض ويسأله فيما يشكل عليه وذلك في أيام نزوله في الخميس والجمعة وأيام الإجازات .
4- الشيخ عبد الله الغديان . بعض دروسه في الأصول , ومساءلات في مباحث أصولية متنوعة .
5- الشيخ محمد بن سليمان العليط . درس عليه في كتب العقيدة وشروح كتاب التوحيد كفتح المجيد وقرة العيون والتيسير والدر النضيد والقول السديد وحاشية ابن القاسم وغيرها .
وهكذا درس عليه مجموع بن رميح والذي فيه كشف الشبهات والحائية ومتون في العقيدة كثيرة وأيضا مجموعة التوحيد في رسائل الأئمة النجدية في العقيدة وشروح الواسطية وغيرها .
6- الشيخ محمد بن صالح المنصور . ودرس شيخنا عليه الحموية و التدمرية والتنبيهات السنية وشروح الواسطية والدرة المضيئة في السفارينية وتائية شيخ الإسلام وشرح السعدي والقواعد الفقهية ورسائل كثيرة لشيخ الإسلام كالتوسل والوسيلة والعبودية وغيرها .
7- الشيخ عبد الله القرعاوي . إمام الجامع الكبير ببريدة ودرس عليه مجموعة رسائل في التوحيد.
8- الشيخ صالح بن فوزان الفوزان . ودرس عليه مجموعة من الدروس .
ثانيا : مشائخ المدينة : ومن أبرزهم :
1- الشيخ محمد بن أمان الجامي . في تعليقه على شرح الهراس على الواسطية في الحرم المدني .
2- الشيخ ربيع بن هادي المدخلي . درس عليه بعض كتب السنة وذلك في درسه العام .
3- الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد . في شرحه على النسائي وبعض دروس سنن أبي داود في الحرم المدني.
4- الشيخ عطية بن محمد سالم . في الموطأ في الحرم المدني .
5- الشيخ زيدان الشنقيطي . في أصول الفقه في الحرم المدني .
6- الشيخ عمر بن عبد الجبار . في شرح الكوكب المنير في مسجد الجامعة الإسلامية .
7- الشيخ عبيد بن عبدالله الجابري .
ثالثا ً : مشائخ مكة : ومن أبرزهم :
1- شيخ شيخنا مقبل رحمه الله وهو الشيخ محمد بن عبد الله الصومالي . في علل ابن المديني والمصطلح وأبواب من البخاري .
2- الشيخ محمد الطيب بن أحمد المغربي الجعفري . درس عليه أصول الفقه وأبواب من الفقه .
3- الشيخ محمد الخضر ضيف الله الجكني الشنقيطي . ودرس عليه في اللغة وبعض دروس المنطق .
4- الشيخ محمد بن صالح التنبكتي المالي في شرح ابن عقيل .
5- الشيخ محمد بن الشيخ علي بن آدم الأثيوبي الولوي . ودرس عليه في الترمذي وعلل ابن رجب ونظمه في أسماء المدلسين .
وغير هؤلاء من المشائخ .ممن كانت تجمعهم به بعض المجالس كالشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني الذي حضر بعض دروسه في عام 1410هـ في مكة وجدة .
ناهيك عن ( الإجازات ) التي تحصل عليها من بعض مشائخه والذي امتنع حفظه الله أن يطلعنا عليها . فنسأل الله أن يبارك فيه وفي علمه وفي علماء ومشايخ ودعاة أهل السنة جميعاً

نهج السلف
2009-09-24, 19:51
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نبذة مختصرة عن سيرة ابن القيم الشخصية
علمٌ من أعلام المسلمين الذي كان له فضلٌ عظيمٌ في نصرة هذا الدين، وفي نشر سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وهو الذي تكلم وناظر وألف في تبيانه للإسلام، حتى غدت مؤلفاته منابع خير يتلقى منها من بعده، فأصبح الناس عالةً على كتبه، وهذا الرجل مغموط الحق عند الكثيرين، مجهول الحال عند أغلب المسلمين، ولعلنا في هذه النبذة التي نقدمها عن حياته ومنهجه وأسلوبه نكون قد قمنا بشيء بسيط من الواجب نحو هذا العلم الضخم من أعلام المسلمين. أما ابن القيم -رحمه الله تعالى- فكنيته أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي الزرعي الدمشقي المشتهر بـابن قيم الجوزية رحمه الله. ولد في السابع من شهر صفر من سنة 691هـ، وذكر بعضهم أن ولادته كانت بـدمشق ، وكان والده -رحمه الله- ناظراً ومشرفاً على مدرسة الجوزية التي أنشأها وأوقفها -رحمه الله تعالى- ولأن أباه كان مشرفاً على هذه المدرسة، فكان المشرف يسمى قيماً، فاشتهر ابنه بـابن القيم -رحمه الله-؛ ولذلك يقال على سبيل الاختصار: ابن القيم ، وإلا فإن اسمه، محمد ، وكنيته أبو عبد الله ، ولقبه شمس الدين ، ويخطئ من يقول: ابن القيم الجوزية، وإنما الصحيح ابن قيم الجوزية، أو اختصاراً ابن القيم ، وخلط كثيرون بينه وبين ابن الجوزي، وترتب على هذا الخلط إشكالات، منها: أن نسبت كتبٌ لـابن القيم هو منها بريء، مثل: كتاب دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه وهو كتابٌ منحرفٌ في العقيدة، وكذلك كتاب أخبار النساء لـابن الجوزي ، وكان أبوه -رحمه الله- وأخوه وابن أخيه من المشتهرين بالعلم والفضل. نشأ -رحمه الله- في جوٍ علمي، وله من الأولاد عبد الله الذي ولد سنة 723هـ، وكانت وفاته سنة 756هـ، وكان ولداً مفرطاً في الذكاء، فقد حفظ سورة الأعراف في يومين، وصلى بالقرآن سنة 731هـ، وأثنى عليه أهل العلم بأمورٍ كثيرة منها: غيرته في أمر الله، وذكر ابن كثير -رحمه الله- أن هذا الولد قد أبطل بدعة الوقيد بجامع دمشق في ليلة النصف من شعبان، حيث كانت توقد نيران في ليلة النصف من شعبان وهي بدعة، أبطلها ولد ابن القيم -رحمه الله- وله ولدٌ آخر اسمه إبراهيم كان علامةً نحوياً فقيهاً شرح الألفية .


حياة ابن القيم العلمية والعملية


برع ابن القيم-رحمه الله- في علوم كثيرة لا تكاد تحصى، وهي سائر علوم الشريعة، مثل: التوحيد، والتفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والفرائض، واللغة، والنحو، وكان من المتفننين، وتفقه في المذهب، وبرع وأفتى ولازم شيخ الإسلام ابن تيمية ، وكان عارفاً في التفسير لا يجارى، وسمع الحديث، واشتغل بالعلم، وقال عنه الذهبي -رحمه الله-: "عني بالحديث ومتونه ورجاله، وكان يشتغل بالفقه ويجيد تقريره". وقال ابن ناصر الدين -رحمه الله-: "كان ذا فنون في العلوم". وقال ابن حجر : كان جريء الجنان، واسع العلم، عارفاً بالخلاف ومذاهب السلف. وقد رحل رحلات لكنها ليست بالكثيرة، فمثلاً رحل إلى مصر ، فقال في بعض كتبه: وقد جرت لي مناظرة بـمصر مع أكبر من يشير إليه اليهود بالعلم والرياسة، والسبب الذي لم يشتهر من أجله ابن القيم في الرحلة أنه قد نشأ بمدينة دمشق ، وكانت عامرةً بالعلماء، وبالمكتبات، وبالمدارس، وأتى إليها طلبة العلم والعلماء من كل حدب وصوب؛ فلم يعد هناك داعٍ كبيرٍ للرحلة، وخيركم من يأتيه رزقه عند عتبة بابه.


أسفار ابن القيم وتأليفه للكتب فيها


وقد حج -رحمه الله- حجات كثيرة، وجاور في بيت الله الحرام، وقال عنه تلميذه ابن رجب : "حج مرات كثيرة، وجاور بـمكة ، وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة وكثرة الطواف أمراً يتعجب منه.. وقد ذكر رحمه الله في بعض كتبه أشياء مما حصلت له في مكة ، فقال في قصة تأليف كتابه مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة قال في مقدمته: "وكان هذا من بعض النزل والتحف التي فتح الله بها علي حين انقطاعي إليه عند بيته، وإلقاء نفسي ببابه مسكيناً ذليلاً، وتعرضي لنفحاته في بيته، وحوله بكرة وأصيلاً" فكان هذا الكتاب قد ألفه في مكة -رحمه الله تعالى. وقال عن استشفائه بماء زمزم: "لقد أصابني أيام مقامي بـمكة أسقامٌ مختلفة، ولا طبيب، ولا أدوية- كما في غيرها من المدن- فكنت أستشفي بالعسل، وماء زمزم، ورأيت فيها من الشفاء أمراً عجيباً". وقال في مدارج السالكين عندما تكلم عن موضوع الرقى: لقد جربت في ذلك من نفسي وغيري أموراً عجيبةً، ولا سيما في المقام بـمكة ، فإنه كان يعرض لي آلاماً مزعجةً؛ بحيث تكاد تنقطع مني الحركة، وذلك في أثناء الطواف وغيره، فأبادر إلى قراءة الفاتحة، وأمسح بها على محل الألم، فكأنه حصاة تسقط، جربت ذلك مراراً عديدةً، وكنت آخذ قدحاً من ماء زمزم، فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه، فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء، والأمر أعظم من ذلك، ولكن بحسب الإيمان وصحة اليقين، والله أعلم. وهذا السفر مع بعده عن الأولاد والوطن، لم يكن يشغله عن طلب العلم والتأليف والنظر، فهو وإن سافر فإنه لا يحمل من الزاد إلا أمراً يسيراً، وكانت مكتبته في صدره رحمه الله، ومن العجيب أنه قد ألف كتباً حال سفره منها: مفتاح دار السعادة ، و روضة المحبين ، و زاد المعاد ، و بدائع الفوائد ، و تهذيب سنن أبي داود ألفها في حال السفر، وليس في حال الإقامة، وكان -رحمه الله- مغرماً بجمع الكتب، فإنك تجد -مثلاً- في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية قد رجع إلى أكثر من مائة كتاب، وفي أحكام أهل الذمة ذكر نحو ثلاثين كتاباً، وكذا في كتابه الروح ، وهذا يعني أنه كان عنده مراجع كثيرة، وكان يهتم بكتبه، وقد حصل عنده من الغرام بتحصيل الكتب أمراً عظيماً؛ حتى أنه جمع منها ما لم يجمع غيره، وحصل منها ما لم يحصل لغيره؛ حتى كان بعض أولاده من الذين أتوا من بعده يبيعون منها بعد موته دهراً طويلاً غير ما أبقوه لأنفسهم للإفادة منه، وكذلك كان ابن أخيه قد صار عنده شيئاً من مكتبته، وكان لا يبخل بإعارتها.


أعمال ابن القيم رحمه الله


تولى ابن القيم -رحمه الله- أعمالاً عديدةً، منها: الإمامة في المدرسة الجوزية، والتدريس في المدرسة الصدرية، والفتوى، والتأليف. وقد تعرض -رحمه الله- للسجن بسبب فتاوي رأى أن الحق فيها، مثل: مسألة طلاق الثلاث بلفظ واحد، ومثل: إنكار شد الرحال إلى قبر الخليل؛ حيث يقول ابن رجب -رحمه الله-: وقد حبس مدة لإنكاره شد الرحال إلى قبر الخليل؛ مع أن شد الرحال إلى قبر الخليل من البدع المحدثة، ولا يشرع شد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، وكل شد رحل لزيارة مكان عبادة، أو قبر من القبور، أو مسجد من المساجد، فإنه بدعةٌ من البدع، فما بالك بما يحدث اليوم من بعض الناس بزيارة أماكن المغضوب عليهم في رحلات سياحية، مثل: مدائن صالح التي أهلك الله قومها ومن كان فيها، والنبي عليه الصلاة والسلام لما مرَّ بها مرَّ مطأطئ الرأس، حزيناً، مسرعاً، خائفاً من عذاب الله، واليوم يشدون الرحلات السياحية إلى تلك الأماكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله.



أخلاق ابن القيم وتواضعه


وأما عن أخلاق ابن القيم -رحمه الله- فقال ابن كثير : كان حسن القراءة والخلق، كثير التوجه، لا يحسد أحداً ولا يؤذيه، ولا يستعيبه، ولا يحقد على أحد، وبالجملة كان قليل النظير في مجموعه، وأموره، وأحواله، والغالب عليه الخير والأخلاق الفاضلة؛ ولهذا الطبع المتأصل في نفسه تجده يقول -مثلاً- في بعض كتبه: من أساء إليك، ثم جاء يعتذر عن إساءته، فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته حقاً كانت أو باطلاً، وتكل سريرته إلى الله عز وجل- كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين. وأما عن تواضعه، فإنه كان أمراً عجيباً، وقد ذكر العلامة الصفدي -رحمه الله تعالى- ميميته الرقيقة التي يتحدث فيها ابن القيم عن هضمه لنفسه، ويفي بتواضعه من خلال أبيات تلك القصيدة، فيقول:
بُني أبي بكرٍ كثيرٌ ذنوبه فليس على من نال من عرضه إثمُ

