عطرُ القوافي
2015-08-17, 14:39
،
من هناكْ
،
مساءُ الخيرِ أيتهاَ البعيدةُ جسداً ، القريبةُ روحاً وقلباً ، المساءُ هناَ ، كئيبٌ جدّا ، كأنّ المواجعَ كلّها تجتمعُ ، لتفرشَ لكَ بساطاتها مساءً ، لا أعلم أيّ موهبةٍ تملكينَ ، وبأيّ أبجديّة ترسمينَ رسائلكِ ، ها أنتِ تقوديننيِ لأجاريكِ ، تُعيديننَي إلى زمنٍ كنتُ فيهِ غنيّة جدّا ، زمنٌ كانتِ فيه ثروتيِ ، حزمة كتبٍ والكثيرَ من المسوداتِ ، أمّا اليوم فقيرةٌ أناَ ، وكلّ ما أملكه رسائلكِ ، نهشتْ الغربةَ جسدي الضعيفَ ، وما عُدتَ قادرةَ على الفكاكِ من أشواقيِ وحنينيِ ، كم أشعرُ باليتمِ والضعّفِ ، أشعر بالموتِ يا رُبىَ ! أو ربّما ميتةٌ انا جدّا في أعماقيِ ، فهل من سبيلٍ لإحياء قلبٍ ميّت يا ربىَ ، هل من سبيلْ؟
ما عدتُ أشتهي شيئاً ، كأنّي أضعتُ نفسيِ في مكانٍ ماَ ، كأنيّ وقعتُ في حفرةٍ سحيقةْ ولمْ أستطع بعدُ الخلاصْ
،
لاشئَ في هذه السنينِ الراكضهْ يستهوينيِ ، سوى الكلماتُ القليلهْ التيِ أسمعها من " الخالة علياَ" ، أتذكرينهاَ ؟
كلّما مررتُ بها تذكرّتكِ ، لازالت تسألني عنكِ ، عن " زهرة الأوركيد الجميلة " كما تحبّ أن تسمّيكِ ، لازالتِ زهرةَ أوركيد يا رُبى ، فالأوركيد ، رمز المحبةَ والفخامة والجمالِ كما أخبرتناَ خالتي علياَ ، لا زلتِ حسناءً يا عزيزتيِ ، لاطالماَ كنتِ تجيدينَ اختيار ما يناسبكِ ، كاختياركِ زهرة الأوركيدِ ، صوتكِ يتكرّر في داخلي " الأوركيدُ يا سُلافْ ، زهرة تحسبينها متعاليهْ ، لكنّها الفخامة يا عزيزتي ، انظري إليها لها سحرها الخاصْ ، الذي تفقده إذا جاورتها زهرة أخرى في المزهرية، الأوركيد تُشبهنيِ لدرجةٍ يخيّل إليّ أحياناً أنّي لا أطيقها "
من هناكْ
،
مساءُ الخيرِ أيتهاَ البعيدةُ جسداً ، القريبةُ روحاً وقلباً ، المساءُ هناَ ، كئيبٌ جدّا ، كأنّ المواجعَ كلّها تجتمعُ ، لتفرشَ لكَ بساطاتها مساءً ، لا أعلم أيّ موهبةٍ تملكينَ ، وبأيّ أبجديّة ترسمينَ رسائلكِ ، ها أنتِ تقوديننيِ لأجاريكِ ، تُعيديننَي إلى زمنٍ كنتُ فيهِ غنيّة جدّا ، زمنٌ كانتِ فيه ثروتيِ ، حزمة كتبٍ والكثيرَ من المسوداتِ ، أمّا اليوم فقيرةٌ أناَ ، وكلّ ما أملكه رسائلكِ ، نهشتْ الغربةَ جسدي الضعيفَ ، وما عُدتَ قادرةَ على الفكاكِ من أشواقيِ وحنينيِ ، كم أشعرُ باليتمِ والضعّفِ ، أشعر بالموتِ يا رُبىَ ! أو ربّما ميتةٌ انا جدّا في أعماقيِ ، فهل من سبيلٍ لإحياء قلبٍ ميّت يا ربىَ ، هل من سبيلْ؟
ما عدتُ أشتهي شيئاً ، كأنّي أضعتُ نفسيِ في مكانٍ ماَ ، كأنيّ وقعتُ في حفرةٍ سحيقةْ ولمْ أستطع بعدُ الخلاصْ
،
لاشئَ في هذه السنينِ الراكضهْ يستهوينيِ ، سوى الكلماتُ القليلهْ التيِ أسمعها من " الخالة علياَ" ، أتذكرينهاَ ؟
كلّما مررتُ بها تذكرّتكِ ، لازالت تسألني عنكِ ، عن " زهرة الأوركيد الجميلة " كما تحبّ أن تسمّيكِ ، لازالتِ زهرةَ أوركيد يا رُبى ، فالأوركيد ، رمز المحبةَ والفخامة والجمالِ كما أخبرتناَ خالتي علياَ ، لا زلتِ حسناءً يا عزيزتيِ ، لاطالماَ كنتِ تجيدينَ اختيار ما يناسبكِ ، كاختياركِ زهرة الأوركيدِ ، صوتكِ يتكرّر في داخلي " الأوركيدُ يا سُلافْ ، زهرة تحسبينها متعاليهْ ، لكنّها الفخامة يا عزيزتي ، انظري إليها لها سحرها الخاصْ ، الذي تفقده إذا جاورتها زهرة أخرى في المزهرية، الأوركيد تُشبهنيِ لدرجةٍ يخيّل إليّ أحياناً أنّي لا أطيقها "