مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز ミ★ミ .ܨܓܨ๘彡 فوائد رجال الإصلاح (متجدد) ミ★ミ .ܨܓܨ๘彡
أبو حذيفة عبدالنور
2015-08-20, 14:46
http://store1.djelfa.info/vb/2015-08/1440077835971.png
http://store1.djelfa.info/vb/2015-08/14400785831.png
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم :
فهذه سلسلة علمية نهدف إليها بتعريف ونشر فوائد لمشايخنا وعلمائنا من أهل السنة في الجزائر الذين همهم في هذا البلد هو نشر دين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم,فالله أسأل أن يعيننا على هذا العمل وأن يجعلنا من المخلصيين في أعمالهم.
تنبيه :من أراد أن يضيف للموضوع من فوائد فلا يبخل علينا
✒رسالة رجال الإصلاح إلى جميع العقلاء في العالم✒
وعلى العقلاء وأهلِ الشهامةِ الفُضلاءِ أن تأخذ منهم الغيرةُ مَبلَغَها وتُحرِّك في أشجانهم روح الدِّفاع عن الدين والانتصارِ له بالوسائل المشروعة ليبقى الدِّينُ حرمًا مصونًا لا يرتَعُ فيه اللَّامزون ولا يَجوسُ حِمَاهُ العَابثون فـ (إنَّ أصلَ الدِّين الغَيرَةُ ومَن لا غَيْرَةَ له لا دين له) [ابن القيم في "الجواب الكافي" ص 68].
وتلك هي قوة الصَّادقين من أهلِه يَغارُون عليه ويَعتَزُّون به ويُدافعون عنه وينتَصرون له فالشَّرفُ لا يُنَالُ إلَّا بهذا الدِّين ولا يُرتَقَى إلى العزِّ بغيرِه سُلَّمًا ولا صلاحَ إلَّا بالاسْتِمْسَاكِ به ولا بقاءَ إلَّا لمن سارَ على نَهجِه والذِّلَّةُ والصَّغارُ على من خالف أمره.
اللَّهمَّ انصُر دينكَ وكتابَك وسنَّة نبيِّك صلَّى الله عليهِ وسَلَّم وعبادَك الصالحين واخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العَالمين.
من مقال بعنوان:
[بيان واستنكار حول ظاهرة التعدي على الإسلام والغلو في التكفيروقع عليه عدد من مشايخ الجزائر حفظهم الله ووفقهم لكل خير]
بتوقيع:
■ أ.د. محمَّد علي فركوس ■ الشيخ نجيب جلواح
■ الشيخ عبد الغني عوسات ■ الشيخ توفيق عمروني
■ د.عبد المجيد جمعة ■ الشيخ عبد الحكيم دهاس
■ الشيخ عزّ الدِّين رمضاني ■ الشيخ عمر الحاج مسعود
■ الشيخ أزهر سنيقرة ■ الشيخ عثمان عيسي ■ د.عبد الخالق ماضي ■ د.رضا بوشامة
http://store1.djelfa.info/vb/2015-08/1440078178381.jpg
أبو حذيفة عبدالنور
2015-08-20, 15:14
■ثمار التقوى (١)■
☆ سماحة الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله
أنَّ صاحبها يوفِّقه الله تعالى لتحصيل العلم النَّافع, ويجعل له بسببها نورًا يهتدي به في ظلمات الجهل والضَّلال، ويرزقه بصيرةً وفرقانًا يميِّز به بين الحقِّ والباطل, والخير والشَّرِّ, قال الله تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28)) [الحديد][17]، وقال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) [الأنفال: 29].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[17] قال ابن القيِّم - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: «ضمن الله تعالى لهم بالتَّقوى ثلاثة أمور:
أحدها: أعطاهم نصيبين من رحمته؛ نصيبًا في الدُّنيا, ونصيبًا في الآخرة, وقد يضاعف لهم نصيب الآخرة فيصير نصيبين.
الثَّاني: أعطاهم نورًا يمشون به في الظُّلمات.
الثَّالث: مغفرة ذنوبهم, وهذه غاية التَّيسير, فقد جعل الله تعالى التَّقوى سببًا لكلِّ يسر, وترك التَّقوى سببًا لكلَِّ عسر» راجع «الضَّوء المنير على التَّفسير» (5/ 625).
(التقوى: حقيقتها وأهميتها وثمراتها -موقع راية الإصلاح-)
ابو اكرام فتحون
2015-08-20, 18:49
http://im69.gulfup.com/LrhMfh.gif
أبو همام الجزائري
2015-08-20, 18:52
http://im69.gulfup.com/LrhMfh.gif
عبدالنور.ب
2015-08-21, 14:47
سلسلة
■ثمار التقوى ■
☆ سماحة الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله
نيل ولاية الله تعالى الَّتي لا تنال إلاَّ بطاعته وخشيته سبحانه, وتحصل له بها البشرى في الدُّنيا والآخرة, قال تعالى: +أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ_ [يونس].
فكلُّ من كان تقيًّا كان لله وليًّا, ومن كان عن التَّقوى متخلِّيًا لم يكن لله وليًّا ولو كان بالدَّعوى متحلِّيًا, قال تعالى: +وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (34)_[الأنفال].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(التقوى: حقيقتها وأهميتها وثمراتها -موقع راية الإصلاح-)
عبدالنور.ب
2015-08-23, 22:22
■فَضَائِلُ أُمِّ المُؤمِنينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا (١)■
☆ الشيخ حسن بوقليل حفظه الله
قال الشيخ حسن حفظه الله:
مِن خَصَائِصِ عَائِشَة رضي الله عنها وفضائلها:
• 1- أَنَّها كَانَت أَحَبَّ أَزوَاجِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إليه: فكَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحبُّها حُبًّا شدِيدًا، فَقَد سَأَلَه عَمرُو بنُ العَاص رضي الله عنه: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ»، قُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: «أَبُوهَا»، قُلتُ: ثُمَّ مَن؟ قَالَ: «عُمَرُ». فَعَدَّ رِجَالا، فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أَن يَجعَلَنِي في آخِرِهِم(12).
قَالَ الذَّهَبي رحمه الله: «وهذَا خبرٌ ثابتٌ رُغمَ أُنوفِ الرَّوَافِض، ومَا كَان عليه السلام ليُحِبَّ إلاَّ طَيِّبًا، وقد قال: «لَو كُنتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا مِن هَذِهِ الأُمَّةِ لاتَّخَذتُ أَبَا بَكرٍ خَلِيلا، وَلَكِن أُخُوَّةُ الإِسلامِ أَفضَلُ» (13)، ف أحبَّ أَفضَل رَجلٍ مِن أمَّته، وأَفضَلَ امرَأةٍ مِن أمَّتِه، فمَن أَبغَضَ حَبيبَي رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فهُو حَريٌّ أن يَكون بَغِيضًا إِلى اللهِ ورَسُولِهِ»(14).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(12) البخاري (3657) ـ واللَّفظ له ـ، ومسلم (2384).
(13) البخاري (3657) ـ واللَّفظ له ـ، ومسلم (2383).
(14) السِّير (2/142).
(من مقال: {فضل أم الـمؤمنين عائشة رضي الله عنها ....} -راية الإصلاح-)
عبدالنور.ب
2015-08-23, 22:27
■فَضَائِلُ أُمِّ المُؤمِنينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا (٢)■
☆ الشيخ حسن بوقليل حفظه الله
قال الشيخ حسن حفظه الله:
مِن خَصَائِصِ عَائِشَة رضي الله عنها وفضائلها:
• 2- كَانَ صلى الله عليه وسلم حَرِيصًا عَلَى يَومِهَا؛ فَعَن عُروَة ابنِ الزُّبَير رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَـمَّا كَانَ في مَرَضِهِ جَعَل يَدُورُ في نِسَائِه وَيَقُول: «أَينَ أَنَا غَدًا؟ أَينَ أَنَا غَدًا؟» ـ حِرصًا عَلَى بَيتِ عَائِشَة ـ، قَالَت عَائِشَة: فَلمَّا كَان يَومِي سَكَن(15).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(15) البخاري (3774) ـ واللَّفظ له ـ، ومسلم (2443).
(من مقال: {فضل أم الـمؤمنين عائشة رضي الله عنها ....} -راية الإصلاح-)
yacine_cbc
2015-08-23, 22:34
شكرلك يا اخي
عبدالنور.ب
2015-08-24, 11:48
■فَضَائِلُ أُمِّ المُؤمِنينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا (٣)■
☆ الشيخ حسن بوقليل حفظه الله
قال الشيخ حسن حفظه الله:
مِن خَصَائِصِ عَائِشَة رضي الله عنها وفضائلها:
• 3- أَنَّ المَلَكَ أَرَى صُورَتَها لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَبلَ أَن يَتَزَوَّجَهَا: فقال صلى الله عليه وسلم: «أُرِيتُكِ في المَنَامِ ثَلاَث لَيَالٍ، جَاءَنِي بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكَ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِن عِندِ اللهِ يُمْضِهِ» (16)، وكان كذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(16) البخاري (3895)، مسلم (2438).
(من مقال: {فضل أم الـمؤمنين عائشة رضي الله عنها ....} -راية الإصلاح-)
عبدالنور.ب
2015-08-24, 20:37
■فَضَائِلُ أُمِّ المُؤمِنينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا (٤)■
☆ الشيخ حسن بوقليل حفظه الله
قال الشيخ حسن حفظه الله:
مِن خَصَائِصِ عَائِشَة رضي الله عنها وفضائلها:
• 4- أَنَّهَا زَوجَتُهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَة: فعَن عَائِشَة رضي الله عنها أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذكَرَ فاطِمة رضي الله عنها ، قَالَت: فتكلَّمتُ أَنَا، فقَالَ: «أَمَا تَرضَيْنَ أَن تَكُونِي زَوجَتِي في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ؟!»، قلتُ: بَلَى، قال: «فَأَنتِ زَوجَتِي في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ» (17).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(17) الحاكم (4/91)، وصحَّحه العلاَّمة الألباني في الصحيحة (2255) و(3011).
(من مقال: {فضل أم الـمؤمنين عائشة رضي الله عنها ....} -راية الإصلاح-)
ابو اكرام فتحون
2015-08-24, 22:36
http://im69.gulfup.com/04Qs9M.gif
أبو حذيفة عبدالنور
2015-10-01, 18:32
■آفَةُ إِعْجَابِ المَرْءِ بِنَفْسِهِ (2)■
☆ الشيخ حسن أيت علجت حفظه الله
جاء في الحديث المرْوِيِّ عن جماعة من الصحابة من طُرُقٍ يَشُدُّ بعْضُها بَعْضًا أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وهَوًى مُتَّبَعٌ، وإِعْجَابُ المَرْءِ بِنَفْسِهِ»(6).
ومِن العلامات الدالَّة على وُجُودِ هذه الآفةِ في الداعي أمورٌ منها:
2-ـ إرادةُ كوْنِ قولِهِ هو المقبولُ حقًّا كان أو باطلاً: وذلك على طريقة: «عَنْزٌ ولو طارَتْ!» بخِلاَفِ الذي يدعو إلى الله فإنَّه لا يريدُ إلاَّ أن يقومَ دينُ الله تعالى، كما أفادَه الشيخ ابن عثيمين في «القول المفيد» (1 /139).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(6) حسن: رواه البزَّار والبيهقي وغيرهما. «الصحيحة» (1802)
(من مقال: {منهجُ الدعوة والإصلاح من قول الله جل وعلا: ﴿وَدَاعِيًا إِلَى الله بِإِذْنِهِ﴾} -راية الإصلاح-)
(صوتي) ..إياكم والغـرور،الغـرور مضيعـة للرجـال .. للعلامــة محمد أمـان الجامي ـ رحمــه الله تعالىـ
للتحميل المباشر ..
http://t.co/Ds278yP5GW
أيمن شبيطة
2015-10-01, 19:30
http://img.ewaaan.com/imgcache/168354.gif
http://img.ewaaan.com/imgcache/168354.gif
عبدالنور.ب
2015-10-03, 11:02
■تحذيـر الإخـوان مـن هـجـران الـقـرآن (1)■
☆ الشيخ نجيب جلواح حفظه الله
1- هَجْر تِلاوتِه:
لقد أمر الله تعالى بتلاوة كتابه العزيز واتِّباعه وقراءته، فقال: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ﴾[العنكبوت:45]، وقال ـ حاكيًا قول نبيِّه صلى الله عليه وسلم ـ: ﴿وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِين * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ﴾[النمل:91-92]، أي: وأُمرت ـ كذلك ـ بأنْ أتلو على النَّاس القرآن أبلِّغهم وَحْي الله تعالى(11).
وحثَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن؛ ذاكرًا فَضْل ذلك؛ فقال: «اقْرَأُوا القُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ...» الحديث(12).
وكان مِمَّا أوصى به صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه: قوله لأبي ذرٍّ الغفاريِّ رضي الله عنه: «عَلَيْكَ بِتِلاوَةِ القُرْآنِ وَذِكْرِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ في الأَرْضِ، وَذُخْرٌ لَكَ في السَّمَاءِ»(13).
ونُنبِّه على أنَّ لفظ «التِّلاوة» يأتي بمعنى القراءة، ويُستعمل بمعنى الاتِّباع، بل هو المقصود مِن اللَّفظ؛ قال ابن القيِّم رحمه الله:
«قوله: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾[البقرة:121]، والمعنى: يتَّبعون كتاب الله حقَّ اتِّباعه، فتلاوة القرآن: تتناول تِلاوةَ لفظه ومعناه، وتِلاوةُ المعنى أشرف مِن مجرَّد تلاوةِ اللَّفظ، وأهلها هم أهل القرآن، الَّذين لهم الثَّناء في الدُّنيا والآخرة؛ فإنَّهم أهل تِلاوةٍ ومتابعة حقًّا»(14).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(11) انظر: «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (10/439)، «تيسير الكريم الرَّحمن» للسَّعدي (ص 611).
(12) رواه مسلم (804) عن أَبي أُمَامَةَ البَاهِلِيّ رضي الله عنه.
(13) رواه ابن حبَّان (361)، انظر: «صحيح التَّرغيب» (2233).
(14) «مفتاح دار السَّعادة» (1/202) ـ مع شيء مِن الحذف ـ.
(مجلة الإصلاح -العدد 29-)
trania10
2015-10-03, 11:45
شكرا جزيلا
عبدالنور.ب
2015-10-04, 17:10
■تحذيـر الإخـوان مـن هـجـران الـقـرآن (4)■
☆ الشيخ نجيب جلواح حفظه الله
4- هَجْر العملِ به:
إنَّ الغاية العُظمى مِن إنزال القرآن الكريم هي العمل به، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والوقوف عند حدوده، لهذا وردت آياتٌ عديدة فيه تأمر ـ أمْر إيجاب ـ باتِّباعه والعمل به؛ منها:
قوله تعالى: ﴿كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِين * اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُون﴾[الأعراف:2-3]، والعمل بالقرآن سبب لنيل رحمة الله ـ في الدُّنيا والآخرة ـ؛ قال تعالى: ﴿وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون﴾[الأنعام:155].
قال ابن تيميَّة رحمه الله:
«والمطلوب مِن القرآن: هو فهم معانيه، والعمل به، فإنْ لم تكن هذه همَّة حافظه، لم يكن مِن أهل العلم والدِّين»(20).
ولقد ضرب الله تعالى لليهود ـ الَّذين تركوا العمل بالتَّوراة ـ مَثل السَّوء؛ فقال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ الله وَالله لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين﴾[الجمعة:5].
وهذا المثل يلحق مَن لم يعمل بالقرآن الكريم ـ أيضًا ـ؛ قال ابن القيِّم رحمه الله:
«فهذا المثلُ وإنْ كان قد ضُرب لليهود، فهو مُتَناوِل ـ مِن حيث المعنى ـ لمن حمَل القرآن، فترك العمل به، ولم يؤدِّ حقَّه، ولم يَرْعَه حقَّ رعايته»(21).
ومِن هَجْر العملِ بالقرآن: قولُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ـ في وصف الخوارج ـ: «يَقْرَأُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ»(22) أي: لا يرتفع إلى الله تعالى، ولا يُثابون عليه؛ لأنَّ أعمالهم له مخالفة: بسفك دِماء المسلمين، وإخافة سُبُلهم(23).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(20) «مجموع الفتاوى» (23/55).
(21) «إعلام الموقِّعين» (2/288).
(22) رواه البخاري (3344) ومسلم (1064) عن أبي سعيد ا.
(23) انظر: «شرح صحيح البخاري» لابن بطَّال (8/589).
(مجلة الإصلاح -العدد 29-)
faysalFOUZI
2015-10-04, 18:36
بارك الله فيك
عبدالنور.ب
2015-10-06, 18:26
■تحذيـر الإخـوان مـن هـجـران الـقـرآن (5)■
☆ الشيخ نجيب جلواح حفظه الله
5- هَجْر الاستشفاءِ به والتَّداوي:
إنَّ القرآن الكريم شِفاءٌ لجميع أمراض القلوب والأبدان، سواء كانت أمراضُ القلوب: أمراضَ شُبهةٍ وشكٍّ، أو أمراضَ شَهوةٍ وغيٍّ؛ قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾[الإسراء:82].
ونُشير ـ هنا ـ إلى أنَّ حرف الجرِّ (مِن): لبيان الجنس، لا للتَّبعيض، أي أن القرآن كله شفاء.
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين﴾[يونس:57].
وقال: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء﴾[فُصِّلَت:44].
قال ابن القيِّم رحمه الله:
«فالقرآنُ هو الشِّفاء التَّامُّ مِن جميع الأدواء القلبيَّة والبدنيَّة، وأدواءِ الدُّنيا والآخرة، وما كلُّ أحدٍ يُؤهَّلُ ولا يُوفَّق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليلُ التَّداويَ به، ووضعه على دائه بصدْقٍ وإيمانٍ، وقبولٍ تامٍّ، واعتقادٍ جازم، واستيفاء شروطه،لم يُقاوِمْه الدَّاءُ أبدًا. وكيف تُقاومُ الأدواءُ كلام ربِّ الأرض والسَّماء، الَّذي لو نزل على الجبال لصدَعها، أو على الأرض لقطَعها، فما مِن مَرض ـ مِن أمراض القلوب والأبدان ـ إلاَّ وفي القرآنِ سبيل الدِّلالة على دوائه وسببه... وأمَّا الأدوية القلبيَّة؛ فإنَّه يذكرها مُفصَّلةً، ويذكر أسباب أدوائها وعلاجها، قال: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾[العنكبوت:51]، فمَن لم يَشْفِه القرآن، فلا شفاه الله، ومَن لم يَكْفِه، فلا كفاه الله»(24).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(24) «زاد المعاد» (4/352).
(مجلة الإصلاح -العدد 29-)
أبو حذيفة عبدالنور
2015-11-16, 21:44
■سَيَمُوتُ الأَكَابِرُ قَبْلَ أَنْ نَرِثَ عِلْمَهُم■
☆ سماحة الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله
فإن التماس الناس العلم من علمائهم الراسخين وأئمتهم المحققين دليل على سلوكهم سبيل الطلاب الصادقين واتباع طريق المهتدين، وذلك باغتنامهم للمجالس ـ مجالستهم ومشافهتهم ـ واعتمادهم المسالك ـ بالرحلة إليهم والرجوع إليهم ـ قال سلمان ـ رضي الله عنه ـ: «لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر، فإذا هلك الأول قبل أن يتعلم الآخر هلك الناس» {رواه الدارمي (1 /278)}.
{البركة مع أكابركم -راية الإصلاح-}
عبدالنور.ب
2015-11-29, 21:44
■إتْحَافُ البَرِيَّةِ بِخَصَائِصِ الأُمَّةِ المُحَمَّدِيَّةِ (1)■
☆ سماحة الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله
1 ـ أنَّها خير الأمم وأكرمها على الله تعالى:
فقد مدحهم الله تعالى حيث قال: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله﴾[آل عمران:110]، وقال رسول الله ﷺ: «إنَّكُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّة،أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ»(3).
قال المناوي: «ويظهر هذا الإكرام في أعمالهم، وأخلاقهم، وتوحيدهم، ومنازلهم في الجنَّة، ومقامهم في الموقف، ووقوفهم على تلٍّ يشرفون عليهم، إلى غير ذلك؛ وممَّا فضِّلوا به: الذََّكاء، وقوَّة الفهم، ودقَّة النَّظر، وحسن الاستنباط، فإنَّهم أوتوا من ذلك ما لم ينله أحد ممَّن قبلهم»(4).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(3) الترمذي (3001)، وحسنه الألباني في «صحيح الجامع» (4065).
(4) «فيض القدير» (2 /553).
[الإعلام بخصائص أمَّة الإسلام (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2015-11-30, 21:18
■إتْحَافُ البَرِيَّةِ بِخَصَائِصِ الأُمَّةِ المُحَمَّدِيَّةِ (2)■
☆ سماحة الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله
2 ـ الوسطيَّة:
وكذلك اختار لهذه الأمَّة الاعتدال والوسطيَّة شعارًا مميِّزًا لها، وجعل ذلك من أبرز خصائصها، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾[البقرة:143]،
قال ابن جرير رحمه الله: «يعني ـ جلَّ ثناؤه ـ بقوله: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾[البقرة:143]، كما هديناكم أيُّها المؤمنون بمحمَّد ﷺ وبما جاءكم به من عند الله، فخصَّصناكم بالتَّوفيق لقبلة إبراهيم وملَّته، وفضَّلناكم بذلك على من سواكم من أهل الملل، كذلك خصَّصناكم ففضَّلناكم على غيركم من أهل الأديان؛ بأن جعلناكم أمَّة وسطًا».
وقال: «وأرى أنَّ الله ـ تعالى ذكره ـ إنَّما وصفهم بأنَّهم وسط؛ لتوسُّطهم في الدِّين، فلا هم أهل غلوٍّ فيه، غلوّ النَّصارى الَّذين غلوا بالتَّرهُّب، وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هُم أهلُ تقصير فيه تقصيرَ اليهود؛ الَّذين بدَّلوا كتاب الله، وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا على ربِّهم، وكفروا به، ولكنَّهم أهل توسُّط واعتدال فيه، فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحبَّ الأمور إلى الله أوسطها»(5).
وقال العلاَّمة السَّعدي: «فلهذه الأمَّة من الدِّين أكمله، ومن الأخلاق أجلُّها، ومن الأعمال أفضلها، ووهبهم الله من العلم والحلم، والعدل والإحسان ما لم يهبه لأمَّة سواهم، فلذلك كانوا أمَّة وسطا كاملِين معتدِلِين»(6).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(5) «جامع البيان» (2 /226).
(6) «تيسير الكريم الرحمن» (ص72).
[الإعلام بخصائص أمَّة الإسلام (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2015-11-30, 21:22
■إتْحَافُ البَرِيَّةِ بِخَصَائِصِ الأُمَّةِ المُحَمَّدِيَّةِ (3)■
☆ سماحة الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله
3 ـ شُهداء على الأمم:
وجعلها الأمَّة الشَّاهدة على الأمم يوم القيامة صادقةً عادلةً منزِّلاً إيَّاها منزلة العدول من الحكَّام، وذلك لقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾[البقرة:143]، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَقُولُ اللهُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ ربِّي، فَيَقُولُ لأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لا، مَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ، فَيَقُولُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُه، فنشهد أنه قد بلغ، وَهُوَ قَوْلُهُ جل ذكره: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾[البقرة:143]، والوسَطُ: العَدْلُ»(7).
وإنَّ شهادتها لا تخصُّ قوم نوح فحسب، بل تعمُّ الأقوام جميعًا، وذلك ما دلَّت عليه الآثار والأخبار، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «وَيَجِيءُ النَّبيُّ يَوْمَ القِيَامَةِ وَمَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَالنَّبيُّ وَمَعَهُ الثلاَثَةُ،وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُدْعَى قومه فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ بَلَّغَكُمْ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: لاَ، فَيُقَالُ لَهُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيُدْعَى مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَ هَذَا قَوْمَه؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُقَالُ: وَمَا عِلمكم بِذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: جَاءَنَا نَبِيُّنَا فَأَخْبَرَنَا أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا فَصَدَّقْنَاهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾[البقرة:143] (8).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(7) أخرجه البخاري (3161).
(8) أخرجه ابن ماجه (4284) وأحمد (3 /58)، «السلسلة الصحيحة» (2448).