بُني أبي بكرٍ جهولٌ بنفسه جهولٌ بأمر الله أنَّى له العلمُ

بُني أبي بكرٍ غدا متصدراً يعلم علماً وهو ليس له علمُ

بُني أبي بكرٍ غدا متمنياً وصال المعالي والذنوب له همَّ

بُني أبي بكرٍ يروم مترقياً إذا جنت المأوى وليس له عزمُ

بُني أبي بكرٍ لقد خاب سعيه إذا لم يكن في الصالحات له سهمُ


عبادة ابن القيم وزهده

وأما عن عبادته وزهده، فإن من يقرأ مؤلفاته -رحمه الله- يخرج بدلالة واضحة، وهو: أنه كان عنده من عمارة القلب باليقين، والافتقار إلى الله عز وجل، والعبودية أمراً عظيماً، وتجد في ثنايا كلامه من إنابته إلى ربه، والحاجة إليه عز وجل ثروةً طائلةً، فكان من العلماء العاملين الذين كانوا من أهل الله وخاصته. قال ابن رجب رحمه الله: وكان -رحمه الله- ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية الوسطى، وتأله ولهج بالذكر وشغف بالمحبة والإنابة والاستغفار، والافتقار إلى الله، والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علماً، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة منه، وليس هو المعصوم، ولكن لم أر في معناه مثله، ولقد امتحن وأوذي مرات، وحبس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة في القلعة منفرداً عنه، لم يفرج عنه إلا بعد موت شيخه ابن تيمية -رحمه الله-، وكان في مدة حبسه منشغلاً بتلاوة القرآن والتدبر والتفكير، ففتح الله عليه من ذلك خيراً كثيراً. وحج مرات وجاور بـمكة ، وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة وكثرة الطواف أمراً يتعجب منه. وقال تلميذه ابن كثير: لا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه، وكان له طريقةً في الصلاة يطيلها جداً، ويمد ركوعها وسجودها، ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان فلا يرجع، ولا ينزع عن ذلك رحمه الله تعالى. وقال ابن حجر : كان إذا صلى الصبح، جلس مكانه يذكر الله حتى يتعالى النهار، وكان يقول: هذه غدوتي لو لم أقعدها سقطت قواي، وكان يقول: بالصبر والفقه تنال الإمامة بالدين.
وفاته :
توفي الامام ابن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9+%D8%A7%D8%A8%D9% 86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D9%85&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) قيم الجوزية ثالث عشر رجب سنة 751 ه 1350 م
قال ابن (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9+%D8%A7%D8%A8%D9% 86+%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D9%85&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-09-24&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) كثير : كانت جنازته حافلة رحمه الله تعالى شهدها القضاة
والاعيان والصالحون من الخاصة والعامة وتزاحم الناس على حمل نعش

..............
http://www.djelfa.info/vb/images/icons/b9.gif

جزائرــــية
2009-09-26, 10:36
ترجمة الشيخ فركوس حفظه الله تعالى بخط رابح مختاري العاصمي الجزائري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعدُ: فإنَّ العلم أعظم ما يتنافس فيه المتنافسون، إذ هو ميراث النبوة، ونورٌ يُستَضَاء به، وحاجة الناس إليه أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب وأمور معاشهم، قال العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- عن فقهاء الإسلام: «فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيرانُ في الظلماء، وحاجة النّاس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب، وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنصِّ الكتاب»(١- أعلام الموقعين ١/٣٦ (javascript:AppendPopup(this,'pjdefOutline_1'))).
وقد قرن الله جلَّ وعلا شهادة العلماء بشهادته و شهادة الملائكة فقال سبحانه ﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إلاَّ هُوَ وَالمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُوْ العِلْمِ قَائِماً بِالقِسْطِ﴾[آل عمران ١٨]، وقال الله تعالى ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِيْنَ أُوْتُوْا العِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[ المجادلة ١١]، وقال سبحانه ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾[فاطر ٢٨].
والفرق بين العالم وبين ضعيف العلم قليل البصيرة: أنّ الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شَكّاً لأنّه قد رسخ في العلم، فلا تستفزه الشبهات ولا تزعزعه الإيرادات، أما الجاهل فإنّ الشكَّ ينقدح في قلبه لأول عارض من شبهة فيكثر التنقل من مذهب لآخر لضعف علمه وقلَّة بصيرته فليس العالم الرشيد كأخي الجهالة، ومن تمادى في الغيِّ والضلالة(٢- أنظر: مفتاح دار السعادة لابن القيم ١/١٤٠ (javascript:AppendPopup(this,'pjdefOutline_1'))).
نسأل الله أن يكون شيخنا أبو عبد المعز ممن نال درجة العلماء و أن يبلِّغه المنازل العلى منها، إنَّه بكلِّ جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وهذه ترجمة موجزة فيها إبراز لبعض معالم شخصيته مع يقيني أنه أكبر مما وصفت وأجلُّ مما ذكرت، نسأل الله الإخلاص والصواب والتوفيق والسداد.

١. اسمه ومولده:
هو شيخنا القدوة حسنة الأيام أبو عبد المعز محمد علي بن بوزيد بن علي فركوس، وُلد بالقبَّة القديمة بالجزائر العاصمة في يوم الخميس التاسع والعشرين من ربيع الأول سنة ١٣٧٤ﻫ الموافق للخامس والعشرين من شهر نوفمبر سنة ١٩٥٤م.

٢. نشأته العلمية:
لقد نشأ شيخنا -أيَّده الله- في محيط علمي وبيت فضل وجلالة و حُبٍّ للعلم وأهله، فكان لذلك أثره الواضح في نشأته العلمية، حيث أخذ نصيبه من القرآن الكريم، وطرفاً من العلوم الأساسية في مدرسة قرآنية على يد الشيخ محمد الصغير معلم.
ثم التحق بالمدارس النظامية وحصل على شهادة الثانوية العامة (البكالوريا)، ثمّ أتمَّ دراسته في كلية الحقوق- والعلوم الإدارية لاشتمالها على جملة من المواد الشرعية كالفرائض والأحوال الشخصية [زواج، طلاق، هبة و وصية..]، وذلك لعدم وجود كليات متخصصة في العلوم الشرعية في ذلك الوقت.
وقد ملك على الشيخ منذ صغره حُبُّه للعلم و النبوغ فيه، ولم يزل ذلك شغله الشاغل حتى منَّ الله تعالى عليه بالالتحاق بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ذاك الصرح العالي الذي يأوي إليه الباحثون ويجتمع عليه طلبة العلم من أصقاع الدنيا لمجالسة العلماء وملازمة الفقهاء ليفيدوا من علومهم ويستضيئوا بفهومهم ولاسيَّما حلقاتُ العلم الكثيرة المنتشرة في المسجد النبوي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم :"صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام"وقد تخرَّج شيخنا من كلية الشريعة عام ١٤٠٢هـ/١٩٨٢م بتقدير ممتاز.

٣. أبرز مشايخه:
1- الشيخ عطية بن محمد سالم رحمه الله القاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة النبوية والمدرَّس بالمسجد النبوي: درس عليه موطأ الإمام مالك رحمه الله.
2- الشيخ عبد القادر شيبة الحمد: أستاذ الفقه و الأصول في كلية الشريعة.
3- الشيخ أبو بكر الجزائري: المدرِّس بالمسجد النبوي وأستاذ التفسير بكلية الشريعة.
4- محمد المختار الشنقيطي رحمه الله (والد الشيخ محمد): أستاذ التفسير بكلية الشريعة، ومدرِّس كتب السنة بالمسجد النبوي.
5- الشيخ عبد الرؤوف اللّبدي: أستاذ اللغة بكلية الشريعة
وقد استفاد من المحاضرات التي كان يلقيها كبار العلماء والمشايخ أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ حماد بن محمّد الأنصاري رحمهما الله تعالى.
وكان حريصا على حضور المناقشات العلمية للرسائل الجامعية التي كانت تناقش بقاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية من قِبَل الأساتذة والمشايخ الذين لهم قدم راسخة في مجال التحقيق ورحلة طويلة في البحث العلمي، وقد أكسبه ذلك منهجية فذَّة في دراسة المسائل العلمية ومناقشتها.
وفي عام ١٤٠٢هـ/١٩٨٢م حطَّ عصى التَّرحال واستقَرَّ به النوى في الوطن الحبيب، فكان من أوائل الأساتذة بمعهد العلوم الإسلامية بالجزائر العاصمة الذي اعتُمد رسميا في تلك السنة، وقد عُيِّن فيه بعد ذلك مديرا للدراسات والبرمجة.
وفي سنة ١٤١٠هـ/١٩٩٠م انتقل إلى جامعة محمد الخامس بالرباط لتسجيل أطروحة العالمية العالية (الدكتوراه)، ثمَّ حوَّلها - بعد مُدَّةٍ من الزمان - إلى الجزائر فكانت أول رسالة دكتوراه دولة نوقشت بالجزائر العاصمة في كلية العلوم الإسلامية وذلك سنة ١٤١٧هـ/ ١٩٩٧م.
ولا يزال إلى يوم الناس هذا مُدَرِّسا بهذه الكلية، مُسَخِّراً وقتَه وجُهدَه لنشر العلم ونفع الناس و الإجابة عن أسئلتهم، ولم تكن الكلية منبره العلمي والتربوي الوحيد في الدعوة إلى الله تعالى، بل كانت المساجد محطة علمية توافد عليها جموع طلبة العلم من كل الجهات، فأتم شرح روضة الناضر لابن قدامة المقدسي في علم الأصول بمسجد الهداية بالقبة ( العاصمة ) كما أتم شرحه على مبادئ الأصول لابن باديس بمسجد الفتح بباب الوادي ( العاصمة )، ودرّس القواعد الفقهية بمسجد أحمد حفيظ ببلكور ( العاصمة )، كما شرح رسائل لمشايخ الدعوة السلفية، وأجاب عن عدة أسئلة في مختلف العلوم والفنون وقد جمعت له في أشرطة وأقراص علمية. نسأله تعالى أن يُقَوِّيه على طاعته وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال و لا بنون إلاّ من أتى اللهَ بقلب سليم.

٤. صفاته الخَلقية والخُلقية:
من نِعَمِ الله تعالى على الشيخ أن وَهَبَه بسطة في العلم والجسم، فقد رُزِق قوةً جسمية وكمال هيئة وحُسنَ سَمْتٍ وجَمال وجهٍ ومظهر، وأتاه الله تعالى هيبة ووقارا، يحترمه الموالف والمخالف، وهو قريب الشَّبَهِ في شكله و صورتِه وصَوتِه بالشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، كما شهد بذلك من رآهما.
وكُلُّ من خالطه واقترب منه عَلِمَ أنه عَلَمٌ في الفضيلة وكرمِ الخِلال ودماثة الأخلاق، سَهْلُ الجانب، كريمُ النفس، واسع الإيثار، حَسَنُ الألفة والمعاشرة، متين الحرمة، عالي الهِمَّة، كثير التحمُّل واسع الصدر للمخالف على جانب كبير من التواضع، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً.
ومن أبرز المعالم في شخصية الشيخ حفظه الله تعالى:
أ- حُسن قصده وسلامة طويَّته ومحبته لنفع الناس عامة وطلبة العلم خاصة، فلا تخلو صلاة من الصلوات الخمس إلاّ ومعه طائفة من السائلين والمستفيدين يقف معهم الساعة والساعتين يجيبُ هذا ويوَجِّه ذاك وينصح الثالث، وهكذا مع هدوء الطبع وسداد الرأي وعدم التبرُّم.
وقد حدَّثنا يوماً عن طلبه للعلم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية فكان مما قاله:"كنت إذا استفدتُ فائدة فرحت بها فرحاً عظيما وتمنيتُ لو استطعت أن أطير بها إلى الجزائر لأبلِّغها للناس ثم أرجع إلى المدينة".
فإذا كان المرء يحمل في نفسه هَمَّ الدعوة إلى الله وتبليغ الإسلام الصحيح إلى الناس، فإن علمه يثبت في صدره ولا يتفلت منه غالبا لنُبل مقصده وحسن نيَّته، خلافا لمن يحفظ للامتحانات أو لأغراض أخرى دنيوية، فإنَّ حفظه في الغالب يزول بزوال الغرض الذي حفظه من أجله.
ب- دفاعه عن العقيدة السلفية و ذبُّه عن حياض السنة بأسلوب حكيم وطريقة مثلى، عملا بقوله تعالى ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيْلِ رَبِِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالُمهْتَدِينَ﴾[النحل ١٢٥]، فهو لا يداهن في مسائل التوحيد ولا يتنازل عن قضايا العقيدة، ويعرض قولَه بأسلوب علمي حكيم واضح مجتنبا مذهب الفظاظة في القول مما لم يأذن به الشارع، لأنَّ طريقة السِّباب والشتم في المجادلة يُحسنها كل أحد ولا يسلكها إلا العاجز عن إقامة الحجة ومن ضاق عطنُه عن بيان المحجَّة، فالذي ينبغي على الداعية الحرص على هداية الناس وإيصال الحق إليهم بطريقة شرعية تقبلها القلوب ولا تنفر منها الطباع، وأما من حاد عن السبيل وطعن في نحر الدليل، ففي قوارع التنزيل والألفاظ الشرعية ما يزجره ويردعه، ولله درُّ العلامة المعلمي حيث قال :"وفي النكاية العلمية كفاية إن كانت النكاية مقصودة لذاتها".
ج- كثرة تحمُّله وشدة صبره وسعة صدره للمخالِف، يَزين ذلك سكينةٌ ووقار، فإنّ صاحب العلم والفُتيا أحوج ما يكون إلى الحلم والسكينة والوقار إذ هي كسوة علمه وجمالُه، وإذا فقدها كان علمُه كالبدن العاري من اللباس، كما قال بعض السلف:"ما قُرن شيء إلى شيء أحسن من علم إلى حلم"
فكم من سائل جهل عليه في سؤاله فيحتمل ذلك منه ويعامله على قدر عقله ولا يخرج بسبب ذلك عن طوره وحُسن سمته، وكم من شخص آذاه فألان له الجانب وغمره بحلمه وقابل إساءته بإحسان فأزال بذلك ما في نفسه من الإِحَن، وما في صدره من الضغينة.
وإن تعامله مع الناس ليُذَكِّرني بقول العلامة ابن القيم فيما يحتاجه المفتي :"فالحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله، وضد الطيش والعَجَلة والحدَّة والتسرع وعدم الثبات، فالحليم لا يستفزه البَدَوات، ولا يَسْتَخِفُّه الذين لا يعلمون، ولا يٌقْلِقُه أهل الطيش والخفة والجهل، بل هو وقور ثابت ذو أناةٍ يملك نفسه عند ورود أوائل الأمور عليه، ولا تملكه أوائلها، وملاحظته للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب والشهوة" (أعلام الموقعين ٤/٢٥١).
د- تحقيقه العلمي وتوظيفه لعلم الأصول في المسائل الفقهية فإن المقصود من علم الأصول بناءُ الفقيه الحقّ الذي يحسن التعامل مع الأدلة بنفسه إذ لا يكون الفقه إلا بفهم الأدلة الشرعية بأدلتها السمعية الثبوتية من الكتاب و السنة والإجماع نَصّاً واستنباطاً (الاستقامة لابن تيمية ١/٦١)
فالاجتهاد هو العلة الغائية لعلم الأصول، لكن الملاحظ عند كثير من المتأخرين انبتات الصلة بين الأصول والفقه كما قال بعضهم "أصبح الفقهاء يزرعون أرضا غير التي يحرثها لهم الأصوليون، فلا هؤلاء وجدوا لحرثهم من يزرعه، ولا أولئك زرعوا ما حرثه لهم الحارثون".
وقد حرَص شيخنا على تطبيق علم الأصول وتوظيفه في المسائل الفقهية التي يدرسها معتنيا بالقواعد الفقهية التي يمكن إرجاع تلك الفروع إليها، ومبيِّناً في آخر كل مسألة سبب الخلاف فيها ليكون الطالب على دراية بمأخذ الأدلة، وأن اختلاف العلماء ليس بالتشهي ولا اتباع الهوى ولكن بسبب تجاذب الأدلة واختلاف المأخذ، فتكون المعلومات مرتبة في ذهن الطالب بحيث يربط الفرع بأصله محسنا للظن بالعلماء فيما اختلفوا فيه، مسطِّراً النهج السديد والسبيل الأمثل لدراسة مسائل الخلاف.
هـ- عدم استنكافه عن الرجوع إلى الحق والانصياع إليه:
من محاسن شيخنا - وفقه الله - قبولُه للنّقد وتواضعه للحق وعدم استكباره عن الرجوع إلى الصواب إذا ظهر له، فكم من مسألة يستشكلها بعض الطلاب ويراجعونه فيها ولو شاء أن يجد مخرجاً لفعل ولكن إنصافه يمنعه من ذلك فيَعِد بمراجعة المسألة والنظر فيها، فإذا ظهر له الصواب مع المعتَرض صرَّح بذلك وأذعن إلى الحق، مطمئِنَّ النفس مرتاح البال لأنه يطلب الحق وينشد الصواب، وهذا هو أعظم أنواع التواضع وهو التواضع للنصوص الشرعية والرجوع إلى الحق، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً.

