أم فاطمة السلفية
2015-08-13, 11:07
http://up99.com/upfiles/png_files/2eN15144.png
تأملات في قوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ...﴾
للشيخ:عبيد بن عبد الله الجابري-حفظه الله-
-فحينما نتأمل هذه الآية ونتتبع جملها جملة جملة يظهر لنا ما حاصله:
- أولًا: أن إشاعة السحر وبدء نشره في أهل الإسلام هو أحد فضائح بني إسرائيل فضائح كفار بني إسرائيل عامة واليهود خاصة ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾.
- ثانيًا: أن أول استعمال السحر هو من الشياطين ﴿..مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ أي ما تقرأه من العزائم أوالطلاسم أوالتمتمات.
- الثالث: تبرئة نبي الله سليمان صلى الله عليه وسلم وعلى أبيه من هذا العمل ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾.
- الرابع: كفر الشياطين بهذا الصنيع وإن كانوا من جند سليمان صلى الله عليه وسلم فمجرد التبعية لا تقتضي حسن الاتباع، لا ملازمة بينهم فحسن الاتباع محبة ورضا وقبول وتسليم لما يأتي به النبي صلى الله عليه وسلم المنافقون أليسوا أتباعًا لمحمد صلى الله عليه وسلم في الظاهر أظنكم تقولون نعم أليس كذلك ؟ هل نعم أو لا ؟ هم من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم بل من أصحابه عرفًا أليس كذلك لكن هل تبعيتهم هذه على الوجه المرضي؟
-الجواب لا ، لأنهم كفار في الباطن .
-ابن نوح صلى الله وسلم على عبده ورسوله نوح ويقال اسمه كنعان كافر، أليس من أتباع أبيه؟ هو من أتباعه ومن الذين بلغهم نبي الله أبوه صلى الله عليه وسلم الحجة لكنه لم يؤمن نعم . فهو تابع غير متبع . نعم ﴿وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾.
- الخامس: العد عندكم نسيت الآن ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ﴾ يعني الملكين، ﴿مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾ وهذا نصح منهما، هذا من النصح لمن أراد أن يتعلم السحر، وبما أنهما أنزلهما الله فتنة، فلا يعترض يقال لماذا لا يعلمون، الله -سبحانه وتعالى- من بالغ حكمته وبديع حكمه أنه يخرج الدجال يفتن الناس، وكلما يصنعه الله -عز وجل- بعباده وينزله هو فيه ابتلاء حتى يتميز الصادق في إيمانه من الكاذب.
- الأمر لعله السادس: أن السحر ليس فيه منفعة حقيقية ، أومنفعة دائمة ، وإن كان الساحر بما يبتزه من أموال الناس، ويتلذذ به من أعراضهم انتفاع، ولكن هذا انتفاع شيطاني عاقبته الضرر، ولهذا قال: ﴿وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ﴾ يعني لذاته، أما في الحقيقة فهو فيه ضرر، لأنه ما يجبيه ويكتسبه من عمله هذا الخبيث هو من الكسب الحرام، فلا يقبل الله له به صدقة ولا زكاة ولا أي وجه خير؛ لأن الله طيب ولا يقبل من الأقوال والأعمال إلا طيبا.
من الأمور التي تضمنتها الآية أن للسحر حقيقة، ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾، وفي هذا رد على المعتزلة الذين أنكروا السحر، وربما كَفَّروا من يعتقد تأثيره، وأهل السنة على خلاف ذلك، من عقائدهم أن السحر موجود وله حقيقة تأثر في القلوب والأبدان.
ومن الأمور التي أفادتها الآية: أن حقيقة السحر وتأثيره لا تنفك عن قضاء الله وقدره، ﴿وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ﴾.
-مستفاد من: رسالة نواقض الاسلام الدرس4
للشيخ عبيد بن عبد الله الجابري
ميراث الأنبياء
تأملات في قوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ...﴾
للشيخ:عبيد بن عبد الله الجابري-حفظه الله-
-فحينما نتأمل هذه الآية ونتتبع جملها جملة جملة يظهر لنا ما حاصله:
- أولًا: أن إشاعة السحر وبدء نشره في أهل الإسلام هو أحد فضائح بني إسرائيل فضائح كفار بني إسرائيل عامة واليهود خاصة ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾.
- ثانيًا: أن أول استعمال السحر هو من الشياطين ﴿..مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ أي ما تقرأه من العزائم أوالطلاسم أوالتمتمات.
- الثالث: تبرئة نبي الله سليمان صلى الله عليه وسلم وعلى أبيه من هذا العمل ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾.
- الرابع: كفر الشياطين بهذا الصنيع وإن كانوا من جند سليمان صلى الله عليه وسلم فمجرد التبعية لا تقتضي حسن الاتباع، لا ملازمة بينهم فحسن الاتباع محبة ورضا وقبول وتسليم لما يأتي به النبي صلى الله عليه وسلم المنافقون أليسوا أتباعًا لمحمد صلى الله عليه وسلم في الظاهر أظنكم تقولون نعم أليس كذلك ؟ هل نعم أو لا ؟ هم من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم بل من أصحابه عرفًا أليس كذلك لكن هل تبعيتهم هذه على الوجه المرضي؟
-الجواب لا ، لأنهم كفار في الباطن .
-ابن نوح صلى الله وسلم على عبده ورسوله نوح ويقال اسمه كنعان كافر، أليس من أتباع أبيه؟ هو من أتباعه ومن الذين بلغهم نبي الله أبوه صلى الله عليه وسلم الحجة لكنه لم يؤمن نعم . فهو تابع غير متبع . نعم ﴿وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾.
- الخامس: العد عندكم نسيت الآن ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ﴾ يعني الملكين، ﴿مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾ وهذا نصح منهما، هذا من النصح لمن أراد أن يتعلم السحر، وبما أنهما أنزلهما الله فتنة، فلا يعترض يقال لماذا لا يعلمون، الله -سبحانه وتعالى- من بالغ حكمته وبديع حكمه أنه يخرج الدجال يفتن الناس، وكلما يصنعه الله -عز وجل- بعباده وينزله هو فيه ابتلاء حتى يتميز الصادق في إيمانه من الكاذب.
- الأمر لعله السادس: أن السحر ليس فيه منفعة حقيقية ، أومنفعة دائمة ، وإن كان الساحر بما يبتزه من أموال الناس، ويتلذذ به من أعراضهم انتفاع، ولكن هذا انتفاع شيطاني عاقبته الضرر، ولهذا قال: ﴿وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ﴾ يعني لذاته، أما في الحقيقة فهو فيه ضرر، لأنه ما يجبيه ويكتسبه من عمله هذا الخبيث هو من الكسب الحرام، فلا يقبل الله له به صدقة ولا زكاة ولا أي وجه خير؛ لأن الله طيب ولا يقبل من الأقوال والأعمال إلا طيبا.
من الأمور التي تضمنتها الآية أن للسحر حقيقة، ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾، وفي هذا رد على المعتزلة الذين أنكروا السحر، وربما كَفَّروا من يعتقد تأثيره، وأهل السنة على خلاف ذلك، من عقائدهم أن السحر موجود وله حقيقة تأثر في القلوب والأبدان.
ومن الأمور التي أفادتها الآية: أن حقيقة السحر وتأثيره لا تنفك عن قضاء الله وقدره، ﴿وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ﴾.
-مستفاد من: رسالة نواقض الاسلام الدرس4
للشيخ عبيد بن عبد الله الجابري
ميراث الأنبياء