[الإعلام بخصائص أمَّة الإسلام (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2015-11-30, 21:30
■إتْحَافُ البَرِيَّةِ بِخَصَائِصِ الأُمَّةِ المُحَمَّدِيَّةِ (4)■
☆ سماحة الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله
4 ـ شهداء الله في الأرض:
وكما جعلهم الله خيارا وعدولا في أقوالهم وأفعالهم وإرادتهم استحقوا أن يكونوا شهداء الله في الأرض، فأشاد بهم وأثنى عليهم، وقَبل شهادتهم وجعلهم حجة على غيرهم.
عن أنس رضي الله عنه قال: مُرَّ على النَّبيِّ بجنازة فأثنوا عليها خيرًا، فقال: «وَجَبَتْ»، ثمَّ مُرَّ بأُخرى فأثنوا عليها شرًّا، فقال: «وَجَبَتْ»، فقيل: يا رسول الله! قلت لهذا وجبت، ولهذا وجبت؟ قال: «شَهَادَةُ القَوْمِ، المُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ»(9).
وعنه، قال: «مُرَّ على النَّبيّ ﷺ بجنازة فأُثنِيَ عليها خيرًا فقال: نبيُّ الله ﷺ: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ»، ثمَّ مُرَّ بجنازة فأثني عليها شرًّا، فقال نبيُّ الله ﷺ: «وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ»، فقال عمر: فِدًى لكَ أبي وأمِّي، مُرَّ بجنازة فأُثنيَ عليها خيرًا: فقلت: وجبت وجبت وجبت، ومُرَّ بجنازة فأُثنيَ عليها شرًّا فقلت: وجبت وجبت وجبت؟ فقال رسول الله ﷺ: «مَنْ أَثنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، وَمَنْ أَثنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، الملاَئِكَةُ شُهَدَاءُ اللهِ فِي السَّمَاءِ وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ، المُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللِه فِي الأَرْضِ، [إنَّ للهِ مَلاَئِكَةً تَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَةِ بَنِي آدَم لِمَا فِي المَرْءِ مِنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ]»(10).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(9) البخاري (2499).
(10) أخرجه مسلم (2243)، والزيادة للحاكم (3 /425) وجعل الله تعالى شهادتهم نافذة ـ إكراما وإفضالا ـ فعن يزيد بن شجرة قال: خرج رسول الله ﷺ في جنازة، فقال الناس: خيرا وأثنوا عليه خيرا، فجاء جبريل فقال: «إنَّ الرَّجلَ ليسَ كما ذكروا ولكن أنتم شهداء الله في الأرض، وقد غفر له ما لا يعلمون»، راجع «الصحيحة» (1312)، «والمخاطبون بذلك من الصحابة ومن كان على صفتهم من الإيمان» [«فتح الباري» (3 /229)].
[الإعلام بخصائص أمَّة الإسلام (راية الإصلاح)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
عبدالنور.ب
2015-12-04, 21:51
■إتْحَافُ البَرِيَّةِ بِخَصَائِصِ الأُمَّةِ المُحَمَّدِيَّةِ (5)■
☆ سماحة الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله
5 ـ وأنَّها صاحبة الفضل الظَّاهر والجزاء الوافر ولو بالعمل القليل غير الكثير:
وذلك لما أخبر به النبي ُّ المصطفى ﷺ حيث قال: «إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَنْ سَلَفَ مِنَ الأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلاَةِ العَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أُوتِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى مُنْتَصَفِ النَّهَارِ حَتَّى عَجَزُوا، وَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الإِنْجِيلِ الإِنْجِيلَ فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى صُلِّيَتْ العَصْرُ ثُمَّ عَجَزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا ثُمَّ أُوتِيتُمُ القُرْآنَ فَعَمِلْتُمْ بِه حَتَّى غَربَتِ الشَّمْسُ فَأُعْطيتم قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، فَقَالَ أَهْلُ الكِتَابِ: هَؤُلاَءِ أَقَلُّ مِنَّا عَمَلاً وَأَكْثَرُ أَجْرًا، قَالَ اللهُ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لا، فَقَالَ: فَهُوَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ»(11).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(11) رواه البخاري (532)، وأحمد (2 /6).
[الإعلام بخصائص أمَّة الإسلام (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2015-12-04, 21:54
■إتْحَافُ البَرِيَّةِ بِخَصَائِصِ الأُمَّةِ المُحَمَّدِيَّةِ (6)■
☆ سماحة الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله
6 ـ وهي أمَّة اجتباها ربُّها واصطفاها على غيرها وسماها بما ينفعها إكرامًا وإفضالاً:
قال تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِالله هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير﴾[الحج:78].
ــــــــــــــــــــــــــــ
[الإعلام بخصائص أمَّة الإسلام (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2015-12-17, 21:06
■ لاَ تَبْرَأُ ذِمَّةُ طَالِبِ العِلْمِ إِلاَّ إِذَا أَتْبَعَ عِلْمَهُ بِالعَمَلِ
☆ الشيخ عباس ولد عمر حفظه الله
وخلاصة القول إنَّه لا سعادةَ للعبد في دنياه ولا نجاةَ له في آخرته إلاَّ بالعلم والعمل، والمتأمِّل لكتاب الله سبحانه، يتجلَّى له اقترانهما وعدم انفكاكهما، وذلك في مواضع كثيرة؛ منها قوله جلَّ وعلا: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ﴾[التوبة:33]، فالهُدى هو العلم النَّافع، ودين الحقِّ هو العَمل الصَّالح كما قال العلماء، ومنها: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَاب﴾[الزُّمَر:9]، فالقانت بين يدي ربِّه خوفًا من عقابه وطمعًا في رحمته وثوابه هو العالم بربِّه حقيقة؛ لأنَّه سبحانه ذكر في أوَّل الآية الاجتهاد في الطَّاعة وختمها بمدح أهل العلم ليبيِّن لعباده أنَّ العلم النَّافع متى وجد في القلب أورث صاحبه العمل الصَّالح، ومن الآيات قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَار﴾[ص:45]........................
وخير ما نختم به دعاء من أدعية النَّبيِّ صلى عليه وسلم فيه دلالة لما تقدَّم تقريره من أنَّ السَّعادة والنَّجاة والفوز والفلاح منوط بتحصيل العلم النَّافع والعمل الصَّالح، وهو قوله: «اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَزِدْنِي عِلْمًا»(29).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(29) رواه التِّرمذي (3599)، وابن ماجه (251)، وصحَّحه الألباني.
[كلُّ من عصى الله فهو جاهـل (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2015-12-26, 22:45
■ وَهُوَ الشِّفَاءُ لِمَا فِي القَلْبِ مِنْ سَقَمِ
☆ سماحة الوالد العلامة محمد علي فركوس حفظه الله
والقرآن الكريم هو الجامع لأَسْمَى المبادئ وأَقْوَمِ المَناهِجِ وخيرِ النُّظُم، وهو خيرُ كفيلٍ بتكوين الفرد الكامل، وإعدادِ الأسرة الفاضلة، وإيجادِ المجتمع الصالح، والوسيلةُ الناجعةُ لإقامةِ الحقِّ والعدل، وإبعادِ الظلم، وصدِّ العدوان، ودفعِ الضلال والشقاء، قال تعالى: ﴿الٓمٓ ١ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ ٢ هُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّلۡمُحۡسِنِينَ ٣﴾ [لقمان].
قال السعديُّ ـ رحمه الله ـ:
«آياتُه مُحْكَمَةٌ، صدرَتْ مِن حكيمٍ خبيرٍ.
مِن إحكامها: أنها جاءَتْ بأَجَلِّ الألفاظ وأَفْصَحِها وأَبْيَنِها، الدالَّةِ على أجَلِّ المعاني وأَحْسَنِها.
ومِن إحكامها: أنها محفوظةٌ مِن التغيير والتبديل، والزيادةِ والنقص، والتحريف.
ومِن إحكامها: أنَّ جميع ما فيها مِن الأخبار السابقةِ واللاحقة، والأمور الغيبيةِ كُلِّها، مُطابِقةٌ للواقع، مُطابِقٌ لها الواقعُ، لم يخالفها كتابٌ مِن الكُتُبِ الإلهية، ولم يُخْبِرْ بخلافِها نبيٌّ مِن الأنبياء، ولم يأتِ ولن يأتيَ علمٌ محسوسٌ ولا معقولٌ صحيحٌ يُناقِضُ ما دلَّتْ عليه.
ومِن إحكامها: أنها ما أَمَرَتْ بشيءٍ إلَّا وهو خالصُ المصلحةِ أو راجِحُها، ولا نَهَتْ عن شيءٍ إلَّا وهو خالصُ المفسدةِ أو راجِحُها، وكثيرًا ما يجمع بين الأمرِ بالشيء مع ذِكْرِ حكمتِه وفائدتِه، والنهيِ عن الشيء مع ذِكْرِ مَضَرَّتِه.
ومِن إحكامها: أنها جمعَتْ بين الترغيب والترهيب، والوعظِ البليغ الذي تعتدل به النفوسُ الخيِّرةُ وتحتكم، فتعملُ بالحزم.
ومِن إحكامها: أنك تجد آياتِه المتكرِّرةَ ـ كالقصص والأحكام ونحوِها ـ قد اتَّفقَتْ كُلُّها وتَواطأَتْ، فليس فيها تَناقُضٌ ولا اختلافٌ؛ فكُلَّما ازداد بها البصيرُ تدبُّرًا، وأَعْمَلَ فيها العقلَ تفكُّرًا؛ انبهر عَقْلُه وذَهِلَ لُبُّه مِن التوافق والتواطؤ، وجَزَمَ جزمًا لا يُمترى فيه: أنه تنزيلٌ مِن حكيمٍ حميدٍ.
ولكِنْ ـ مع أنه حكيمٌ: يدعو إلى كُلِّ خُلُقٍ كريمٍ، وينهى عن كُلِّ خُلُقٍ لئيمٍ ـ أَكْثَرُ الناسِ محرومون الاهتداءَ به، مُعْرِضون عن الإيمانِ والعمل به، إلَّا مَن وفَّقَهُ اللهُ تعالى وعَصَمَه، وهُمُ المُحْسِنون في عبادةِ ربِّهم والمُحْسِنون إلى الخَلْق»(٦).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(٦) «تفسير السعدي» (٧٥٨).
[منزلة القرآن الكريم وخصائصُه بين المُنْتفِع بآياته والجاحد لها]
ابو اكرام فتحون
2015-12-27, 07:26
http://img.ewaaan.com/imgcache/168354.gif
الربيع ب
2015-12-27, 12:40
بارك الله فيك وجزاك عنا خيرا
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما قرأنا واستمعنا وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
" أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب "
وهو عين الصلاح ما استقبل العبد النصح من الناصح بقلبٍ واعٍ وأذن صاغيةٍ
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
عَبِيرُ الإسلام
2015-12-27, 15:54
http://n4hr.org/up/uploads/n4hr_14009757295.gif
الهدى والرُّشد أساس صلاح العبد
(http://www.rayatalislah.com/index.php/tarbia/item/3344-0706?tmpl=component&print=1)
حسن أيت علجت
لقَدْ خَلَقَ اللهُ تعالى الإنْسَانَ في أحْسَنِ تَقْوِيم، وحَبَاهُ بالتَّشْرِيفِ والتَّكْرِيم، كما قال سبحانه: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم﴾[التين:4]، وقال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا﴾[الإسراء:70].
ومِنْ تَمامِ تَكْرِيمِ اللهِ عزوجل للنَّوْعِ الإنْسَانِيِّ أنْ أرْسَلَ إلَيْهِمُ الرُّسُلَ مُبَشِّرِينَ ومُنْذِرِينَ، وأنْزَل مَعَهُم الكتابَ بالحقِّ المُبِينِ، كما قالَ تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ الله النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى الله الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَالله يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم﴾[البقرة:213]، وختمَهُم بِنَبِيِّه المصطفى، ورسُولِه المُجْتَبَى: محمَّدِ بْنِ عبد الله الهاشمي القُرَشِيِّ المكِّيِّ ثمَّ المدَنيِّ ﷺ، الَّذي أرْسَلَه بالهُدَى وهو: العِلْمُ النَّافِعُ، ودِينِ الحَقِّ وهو: العمَلُ الصَّالح(1)؛ كما قال سبحانه: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِالله شَهِيدًا﴾[الفتح:28].