٥. مؤلفاته العلمية:
تمتاز مؤلفات شيخنا -حفظه الله- بالأسلوب العلمي الرصين وتدقيق النظر في المسائل وتأصيلها والحرص على ذكر سبب الخلاف ومأخذه وقد لقيت قبولا عند المشايخ وطلبة العلم، ومن هذه المؤلفات:
1) تقريب الوصول إلى علم الأصول لأبي القاسم محمد بن أحمد بن جُزَيّ الكلبي الغرناطي (ت ٧٤١هـ) دراسة وتحقيق. طبع بدار الأقصى - القاهرة ١٤١٠هـ.
2) ذوو الأرحام في فقه المواريث -تأليف- وهي رسالة في العالمية ( الماجستير ) طبع بدار تحصيل العلوم - الجزائر ١٤١٣هـ.
3) الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل للإمام أبي الوليد الباجي (ت ٤٧٤هـ) دراسة وتحقيق، طبع بالمكتبة المكية - السعودية.
4) مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول - ويليه: كتاب مثارات الغلط في الأدلة للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الحسني التلمساني (٧٧١هـ / ١٣٧٠م) دراسة وتحقيق ، وهي رسالة في العالمية (الدكتوراه) بعنوان " أبو عبد الله الشريف التلمساني وآثاره الفقهية والأصولية"، طبع بمؤسسة الريان الطبعة الأولى ١٤١٩هـ / ١٩٩٨م. وطبع بدار تحصيل العلوم - الجزائر ١٤٢٠هـ / ١٩٩٩م.
5) مختارات من نصوص حديثية في فقه المعاملات المالية - القسم الأول - دار الرغائب و النفائس - الجزائر ١٤١٩هـ / ١٩٩٨م.
6) الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول للشيخ عبد الحميد بن باديس (ت ١٣٥٩هـ / ١٩٤٠م ) دار الرغائب والنفائس- الجزائر. الطبعة الأولى ١٤٢١هـ / ٢٠٠٠م.

سلسلة " فقه أحاديث الصيام ":
7) 1- حديث تبييت النية. درا الرغائب والنفائس- الجزائر. الطبعة الأولى ١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م.
8) 2- حديث النهي عن صوم يوم الشك. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة الأولى ١٤١٩هـ / ١٩٩٩م.
9) 3- حديث الأمر بالصوم والإفطار لرؤية الهلال. دار الرغائب والنفائس - الجزائر الطبعة الأولى - ١٤٢٢هـ / ٢٠٠١م.
10) 4- حديث حكم صيام المسافر ومدى أفضليته في السفر. دار الرغائب والنفائس - الجزائر الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ / ٢٠٠٢م.

سلسلة " ليتفقهوا في الدين ":
11) 1- طريق الاهتداء إلى حكم الائتمام والاقتداء. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة 2. ١٤١٩هـ / ١٩٩٨م.
12) 2- المنية في توضيح ما أشكل من الرقية. دار الرغائب والنفائس - الجزائر الطبعة 2. ١٤١٩هـ / ١٩٩٩م.
13) 3- فرائد القواعد لحلِّ معاقد المساجد. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة 2. ١٤٢٣هـ / ٢٠٠٢م.
14) 4- محاسن العبارة في تجلية مقفلات الطهارة. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة الأولى ١٤٢٣هـ / ٢٠٠٢م..
15) 5- الإرشاد إلى مسائل الأصول والاجتهاد. مكتبة دار الريان – الجزائر. الطبعة الأولى ١٤٢٠هـ / ٢٠٠٠م .
16) 6- مجالس تذكيرية على مسائل منهجية. دار الرغائب والنفائس- الجزائر ١٤٢٤هـ / ٢٠٠٣م.
17) 7- ٤٠ سؤالاً في أحكام المولود ومعه التذكرة الجلية في التحلي بالصبر عند البلية - دار الرغائب و النفائس ١٤٢٥هـ / ٢٠٠٤م.
18) 8- العادات الجارية في الأعراس الجزائرية. دار الرغائب والنفائس - الجزائر ١٤٢٦هـ / ٢٠٠٥م.
19) مقالة في مجلة "الرسالة" الصادرة من وزارة الشؤون الدينية تحت عنوان "حكم التسعير: هل التسعير واجب أم ضرورة في الشريعة الإسلامية؟".
20) مقالة في مجلة "الموافقات" الصادرة من كلية العلوم الإسلامية بالجزائر تحت عنوان:"حكم بيع العينة".
21) مقالة في مجلة "منابر الهدى" تحت عنوان :"اعتبار اختلاف المطالع في ثبوت الأهلة وآراء الفقهاء فيه".

مؤلفات قيد الإصدار:
1) من سلسلة " ليتفقهوا في الدين " العدد التاسع (حول مسائل الحج).
2) الإنارة في التعليق على كتاب الإشارة لأبي الوليد الباجي.
3) شرح و تعليق على العقائد الإسلامية للشيخ عبد الحميد بن باديس (ت ١٣٥٩).

و قد ناقش الشيخ العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير منها:
1) الرخصة الشرعية وأثرها في القضايا الفقهية (دكتوراه) للباحث كمال بوزيدي.
2) دلالة الأفعال النبوية و أثرها في الفقه الإسلامي (دكتوراه) للباحث عبد المجيد بيرم.
3) الإمام العلامة ابن خويز منداد البصري البغدادي وآراؤه الأصولية دراسة استقرائية تحليلية مقارنة (دكتوراه) للباحث ناصر قارة.
4) الجدل عند الأصوليين بين النظرية والتطبيق (دكتوراه) للباحث مسعود فلوسي.
5) أبو إسحاق الاسفراييني وآراؤه الأصولية جمع ودراسة (دكتوراه) للباحث علي عزوز.
6) فتاوى النوازل (الأحوال الشخصية بين ابن تيمية و الونشريسي أنموذجا) دراسة نظرية تطبيقية (دكتوراه) للباحث ميلود سرير.
7) أحكام المساقاة في الشريعة الإسلامية (ماجستير).
8) التوقف عند الأصوليين دراسة تحليلية نقدية (ماجستير).
9) حروف الإضافة عند الأصوليين وأثرها في اختلاف الفقهاء (ماجستير).
10) أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم المجردة وموقف العلماء من دلالتها على الأحكام الشرعية (ماجستير).
11) أنواع السنة وكيفية بيانها للأحكام – دراسة أصولية - (ماجستير).
12) طرق الوقاية من الجريمة في الشريعة وقانون العقوبات الجزائري (ماجستير).
13) كتاب فتح الجليل الصمد في شرح التكميل والمعتمد -دراسة و تحقيق- (ماجستير).
14) القواعد الأصولية المستخرجة من كتاب إحكام الأحكام لابن دقيق العيد وبيان مذهبه فيها (ماجستير).

كما أشرف على الكثير من رسائل الدكتوراه والماجستير منها:
1) آراء ابن القيم الأصولية (دكتوراه) للباحث عبد المجيد جمعة.
2) آراء ابن عبد البر الفقهية (ماجستير).
3) الاختيارات الفقهية لابن رشد (ماجستير).
4) التداوي بالمحرمات أحكامه و أحواله (ماجستير).
5) الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (ماجستير).
6) صوارف الأمر والنهي للاستحباب والكراهة وتطبيقاتها الفقهية (ماجستير).
7) مفهوم الحصر وآثاره الأصولية والفقهية (ماجستير).
8) الأحكام الكبرى -كتاب الأذان للإمام ابن كثير- دراسة وتحقيق (ماجستير).
9) الغرر وأثره في عقود المعاوضات المالية (ماجستير).
10) إجماعات النووي -جمع ودراسة- (ماجستير).
11) التصحيح والتوضيح للمنقول عن الشافعي في علم الأصول -تنصيصا وتخريجا- (ماجستير).
12) الآراء الأصولية لأبي بكر الصيرفي -جمع و دراسة وتحقيق- (ماجستير).
13) مراحل الحمل بين الشريعة والطب المعاصر وآثارها الفقهية (ماجستير).
14) تخريج الفروع والأصول على الأصول -دراسة نظرية تطبيقية- (ماجستير).
15) القاضي عبد الوهاب أصوليا (ماجستير).
16) إعمال أولوية التأسيس على التأكيد في مجالي الفقه والأصول (ماجستير).
17) إبراز الحكم من حديث "رفع القلم" للإمام تقي الدين السبكي (ماجستير).
18) دلالة مفهوم المخالفة عند الأصوليين وأثرها في اختلاف الفقهاء -باب النكاح أنموذجا- (ماجستير).
19) المنهج الأصولي و تفريعاته الفقهية عند الحافظ ابن خزيمة في كتابه "الصحيح" (ماجستير).
20) المماثلة في القصاص فيما دون النفس -دراسة فقهية مقارنة- (ماجستير).
21) الآثار الفقهية المترتبة على الاختلاف في الحكم على الحديث من خلال كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" لابن رشد -دراسة حديثية فقهية- (ماجستير).
22) طرق دفع التعارض بين الأدلة الشرعية عند أبي جعفر الطحاوي في كتابه "مشكل الآثار" و"شرح معاني الآثار" (الماجستير).

وللشيخ مقالات نشرت في مجلة منابر الهدى، وإجابات عن أسئلة وردت عليه من مختلف مناطق الجزائر ومن خارج الجزائر منها المكتوب بخطه ومنها المسجل في أشرطة في العقيدة والمنهج والفقه والأصول و نصائح دعوية، لا يزال سائرا على هذا الدرب بخطى ثابتة وهمة عالية، نسأل الله تعالى أن يبارك في جهوده ويجعلها في ميزان حسناته وأن يسلك به سبيل العلماء العاملين إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله ربّ العالمين.

كتبه بتاريخ: 13 ربيع الأول 1425ﻫ
الموافق لـ : 1 جوان 2004م

جزائرــــية
2009-09-26, 10:42
تزكية للمشايخ السلفيين بما فيهم الشيخ فركوس
قال شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي


-حفظه الله ونصره- :





بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد:



فإني أُوصِي نفسي وإخواني وأبنائِي -من طلاب العلم السلفيين في كل مكان- أن يتقوا الله تبارك وتعالى وأن يراقبوه في كل أحوالهم, وأن يتمسَّكُوا بكتاب الله وسنة رسول الله ومنهج السلف الصالح .

أوصيهم, أوصيهم يا إخواني من طلاب العلم الكبار والأساتذة, كما أوصي الشباب الناشئ المتعلق بالمنهج السلفي, أوصي الجميع بتقوى الله والاعتصام بالكتاب والسنة, والتآخي فيما بينَهم واستخدام الصَّبر والحِلم على ما يحصل من بعضهم من الأخطاء المحتملة التي لا تخدش عقيدةً ولا تخدش منهجًا وإنما هي من طبع البشر .



أوصي الجميع بالتماسك وبالتآخي وبالتلاحم ، أوصي الكبير أن يرحم الصغير, وأوصي الصغير أن يوقر الكبير .



وأوصي الشباب الجزائري أن يلتفوا حول مشايخهم الموجودين؛ مثل: الشيخ عبد الغني ,والشيخ عز الدين رمضاني, والشيخ أزهر, والشيخ عبد المجيد وغيرهم .....

أوصي هؤلاء المشايخ أن يصبروا على أبنائهم وإخوانهم, وألا يضيقوا بشيئ من حماسهم, فإن الشباب قد يكون عندهم شيئ من الحماس,فيصبروا عليهم ويحلموا عنهم ويوجهوهم بالتي هي أحسن .

وأوصي الشباب بالأدب لهؤلاء الإخوة والإحترام لهم وتقديرهم وإن حصل الخطأ من الكبار أو من الصغار فالنصيحة مطلوبة ولكنها بالحكمة والموعظة الحسنة .

نسأل الله أن يؤلّف بينهم وأن يجنبهم الفتن، والظروف الحالية التي تحفّ الدعوة السلفية تقتضي منهم التماسك والصبر والحلم والوقوف صفا واحدا في نشر هذه الدعوة ورد هجمات المتربصين بها بالعلم والحجة والبرهان .





أسأل الله أن يؤلف بينهم وأن يجمع قلوبهم على الحق ومنهج السلف الصالح إن ربنا سميع الدعاء .





وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاذ محمد مرابط http://www.albaidha.net/vb/images/element/buttons_blue/viewpost.gif (http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?p=532262#post532262)

بسم الله الرحمن الرحيم

- قال فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني - حفظه الله - في خطاب وصلني يوم : 19 شوَال 1423 ه

( .... و الشيخ عبد الغنيَ عويسات من أوَل الدعاة السلفيَين في الجزائر , في الوقت الذي كان يقال فيه : في الجزائر اثنان من السلفيَين : محمود لقدر و عبد الغنيَ , و قد استفدت منهما استفادة لا أنساها أبدا إن شاء الله .. ) - و قال - حفظه الله - ( ... أمَا الأخ حسن آيت علجت فهو خير من أعرف في منطقته , و هو على خير عظيم أحسبه كذلك و لا أزكَي على الله أحدا , و أمَا الأخ ...... فسأل عنه الأخ حسنا , فما أجاب به فهو جوابي إن شاء الله , )

- و قال - حفظه الله - في خطاب و صلني قبل هذا بسنتين أو أكثر - تقريبا - ( الإخوة عثمان و عمر الحاج و محمود أعرفهم على خير فعليك بهم لا سيما الأخير منهم فهو أقدمهم في هذا الدرب ... ) و قد سمعت الشيخ - حفظه الله - يقول عندما سئل عن الشيخ عبد الغني يقول : ( أنا أحتاج لتزكية الشيخ عبد الغني )

و الله على ما أقول شهيد



ثم :


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن بن داود http://www.albaidha.net/vb/images/element/buttons_blue/viewpost.gif (http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?p=519449#post519449)
أشكر الأخ أبا معاذ على هذه المشاركة

وللذكرى فإن الشيخ أبا عبد الرحمن عبد المجيد جمعة -حفظه الله- من المشايخ السلفيين بالجزائر، قد قال عنه الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -سدده الله-: "قد ظهر نفس بالمغرب"، وذلك حين قدم له رسالة الماجستير، وأثنى عليه ثناء يستحقه إن شاء الله.

