سائلة عفو ربها
2015-08-16, 23:18
http://store1.up-00.com/2015-07/1437078118031.gif
¨°o.O (« أقوال بعض أهل العلم فيما يخرج من السنة إلى أهل الأهواء ») O.o°¨
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد:
فهذه بعض أقوال أهل العلم فيما يخرج من السنة إلى أهل الأهواء والبدع
عن زكريا بن يحيى قال : سمعت أبا بكر بن عياش ، وقال له رجل : يا أبا بكر من السني ؟ فقال : « السني الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب (وفي رواية : لم يتعصب) لشيء منها » . أثر ثابت رواه الآجري وغيره .
وقال الخلال : أخبرني محمد بن موسى قال : قال أبو جعفر حمدان بن علي أنه سمع أبا عبد الله قال : وكان يحيى بن سعيد يقول : عمر وقف ، وأنا أقف ، قال أبو عبد الله : وما سمعت أنا هذا من يحيى ، حدثني به أبو عبيد عنه ، وما سألت أنا عن هذا أحدا ، أو ما أصنع بهذا ؟ قال أبو جعفر فقلت : يا أبا عبد الله ، من قال : أبو بكر وعمر هو عندك من أهل السنة ؟ قال : لا توقفني هكذا ، كيف نصنع بأهل الكوفة ، قال أبو جعفر : وحدثني عنه أبو السري عبدوس بن عبد الواحد ، قال : « إخراج الناس من السنة شديد » إسناده صحيح: رواه أبو بكر بن الخلال في السنة (1/2/373) رقم513.
قال الإمام الشاطبي في "الاعتصام" (2 / 200- 202) : "وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين ، وقاعدة من قواعد الشريعة ، لا في جزئي من الجزئيات . إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببه التفرق شيعا ، وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية ؛ لأن الكليات نص من الجزئيات غير قليل ، وشاذها في الغالب أن لا يختص بمحل دون محل ولا بباب دون باب . واعتبر ذلك بمسألة التحسين العقلى فإن المخالفة فيها أنشأت بين المخالفين خلافا في فروع لا تنحصر ، ما بين فروع عقائد وفروع أعمال .
ويجرى مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات ، فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة ، كما تصير القاعدة الكلية معارضة أيضا ، وأما الجزئي فبخلاف ذلك بل يعد وقوع ذلك من المبتدع له كالزلة والفلتة ، وإن كانت زلة العالم مما يهدم الدين حيث قال عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - : "ثلاث يهدمن الدين زلة العالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون" ، ولكن إذا قرب موقع الزلة لم يحصل بسببها تفرق في الغالب ، ولا هدم للدين بخلاف الكليات ، فأنت ترى موقع اتباع المتشابهات كيف هو في الدين إذا كان اتباعا مخلا بالواضحات وهي أم الكتاب ، وكذلك عدم تفهم القرآن موقع في الإخلال بكلياته وجزئياته ، وقد ثبت أيضا للكفار بدع فرعية ، ولكنها في الضروريات وما قاربها ، كجعلهم لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ولشركائهم نصيبا ، ثم فرعوا عليه أن ما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله وصل إلى شركائهم ، وتحريمهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامى ، وقتلهم أولادهم سفها بغير علم ، وترك العدل في القصاص والميراث ، والحيف في النكاح والطلاق ، وأكل مال اليتيم على نوع من الحيل ، إلى اشباه ذلك مما نبه عليه الشرع ، وذكره العلماء حتى صار التشريع ديدنا لهم ، وتغيير ملة إبراهيم - عليه السلام - سهلا عليهم ، فأنشأ ذلك أصلا مضافا إليهم ، وقاعدة رضوا بها ، وهي التشريع المطلق ، لا الهوى ، ولذلك لما نبههم الله تعالى على إقامة الحجة عليهم بقوله تعالى : "قل آلذكرين حرم أم الأنثيين ( قال فيها ) نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ( فطالبهم بالعلم الذى شأنه أن لا يشرع إلا حقا ، وهو علم الشريعة لا غيره ثم قال تعالى : أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا ( تنبيها لهم على أن هذا ليس مما شرعه في ملة إبراهيم ، ثم قال : ) فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ( فثبت أن هذه الفرق إنما افترقت بحسب أمور كلية اختلفوا فيها والله أعلم " . انتهى كلامه
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (96/24) :
« نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافا لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع » .
وقال كما في "مجموع الفتاوى" (35 / 414) : والْبِدْعَةُ الَّتِي يُعَدُّ بِهَا الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ مَا اشْتَهَرَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالسُّنَّةِ مُخَالَفَتُهَا لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ؛ كَبِدْعَةِ الْخَوَارِجِ ، وَالرَّوَافِضِ ، وَالْقَدَرِيَّةِ ، وَالْمُرْجِئَةِ ؛ فَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ ، وَيُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ ، وَغَيْرَهُمَا قَالُوا : « أُصُولُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً هِيَ أَرْبَعٌ : الْخَوَارِجُ ، وَالرَّوَافِضُ ، وَالْقَدَرِيَّةُ ، وَالْمُرْجِئَةُ » ، قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ : فالْجَهْمِيَّة ؟ قَالَ : « لَيْسَتْ الْجَهْمِيَّة مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - » .
وقال الشيخ زيد بن هادي المدخلي - كما في "شرح الأفنان والعمل الأسنى" بتاريخ 10 / 3 / 1431 هـ -
جوابا على قول السائل : متى يخرج الرجل من دائرة السلفية وأهل السنة والجماعة إلى دائرة أهل البدع والأهواء؟ . قال : " الخروج من السلفية ؛ المراد بالسلفية : ما كان عليه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وأصحابه الكرام الذين سلفوا ومضوا ، من اتباع الكتاب والسنة .
والخروج : إما أن يكون خروجا كليا ، وإما أن يكون خروجا جزئيا ؛ ليس كلياً ، وذلك بحسب الأعمال .
فالخروج الكلي من السلفية : أي من الدين الذي عليه السلف بالكفر الأكبر ، والشرك الأكبر ، والنفاق الاعتقادي ، والإلحاد المخرج من الملة ، لا يبقى الإنسان في دائرة الإسلام بحال من الأحوال ؛ فكيف أن يكون في دائرة السلفية ؟! .
والخروج بالبدع المخالفة لمنهج السلف ، سواءً في الاعتقاد ، أو البدع في الشعائر ، أو السلوك ، أو منهج الجهاد ، والدعوة إلى الله ، والأمر والنهي والنصيحة ، مخالفة السلف في ذلك خروج إلى دائرة البدع ، إلا أنها قد تكون بدعا لا تخرجه من الإسلام ، وإنما لا يصنف مع السلفيين الذين هم على العقيدة الصحيحة والمنهج الصحيح ، لا يصنف معهم إذا كان مرتكباً بدعاً ، ويدعو إليها ، ويحارب من أجلها ، فإنه لا يصنف مع السلفيين ، ولكنه لا يخرج من دائرة الإسلام ، ما لم يرتكب ما يخرجه من دائرة الإسلام " اهـ. .
وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - كما في فتاوى في العقيدة والمنهج
- جوابا على سؤال ما هي البدع التي يعدُّ بها الرجل خارجا عن دائرة أهل السنّة والجماعة ؟ : " مثل بدعة القدر ، وبدعة الإرجاء ، وبدعة الرفض ، وبدعة الخروج ، والبدع الصوفية ، مثل الموالد الشركية ، وغيرها ، وشدّ الرحال إلى القبور ، والأشياء هذه - بارك الله فيكم - من هذا النوع .
تولّي أهل البدع يُصيِّر الإنسان منهم ، ومناصرتهم والذبّ عنهم ؛ فإنّ أحمد ابن حنبل - رحمه الله - قيل له : إنّ بعض الناس يجلس إلى أهل البدع ؛ فقال : انصحه , قال : نصحته ، فأبى , قال : ألحقه بهم .
فالذي يجالس أهل البدع ، ويُعاشرهم ؛ يُستدلّ عليه أنّه مريض ، وأنّه يُوافق هؤلاء ، وهذا فيه أدلّة :" الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " , فهذا يأتلف مع أهل البدع ، دليل أن هناك توافقا وتشابها بين الأمرين والشخصين أو الجماعتين .