ثُمَّ إنَّ اللهَ تعالى أوْدَعَ في هذا الإنْسَانِ قُوَّتَيْنِ: قوَّةً عِلْمِيَّةً، وقُوَّةً عمَلِيَّةً(2)؛ فالقُوَّةُ العِلْمِيَّةُ: هي قوَّةُ العِلْمِ والإدْرَاكِ والتَّمْييز؛ والقُوَّةُ العَمَلِيَّة: هي قوَّةُ العَمَلِ والإِرَادَةِ؛ وهاتان القُوَّتَانِ مِنَ الأمُورِ الَّتي تُدْرَكُ بالحِسِّ، ويجَدِهُمُاَ كُلُّ أحَدٍ في نَفْسِهِ ضَرُورَةً.
وكَماَلُ الإنْسَانِ، وصَلاَحُهُ، يَكونُ باسْتِعْمَالِ هاتَيْنِ القوَّتَيْن فِيمَا يَنْفَعُهُ: فيسْتَعْمِلُ قوَّةَ العِلْمِ والإدْرَاكِ في مَعْرِفَةِ الحَقِّ؛ وقوَّةَ العَمَلِ والإرَادَةِ في اتِّباعِهِ، والعَمَلِ به، وإيثَارِهِ على الباطل؛ فإذا فسَدَتْ إحْدَى القوَّتَيْنِ أوْ كِلْتَاهمُاَ، كان فسادُه بحَسَبِ ذلك؛ فَفَسَادُ القُوَّةِ العِلْمِيَّة يَنْجُمُ عَنْهُ: عَدَمُ مَعْرِفَةِ الحقِّ وإدْرَاكِه، أوْ عَدَمُ التَّمْييزِ بيْنَه وبيْنَ الباطِلِ؛ وفسادُ القُوَّةِ العمليَّةِ ينْجُمُ عنْهُ: الإعْرَاضُ عَنِ الحقِّ، وتَرْكُ اتِّبَاعِهِ والعَمَلِ به(3).
وسَبَقَ بيانُ أنَّ الرسولَ ﷺ أرْسَلَهُ الله عزوجل بالعِلْمِ النَّافع الَّذي تكْمُلُ بِهِ قوَّةُ الإنسانِ العِلْمِيَّةُ، والعَمَلِ الصَّالِح الَّذي تَكْمُلُ به قوَّةُ الإنسانِ العمليَّةُ؛ وعَلَيْهِ، فإنَّ كمالَ الإنسان يَكُونُ بمعْرِفَةِ ما جاءَ بِهِ الرسولُ ﷺ واتِّبَاعِه.
وقد وصَفَ اللهُ جلَّ وعَلاَ طائِفَةً من أنْبِيَائِهِ ـ عليهم الصَّلاة والسَّلام ـ بكَماَلِ قُوَّتَيْهِمْ العِلْمِيَّةِ والعَمَليَّةِ، فقال: ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَار﴾[ص:45].
«فالأيْدِي: القوَّةُ في أمْرِ الله، والأبْصَارُ: البصائِرُ في دِينِ اللهِ عزوجل؛ فبالبَصَائِرِ: يُدْرَكُ الحقُّ ويُعْرَفُ؛ وبالقُوَّةِ: يُتَمَكَّنُ مِنْ تَبْليغِهِ، وتَنْفِيذِهِ، والدَّعْوَةِ إليه»(4).
هذا؛ وقدْ جاءَ في كِتَابِ اللهِ عزوجل وسُنَّةِ نبيِّهِ ﷺ التَّعبيرُ عَنْ مَعْرِفَةِ الحَقِّ بلفْظِ: «الهُدَى»، وعن العَمَلِ به واتِّبَاعِهِ بلفظ: «الرُّشْد»؛ وكذلك جاء فيهما ذِكْرُ ضِدِّ هَذَيْنِ الأمْرَيْن وهما: «الضَّلاَلُ» وهو: عَدَمُ معرفة الحقِّ، و«الغيُّ» وهو عَدَمُ اتِّباعِ الحقِّ والعَمَلِ به(5).
والهُدَى والرُّشْدُ يَشْتَرِكَان في معنًى، ويفْتَرِقَانِ في معنًى آخر؛ فبينهما عُمُومٌ وخُصُوصٌ من وجْهٍ؛ وكلاهما مَعْنَاهُ: الاسْتِقَامَةُ على الحقِّ؛ والهُدَى يَكُونُ بالعِلْمِ بِهِ، والرُّشْدُ بالعَمَلِ بِهِ.
وكذلك الضَّلاَلُ والغيُّ يَشْتَرِكَانِ في مَعْنَى الانْحِرَافِ عَنِ الحَقِّ، والضَّلالُ يختصُّ بِعَدَمِ العِلْمِ به، فهو يَعُودُ إلى فَسَادٍ في الفَهْمِ؛ والغيُّ بِعَدَمِ العَمَلِ به، فهو يعودُ إلى فسادٍ في القَصْدِ.
وإذا أمْعَنَّا النَّظَرَ في كِتَابِ اللهِ عزوجل، وَجَدْنَا أنَّ اللهَ عزوجل كثيرًا ما يُقَابِلُ بَيْنَ الهُدَى والضَّلاَلِ، وبَيْنَ الرُّشْدِ والغَيّ، وذلك في مِثلِ قوْلِه عزوجل: ﴿أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِين﴾[البقرة:16]، وقوْلِهِ عزوجل: ﴿فَمَن يُرِدِ الله أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء﴾[الأنعام:125]، وقوْلِه: ﴿مَن يَهْدِ الله فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون﴾[الأعراف:178]؛ وفي مثل ِقوْلِه تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾[البقرة:256]، وقوْلِه: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِين﴾[الأعراف:146].
كما أنَّ اللهَ عزوجل نَزَّهَ نبيَّهُ ﷺ عن الضَّلالِ والغَيِّ، فقال: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾[النجم:4].
هذا في الكتَابِ؛ أمَّا في السُّنَّةِ فَقَدْ وَصَفَ النَّبيُّ ﷺ خُلَفَاءَهُ رضي الله عنهم بالهُدَى والرُّشْدِ اللَّذَيْنِ يسْتَلْزِمَانِ معْرِفَةَ الحقِّ، والعمَلَ به، فَعن الْعِرْبَاضِ بن سارية رضي الله عنه قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ المَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ»(6).
فتَبيَّنَ حينَئِذٍ أنَّ الضَّلالَ: فَسَادٌ في قُوَّةِ الإنْسَانِ العِلْمِيَّةِ، والغيَّ: فسادٌ في قُوَّتِه العَمَلِيَّةِ؛ وبهَذَا وذَاكَ يكونُ فسادُ دينِهِ؛ لهذا كان أصْلُهُما من الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ، فقد قال تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين* وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيم* وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلاًّ كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُون﴾[يس:62]، وقال أيضًا مُخَاطِبًا إبْليسَ: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِين﴾[الحِجر:42].
كما أنَّ فَسَادَ إحْدَى هاتَيْن القُوَّتَيْنِ في الإنْسَانِ، هو خروجٌ عن الصِّراطِ المستقيمِ الَّذي هو صراطُ المْـُنْعَمِ عَلَيْهِم، والمُغَايِرِ لصراطِ الضَّالِّينَ وهُمُ النَّصَارَى، الَّذين قال الله عزوجل فيهم: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيل﴾[المائدة:77]، وصراطِ المغضوبِ عَلَيْهِم وهُمُ اليهودُ الغَاوون، الَّذين قال الله عزوجل فيهم: ﴿وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً﴾[الأعراف:146]، ومِصْدَاقُ ذلك في حَدِيثِ عديِّ ابنِ حَاتِمٍ الطَّائِيِّ رضي الله عنه مرفوعًا: «اليَهُودُ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ، وَالنَّصَارَى ضَالُّونَ»(7)، فمَنْ ضَلَّ عَنِ الحقِّ: فَفِيه شَبَهٌ مِنَ النَّصارَى، ومَنْ عَرَفَ الحقَّ ولَمْ يتَّبِعْهُ: فَفِيه شَبَهٌ مِنَ اليهود.
إذا تقرَّرَ هذا، فإنَّ سَبَبَ الضَّلالِ والغَيِّ أمران:
أوَّلُهُما: ما خُلِقَ عليه الإنْسَانُ من الجَهْلِ والظُّلْمِ، إذْ قال اللهُ عزوجل: ﴿وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً﴾[الأحزاب:72]، فالجَهْلُ مانِعٌ له مِنْ مَعْرِفَةِ الحَقِّ، والظُّلْمُ مانِعٌ له مِنِ اتِّبَاعِهِ؛ لهذا قال الله عزوجل عَنْ فِرْعَوْنَ وقوْمِهِ: ﴿فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِين* وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِين﴾[النمل:14].
مِنْ أجْلِ ذلك أنْزَلَ اللهُ عزوجل مَعَ رُسُلِهِ ـ عليهم الصَّلاة والسَّلام ـ الكُتُبَ الَّتِي فيها العِلْمُ دَوَاءً لِلْجَهْلِ، والميزَانَ الذي فِيهِ العَدْلُ دَوَاءً للظُّلْمِ، فقال سبحانه: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾[الحديد:25]، وقال: ﴿الله الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ﴾[الشورى:17]؛ فالعَمَلُ بالشَّريعَةِ كَفِيلٌ بِعِلاَجِ هَذَيْنِ الدَّاءَيْنِ.
الأمْرُ الثاني: تعرُّضُ الإنْسَانِ لفِتْنَتَيْنِ عظيمتَيْنِ، هما مَدْخَلُ الشَّيْطان لإفْسَادِ قُلُوبِ بني آدم(8):
فالضَّلالُ: سبَبُه فِتْنَةُ الشُّبُهات، وهي: البِدَعُ والأهْواءُ؛ لهذا قال النَّبيُّ ﷺ في حديث العرباض المذْكُورِ آنِفًا: «وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ» أي: مُوقِعَةٌ لمُقْتَرِفِها في الضَّلاَلِ.
والبِدْعَةُ مَقْرونَةٌ بالهَوَى، لأَجْلِ كَوْنِ اتِّبَاعِ الهَوَى مُضِلاًّ لِصَاحِبِهِ أيْضًا، فَقَدْ وَصَمَ اللهُ عزوجل بالضَّلالِ مَنِ اتَّبعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ فقال: ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾[الأنعام:119]، وقُرِئَ: ﴿لَّيُضِلُّونَ﴾ بالفَتْحِ؛ وقال عزوجل: ﴿بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ الله﴾[الروم:29]، وقال: ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ الله إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ الله﴾[ص:26].
واسْتِنَادًا إلى هذه الآيات وأمْثَالهِاَ قالَ شيخُ الإسلام ابْنُ تيميَّةَ كَمَا في «المجموع» (28 /133): «وَلِهَذَا كَانَ مَنْ خَرَجَ عَنْ مُوجِبِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ الْعُلَمَاءِ وَالْعُبَّادِ، يُجْعَلُ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ؛ كَمَا كَانَ السَّلَفُ يُسَمُّونَهُمْ أَهْلَ الأَهْوَاءِ، وَذَلِكَ أنَّ كُلَّ مَنْ لَمْ يَتَّبِعِ الْعِلْمَ، فَقَدْ اتَّبَعَ هَوَاهُ؛ وَالْعِلْمُ بِالدِّينِ لا يَكُونُ إلاَّ بِهُدَى اللهِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ رَسُولَهُ».
ومِنْ هُنَا نَفْهَمُ لماذَا جَعَلَ اللهُ عزوجل اتِّبَاعَ الهَوَى، بإزَاءِ الاسْتِجَابة للرَّسُولِ ﷺ ومَا جَاءَ بِهِ مِنَ العِلْمِ والهُدَى، فقالَ عزوجل: ﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ الله﴾[القصص:50]، وقال أيضًا: ﴿إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى﴾[النجم:23].
أمَّا الغيُّ: فسبَبُهُ فتنةُ الشَّهَوَاتِ وهي: المعَاصِي وفِسْقُ الأعْمَالِ، لهذا قالَ اللهُ تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾[مريم:59]، وقال أيضًا: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين* وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾[الأعراف:176]؛ وهذا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللهُ عزوجل لِمَنْ آتَاهُ اللهُ عِلْمًا، ولكنَّه يَعْمَلُ بِخِلافِه، فهو يَعْرِفُ الحَقَّ ولكن يصُدُّهُ عن العمَلِ بِهِ اتِّباعُهُ لِهَوَاهُ وشَهَوَاتِه.