وممن أثنى على الشيخ عبدِ المجيد جمعة الشيخُ ربيعُ بنُ هادي المدخلي -حفظه الله-؛ ومن حضر مجالسه الرمضانية يعلم ذلك. والشيخ ربيع مهتم كثيرا بإخوانه المشايخ بالجزائر، وكلامه في ذلك مسجل ولله الحمد.

وممن أثنى عليه -وعلى إخوانه المشايخ كالشيخ عبد الغني عوسات والشيخ محمد علي فركوس والشيخ لزهر وغيرهم- الشيخُ يوسف الدخيل -حفظه الله-، وهو من مشايخ المدينة؛ فما من موسم -حجا كان أو عمرة- إلا ويسأل عنهم، ويتتبع أخبارهم.

وأعمال الشيخ شاهدة على ما قيل فيه، "وإنما المرء بما يحسن"، وهذا يظهر لمن أنصف ولم يتعسف، ويتأفف لسماع كلام العلماء -من أمثال الشيخ ربيع- في تزكية مشايخ الجزائر.

وفق الله مشايخنا لخدمة السنة، والدفاع عنها، ونفع بهم وبعلمهم، إنه سميع مجيب.
منقول من الآجري نقلا عن سحاب السلفية.

نهج السلف
2009-10-01, 22:00
سيرة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله

الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

ولد في مدينة الدرعية عام 1225هـ وقد نشأ وسط جو علم ودين وبعد دخول جيش محمدعلي الدرعية انتقل إلى القاهرة بناء على قرار إجلاء أتخذه محمد علي ولم يتوقف نهم الشيخ في العلم ولم تغلق أمامه أبواب منابر العلم فهذا الأزهر الشريف تعقد في جنباته وأروقته حلقات التفسير والحديث والأصول وعلوم التفسير وعلوم الحديث والفقه وأصوله وعلوم العربية من النحو والصرف والبيان، وغير ذلك وها هم كبار العلماء متوافرون ليلا ونهارا لا مداد الطلاب بمزيد من العلم والعرفان.

وها هي المكتبات العامرة بنفائس الكتب وذخائر المراجع فصار العلم سلوته في غربته والكتاب جليسه في وحدته والعلماء أنسه في وحشته فصار يتردد بين بيته والأزهر الشريف فيجد في البيت أباه وعمه وخاله فدرس على جملة من علماء نجد منهم جده لأمه الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وخاله الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله ابن محمد ووالده الشيخ عبد الرحمن بن حسن والشيخ أحمد بن حسن ابن رشيد المشهور بالحنبلي، كل هؤلاء من النجديين الذين تلقى عنهم في مصر، يلقنونه العقيدة الصحيحة ويدرسون له علوم السلف الصالح ويجد في الأزهر بقية من البحث وتدقيق المناقشة واستيعاب ما في المتون والشروح عند حملة التفسير ورواة الحديث وعلماء اللسان العربي.

كل ذلك صادف من التلميذ النجيب لسانا وقلبا عقولا وعملا دؤوبا وفهما حاد وذكاء متوقدا فصار يقطع في الوقت الوجيز مراحل من العلم لم يقطعها غيره إلا في الوقت الطويل.

وهكذا واصل السير في سبيل المعارف والعلوم حتى جمع في صدره وحفظ في قلبه عقائد أبيه وفقه خاله عبد الرحمن ابن عبد الله وتوجيه وإرشاد جده لأمه عبد الله بن محمد كما أخذ ما لدى العلامة محمد الجزائري وشيخ الأزهر إبراهيم الباجوري والشيخ أحمد الصعيدي وغيرهم من علماء مصر من تفسير وحديث وأصول وفقه مقارن ونحو وصرف وبلاغة، فصار موسوعة علمية في جميع العلوم الإسلامية.

وتزوج في مصر وطالت إقامته فيها حتى بلغت واحدا وثلاثين عاما قضاها كلها في العلم تعلما وبحثا ومراجعة ومذاكرة حتى صار من حملة العلم الكبار، وأوعيته الواسعة.

فلما ظهر سلطان آل سعود مرة أخرى بنجد وسكنت الفتن ولانت المحافظة عليهم في مصر من المقربين خرج من القاهرة متوجها إلى نجد عن طريق مكة المكرمة.

وفي عام 1264هـ كان قدومه الرياض العاصمة الجديدة للمملكة السعودية قدمها والإمام فيصل هو صاحب السلطة المطلقة في بلاد نجد وأبوه الشيخ عبد الرحمن بن حسن هو المرجع في الشؤون الإسلامية والشرعية.

وكان الشيخ عبد الرحمن قد دخل العقد الثامن من عمره واحتاج إلى مساعد قوى يعينه على مهامه الكبيرة الكثيرة وأعماله الجليلة، فلما قدم عليه ابنه عبد اللطيف الذي وعى صدره علوم نجد وعلوم مصر وقد حمل معه مكتبة حافلة بنفائس الكتب وقد أضرم نار الغيرة الدينية فيه ما رآه من البدع والخرافات في البلاد المصرية فأشعلت فيه الحمية لدينه والعصبية لعقيدته وحنكته بالأمور وبصيرته بالأسفار وقد تسلح بالعلم الواسع والعقل الراجح والغيرة الشديدة فشمر عن ساعد الجد وكان خير معين لوالده على أداء مهماته وكبير مسؤولياته لذا عول عليه الإمامان واعتمد عليه الزعيمان في صعاب الأمور وعويص المشاكل فكان رفيق الإمام فيصل في أسفاره وغزواته وجليسه وأمينه في حلة وتر حاله ولما استولى الإمام فيصل على الإحساء وكان فيها خليطا من العقائد والآراء فالرافضة لهم شوكة وعلماء الشافعية والمالكية أشاعرة وعلماء الأحناف ما توريديه وتشترك هذه الطوائف كلها في وسائل الشرك من نحو تعظيم القبور والغلو في الصالحين والبدع من نحو الموالد ومراسم الموت والجنائز فكان الشيخ عبد اللطيف هو المختار لمقابلة مثل هؤلاء ومحاربة أمثال هذه الأمور فبعثه الإمام إليهم فناقش هؤلاء العلماء بلسان فصيح وعلم صحيح وصدر فسيح وقابل الحجة بأقوى منها ورد الشبهة بأوضح منها فأذعنوا له وسلموا فزال ما في نفوسهم من رواسب الشبه وباطل التأويل فتقرر لديهم أن مذهب أهل السنة والجماعة هو الأسلم والأعلم و الأحكم وأن الدعوة السلفية التي نادي بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب هي العودة إلى صفاء العقيدة وخلوص العبادة كما دعت إليها الرسل ونزلت بها الكتب وبعد أن صارت العقيدة واحدة والطريقة متحدة عاد الشيخ عبد اللطيف إلى الرياض ليستأنف مهام أعماله وعظيم مسئولياته ولما عاد إلى العاصمة الكبيرة وجد أباه وإمامه قد طعنا في السن وثقلت عليهم المسئوليات الجسام للدولة فكان العضد الأيمن لأبيه كما صار الأمير عبد الله بن فيصل الساعد القوى للأمام فسار الرجلان القويان في أعمال الدولة وشئونها تحت توجيه وإرشاد الأمام المنحك والعالم المجرب فاستقامت الأمور وصلحت الأحوال حتى استقرت البلاد وأمن العباد وفاض الخير وعم الرخاء فرحل الإمامان في سن متجاورة وأيام متقاربة فقد توفي الإمام فيصل عام 1282هـ وتوفي الشيخ عبد الرحمن عام 1284هـ فاستقل بالأمر الخليفتان وانفرد كل منهما بمسئوليات والده فكانت أوقات الشيخ عبد اللطيف مقسمة بين التأليف والرد على المبطلين، وبين الرسائل والنصائح التي تبعث إلى البلدان والمخالفين وبين الدروس العامة والخاصة التي لا تنقطع ولا يخل بمواعيدها وبين مقابلة الوافدين والمراجعين، وبين مجالسه الخاصة مع الإمام فيصل ثم ابنه عبد الله لبحث شئون الدولة وأمور الحكم.

وهكذا قام بهذه الأعمال وغيرها خير قيام وسار فيها أحسن سيرة ولم يخل بشيء من وظائفه اليومية فقد أعطى كل ذي حق حقه وسار بأعماله على الوجه المرضي حتى لقي ربه.
مؤلفاته:

1- رد على داود بن جرجيس.

2- رد على عثمان بن منصور.

3- رد الشبهات الفارسية.

4- رد على عبد المحسن الصحافي.

5- عيون الرسائل والمسائل – مخطوطة في مكتبة جامعة الرياض.

تلاميذه:

1- أبنه العلامة الشيخ عبد الله.

2- أخوه الشيخ إسحاق.

3- الشيخ حسن بن حسين آل الشيخ.

4- الشيخ سليمان بن سحمان.

5- الشيخ محمد بن محمود.

6- الشيخ حمد بن فارس.

7- الشيخ صعب التويجري.

8- الشيخ عبد الرحمن بن محمد المانع

9- الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم.

10- الشيخ محمد بن عمر بن سليم

11- الشيخ إبراهيم بن عبد الملك آل الشيخ.

12- الشيخ على بن عيسى

13- الشيخ أحمد بن عيسى.

14- الشيخ عثمان بن عيسى السبيعى.

15- الشيخ محمد بن إبراهيم بن سيف.

16- الشيخ عمر بن يوسف.

17- الشيخ صالح بن قرناس.

18- الشيخ صالح الشثري.

19- الشيخ عبد العزيز بن عبد الجبار.

20- الشيخ عبد العزيز الصيداني.

21- الشيخ عبد الله الوهيبي.

22- الشيخ عبد الله الخرجي.

23- عبد الله بن جريس.

وكثير من حملة العلم الكبار هم تلاميذه والآخذون عنه لانفراده في زمنه.

خلف أبناء علماء فضلاء وهم الشيخ العلامة عبد الله والشيخ إبراهيم و الشيخ محمد و الشيخ عمر والشيخ عبد الرحمن والشيخ عبد العزيز والشيخ صالح وكلهم ولدوا في الرياض وعاشوا وماتوا فيها- رحمهم الله تعالى- ولهؤلاء الأبناء أحفاد وذرية ومما يجدر ذكره أن للشيخ عبد اللطيف ابنا يسمى أحمد هو أكبر أولاده، ولد في مصر ولما أراد الشيخ الخروج عرض عليه الخروج معه فامتنع وهو مهندس بناء ولما سافر الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن إلى القاهرة لطلب العلم رأى ابن أخيه المذكور وبعد ذلك انقطعت أخباره.
وفاته:
توفي في مدينة الرياض في اليوم الرابع عشر من شهر ذي القعدة عام 1293هـ وله من العمر يومئذ ثمانية وستون عام – رحمه الله تعالى.

جزائرــــية
2009-10-02, 11:14
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله


هذا العلامة المحدث الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد أطال الله في عمره على خير
هو الشيخ المحدث الفقيه العلامة السلفي الزاهد الورع ولا نزكي على الله أحدا.

عبدالمحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله ، ولد بالزلفي ،ولد الشيخ في رمضان من عام 1353هـ.
ودرس ونال الشهادة الإبتدائية فيها عام واحدٍ وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية،ثم انتقل الشيخ إلى الرياض ودخل معهد الرياض العلمي،وكانت السنة التي قدِم العلامة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله من الخرج إلى الرياض وأول سنة يُدرسُ في هذا المعهد،ثم إلتحق شيخنا عبدالمحسن بكلية الشريعة بجامعة الإمام بالرياض،ودرس الشيخ في الجامعة وفي المساجد على يد العلماء الكبار أمثال الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عبدالرحمن الأفريقي والشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمهم الله أجمعين.
عُين مُدرساً بالمعهد العلمي ببريدة عام 1379هـ.
عُين مدرساً بالمعهد العلمي بالرياض عام 1380هـ.
ثم عُين مدرساً بالجامعة الإسلامية في عام إنشائها 1381هـ،وكان أول من ألقى فيها درساً-حفظه الله-.
وقد سمعتُ الشيخ يذكر بأنه درس على يد الشيخ عبدالرحمن الأفريقي في الرياض عام اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف والعام الذي تلاه درسَ عليه في الحديث والمصطلح،ويقول عنه:كان مدرساً ناصحاً وعالماً كبيراً،وموجّهاً ومرشداً وقدوة في الخير رحمه الله تعالى.

له علاقة خاصة مع الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وكان أول لقاء له مع الشيخ عام اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف للهجرة،ودرسه نظامياً في السنة الرابعة من كلية الشريعة،وكان الشيخ عبدالمحسن يذكر أنه كان كثيراً ما يكون اتصالي به في الفسح بين الدّروس وفي المسجد وأزورهُ في المنزل.

لما جاء عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف رُشِحَ الشيخ للتدريس في الجامعة الإسلامية،وقد كان الشيخ في آخر عام تسعةٍ وسبعين وألف قد طلبَ من الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله أن يجعله في سلك التدريس فوافق على شرط أن يُدرسَ في الجامعة الإسلامية عند افتتاحها،فأجاب شيخنا:أنهُ على أتم الاستعداد.

ثم بدأ بالتدريس في هذه الجامعة الغراء منذُ أول عام واحدٍ وثمانين وثلاثمائة وألف،وقد كانت له صحبة مع شيخه عبدالعزيز بن باز رحمه الله خمسة عشر عاماً،وكان الشيخ مع تدريسه في الجامعة وكذلك الحرم-ولا يزال- عضو في مجلس الجامعة منذُ إنشائها وحتى عام ثلاثةٍ وتسعين عُيّنتُ نائباً للرئيس-وهو الشيخ عبدالعزيز رحمه الله-بترشيخ من الشيخ وموافقة من الملك فيصل رحمهما الله.