وعلى كلّ حال ما ذكرناه هو الذي يُخرج عن دائرة أهل السنّة والجماعة ".
¨°o.O (« أقوال بعض أهل العلم فيما يخرج من السنة إلى أهل الأهواء ») O.o°¨
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد:
فهذه بعض أقوال أهل العلم فيما يخرج من السنة إلى أهل الأهواء والبدع
عن زكريا بن يحيى قال : سمعت أبا بكر بن عياش ، وقال له رجل : يا أبا بكر من السني ؟ فقال : « السني الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب (وفي رواية : لم يتعصب) لشيء منها » . أثر ثابت رواه الآجري وغيره .
وقال الخلال : أخبرني محمد بن موسى قال : قال أبو جعفر حمدان بن علي أنه سمع أبا عبد الله قال : وكان يحيى بن سعيد يقول : عمر وقف ، وأنا أقف ، قال أبو عبد الله : وما سمعت أنا هذا من يحيى ، حدثني به أبو عبيد عنه ، وما سألت أنا عن هذا أحدا ، أو ما أصنع بهذا ؟ قال أبو جعفر فقلت : يا أبا عبد الله ، من قال : أبو بكر وعمر هو عندك من أهل السنة ؟ قال : لا توقفني هكذا ، كيف نصنع بأهل الكوفة ، قال أبو جعفر : وحدثني عنه أبو السري عبدوس بن عبد الواحد ، قال : « إخراج الناس من السنة شديد » إسناده صحيح: رواه أبو بكر بن الخلال في السنة (1/2/373) رقم513.
قال الإمام الشاطبي في "الاعتصام" (2 / 200- 202) : "وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين ، وقاعدة من قواعد الشريعة ، لا في جزئي من الجزئيات . إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببه التفرق شيعا ، وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية ؛ لأن الكليات نص من الجزئيات غير قليل ، وشاذها في الغالب أن لا يختص بمحل دون محل ولا بباب دون باب . واعتبر ذلك بمسألة التحسين العقلى فإن المخالفة فيها أنشأت بين المخالفين خلافا في فروع لا تنحصر ، ما بين فروع عقائد وفروع أعمال .
ويجرى مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات ، فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة ، كما تصير القاعدة الكلية معارضة أيضا ، وأما الجزئي فبخلاف ذلك بل يعد وقوع ذلك من المبتدع له كالزلة والفلتة ، وإن كانت زلة العالم مما يهدم الدين حيث قال عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - : "ثلاث يهدمن الدين زلة العالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون" ، ولكن إذا قرب موقع الزلة لم يحصل بسببها تفرق في الغالب ، ولا هدم للدين بخلاف الكليات ، فأنت ترى موقع اتباع المتشابهات كيف هو في الدين إذا كان اتباعا مخلا بالواضحات وهي أم الكتاب ، وكذلك عدم تفهم القرآن موقع في الإخلال بكلياته وجزئياته ، وقد ثبت أيضا للكفار بدع فرعية ، ولكنها في الضروريات وما قاربها ، كجعلهم لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ولشركائهم نصيبا ، ثم فرعوا عليه أن ما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله وصل إلى شركائهم ، وتحريمهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامى ، وقتلهم أولادهم سفها بغير علم ، وترك العدل في القصاص والميراث ، والحيف في النكاح والطلاق ، وأكل مال اليتيم على نوع من الحيل ، إلى اشباه ذلك مما نبه عليه الشرع ، وذكره العلماء حتى صار التشريع ديدنا لهم ، وتغيير ملة إبراهيم - عليه السلام - سهلا عليهم ، فأنشأ ذلك أصلا مضافا إليهم ، وقاعدة رضوا بها ، وهي التشريع المطلق ، لا الهوى ، ولذلك لما نبههم الله تعالى على إقامة الحجة عليهم بقوله تعالى : "قل آلذكرين حرم أم الأنثيين ( قال فيها ) نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ( فطالبهم بالعلم الذى شأنه أن لا يشرع إلا حقا ، وهو علم الشريعة لا غيره ثم قال تعالى : أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا ( تنبيها لهم على أن هذا ليس مما شرعه في ملة إبراهيم ، ثم قال : ) فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ( فثبت أن هذه الفرق إنما افترقت بحسب أمور كلية اختلفوا فيها والله أعلم " . انتهى كلامه
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (96/24) :
« نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافا لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع » .
وقال كما في "مجموع الفتاوى" (35 / 414) : والْبِدْعَةُ الَّتِي يُعَدُّ بِهَا الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ مَا اشْتَهَرَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالسُّنَّةِ مُخَالَفَتُهَا لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ؛ كَبِدْعَةِ الْخَوَارِجِ ، وَالرَّوَافِضِ ، وَالْقَدَرِيَّةِ ، وَالْمُرْجِئَةِ ؛ فَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ ، وَيُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ ، وَغَيْرَهُمَا قَالُوا : « أُصُولُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً هِيَ أَرْبَعٌ : الْخَوَارِجُ ، وَالرَّوَافِضُ ، وَالْقَدَرِيَّةُ ، وَالْمُرْجِئَةُ » ، قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ : فالْجَهْمِيَّة ؟ قَالَ : « لَيْسَتْ الْجَهْمِيَّة مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - » .
وقال الشيخ زيد بن هادي المدخلي - كما في "شرح الأفنان والعمل الأسنى" بتاريخ 10 / 3 / 1431 هـ -
جوابا على قول السائل : متى يخرج الرجل من دائرة السلفية وأهل السنة والجماعة إلى دائرة أهل البدع والأهواء؟ . قال : " الخروج من السلفية ؛ المراد بالسلفية : ما كان عليه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وأصحابه الكرام الذين سلفوا ومضوا ، من اتباع الكتاب والسنة .
والخروج : إما أن يكون خروجا كليا ، وإما أن يكون خروجا جزئيا ؛ ليس كلياً ، وذلك بحسب الأعمال .
فالخروج الكلي من السلفية : أي من الدين الذي عليه السلف بالكفر الأكبر ، والشرك الأكبر ، والنفاق الاعتقادي ، والإلحاد المخرج من الملة ، لا يبقى الإنسان في دائرة الإسلام بحال من الأحوال ؛ فكيف أن يكون في دائرة السلفية ؟! .
والخروج بالبدع المخالفة لمنهج السلف ، سواءً في الاعتقاد ، أو البدع في الشعائر ، أو السلوك ، أو منهج الجهاد ، والدعوة إلى الله ، والأمر والنهي والنصيحة ، مخالفة السلف في ذلك خروج إلى دائرة البدع ، إلا أنها قد تكون بدعا لا تخرجه من الإسلام ، وإنما لا يصنف مع السلفيين الذين هم على العقيدة الصحيحة والمنهج الصحيح ، لا يصنف معهم إذا كان مرتكباً بدعاً ، ويدعو إليها ، ويحارب من أجلها ، فإنه لا يصنف مع السلفيين ، ولكنه لا يخرج من دائرة الإسلام ، ما لم يرتكب ما يخرجه من دائرة الإسلام " اهـ. .
وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - كما في فتاوى في العقيدة والمنهج
- جوابا على سؤال ما هي البدع التي يعدُّ بها الرجل خارجا عن دائرة أهل السنّة والجماعة ؟ : " مثل بدعة القدر ، وبدعة الإرجاء ، وبدعة الرفض ، وبدعة الخروج ، والبدع الصوفية ، مثل الموالد الشركية ، وغيرها ، وشدّ الرحال إلى القبور ، والأشياء هذه - بارك الله فيكم - من هذا النوع .
تولّي أهل البدع يُصيِّر الإنسان منهم ، ومناصرتهم والذبّ عنهم ؛ فإنّ أحمد ابن حنبل - رحمه الله - قيل له : إنّ بعض الناس يجلس إلى أهل البدع ؛ فقال : انصحه , قال : نصحته ، فأبى , قال : ألحقه بهم .
فالذي يجالس أهل البدع ، ويُعاشرهم ؛ يُستدلّ عليه أنّه مريض ، وأنّه يُوافق هؤلاء ، وهذا فيه أدلّة :" الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " , فهذا يأتلف مع أهل البدع ، دليل أن هناك توافقا وتشابها بين الأمرين والشخصين أو الجماعتين .
وعلى كلّ حال ما ذكرناه هو الذي يُخرج عن دائرة أهل السنّة والجماعة ".