ومِنْ ذلك أيضًا أنَّ الخَمْرَ ـ وهي من كبائر الذُّنوب ـ مُوجِبَةٌ للغَيِّ؛ ففي «الصَّحِيحَيْنِ» عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ أُتِيَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ؛ فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَأَخَذَ اللَّبَنَ؛ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ؛ لَوْ أَخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ».
من أجْلِ ذلك كُلِّهِ حَذَّر النبيُّ ﷺ أُمَّتَه مِنْ هاتَيْنِ الفِتْنَتَيْن العَظِيمَتَيْنِ، فعن أبي بَرزَةَ الأسْلَمِي رضي الله عنه مرفوعًا: «إنَّمَا أخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الغَيِّ في بُطُونِكُمْ وفُرُوجِكُمْ، ومُضِلَّات الهَوَى»(9).
وقد جمَعَ َالله عزوجل بَيْنَ هاتَيْنِ الفِتْنَتَيْنِ في قوله: ﴿كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ﴾[التوبة:69]؛ فقوله عزوجل: ﴿فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ﴾ أي: تمتَّعُوا بنصِيبِهِمْ مِنَ الدُّنيا وشَهَواتِها ـ والخَلاَقُ هو: النَّصِيبُ المُقَدَّرُ ـ وهذه هي فِتْنَةُ الشَّهَوَاتِ؛ ثمَّ قال عزوجل: ﴿وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ﴾[التوبة:69] فهذا الخوْضُ بالباطل هو: فتنة الشُّبُهَات(10).
أمَّا درْءُ هاتَيْنِ الفتْنَتَيْن ودَفْعُهُما فيكون بأمْرَيْن اثنَيْنِ وهما: الصَّبْرُ واليَقِينُ؛ فباليَقِينِ الَّذي هو ثَمرَةُ العِلْمِ النَّافع: تُدْفَعُ فتْنَةُ الشُّبُهات؛ وبالصَّبْرِ: تُدْفَعُ فِتْنَةُ الشَّهَوَات؛ لهذا قال اللهُ عزوجل في وصْفِ عِبَادِهِ المؤمنين الصَّالحين: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر﴾[العصر:3]، فتوَاصَوْا بالحَقِّ الَّذي يَدْفَعُ الشُّبُهَاتِ، والصَّبْرِ الَّذي يَكُفُّ عَنِ الشَّهَواتِ؛ كما جَعَلَ سبحانه الإمَامَةَ في الدِّينِ مَنُوطَةً بِهَذَيْن الأَمْرَيْنِ فقال: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُون﴾[السجدة:24]، وأمَرَ الله عزوجل نبيَّهُ ﷺ بهاتيْن الخَصْلَتَيْنِ العظيمَتَيْنِ فقال: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُون﴾[الروم:60](11).
وآخِرُ دَعْوَانا أنِ الحمْدُ للهِ ربِّ العالمَين.
(1) كما قال الإمام ابن كثير في «تفسيره» (4 /1748، ط: دار الفكر).
(2) انظر: «فتاوى ابن تيمية» (9 /136)، «الفوائد» لابن قيم الجوزية (ص29، ط: دار النفائس).
(3) انظر: «إغاثة اللَّهفان من مصايد الشَّيطان» لابن القيم (1 /24 ـ 25، ط: دار الفكر).
(4) قاله الإمام ابن القيِّم في «الوابل الصَّيِّب» (ص136، ط: دار الفوائد).
(5) انظر: «فتاوى ابن تيمية» (10 /40 و568)، «إغاثة اللَّهفان» لابن القيِّم (1 /15).
(6) صحيح: رواه الترمذي، وأبو داود، وابن ماجه، انظر: «الصَّحيحة» (937 و2735).
(7) صحيح: رواه أحمد والتِّرمذي وابن حِبَّان، انظر: «الصَّحيحة» (3263).
(8) انظر: «فتاوى ابن تيمية» (28 /143)، «مفتاح دار السَّعادة» لابن القيِّم (1 /40 ـ ط: دار الفكر).
(9) صحيح: رواه أحمد وغيره، انظر: «صحيح التَّرغيب» (52).
(10) انظر: «اقتضاء الصِّراط المستقيم» لشيخ الإسلام ابن تيمية (1 /117 ـ 121، ط: العقل).
(11) انظر: «إغاثة اللَّهفان» لابن القيِّم (2 /167).
* منقول من مجلة الإصلاح «العدد 7»
عبدالنور.ب
2015-12-28, 22:43
■ الحمد لله عظيم الشان ...
رزقنا منبرا لنشر الخير واصلاح بني الإنسان.
☆ فضيلة الشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله
إنَّ المتَتَبِّعَ للمواضع التي ذُكِر فيها الإصلاحُ في القرآن يظهر له بوضوح ـ لا يدع مجالاً للشكِّ ـ أنَّ هذه الكلمة وما يتفرَّع منها من ألفاظ واشتقاقات، وما يُستوحى منها من معانٍ ومدلولات، قد تبوّأت مكانًا عليًّا في هذا الكتاب، إذْ عُدَّتْ من جملة أخلاقه وفضائله التي دعا إليها وحثَّ على التزامها والتَّحلِّي بها، ويكفي للدِّلالة على أهميَّتها وبروزها أنْ ذُكِرت أكثرَ من مائةٍ وسبعين مرَّة بأساليبَ متنوِّعةٍ وسياقاتٍ مختلفةٍومدلولات تَخْلُصُ إلى أنَّ كلَّ ما يؤدِّي إلى الكفِّ عن المعاصي ومجانبة الفساد، أو إلى فعلِ الطَّاعات واتِّباع الرَّشاد فهو إصلاح.
فالإصلاح ـ ومنه الصَّلاح ـ كما يقولُ أهل اللُّغة والبيانِ : نقيضُ الإفساد، وهما مختصَّان في أكثر الاستعمال بالأفعال، وقُوبِلَ في القرآن تارةً بالفساد، وتارةً بالسَّيِّئَةِ.
فمِنَ الأوَّلِ قولُه تعالى: ﴿وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾[الأعراف:56]، ومِنَ الثَّاني قوله تعالى: ﴿خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا﴾[التوبة:102].
وممَّا يُشَرِّفُ الإصلاحَ ويجعله آيةَ الصَّلاح ودليلَ الفلاحِ أنَّ اللهَ تولاَّه بنفسه استحقاقًا وفضلاً، ونسبَه إلى نفسِه الكريمةِ صفةً وفعلاً، وحملَ عليه هذا الإنسانَ حثًّا وترغيبًا ليكون لرسالته أهلاً، فكان إصلاحُه له تارةً بخَلْقِه إيَّاهُ صالحًا، وتارةً بإزالةِ ما فيهِ منْ فسادٍ بعد وُجودِه، وتارةً بالحكم له بالصَّلاح كما قال تعالى :﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾[محمد:2]، ﴿وَأَصْلِحْ لِي ذُرِّيَّتِي﴾[الأحقاف:15]، ﴿يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾[الأحزاب:71]، ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾[يونس:81].
[الإصلاح في القرآن -مفهومُه وميادينه ومسالكُه- (راية الإصلاح)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
عبدالنور.ب
2015-12-31, 21:33
■ فَوَائِد بَهِيَّة يَجتَنِيهَا دَارِسُ سِيرَة خير البَرِيَّة (1)
☆ الشيخ توفيق عمروني حفظه الله
1- تحقِّقُ له معرفةَ نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - معرفةً تفصيليَّةً، فيعرف مولدَه ونسبَه وأسماءَه ونشأته ووفاته، وسيقف على أحوالِه وأوصافِه وشمائلِه وخصائصه ودلائل نبوتِه ومعجزاتِه وسياستِه وتدبيرِه وجميعِ غزواتِه وسراياه؛ ولابدَّ أن تورِّثَ هذه المعرفة في النُّفوس حبَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإجلالَه وتوقيرَه وتعظيمَه، ثمَّ إنَّ هذه المحبَّة ستدفعُ بالعبد إلى متابعته في هديه والاقتداء به في سيرته؛ وهذه المحبة وهذا الاقتداء والمتابعة هو أجلُّ ما يجتنى من دراسة سيرة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -؛ لأنَّ فيه تحقيقَ الإيمان الذي يوجبُ تقديمَ حبِّ الله ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على جميع المحبوبات، وتحقيقَ مقصودِ الرسالة النَّبوية بالاقتداء والاتساء به - صلَّى الله عليه وسلَّم -، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ﴾ [الأحزاب: 21]، وبذلك يسعَدُ العبد في الدنيا والآخرة، قال ابن القيِّم في «زاد المعاد» (1/69): «وإذا كانت سعادةُ العبدِ في الدَّارين مُعلَّقةً بهدْي النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -، فيجِب على كلِّ من نَصح نفسَهُ، وأحبَّ نجاتَها وسعادتَها، أن يعرفَ من هَديِه وسِيرتِه وشأنِه مَا يَخْرُجُ به عن الجاهلين بهِ، ويدخلُ به في عِداد أتباعِه وشِيعته وحِزبه، والنَّاس في هذا بين مُستقِلٍّ، ومُستكثِرٍ، ومحرومٍ، والفضلُ بيد الله يُؤتيه من يشاء، والله ذو الفَضل العَظيم».
ــــــــــــــــــــــــــــ
[أهمية دراسة السيرة النبوية (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2015-12-31, 21:38
■ فَوَائِد بَهِيَّة يَجتَنِيهَا دَارِسُ سِيرَة خير البَرِيَّة (2)
☆ الشيخ توفيق عمروني حفظه الله
2- تزيد في قوَّة الإيمان واليقين والثَّبات على الدِّين، فإذا طالع المرء ما قاساه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في دعوته لقومه وما عانى من عنادهم واستهتارهم وتسفيههم له ومحاولة التخلص منه وإخماد دعوته بجميع ما تمكنوا منه من وسائل، وما أصاب الصَّحابة الأوائل الذين اتبعوه في ساعة العسرة من شدَّة المناوءة والمعارضة، ومن التعذيب والاضطهاد وأصناف الأذى والظلم، وأنواع الشَّتم والسِّباب من القريب والبعيد، ثمَّ لم يزدهم هذا كلُّه إلَّا تمسُّكا بدينهم وثباتا على عقيدتهم، سيجد بذلك المطالع لأحداث السيرة قوة إيمان، وزيادة يقين من أنَّ الإسلام حقٌّ، وأنَّ رسولَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - حقٌّ، وأنَّ الصحابة - رضي الله عنهم - هم أشرف هذه الأمَّة.
قال ابن حزم في كتابه «الفِصل في الملل والنحل» (2/ 73): «فإنَّ سيرةَ محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمن تدَبَّرها تقتَضي تَصدِيقَه ضَرورةً؛ وتَشهَدُ له بأنَّه رسُولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حقًّا؛ فلَو لم تكنْ لَه مُعجزةٌ غيرَ سيرتِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لكَفَى».
ــــــــــــــــــــــــــــ
[أهمية دراسة السيرة النبوية (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2016-01-07, 19:18
■ واسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنْ النَّعَمِ (1)
☆ سماحة الوالد العلامة محمد علي فركوس حفظه الله
ولا يخفى ما في حفظِ القرآن الكريم مِنْ أهمِّيَّةٍ بالغةٍ لطالبِ العلم وللمتفقِّه؛ فالقرآنُ مصدرُ الأدلَّة يستظهرها الفقيهُ -عند الحاجة- في أحكامه وفتاويه، فمَنْ قَدَرَ على حفظه فهو مِنْ أجلِّ الطاعات والقُرُبات -كما تقدَّم-.
ومِنَ العوامل المساعدة على تثبيت الحفظ وعدم ذهاب العلم ما يلي:
❁1- شكرُ الله تعالى على نعمة الحفظ، واستعمالُ هذه النعمة في إتمام الحكمة التي شُرِعَتْ مِن أجلها في طاعة الله تعالى، ليكون القرآنُ حجَّةً له لا عليه. قال الله تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: ٧].