يقول الشيخ: كنت أتي إليه-يعني الشيخ بن باز رحمه الله-قبل الذهاب إلى الجامعة وأجلس معه قليلاً،وكان معه الشيخ إبراهيم الحصين رحمه الله،وكان يقرأ عليه المعاملات من بعد صلاة الفجر إلى بعد ارتفاع الشمس.
وفي يوم من الأيام قال لي:رأيتُ البارحةَ رؤيا وهو أنني رأيتُ كأنّ هناك بَكْرَةٌ جميلة وأنا أقودها وأنت تسوقها،وقال:أوّلتُها بالجامعة الإسلامية،وقد تحقق ذلك بحمد الله فكنتُ معه في النيابة مدّة سنتين ثم قمتُ بالعملِ بعدهُ رئيساً بالنيابة أربعةَ أعوام.

وكنت له صلات كثيرة مع أهل العلم وخاصة المدرسون في الجامعة أو من يسمع عنهم من أهل الفضل ومنهم الشيخ عمر فلاته رحمه الله.-ولنا وقفة من فيّ الشيخ عن صلته به-

للشيخ مؤلفات عديدة منها:
1- عشرون حديثاً من حديث البخاري.
2- عشرون حديثا من صحيح الأمام مسلم.
3- من أخلاق الرسول الكريم.
4- عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام.
5- فضلُ أهل البيت وعلوُّ مكانتِهم عند أهل السُّنَّة والجماعة.
6- عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر.
7- الرد على الرفاعي والبوطي.
8- الانتصار للصحابةِ الأخيار في ردِّ أباطيل حسن المالكي.
9- الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله نموذج من الرعيل الأول.
10-الشيخ عمر بن عبدالرحمن فلاته وكيف عرفته.
11-الإخلاص والإحسان والإلتزام بالشريعة.
12- فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها.
13- من أقوال المنصفين في معاوية.
14- فضل آل البيت.
15- اجتناء الثمر في مصطلح أهل الأثر.
16- عالمٌ جهبذ وملكٌ فذ.
17- قبسٌ من هدي الإسلام.
18- دراسة حديث "نضّر الله إمراً سمع مقالتي" روايةً ودراية.

وكما ذكرنا أنهُ مدرس بالحرم المدني فالعام الماضي كانت دروسه يومياً عدا الخميس بعد كل صلاة مغرب بالحرم النبوي في شرح سنن أبي داود،وله دروس أخرى في مسجده.
أتم شرح عدة كتب من كتب السنة النبوية،وشرح مقدمة ابي زيد القيرواني في العقيدة،وشرح في المصطلح ألفية السيوطي،وشرح كتاب الصيام من اللؤلؤ والمرجان،وكتاب آداب المشي إلى الصلاة وكلها في الحرم.
من دروسه بالحرم النبوي والتي تجدها في تسجيلات الحرم النبوي:
1- شرح مُختصر ألفية السيوطي .............(57 شريط).
2- القيروانية....................................(14 شريط).
3- صحيح البخاري[لم يكتمل]................(623 شريط).
4- سنن النسائي ..............................(414 شريط).
5- سنن أبي داود[ومازال]....................(272 شريط).
6-اللؤلؤ والمرجان[كتاب الصيام].............(7 شريط).
7-آداب المشي إلى الصلاة....................(14 شريط).

أما طريقة الاستفادة من تسجلات الحرم فهي نفس الطريقة التي شرحنها من قبل في ترجمتنا للشيخنا عبدالله الغنيمان حفظه الله ، وهي(أن تأتي بأشرطة جيدة كسوني مثلاً وجديدة وتسلمها لهم على عدد الأشرطة المشروحة وتقيد طلبك لديهم،ومن الغد تأتي لتأخذها بالمجان مسجلة،والتسجيلات داخل الحرم).

ورقم هاتف الشيخ بالمدينة النبوية 8475207/04

وسمعت أنه حصل على الماجستير من مصر.

وللشيخ ولدٌ صالح وأحد طلبة العلم الجيدين وهو الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن العباد البدر حفظه الله وهو دكتور في الجامعة الإسلامية.

للشيخ محاضرات عديدة ؛ ولكن وللأسف لا توجد إلا في تسجيلات محددة نظراً لأن الطالبين لها قلة، والجوهر غالي ويحتاج إلى تنقيبٍ وبحث.
منها:
1- معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بين أهل الإنصاف وأهل الإجحاف.
2- الإيمان بالغيب.
3- أربع وصايا للشباب.
4- أثر علم الحديث.
5- تقييد النعم بالشكر.
6- محبة الرسول صلى الله عليه وسلم (2 شريط).
7- توقير العلماء والاستفادة من كتبهم.
8- أثر العبادات في حياة المسلمين.
9- الشيخ بن عثيمين رحمه الله وشيءٌ من سيرته ودعوته.
10-الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله نموذج من الرعيل الأول.
11- الشيخ عمر بن عبدالرحمن فلاته وكيف عرفته.
12- خطر البدع.
13-النصيحة .
14-أثر دراسة الحديث 2 شريط .

وغيرها...وتجدها في تسجيلات الإبانة بجدة،وما وجدته أنا في تسجيلات المجتمع ببريدة وسبيل المؤمنين بالدمام ومنهاج السنة بالرياض.

ولقد قرأت من جمع أحد الإخوة في أحد المنتديات هذه الصور من ورعه فيقول:
حدثني أحد خريجي الجامعة الإسلامية قصتين عن ورع الشيخ تذكرك بورع السلف الأولين !!
الأولى: قال الخريج: سمعت سائق الشيخ الذي يذهب به إلى الجامعة ويعود به أن الشيخ ما كان يرضى أن يوقف سيارة الجامعة على الطريق من أجل شراء حاجة للبيت . سبحان الله !!
وقال : سمعته أيضا يقول: لما انتهت رئاسة الشيخ للجامعة الإسلامية(والتي تولى رئاستها بعد سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله) رأيت الشيخ واقفا أسفل ينتظر فمررت عليه بالسيارة كالعادة لأوصله للمنزل فأبى الركوب وقال: ما دريت أنا قد انتهت مدة رئاستي وقد أرسلت لإبني يأتي ليأخذني !!! الله أكبر , ورع السلف وربي !!

والشيخ دائماً ما يذكر أخوته من أهل العلم ويدعوا لهم،وله صلة بهم،منها صلته بالشيخ عمر فلاته رحمه الله من العلماء المعروفين والذي كان ناظراً على دار الحديث بالمدينة ومن ثم مدرس بالجامعة الإسلامية وبالحرم المدني وبحلقة مجاورة للشيخ عبدالمحسن،يقول الشيخ عن صلته بالشيخ عمر وهو من أخص أصحابه:
((فأول ما عرفته عندما قدمت إلى المدينة عند افتتاح الجامعة الإسلامية في عام 1381هـ،كنتُ أسمع ويتردّد على سمعي الشيخ عمر مدير دار الحديث،فذهبتُ إليه ودخلتُ مع باب الدار الذي هو من إلى جهة الجنوب،وبعدما يدخل الإنسان مع هذه الباب يجد أمامه ساحة واسعة وعلى يساره غرفة هي مكان مدير الدّار وإذا الشيخ عمر رحمه الله تعالى،في زاوية من زوايا هذه الغرفة على مكتبه،فسلّمتُ عليه ورأيتُ من أوّل وهلةٍ منه السماحة والّلطف والبُشر والدّعاء ومحبّة الخير للناس.

فكان هذا أول لقاء حصل لي معه وأوّل تعرّف عليه في تلك الجلسة التي دخل حبُّه في قلبي،وبعد ذلك توطدت العلاقة بيني وبينه ولا سيّما بعدما انتقل إلى الجامعة الإسلامية،فكنتُ لا يمرّ يومٌ غالباً إلا وألتقي به وأجلس معه وأستأنس به كثيراً رحمه الله تعالى،ثمّ في عام 1389هـ وكذلك في العام الذي يليه ذهبتُ أنا وإياه للتعاقد مع مدرّسين للجامعة ا\"لإسلامية إلى الأردن وسوريا ولبنان ومصر،وبلغت تلك المدّة التي اصطحبنا فيها ما يقرب من شهرين في كلّ من هاذين العامين،وقد رأيتُ أخلاقه الكريمة وتواضعه الجمّ.

وأذكر أنه كنّا في فندق من الفنادق،وكنّا نسكن في غرفة وفي داخلها حمّام،وكان في الحمام يقضي حاجته رحمه الله،فدخل شخص فقال:أين رئيس اللّجنة؟فقلتُ له:اجلس يأتي الآن،وكان يسمع وهو في داخل الحمّام،ولّما خرج قال:هذا رئيس اللجنة يشير إليّ:لستُ أنا رئيس اللجنة،فقلتُ:لا أبداً لستُ رئيس اللجنة أنت رئيسُها،فصار الأمر يدور بيني وبينه كلٌّ يقول للآخر أنا لست الرئيس وإنما الرئيس أنت،فتعجّب هذا الشّخصُ الذي دخل وكان يسأل عن رئيس اللجنة،وهذا من لطافته وتواضعه وسماحته رحمه الله تعالى.

ثم كانت العلاقة بيني وبينه وطيدةً جداً بحيث لا ينقطع أحدُنا عن الآخر،وكان يزورني وأزوره،ويّتصل بي وأتّصل به،إذا تأخر أحدُنا عن الآخر فترة وجيزة اتصل بالهاتف يسألُ عنّي واتّصلتُ به أيضاً أسألُ عنه،وكانت المودة بيننا قائمة،وكان ذلك كله في الله عز وجل،وأرجوا أن أكون وإياه في ظله يوم لا ظل إلا ظلُّه الذين ورد ذكرهم في الحديث الصحيح وفيهم: \"ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه\".)) .

صور من مداعبات الشيخ:
يقول الشيخ في محاضرته عمر فلاته كما عرفته:
(ومن الطرائف العجيبة أنّني أداعب الشيخ عمر حول سنّه وأنّه كبير، ولا يظهر عليه الكِبَر، وفي سنة من السنوات كنّا في الحج ، ودخلنا مخيم التوعية في عرفات، وإذا فيه رجل قد ابيضّ منه كلُّ شيء حتّى حاجباه، فقلتُ للشيخ عمر:هذا من أمثالك أي: كبار السنّ، وبعد أن جلسنا قال ذلك الرجل يخاطبني: أنا تلميذ لك درّستني في مدرسة ليلية ابتدائية في الرياض- وكان ذلك في سنة 1374هـ تقريباً-،وكنت في زمن دراستي في الرياض أدرس مساءً متبرعاً في تلك المدرسة التي غالبُ طلابها موظفون، فوجد ذلك الشيخ عمر رحمه الله مناسبة ليقلب الموضوع عليّ، فكان يكرّر مخاطباً ذلك الرّجل: أنت تلميذ الشيخ عبدالمحسن ؟).

ومن صور مداعبته يقول:
(كنتُ معه-الشيخ عمر فلاته رحمه الله-في مجلس وفيه أحدُ المشايخ وقد حج فرضه بعد ولادتي بسنة، وكنتُ أعرف ذلك فسألته قائلاً : متى حججتَ فرضَك؟ فقال له الشيخ عمر: انتبه لا يجرّ لك لسانك، يعني بذلك التوصل إلى مقدار عمر ذلك الشيخ).

وصور مداعبت الشيخ كثيرة اكتفيت بما سمعتها منه حفظه الله..

يقول الشيخ حامد العلي من الكويت:
((ومن الدروس التي واظبنا عليه في المسجد شرح صحيح مسلم للشيخ العلامة عبد المحسن العباد ، ومن الطريف أن الذي كان يقرأ عليه صحيح مسلم اسمه أيضا حامد العلي ، وقد التقيت بالشيخ العباد ذات مرة في المسجد الحرام في مكة ، وعرفته بنفسي وذكرت له اسمي ، وهو ضعيف النظر ، فتعجب وسألني عن العلاقة بيني وبين من كان يقرأ عليه في المسجد النبوي صحيح مسلم ، فقلت إنما هو تشابه في الأسماء فقط ، وكان الشيخ العباد قد قرأ لي رسالة صغيرة بعنوان ( ضوابط ينبغي تقديمها قبل الحكم على الطوائف والجماعات ) قبل أن أجعل هذا عنوانها ، وانما نشرت في مجلة الفرقان الكويتية بعنوان آخر ، ثم زدت عليها زيادات مهمة وأعدت طبعها ، والمقصود أنه كان قد اطلع عليها في المجلة المذكورة ، وأثنى عليها فشجعني ذلك على إعادة تحريرها وطبعها طبعة ثانية بزيادات مهمة . )).

هذا وفي الخاطر الشيء الكثير عن هذا العلم،وحسبنا أن نلمح عن جانب من سيرة شيخنا الفاضل.

جزائرــــية
2009-10-02, 11:23
ترجمة الشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم رحمه الله


من مقال بقلم/ هاني بن سالم الحسيني الحارثي - جدة
نشرت في جريدة "الجزيرة" السعودية
لقد فجع أهل السنة والجماعة عند تلقيهم لخبر وفاته فضيلة الشيخ الدكتور عبدالسلام بن برجس بن ناصر آل عبدالكريم الذي وافته منيته ليلة السبت الموافق 13 - 2 - 1425هـ في حادث مروري مروّع في طريقه من الأحساء إلى الرياض.

والشيخ عبدالسلام معروف لدى علماء هذه البلاد المباركة ومشايخها، والدليل كثرة العلماء والمشايخ الذين حضروا للصلاة عليه، ولقد سمعت عدداً من المشايخ والفضلاء يقول: (لقد فاق علم الشيخ عبدالسلام سنه) ولقد قيل: (لو عُمر لكان آية) ولقد رأيت الكثير من العلماء وطلاب العلم متأثرين بفقده، فلقد كان مدافعا عن السنة منافحا عنها بنفسه وقلمه وماله.

ولقد مَنّ الله عليّ بالقرب من الشيخ فترة تعد قصيرة بالنسبة إلى عدد من أخلائه وأحبائه، وكنت في قربي منه إذا سمعت منه شيئا في ترجمته وأخباره قيدته، فاجتمع لي شيء من هذه الأخبار، وكلما ضمني به مجلس ذاكرته بها وكان يقول لي (أنا لست ممن يترجم له أنا أقل من ذلك)، والآن أرى أنه من أقل الواجب له أن أبرز هذه الترجمة على ما فيها من قصور. فأقول - مستيعنا بالله :

هو أبوعبدالرحمن عبدالسلام بن برجس بن ناصر آل عبدالكريم.

وأسرة آل عبدالكريم من الأسر المشهورة في حرمة التابعة لمحافظة المجمعة، وهذه الأسرة من المعامرة من بني سعد من بني تميم.