ــــــــــــــــــــــــــــ
[في العوامل المساعدة على تثبيت القرآن وعدم نسيانه]
زهرة أمل
2016-01-07, 22:50
جزى الله مشايخ السنة بالجزائر
وبورك فيكم على الفوائد الطيبة
عبدالنور.ب
2016-01-10, 08:55
■الجزائر سنِّيَّة لا شـيعيَّة
☆ للشيخ توفيق عمروني الجزائري -حفظه الله-
لقد ساءنا ـ كمَا ساء كلَّ جزائريٍّ ـ ما نطق به المدعو (صادق سلايمية) على إحدى القنوات الموجَّهة للجزائريِّين من طعنٍ وسبٍّ لأصحَاب رسُول الله صلى الله عليه وسلم وبخاصَّة أمّ المؤمنين عائشة، وكاتب الوحي معاوية بن أبي سُفيان رضي الله عنه وقال في حقِّه كلمةً لم يطاوعني القلمُ على كتابتها، وإنَّ هذا المتنكِّر لعَقيدة أمَّته السُّنيَّة الصَّافية، قَد غدا عدوًّا يريد أن يشكِّكَ الأمَّةَ في مسلَّمات دينها ويشوِّهَ رموزَها ومقَدَّسَاتها، ويُعلنُ ضَلالاته بكلِّ وقاحَة، وصَلافَة وجه عَبْر وسائل الإعلام المختلفَة.
إنَّ معاويةَ كغَيره منَ الصَّحابة رضي الله عنه لا يحلُّ لأحدٍ أن يتكَّلم فيهم بمَا لا يليق؛ لأنَّ درجَةَ مَن صَحِبَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أفضَلُ ممَّن لم يصْحَبْه مُطلقًا؛ فلا يُساوَى أبدًا بينَ الصَّحابي وغيره، فكيفَ بتفضيله عليه! ولهذا تركها كلمةً باقيةً سيِّدُ المسلمين في زمانه عبدُ الله بن المبارك رحمه الله لمَّا سُئل: معَاوِيَةُ خَيْرٌ أَو عُمَرُ بنُ عَبدِ العزيزِ؟ فقَال: «تُرَابٌ دَخَلَ في أَنْفِ مُعَاويَةَ رضي الله عنه مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرٌ أو أفضَلُ مِن عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ». [الشريعة (5591)].
إنَّ شرارات التَّشيُّع الَّتي تتطاير مرَّةً بعد مرَّةٍ في وسائل الإعلام المختلفة، يُراد من ورائها تعويد إسماعِنا بوجودهم إرهاصًا لخروجهم إلى العَلَن، ونحنُ نُبشِّرهُم أنَّ مساعيهم خائبةٌ بإذن الله؛ لأنَّ هذه الأرض طيِّبةٌ زُرعَت فيها شجرةُ السُّنَّة مِن أوَّل يوم، فلا يُمكنُ أن يخرُجَ فيها نبتُ الشِّيعَة أبدًا، ولهذا لمَّا حاولَ أسلافُهم منَ العُبَيْديِّين الفاطميِّين قبلَ حوالي عشرة قرون خلَت أن يغرسُوا هذا المذهب الرَّديَّ في هذا الوطن العزيز بقوة الحديد والنَّار، استعصى عليهم الأمر ولم يُفلحوا رغم تقتيلهم وتعذيبهم لكلِّ مَن رفَض التَّشيُّع وسَبَّ الأصحَاب رضي الله عنهم، وانتهت أيَّامُهم وأخرجَهُم أجدادُنا من هذه الدِّيار مدحورين تحت قيادة المعز ابن باديس رحمه الله سنة (435هـ)، فطُهِّرت منهم البلاد، واستَراح منهم العباد، ولم يعد يُسمَع بوجود الشيعة في ربوع هذا الوطن من ذلك الزَّمن الغابر؛ إلى هذه الأيَّام الَّتي أطلَّ فيها هذا المتشيِّعُ المتزلِّفُ وأمثالُه محاولةً منهم لرفع عقيرتهم والجهر بنحلتهم الزَّائغة طمعًا في إيجاد مكانٍ لهم تحتَ سماء الجزائر.
ولنا أن نقولَ لهم: إنَّ جزائرَنَا أرضٌ سُنيَّةٌ لا مكانَ للشيعَة فيها، قَد سُقيت بدماء رجال أشاوس حرَّروها من براثن المستَعمر الغاشم الذي لم يستطع مسخ هويتها، فلا إخال أنَّ شُرفاءَ الجزائر اليومَ تسمحُ نفُوسُهم الأبيَّة أن يُسَبَّ فوق أرضِهم صحابةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ الشَّريفَ كريمٌ يَرعَى حُرمَة سَلفِه وآبائه، وأسيادَ أمَّته، ولا يتنكَّر لجميلهم وفضلِهم أبدًا؛ لذا نلتَمسُ ممَّن بيدهم الأمرُ أن يتفطَّنوا لإصدار مرسُوم يُجرِّمُ مَن يتعرَّض لأحدٍ منَ الصَّحابَة رضي الله عنهم بالسُّوء، صونًا لوحدتنا وأمننا، وحفظًا لمرجعيَّتنَا وعقيدتِنا، وردعًا لهؤلاء اللُّؤمَاء التُّعسَاء، الَّذين ما حلُّوا ببلد إلا ولحقَت بأهله النَّكبات وثارت فيهم النَّعرات، وما أمر العراق وسُوريا ولُبنان واليَمن عنَّا ببعيد؛ فاللَّهمَّ سلِّم. اهـ.
ــــــــــــــــــــــــــــ
الكلمة الشهريةمجلة راية الإصلاح الجزائرية
عبدالنور.ب
2016-01-17, 23:24
■ عُنْوَانُ السَّعَادَةِ ...
☆ فضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الله
وعلى هذا، فمن أراد سعادةَ العيْش وراحةَ البال فليجعلْ نُصبَ عينيه إرضاءَ ربِّه وإخلاصَ الدِّين له، ولْيَضْرِبْ برضا النَّاس وسخطِهم عُرضَ الحائط؛ فإنَّهم لن ينفعوه ولن يضرُّوه مثقالَ ذرَّةٍ، ومن آثر ربَّه ورضاه كفاه خلقَه وصرف عنه سخطَهم، وعاد ذامُّه مادحًا والسَّاخطُ عليه راضيًا.
قال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (3/ 233): «المؤمنُ لا تكون فكرتُهُ وقصدُه إلا رضا ربِّه واجْتنابَ سخطِه، والعاقبةُ له، ولا حوْلَ ولا قوَّةَ إلاَّ بالله».
وهذا ـ وايْمُ الله ـ من أعزِّ الأشياء وجودًا ـ وبخاصَّةٍ في باب العلم والدَّعوة ـ وأصعبِها نيْلاً وأقلِّها تحقيقًا، فقد يعمل الإنسان أو يتكلَّم أو يسكت إرضاءً لبعض النَّاس، وموافقةً لهم وتزلُّفًا إليهم وطلبًا لتزكيتهم، وحذرًا من أن يسقط من أعيُنِهم واجتنابًا لذمِّهم وطَعنِهم، حتَّى ولو كان يَعتَقِدُ خطأَهم وجوْرَهم عن قصْدِ السَّبيل ونأيَهم عن الحجَّةِ والدَّليل، فيكون مرادُه حينئذٍ حفظَ جاهِه ومنزلتِه لا تعظيمَ ربِّه وإعلاءَ كلمته والذَّبَّ عن دينه.
قال ابنُ تيمية في «منهاج السُّنَّة» (5/ 254 ـ 255): «فإنَّ الإنسانَ عليه أوَّلاً أن يكونَ أمرُه لله، وقصدُه طاعةَ الله فيما أمرَهُ به... فإن فعل ذلك لطلَبِ الرِّياسةِ لنفسِه ولطائفتِه، وتنقيصِ غيرِه كان ذلك حميَّةً لا يقبلُه الله، وكذلِك إذا فعل ذلك لطلَبِ السُّمعةِ والرِّياءِ كان عملُه حابِطًا... وهكذا يصيبُ أصحابُ المقالاتِ المختلفةِ... لا يقصدون أن تكونَ كلمةُ الله هي العليا، وأن يكونَ الدِّينُ كلُّهُ لله، بل يغضبون على مَنْ خالفهم، وإن كانَ مُجتهِدًا معذُورًا لا يغضَبُ اللهُ عليه، ويرْضَوْنَ عمَّن يوافقُهم، وإنْ كان جاهِلاً سيِّئَ القصدِ، ليس له علْمٌ ولا حُسنُ قصدٍ، فيفضِي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمدْه اللهُ ورسولُه ويذمُّوا من لم يذمَّه اللهُ ورسولُه وتصيرُ موالاتُهم ومعاداتُهم على أهواءِ أنفُسِهم لا على دين الله ورسولِه».
ــــــــــــــــــــــــــــ
[إرضاء الله وإرضاء الخلق (راية الإصلاح)]
(https://www.********.com/ridjalalislah/?fref=ts#)
عبدالنور.ب
2016-01-19, 21:42
■ أَهَمِّيَّةُ إِصْلاَحِ النُّفُوسِ
☆ فضيلة الشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله
فلا سبيل لوقف جرائم الغادرين، ولا سلاح يرد كيد المعتدين إلا بمعالجة الأسباب التي أوصلتنا إلى الضعف والانتكاسة، والعمل على إزالتها وتعويضها بالأسباب الجالبة للنصر والتمكين، فإن القضايا العادلة والحقوق المشروعة لا تنال بالهوينا والضعف، ولا تنال بالأقلام والأفلام، والإعلام والأحلام، وإنما تنال بتغيير ما بالنفوس من اعوجاج وانحراف، وإصلاح العقول والقلوب قبل خوض المعارك والخطوب.
ــــــــــــــــــــــــــــ
[فلسطين.. الحقُّ المضاع (راية الإصلاح)]
ابو اكرام فتحون
2016-01-19, 22:06
جزاك الله خيرا اخي الفاضل و بارك فيك
واصل و صلك الله بفصله ورحمته في الدنيا والآخرة
و حفظ الله جميع مشايخ الاصلاح .
عبدالنور.ب
2016-01-24, 22:38
■ وَعَجِبْنَا مِنْ حَالِ امْرِىءٍ لاَ يَرعَوِي إِلاَّ إِذَا مَا زُلزِلَتْ زِلْزَالَهَا (1)
☆ فضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الله
قال الشيخ حفظه الله:
وسأذَكِّر إخواني القرَّاء في هذه المقالة بأهمِّ حكم الزِّلزال وفوائده، علَّها تكون موعظةً للمؤمنين وتنبيهًا للغافلين وتحذيرًا للمجرمين، والله الهادي إلى الحقِّ المبين.
فمن ذلك:
1ـ بيانُ عظمةِ الله ـ عز وجل ـ وقدرته وأنَّه على كلِّ شيء قدير وفعَّال لما يريد، ولواسع علمه وكمال قدرته لا يمتنع عليه أمرٌ ولا يعجزه شيءٌ، ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون﴾[يس:82]، ﴿وَمَا كَانَ الله لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾[فاطر:44]، وروى البخاري (4628) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ﴾[الأنعام:65] قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: أَعُوذُ بِوَجْهِكَ، قَالَ ﴿أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾[الأنعام:65] قَالَ: أَعُوذُ بِوَجْهِكَ، ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ﴾[الأنعام:65] قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم «هَذَا أَهْوَنُ أَوْ هَذَا أَيْسَرُ».
وله ـ في خلقه وحكمه وقضائه وبلائه الحكمةُ البالغةُ والحجَّةُ الدَّامغةُ، ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ الله وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون﴾[القصص:68]، وكلُّ ذلك دليلٌ «على أنَّه هو وحده الفعَّالُ لِمَا يريد المدَبِّرُ لخلقه كيف يشاء، وأنَّ كلَّ ما في المملكة الإلهيَّةِ طوْعُ قدرته وتحت مشيئته، وأنَّه ليس شيءٌ يستَقِّل وحده بالفعل إلاَّ الله» (1).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «مفتاح دار السعادة» لابن القيِّم (2/1280).
[الزلزال حكم وفوائد (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2016-02-07, 22:22
■ نُصْحٌ مُنَافٍ لِلْغُبْنِ وصِدْقٌ مُنَافٍ لِلْغِشِّ
☆ فضيلة الشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله
روى ابن حبَّان (4616) بإسناد صحيح أنَّ جريرًا ـ رضي الله عنه ـ «كان إذا اشترى شيئًا أو باعه يقول لصاحبه: اعلم أنَّ ما أخذنا منك أحبُّ إلينا ممَّا أعطيناكه؛ فاختر».
وروى الطَّبراني في «الكبير» (2/235) في ترجمته أنَّ غلامه اشترى له فرسًا بثلاثمائة درهم، فلمَّا رآه جاء إلى صاحبه فقال: إنَّ فرسك خير من ثلاثمائة، فلم يزل يزيده حتَّى أعطاه سبعمائة درهم أو ثمانمائة».
فهذا هو النُّصح المنافي للغبن، والصِّدق المنافي للغشِّ، فأين هذا من غدر بعض الباعة بزبائنهم، يكتمون عنهم عيوب السِّلع ثمَّ يتحدَّثون بعد ذلك فخرًا وسخريَّة أنَّهم استغفلوهم وغرَّرُوا بهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
[فقه النصيحة عند الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2016-02-17, 21:56
■ السَّلَفي عاَقِل ولا يَتَهوَّر خُصوصاً عِندَ الفِتَن
☆ فضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الله
إنَّ الرَّجل العاقل البطل في نظر الشَّرع الحنيف ليس هو المتهوِّر العنيف الَّذي يستشرف للفتنة ويخوض مع الخائضين، وإنَّما هو الَّذي يوَحِّد ربَّه ويَصْدُقه ويطيعه ويَفي بعهده ويثبُت على دينه، ويجتنب معصيته ويحذر يوم لقائه، ويقهر نفسه وينتصر على هواه، ويتمسَّك بغَرز العلماء الرَّبَّانيِّين - وخاصَّة في أيَّام الفتنة - ليدلُّوه على سبيل النَّجاة وطريق السَّلامة، ولا يتَّبع كلَّ ناعق ولا يميل مع كلِّ ريح، ويبذُل نفسَه وماله نصرةً لدين الله وإعلاءً لكلمته، ويكون عنده سدادُ الرَّأي ورَجاحة العقل وحسن الخلق وشرَف النَّفس، وعنايةٌ بمعالي الأمور وابتعادٌ عن سَفْسَافها، ويكون مفتاحا للخير مغلاقا للشَّرِّ.
قال الله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾ [الأحزاب]، وقال: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37)﴾ [النور]، وقال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «وَالمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ في طَاعَةِ اللهِ»[9]، وقال: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ»[10]، فالَّذي يملك نفسه وينتصر عليها في حالة الغضب - فضلاً عن حالة الرِّضا - أحقُّ بالشِّدَّة والقوَّة وأهلُها.
أنشد بعضهم[11]:
ليس الشُّجاعُ الَّذي يحمي كَتِيبتَه *** يوم النِّزال ونارُ الحرب تشتعلُ
لكن فتًى غضَّ طَرْفًا أو ثنى بصَرا *** عن الحرامِ فذاكَ الفارسُ البطلُ
فما أحوجَ أمَّتنا إلى أمثال هؤلاء الرِّجال العقلاء، الَّذين هم مناط الإصلاح ومِعْوَل النَّصر، الَّذين يعيدون لها مجدَها المسلوب وعزَّها المفقود، والله المستعان وعليه التُّكلان.
﴿رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران: 8].
وصلِّ اللَّهمَّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمَّد وعلى جميع الآل والأصحاب، وعلى التَّابعين لهم بإحسان إلى يوم الحساب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
[9] حديث صحيح، أخرجه أحمد (23958)، انظر: «الصَّحيحة» للألباني (549).
[10] أخرجه البخاري (6114), ومسلم (2609).
[11] انظر: «كشف المشكل» لابن الجوزي (3/336).
[هل يكون المنتحر بطلا؟ (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2016-03-04, 07:34
■ هل تعرفون من هو المبارك من الناس؟
☆ سماحة الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله
وإن المبارك من الناس أينما كان هو الذي ينتفع به حيث حل أو ارتحل، ويستفاد منه إذا قال شيئا أو عمل، فهذا الصنف من الناس هم الأكابر من ذوي العلم والفضل، وهم الذين تنفع العبد مجالستهم، وتفيده مساءلتهم، وتهديه متابعتهم، وتحميه مسايرتهم، ويسعد ولا يشقى من اقتدى بهم، وهم الذين جاءت الإشادة والتنويه بفضائلهم وخصائصهم، وثبتت الإشارة والتوجيه بلزوم غرزهم ـ بالرجوع إليهم والصدور عنهم وعدم العدول بهم إلى غيرهم ـ فقد جاء بذلك التوجيه النَّبويُّ كما في رواية ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البركة مع أكابركم»(2)، هم الأكابر حسًّا ومعنى، قدرًا وأثرًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (559)، والحاكم في «المستدرك» (1 /62)، وقال الحاكم: «صحيح على شرط البخاري»، ووافقه الذهبي، وقال الألباني: «وهو كما قالا»، [«الصحيحة» (1778)].
[متَى تقَع الفتنَة! (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2016-03-06, 21:55
■ أصبح كل من هب ودب طالب علم!
☆ فضيلة الشيخ توفيق عمروني حفظه الله
فعلى طالب العلم النَّبيه أن يكون على صلةٍ وثيقةٍ بأهل العلم، لينتَظمَ في سِلكهم ويَلحقَ برَبْعِهم، وليَرفع الجهلَ والجهالةَ عن نفسه، فبالعلم يزولُ الجهلُ عنه، وبقُربه من أهل العلم ترتَفع جهالةُ عينِه وحالِه، فيَشتَهر عندَهُم بالطَّلب وتثبُت عدالتُه واستقامتُه؛ فممَّا كانَ مقرَّرًا عند المحدِّثين قديمًا أنَّهم لا يقبلُون حديثَ الرَّاوي حتَّى تُعلَم عينُه بأن يرويَ عنه على الأقلِّ اثنان من الرُّواة الثِّقات المشهورين، وتَنكشفَ حالُه من حيثُ العدالةُ والتَّجريحُ؛ لهذا كانَ من المستَهجن القَبيح أن ينصِّبَ الرَّجلُ نفسَه معلِّمًا، وهو مجهول النَّسب العلمي، ولا يَعرفُ عنه أهلُ العلم من أهل بلده القريبين منه ـ فضلاً عن غيرهم ـ شيئًا، لا عينَه وصورتَه، ولا حالَه وعدالتَه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
[النسب العلمي (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2016-03-11, 09:36
■ ويطيبُ قلبٌ بالتلاوةِ حاضرٌ ويطيبُ عيشٌ عِندَها ومماتُ
☆ فضيلة الشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله
ومن معاني الرِّبح العظيم في قراءة القرآن:
أنَّ من قرأ حرفًا فله حسنةٌ والحسنة بعشر أمثالها، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ الله فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ: ﴿ألـم﴾ حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ولاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ»(5).
ومن الرِّبح الكبير والفضل العظيم عند تلاوته وقراءته: أنَّه شافعٌ لصاحبه يوم القيامة، فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: «اِقْرَءُوا القُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ، اِقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: البَقَرَةَ وَسُورَةَ آلَ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اِقْرَءُوا سُورَةَ البَقَرَةَ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا البَطَلَةٌ».
قال معاوية بن سلام: «بلغني أنَّ البطلة: السَّحرة»(6).
وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال:«الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ مَاحِلٌ - أي ساعٍ - مُصَدَّقٌ مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ» (7).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
(5) رواه التِّرمذي (2910).
(6) رواه مسلم (804).
(7) رواه ابن حبَّان (164) والبيهقي في الشعب (1855) وجوَّد إسناده الألباني في «الصَّحيحة» (2019).
[التجارة التي لن تبور (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2016-03-11, 16:25
■ احذَروا الكَهنَة فَإنَّ الباطِل مَا يُنْفَقُ في الوجودِ إلَّا بِشوبٍ مِن الحقِّ
☆ فضيلة الشيخ عثمان عيسي حفظه الله
وأمَّا عدم تفريق المرء بين أولياء الرَّحمن وأولياء الشَّيطان، فلأنَّ من النَّاس من يغترُّ بهؤلاء فيحسبهم من أهل الخير والصَّلاح، لاستعمالهم القرآن تارةً، ولاستدلالهم بالسُّنَّة النَّبويَّة تارةً أخرى، وهذا صنيعٌ من الكهنةِ قديمٌ، وعملٌ غيرُ صالحٍ ذَمِيمٌ، فهؤلاءِ الدَّجاجلة «يعتقدون اعتقاد الكلدان، ويلبسون لباس أهل القرآن»(14)، كلُّ ذلك من باب الخداع والتَّدليس، والتَّغرير والتَّلبيس، قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية: «ولا يُنْفَقُ البَاطلُ في الوجودِ إلَّا بِشوبٍ مِن الحقِّ»(15)، ولو لم يفعلوا ذلك لمَاَ راجتْ تجارتُهم الباطلة، وإفكُهم القديم والحديث، وإنَّما قصْدُ هؤلاءِ ومرادُهم هو إضلالُ الخلق وإفسادُ دينِهم، وخرابُ دنياهم، وخسران آخرتِهم، فقصدُهم تابعٌ لقصدِ الشَّياطين وهو: «الفساد والكفر والمعاصي والبغي والعتوُّ والتَّمرُّد وغير ذلك من القبائح»(16).
ولا يلتبس هذان الصِّنفان إلَّا عمَّن أُغلف قلبُه، وعمي فؤاده، وزمنت فطنتُه، وسقم فهمُه، وتكدَّر ذهنُه، وتبلَّد حسُّه، ممَّن ظنَّ كلَّ بارقٍ ذَهَبًا إبريزًا، وحسِبَ كلَّ ناعقٍ في قناةِ شعوذةٍ راقيًا ماهرًا عزيزًا!
والشَّيطانُ هو الَّذي يُلبِّسُ على النَّاس، فَيُشبِّه هؤلاء الكهنة بالرُّسل الصَّادقين، أو ـ على أقلِّ الأحوال ـ بالأولياء الصَّالحين، قال ابنُ القيِّم ـ رحمه الله ـ: «فالكهنةُ رُسلُ الشَّيطانِ حقيقةً، أَرسلَهم إلى حزبه مِن المشركين وشبَّههم بالرُّسُل الصَّادقين، حتَّى استجابَ لهم حزبُه،...»(17).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
(14) «رسالة الشِّرك ومظاهره» (ص238) ـ ط/دار الرَّاية.
(15) «مجموع الفتاوى» (35/190).
(16) «معارج القبول» (2/713) ـ ط/دار ابن الجوزي.
(17) «إغاثة اللَّهفان» (1/253) / (ط) 1975 ـ دار المعرفة.
[الكهانة والعرافة بين الماضي والحاضر (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2016-03-20, 18:38
■ هل تعرفون سبب وقوع العداوة والبغضاء بين الناس؟
☆ فضيلة الشيخ توفيق عمروني حفظه الله
فسببُ الوحدةِ والاجتماع هُو أن يعملَ الأفرادُ بالدِّين كلِّه، أصولِه وفروعِه، وأمَّا التزامُ الأحكام الظَّاهرة مع التَّفريط في الأعمال القلبيَّة الباطنة، أو لزومُ الأوامر الشَّرعيَّة الواردة في العبادات مع الغفلة عمَّا ورد في المعاملات، أو الحرص على الآداب الشَّرعيَّة مع التَّخلِّي عن منهج الأنبياء في الدَّعوة والإصلاح، ونحو ذلك من أنواع التُّروك لبعض ما أمر الله به، فإنَّ ذلك جالبٌ للفُرقة والعَداوة، وصاحبه له نصيبٌ من قوله تعالى: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾[المائدة:14]، فمتى تركَ النَّاسُ بعضَ ما أمَرهُم اللهُ به وقَعت بينَهُم العَداوة والبَغضاء، وفي هذا دليلٌ على أنَّ تركَ الواجبات يكونُ سببًا لفِعل المحرَّمات.