- ولد في الرياض في عام 1387هـ كما هو مثبت في بطاقة الأحوال الشخصية له، ونشأ في رعاية أبويه، وبيتهم بيت ديانة وصلاح، ولقد كان الشيخ من صغره ذكيا حازما مجدا مجتهدا.

حفظ القرآن، وبدأ في طلب العلم، وهو في الثالثة عشرة من عمره، ولاحظ مشايخه عليه علامات النبوغ والتميز فأوْلَوْه مزيد عناية واهتمام.

ولقد تتلمذ الشيخ على يد عدد من علماء هذه البلاد المباركة منهم :

الإمام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ت 1420هـ - رحمه الله - لازمه فترة، وحضر العديد من دروسه خصوصا في بلوغ المرام لابن حجر، وتفسير ابن كثير وغيرها من الكتب.

ومنهم: الشيخ الفقيه الأصولي محمد بن صالح بن عثيمين ت 1421هـ - رحمه الله - وقد رحل اليه الشيخ عبدالسلام ما بين سنتي 1401 - 1403هـ في فترة إجازات المدارس النظامية، كما لازمه حينما بدأ الشيخ محمد دروسه في المسجد الحرام بمكة سنة 1402هـ، وكان يسكن معه قبل أن يصطحب الشيخ معه أهله إلى مكة، وغير ذلك من الأوقات، وقد قرأ عليه في كتاب التوحيد والعقيدة الواسطية والعبادات من زاد المستقنع في الفقه، والأجرومية في النحو، ومختصر قواعد بن رجب للشيخ محمد، وصحيح البخاري قرابة النصف، وقد كان الشيخ محمد يجل الشيخ عبدالسلام ويقدره، ولقد رأيت هذا بنفسي. ومنهم الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين لازمه مدة أربع سنوات قرأ فيها عليه التوحيد لابن خزيمة، والنونية لابن القيم مع شرحها لابن عيسى، وقد حفظ منها الشيخ عبدالسلام قرابة الألف بيت، كما قرأ في زاد المستقنع مع الروض المربع، ومعارج القبول للشيخ حافظ الحكمي.

وقد استفاد الشيخ عبدالسلام من الشيخ ابن جبرين كثيراً.

ومنهم الشيخ المحدث العلامة عبدالله بن محمد الدويش ت 1409هـ قرأ عليه في فترة الإجازات النظامية في بريدة، قرأ عليه ألفية العراقي، وقطعة من سنن أبي داود.

ومنهم الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم - رفع الله عنه - درس عليه في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود في حاشية الروض لابن قاسم وفي دروس مسجده، ومنهم الشيخ فهد الحمين - حفظه الله - قرأ عليه في التوحيد والفقه، ومنهم الشيخ عبدالله بن قعود - رفع الله عنه - قرأ عليه في فتح المجيد .

ومنهم الشيخ الفقيه الأصولي عبدالله بن عبدالرحمن بن غديان درس عليه في المعهد العالي للقضاء.

ومنهم الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي ت 1410هـ حضر له دروساً في زاد المستقنع مع حاشيته عليها المسماة (السلسبيل في معرفة الدليل).

ومنهم الشيخ الدكتور عبدالكريم الخضير قرأ عليه في نيل الأوطار للشوكاني، وألفية العراقي في المصطلح،

ومنهم الشيخ الفرضي أ. د عبدالمحسن بن محمد المنيف قرأ عليه الرحبية في الفرائض في مكة سنة 1405هـ في رمضان.

هؤلاء بعض مشايخه الذين تلقى الشيخ عنهم على جادة أهل العلم، وأما دراسته النظامية، فقد تلقى الشيخ تعليمه في مدينة الرياض، فأخذ المرحلة الابتدائية فيها، ثم التحق بالمعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود، ثم التحق بكلية الشريعة في الجامعة وتخرج منها في 1410هـ، فعين بعدها مدرسا في المعهد العلمي في القويعية التي تبعد قرابة 170 كم غرب الرياض على طريق مكة، ثم سمت همته للدراسات العليا فالتحق بالمعهد العالي للقضاء وأكمل فيه دراسة الماجستير، وكانت رسالة الماجستير بعنوان: (التوثيق بالعقود في الفقه الإسلامي).

ثم عين قاضيا في وزارة العدل، ولكنه طلب الإعفاء فلم يعف إلا بعد جهد جهيد، ثم رشح بعدها في ديوان المظالم في مدينة جدة، ولكنه لم يمكث فيها إلا أسبوعاً واحدا، ثم ترك الديوان رغبة عنه، وطلبا للسلامة، وعاد إلى الرياض محاضرا في المعهد العالي للقضاء، وقد تحصل على الدكتوراة في 1422هـ في تحقيقه لكتاب (الفوائد المنتخبات شرح أخصر المختصرات) لعثمان بن جامع ت 1240هـ بالاشتراك، وكان المشرف عليه سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وبعدها عين أستاذا مساعدا حتى وفاته - رحمه الله - .

ولقد كان - رحمه الله تعالى - غاية في الأدب، متواضعا معروفا بوداعته وأنسه وبشاشته مع والديه وشيوخه وأهل بيته ومجالسيه، وكل من خالطه يعرف عنه ذلك، لذلك كثر من تأثر بوفاته وحزن نسأل الله أن يجمعنا به في دار كرامته.

والشيخ عبدالسلام - رحمه الله - شاعر مجيد، قصائده في الذروة، وفي غاية من الرقة، وله مساجلات شعرية، وشعره يدل على فطرية هذه الموهبة، وعلى أنه لم يكن يتكلف كتابته، وكان شعره في أسماره ومحدودا بأصدقائه وأحبائه لو قدر أن تجمع لجاءت في مجلد لطيف يسر الله لها من يجمعها.

والشيخ عبدالسلام - رحمه الله - صاحب قلم سيال وعبارة رشيقة، له مؤلفات عديدة سارت بها الركبان، وشرقت وغربت وحصل بها نفع عظيم، وأول تأليف للشيخ كان قبل الثامنة عشرة من عمره، وهي كتب قيمة حصل بها النفع العظيم، وها أنا أذكر ما أعلمه منها وأذكر المطبوع وغير المطبوع.

1 - القول المبين في حكم الاستهزاء بالمؤمنين مطبوع في كتيب لطيف.

2 - إيقاف النبيل على حكم التمثيل مطبوع، في كتيب متوسط الحجم.

3 - التمني، مطبوع.

4 - عوائق الطلب، مطبوع.

5 - الإعلام ببعض أحكام السلام، مطبوع في كتيب لطيف.

6 - الحجج القوية على أن وسائل الدعوة توقيفية، كتاب مطبوع لطيف الحجم في غلاف.

7 - ضرورة الاهتمام بالسنن، كتاب لطيف الحجم في غلاف.

8 -الأبيات الأدبية الحاصرة طبع مرتين.

9 - الأبيات العلمية الحاصرة ذكرها الشيخ في مقدمة كتابه السابق، وذكر أنه لم يتم بعد، وقد سألته قبل وفاته بخمسة أشهر فقال: إنه لم يتم، ولو تم لكان عجباً أطلعني الشيخ على موضوعين منه، ولو طبع على حالته التي تركها الشيخ عليه لكان نافعاً جداً.

10 - المعتقد الصحيح الواجب على كل مسلم اعتقاده، وهو في الأصل محاضرة ألقاها الشيخ في الجامع الكبير، وعقب عليها الشيخ عبدالعزيز بن باز وأثنى على الشيخ عبدالسلام - رحمهما الله - وقد أشار أحد المشايخ الفضلاء بطبعها فنزل الشيخ على رغبته، فطبعت عدة طبعات فحصل به نفع عظيم.

11 - إبطال نسبة الديوان المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية، مطبوع في غلاف لطيف.

12 - مجموع شعر شيخ الإسلام ابن تيمية، مطبوع بذيل الكتاب السابق.

13 - معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة، طبع عدة طبعات، وحصل به نفع عظيم، وهو كتاب فريد في بابه.

14 - الأمر بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم والتحذير من مفارقتهم، وهو في الأصل فصل من الكتاب السابق، أشار إليه أحد المشايخ المقربين منه أن يفرده لأهميته، فنزل على رغبته، فأفرده، وزاد عليه، طبع كثيرا، وحصل به نفع عظيم.

15 - بيان المشروع والممنوع من التوسل، مطبوع.

16 - التوثيق بالعقود في الفقة الإسلامي، وهو بحث تكميلي تقدم به الشيخ لنيل درجة الماجستير في المعهد العالي للقضاء ولم يطبع.

17 - قطع المراء في حكم الدخول على الأمراء، وقد ألفه الشيخ بناء على طلب أحد المشايخ الفضلاء مطبوع في مجلد لطيف.

18 - الأحاديث النبوية في ذم العنصرية الجاهلية، مطبوع في كتاب متوسط الحجم.

19 - الخيانة: ذمها وذكر أحكامها، مصفوف وجاهز للطبع أخبرني الشيخ بذلك قبل وفاته بأربعة أشهر تقريباً.

20 - مشروعية هبة الثواب، مصفوف وجاهز للطبع.

21 - المحاضرات في الدعوة والدعاة: والكتاب عبارة عن قرابة ثلاث عشرة محاضرة ألقاها الشيخ، وقمت بتفريغها مع الأخ منصور بن مبارك السفري وقام الشيخ بمراجعتها وتهذيبها ثم صفت وهي جاهزة للطبع.

22 - شرح المحرر في الحديث لابن عبدالهادي ت 744هـ، وكانت له عناية بهذا الكتاب محباً له وراغبا في إتمامه، ولكنه قدر الله فلم يتمه الشيخ انتهى من كتاب الطهارة وغالب كتاب الصلاة.

23 - تدوين العقيدة السلفية جهود أئمة الإسلام في نشر العقيدة الإسلامية، وهو كتاب ممتع، وفيه فائدة وهو عبارة عن جمع لكتب السلف في العقيدة مع تراجم مختصرة لأصحابها، وكان الشيخ ينوي أن يجعله على جزءين الأول من القرن الأول وحتى نهاية القرن السابع، والثاني من بداية القرن الثامن، وحتى هذا العصر والشيخ أتم الجزء الأول، وأما الجزء الثاني فلم يشرع فيه حسب علمي القاصر.

والأول مصفوف وجاهز للطبع، وفي مكتبتي صورة منه.

24 - كتاب في الفقه وكان الشيخ يذكره كثيرا، ويذكر أنه يحرر فيه، ويدقق ولا أدري كم قطع الشيخ فيه.

25 - تراجم لبعض العلماء ولا أدري ما خبره، ذكره لي الشيخ الفاضل عبدالكريم بن محمد المنيف، وذكر أن الشيخ عبدالسلام ذكره له.

26 - بيان مشروعية الدعاء على الكافرين بالعموم، وهي رسالة لطيفة الحجم في هذه المسألة في ثماني صفحات مطبوعة ومنتشرة.

27 - ضرب المرأة بين حكم الشرع وواقع الناس.

وربما أن هناك أشياء أخرى لا أعلم بها، كما أن للشيخ عددا من المقالات المنشورة في الصحف والمجلات، وللشيخ عناية بكتب علماء الدعوة النجدية تحقيقا ونشرا وسعيا في نشرها، والعناية بها، فله الفضل بعد الله عز وجل في إعادة طبع كتاب (مجموعة الرسائل والمسائل النجدية) والتي طبعت عام 1346هـ؛ ولقد قام - رحمه الله - بتحقيق الكثير من الرسائل التي صدرت في سلسلتين الأولى بعنوان: (سلسلة رسائل وكتب علماء نجد الأعلام) والثانية بعنوان (من رسائل علماء نجد الفقهية)، وهي على النحو التالي :

1 - دحض شبهات على التوحيد للشيخ عبدالله أبابطين.

2 - الفوائد العذاب للشيخ حمد بن معمر.

3 - الرد على القبوريين للشيخ حمد بن معمر.

4 - الضياء الشارق للشيخ سليمان بن سحمان.

5 - سؤال وجواب في أهم المهمات للشيخ عبدالرحمن بن سعدي.

6 - تحفة الطالب والجليس للشيخ عبداللطيف آل الشيخ.

7 - الصواعق المرسلة الشهابية للشيخ سليمان بن سحمان.

8 - الرد على شبهات المستعينين بغير الله للشيخ أحمد بن عيسى.

9 - كشف الشبهتين للشيخ سليمان بن سحمان.

10 - إقامة الحجة والدليل للشيخ سليمان بن سحمان.

11 - شفاء الصدور في الرد على الجواب المشكور للشيخ محمد بن إبراهيم.

12 - الرد على جريدة القبلة للشيخ سليمان بن سحمان.

13 - التحفة المدنية في العقيدة السلفية للشيخ حمد بن معمر.

14 - أصول وضوابط في التكفير للشيخ عبداللطيف آل الشيخ.

15 - نصيحة مهمة في ثلاث قضايا لمجموعة من علماء الدعوة.

16 - منهاج أهل الحق والاتباع للشيخ سليمان بن سحمان.

17 - الرسائل الحسان للشيخ عبدالله بن حميد.

18 - نصيحة في التحذير من المدارس الأجنبية للشيخ عبدالرحمن بن سعدي.

19 - التأسيس والتقديس في كشف تلبيس دواد بن جرجيس للشيخ عبدالله أبابطين.

ومن السلسلة الثانية:

20 - الجهر بالذكر بعد الصلاة للشيخ سليمان بن سحمان.

ورسالة منفردة:

21 - مناصحة الإمام وهب بن منبه لرجل تأثر بمنهج الخوارج.

22 - الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات لابن جامع النجدي، وقد حققه الشيخ، وتقدم به للمعهد العالي للقضاء لنيل درجة الدكتوراه في الفقه المقارن، وقام بتحقيق الكتاب من أوله إلى آخر باب الهبة، ولقد كان المشرف على الرسالة سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ - أمد الله في عمره - .

وهناك كتب أخرى قام الشيخ - رحمه الله - بتحقيقها، ولكنها لم تطبع.

ولقد كان الشيخ عبدالسلام حريصا على نشر الكتب العلمية عموما، وكتب علماء الدعوة خصوصاً، وكان ربما صور المخطوطات، أو سعى في تحصيلها لمن يقوم بتحقيقها، وقد أحصيت أكثر من ثلاثين - ما بين - كتاب ورسالة يذكر محققوها أنهم استفادوا بعض النسخ في تحقيقهم من مكتبة الشيخ - رحمه الله - وهناك الكثير من أخباره ومآثره التي يصعب حصرها هنا، فلعل الله ييسر جمعها وتبويبها.

أسأل الله أن يتجاوز عنا وعنه، وأن يجمعنا به في دار كرامته، وأن يغفر لنا وله ولوالديه ولإخوانه ولمحبيه وألا يحرمنا أجره وألا يفتنا بعده، آمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين.

جزائرــــية
2009-10-02, 15:25
ترجمة الشيخ عبد الرحمن السعدي على لسان فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمهما الله تعالى:

http://binsaadi.com/files/trajem_sound/othaimeen.wma (http://binsaadi.com/files/trajem_sound/othaimeen.wma)

rachidh
2009-10-02, 15:57
للمصلحة اوافق على التثبيت وجزاكم الله احسن الجزاء

جزائرــــية
2009-10-02, 21:15
للمصلحة اوافق على التثبيت وجزاكم الله احسن الجزاء

جزاكم الله خيرا على حسن التدعيم

جزائرــــية
2009-10-09, 13:35
فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى:
نسبه :
هو فضيلة الشيخ الدكتور: صالح بن فوزان بن عبد الله، من آل فوزان من أهل الشماسية، الوداعين من قبيلة الدواسر.
نشأته ودراسته:
ولد عام 1354هـ، وتوفي والده وهو صغير، فتربى في أسرته، وتعلم القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد إمام مسجد البلد، وكان قارئا متقنا وهو فضيلة الشيخ: حمود بن سليمان التلال، الذي تولى القضاء أخيرا في بلدة ضرية في منطقة القصيم.
ثم التحق بمدرسة الحكومة حين افتتاحها في الشماسية عام 1369 هـ، وأكمل دراسته الابتدائية في المدرسة الفيصلية ببريدة عام 1371 هـ، وتعين مدرسا في الابتدائي، ثم التحق بالمعهد العلمي ببريدة عند افتتاحه عام 1373 هـ، وتخرج فيه عام 1377 هـ، والتحق بكلية الشريعة بالرياض، وتخرج فيها عام 1381 هـ، ثم نال درجة الماجستير في الفقه، ثم درجة الدكتوراه من هذه الكلية في تخصص الفقه أيضا.

أعماله الوظيفية :
بعد تخرجه في كلية الشريعة عين مدرسا في المعهد العلمي في الرياض، ثم نُقل للتدريس في كلية الشريعة، ثم نُقل للتدريس في الدراسات العليا بكلية أصول الدين، ثم في المعهد العالي للقضاء، ثم عين مديرا للمعهد العالي للقضاء، ثم عاد للتدريس فيه بعد انتهاء مدة الإدارة، ثم نُقل عضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء والبحوث العلمية، ولا يزال على رأس العمل.

أعماله الأخرى :
فضيلة الشيخ عضو في هيئة كبار العلماء، وعضو في المجمع الفقهي بمكة المكرمة التابع للرابطة، وعضو في لجنة الإشراف على الدعاة في الحج، إلى جانب عمله عضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وإمام وخطيب ومدرس في جامع الأمير متعب بن عبد العزيز آل سعود في الملز، ويشارك في الإجابة في برنامج (نور على الدرب) في الإذاعة، كما أن لفضيلته مشاركات منتظمة في المجلات العلمية على هيئة بحوث ودراسات ورسائل وفتاوى، جمع وطبع بعضها، كما أن فضيلته يشرف على الكثير من الرسائل العلمية في درجتي الماجستير والدكتوراه، وتتلمذ على يديه العديد من طلبة العلم الذين يرتادون مجالسه ودروسه العلمية المستمرة.

مشايخه :
تتلمذ فضيلة الشيخ على أيدي عدد من العلماء والفقهاء البارزين، ومن أشهرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وسماحة الشيخ عبد الله بن حميد، حيث كان يحضر دروسه في جامع بريدة، وفضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وفضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي، وفضيلة الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي، وفضيلة الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي، وفضيلة الشيخ محمد بن سبيل، وفضيلة الشيخ عبد الله بن صالح الخليفي، وفضيلة الشيخ إبراهيم بن عبيد العبد المحسن، وفضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي، والشيخ صالح العلي الناصر. وتتلمذ على غيرهم من شيوخ الأزهر المنتدبين في الحديث والتفسير واللغة العربية.

مؤلفاته :
لفضيلة الشيخ مؤلفات كثيرة، من أبرزها:
1- (التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية) في المواريث، وهو رسالته في الماجستير، مجلد.
2- (أحكام الأطعمة في الشريعة الإسلامية) وهو رسالته في الدكتوراه، مجلد.
3- (الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد) مجلد صغير.
4- (شرح العقيدة الواسطية) مجلد صغير.
5- (البيان فيما أخطأ فيه بعض الكتاب) مجلد كبير.
6- (مجموع محاضرات في العقيدة والدعوة) مجلدان.
7- (الخطب المنبرية في المناسبات العصرية) في أربع مجلدات.
8- (من أعلام المجددين في الإسلام).
9- (رسائل في مواضيع مختلفة).
10- (مجموع فتاوى في العقيدة والفقه) مفرغة من نور على الدرب، وقد أنجز منه أربعة أجزاء.
11- (نقد كتاب الحلال والحرام في الإسلام).
12- (شرح كتاب التوحيد- للشيخ محمد بن عبد الوهاب)، شرح مدرسي.
13- (التعقيب على ما ذكره الخطيب في حق الشيخ محمد بن عبد الوهاب).
14- (الملخص الفقهي) مجلدان.
15- (إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان).
16- (الضياء اللامع من الأحاديث القدسية الجوامع) .
17- (بيان ما يفعله الحاج والمعتمر).
18- (كتاب التوحيد) جزءان مقرران في المرحلة الثانوية بوزارة المعارف.
19- (فتاوى ومقالات نشرت في مجلة الدعوة)، وهو هذا الذي نشر ضمن (كتاب الدعوة).
20- ( البدع والمحدثات وما لا أصل له).
21- (مجالس شهر رمضان المبارك).
22- (عقيدة التوحيد).
23- (أضواء من فتاوى ابن تيمية).
24- (بحوث فقهية في قضايا عصرية).
25 - (محاضرات في العقيدة والدعوة).
26 - (شرح كتاب كشف الشبهات).
27 - (فقه وفتاوى البيوع).
28 - (دروس من القران الكريم).
29 - (زاد المستقنع).
30 - (الملخص في شرح كتاب التوحيد).
31 - (إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد).
32 - (شرح مسائل الجاهلية).
33 - (حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي).
34 - (المنتقى).
35 - (لمحة عن الفرق).
36 - (الإيمان بالملائكة وأثره في حياة الأمة).
37 - (الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام).
38 - (مجمل عقيدة السلف الصالح).
39 - (البيان بالدليل لما في نصيحة الرفاعي ومقدمة البوطي من الكذب الواضح والتضليل).
40 - (حقيقة التصوف).
41 - (من مشكلات الشباب).
42 - (وجوب التحاكم إلى ما أنزله الله).
43 - (الفرق بين البيع والربا).
44 - (مسائل في الإيمان).
45 - (التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية).
46 - (تدبر القرآن).
47 - (من مشاهير المجددين في الإسلام).
48 - (وجوب التثبت في الأخبار واحترام العلماء).
49 - (من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة).
50 - (دور المرأة في تربية الأسرة).
51 - (معنى لا إله إلا الله).
علاوة على العديد من الكتب والبحوث والرسائل العلمية، منها ما هو مطبوع، ومنها ما هو في طريقه للطبع.
وهذه المواد معظمها يمكنك الاطلاع عليها فقط في هذا الموقع المخصص لفضيلة الشيخ حفظه الله ورعاه بصفحة "المكتبة العلمية" .

صوتيات الشيخ حفظه الله :
لفضيلة الشيخ عدد كبير من المواد الصوتية التي أثرى بها المكتبة الإسلامية في علوم مختلفة منها على سبيل المثال:
-شرح لمعة الاعتقاد في اثني عشر شريطا.
-شرح نونية ابن القيم في أربعة وستين شريطا.
-شرح العقيدة السفارينية للإمام السفاريني في خمسة عشر شريطا.
-شرح منظومة الآداب في ستة عشر شريطا .
-شرح عمدة الأحكام في أحد عشر شريطا.
-شرح الأصول الثلاثة في عشرة شرائط.
-شرح العقيدة الطحاوية في أربعة عشر شريطا.
-اللقاء الأسبوعي المفتوح في اثني عشر شريطا.
-شرح رسائل من مجموعة التوحيد في تسعة شرائط.
-شرح كشف الشبهات في تسعة شرائط أيضا.
-شرح العقيدة الواسطية في واحد وثلاثين شريطا.
-شرح مسائل الجاهلية في أربعة عشر شريطا.
-شرح نواقض الإسلام في خمسة شرائط.
-شرح بلوغ المرام في ثمانية وستين ومائة شريط.
-شرح زاد المستقنع في تسعة وستين شريطا.
-شرح قرة عيون الموحدين في ستين شريطا.
-شرح العدة في أربعين شريطا.
-شرح العدة الثاني في ثلاثة وأربعين شريطا.
وقد أضيفت جميع هذه المواد في صفحة "دروس وخطب" على هذا الموقع ليعم نفعها لعموم المسلمين.
نسأل الله تعالى أن ينفع بكل ذلك، وأن يجعله في ميزان حسنات شيخنا الجليل، إنه سميع مجيب

أم مريم
2009-10-11, 11:51
السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله في الأختين المسلمة ونهج السلف دائما تدهشان في مواضيعكما اللهم حفظهما وسدد خطاهما ونفع بهما .

جزائرــــية
2009-10-11, 17:23
السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله في الأختين المسلمة ونهج السلف دائما تدهشان في مواضيعكما اللهم حفظهما وسدد خطاهما ونفع بهما .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
وفيكم بارك الله أختي
جزاك الله خيرا أختي على الدعوة الطيبة ولكم بالمثل بل وأكثر
شكرا

جزائرــــية
2009-10-16, 11:48
ترجمة الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله


* اسمه: عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير.

* مكان وتاريخ الولادة: ولد في بريده سنة 1374هـ.

* عمله: عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الى أن تقاعد تقاعدا مبكرا في 27/8/1424 هـ ،وفي يوم 19/2/1430 صدر الأمر الملكي بتعيين الشيخ حفظه الله عضوا في هيئة كبار العلماء.

* شيوخه:
* في القصيم:
1- الشيخ مبارك بن حسن الراجح رحمه الله.
2- الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح حفظه الله.
3- الشيخ محمد ذاكر حفظه الله.
4- الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله.
5- الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رحمه الله.
6- الشيخ صالح السكيتي رحمه الله.
7- الشيخ علي الضالع رحمه الله.
8- الشيخ محمد بن علي الروق رحمه الله.
9- الشيخ فهد بن محمد بن حمود المشيقح حفظه الله.

* في الرياض:
1- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان حفظه الله.
2- سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله.
3- الشيخ فهد بن حمين الفهد الحمين رحمه الله.
4- الشيخ عبد الرحمن السد حان حفظه الله.
5- الشيخ عبد العزيز الداود حفظه الله.
6- الشيخ عبد العزيز الفالح حفظه الله.
7- الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم حفظه الله.
* مؤلفاته:-
1- الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به ( مطبوع ).
2- تحقيق النصف الأول من فتح المغيث للسخاوي ( مطبوع ).
3- تحقيق الرغبة شرح النخبة ( مطبوع ).
4- شرح قصب السكر ( مخطوط ).
5- شرح الورقات ( مخطوط ).
6- شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ( مخطوط).

- وله تعليقات و تنبيهات على أمهات الكتب والشروح من كتب التفسير والحديث
والعقيدة وغيرها.

جزائرــــية
2009-10-16, 11:51
ترجمة الشيخ محمد سعيد رسلان

الاسم : محمد سعيد رسلان
الدولة : مصر
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته

نسبه وكنيته

هو شيخنا الحبيب محمد سعيد أحمد رسلان المُكني بأبي عبد الله حفظه الله تعالى

مولده

وقد ولد حفظه الله تعالى في قرية سبك الأحد بمركز أشمون بمحافظة المنوفية (مصر) وذلك في
23-11-1955م

دراسته ومؤهلاته

وقد حصل حفظه الله على بكالوريوس طب وجراحة من جامعة الأزهر
وعلى ليسانس الآداب قسم اللغة العربية شعبة الدراسات الإسلامية
وعلى درجة الماجستير في علم الحديث بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى عن بحث في
"ضوابط الرواية عند المُحدِّثين"

وعلى درجة الدكتوراه - العَالِمية - في علم الحديث بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في بحث عن
"الرواة المُبدَّعون من رجال الكتب الستة"

ومعه (حفظه الله) إجازة في أربعين حديث بسنده إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذه الأحاديث مسماة ب "الأربعين البُلدَانِيَّة"

و قد تأثر بطائفة من فحولة العلماء ومحققيهم، وقفا أثرهم، ومنهم: شيخ الإسلام، أبو العباس أحمد ابن تيمية، وتلميذه البار، العالم الرباني وشيخ الإسلام الثاني؛ ابن قيم الجوزية.

جهوده الدعوية

يقوم بإلقاء خطبة الجمعة والدروس في المسجد الشرقي بسبك الأحد ، ويلقي محاضرات بمختلف البلاد

من مؤلفات الشيخ

فضل العلم وآداب طلبته
حول حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
ذم الجهل وبيان قبيح أثره
قراءة وتعليق وتخريج لرسالة شيخ الإسلام ابن تيمية "العبودية"
قراءة وتعليق وتخريج لرسالة شيخ الإسلام ابن تيمية "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"
عداوة الشيطان
حسن الخُلُق
شأن الكلمة في الإسلام
فضل العربية
آفات العلم
ضوابط في الرمي بالبدعة
الشعارات وحدها لا تكفي
سلسلة: وقفات مع سيد قطب


سلسلة رسائل العلم النافع
آداب طالب العلم
الترهيب من الربا
ضوابط الكتابة عند المُحدِّثين
الوضع في الحديث وجهود العلماء في مواجهته
مراتب طلب العلم وطرق تحصيله

جزائرــــية
2009-10-16, 11:53
علي العامري الحدادي

الاسم : علي بن يحيى بن علي بن محمد العامري الحدادي
· مواليد مدينة الرياض· 3- 10-1390هـ (1970)
· الدراسة النظامية:
1- الابتدائية من مدرسة الملك عبد العزيز بالرياض 1402هـ
2- المتوسط والثانوي : معهد الرياض العلمي 1408هـ
3- البكالوريوس: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية _ كلية أصول الدين_ قسم السنة وعلومها.
4- الماجستير: جامعة الملك سعود_ كلية التربية_ شعبة الحديث والتفسير.
5- الدكتوراة: جامعة أمدرمان الإسلامية _ كلية أصول الدين_ قسم السنة وعلوم الحديث.
· العمل الرسمي:
1- مدرس في كلية أصو ل الدين قسم السنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
2- إمام وخطيب جامع أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر
· من مشايخي:
1- الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
2- الشيخ عبد الله بن عقيل
3- الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
4- الشيخ أحمد بن يحيى النجمي
5- الشيخ زيد بن محمد المدخلي
· الإجازات:
1- إجازة من الشيخ حسن حماد في القرآن الكريم
2- إجازة من الشيخ عبد الله بن عقيل
3- إجازة من الشيخ أحمد النجمي
4- إجازة من الشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله
5- إجازة من الشيخ يحيى المدرس حفظه الله
6- إجازة من الشيخ وصي الله عباس.
· من الأنشطة العلمية والدعوية:
1- مقالات صحفية نشرت في (الرياض) (الجزيرة) (عكاظ) (مجلة الجندي المسلم).
2- المشاركة في بعض الدورات العلمية السلفية الصيفية في الرياض و صامطة والطائف وخميس مشيط وحفر الباطن وغيرها.
3- طبع له: كتاب (الغلو ومظاهره في الحياة المعاصرة) ، كتاب (الأربعين في مذهب السلف) كتاب (صفحات مهمة من حياة سيد قطب) كتاب(تخريب لا تقريب : فصول من عقيدة الرافضة مهداة إلى دعاة التقارب) مطوية بعنوان (رسالة عاجلة إلى رجل الأمن السعودي).

جزائرــــية
2009-10-19, 18:12
السيرة المختصرة لشيخنا

أبي عبد الرحمن سلطان بن عبد الرحمن العيــد

اسمه : هو أبو عبد الرحمن سلطان بن عبد الرحمن بن محمد العيد
من مواليد مدينة الرياض وبها نشأ.
=====
مشايخه
تتلمذ شيخنا وتلقى العلم على عدد من علماء هذه البلاد المباركة منهم:
- سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رفع الله درجته ـ
حضر دروس سماحته بالجامع الكبير و بمسجد سارة بالرياض ـ.
- فضيلة الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح بن عثيمين – غفر الله له-:
حضر له في الحرم المكي وعلى الأخص عام 1411هـ ، وكان يحضر بعض دروسه ومجالسه في عنيزة بجامعه ومنزله.ـ
- فضيلة العلامة شيخ الحنابلة في عصره الشيخ المسند عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل - متع الله به-:
قرأ عليه من صغره "هداية الراغب"ـ،
وقرأ عليه أيضاً متن "دليل الطالب"ـ ومقدمة تحقيقه وتعليقه عليه، وأثنى على عمله ثناء عطراً حتى قال:"أنت الدليلُ على الدليل"ـ
وقرأ شيخنا عليه كتابه الجامع "جامع المناسك" من أوله إلى آخره على الشيخ ابن عقيل وقدَّم له وأثنى عليه وعلى مؤلَّفه.
- فضيلة الشيخ الفقيه عبد المحسن بن ناصر العبيكان – حفظه الله- :
: وكان شيخنا من الملازمين لدروس فضيلته أكثر من عشرين عاماً، ومما قرأ عليه
"الروض المربع" مرتين، ومتن "الرحبية" "بلوغ المرام" و"صحيح مسلم"، وحضر شرح عدد من المتون والكتب
التي كانت تقرأ على الشيخ .ـ.
- فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان – أعزه الله وسدده- حضر له بعض دروسه في جامع الأمير متعب بالرياض.
- سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ – حفظه الله-: قرأ عليه بكلية الشريعة بالرياض.
- فضيلة الشيخ الفقيه الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم -غفر الله له- عضو هيئة كبار العلماء : قرأ عليه بكلية الشريعة .
- فضيلة الشيخ عبد العزيز بن داوود – حفظه الله- عضوا الإفتاء: قرأ عليه بكلية الشريعة .
- فضيلة الشيخ الفقية عبد العزيز بن مرشد – رحمه الله-: حضر له بعض مجالسه ودروسه العلمية.
- فضيلة الشيخ العلامة المسند أحمد بن يحي النجمي – أعزه الله-: قرأعليه بمنزله بالنجامية بجازان شرحه على القواعد الأربع وقرأ عليه في الرياض ألفية الحافظ العراقي في السيرة النبوية، وأجازه بمروياته للكتب الستة.
وأثنى عليه وعلى جهوده الدعوية فقال: "وقد بلغني عنكم بل تواتر جهادكم في نشر الدعوة السلفية، ومحاربة الحزبيات والمناهج المبتدعة..
فجزاكم الله خيراً وبارك في جهودكم، وهذا ما جعلني أحبكم في الله ـ.."
- فضيلة الشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي – غفر الله له-: قرأ عليه في مسجده بسامطة بعض رسائل الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب.
وقال في توصية للشيخ سلطان: وأنصح بترشيحه .. لكفاءته العلمية وحكمته الدعوية، هكذا أحسبه والله حسيبه"ـ.
- فضيلة الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري – أعزه الله وسدده- ، قرأ عليه كتاب العلم من "صحيح البخاري"،
ومقدمة العلامة ابن سعدي في عقيدة أهل السنة (مطبوعة مع شرحه " القول السديد)ـ
- ولشيخنا عدد من اللقاءات العلمية والمشاركات الدعوية مع أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ الفضلاء في عدد من مناطق المملكة.
====
• من أعماله ومؤلفاته:
1- ترتيب وتحقيق وتعليق على متن "دليل الطالب"
للعلامة مرعي الكرمي الحنلبي.
2ـ كتاب "المدخل إلى زاد المستقنع"،
فكان (مدخلاً) علمياً تأصيلاً لدراسة متن " الزاد"، من ترجمة مؤلفه والتعريف بمصنفه، وبيان مزاياه ومحاسنه، وخدمة العلماء له،
وبيان مسائله المخالفة للمذهب - وأوصلها إلى مائة مسألة-، وبيان المكرر منها، حتى أصبح "المدخل" مدخلاً لدراسة "الزاد".
3- كتابه الجامع "جامع المناسك"،
وهو جمع لمناسك العلماء الأعلام: النووي- المحب الطبري- ابن تيمية- ابن جاسر- ابن باز- الألباني- ابن عثيمين) في مصنف واحد جامع لمسائل الحج وأحكامه من مناسك هؤلاء الأعلام.
وقد قدَّ له عدد من أصحاب الفضيلة العلماء.
4ـ كتابه "تعرَّف على جماعة التبليغ (الأحباب)"،
بيَّن فيه ضلال هذه الجماعة المحدثة وفساد مسلكهاومنهجها بأكثر من دليل وبرهان،
وقد احتوى هذا الكتاب على أكثر من ثمان وعشرين فتوى لكبار علماء السنةفي التحذير من هذه الجماعة وطرقها الضالة.
5ـ صدر له عدد من الرسائل في محاربة فتنة خوارج العصر،
وبيان أسبابها ومصادرها وطرق علاجها، منها:
- المخالفات زمن الفتن.
- الإرهاب بين التدمير والتبرير.
- البشائر لأهل الحرمين والعساكر.
- فتنة ابن الأشعث.
- وبهذا يهدم الدين .
- المنشورات وأثرها في صناعة الإرهاب.
- المنهج الخفي وأثره في صناعة الإرهاب.
• اشتهر شيخنا – أعزه الله وسدده- بخطبه المنبرية التي تدعو إلى الدعوة السلفية بالحكمة والموعظة الحسنة، فنسأل الله أن ينفع بها وأن يبارك فيها.
•وشيخنا– زاده الله من فضله- قائم ولله الحمد بالتدريس في جامعه المبارك (جامع خالد بن الوليد بالبديعة) وفي غيره من الدورات العلمية في المملكة، في العقيدة والتفسير والحديث والفقه فجزاه الله خيراً وبارك فيه وفي علمه ونصر به السنة.

جزائرــــية
2009-10-19, 18:13
قالوا عن الشيخ سلطان آل العيد:
http://www.sultanal3eed.com/tazkeya/ (http://www.sultanal3eed.com/tazkeya/)

تقي الدين_جزائري
2009-10-25, 23:12
السلام عليكم.
بارك الله فيك الأخت على هذا الموضوع الرائع...لكن حبذا لو نقلته إلى المنتدى الإسلامي العام فسيلقى إقبالا أكبر...شكرا.

جزائرــــية
2009-10-27, 13:04
وفيكم بارك الله
مشكور أخي على الاقتراح
سأحاول إن شاء الله استشارة أحد المشرفين فيه
وإن كان خيرا فنسأل الله التوفيق

جزائرــــية
2009-11-02, 17:13
ترجمة موجزة لفضيلة الشيخ سعد الحصين -حفظه الله-
http://www.saad-alhusayen.com/images/line.gif
الاسم: سعد بن عبد الرحمن الحصيّن ـ من النواصر ـ بني تميم.
الولادة: عام 1354هـ في شقراء من الوشم، بالمملكة العربية السعودية.
تخرّج من كلية الشريعة بمكة المباركة عام 1376.
حصل على الدبلوم العالي من معهد الدراسات العربية العليا بالقاهرة في الأدب العربي.
حصل على الماجستير في التربية من جامعة جنوبي كلفورنيا ـ لوس أنجلس ـ أمريكا.
عمل: مديرًا لإدارة البعثات الخارجية بوزارة المعارف 80-1384.
ثم: مديرًا عامًّا للإدارة العامة للثقافة بوزارة المعارف 1384-1388.
ثم: مديرًا عامًّا للإدارة العامة للتعليم الثانوي بوزارة المعارف 92-1401.
ثم: مشرفًا على الدعوة إلى الله في بلاد الشام 1401-1422.
محاولات الإصلاح:
1) تأسيس والإشراف على محاولة إصلاح التعليم العام بالمملكة المباركة فيما سُمّي بالمدارس الشاملة ومدرسة الفهد 95-1401 حتى قرّرت وزارة المعارف تطوير المحاولة وتعميمها.
2) بحث عن التعليم الثانوي للطالب المسلم بطلب من جامعة الملك عبد العزيز.
3) بحث عن التوجيه والإرشاد بطلب من جامعة الملك سعود.
4) بحث عن الدعوة إلى الله في جزيرة العرب عام 1409.
5) بحث عن مسيرة التعليم في المملكة المباركة بطلب من وزارة المعارف.
6) بحث عن مجدِّد القرن الثاني عشر الهجري بطلب من وزارة الشؤون الإسلامية.
7) بحث عن فكر سيّد قطب رحمه الله.
8) مجموع مقالات بعنوان: الحكم بما أنزل الله فرض عين على كل مسلم.
9) مجموع مقالات بعنوان: إنما اليقين في الوحي والفقه لا في الفكر الإسلامي.
10) أكثر من ستين رسالة وكتاب (تهذيباً ونشرًا) عفا الله عن النقص.

قائمة بأسماء كتب ورسائل الشيخ -حفظه المولى-

(الكتب والرسائل المتوفرة للتحميل) (http://www.saad-alhusayen.com/*******/7)
1مهذب تفسير الجلالين
المحلِّي والسيوطي
تهذيب الحصين وخلوف
2رسالة التوحيد
الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود
تقديم
3رسالة التوحيد
إسماعيل بن عبد الغني/ الندوي
تهذيب
4زيارة القبور سنة صحيحة والاستنجاد بالمقبور شرك صريح
ابن تيمية

5زيارة القبور الشرعية والشركية
البركوي الحنفي
تهذيب
6البدعة ومضارها
محمود شلتوت شيخ الأزهر
تهذيب تهذيب الحلبي
7البدع والحوادث
الطرطوشي المالكي
تهذيب تهذيب الحلبي
8وقفات مع إحياء علوم الدين
عبد الرحمن دمشقية
تهذيب
9مهذب النقشبندية
عبد الرحمن دمشقية
تهذيب
10مهذب الرفاعية
عبد الرحمن دمشقية
تهذيب
11عقيدة الأشاعرة
سفر الحوالي
تهذيب
12الدعوة على منهاج النبوة
محمد بهجة الأثري ـ الزحيلي – عبد الحليم عويس
جمع وتهذيب
13ألا لله الدين الخالص
مراجعة جمع من العلماء
جمع وتهذيب
14رأس الأمر وعموده
مراجعة جمع من العلماء
جمع وتهذيب
15التعصب المذهبي
محمد عيد العباسي
تهذيب
16هل المسلم ملزم باتباع مذهب معيَّن
المعصومي
تهذيب
17فقه الواقع
علي بن حسن الحلبي
تهذيب
18ملاحظات على البيجورية
عمر بن محمود
تهذيب
19الشرك ومظاهره
مبارك الميلي
تهذيب
20دليل الحاج والمعتمر
ابن باز
تهذيب
21السحر والخرافة
ابن باز - الجداوي
تهذيب
22حق الله وحق أنبيائه وحق أوليائه
عبد العزيز بن عبد الله الحصين (القرن 12 هـ)
تقديم
23كلمات مكفرات
عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب
تقديم
24حكم الإنتماء إلى الفرق والجماعات والأحزاب الإسلامية
بكر بن عبد الله أبو زيد
تهذيب
25الدعوة إلى الله في جزيرة العرب
تأليف
وطبع بعنوان: (الدعوة إلى الله بين الشرع والفكر) وبعنوان: (الدعوة إلى الله بين الوحي والفكر)
26تصحيح التشيع
د. موسى الموسوي
تهذيب
27مهذب زاد المعاد
ابن القيم
تهذيب
28فكر سيد قطب بين رأيين
تأليف

29هجرة صحفي أوربي إلى جزيرة العرب
محمد أسد / ليوبولد فايس
تهذيب
30مهذب فكر محمد علوي
سمير المالكي
تهذيب
31تهذيب تحذير الخواص من أكاذيب القصاص
السيوطي
تهذيب
32تهذيب دليل الهدى من سيرة المصطفى
د. يحيى اليحيى
تهذيب
33لسنا اليوم أهلا للنصر
مهذب: كيف نستحق النصر من الله؟

34الدعوة والدعاء شرع من الله لجميع عباده
مقالات سعد الحصين (3)

35إنما اليقين في الوحي والفقه لا في الفكر الإسلامي
مقالات سعد الحصين (2)

36الحكم بما أنزل الله فرض عين على كل مسلم
مقالات سعد الحصين (1)

37سيرة داعية إلى الله تعالى
تأليف

sousou24
2009-12-08, 11:44
http://www.dohaup.com/up/2009-05-19/dohaup_122843178.gif (http://www.dohaup.com/)