فمن أراد تجنيبَ الأمَّةِ الافتراقَ ـ الَّذي يخلُّ بنظامهم، ويُوهنُ روابطَهم، ويسلِّطُ عليهم أعداءَهُم، ويصيِّر كلَّ واحدٍ يعملُ ويسعَى في شَهوةِ نفسِه ومُرادِ هواه، ولو أدَّى إلى الضَّرر العامِّ ـ، وكان ساعيًا بصدقٍ في تحقيق اجتماع المسلمين على دينهم فليكن هو أوَّل مَن يمتثلُ جميعَ ما جاء به الرَّسول صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا، وعلمًا وعملا وحالا ودعوةً، فهو الوسيلة إلى الرَّشاد، وطريق السَّداد، وحصول الـمُراد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
[سبب الاجتماع (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2016-03-24, 08:45
■ اصبِرُوا يَا أَهلَ السُّنَّة
☆ الشيخ الفاضل عباس ولد عمر حفظه الله
فهذا هو المنهج الشَّرعيُّ في التَّغيير، ليس فيه روغان ولا دوران، فنحن الَّذي يهمُّنا أن نوحِّد الله ـ عزَّ وجلَّ ـ، ونلزم طاعته ونجتنب معصيته. وحسبنا أنَّنا قصدنا الخير وأتيناه من بابه، ولم تحرِفنا الأهواء والفتن إلى بنيَّات الطَّريق وجنباته، ورحم الله مجدِّد هذا العصر الإمام الألباني الَّذي كان كثيرًا ما يقرِّر هذا المعنى، ويتمثَّل ببيتين من شعر امرئ القيس، يقول فيهما:
بَكى صَاحِبي لـمَّا رأى الدَّرْبَ دُونه
وأيـقــنَ أنـــا لاحــــقــانِ بـقـيـصــرا
فَـقُـلــتُ لَـــهُ: لا تَــبْــكِ عَــيْــنُــكَ إنّـمَــا
نحاوِلُ مُــلْـكًـا أوْ نُـموتَ فَنُـعْذَرَا
فهذا هو السَّبيل، لمن رام إصلاح الحال والتَّبديل، أعلامه لائحة، ومنارته واضحة، ولكنَّه في نظر المستعجلين طريق طويل، إذ هو بتحقيق مقاصدهم غير جدير، فلذلك لا يصبرون على مكارهه وعقبات المسير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
[المسلمات الشرعية في زمن الفتن بين يقين النصوص وسراب المحسوس (راية الإصلاح)]
djeribiedz17
2016-03-25, 18:59
شكرا على الموضوع المميز
عبدالنور.ب
2016-03-28, 18:59
■ أفيقوا يا أيها الناس
☆ فضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الله
إنَّنا في زمن خفق فيه صوتُ أهل الحقِّ إلاَّ قليلاً، وتعالت صاخبةً أصوات أصحاب الباطل من أهل الأهواء والبدع والضَّلالات، فعملت الألسنة السَّليطة والأقلام الحاقدة عملَها في الأمَّة، فقدحت في منهج أهلِ الحقِّ، أهلِ السُّنَّة والجماعة، أهلِ الحديث والأثر، وطعنت في القرون الثَّلاثة الأولى المفضَّلة، وفي دعوتهم المباركة، وخاضت فيها بالانتقاص والازدراء والتَّهجُّم والطَّعن والتَّنفير والتَّضليل والتَّلبيس، في حملة مسعورة، وحرب شعواء لم يسبق لها مثيل، في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئيَّة، في الوقت الَّذي يُشَادُ فيه بالرَّافضة (الصَّفَوِيَّة) وبالطُّرقيَّة والمزارات الشِّركيَّة والأعياد البدعيَّة، حربًا يتولى تسعيرها العقلانيون ممَّن خرج من ضئضئ المعتزلة الأوَّلين، ومن مدرسة المستشرقين، وممَّن ينتسب زورًا إلى الدَّعوة الإسلاميَّة من الكتَّاب والأدباء والمفكِّرين!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
[لكل قوم وارث (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2016-04-08, 22:49
■ وأَكثَرُهُم اليَومَ مِثلَ الفَرُّوج إلَّا مَن رَحِمَ الله
☆ سماحة الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله
فليس للأصاغر منازعة الأكابر، وليس للطلاب مجادلة العلماء، وإنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم والصبر بالتصبر، فمسايرتهم بجميل السيرة والأدب بريد وسبيل حسن التحصيل والطلب، ومن منع الأصول حرم الوصول، ومن استعجل الشيء قبل أوانه جوزي بحرمانه.
قال إسماعيل بن أبي خالد: «مشى أبو سلمة بن عبد الرحمن يوما بيني وبين الشعبي، فقال له الشعبي: من أعلم أهل المدينة؟ قال: رجل يمشي بينكما، قال الشعبي: فسألته عن أربع مسائل فأخطأ فيهن كلهن، وكان أبو سلمة ينازع ابن عباس في مسائل ويماريه، فبلغ ذلك عائشة ـ رضي الله عنها ـ فقالت: إنما مثلك يا أبا سلمة مثل الفَرُّوج، سمع الديكة تصيح فصاح معها! يعني: أنك لم تبلغ مبلغ ابن عباس وأنت تماريه(19)، وقال الشعبي: كان أبو سلمة يماري ابن عباس فحرم بذلك علما كثيرا(20)، وقال سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ: «إذا رأيت الشاب يتكلم عند المشايخ وإن كان قد بلغ من العلم مبلغا، فآيس من خيره، فإنه قليل الحياء»(21).
والحمد لله ربِّ العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
(19) «تاريخ دمشق» (29 /305).
(20) «جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البر (1 /254).
(21) «المدخل» للبيهقي (ص388).
[البركة مع أكابركم (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2016-05-07, 20:31
■ رمضانُ أقبلَ يا أُولي الألبابِ (1)
☆ فضيلة الشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة حفظه الله
ومن محاسن التَّشريع مشروعيَّة الصَّوم، فقد فرضه الله ـ عزَّ وجلَّ ـ في شهر رمضان، وجعله النَّبي ﷺ أحد أركان الإيمان، وما شرعه الله تعالى من أجل تعذيب خلقه بالجوع والعطش، وتحميلهم مشقَّته، بل شرعه سبحانه لحِكَمٍ عُظْمَى وفوائد كبرى يتجلَّى فيها مدى حسنه:
من أعظمها وأجلِّها أنَّه يوجب تقوى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ، وهي فعل ما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر، وهي الحكمة الَّتي ذكرها الله ـ عزَّ وجلَّ ـ في كتابه حيث قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾[البقرة:183]، والحقُّ أنَّ كلَّ الحِكَم الَّتي تستفاد من الصَّوم فإنَّها ترجع إلى أصل التَّقوى، فهي رأس الأمر وجماع الخير، فما استعان أحد على تقوى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ وحفظ حدوده، واجتناب محارمه بمثل الصَّوم، ولهذا كان الصَّوم وقاية من عذاب الله تعالى، كما قال النَّبيُّ ﷺ: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ»؛ أي وقاية من النَّار، لأنَّه إمساكٌ عن الشَّهوات، والنَّار محفوفة بالشَّهوات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
[أثر الصوم في تزكية النفوس وتهذيب السلوك (راية الإصلاح)]
عبدالنور.ب
2016-05-31, 23:59
■عداوة ذميمة
☆ فضيلة الشيخ توفيق عمروني حفظه الله :
فالعالم الذي لم يتسع صدرك لقبول قوله، لا تسمح لنفسك أن تقول فيه قولا غير لائق، حتى لا تجعل بينك وبين المجرمين علائق، وتكون ظهيرا لهم على هدم الإسلام والسنة.
فالنصيحة لمن انطوت نفسه على هذه العداوة أن يبادر إلى إخلاء صدره منها، وليحذر من أن يقدم على الله وفي قلبه شحنة منها، فإن الإمام ابن المبارك رحمه الله يقول ((من استخف بالعلماء ذهبت آخرته)).
وعلى الموفق أن يسد منافذ تسلل هذه العداوة الذميمة، ومن منافذها مصاحبة أصحاب قالة السوء في العلماء، فإن صحبة الاشرار تورث سوء الظن بالأخيار ؛فانظر من تصحب حتى لا تقع في هذا العطب ؛والله المستعان.
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
العدد الخمسون من مجلة الإصلاح.
أبو أنس ياسين
2016-06-01, 14:23
جزاك الله خيرًا أخي عبد النور على هذا الموضوع الشيق
و ننتظر المزيد
حفظ الله مشايخ الإصلاح من كل سوء
ووالله إنا لنتمنى مجاورتهم كي نستفيد من مجالسهم القيمة
عبدالنور.ب
2016-06-04, 23:25
■ مفاسد إلانترنت وأخطاره
☆ الشيخ نجيب جلواح حفظه الله
ومما زاد في الطينة بلة _كما يقال _؛ هو أن هذا التطور المذهل في مجال الاتصال اثر سلبا على الأسرة التي لم تعد قادرة على التحكم في الأولاد، ولا التأثير فيهم كما كان الأمر سابقا. وإن مسؤولية وقايتهم من خطر هذا الوافد الجديد تقع بالدرجة الأولى على عاتق الوالدين، إذ عليهم تحصين أبنائهم بالتربية الإسلامية، والتوعية، والإرشاد، والتنمية والتنشئة الدينية الصحيحة منذ الصغر، والتحذير من كل ما هو إباحي وفاسد، وتوجيههم إلى المواقع المفيدة، إن كان ولابد من إستعمالها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
العدد الخمسون من مجلة الإصلاح
fethi_19930
2016-06-05, 13:36
بارك الله فيك
عبدالنور.ب
2016-08-07, 00:35
■ رَجَاءٌ يُفْرِحُ قُلُوبَ المُؤْمِنِينَ ويَدْفَعُ اليَأْسَ مِنْ نُفُوسِ المُسِيئِينَ المُذْنِبِينَ
☆ فضيلة الشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله
يقول الله جلّ ثناؤه في سورة فاطر: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنْفَسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُم سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذِن اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهِبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾[فاطر: 32‑33].
قال الشيخ حفظه الله:
آيات حملت من الرجاء ما يفرح قلوب المؤمنين، ويدفع اليأس من نفوس المسيئين المذنبين، آيات أكرم الله فيها أمّة التوحيد بالاختيار والاصطفاء، ثمّ خصّها بفضله في الجزاء حتّى لمن أساء ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخَيْرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [القصص: 68].
وقال الشيخ أيضا:
وإنّ من أجلّ النعم على الإطلاق التي جميع النعم بالنسبة إليها كالعدم وراثة الكتاب الجليل الذي هو القرآن لمن اصطفى الله من عباده وذلك هو الفضل الكبير.
وقال الشيخ أيضا:
فيكون معنى إيراث الكتاب أنّه تعالى نزع الكتب من الأمم السالفة وأعطاها لهذه الأمّة على الوجه الذي رضيه لها، وهذا الإيراث حاصل لمجموع الأمّة وليس مختصّا بالعلماء أو حفظة القرآن وإن كانوا أغبطَ الناس بهذه النعمة وأولاهم بهذه الرحمة، بل كلّ من آمن بالقرآن وبأحكامه وعمل به واهتدى بنوره ولو لم يحفظ إلاّ الفاتحة، فإنّ الصحابة لم يكن كلّ واحد منهم يحفظ جميع القرآن وهم بلا شكّ من المصطفين الأخيار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[المنتقى العاطر في تفسير آية فاطر (راية الإصلاح)]
أبو أنس ياسين
2016-08-07, 11:36
بارك الله فيك ونفع بك
نسأل الله أن يحفظ مشايخنا مشايخ الإصلاح وينفعنا بهم
عبدالنور.ب
2017-03-24, 22:07
[ محبة_العلماء_دين ]
قال الشيخ أزهر سنيقرة -حفظه الله تعالى-:
" فإنَّا ندين الله عز وجل بحب أئمتنا وعلمائنا أئمة أهل السنة والجماعة في كل زمان ومكان ونبرأ إلى الله جلّ وعلا من الضَّالِّين المُضِلِّين حتى وإن رفعهم أتباعهم؛ حتى وإن سُلِّطت عليهم الأضواء؛ حتى وإن ضُخِّمت أسماؤهم ولُمِّعت عبارات الثناء عليهم من أولئك الذين ابتُلينا بهم في هذا الزمان، من أولئك الذين هم وراء تلك القنوات؛ القنوات العمياء التي هي قنوات العار والشرور."اهـ
ï؟½ï؟½ خطبة جمعة : مكانة العلماء.
العضوالجزائري
2017-03-25, 00:53
أسأل الله أن يجزيك عنا خيرا
نسأل الله أن يوفقنا للتوبة من أخطائنا.
عبدالنور.ب
2017-03-25, 10:58
المقصدُ_من_جرحِ_الدعاة؟!
قال العلامة الإبراهيمي الجزائري رحمه الله:
« إنَّنا لا نَحمِلُ لهؤلاء المشايخ، ولا لأولادهم، ولا لأحفادهم حِقدًا، ولا نَضْطَغِنُ عليهم شَيئًا، ولا نُنْفِسُ عليهم مالاً من الأُمَّة ابْتَزُّوه، ولا جاهًا على حِسَابها أَحرَزُوه، وليس بَيْنَنا وبَيْنَهم تِرَاتٌ قديمة، ولا ذُحُولٌ مُتَوارَثَةٌ، ولا طَوَائِلُ مَغرومَة؛ وإِنَّما_هو_الغَضَبُ لله ولدِينِه وحُرُمَاتِه أَنطَقَنا »
[ «آثاره» (1/177) ]
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir